أخبار لبنان..توسُّع النطاق الجغرافي للمواجهات.. وكولونا تنقل تهديدات إسرائيلية..عشاء فرنجية - "القائد" يَصدُم باسيل "المردة" سرَّب الخبر..والردُّ آتٍ..القائد يبدأ معركة المجلس العسكري..وزير خارجية إسرائيل: «حزب الله» يعرّض أمن لبنان والمنطقة للخطر..وزيرة الخارجية الفرنسية في إسرائيل ولبنان بحثاً عن آلية لتنفيذ الـ«1701»..المقاومة تواصل الإشغال شمالاً: ارتقاء متدرّج يؤرّق العدو..«الثنائي الشيعي» يصرّ على الفصل بين مساري الرئاسة اللبنانية والتمديد لقائد الجيش..«لبنانيون لا يريدون الحرب»..صرخة في وادٍ؟..

تاريخ الإضافة الإثنين 18 كانون الأول 2023 - 3:38 ص    عدد الزيارات 317    القسم محلية

        


برّي وميقاتي يعزَّيان أمير الكويت.. وتعيين رئيس الأركان أمام الجلسة غداً..

توسُّع النطاق الجغرافي للمواجهات.. وكولونا تنقل تهديدات إسرائيلية..

اللواء..تحولت الحرب الدائرة منذ اكثر من سبعين يوماً بين اسرائيل وحماس في غزة الى عامل مقرّر لمعظم التطورات في المنطقة، والحركة السياسية والدبلوماسية، وامتد الامر الى لبنان، حيث تتطور المواجهة العسكرية بكل ما هو متاح لها من اسلحة من صواريخ وطائرات ومسيرات وقذائف وعبوات ناسفة، مع اعتراف اسرائيل بالخسائر، ونعي حزب الله المزيد من الشهداء على «طريق القدس». وهذا الموضوع كان على طاولة البحث بين وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ووزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين، قبل ان تنتقل اليوم الى بيروت، في اطار مهمة نزع فتيل توسع الحرب باتجاه لبنان. ونسب الى كوهين مطالبته كولونا بالضغط لإجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني، من زاوية انه في حال اخفقت الدبلوماسية، فالحل باستخدام القوة العسكرية. واعتبرت كولونا من قاعدة عسكرية قرب تل ابيب ان خطر التصعيد قائم، ولا مصلحة لاحد اذا خرجت الامور عن السيطرة، وطالبت الاطراف المعنية بخفض التصعيد.

التعازي بأمير الكويت

في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يقدم واجب العزاء لأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح بوفاة امير الدولة الراحل الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح. وضم الوفد الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونائبه سعادة الشامي. واعتبر ميقاتي ان غياب الامير نواف يشكل خسارة ليس للكويت وحسب، بل للعالم العربي ولبنان، فهو كان خير داعم للبنان في المحطات الصعبة. وكان لبنان اعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام حداداً، على الامير الراحل.

