أخبار لبنان..باسيل يمضي بالتمايز عن حزب الله..لبنان يسأل الموفدين قبل وصول هوكشتاين: ماذا فعلتم لردع العدوان؟..«حزب الله» ردّ على الاغتيالات بمسيّرات انقضاضية..وإسرائيل أطلقت خطة «جز العشب»..اشتعال جبهة جنوب لبنان هل «يحرق أصابعَ» ديبلوماسيةِ «حصْر النيران»؟..نائب نصرالله يجدد الالتزام بضبط النفس وجعجع يرفض ربط جبهة الجنوب بالرئاسة..ميقاتي: مستعدون للدخول في مفاوضات لإعادة الاستقرار إلى الجنوب..لا مكان لخصوم حزب الله على طاولة التفاوض..

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 كانون الثاني 2024 - 4:12 ص    عدد الزيارات 239    القسم محلية

        


لبنان يسأل الموفدين قبل وصول هوكشتاين: ماذا فعلتم لردع العدوان؟..

باسيل يمضي بالتمايز عن حزب الله.. وزيادة الرواتب غير مدرجة على جدول مجلس الوزراء..

اللواء..في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن يذرف دموع التماسيح على الضحايا المدنيين في قطاع غزة من جراء القصف الجنوني والهستيري التدميري على المنازل والمدارس والمستشفيات، مما ادى الى اكثر من 23 الف شهيد، جلُّهم من الاطفال والنساء، بعد محادثات مع اعضاء مجلس الحرب في اسرائيل (الكابينت)، كانت المواجهات تحتدم في محاور غزة، فضلاً عن جبهة الجنوب (او جبهة الشمال بالتعبير الاسرائيلي)، حيث استمرت عمليات استهداف مواقع الاحتلال ومراكز قيادته في الشمال، ودك مواقعه بالمسيَّرات الانقضاضية وصواريخ بركان، على وقع التشييع الحاشد للقائد الميداني وسام الطويل في مسقط رأسه خربة سلم. ولم توفر طائرات العدوان المشيعين قبل انطلاق المسيرة، اذ استهدفت سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق بمسافة قصيرة من موكب التشييع، واعلنت وسائل اعلام معادية ان الضربة استهدفت مسؤول العمليات الجوية في الحزب جنوب لبنان. لكن حزب الله سارع الى نفي الخبر «الكاذب»، وأن مسؤول وحدة المسيرات في الحزب لم يتعرض بتاتاً لأية محاولة اغتيال. وحسب معلومات جرى تداولها فإن وزير الخارجية الاميركي كشف ان الجانب الاسرائيلي طلب منه قبل وصوله الى تل ابيب ان يساعد في التوصل الى تسوية دبلوماسية مع حزب الله، لان توسيع الحرب ليس لمصلحة اسرائيل ولبنان وحزب الله. ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوهان غالانت ان «اولويتنا على الجبهة الشمالية هي اعادة السكان الى بيوتهم بعد تغيير الوضع الامني في الشمال ووقف هجمات حزب الله». وقبل وصوله الى بيروت، المتوقع اليوم او غداً التقى المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في روما النائب الياس بو صعب، في اطار التداول في ما يمكن فعله في ما خص استعادة الهدوء في الجنوب، والحؤول دون اتساع دائرة النيران. وحسب المعلومات التي رشحت فإن هوكشتاين سيبدأ محادثاته من زاوية التوجيهات التي تلقاها قبل وصوله، في ضوء ما تجمع لدى وزير الخارجية بلينكن، سواء في تل ابيب او قبل وصوله اليها، عبر المحادثات التي اجراها في العواصم الفاعلة في المنطقة. وذكرت المعلومات انه لم يتطرق في محادثاته سواء في بيروت او تل ابيب الى مزارع شبعا، التي هي مسألة سورية - لبنانية ولا تدخل ضمن مهمة استعاد الهدوء في الجنوب، من زاوية تطبيق القرار 1701، او مناقشة الطلب الاسرائيلي بإبعاد حزب الله عن منطقة جنوبي الليطاني. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتين إلى بيروت يتظهر أكثر فأكثر مضمون المسعى الذي يعمل عليه في ما خص إنهاء التوتر في جبهة الجنوب والتفاوض، وأشارت إلى أن ما من تفاصيل بشأن أي طرح جديد لاسيما أن الوقائع الميدانية في جبهة الجنوب تشهد تطورات متسارعة، خرجت عن الضوابط المرسومة لها. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان عاملا مهما طرأ على مهمة المستشار الرئاسي الاميركي في لبنان هذه المرة إلى جانب مشروع ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية، وهو كيفية إنهاء وضعية الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كي يتمكن من مقاربة موضوع الترسيم الذي حمل في المرة الماضية خلال زيارته لبنان افكارا طرحها، تتضمن حل مشكلة النقاط الثلاثة عشر على طول الحدود، بينما بقيت النقطة b2 المطلة على رأس الناقورة، موضع خلاف ومعلقة بسبب رفض الجانب الاسرائيلي مناقشتها وضمها إلى باقي نقاط الخلاف. واستبعدت المصادر ان يتمكن هوكشتاين وبالرغم من مرونته وديبلوماسيته، ونجاحه في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سابقا، من فصل الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية بمعزل عن التوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزّة، وهو غير متاح حتى الساعة بالرغم من الديبلوماسية الاميركية النشطة للبحث عن حلول لنقاط الخلاف بينهما. ورجحت المصادر ان تبقى مهمة هوكشتاين لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية، تدور حول نفسها، في انتظار التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وإنهاء حال الحرب القائمة، الا اذا تم التفاهم بين كل الاطراف الموجودة هناك على الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ وتسليم الجيش اللبناني مهام الحفاظ على الامن، مقابل انسحاب عناصر حزب الله وحلفائه من المناطق المتواجدين فيها حاليا، باتجاه المناطق التي كانوا متواجدين فيها قبل عملية طوفان الأقصى. الا ان وزير الخارجية والمغتربين ابلغ وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا بأن مزارع شبعا ركن اساس في الحل الشامل، ووقف التوتر ولا يمكن القفز فوقها، معتبرا ان استهداف اسرائيل الجيش اللبناني بـ34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوّض جهود حفظ السلام والامن. ومن السراي، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي دعا لاكروا الى التهدئة، ودعم التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني. وأكد له ميقاتي: اننا طلاب استقرار، وكشف عن تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان، الموقف الذي اكرره لهؤلاء، هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة امر مقبول، «لبنان مستعد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701». وتنضم وزيرة الخارجية الالمانية الى الشخصيات التي تزور بيروت بهدف معلن هو المساعدة على منع اتساع الحرب، وتحوُّل بيروت الىغزة جديدة. وبسبب تأخر وصولها من مصر الغى موعد الوزيرة الالمانية، لكن الموعد قبل ظهر اليوم، ما يزال قائماً مع الرئيس ميقاتي.

