أخبار لبنان..إسرائيل: علينا الاستعداد لتدهور الوضع على حدود لبنان..رئيسة بلدية حيفا تحذّر من حرب مع «حزب الله» أكبر بـ 100 مرة من «طوفان الأقصى»..«حزب الله» يرفض دعوات أميركية للتهدئة..لكنه منفتح على الديبلوماسية..تهديدات «عضِّ الأصابع» جنوباً لم تُسقط خيار الدبلوماسية..قلق لبناني من توسعة إسرائيل للحرب..و«الثنائي الشيعي» لن يوفر له الذرائع..ميقاتي يستغرب «الحملات» ضده..دريان يحذر من الانقسام في لبنان..ويثني على جهود اللجنة..بكركي تحتضن تجمُّع دولة «لبنان الكبير» والراعي: «يوم وطني بإمتياز»..

تاريخ الإضافة الجمعة 19 كانون الثاني 2024 - 3:26 ص    عدد الزيارات 254    القسم محلية

        


إسرائيل: علينا الاستعداد لتدهور الوضع على حدود لبنان..

دبي - العربية.نت.. شدد وزير دفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الخميس، على ضرورة الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على حدود لبنان، مشيرا إلى أن تل أبيب تفضل تسوية سياسية تسمح بعودة السكان للشمال بعد تغير الوضع الأمني.

توسيع الحملة العسكرية

وأجرى وزير الدفاع يوآف غالانت تقييما للوضع الميداني حول جاهزية القطاع الشمالي لتوسيع الحملة العسكرية، والذي ركز، من بين أمور أخرى، على سير عملية إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

"نفضل التسوية السياسية"

كما شدد غالانت على أن إسرائيل تفضل التوصل إلى تسوية سياسية تسمح بعودة السكان بدل إعادتهم إلى منازلهم عبر الوسائل العسكرية. تأتي تصريحات غالانت بالتزامن مع تأكيد مسؤولين لبنانيين أن حزب الله المدعوم من إيران رفض أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود.

"أفكار غير واقعية"

وقال مسؤول لبناني كبير مطلع على تفكير حزب الله إن الأخير رغم رفضه مستعد للاستماع، لكنه أكد في ذات الوقت أن الحزب اعتبر الأفكار التي قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، آموس هوكستين، خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي غير واقعية، وفق ما نقلت رويترز، اليوم الخميس. فعلى الرغم من هذا الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها حزب الله دعما لغزة، أفاد مسؤول لبناني آخر ومصدر أمني أن انفتاح الجماعة المسلحة المدعومة إيرانيا على التواصل الدبلوماسي، يشير إلى رغبتها في تجنب حرب أوسع حتى بعد استهداف إسرائيل قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، في الثاني من يناير، واغتيال قيادي بارز من حماس.

تفاصيل المقترحات الأميركية

أما فيما يتعلق بتلك المقترحات أو الأفكار الأميركية التي طرحت، فكشفت ثلاثة مصادر لبنانية ومسؤول أميركي أن أحد الاقتراحات التي تم طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة. فيما تضمن مقترج آخر بأن ينقل حزب الله مقاتليه ويبعدهم لمسافة سبعة كيلومترات عن الحدود، حسب ما أوضح اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة. وكانت إسرائيل طالبت سابقا بابتعادهم مسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني، كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2006. لكن جماعة حزب الله رفضت الفكرتين ووصفتهما بأنهما غير واقعيتين.

تفاوض بعد الحرب

إلا أن الحزب ألمح رغم ذلك إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحا على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع، حسب المسؤولين. في نفس السياق، قال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته "بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة"، لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات بعينها. ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية مجاورة للقطاع الفلسطيني، لم تهدأ المواجهات والمناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وأسفرت المواجهات المتبادلة على الحدود حتى الآن عن مقتل 190 شخصاً على الأقل، بينهم أكثر من 140 عنصراً من حزب الله و3 صحافيين، وفق فرانس برس. كذلك أدت المناوشات شبه اليومية التي انطلقت منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية. في حين أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم 9 عسكريين.

رئيسة بلدية حيفا تحذّر من حرب مع «حزب الله» أكبر بـ 100 مرة من «طوفان الأقصى»

| القدس - «الراي» |... حذرت رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش روتيم، من حرب شاملة بين إسرائيل و«حزب الله». وأشارت إلى أنه في حال نشوب حرب واسعة، «ستدفع حيفا ثمناً باهظاً. نحن لا نتحدث عن 1400 قتيل، وإنما عن آلاف كثيرة، وأضعاف الأضعاف»، وذلك على خلفية وجود مصفاة تكرير النفط ومصانع كيماويات في خليج المدينة الساحلية. وأضافت كاليش روتيم «أعتقد أن القيادة تدرك أن (استهداف صاروخي ضد) حيفا وخليجها هو حدث كبير جداً. وآمل أنهم يتصرفون بمسؤولية. ونحن موجودون هنا في وضع معقد للغاية، وأن الكارثة التي حلت بنا في 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) قد تتسع 100 مرة إذا لم نتوقف ونفكر بما ينبغي فعله ونعيد تخطيط خطواتنا»...

«حزب الله» يرفض دعوات أميركية للتهدئة..لكنه منفتح على الديبلوماسية

إسرائيل على حربها الكلامية ضد لبنان والميدان يَحْكمه «ستاتيكو»

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ميقاتي: نقف بجانب العراق ضد القصف الإيراني على كردستان

- حركةٌ ديبلوماسية نشطة تحضيراً لاجتماع «مجموعة الخمس»

تزداد الحبالُ المشدودةُ التي تسير عليها المنطقةُ، ما يضع جبهةَ جنوب لبنان أكثر فأكثر في دائرةِ «الخطر العالي» ويعزّز الغموضَ الذي يلفّ آفاقَها، ولا سيما بعدما تَكَرَّس، ديبلوماسياً وميدانياً، أن مسارَ العمليات عبْرها بات متلازماً مع وقْف حرب غزة. ومع اتجاه الأنظارِ في الساعاتِ الماضيةِ إلى «تَناسُل الجبهاتِ» فوق فالق غزة، وآخِرها الجبهة الإيرانية - الباكستانية و«تَعادُل» الضربات بين كل من طهران وإسلام أباد، بالتوازي مع استمرار ارتداداتِ العمليات التي نفّذتْها إيران في كل من العراق وسورية وتشظيات «حرب البحر الأحمر» بين الحوثيين والولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده، راوحتْ القراءات لهذا التسخين الشامل، بين كونه التحمية الأخيرة قبل الصِدام الكبير، واعتبار أن توسيعَ رقعة النار ضمن الحدود الحالية يمكن أن يساهم في توزيعِ «الضغط الأعلى» على ساحاتٍ عدة وتخفيف تَوَهُّج جبهة جنوب لبنان بوصفْها أحد أخطر «الصواعق» الجاهزة للتفجير، وفرْملة انزلاق المنطقة إلى ارتطامٍ لا قدرة لأحد على التحكم بتشظياته. وفيما كان لبنان الرسمي يعلن أمس بلسان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «الوقوفَ المطلق إلى جانب أي دولة عربية ضد أي اعتداء تتعرّض له»، مؤكداً «نقف إلى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرّض له إقليم كردستان العراق»، فإن أوساطاً سياسيةً استوقفها تطوران اعتُبرا مؤشّريْن إلى أن حظوظَ إبقاء جبهة الجنوب في دائرة الاحتواء مازالت تتقدّم على السيناريو الأسوأ رغم مضيّ تل أبيب في حربها الكلامية وآخِرها ما أعلنه رئيس الأركان هيرتسي هاليفي خلال تفقّده مناورة عسكرية في شمال إسرائيل عن «ازدياد احتمال نشوب حرب في الشمال مقارنة بالماضي. وعندما نحتاج لذلك سنمضي إلى الأمام بكل القوة. ونحن نعمل لرفع الجاهزية للحرب في لبنان، ولدينا الكثير من العبر من الحرب في غزة، والعديد منها ملائمة أيضاً للقتال في لبنان، وأخرى يجب أن نقوم بملاءمتها».