اشغالات الاسبوع

وبين المحادثات مع كولونا، واستكمال ملء الفراغ في المراكز الشاغرة في القيادة العسكرية، اذ ان الاتصالات تركز على تعيين رئيس لأركان الجيش، ومدعوماً من الحزب التقدمي الاشتراكي ومن آل عودة، بعد ترفيعه الى رتبة لواء، وتعيين مدير للادارة في الجيش. الجلسة في موعدها، وسيطرح الرئيس ميقاتي من خارج جدول الاعمال تعيين رئيس للاركان، وينشط مسؤولو الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما النائب وائل ابو فاعور في اجراء الاتصالات لتوفير ما يلزم لهذه الخطوة، «غير المضمونة بعد». وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن أكثر من ملف يتركز عليه النقاش في الاسبوع الراهن بدءًا من زيارة وزيرة خارجية فرنسا مرورا بجلسة مجلس الوزراء وما تحمله من تعيين رئيس الأركان أو لا غدا، فضلا عن مباشرة التيار الوطني بالتحرك اعتراضا على تأجيل تسريح قائد الجيش. وفي هذا الملف، أكدت المصادر أن نواب التيار سيقدمون طعنا في المجلس الدستوري في اقرب وقت ممكن، ولفتت إلى أنه بعد قرار التمديد، والاتفاق الذي جرى ينطلق التيار في خطوة معارضة. ورأت أن هذا الملف غير مرتبط بملف رئاسة الجمهورية الذي يحضر في لقاءات وزيرة خارجية فرنسا بالإضافة إلى تشديدها على ضبط التوتر. اما بالنسبة إلى مجلس الوزراء فإن اتصالات تسبق انعقاده وفق ما علمت «اللواء» لمناقشة بنود ادرجت سابقا في حين أن طرح تعيين رئيس الأركان ليس واضحا بعد ما إذا سيكون في هذه الجلسة ام لا، مع العلم أن هذا التعيين بات شبه محسوم. وفي اطار متصل، ينتظر التيار الوطني الحر صدور قانون التمديد سنة لقادة الاجهزة العسكرية والامنية ليتقدم بطعن فيه امام المجلس الدستوري. وكرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وصف ما جرى في المجلس النيابي في اطار التمديد لقائد الجيش وباقي قادة الاجهزة الامنية بأنه يدخل في «اطار استمرار المؤامرة».

الوضع الميداني

ميدانياً، لم تسلم القرى الحدودية من القصف المعادي والمتكرر، وصولاً الى العمق اللبناني، اذ اغارت طائرة معادية على نقطة في بلدة حومين التحتا، خارقة بذلك قواعد الاشتباك المتعارف عليها. وتعرضت بلدة عيتا الشعب عصر أمس لقصف مدفعي اسرائيلي، وهناك معلومات عن وقوع اصابات. كما تعرضت أطراف بلدة عيترون الحدودية عصر امس، لقصف مدفعي متقطع، مصدره المرابض الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. الى ذلك، استهدفت مسيَّرةاسرائيلية منزلاً في عيتا الشعب. وأطلقت مروحية معادية من نوع أباتشي، قرابة الرابعة و35 دقيقة من عصر امس، وفي عدوان متواصل، صاروخا موجها على بلدة عيترون، من دون الافادة عن وقوع اصابات. واندلع اشتباك بأسلحة رشاشة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في مزارع شبعابعد ظهر امس واطلق صاروخ مضاد للدبابات تجاه موقع عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان». ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اننا ما زلنا في بداية الطريق، ولم نستخدم من جهزناه لحربنا ضد العدو الاسرائيلي، ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين. واعتبر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنوب لبنان اليوم هو منطقة قتالية، موضحاً ان عناصر جيشه ستواصل استهداف مواقع حزب الله. ونعى حزب الله 3 شهداء جدد على طريق القدس في المواجهات الجارية مع الاحتلال الاسرائيلي، وعلى طريق القدس الشهيد معن سرور (من بلدة عيتا الشعب) والشهيد حسن موسى الضيقة (من بلدة حزين في البقاع) والشهيد موسى محمد مصطفى (من بلدة بيت ليف). واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمع لآليات وجنود العدو في محيطق قرية هونين اللبنانية المحتلة، وثكنة أفيعيم بالاسلحة المناسبة وكذلك موقع الراهب، بالاضافة الى 7 مواقع اضافية.