مجلس الوزراء

حكومياً، وزّع جدول اعمال جلسة لمجلس الوزراء، يحضّر للدعوة اليها الرئيس نجيب ميقاتي، ويتضمن 43 بنداً، بعضها يتعلق بمشاريع لوزارة الطاقة والمياه، والتربية والخارجية، واتفاقية بين وزارة المال والبنك الدولي، ومشروع مرسوم لتنظيم الهيئة الوطنية لادارة النفايات الصلبة، فضلاً عن اقتراحات وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار حول هذا الموضوع. ونفت مصادر وزارية ان تمر اية تعيينات في الجلسة المرتقبة هذا الاسبوع (غداً). والواضح ان مسألة الزيادة على الرواتب ومعاشات التقاعد ليست مدرجة على جدول الاعمال.

سياسياً، تتحكم قواعد الفرملة في الملف الرئاسي، ولم تخرقه اية محاولات، لا سيما محاولات اللجنة الخماسية. وفي الاطار المحلي، يتحدث مساء اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبر محطة الـO.T.V ويتطرق فيها الى الافكار العامة حول السياسة التي سينتهجها التيار الوطني الحر في السنة الجديدة، اضافة الى السياسات التنظيمية والاعلامية في ما خص التيار في المرحلة المقبلة، مبرزاً مزيداً من التمايز عن حزب الله. وكان المجلس السياسي، الذي اجتمع برئاسة باسيل، اعلن الانفتاح على كل ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، داعياً الى تطوير النظام من ضمن اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه. وحسب اوساط مطلعة، فإنه ستكون للنائب باسيل قراءة شاملة في ابعاد الحرب عى غزة والجنوب، وتداعياتها الاستراتيجية على المنطقة ولبنان، فضلاً عن الحلول الممكنة، وتلك المطروحة دولياً للحفاظ على الحقوق اللبنانية. اما محلياً، فيتناول باسيل واقع النظام السياسي، ودور لبنان في المشهد الجديد الذي يُرسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة ازاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات بين الاطراف السياسية في الداخل فضلاً عن مقاربة الملفات المختلف عليها في المال والاقتصاد وسوى ذلك.

تكتل جديد

ومن اجل الاستحقاق الرئاسي، جرى البحث في تشكيل لقاء نيابي مستقل، يشكل قوة ضاغطة في المجالات المطروحة، وقد اجتمع امس 10 نواب ابرزهم النواب نعمة افرام وعبد الرحمن البزري ونبيل بدر وحليمة قعقور، وهم يمثلون 16 نائباً من كتلتي التجدد والاعتدال وبعض النواب التغييريين، وجرى البحث بتشكيل لجنة، تقدم ترشيحات واقتراحات في المجال المتعلق بملء الشغور الرئاسي.

المطار وخطة السلامة

وتواصلت الترتيبات لمعالجة القرصنة التي تعرض لها مطار رفيق الحريري الدولي، على ان لا تعاد هذه المحاولة. وتفقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المطار، مرجحاً بأن يكون الخرق الذي اصاب الشاشات بأنه خارجي، بانتظار التحقيقات، معتبراً ان الطيران بحاجة لنظام امن سيبراني، بعد جولة للاطلاع على عمل انظمة التفتيش، كاشفاً ان مجلس الوزراء جاهز لخطة ضرورية للمطار وسلامته.

الوضع الميداني

ميدانياً، قصفت المقاومة الاسلامية مقر قيادة الجيش الاسرائيلي في الشمال الكائن في مدينة صفد والمعروفة بقاعدة «دادو» بمسيَّرات انقضاضية، وهي تبعد 10 كلم عن الحدود مع لبنان. واعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالعملية، وتحدث عن اغتيال المسؤول عن المسيرات في المقاومة الاسلامية جنوباً. كما استهدفت صواريخ المقاومة ثكنة يفتاح وموقع حايت بالاسلحة المناسبة وموقع بياض بليدا والمطلة.

«حزب الله» ردّ على الاغتيالات بمسيّرات انقضاضية..وإسرائيل أطلقت خطة «جز العشب»..

اشتعال جبهة جنوب لبنان هل «يحرق أصابعَ» ديبلوماسيةِ «حصْر النيران»؟..

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- غارة إسرائيلية أسقطت 3 من «حزب الله» على عُمق 40 كيلومتراً عن الحدود

- إسرائيل استهدفتْ متعاوناً مع «حزب الله» بمسيّرة قُرب موكب تشييع القيادي وسام طويل

- «حزب الله» ضرب مقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد

- تقارير عن نشْر تل أبيب منظوماتِ «إم إل آر إس» على الحدود مع لبنان

بـ «حزامٍ ناري» عابِرٍ للحدود اللبنانية – الإسرائيلية، حوصرتْ «مهمة الفرصة الأخيرة» التي يقودها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لتجنيب المنطقة الانزلاقَ إلى صِدام مروّع يكون صاعقُه الجبهة المشتعلة منذ 8 أكتوبر بين «حزب الله» واسرائيل، التي أعلنت عن خطة «جز العشب» في الشمال. ورغم الرهان الأميركي على أن الوعودَ الاسرائيلية لواشنطن بخفْض القتال في غزة والانتقال الى مرحلة العمليات الخاصة، باستهدافاتٍ مركّزة واغتيالاتٍ، من شأنها أن تُحْدِث تأثيراً موازياً على جبهة الجنوب اللبناني بحيث تتراجع وتيرة التصعيد الخطير المدجَّج بسيناريوهات الانفجار الكبير، إلا أن أوساطاً مطلعة عبّرت عن خشية من أن يكون الوقت بدأ يتأخّر على إمكان إبقاء هذه الجبهة تحت السيطرة هي التي شهدت أمس تطورين كاسرين لخطوط حمر جديدة:

- ردّ «حزب الله» على اغتيال القيادي في قوة «الرضوان» وسام طويل أول من أمس وقبْله القيادي في «حماس» صالح العاروي (اغتيل في الضاحية الجنوبية لبيروت ونفّذ الحزب رداً اولياً على استهدافه بعملية ضد قاعدة ميرون للمراقبة الجوية) باستهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع للجيش الاسرائيلي في مدينة صفد ‏ (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيَّرات الهجومية الانقضاضية.

- إمعان اسرائيل في إيلام الحزب باغتيال 3 من عناصره بغارة على سيّارة كانت تقلّهم في منطقة الغندورية (صور) في أول توغُّل لعمق نحو 40 كيلومتراً عن الحدود، قبل أن تستهدف بمسيِّرة ايضاً سيارة في بلدة خربة سلم (حيث اغتيل طويل) وذلك قرب موكب تشييعه الحاشد ما أدى وفق تقارير أولية إلى سقوط قيادي في «حزب الله» ذكرت مصادر «العربية» أنه «مسؤول وحدة التدخل السرية في الحزب»، لتشير معلومات أخرى لاحقاً إلى أنه مهندس لا صفة تنظيمية له.