والتطوران هما:

- ما نُقل عن كبار المسؤولين الأميركيين من أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن عاد إلى واشنطن من زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي «بعدما رَفَضَ بنيامين نتنياهو جميع طلبات الإدارة الأميركية باستثناء واحدة، ألا وهي الالتزام بأن إسرائيل لن تهاجم حزب الله في لبنان».

- ما أوردتْه «رويترز» عن مسؤولين لبنانيين من أنّ «حزب الله» رفض أفكاراً أوليّة من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود تضمنت سحب مقاتليه بعيداً عن الحدود لكنه لا يزال منفتحاً على الديبلوماسية الأميركية لتجنب خوض حرب شاملة.

ونقلت الوكالة في تقرير لها عن مسؤول لبناني رفيع المستوى، مطلع على تفكير «حزب الله» أنّ «الحزب مستعد للاستماع»، وأنه اعتبر الأفكار التي قدمها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي «غير واقعية». وإذ أفاد مسؤولون لبنانيون وديبلوماسي أوروبي بأن الحزب لم يشارك بشكل مباشر في المحادثات، وبدل ذلك نقل وسطاء لبنانيون مقترحات وأفكار هوكشتاين اليه، كشف التقرير بحسب ثلاثة مصادر لبنانية ومسؤول أميركي، أن«أحد الاقتراحات التي تم طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة». وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة، إن «اقتراحاً نُقل أيضا لحزب الله بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة 7 كيلومترات عن الحدود»، وهو المقترح الذي بدا بمثابة حلّ وسط، إذ «يُبْقيهم أقرب كثيراً من مطلب إسرائيل العلني بالابتعاد لمسافة 30 كيلومتراً إلى نهر الليطاني كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة عام 2006». وإذ قال المسؤولون اللبنانيون والديبلوماسي إن الحزب رفض الفكرتين ووصفهما بأنهما غير واقعيتين، إلا أنهم أكدوا تلمحيه إلى أنه «بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحاً على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع». وأبلغ مسؤول رفيع المستوى في الحزب إلى «رويترز»، طالباً عدم الكشف عن هويته، «بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة»، لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات بعينها. من جانبه، قال إيلون ليفي، وهو ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية رداً على سؤال من «رويترز»، إن هناك «فرصة ديبلوماسية لاتزال سانحة» لدفع الحزب بعيدا عن الحدود. في موازاة ذلك، بقي الميدان جنوباً على ما يشبه «ستاتيكو» التسخين «المتحكَّم به»، حيث مضى الحزب في عملياته، بالتوازي مع إعلان الجيش الإسرائيلي أن «سلاح الجو استهدف بنى تحتية للحزب في منطقة العديسة». وفي استهدافٍ غير مسبوقٍ منذ بدء المواجهات على جبهة الجنوب، نفّذت مسيّرة سلسلة غارات على المنطقة المحيطة بسوق الخان وطريق كوكبا إلى الغرب من حاصبيا بصواريخ موجَّهة كانت تستهدف سيارةً، وأصابت إحداها حديقة منزل المواطن ملحم قلعاني وسط كوكبا.

«مجموعة الخمس»

ديبلوماسياً، تشهد بيروت حركة تحضيراً لاجتماعٍ ستعقده «مجموعة الخمس حول لبنان» التي تضمّ السعودية والولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر والتي تتمحور مهمتها حول توفير «هبوط آمِن» للبنان من الأزمة الرئاسية المتمادية منذ الأول من نوفمبر 2022. وعلى وقع علاماتِ استفهامٍ حيال مدى القدرة واقعياً على الفصل بين الأزمة الرئاسية وحرب غزة، وسط مخاوف عبّرتْ عنها أطراف في المعارضة من مقايضاتٍ سيحاول فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله» حبْكها بين أي ترتيبات حول «اليوم التالي» لبنانياً بعد حرب غزة وبين الاستحقاق الرئاسي الذي يتمسّك فيه بمرشّحه سليمان فرنجية، فإن أوساطاً سياسية تعتبر أن ما جرى ومازال يحصل انطلاقاً من جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر الماضي يفترض أن يجعل «مجموعة الخمس» أكثر تَمَسُّكاً بـ «خريطة الطريق» التي رسمتْها لإنهاء الشغور في بيانها في يوليو الماضي ولا سيما لجهة:

- دعوة البرلمان إلى انتخاب «رئيس يجسد النزاهة، ويوحّد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول، ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه، ويشكل ائتلافاً واسعاً وشاملاً لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية».

- تأكيد «أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية قراراتِ مجلس الأمن والاتفاقات والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن الجامعة العربية، بالإضافة إلى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني»...

لكن هذه الخطوات تعني أن إسرائيل استسلمتْ لواقع أن تحرير الأسرى لدى «حماس» لن يتم إلا بالتفاوض بعد إنهاء الحرب وأن الحركة والفصائل المقاومة الأخرى لن ترضى إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وإعادة إعمار غزة قبل تسليم جميع الأسرى، مع إخلاء جميع السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين قبل وبعد السابع من أكتوبر وإنهاء العمليات الخاصة والاغتيالات للقادة في غزة والضفة. لقد استطاعتْ إسرائيل تدميرَ جزءٍ من البيئة الحاضنة للمقاومة وتقديم صورة عن حجم الدمار والقتلى المستعدة لإيقاعه في حال هوجمتْ مرة ثانية. وهذه أهداف معقولة لم تعلنها إسرائيل لتتبناها لاحقاً. ويجد الجيش نفسه أمام مقاومة لم تُهزم وتعود بقوة إلى مناطق غزة - التي لم تتركها أصلاً - وأمام مستوطنين لن يعودوا من دون إعطائهم الطمأنينة اللازمة والأمن المطلوب لمنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر.

حققت إسرائيل أهدافاً تكتيكية لا تستطيع بناءَ مستقبل على أساسها. وتالياً لم يتبق لأميركا سوى حلّ الدولتين، وهو اقتراح قديم جديد لن يحصل ما دام نتنياهو وحكومته المتطرفة في السلطة، ولن يستطيع بايدن التعويل على رئيس الوزراء الحالي ليقدّم له أوراقاً يمكن أن يعتقد أنها قد تكون رابحة في معركته الانتخابية. وهكذا تكون حرب غزة عملتْ على الإطاحة بنتنياهو وقادة إسرائيل وكذلك ببايدن عندما تتوقّف قرقعة السلاح. أما لائحة انتصار المقاومة، على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي لا تعطي أي انتصار لأي جيش بل هي وصمة عار تلاحقه لأمد طويل، فتتضمّن فوزاً إستراتيجياً تعوّل عليه دول الشرق الأوسط مستقبلاً وأهمّ عناصره انكسار صورة «الجيش الذي لا يُقهر» والذي فشل في تحقيق أهدافه أمام مجموعة أقلّ عدداً وعُدة وذات روحية صلبة تتفوّق على أقوى الأسلحة والجيوش.