لا مطالب غربية بتعديل القرار 1701

عشاء فرنجية - "القائد" يَصدُم باسيل "المردة" سرَّب الخبر..والردُّ آتٍ

نداء الوطن...كشف قيادي بارز في فريق الممانعة لـ»نداء الوطن» أنّ «كل ما قيل عن «تعديل» القرار 1701، هو من «الأسلحة السياسية المحرمّة، ولا أساس له من الصحة». وقال إنّ كل الموفدين الذين حضروا الى لبنان من كبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض آموس هوكشتاين الى رئيس المخابرات العامة الفرنسية السفير برنار ايمييه وما بينهما، لم يطلب أي منهم إدخال تعديلات على القرار الدولي1701، ولا إقامة منطقة عازلة في الجنوب ولا أي أمر آخر، كل ما طلبوه هو تنفيذ القرار 1701 بكامل بنوده، كما هو نصّه». وأوضح المصدر: «هذا المطلب في الأساس لبناني، إذ طالب لبنان مراراً وتكراراً بإلزام إسرائيل بتنفيذ هذا القرار والانتقال من مرحلة وقف الأعمال القتالية الى مرحلة وقف إطلاق النار، وهو مطلب محل إجماع لبناني». أما عن مرحلة ما بعد التمديد، فيقول القيادي: «على الجميع أن يقرأوا جيداً تعمّد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وعقيلته ونجله النائب طوني فرنجية تلبية دعوة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى مائدة العشاء، فالتوقيت اختاره فرنجية حيث كانت الزيارة قبل جلسة التمديد، وتحديداً مساء الخميس الماضي، ولم تأتِ بعد الجلسة. فهو حضر غير محمّل بتصويت الكتلة النيابية المؤيدة للتمديد، إنما استبق الأمر من دون أن يطرحه في العشاء». ولفت الى أنّ «تسريب خبر العشاء جاء من فريق فرنجية وليس من جانب قائد الجيش، ولم تعلن قيادة الجيش اللقاء بغية عدم إثارة تفسيرات في غير محلها قبل إقرار التمديد». وكشف القيادي أنّ لقاء فرنجية وعون «كان أكثر من ودي، وتخلّله تأكيد على أهمية دور المؤسسة العسكرية ووجوب تحصينها». كما علمت «نداء الوطن» أنّ أصداء اللقاء كانت «سلبية جداً» لدى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، على حدّ تعبير مصادر إعلامية في «التيار»، وقالت إنّ نبأ هذا اللقاء جاء مباشرة بعد تصريح باسيل الأخير الذي وصف قانون التمديد للعماد جوزاف عون بأنه «مؤامرة»، فضلاً عن أنّ باسيل في موقفه في 12 الجاري ذهب بعيداً في الهجوم على قائد الجيش. وأضافت الأوساط أنّ باسيل في الأساس «يعتبر فرنجية غير مؤهل ليكون رئيساً للجمهورية، فكيف الحال وقد انفتحت خطوط التواصل بين الغريمين اللدودين لرئيس «التيار»؟ وتوقعت أن يحضّر باسيل في الوقت المناسب رداً عالي النبرة على اللقاء.