ومن هنا توقفت الأوساط عند مسألتين:

الأولى المهلة الزمنية الفاصلة عن بدء تنفيذ تل ابيب المرحلة الثالثة من حرب غزة وهل ستلتزم بوعودها لواشنطن التي تسعى لإيجاد معادلةٍ ذهبية تَجْمع بين «الأمن لاسرائيل والدولة للشعب الفلسطيني» بالتوازي مع ترتيبٍ سياسي على جبهة الجنوب يستند إلى إنجاز تفاهم برَي يكمل الترسيم البحري بين لبنان وتل ابيب، بما يجعل القرار 1701 بحُكْم المنفَّذ من جانب اسرائيل وينزع الذرائع أقله من أمام استمرار حزب الله بوجوده العسكري الثقيل جنوب الليطاني.

والثاني أن يكون بات لجبهة جنوب لبنان ديناميتها الخاصة المفصولة عن غزة، وذلك انطلاقاً من رغبة اسرائيل في «إشغالِ» حزب الله بما يشبه «المعارك بين الحروب» ارتكازاً على إدراكٍ برغبة عميقة لدى طهران وتالياً الحزب في عدم الانجرار الى «فوهة البركان» الغزاوي، فإذا خرج عن طوره تحت وطأة الضربات المتلاحقة تكون جاهزة لحربٍ هي مستعدة لها تحت عنوان إبعاده عن جنوب الليطاني وفق منطوق القرار 1701، وإذا اختار الاستمرارَ بتجرّعِ الاستهدافاتِ سيكون، بحسب اعتقاد تل ابيب، أمام إما خسائر متلاحقة بالنقاط وإما التخفيف من الأضرار بتلقُّف سلّم الـ 1701 والابتعاد «لمسافة آمنة» عن مستوطناتها الشمالية وذلك بمعزل عن مآلات الشكل الجديد لحرب غزة في الأشهر المقبلة.

«اليوم التالي»

ووفق هذه الأوساط فإن هاتين النقطتين تعززان المخاوف من الفترة التي ستسبق وتمهّد لـ «اليوم التالي» لبنانياً إذا كان قريباً، رغم المرونة التي أبداها «حزب الله» ومن خلْفه إيران بطبيعة الحال وبدت رسالةً ايجابية برسم واشنطن، حيال حوار أو تفاوض على قاعدة «التحرير الكامل» لِما بقيَ من أراض لبنانية محتلّة وبتّ النقاط الخلافية على الخط الأزرق ووقف الخروق الجوية والبحرية، وهي النقاط التي يفترض أن يحمل الوسيطُ الأميركي آموس هوكشتاين في اليومين المقبلين تصوراً كاملاً حيالها حين يزور بيروت بعد معلومات عن أنه التقى نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب في روما في الساعات الماضية. علماً أن تقارير في وسائل إعلام قريبة من «حزب الله» تحدثت عن أن مهمة عرّاب الترسيم البحري في ما خص الاتفاق البري لا تشتمل على مزارع شبعا المحتلة، وهو ما يعني إذا صحّ توفير ذريعة للحزب لنفض اليد من أي موجبات تقع عليه لتنفيذ الشق المتعلق به من الـ 1701. وفيما كانت بيروت تستعدّ لاستقبال وزير الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك التي كانت في جولة في المنطقة شملت أيضاً اسرائيل، أجرى وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا محادثاتِ مع كبار المسؤولين اللبنانيين حيث أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أمامه «إننا طلاب استقرار دائم وندعو إلى حل سلمي دائم، ولكن في المقابل تصلنا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان»، مكرراً «استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701».

«إم إل آر إس»... وكاريش

وفي موازاة الزخم الديبلوماسي في اتجاه بيروت، كان الميدان يسجّل واحداً من أكثر الأيام التهاباً، وسط رصْد الوقائع الآتية:

- التقارير عن نشْر إسرائيل منظوماتِ راجمات الصواريخ «إم إل آر إس» على الحدود مع لبنان، كما نقلتْ «سكاي نيوز عربية»، مشيرة إلى ان المنظومة قادرة على إطلاق رشقات صواريخ ضخمة ودقيقة، ويمكن أن تصل إلى عشرات الكيلومترات وفق نوع الصواريخ المستخدَمة، ومعتبرة أن الخطوة «أحدث تصعيد بين إسرائيل وحزب الله».

- التقارير عن أن الحزب حاول استهداف منصات الغاز في حقل كاريش بمسيَّرات، وسط اعتقادٍ بأنه إذا صح هذا الأمر فإنه بمثابة رسالة تذكيرية بأن «المنصات تحت مرمى نيراننا».

إعلان «حزب الله» استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع للجيش الاسرائيلي في مدينة صفد (قاعدة دادو) بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية، واضعاً العملية في إطار «الرد على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري ‏وإخوانه ‏المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة ‏اغتيال القائد الشهيد الأخ ‏المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد)». ونشرت الدائرة الاعلامية في الحزب معلومات عن قاعدة «دادو» وبينها انها «مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الاسرائيلي والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً: الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية. والتي تحوي عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان»، كاشفة أن القاعدة «تقع على عمق 12 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، كما يقع حي بنا بيتر في مدينة صفد بجانب القاعدة والذي يسكنه العاملون في قيادة المنطقة الشمالية».

- إعلان «حزب الله» ايضاً عن استهداف ثكنة يفتاح«الصهيونية»عند الحدود مع لبنان بالصواريخ ومهاجمة موقع«البغدادي»مقابل بلدة ميس الجبل.

- استهداف اسرائيل صباح أمس سيارة في بلدة الغندوريّة بصاروخ موجه حيث قُتل فيها 3 عناصر لحزب الله، بحسب«رويترز».

وأشارت تقارير إلى ان السيارة التي استُهدفت كانت تبعد عن مدرستين رسمية وخاصة نحو 300 متر ما تسبّب بحالة من الهلع عند الطلاب والأهالي وسط نشر فيديوات أظهرت هروب التلامذة بعد أكثر من غارة طاولت المكان، حيث عُلم أنه أثناء محاولة المسعفين الوصول إلى السيارة – الهدف أطلقت إحدى المسيرات صاروخاً لقطع الطريق عليهم، ما أدى الى إصابة مسعف بجروح طفيفة.