حزب الله رفض مقترحات أميركية للتهدئة مع إسرائيل

نجاة أحد قادة «الجماعة الإسلامية» من هجوم مسيرة إسرائيلية في الجنوب

الجريدة....نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين لبنانيين قولهم، إن جماعة حزب الله المدعومة من إيران رفضت أفكاراً أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود تضمنت سحب مقاتليها بعيداً عن الحدود، لكن الجماعة لا تزال منفتحة على الدبلوماسية الأميركية لتجنب خوض حرب شاملة. ويقود المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين مساعي دبلوماسية تهدف إلى إعادة الأمن على الحدود بين لبنان وإسرائيل في وقت تنزلق فيه المنطقة بشكل خطير صوب تصعيد كبير للصراع في إطار تبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة. وقال مسؤول لبناني كبير مطلع على تفكير الحزب: «حزب الله مستعد للاستماع» لكنه أكد في ذات الوقت أن الجماعة اعتبرت الأفكار التي قدمها هوكشتاين خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي غير واقعية. وموقف حزب الله هو مواصلة إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل لحين التوصل لوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة. وعلى الرغم من الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها حزب الله دعماً لغزة، قال مسؤول لبناني ومصدر أمني، إن انفتاح الجماعة على التواصل الدبلوماسي يشير إلى رغبتها في تجنب حرب أوسع حتى بعد وصول ضربة إسرائيلية إلى بيروت نفسها قتل فيها صالح العاروري القيادي البارز من حماس في الثاني من يناير. وقالت إسرائيل أيضاً إنها تريد تجنب الحرب، لكن الجانبين يقولان إنهما مستعدان للقتال إذا لزم الأمر. وحذرت إسرائيل من أنها سترد بقوة إذا لم يتم التوصل لاتفاق لتأمين منطقة الحدود. قال مسؤولون لبنانيون ودبلوماسي أوروبي، إن جماعة حزب الله، التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية، لم تشارك بشكل مباشر في المحادثات وبدلاً من ذلك نقل وسطاء لبنانيون مقترحات وأفكار هوكشتاين للجماعة. وتواصلت رويترز مع 11 مسؤولاً من لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا من أجل إعداد هذه القصة. وقالت ثلاثة مصادر لبنانية ومسؤول أميركي، إن أحد الاقتراحات التي تم طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة. وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إن اقتراحاً نقل أيضاً لحزب الله بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة سبعة كيلومترات عن الحدود. ويترك هذا المقترح مقاتلي الجماعة أقرب كثيراً من مطلب إسرائيل العلني بالابتعاد لمسافة 30 كيلومتراً إلى نهر الليطاني كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2006. وقال المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي إن جماعة حزب الله رفضت الفكرتين ووصفتهما بأنهما غير واقعيتين. ودأبت الجماعة على رفض فكرة إلقاء السلاح أو سحب مقاتليها الذين يتحدر كثير منهم أصلاً من المنطقة الحدودية وبالتالي يعيشون فيها حتى في أوقات السلم. وقال المسؤولون اللبنانيون الثلاثة، إن حزب الله ألمح إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحاً على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع. وقال مسؤول كبير في حزب الله لـ«رويترز» طالباً عدم الكشف عن هويته «بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة» لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات بعينها. وقال إيلون ليفي وهو متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية رداً على سؤال من «رويترز» خلال إفادة صحافية أمس الأول، إن هناك «فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة» لدفع حزب الله بعيداً عن الحدود. إلى ذلك، نجا أحد قادة الجماعة الإسلامية في منطقة العرقوب بجنوب لبنان أمس من هجوم صاروخي شنته مسيرة إسرائيلية على سيارته وأسفر عن إصابته بجروح طفيفة، بحسب مصادر أمنية لبنانية. والجماعة الإسلامية هي تنظيم سياسي إسلامي له جناح عسكري تحت مسمى «قوات الفجر» نفذ في الآونة الأخيرة عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي. والجماعة تنسق بشكل كبير مع حركة «حماس». في سياق متصل، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب، أمس، إن «ما حصل في السابع من أكتوبر الماضي سيتكرر مجدداً في حال عدم التوصل إلى السلام، وحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية»...

تهديدات «عضِّ الأصابع» جنوباً لم تُسقط خيار الدبلوماسية

بخاري يبدأ المشاورات مع سفراء الخماسية.. ودريان يطالب المجلس النيابي بالتعاون

اللواء...لم تقتصر التوترات الكبرى على البحرين الاحمر والمتوسط، على بل ضربت آسيا الاسلامية الوسطى، من الغرب الى الشرق، عبر التوتر غير المسبوق بين ايران وباكستان، مما جعل الدول الكبرى كالصين وروسيا الاتحادية وحتى الولايات المتحدة الاميركية تخشى من التداعيات، الناجمة عن عامل خطير واحد وهو التعنت الاسرائيلي بمواصلة الحرب المسعورة على غزة، والتي تدخل اليوم الرابع بعد المائة، مع تهديدات اسرائيلية متصاعدة ضد لبنان وحزب الله، والايحاء بأن خيار توسيع الحرب على الطاولة، وفقا لوزير الدفاع الاسرائيلي. ولم يخفِ وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت تهديداته المتكررة من الاعلان ان جيشه قد يضطر الى حرب مع حزب الله. وشدد على «الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الامني تجاه حزب الله»، الى حملة واسعة النطاق وعلى سلامة المخيمات وسبل الحفاظ على سير الاقتصاد في حالة التصعيد. واشار الى أن «الجيش الاسرائيلي يفضل التوصل الى تسوية سياسية تسمح لمستوطني الشمال بالعودة الى منازلهم بعد تغير الوضع الامني على الحدود، تعزز الاستعداد الصهيوني لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية». بالمقابل ، رحبت أوساط لبنانية بما نسب الى مسؤولين لبنانيين من ان حزب الله لا يزال منفتحا على الدبلوماسية لتجنب حزب شاملة، لكنه يرفض ما حمل الموفد آموس هوكشتاين من طلب من الحزب سحب قواته 7 كلم على الحدود الجنوبية، ليتاح المجال لسكان مستوطنات الشمال بالعودة الى منازلهم. واعتبر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ايلون ليفي ان «هناك فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة» لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود.

ميقاتي يرد

على وقع التوترات والتهديدات هذه خرج الرئيس نجيب ميقاتي العائد من دافوس عن صمته، ورد على من انتقدوه على خلفية ما أعلنه في مجلس الوزراء الاخير لجهة ربط وضع الجنوب بما يجري في غزة، وما استتبع ذلك من انتقادات وحملات، بدأتها الاحزاب المسيحية ولم تقتصر عليها». فقرّر رد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على ما وصفه «حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعليه شخصياً»، على خلفية الموقف الاخير الذي اعلنه في آخر جلسة لمجلس الوزراء. وذكر ان الرئيس ميقاتي طالب الدول الفاعلة والمؤثرة الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي. طالبا المنتقدين بتقديم حلول عملية، وهو ليس بحاجة الى شهادة حُسن سلوك من أحد. وكان الرئيس ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وبحث معه في البيان الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. واكد ميقاتي «الوقوف المطلق الى جانب اي دولة عربية ضد اي اعتداء تتعرض لها، وقال: نقف الى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرض له اقليم كردستان العراق».