القائد يبدأ معركة المجلس العسكري

الاخبار..تقرير هيام القصيفي.. استعجلت المعارضة استثمار التمديد لقائد الجيش في الملف الرئاسي. ما جرى حتى الآن اتفاق مشروط ومحدّد بوقته. ما سيلي ذلك، صفقة المجلس العسكري في موازاة توجيه الأنظار إلى الجنوب.....لن ينتهي قريباً مفعول التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. ما جرى في جلسة الجمعة الماضي كان أبعد من تمديد بفعل القانون، وحلقة من مسلسل سياسي يتعلق بالجنوب وبمستقبل حزب الله ولبنان. ولما بعد التمديد وجهان، الأول داخلي، والثاني يتعلق بمفاعيل التسوية الإقليمية التي رعت التمديد.داخلياً، بعيداً عن رفع لافتات التهنئة والاحتفالات المموّلة من شخصيات معروفة، واتصالات المنتفعين، وبركة البطريرك بشارة الراعي الذي رعى التمديد، فإن ما يُنتظر في اليرزة مسار متجدّد من الكباش مع وزير الدفاع والتيار الوطني الحر. وهذا سيفتح مجدّداً باب الاستهدافات المتبادلة بين الطرفين، والتي ستكون أكثر حدة بعد الخسارة التي مُني بها التيار، إلا إذا قرّر قائد الجيش الممدّد له وضع الماء في النبيذ، في حين يؤكد التيار بأن عون سيبقى على توتره مع وزير الدفاع ومع رئيس التيار جبران باسيل، إضافة إلى أن العين ستكون على ما يلي صفقة التمديد، في ما يتعلق بالمجلس العسكري وملء شغوره. فقائد الجيش كان يدعو سابقاً إلى تعيين رئيس أركان ينوب عنه، مكرّراً لازمة تعذّر مغادرته لبنان لعدم وجود بديل عنه، والحاجة إلى السفر أصبحت أكثر إلحاحاً في إطار خوض معركته كمرشح رئاسي. وما جرى بعد استعداد الحزب التقدمي الاشتراكي للقبول بتعيين رئيس للأركان، وتطيير جلسة الحكومة، أن الأوراق خُلطت مجدداً، وصار فعل التعيين بذاته هاجساً للذين لا يريدون أن تعطى حكومة تصريف الأعمال هذا الحق، لأن التعيين كان مرتبطاً بالطعن في المرسوم المحدد بستة أشهر، لا بالقانون الذي أعطى عون سنة كاملة. وأي لجوء إلى هذا الخيار، بعد ما جرى في مجلس النواب، يعني مزيداً من الانتهاكات الدستورية في غياب رئيس الجمهورية. والأهم أنه حتى الساعات الأخيرة، تجدّدت مطالبة الاشتراكي بتعيين رئيس الأركان، وتعزّزت بإصرار قائد الجيش والتمسك بالمرشح لهذا المنصب. وفي حين بدأت ساعات النهار أمس بالكلام عن أن الحديث عن التعيين لا يزال محصوراً بالمقعد الدرزي فيما تعيين المفتش العام الأرثوذكسي والمدير العام للإدارة الشيعي غير مطروحيْن، تساءلت أوساط سياسية عن إمكان تمرير الثنائي الشيعي لسلة التعيينات كاملة، وعما إذا كان ذلك يعني خوض معركة ثانية مع التيار سيكون حملها ثقيلاً. علماً أن إخراج التسوية طُرح على الطاولة بتنسيق بين الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري اللذين كانا في الكويت معاً. وإذا حصل الاتفاق بمباركة الثنائي، فسيكون هذا تصويباً مباشراً على باسيل، بإمكان تمرير التعيينات من دون موافقة وزير الدفاع، وإعطاء قائد الجيش ما يطلبه، ما يضفي على الصفقة السياسية بعداً آخر.