- وفي موازاة غارات إسرائيلية وقصف عنيف على عدد كبير من بلدات الجنوب، كان الأخطر غارة بصاروخين أُطلقا من مسيّرة استهدفت سيارة متوقفة بجانب الطريق في بلدة خربة سلم على مسافة قصيرة من موكب تشييع وسام الطويل، ما أدى إلى سقوط متعاون مع «حزب الله» وجرح 3 أشخاص آخَرين.

تل أبيب تختبر «حزب الله» وتغتال 4 من كوادره

نائب نصرالله يجدد الالتزام بضبط النفس وجعجع يرفض ربط جبهة الجنوب بالرئاسة

• ميقاتي: مستعدون للدخول في مفاوضات لإعادة الاستقرار إلى الجنوب

الجريدة..صعدت إسرائيل من استهداف عناصر وقادة «حزب الله» بالاغتيالات، فيما بدا أنه تحول مستمر في «الحرب بالنقاط» التي يخوضها الطرفان في جنوب لبنان، والتي ارتفعت احتمالات تحولها إلى حرب واسعة، منذ اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبعد ساعات من اغتيال وسام طويل، مسؤول العمليات في «قوة الرضوان»، كتيبة النخبة في حزب الله، أرفع مسؤول حزبي يقتل منذ 7 أكتوبر، شنت إسرائيل ضربة على سيارة في منطقة الغندورية بمحافظة النبطية الجنوبية، أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من الحزب، بينهم كادران وسطيان، ومقاتل، ونعى حزب الله القتلى بشكل منفرد. وفيما كانت بلدة خربة سلم تتأهب لتشييع طويل، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة لمشاركين في الدفن، وقالت وسائل إعلام عبرية إن المستهدف هو قائد إحدى الوحدات الجوية في الحزب. جاء ذلك، فيما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الأول، أن بلاده تقف وراء قتل طويل، أثناء رده على أسئلة مذيعي القناة 14 الإسرائيلية. وقال كاتس، المنتمي لحزب ليكود، الذي يقود الائتلاف الحاكم، إن قتل طويل كان «جزءا من الحرب» التي تشنها إسرائيل، والتي تشمل أيضا شن هجمات على عناصر «حزب الله»، وعادة لا تعلق إسرائيل على تقارير وسائل الإعلام بشأن المهمات في الخارج. في المقابل، أعلن «حزب الله» استهداف ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية في مدينة صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية، انتقاما للعاروري وطويل، وأكد الجيش الإسرائيلي أن قاعدة شمالية تعرضت لهجوم جوي دون وقوع أضرار أو إصابات، كما قال الحزب إنه شن هجمات أخرى وحقق إصابات أكيدة. إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أمس، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات من أجل تحقيق الاستقرار في الجنوب، مطالبا المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي. وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في كلمة أذاعها التلفزيون أمس إن الحزب لا يريد توسيع الحرب، لكن إذا فعلت إسرائيل ذلك «فسنواصل المقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلحها أكثر وستبقى على جاهزية دائمة». وتقول إسرائيل إنها تعطي فرصة للدبلوماسية لمنع حزب الله من إطلاق النار على سكانها في الشمال وإبعاد الحزب عن الحدود، محذرة من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لتحقيق هذه الأهداف. وتقود الولايات المتحدة مساعي للتوصل الى اتفاق بين الحزب وإسرائيل ينص على انهاء كل الخلافات الحدودية بين اسرائيل ولبنان بشرط انسحاب حزب الله من الحدود، وربما حصوله على مكاسب سياسية داخلية حيث تعمل واشنطن مع اوروبا ودول عربية لانهاء الفراغ الرئاسي المزمن. وانتقد زعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس، ربط ملف الاشتباكات على الحدود بالفراغ الرئاسي.

إسرائيل تعلن مقتل قائد وحدة المسيرات في حزب الله.. والأخير ينفي

دبي - العربية.نت.. أعلنت إسرائيل إنها قتلت قائد الوحدة الجوية التابعة لحزب الله في جنوب لبنان في ضربة جوية اليوم الثلاثاء، فيما نفى حزب الله ذلك. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن علي حسين برجي قاد العشرات من الهجمات بطائرات مسيرة على إسرائيل. في المقابل، نفى حزب الله ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، وقال أن العلاقات الاعلامية في حزب الله تنفي نفيا قاطعا هذا الادعاء الذي لاصحة له على الاطلاق وتؤكد أن مسؤول وحدة المسيرات في حزب الله لم يتعرض بتاتا إلى أي محاولة اغتيال. وكان حزب الله قد أكد في وقت سابق اليوم مقتل أحد عناصره ويدعى علي حسين برجي، وهو من بلدة مركبا في جنوب لبنان، والذي وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأنه "قائد منطقة جنوب لبنان في الوحدة الجوية لحزب الله". وذكر أدرعي في حسابه على منصة إكس أن برجي "قاد عشرات العمليات التي استخدمت خلالها طائرات مسيرة تفجيرية وأخرى لجمع المعلومات ضد إسرائيل"، بما في ذلك الهجوم على قاعدة القيادة الشمالية اليوم. كما أشار متحدث الجيش الإسرائيلي أيضا إلى القضاء على "خلية مطلقي طائرات مسيرة من الوحدة الجوية لحزب الله والتي كانت في طريقها لإطلاق طائرات مسيرة متفجرة نحو أهداف في إسرائيل". وفي وقت سابق اليوم، استهدفت مسيرة إسرائيلية، سيارة على مقربة من مكان تشييع القيادي في حزب الله وسام الطويل الذي اغتيل أمس بمسيرة إسرائيلية، في بلدة خربة سلم التي يتحدر منها الطويل، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين، حسب ما أفادت معلومات العربية/الحدث.

مقتل 3 من عناصره

فيما أكد مصدرين لبنانيين على اطلاع بعمليات حزب الله مقتل ثلاثة من الحزب في غارة على سيارتهم في منطقة الغندورية بمحافظة النبطية في الجنوب اللبناني أيضاً، وفق ما نقلت وكالة رويترز. وأعلن الحزب المدعوم إيرانياً تباعاً في أوقات لاحقة مقتل 3 من عناصره في الضربة المذكورة، ناعياً إياهم وناشراً صورهم. كما جاء بعدما أكد حزب الله أن مقاتليه استهدفوا ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي في مدينة صفد (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية. في حين أقرت إسرائيل باستهداف قاعدتها إلا أنها أكدت عدم وقوع أي أضرار مادية أو بشرية.

مواجهات متبادلة

وحتى الآن أسفرت المواجهات المتبادلة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الطرفين عن مقتل 185 شخصاً، بينهم 139 عنصرا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. كذلك أدت المناوشات شبه اليومية التي انطلقت منذ السابع من أكتوبر الماضي، إثر تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية. في حين أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم 9 عسكريين. بينما رفعت عمليات الاغتيال الأخيرة هذه منسوب القلق اللبناني الداخلي والإقليمي والدولي من أن يتوسع الصراع العنيف الدائر في غزة منذ 3 أشهر، ويتحول إلى حرب إقليمية أشمل، لاسيما مع تحرك العديد من الجبهات سواء في لبنان أو العراق أو سوريا واليمن.