سجالات أيضاً خلال مناقشة الموازنة

ولم تستبعد مصادر نيابية من اندلاع سجالات في الاوراق الواردة، عندما تعقد الجلسات النيابية لمناقشة واقرار موازنة العام 2024 والمرجح انعقادها الخميس او في الاسبوع الذي يليه، وهو الاخير من شهر ك2 الجاري، لا سيما لجهة الحملة على الحكومة، وانتقاد الاشتباكات الجارية في الجنوب. رئاسياً، أكد النائب غسان سكاف في حديث لـ «اللواء» أن مسعاه الجديد يحمل عنوان «مبادرة تخفيض السقوف»، وأنه باشر لقاءاته مع القيادات اللبنانية ويستكملها، داعيا الجميع إلى النزول عن الشجرة والوصول إلى اتفاق معين وعدم انتظار الخارج ونهاية حرب غزة والاقليم وربط الرئاسة بالمجهول، معلنا أن موقعه المستقل دفعه إلى إجراء تشاور مع الكتل النيابية وتقريب وجهات النظر لإنتاج رئيس للبلاد سريعا لأن خطوة انتخاب رئيس الجمهورية ضرورية سواء اتجهت البلاد إلى الحرب أو الى المفاوضات. وكرر النائب سكاف القول انه لا يجوز انتظار تطورات جديدة والمبادرة سريعا إلى انتخاب رئيس الجمهورية وذلك قبل أن تهب رياح إقليمية وأشار إلى أنه «لا يمكن فصل الحراك الخارجي في ملف الرئاسة عن المساعي الداخلية وإن هذه المساعي تتم بالتوازي مع الخارج». وتحدث سكاف عن تنسيق مع هذه اللجنة ومع الفرقاء في الداخل وإن الأطراف المعنية هي الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والقوات ومعلوم أن التقاطع بين الثنائي المسيحي أدى إلى ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، أما المقاربة الجديدة فتقوم على طرح أسماء على الثنائي الشيعي ويمكن استنتاج مع اللجنة الخماسية مجموعة من الأسماء التي تلقى التأييد فيتم طرحها على الثنائي المسيحي، واذا تم التوصل إلى اسم معين يمكن التوجه إلى مجلس النواب وطرح الاسم مع الأسماء المتداولة الأخرى ، وتعقد بعد ذلك جلسة انتخاب ودورات متتالية في مجلس النواب كي تمنح الفرصة للمرشحين. ورفض الاتيان برئيس تحد لأي فريق أو أن يملي الخارج علينا أي رئيس، فالتحرك يبدأ داخليا ومن ثم نذهب إلى اللجنة الخماسية. وفي الإطار الدبلوماسي، استقبل السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في مقر اقامته في اليرزة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وتركز البحث على الجمود المبذولة لتحقيق الانتخابات الرئاسية، بوصفها السبيل لاخراج لبنان من ازماته. بعد ذلك، زار السفير بخاري سفير مصر في لبنان علاء موسى للتنسيق في المواقف تجاه لبنان، والتحضير الجيد للاجتماع المقبل للجنة الخماسية.

دريان لعدم إضاعة فرصة اللجنة الخماسية

وفي الدوحة، التقى المفتي الشيخ عبد اللطيف الدريان وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي الوضع في لبنان والمنطقة. واشار دريان ان ما تقوم به اللجنة الخماسية بخصوص لبنان خارطة طريق يبنى عليها وعلينا عدم اضاعة الفرصة، موضحا ان خلافات بين اللبنانيين، بل تباين في وجهات النظر، رافضا المزايدات، وداعيا الى الوحدة الوطنية.

الى الاضراب الثلاثاء

تربوياً، اعلنت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة الاضراب الثلاثاء المقبل احتجاجا على تراجع اصحاب المدارس عن الاتفاق الذي تم برعاية وزير التربية، وقضى باعطاء الاساتذة المتقاعدين، ما لا يقل عن 6 اضعاف اسوة بالاساتذة في القطاع العام.

الوضع الميداني

اللافت ميدانياً، كان الغارة بمسيَّرة اسرائيلية على بلدة كوكبا، من دون تحقيق اية اصابات، وهي المرة الاولى التي يستهدف فيها سوق الخان منذ اندلاع الاشتباكات. واعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا موقع الراهب بالاسلحة المناسبة، كما استخدمت موقع السماقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك تم استهداف تجمع لجنود الاحتلال في محيط ثكنة ادميت بالاسلحة الصاروخية. بدوره، لم يسلِّم الطيران المعادي القرى الحدودية من رأس الناقورة الى الاطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل ومنطقة هور والعزية في دير ميماس.

إسرائيل «تتحسب» لحرب مع لبنان..وتفضل التسوية السياسية

جيشها يعتمد على أسراب من المسيّرات في استهداف «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط».. دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى التحسب للحرب مع لبنان، لكنه أشار إلى أن بلاده تفضّل تسوية سياسية تسمح بعودة السكان للشمال بعد تغير الوضع الأمني. وأجرى غالانت تقييماً للوضع الميداني حول جاهزية القطاع الشمالي لتوسيع الحملة العسكرية، الذي تطرق إلى سير عملية إعادة سكان الشمال إلى منازلهم. لكنه أعلن أن إسرائيل «تفضّل التوصل إلى تسوية سياسية تسمح بعودة السكان بدل إعادتهم إلى منازلهم عبر الوسائل العسكرية». ويأتي تصريح غالانت إثر فشل الوساطات الدولية لإنهاء التوتر في جنوب لبنان. ونقلت وكالة «رويترز»، أمس (الخميس)، عن 3 مصادر لبنانية ومسؤول أميركي، أن أحد الاقتراحات التي تم طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود، بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة. وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إن اقتراحاً نُقِل أيضاً لـ«حزب الله» أن يبتعد مقاتلوه لمسافة 7 كيلومترات عن الحدود، لكن الحزب رفض الفكرتين، ووصفهما بأنهما غير واقعيتين. ووسط تصعيد متواصل، اعتمد الجيش الإسرائيلي تكتيكاً حربياً جديداً، يتمثل في تكثيف الطلعات الجوية للمسيّرات التي حلّقت على شكل أسراب، والتقط لها السكان صوراً، ظهر أن كل سرب يتراوح بين اثنتين و5 مسيرات في نطاق جغرافي متقارب. وظهرت مسيّرتان تحلقان ضمن مسافة جغرافية قريبة جداً، للمرة الأولى، بعد ظهر الأربعاء، خلال استهدافهما مجموعة عسكرية تابعة لحركة «حماس» أطلقت صواريخ في سهل القليلة، الواقع جنوب مدينة صور، حسب ما جاء في مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي، كما ظهر سرب يضم 5 مسيّرات كانت تحلق ضمن مسافة جغرافية متقاربة أمس. ويقول خبراء عسكريون إن هذا التكتيك يُعتمد لـ«تكثيف ملاحقة المقاتلين في الميدان»، وهو ما لم تتوقف المسيرات الإسرائيلية عن اعتماده منذ بدء الحرب، و«لاستهداف منظومات الدفاع الجوي العائدة لـ(حزب الله)، التي عادة ما تطلق النيران باتجاه المسيّرات، ما يتيح للمسيرة الثانية استهداف المنظومة في حال تمت إصابة المسيّرة الأولى».