قلق الداخلي لدى معارضي الحزب من أن تكون التسوية المصغّرة مقدّمة لتسوية أكبر

النقطة الأخرى تتعلق بملف رئاسة الجمهورية. اذ استعجلت المعارضة الحزبية، ومعها نواب تغييريون كانوا في جلسة الجمعة جزءاً لا يتجزّأ من المنظومة السياسية والقوى الحزبية، تجيير ما حصل لاستثماره في الملف الرئاسي. فدخول اللجنة الخماسية على خط التمديد، اعتبرته المعارضة استعادة لدور اللجنة في تحريك الملف الرئاسي، وتالياً معالجة الملف اللبناني. لكنّ واقع الحال ليس كذلك. ما حصل هو توافق على القطعة وليس تسوية سياسية شاملة لا محلية ولا خارجية. وما كان قائماً قبل أسابيع قليلة حول تعيين بديل لعون، تبدّل ربطاً بما جرى في غزة والجنوب وتفعيل القرار 1701، ومفاوضات دولية مع إيران حول ساحات عملها في المنطقة. وهنا يدخل دور القوات الدولية التي كانت تحثّ دولها على عدم الدخول في متاهة تعيين قائد جديد وتدفع في اتجاه التمديد. وإذا كانت السعودية شاركت في السعي للتمديد بوضوح في حركة لافتة بعد انكفاء، فهذا لا يعني أنها استعادت أي مبادرة في الملف اللبناني ككل. ففي خضمّ الانشغال المحلي بالتمديد، كان بيان ثلاثي صيني - سعودي - إيراني يصدر من بكين لأول اجتماع للجنة الثلاثية المشتركة، في موازاة تأكيدات غربية عن مسار قائم للعلاقة السعودية مع إسرائيل. وهذا يعني انشغال الرياض بإطار أوسع من ملف لبنان لدورها في المنطقة، فلا تتخلّى عنه بالمطلق ولا تدفع في اتجاه مبادرة كاملة في شأنه. وهذا تماماً ما بدأ يثير قلقاً لدى معارضي حزب الله من غير الذين أبرموا معه بالواسطة تسوية التمديد لقائد الجيش. ما يجري جنوباً هو أقل من حرب وأكثر من اشتباكات حدودية. والعين بعد التمديد على ما يجري حقيقة فيه، في ظل بقاء المنطقة الحدودية ساحة مشتعلة. وحزب الله الذي لا يزال منذ أكثر من شهرين على درجة عالية من الاستنفار والتحسب لأي احتمالات عسكرية أكبر من تلك الجارية حالياً، لا يعنيه الملف الرئاسي بقدر ما تشكله تطورات حرب غزة والحدود الجنوبية من أولوية مطلقة له. وتفعيل القرار 1701، الذي يفترض أن يمس الجيش، لا يتوقع أن يُترجم اليوم تزخيماً لانتشاره والموافقة الداخلية على تعزيز وجوده وزيادة عديده. ومن المبكر الكلام عن أن التحذيرات والمطالب الغربية، التي تُرجمت في التمديد، ستبلور حلاً سريعاً ومتكاملاً لتنفيذ رؤية «جديدة» للقرار 1701. فأيّ مندرجات مختلفة للقرار، تقارب انتشار حزب الله، ليس من السهل التعامل معها، على أنها خطوة عادية. لأنها تعني أولاً وآخراً وجود الحزب في الجنوب وإطاراً آخرَ لصراعه مع إسرائيل. وهذا لا يمكن أن يتم من ضمن ترتيبات سريعة، في حين أن حرب غزة لا تزال مشتعلة وكذلك جبهة الجنوب والتهديدات الإسرائيلية. والقلق الداخلي لدى معارضي الحزب من أن تكون التسوية المصغّرة مقدّمة لتسوية أكبر. ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة... وبتغطية من المعارضة.

إسرائيل: إذا رفع حزب الله التصعيد درجة واحدة إضافية سنرد بـ 5 أضعاف

دبي - العربية.نت.. وسط استمرار المناوشات بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية على الحدود، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، اليوم الأحد، حزب الله اللبناني في حال رفع التصعيد درجة واحدة إضافية سيكون الرد بـ 5 أضعاف. وأضاف يوآف غالانت، في حديث مع جنود الجيش الإسرائيلي في منطقة المطلة: "إذا أراد حزب الله أن يصعد مستوى واحداً، فسنصعد خمسة.. لا نرغب في ذلك، لكننا لن نسمح بإجلاء سكان الشمال أيضاً". بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن حزب الله يعرض أمن لبنان والمنطقة بكاملها للخطر. وأضاف على منصة إكس "إذا لم يتم إزالة هذا التهديد دبلوماسيا فإننا لن نتردد في القيام بعمل عسكري". وتابع كوهين أنه بحث مع وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، سبل منع الحرب في شمال إسرائيل من خلال إبعاد حزب الله عن الحدود وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 1701.