لا مكان لخصوم حزب الله على طاولة التفاوض

الاخبار.. تقرير هيام القصيفي ... مع تقدّم الحدث اللبناني العسكري جنوباً، ودخول لبنان عنواناً أساسياً في المفاوضات الإقليمية، يظهر عجز القوى السياسية من خصوم حزب الله عن الحضور خارجياً لمواكبة لما يمكن أن يُرسم لمستقبل لبنان.....في الصورة الرسمية، يستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموفدين الغربيين، أميركيين وأوروبيين وأمميين، ويتحدّث معهم حول الحلول المطروحة لوقف الاندفاعة الإسرائيلية تجاه لبنان، وما بعدها. ما هو غير رسمي، أن حكومة تصريف الأعمال لا صلاحية لها بإجراء التفاوض، على الأقل من الوجهة السياسية والأمنية المتعلّقة بمصير المنطقة الحدودية وانتشار حزب الله وسلاحه في المنطقة، فضلاً عن أي تسوية سياسية شاملة تتعلق بإيجاد إطار حل للأزمة الراهنة. كما أن رئيس الحكومة مكلف بتلقّي الرسائل التي ينقلها ليس إلى حزب الله مباشرة بل إلى الرئيس نبيه بري ومنه إلى الحزب. وما هو غير رسمي، أيضاً، لكنه الحقيقة الوحيدة التي يعيشها لبنان، هو أن التفاوض يتم في خطوط مباشرة وغير مباشرة مع حزب الله، في غياب أي أطراف سياسية أخرى، بمعزل عما إذا كان التفاوض يجري حصراً حول موضوع الجنوب والحدود أو في التسوية الكبرى. تخشى القوى المناهضة لحزب الله من أن تكون احتمالات التفاوض بين طهران وواشنطن جدية بالقدر الذي يمكن التوقّع معه الوصول إلى محطات أولية على قدر من الأهمية في مسار العلاقة بين الطرفين وانعكاس ذلك على المنطقة. وليست التلميحات الإيرانية أو الأميركية وحدها التي تثير الريبة في احتمالات التوصل إلى تسويات، بل هناك خطوات جدية تصل إلى مسامع معنيين في لبنان عن احتمالات «غير مطمئنة» قد لا تجد صدى إيجابياً لدى معارضي الحزب في لبنان. فالولايات المتحدة، بقدر ما تضغط على إسرائيل لتحييد لبنان عن دائرة الحرب، تسعى إلى لملمة الوضع في المنطقة ومع إيران قبل الدخول في مرحلة الانتخابات الرئاسية الجدية. والدول العربية التي تريد الخروج بأقل الأضرار الممكنة من حرب غزة، تريد كذلك ربح مزيد من الوقت مع مكاسب على المدى البعيد في تحييد بلادها عن تداعيات الحرب وتوسّعها. ومن مصلحة إيران كذلك، كسب الوقت أكثر وعدم الدخول في مجازفات كبرى. لذا يدور الكلام لدى معارضي الحزب حول احتمالين لا ثالث لهما: إما تفاوض إيراني - أميركي يعطي حزب الله مكاناً ثابتاً في المعادلة اللبنانية مقابل تسويات مضبوطة الإيقاع جنوباً، أو خربطة إسرائيلية لأي تفاوض لا يأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية عند حدودها الشمالية. وفي الحالتين، يصبح التفاوض حول لبنان محصوراً بدائرتين، إيران خارجياً وحزب الله داخلياً.

التفاوض حول لبنان محصور بدائرتين فقط هما إيران خارجياً وحزب الله داخلياً

وبقدر التسليم بهذه المعادلة، يظهر عجز هذه القوى، في المقابل، عن الحضور بقوة في حالات التفاوض الجارية. وهنا بيت القصيد، لأن القوى المعارضة لحزب الله، أو حتى المتحالفة معه موسمياً كالتيار الوطني الحر، لم تتمكن طوال المرحلة الماضية من تكوين حضور خارجي على المستوى المطلوب. فحتى العلاقة مع السعودية، والتي كان يمكن أن تُستثمر في التفاوض الجاري، تبدو محصورة في إطار محدد، كما تُرجمت مثلاً في لحظة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، حين زار السفير وليد البخاري بكركي، وتحرّكت الرياض واتفقت مع اللجنة الخماسية على التجديد له. أكثر من ذلك، يصبح الحضور الخارجي هزيلاً، ولا دور مؤثّر في مجريات التفاوض. وقد يكون الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أكثر من أعطوا هذه القوى فرصة الإطلالة الخارجية عبره، إلى ما يمكن التعبير عنه دبلوماسياً.

مع ذلك، كشفت حرب غزة عورة الغياب الخارجي المستمر منذ سنوات لهذه القوى، والذي يأخذ أهمية مزدوجة عند مفاصل حقيقية. فمنذ 7 تشرين الأول، ظهر أن التفاوض الذي بدأ حول مرحلة ما بعد غزة، سيشمل ساحات المنطقة التي تُعنى بها طهران، ولبنان في مقدّمها، بسبب وجود حزب الله وتحريك جبهة الجنوب. غير أن الاستنهاض الذي كان يفترض أن يواكب حدثاً «تاريخياً» في المنطقة مؤثّراً على لبنان، اقتصر على البيانات والمطالبات بتنفيذ القرار 1701، ولم يرتق إلى المستوى المطلوب خارج الحدود اللبنانية. فإذا كان تحوّل كالمتوقّع حدوثه، حرباً أو سلماً، ومفاوضات تأخذ في مندرجاتها النظام السياسي والتسويات الداخلية وحجز مكان مناسب في التسوية، أبقى الانشغال السياسي محلياً دون الوصول إلى دول القرار، فكيف يمكن الرهان، إذاً، على أن حصة إيران وحزب الله لن تكون كبيرة؟ حتى لو كانت هذه القوى تعتبر أن إيران تريد التفاوض بأي ثمن ومستعدّة لكبح دور حزب الله العسكري مقابل عدم توسيع رقعة الحرب. لكن، في المقابل، فإن للتفاوض أسسه وتنازلاته وأرباحه، وإيران وحزب الله حاضران بقوة. أما خصومهما من قوى سياسية برلمانية وحزبية، فربحوا معركة يتيمة حتى الآن بموافقة حزب الله، ويتصرفون وكأنهم سلّموا جدلاً بأن لا وجود لهم على الطاولة.