قلق لبناني من توسعة إسرائيل للحرب..و«الثنائي الشيعي» لن يوفر له الذرائع

بغياب الضمانات الأميركية - الأوروبية لضبط نتنياهو

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. لا يخفي مسؤولون في «الثنائي الشيعي» الذي يضم «حزب الله» وحركة «أمل»، قلقهم من أن تكون إسرائيل بدأت تمهّد لتوسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية في جنوب لبنان الذي ظهر جلياً للعيان في حجم الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على وادي السلوقي الواقع على تخوم منطقة جنوب الليطاني والتي بلغت ليل الثلاثاء الماضي نحو 20 غارة، واستمرت على نفس الوتيرة في اليوم الذي يليه، خصوصاً أن الموفدين الأوروبيين الذين يتزاحمون لزيارة بيروت لم يحملوا معهم ما يدعوهم للاطمئنان بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليس في وارد توسعتها. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مسؤولة في الثنائي الشيعي أن مهمة الموفدين الأوروبيين إلى لبنان تبقى محصورة بإسداء النصائح بطريقة غير مباشرة إلى «حزب الله» بعدم أخذ المبادرة لتوسعة الحرب؛ لأن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية ومعها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على نتنياهو وفريق حربه لم يؤد حتى الساعة إلى إقناعه بعدم الدخول في مغامرة عسكرية يمكن أن تمهد لاشتعال المنطقة في حروب متنقلة. ولفتت المصادر إلى أن الضغوط على نتنياهو لم تتوقف وما زالت قائمة، وقالت إن الموفدين الأوروبيين يحذّرون من ملاقاته في منتصف الطريق بتوفير الذرائع لتوسعة الحرب امتداداً لتلك الدائرة في قطاع غزة، وهذا ما يلقى استجابة من الثنائي الشيعي، رغم أن تل أبيب تواصل خرقها لقواعد الاشتباك باستهدافها باستمرار لعدد من المناطق الواقعة خارج منطقة جنوب الليطاني. وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية إن الرئيس بري يطالب في لقاءاته مع الموفدين الأوروبيين بالضغط على إسرائيل لأن قرار الحرب بيدها، وأن وقف العدوان على غزة ينسحب هدوءاً على الجبهة الشمالية، وهذا ما تبين عندما تم التوصل إلى هدنة على الجبهة الغزاوية التي استمرت لأيام وانعكست تلقائياً على جنوب لبنان. وأكدت أن الثنائي الشيعي باقٍ على التزامه بتطبيق القرار الدولي 1701، وأن إسرائيل هي من يعطل تطبيقه. ورأت المصادر نفسها أن الثنائي الشيعي ينأى بنفسه عن استدراج إسرائيل للانزلاق نحو توسعة الحرب لتشمل الجبهة الشمالية. وقالت إن تواصل معظم دول الاتحاد الأوروبي مع نتنياهو لم يؤدّ إلى انتزاع الضمانات المطلوبة منه بعدم توسعتها، بذريعة أنه يتعرض إلى ضغط من قبل المستوطنين الذين اضطروا لمغادرة المستوطنات الواقعة على امتداد الجبهة الشمالية مع لبنان، وإن كانت لا تستبعد بأنه يستخدم كل أدوات الضغط لعزل المواجهة في الجنوب عن الحرب في غزة. وأكدت أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين لم يوقف وساطته بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق يقضي بتحديد الحدود البرية بين البلدين، وقالت إنه يتريث في مواصلة وساطته إلى حين تبيان ما تقصده تل أبيب ببدء تطبيقها للمرحلة الثالثة من اجتياحها البري لغزة؛ للتأكد من إمكانية الفصل بين الأخيرة وجنوب لبنان، في حال أن الظروف السياسية تسمح له بالمضي في وساطته. فهل يغامر نتنياهو بتوسعة الحرب؟ أم أنه يرفع من منسوب الضغط على «حزب الله» بتلويحه بتوسعتها لعله يحقق سلماً ما يغنيه عن الدخول في حرب لن تكون تقليدية هذه المرة؟ خصوصاً أن «حزب الله» يصر حتى اللحظة على ضبط إيقاعه في مساندته لـ«حماس»، ولن يخدمه في توفير الذرائع له، مع أنه يدرك بأن رفع السقوف، بالمفهوم العسكري، لن يكون من جانب واحد، وأن الحزب سيبادله بالمثل وإن كان يكتفي الآن برصد حجم الغارات الإسرائيلية على وادي السلوقي الذي يشكل من وجهة نظره خط الدفاع الأول عن جنوب الليطاني، وسبق لإسرائيل أن اختبرته في حرب تموز (يوليو) 2006، ودفعت ثمناً غالياً لدى محاولتها السيطرة عليه امتداداً للسيطرة على وادي الحجير.

ميقاتي يستغرب «الحملات» ضده

أكد وقوف لبنان إلى جانب العراق ضد القصف الإيراني

بيروت: «الشرق الأوسط».. استغرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، «الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة»، على خلفية موقف أدلى به في جلسة الحكومة الأخيرة حول الحرب في غزة، رأت فيه المعارضة «تبنياً لموقف (حزب الله)». وطالب «الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد»، معتبراً أن «المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها»، وأنه «ليس في حاجة إلى شهادة حسن سلوك من أحد». وجاء موقف ميقاتي بعد سلسلة من الانتقادات لموقفه في جلسة الحكومة الأخيرة، قال فيه إنه أبلغ جميع الموفدين الدوليين أن «الحديث عن تهدئة في لبنان فقط أمر غير منطقي». ورأى ميقاتي، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، الخميس، أن «الحملة السياسية والإعلامية على الحكومة وعلى ميقاتي شخصياً قبل أيام قليلة... تجاهل مطلقوها مسألة أساسية وهي أن الموقف المعلن له كان أبلغه لجميع المعنيين خلال الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل إلى وقف إطلاق النار، ومن ثم العودة إلى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الأولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وهو موقف ومطلب عربي موحّد»، فضلاً عن أنه «حذّر من انعكاسات الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية على لبنان». وإذ ذكّر بمواقفه المتكررة خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، وخلاصتها أن وقف إطلاق النار في غزة يساهم في إبقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة، وتعبيره عن خشيته من «فوضى أمنية في المنطقة في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة»، وتأكيده أن لبنان «يحترم كل القرارات الدولية من اتفاق الهدنة عام 1949 وصولاً إلى القرار 1701»، أكد ميقاتي أن ما قاله «يندرج في سياق موقف متكامل واضح المقصد والرؤية»، مشيراً إلى أن «أي اجتزاء أو تشويه لهذا الموقف لا يلغي الحقيقة الثابتة بأن مدخل الحل لكل أزمات المنطقة، هو في ارساء الحل العادل للقضية الفلسطينية». وأضاف: «ما نشهده من توترات متنقلة بين الأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان والبحر الأحمر وغيرها من الأماكن، يؤكد صوابية ما حذر منه دولته على الدوام ومطالبته بشمولية الحل لكل الأزمات». واستغرب ميقاتي «الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة»، وطالب «الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، أو رهانات خاطئة». وقال مكتبه الإعلامي في البيان إن ميقاتي «يدعو جميع القيادات اللبنانية إلى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة، والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها، كما يدعو من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير أمور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، إلى القيام بواجبهم الأساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً إلى المعالجات الجذرية المطلوبة»، معتبراً أن «ما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكررة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئاً». واعتبر بيان مكتب ميقاتي أن «المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، ودولته ليس في حاجة إلى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام إلى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً»، مضيفاً أن كل التجارب الماضية «أثبتت صوابية موقفه الداعي إلى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية بعيداً عن المزايدات». وكان ميقاتي أكد «الوقوف المطلق إلى جانب أي دولة عربية ضد أي اعتداء تتعرض له»، وقال: «نحن نقف إلى جانب العراق ضد القصف الإيراني الذي تعرض له إقليم كردستان العراق»، وذلك خلال لقائه بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب حيث تطرق البحث بينهما إلى نتائج اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد الأربعاء، والبيان الصادر عن الاجتماع.