حرب في مصلحة العالم

كما شدد كوهين على أن الحرب ضد ما وصفها "المنظمات الإرهابية" الممولة من إيران، ليست في مصلحة إسرائيل فحسب بل في مصلحة العالم الغربي كله. ويشن حزب الله هجمات صاروخية شبه يومية على إسرائيل منذ اندلاع الصراع بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، بينما تقصف إسرائيل جنوب لبنان بالمدفعية وتشن غارات جوية مما أسفر عن مقتل العشرات من مقاتلي حزب الله والمدنيين. وأسفر التصعيد في الجنوب اللبناني حتى الآن عن مقتل 129 شخصاً، بينهم 91 مقاتلاً من حزب الله و17 مدنياً، بحسب وكالة "فرانس برس". أما على الجانب الإسرائيلي فقتل عشرة أشخاص على الأقل وفق ما أفادت السلطات الإسرائيلية.

وزير خارجية إسرائيل: «حزب الله» يعرّض أمن لبنان والمنطقة للخطر

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، اليوم الأحد، إن «حزب الله» يُعرّض أمن لبنان والمنطقة بكاملها للخطر. وأضاف كوهين، على منصة «إكس»: «إذا لم تجرِ إزالة هذا التهديد دبلوماسياً فإننا لن نتردد في القيام بعمل عسكري». ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، تابع كوهين أنه بحث مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا سبل منع الحرب في شمال إسرائيل، من خلال إبعاد «حزب الله» عن الحدود، وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1701. وشدّد كوهين على أن الحرب ضد ما وصفها بـ«المنظمات الإرهابية» المموَّلة من إيران، ليست في مصلحة إسرائيل فحسب، بل في مصلحة العالم الغربي كله. ويشنّ «حزب الله» هجمات صاروخية شِبه يومية على إسرائيل، منذ اندلاع الصراع بين حركة «حماس» وإسرائيل في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بينما تقصف إسرائيل جنوب لبنان بالمدفعية وتشن غارات جوية، مما أسفر عن مقتل العشرات من مقاتلي «حزب الله» والمدنيين.

وزيرة الخارجية الفرنسية في إسرائيل ولبنان بحثاً عن آلية لتنفيذ الـ«1701»

مصادر فرنسية: باريس تنشط لمنع تحول المناوشات بين إسرائيل و«حزب الله» إلى حرب مفتوحة

الشرق الاوسط..باريس: ميشال أبونجم.. عشيةَ وصول كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية، إلى إسرائيل، في جولة يتعيّن أن تقودها إلى الضفة الغربية (رام لله)؛ للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ثم، الاثنين، إلى بيروت؛ للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين، أصدرت وزارة الخارجية بياناً أدانت فيه مقتل موظف يعمل لصالح «الخارجية» في قصف استهدف منزلاً لجأ إليه في مدنية رفح القائمة أقصى جنوب قطاع غزة. وجاء، في حرفية البيان الصادر عن باريس على منصة «إكس»، أن فرنسا «تُدين عملية القصف التي استهدفت مبنى سكنياً تسبَّب بمقتل عدد من الضحايا». وأضاف البيان: «نطالب السلطات الإسرائيلية بجلاء الظروف التي أحاطت بهذا القصف، في أقصر وقت». ووفق «الخارجية»، فإن الضحية كان يعمل لصالح الوزارة منذ عام 2002، لكن باريس لم تكشف عن هويته، ولا عن جنسيته، وجُلُّ ما أذاعته أنه لجأ إلى منزل أحد زملائه الذي يعمل في قنصلية فرنسا بالقدس، حيث أُصيب بجراح خطيرة جراء عملية القصف الإسرائيلية، وفارق الحياة بسببها.