القتل الهادف وقصف الثُكَن يرفعان حماوة الميدان

مشروع المُمانعة لـ"التطبيع الأمني": شِبعا لـ"التكتيك" ورئيس "عَ القياس"

نداء الوطن...في انتظار ما ستحمله زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت غداً بالتزامن مع بدء السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون مهماتها، بدا واضحاً أنّ فريق الممانعة بكل تلاوينها، انخرط في محاولات لحرف مسار الحل الدولي في شأن جبهة الجنوب المشتعلة. ووفق معلومات ديبلوماسية لـ»نداء الوطن»، توسّل «حزب الله» عبر وسطاء توجيه رسائل الى الدول المعنية التي تنشط لنزع فتيل الاشتعال في الجنوب، مفادها أنّ هناك نافذة مفتوحة للحل، وأنّ «الحزب»على استعداد للتجاوب معها على قاعدة ربط تطبيق القرار 1701 الذي تتمسك به إسرائيل بترتيبات سياسية في الداخل اللبناني. في المقابل، أكدت مصادر مواكبة لحراك هوكشتاين أنّه «لا يحمل جديداً، بل مجرد عرض أفكار وتقطيع وقت»، ما دامت الجهة المعنية بالترسيم وتطبيق القرار الدولي أي «حزب الله» ترفض أي بحث قبل نهاية حرب غزة. ومن أبرز ما جاء في المعلومات الديبلوماسية أنّ «تسويق» رسائل «الحزب» ينطلق من رغبة في إطالة أمد المحادثات الجارية في شأن تطبيق القرار 1701 في انتظار انتهاء حرب غزة، وهو مطلب أعلنه أخيراً السيد حسن نصرالله، مقابل الشروع في مساعٍ لانجاز الاستحقاق الرئاسي وما يليه من قيام حكومة جديدة. وقالت أوساط قيادية في المعارضة تسنّى لها الحصول على هذه المعلومات: «يحاول «حزب الله» كسب الوقت، والحصول على مكاسب في السلطة التنفيذية. كما أنّه يضع نفسه في موضع المفاوض القوي. وهذا ما دفع بالمعارضة الى مباشرة تعبئة سياسية لمواجهة هذا التطور الذي قد يؤدي الى قيام سلطة تدور في فلك الممانعة. وأبلغت مراجع قيادية في المعارضة الأقنية الديبلوماسية المعنية بلبنان رفضها بقوة ما تتطلع اليه الممانعة. وأُبلغ بذلك الأميركيون. وما جاء في موقف المعارضة بلغ مسامع الجهات الديبلوماسية المعنية: «المطلوب اليوم بقوة ألا يكون «حزب الله» في موقع فارض الشروط فيما هو فعلياً في موقع من يجب أن يمتثل لتطبيق القرار 1701». وحذّرت المعارضة من أنه «إذا سيطر «الحزب» على مفاصل السلطة الجديدة، فلن تنفّذ عندئذ القرارات الدولية. هذا ما سنصل اليه إذا ما انتخب رئيس للجمهورية على مقاس الممانعة، وعندها ستدور الدولة برمتها في فلك «الحزب». وماذا عن مشروع الحل الذي سيحضره غداً هوكشتاين، والذي ينطلق من تصور للترسيم البري بدءاً من الناقورة ساحلاً، وصولاً الى مزارع شبعا جبلاً؟ بحسب المعلومات الديبلوماسية أيضاً، حاول وسطاء الممانعة ذرّ الرماد في العيون في شأن التسوية المرتجاة لمزارع شبعا التي ما زالت حتى اللحظة ضمن ملف الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1973، والتي صدر في شأنها القرار 338 وصنّفها ضمن الأراضي السورية. وبدا أنّ الممانعة، بإرشاد من «الحزب»، تسعى الى الوصول الى ما يسمى «تطبيعاً أمنياً» يؤدي الى ربط نزاع يسمح لـ»الحزب» بمواصلة التمسك بسلاحه بذريعة استخدامه لاحقاً في تحرير المزارع. في المقابل، يبدو أنّ الملف الرئاسي لن يشهد جديداً في ظل الوضع الضاغط جنوباً. وقالت مصادر سياسية أنّ الموفد القطري مستمر في حراكه في ظل ظرف غير مؤاتٍ. ويتوقع وصوله الى بيروت، أو ربما يكون وصل اليها فعلاً، ولكن لم يظهر أي أثر له بعد. أما اللجنة الخماسية، فلا أثر لحراكها. واستبعدت مصادر سياسية أي تحرك قريب لها في انتظار تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة. على صعيد متصل، تابع عدد من النواب المستقلين والمعارضين حراكهم من أجل خلق أجواء رئاسية، فعُقد مساء أمس اجتماع ضم نواب «الاعتدال الوطني» و»لبنان الجديد» والنواب عبد الرحمن البزري وحليمة قعقور والياس جرادة، بهدف تأسيس نواة كتلة وازنة ومؤثرة في الاستحقاقات، ولا سيما الإستحقاق الرئاسي. وعلمت «نداء الوطن» أنه تم التأكيد على مواصلة اللقاءات للاتفاق على كل الموضوعات. والأهم هو الدفع في اتجاه انتخاب رئيس. ميدانياً، وفي أوضاع متفاقمة باستمرار، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي مساء أمس، أنّ الجيش قتل قائد الوحدة الجوية لـ»حزب الله» في جنوب لبنان علي برجي، مستنداً الى استهداف إسرائيل بصاروخ مسيّرة سيارة في خربة سلم تزامناً مع تشييع قائد فرقة «الرضوان» في «الحزب» وسام الطويل ظهراً. لكن «الحزب» نفى هذه المزاعم ليلاً. من ناحيته أعلن «حزب الله» أنه استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي «في إطار الرد» على اغتيال الطويل ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري. وكان «الحزب» أعلن السبت استهداف قاعدة مراقبة جوية في شمال إسرائيل في إطار «ردّ أولي» على اغتيال العاروري ورفاقه.