اجتماع لسفراء السعودية ومصر وفرنسا يستبق لقاء «الخماسية»

دريان يحذر من الانقسام في لبنان..ويثني على جهود اللجنة

بيروت: «الشرق الأوسط».. شكّل الملف الرئاسي في لبنان والحرب على غزة، محور اللقاءات التي عقدها سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، مع نظيريه الفرنسي هيرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى، وذلك قبيل اجتماع «المجموعة الخماسية بشأن لبنان» المتوقع خلال أسبوعين؛ للبحث في ملف منصب رئاسة الجمهورية الشاغر منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. وتضم المجموعة الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والسعودية، ومصر، وقطر. واستقبل بخاري ماغرو في مقر إقامته، في اليرزة، حيث بحثا أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتان اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، كما جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب بيان السفارة السعودية. وقام بخاري، من جهته، بزيارة سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى في مقر السفارة، حيث ناقش الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، وبحث آخر تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الأراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأتى ذلك في وقت حذّر فيه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، من قطر، من الانقسام في لبنان؛ بسبب الشغور الرئاسي، مثنياً على الجهود التي تقوم بها «اللجنة الخماسية». وفي تصريح له، قال المفتي دريان بعد لقائه وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي: «ما تقوم به اللجنة الخماسية بخصوص لبنان، هو خريطة طريق يُبنى عليها. علينا ألا نضيع الفرصة المتاحة لنا، فلنضع مصالحنا الشخصية جانباً، ولنساعد أنفسنا لكي يساعدنا الآخرون، فمصلحة الوطن واللبنانيين هي أولى الأولويات، وعلى اللبنانيين، خصوصاً المجلس النيابي، أن يلتقط خريطة الطريق هذه ويدعو لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة». وتابع: «لا نرى خلافاً بين اللبنانيين، بل هناك تباين في وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية، ونطالب السياسيين بالائتلاف للالتقاء على القواسم المشتركة لما فيه خير الوطن وحفظ كرامة الإنسان. لا نريد أي انقسام في البلد بسبب الشغور الرئاسي خشية مزيد من انهيار المؤسسات وعدم الاستقرار وانتشار الفوضى بشتى أشكالها، وعندها يدخل الوطن في غيبوبة». وشدد: «لا نريد للقوى السياسية أن يزايد بعضها على بعض في الدفاع عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله، كفانا شعارات رنانة وطنانة. نريد أفعالاً لا أقوالاً. إن تحقيق الإصلاح مسؤولية جماعية والكل مسؤول عن وطنه، علينا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية وسيادتنا وعروبتنا التي هي فخرنا وحصننا الأمين».

مدير المخابرات القبرصية في بيروت لبحث الهجرة غير الشرعية

59 قارباً غادر لبنان عام 2023 وأكثر من 3500 شخص معظمهم من السوريين

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. عاد موضوع الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة في لبنان مع زيارة مستشار الأمن القومي ومدير المخابرات القبرصية تاسوس تزيونيس، بيروت، حيث التقى مسؤولين وبحث كيفية الحد من هذه الظاهرة التي تنشط في لبنان في الفترة الأخيرة عبر عصابات تتولى هذه العمليات مقابل آلاف الدولارات. وعقد مدير المخابرات القبرصي لقاءات مع رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ونائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري. وقال الوزير بوحبيب خلال اللقاء إن «95 في المائة من النازحين السوريين يهاجرون لأسباب اقتصادية، وعلينا معالجة ذلك، بالتعاون مع الدول المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط». ويشكل السوريون النسبة الأكبر من المهاجرين غير الشرعيين من لبنان باتجاه قبرص التي تعد البوابة إلى أوروبا بالنسبة إلى هؤلاء، وهو الأمر الذي يؤرق الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي. وقد أظهرت إحصاءات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، مغادرة 59 قارباً من لبنان تحمل على متنها ما يقارب 3528 راكباً، منهم 3298 سورياً، و76 لبنانياً، و5 فلسطينيين، إضافةً إلى 149 شخصاً لم يتم التأكد من جنسيتهم. وتشير المفوضية إلى أن 29 قارباً (تحمل 1558 شخصاً) وصلت إلى قبرص بنجاح لكن أُعيد ثلاثة منها لاحقاً إلى لبنان، أي 109 ركاب، مشيرةً من جهة أخرى إلى أنه إضافةً إلى هذه القوارب هناك 45 قارباً نقلت مهاجرين غير شرعيين من دون أن يجري التأكد من مكان مغادرتها، ما إذا كان سوريا أو لبنان. وانطلاقاً من هذه الأرقام، تلفت المفوضية إلى ارتفاع عدد القوارب المهاجرة مقارنةً مع عام 2022، بنسبة 7.3 في المائة مع تسجيل انخفاض في عدد الركاب بنسبة 23.8 في المائة. ويوضح المحامي بول مرقص، رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك اتفاقاً بين لبنان وقبرص حول إعادة قبول الأشخاص المقيمين بشكل غير شرعي، جرت التصديق عليه بموجب القانون رقم 531 سنة 2003 ينصّ في الفقرة الأولى منه على أنه على كل من الطرفين المتعاقدين أن يعيد، بناءً على طلب الطرف المتعاقد الآخر ومن دون أي معاملات، قبول أي شخص لا يفي أو لم يعد يفي بشروط الدخول أو الإقامة المعمول بها على أراضي الطرف المتعاقد... ومن الجهة القبرصية، يؤكد مرقص أن «السلطات القبرصية ملزمة قانوناً بمنح أي طالب لجوء موضوع قرار الترحيل الوقت الكافي لتقديم الدفاع عن نفسه والاعتراض على قرار ترحيله، وتوضيح أسباب عدم رغبته في العودة إلى بلده الأم ومراجعة القضاء أو البحث عن بلد آخر للانتقال إليه، ذلك لأنه متعلق بالقواعد الإنسانية العامة والمحمية بموجب القانون الدولي، إذ تنصّ المادة 3 من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لعام 1948 التي أبرمتها قبرص عام 1991، على أنه (لا يجوز لأي دولة طرف أن تطرد أى شخص أو تعيده أو أن تسلمه لدولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد أنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب، وأن تراعي السلطات المختصة، لتحديد ما إذا كانت هذه الأسباب متوافرة، جميع الاعتبارات ذات الصلة، بما في ذلك، في حالة الانطباق، وجود نمط ثابت من الانتهاكات الفادحة أو الصارخة أو الجماعية لحقوق الإنسان في الدولة المعنية)». ويلفت من جهة أخرى إلى أنه ووفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، «يحق للدول بموجب القانون الدولي طرد الأشخاص الذين يتبين أنهم ليسوا بحاجة إلى حماية دولية وأنه من واجب بلدان الأصل أن تستردّ مواطنيها، لكن ينبغي أن تتم العودة بطريقة إنسانية مع احترام كامل لحقوق الإنسان وكرامته». وتتوقف متحدثةٌ رسميةٌ في مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان عند أسباب سعي اللاجئين السوريين إلى الهجرة، وذلك بناءً على تواصل المفوضية مع الذين جرى اعتراضهم أو إنقاذهم أو إعادتهم إلى لبنان، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن هذه الرحلات هي رحلات يائسة يقوم بها أشخاص لا يرون أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة في لبنان بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يتدهور باستمرار. ومن الأسباب الرئيسية التي ذكرها اللاجئون، عدم القدرة على البقاء في لبنان بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور، وعدم إمكانية تأمين الخدمات الأساسية (الرعاية الصحية، والتعليم للأطفال... إلخ) ومحدودية فرص العمل في لبنان، إضافةً إلى وجود أقارب أو أفراد مقرّبين في بلد المقصد». وفي إطار مواجهة عمليات الهجرة غير الشرعية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في لبنان، أعلنت قوى الأمن الداخلي، الخميس، توقيف مفرزة زحلة القضائية الرأسَ المدبر لعصابة تعمل على تهريب الأشخاص، وهو من الجنسية السورية ومن مواليد عام 2000، في منزله بمحلة المرج بالبقاع الأوسط، حيث عُثر على جوازات سفر وهويات وإقامات ومستندات شخصية مختلفة لأشخاص سوريين، واعترف بما نُسِبَ إليه لجهة تأليف عصابة تهريب أشخاص من الجنسية السورية وذلك من سوريا إلى لبنان ومنه إلى أوروبا عبر البحر بواسطة قوارب، مقابل مبلغ 3500 دولار أميركي عن كل شخص، وأن الأوراق التي ضُبطت في منزله عائدة لأشخاص سوريين هرّبهم بالاشتراك مع آخرين.