حرب لبنان وإسرائيل تدخل مساراً جديداً: اغتيالات وتوسيع لـ12 كيلومتراً

«حزب الله» يحاذر ردوداً تؤدي إلى تدحرج... وإسرائيل تعلن اغتيال «قائد مسيّراته»

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. عكست الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة على الساحة اللبنانية، وردود «حزب الله» عليها، تحولاً في مسار الحرب التي باتت تركز فيها إسرائيل على الاغتيالات ضمن عمليات موضعية، فيما حصر الحزب الرد على أهداف عسكرية، بشكل لا يؤدي إلى حرب واسعة، حسب ما تقول مصادر نيابية لبنانية. وتوسعت دائرة تبادل القصف عملياً إلى 12 كيلومتراً بشكل متكرر، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اغتيال مسؤول عن المسيّرات في الحزب، وهو ما لم يؤكده الحزب في بيان نعي مقاتل يحمل الاسم نفسه. ونفذت إسرائيل اغتيالين خلال أسبوع، أولهما لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، وثانيهما للقيادي في وحدة النخبة في الحزب وسام طويل باستهداف سيارته في بلدة خربة سلم يوم الاثنين. وأثناء تشييع طويل في البلدة، نفذت إسرائيل ضربة استهدفت سيارة في البلدة نفسها أدت إلى إصابة 4 أشخاص بجروح، حسبما أعلن «الدفاع المدني»، قبل أن تعلن وسائل إعلام إسرائيلية استهداف قيادي في الحزب مسؤول في وحدة المسيرات. وأفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، بمقتل قيادي آخر في الحزب، قالت إنه مسؤول عن عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة على شمال إسرائيل في الأشهر الأخيرة. وذكرت الصحيفة أن علي حسين برجي، الذي وصفته بأنه قائد القوة الجوية للحزب في الجنوب، قتل في ضربة استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم قُبيل تشييع جنازة طويل. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي على الضربة الجوية، فيما أعلن الحزب مقتل برجي، لكنه لم يشر إلى موقعه القيادي أو أن يكون مسؤولاً عن المسيّرات.

أهداف عسكرية

وفي رد على استهداف العاروري وطويل، اختار الحزب أهدافاً عسكرية، إذ استهدف محطة رصد جوي يوم السبت الماضي في جبل الجرمق في الجليل الأعلى، كما استهدف الثلاثاء مقر قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي في مدينة صفد (قاعدة دادو) بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية، وقال إن استهدافها يأتي رداً على اغتيال العاروري والطويل. ويشير هذا المسار الجديد إلى تحوّل في مسار المعركة التي انحصرت، على مدى أسابيع، بالقصف المتبادل في المنطقة الحدودية، وهو «مسار جديد لكن لم تظهر معالمه»، كما يقول خبراء عسكريون، لكنهم يدعون إلى الانتظار «كي تتكشف الأمور بالفعل ما إذا كانت انتقالاً إلى مرحلة جديدة»، في إشارة إلى الإعلان الإسرائيلي عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من حرب غزة، ويؤكد هؤلاء «أننا ما زلنا في طور العمليات ولا تزال الاشتباكات قائمة». وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في تصريح لـ«القناة 14» التلفزيونية، إن استهداف الطويل كان «جزءاً من الحرب»، وحذر كاتس من أنه في حالة نشوب حرب كبرى، فإن لبنان «سيتلقى ضربة أقوى 50 مرة من تلك التي تلقاها في حرب عام 2006».

ضبط الردود

ويتوجس اللبنانيون من أن يكون التصعيد الإسرائيلي مقدمة لاستدراج «حزب الله» إلى رد يؤدي إلى توسيع الحرب، في وقت «تقيد الموانع الأميركية بشكل أساسي إسرائيل عن توسيع الحرب»، كما يقول مصدر نيابي مواكب للاتصالات الدولية، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب، حتى الآن، «يختار أهدافاً عسكرية في ردوده، وفي بعض الأحيان تكون الردود نوعية لجهة المسافة أو طريقة الاستهداف، كما جرى في استهداف قاعدة ميرون، أو في استهداف المركز العسكري في صفد»، موضحاً أن هذه الردود «يُفترض ألا تؤدي إلى توسيع الحرب».

توسيع إلى عمق 12 كيلومتراً

لكن عمق الاستهدافات، وسعه الطرفان عملياً 4 كيلومترات إضافية، إذ توسعت الاستهدافات الإسرائيلية إلى ما يتخطى الـ12 كيلومتراً منذ مطلع الأسبوع، فقد نفذت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على مرحلتين في منطقة الغندورية التي تبعد 12 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية، كما نفذت غارات على بلدة خربة سلم يوم الثلاثاء التي تبعد نحو 10 كيلومترات. وأدت الغارة الأولى على الغندورية إلى مقتل 3 عناصر نعاهم الحزب في بيانات متعاقبة. في المقابل، وسع الحزب مدى استهدافاته، حيث أعلن الثلاثاء أنه استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي «في إطار الرد» على اغتيال الطويل والعاروري. وقال الحزب في بيان إنه استهدف «مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية». من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بعد «إطلاق صافرات الإنذار إزاء تسلّل طائرات معادية إلى شمال إسرائيل صباح الثلاثاء، جرى إطلاق (صواريخ) اعتراضية تجاه أهداف جوية معادية عبرت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية». وأضاف أن «طائرة معادية سقطت في قاعدة» تابعة له في شمال إسرائيل، «من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار». وتقع قاعدة «دادو» على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية، وهي مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، التي تحوي عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان. وشدّد نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، في كلمة، الثلاثاء، على أن اغتيال القادة، بينهم الطويل «القائد في (كتيبة الرضوان) (المعروفة بأنها وحدة النخبة في الحزب) الذي عمل وضحى في الساحات المختلفة»، لا يمكن أن «يكون محطة تراجع بل هو محطة دفع للمقاومة».

قصف متواصل

وتصاعدت حدة القصف أمس، وإلى جانب استهداف ثكنة صفد، أعلن «حزب الله» عن استهداف ثكنة «يفتاح» عند الحدود مع لبنان بالصواريخ، ومهاجمة مواقع حانيتا والبغدادي ورويسات القرن والتجهيزات الفنية المستحدثة في موقع بياض بليدا ومهاجمة تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة «أدميت». وفي المقابل، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً واسعاً شهدت بلدة كفر كلا أعنفه، حيث أدت الغارات إلى تدمير ثلاثة منازل. في غضون ذلك، بلغ عدد القتلى من المدنيين اللبنانيين منذ بدء الحرب، 38 مواطناً، بالإضافة إلى عسكري واحد في الجيش، خلال 2447 هجوماً إسرائيلياً.