مدير الأمن العام اللبناني يدعو لإعادة تكوين السلطة السياسية

بيروت: «الشرق الأوسط».. حذّر المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء إلياس البيسري، من أن «الوضع في المنطقة حساس جداً، وخصوصاً في لبنان»، مشيراً إلى أن كل موفدي الدول والسفراء الذين اجتمع بهم «أكدوا لنا حرصهم على عدم توسع رقعة الحرب وامتدادها إلى لبنان». وقال البيسري، خلال استقباله وفداً من مجلس نقابة الصحافة في لبنان، برئاسة النقيب عوني الكعكي، رداً على سؤال عن ملف النزوح السوري ومخاطره، خصوصاً من ناحية الحوادث التي تشهدها بعض المناطق، إن «وضع سوريا الدقيق والظروف التي مرت بها أثّرت على لبنان أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، وتسببت بنزوح عدد كبير من السوريين إلى لبنان»، لافتاً إلى أن هذا الملف «كان يشكل الأولوية بالنسبة لعمل الأمن العام، ولا يزال، لكن الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى لبنان، وخصوصاً جنوبه، جعلت من الاعتداءات أولوية، بما لها من انعكاس وعبء على الدولة، وعلى الناس الذين اضطر بعضهم إلى النزوح قسراً من منازلهم التي تضررت، خصوصاً أن الاعتداءات الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) أصبحت أكثر شراسة». وأكد البيسري أن القرار 1701 «أعطى ضمانة لوقف الاعتداءات، وأسّس لـ(قواعد اشتباك)، لكن العدو الإسرائيلي كانت له آلاف الخروقات، واستباح مرات كثيرة الأجواء اللبنانية لضرب أهداف في سوريا، ناهيك عن الخروقات اليومية للأجواء اللبنانية والحدود البرية والبحرية، عدا النقاط البرية الـ13 المختلف عليها، بالإضافة إلى استمراره في احتلال مزارع شبعا وكفرشوبا». ورأى البيسري أن «ما حصل في غزة كان نقطة تحول استراتيجي، خصوصاً أن العدو كان يتوهم بفائض القوة، فتجاوز تنفيذ اتفاقيات أوسلو ووادي عربة ومدريد وقرارات القمة العربية وحلّ الدولتين». وحذّر البيسري من أن «الوضع في المنطقة حساس جداً، وخصوصاً في لبنان»، مشيراً إلى أن «كل موفدي الدول والسفراء الذين اجتمع بهم أكدوا لنا حرصهم على عدم توسع رقعة الحرب وامتدادها إلى لبنان، مع العلم أننا أصحاب حق وحجّة، وأن وضعنا وقدراتنا وإمكاناتنا قوية، لكننا لا نرغب بالحرب». وقال: «أوضحنا لهم أن لبنان كان ملتزماً بقواعد الاشتباك، لكن العدو الإسرائيلي الذي يقصف المدنيين والمنازل هو من يتجاوز هذه القواعد، ما يعطينا الحق في الدفاع عن أنفسنا في ظل ما نتعرض له». وشدّد مدير الأمن العام على «أننا بحاجة إلى إعادة تكوين السلطة السياسية، بدءاً من رئاسة الجمهورية، وتنظيم المؤسسات الرسمية على اختلافها، كما أن البلد بحاجة إلى ورشة عمل جدية على كل المستويات، مع العلم أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يجهد في عمله في ظل التناقضات السياسية». واستعرض اللواء البيسري المشكلات التي تعاني منها الدوائر العقارية والميكانيك والمؤسسات الجمركية التي تشكل مصادر تمويل أساسية للدولة. وأعطى اللواء البيسري مثالاً عما تواجهه المديرية العامة للأمن العام من عدم توفر الاعتمادات المالية الكافية لصيانة البرامج وتحديثها، «ما يمكن القول إننا نعمل (باللحم الحي)، لأن الناس تريد الخدمة بغضّ النظر عن الإمكانات المتاحة». وعن الوضع الأمني في البلاد، قال اللواء البيسري إن «الأمن والاستقرار يجب أن يكونا أولوية عند كل الأطراف السياسية، والمطلوب المحافظة عليهما، والحمد لله أن موضوع التمديد لقائد الجيش مرّ بهدوء في مجلس النواب».

بكركي تحتضن تجمُّع دولة «لبنان الكبير» والراعي: «يوم وطني بإمتياز»

شهادات سياسية ونيابية: إنقاذ الكيان بإستعادة الدولة ونبذ مشاريع التقسيم

اللواء..أطلقت «طاولة حوار المجتمع المدني» CSID «تجمع دولة لبنان الكبير»، في احتفال في الصرح البطريركي في بكركي، حضره البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، الرئيس امين الجميل، وزيرا التربية والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وأمين سلام، النائبان اللواء اشرف ريفي وأديب عبد المسيح، مصطفى هاني فحص، الدكتور انطوان مسرة وحياة ارسلان، وممثلون عن رؤساء الطوائف والأحزاب وفاعليات ديبلوماسية وسياسية واجتماعية ونقابية. بداية، النشيد الوطني، ثم قدم الاحتفال الاعلامي ماجد ابو هدير، وافتتح البطريرك الراعي الاحتفال بكلمة قال فيها: «يسرنا ان نستضيف هذه الطاولة الحوارية وان نعلن من هذا المكان «تجمع دولة لبنان الكبير»، وأقول للجميع اليوم هو يوم وطني بامتياز، يوم فعل إيمان بلبنان، سنسمع مضمون هذا الإيمان من خلال الشخصيات الذين سيتكلمون، وانا ساكون مستمعا مثلكم لانني اود ان اتعلم من المتكلمين، اتعلم منهم نظرتهم ورايهم ومشاعرهم، ولكن اود ان اقول كلمة شكر للاميرة حياة ارسلان والى السيدات والسادة الذين معها ينظمون هذه الطاولة الحوارية من اجل اطلاق تجمع دولة لبنان الكبير، ويطيب لي ان احييكم جميعا على اختلاف مقاماتكم السياسية والوطنية والثقافية والاجتماعية، وتحية خاصة الى المتكلمين واشكرهم مسبقا على ما سيقولون عن لبنان الكبير».

الجميل: احياء الميثاق

وكانت مداخلة للرئيس الجميل قال فيها: «أُريدَ من لبنانَ الكبير وللبنانَ الكبير أن يعطي نموذجاً في التنوّع والتعددية البنّاءة، حتى أنه كان لفترة نموذجاً، فاستاءت دولُ المحيط القائمة على الأحادية والشمولية والتوتاليتارية واتفقت على تخريبِ هذا النموذج كلٌ على طريقتِهِ، من إسرائيل الى سوريا، ومن الناصريّة الى القذّافية، ومن العرفاتيّة الى الفارسيّة. أُريدَ من لبنانَ الكبير وللبنانَ الكبير أن يرفعَ لواءَ الديمقراطية في محيطٍ إتبّع نظامَ الحزبِ الواحد، وضمنَ الحزبِ الواحد تأليهَ الشخصِ الواحد، فهالَهُم أن يكونَ لبنانُ مصدرَ ترويجٍ لحرية المواطن، لديمقراطيةِ السلطة، وملجأً للمضطهدين في بلادهم. وأهمية هذا اللبنان الكبير انه أُنجزَ طوعاً لا قسراً، وسلماً لا حرباً. أهميتُه أنه وحّد مساحة لبنان التاريخية ضمن مشهدية فريدة في التعدّد والتنوّع. أهميتُه أنه حمى وجهَ لبنان العربي، فلا لبنانُ الكبير جعل من لبنانَ مسيحياً أو مسلماً بل وطنَ رسالة، والتنكرُ لدولة لبنانَ الكبير كما يحصل اليوم بمصادرة قرار الدولة من الداخل بعدما تناوب الخارجُ على مصادرتها في مراحلِ الازماتِ السابقة، يجعلُ انتماءَ لبنان بمثابة مكتوم القيد الى حينِ تعودُ الدولةُ دولةً، وستعود».