هوكستين في بيروت الخميس... ولبنان يعوّل على فرصة لاتفاق شامل

مسؤول أممي يعبّر عن تخوفه من التصعيد

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. تنشط الحركة الدبلوماسية والسياسية في لبنان على خط إنهاء التصعيد العسكري بين إسرائيل و«حزب الله» بحيث ترتكز كل المحادثات على عدم توسيع الحرب من جهة، والتوصل إلى اتفاق شامل مع إسرائيل عند الحدود الجنوبية، وهو ما يعوّل عليه المسؤولون اللبنانيون. وفي حين تتجه الأنظار إلى ما سيحمله في هذا الإطار، الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي يفترض أن يصل إلى بيروت الخميس، كانت جولة الثلاثاء لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، على المسؤولين حيث عبّر عن تخوفه من «استمرار التصعيد القائم في المنطقة وفي لبنان»، مؤكداً على «التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان واستمرارهما ببذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار». والتقى لاكروا كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزف عون، في حضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) الجنرال أرولدو لازارو. وفي هذا الإطار، تتحدث مصادر نيابية متابعة للقاءات الموفدين إلى بيروت عن «اهتمام دولي واضح وكبير للحؤول دون انزلاق الوضع في لبنان والذهاب نحو تصعيد أكبر». وفي حين تدعو إلى انتظار ما سيحمله الموفد الأميركي هوكستين، تلفت إلى أن الجهود التي تبذل تتركز على خطين هما: العمل أولاً على وقف إطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان، ما من شأنه أن يؤسس تالياً إلى البحث بتسوية شاملة للوضع بين لبنان وإسرائيل. وهنا ترمي المصادر مجدداً الكرة في ملعب إسرائيل، معبرة عن خشيتها من نية التصعيد لديها. وتحدث بوحبيب عن «فرصة للتوصل إلى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل». وأكد بعد لقائه لاكروا أن «مزارع شبعا ركن أساسي في الحل الشامل ووقف التوتر في الجنوب ولا يمكن القفز فوقها، والجيش اللبناني شريك أساسي لضمان الأمن والاستقرار في الجنوب، واستهدافه من إسرائيل بـ34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوض جهود حفظ السلم والأمن». وقال في دردشة مع الصحافيين: «ما يهمنا هو أن يكون الاتفاق كاملاً على الحدود ووقف التوتر في الجنوب. ويبدو لي أن هناك مبادرة أميركية، ما يعني لنا أن ننهي إظهار الحدود بيننا وبين إسرائيل، وتنسحب من كل الأراضي المحتلة، من ضمنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وإذا تم هذا نكون قد حولنا مناسبة مُرة؛ أي الحرب الموجودة الآن، إلى حل شبه نهائي». وعن وصول الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان هذا الأسبوع والرسائل التي يحملها، لا سيما لجهة تطبيق القرار «1701»، قال بوحبيب: «سنرى. نحن نريد السلام ويجب على إسرائيل أن تتوقف عن خروقها وتعدياتها علينا، وأن تنسحب من كل أراضينا المحتلة». وعن موقف «حزب الله» أن «لا كلام بوقف أي شيء قبل وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة»، قال بوحبيب: «هذا موقف (حزب الله)، له الحق فيه. نحن كدولة لبنانية بدأنا المفاوضات التي تواجه مشكلتين: أولاهما الحرب في غزة وإنهاؤها، وثانيتهما أن لا رئيس جمهورية لدينا، لا يمكننا ترسيم كامل وشامل للحدود إذا لم يكن لدينا رئيس للجمهورية، إلا أن هذا لا يعني أنه لا يمكننا التفاوض؛ لأنه يخفف من التوتر الموجود في الجنوب». وقال رداً على سؤال عن الخشية من اندلاع حرب شاملة من جنوب لبنان: «طبعاً بالتهديدات الإسرائيلية اليومية. وقد أبلغنا المسؤولين الدوليين الذين نلتقيهم بالطلب من الإسرائيليين تخفيف تصريحاتهم التي تخلق التوتر في لبنان». أما عن أجواء اللقاء مع لاكروا، فقال بوحبيب: «بحثنا معه في كل هذه الأجواء التي ذكرتها إلى جانب الدور المهم لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان ونود مواصلته. كذلك بحثنا في دور الجيش اللبناني، وهم مرتاحون له، وسنرى الطريقة التي نزيد بها عديد الجيش اللبناني في الجنوب». ونفى في المقابل أن يكون قد بحث خلال جولته في دول الخارج في موضوع رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن «جميع الدول تُشدد على أهمية انتخاب رئيس ليكون العمل متكاملاً». وخلال اجتماع لاكروا مع ميقاتي جدد الأخير «مطالبة المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي»، بحسب بيان صادر عن مكتبه، وقال: «نحن طلاب استقرار دائم، وندعو إلى حل سلمي دائم، لكن في المقابل تصل إلينا تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان. الموقف الذي أكرره لهؤلاء الموفدين هو: هل أنتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة أمر مقبول؟»، وكرر «استعداد لبنان الدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار (1701)». من جهته، دعا لاكروا خلال الاجتماع، كل الأطراف إلى «التهدئة، ودعم الجيش في الجنوب واستمرار التعاون بينه وبين الـ(يونيفيل) بشكل وثيق». وفي لقائه مع رئيس البرلمان نبيه بري، أثنى الأخير على «الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطال عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين، منتهكة ليس فقط القرار الأممي (1701)، إنما كل قواعد الاشتباك»، بحسب بيان لمكتبه. وقدم بري للموفد الأممي دراسة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية، «تتضمن مسحاً شاملاً للاعتداءات الإسرائيلية وأمكنتها، والأضرار الناجمة عنها، وعدد الشهداء في صفوف المدنيين، والمساحات الزراعية والحرجية التي طالتها الحرائق جراء استهدافها بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً». في المقابل، كان تأكيد من لاكروا على «التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان واستمرارهما ببذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار»، وأثار تخوفه من «استمرار التصعيد القائم في المنطقة وفي لبنان».



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..«محور فيلادلفيا»..جدل متصاعد مع استمرار «حرب غزة»..السيسي بحث مع عباس مستقبل غزة بعد الحرب..منفذ لإثيوبيا على البحر الأحمر.. وفد مصري إلى الصومال لتقديم الدعم..السودان: «تقدم» تسعى لتوسيع جبهتها..والجيش يكثف التحشيد..صالح يؤكد عدم وجود شريك لـ«النواب» الليبي في إصدار القوانين..تونس: «النهضة» قد تغير اسمها..رئيس الجزائر يقيل مدير الشرطة في «حادثة تسلل شاب إلى طائرة»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..واشنطن: لا نؤيد وقف النار في غزة.. في الوقت الراهن..«الأمر قد ينتهي بانتفاضة ثالثة» ما لم يتحرّك نتنياهو..تحذيرات عسكرية - أمنية إسرائيلية: «الضفة الغربية على شفا الانفجار»..بلينكن يبلغ إسرائيل شروطاً عربية لإنهاء حرب غزة..بلينكن: المنطقة مستعدة للاستثمار في غزة وفق مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية..إسرائيل تتعهد بالوصول إلى قادة «حماس» في خان يونس..«الصحة العالمية»: الأطقم الطبية والمرضى يفرون من مستشفيات جنوب غزة..الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 9 من جنوده في معارك غزة..23210 شهداء في غزة منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع..مقتل 10 آلاف طفل في حرب إسرائيل على غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,635,247

عدد الزوار: 6,958,418

المتواجدون الآن: 69