ريفي: وجد ليبقى

وكانت كلمة للنائب ريفي قال فيها:» ليس صدفة أن يشهد هذا الكيان منذ نشأته، ما شهده من أزمات ومحطات مصيرية وتحولات، حيث بدأ كيان لبنان يترسخ مع تأسيس الإمارة المعنية في العام 1516، لينتقل إلى الإمارة الشهابية، ومن ثم إلى نظام القائمقاميتين، ليتبلور كيانه مع إقرار بوتوكول عام 1861، ووضع نظام مكتوب له وتعيين مجلس لإدارة المتصرفية، وصولاً إلى إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920، إلى إعلان الاستقلال في العام 1943، وتكريس الميثاق الوطني صيغة للعيش المشترك، وانتهاءً بإقرار وثيقة الوفاق الوطني في العام 1989، التي رسخت الوحدة الوطنية والعيش معاً». تابع: «التاريخ يقول لنا أن جزءاً من اللبنانيين، رفضوا هذه الصيغة واعتبروها تقزيماً لطموحات الوحدة العربية. ويقول لنا أيضًا، أن جزءًا من اللبنانيين رفض هذه الصيغة، خشية الذوبان في بحر الأغلبية. لقد أثبت لبنان الكبير للفئتين، أنهم كانوا على خطأ، ولقد تحول لبنان الكبير من الوطن الملجأ، الى الوطن الهوية فلم يعد حاجة فقط، بل أصبح حقيقة نعيشها في كل يوم وندافع عنها، ونواجه المشاريع الهدامة المتربصة به».

عبد المسيح: سقوط التبعية

وقال النائب أديب عبد المسيح: «يدّعي الكثيرون أن لبنان الكبير هو غلطة تاريخية أو ربما جغرافية، وثد يكونون على حق. ربما لم ننصف التاريخ ولم تنصفنا الجغرافيا. لم نتخلى نحن عن الجغرافيا (ما عدا الخط ٢٩) مع أن التاريخ تخلّى عنّا. نحن أبناء هذا الزمان ولبنان الكبير واقعنا، شاء من شاء و أبى من أبى، لا نريده أصغراً ولا مجزءاً. جُلّ ما نطمح اليه ان يكون وطناً. وطن للبنانيين ،فقط للبنانيين وجميع اللبنانيين بالتساوي. أضاف: «علمتنا التجارب القاسية ان لا خلاص لنا سوى الانطلاق من ثقافة الاحترام المتبادل و تقبل الاخر وعدم قدرة احدهم على الغاء الاخر».

فحص: الاندماج الشيعي

وكانت كلمة لفحص قال فيه: «إن موقع ودور الجماعة الشيعية، حاسم في جغرافيا لبنان الكبيرة، كما أن موقعها الحدودي، حولها إلى لاعب أساسي، وافرادها لا يحتاجون إلى فحص دم، من البعض، حتى يؤكدوا انتماءهم، لذلك لا بد من تذكير بمحطتين، الأولى: وثيقة الوفاق الوطني، التي صدرت عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سنة 1977، والتي وصفت بصيغة 77 الشيعية، وعنوانها لبنان...وطن نهائي لجميع بنيه. أما الثانية، فهي الثوابت الإسلامية الصادرة عن القمة الإسلامية، في عرمون، سنة وشيعة ودروزا، ولعل الفطنة تعلم بعض الذين تفيض فوائضهم، بأن يتعلموا الدرس ممن سبقهم، ويدركوا قبل فوات الأوان، أن الصيغة أقوى من المشاريع أو المحاور الكبرى أو الصغرى».

مسرة: استعادة الدولة

وكانت مداخلة للدكتور مسرة بعنوان تجمع دولة لبنان الكبير 192: «مصالحة اللبنانيين بين الجغرافيا والتاريخ»، مستهلا «بان كل ما جرى في لبنان ان منذ اتفاقية القاهرة سنة 1969 وتداعياتها ثم اتفاقية قاهرة متجددة واغتيال قيادات لبنانية هو لقتل الدولة في لبنان etacide تمهيدا لقتل لبنان الكبير في كل جغرافيته ومكوناته البشرية لا حياة للبنان الكبير بعد اليوم بدون دولة لبنان االكبير وعلى راس دولة لبنان الكبير رئيس جمهورية «رئيس الدولة». ولفت الى ان «تجمع دولة لبنان الكبير هو اليوم لاستعادة الدولة في دولة لبنان الكبير».

ارسلان: ليس لقاء عابراً

وكانت كلمة لحياة ارسلان قالت فيها:» بكركي تغلق أبواب التقسيم والفدرلة وكل الطروحات التي تصغر لبنان الكبير وتحجمه»، واضافت «إن ثوابت هذا التجمع هي: أولا - الدستور هو دين الدولة فلا بقاء لدولة دون دستور وقانون ومؤسسات. أما المعتقد والإيمان فهما العلاقة المخلصة والوجدانية بين الإنسان وخالقه فليبقىيا بركة التحصين الذي يثبت اليقين بأن اللبنانين شعب واحد لا تفرقه نعرات طائفية كانت أم مذهبية. ثانيا- الحياد الإيحابي هو وقايتنا وحمايتنا وهدف نسعى لتحقيقه. ثالثا - المسلمات الوطنية والتزام القرارات الدولية وجعل لبنان دولة القانون والمؤسسات هي سياستنا وموجهة بوصلتنا ونطلب ونطالب ونتوجه إلى كل مكونات الوطن للالتقاء على هذه المسلمات».



السابق

أخبار وتقارير..دولية..توتر خطير..باكستان تؤكد "نفذنا ضربات داخل إيران"..بالتفاصيل..تعرف على المواقع الحوثية التي استهدفتها أميركا..الوساطة الصينية فشلت.. باكستان تصعد وتطلب من المدنيين الابتعاد عن الحدود مع إيران..بلينكن: فرصة كبيرة لامتداد الحرب في المنطقة..طرح تاريخي في الكونغرس لـ«تقييد» المساعدات لإسرائيل..الصين: تسارُع تراجع عدد السكان في 2023..هل يعد انتصار الرئيس التايواني المنتخب لاي تشينج - تي أمراً جيداً للولايات المتحدة؟..هدف أوكرانيا في 2024 طرد روسيا من أجوائها..ماكرون يعلن قرب توقيع فرنسا اتفاقاً أمنياً مع أوكرانيا مثلما فعلت بريطانيا..إجراءات كندية لمنع نقل الأبحاث التكنولوجية الحساسة للصين وإيران وروسيا..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إعلام إسرائيلي: صفقة إقليمية كبيرة لإحلال السلام مع العرب..نتنياهو: لا دولة فلسطينية ما دُمت في منصبي..إدارة بايدن تحاول وضع أسس لحكومة ما بعد نتنياهو..إسرائيل تواجه معضلة أنفاق خان يونس ومساعٍ لسحب الثقة من حكومة نتنياهو..توافق فلسطيني على تشكيل حكومة وفاق في غزة..مصادر تكشف..الجدار الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة لم يمنع «حماس» من شن عملية «طوفان الأقصى»..المكسيك وتشيلي تحيلان الصراع في غزة للمحكمة الجنائية الدولية..القتال يعود إلى شمال غزة بعد محاولات «حماس» تأهيل كتائبها..لافروف منتقداً «المعايير المزدوجة» للغرب: لا بديل عن دولة فلسطينية..الاتحاد الأوروبي سيعتمد الاثنين «نظام عقوبات» ضد «حماس»..«القسام» تعلن قتل وجرح 30 جندياً إسرائيلياً جنوب غزة..القوات الإسرائيلية تعتقل 51 فلسطينياً من الضفة الغربية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,662,435

عدد الزوار: 6,959,981

المتواجدون الآن: 61