تجاهل الحادثة

ثمة أمران يتعيّن التوقف عندهما؛

الأول أن كولونا، التي التقت، الأحد، نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، لم تُشِر، في المؤتمر الصحافي المشترك، إلى هذه الحادثة، ولم يعلم ما إذا كان جرى التداول به في اللقاء مع كوهين الذي امتنع هو الآخر عن التوقف عنده. وسبق لباريس أن طلبت تفسيراً لاستهداف الطيران الإسرائيلي المركز الثقافي الفرنسي في غزة، بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يعرف ما إذا كانت إسرائيل قد قدّمت اعتذاراً لباريس أو شرحت ظروف الحادث. كذلك فإن الجيش الإسرائيلي استهدف المبنى الذي كانت توجد فيه مكاتب «وكالة الصحافة الفرنسية»، التابعة للحكومة. ورغم ذلك، لم يصدر أي احتجاج علني من باريس لهذا الاستهداف الذي وقع في رفح؛ وهي المدينة التي روّجت تل أبيب أنها «آمنة»، ودعت سكان غزة للجوء إليها للنجاة من القصف.

أما الأمر الثاني فيتمثل في «الإدانة» التي صدرت عن باريس لعملية القصف الإسرائيلية، وهي تُعدّ سابقة من نوعها، إذ إن السلطات الفرنسية، كغيرها من العواصم الغربية، تجنبت، حتى تاريخه، إدانة أوالتنديد بالقصف الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين، والذي أوقع، وفق وزارة الصحة في غزة، ما يزيد على 18 ألف ضحية، منهم آلاف الأطفال والنساء. صحيح أن باريس، على لسان رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، لم تتردد في التذكير بسقوط كثير من المدنيين، وبالدمار الذي لحق البنى المدنية، لكنها لم تصل يوماً إلى حد التنديد أو الإدانة، لا بل إن الرئيس ماكرون شخصياً، اضطر لتوضيح ما قاله، لقناة «بي بي سي» البريطانية، نافياً قصده القول إن إسرائيل «تستهدف المدنيين عمداً». وفي حديثها إلى الصحافة، أعربت كولونا عن «قلق باريس العميق» لما آلت إليه الأوضاع في غزة بعد 72 يوماً من الحرب والقصف والتدمير، لذا فإنها دعت إلى «هدنة فورية ومستدامة» في العمليات العسكرية. والغريب أن باريس صوّتت، في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في «مجلس الأمن»، لصالح مشروع القرار الذي طرح؛ والداعي إلى «وقف لإطلاق النار». وقد حصل المشروع المذكور على دعم 13 دولة. بَيْد أنه سقط بسبب «الفيتو» الأميركي، في حين امتنعت بريطانيا عن التصويت، واللافت أنه بينما تُواصل الوزيرة الفرنسية الدعوة إلى «هدنة»، فإن الدولتين الأكثر التصاقاً بالولايات المتحدة والداعمتين لإسرائيل هما ألمانيا وبريطانيا. والحال أن وزيري خارجية البلدين أنالينا بايربوك وديفيد كاميرون، أكدا، في مقال مشترك نشرته صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، «الحاجة المُلحة» لـ«وقف دائم لإطلاق النار»، إلا أنهما عارضا أن يكون «فورياً وعاماً»، بحيث أصبح من الصعب إدراك ما يريدانه حقيقةً.

هدف الجولة

يبقى أن الهدف الأساسي لجولة كولونا على إسرائيل، ولبنان الذي تصله يوم الاثنين، عنوانه العمل على خفض التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، وتحاشي تحوُّل الحرب في غزة إلى حرب إقليمية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الوزير الإسرائيلي رأى أن فرنسا يمكن أن تلعب «دوراً مهماً» على هذا الصعيد، علماً بأن إسرائيل تريد إبعاد «حزب الله» عن حدودها الشمالية لما وراء نهر الليطاني، وفق منطوق القرار الدولي رقم 1701 الصادر في عام 2006. وثمة معلومات تفيد بأن باريس «تطرح آلية» لتنفيذه، وتلحظ دوراً لقواتها. وسيكون هذا الملف رئيسياً في المحادثات التي ستُجريها كولونا، الاثنين، مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب اللبنانيين، ومع نظيرها اللبناني.

زيارة بيروت

وتأتي زيارة كولونا لبيروت، في إطار دبلوماسية فرنسية نشطة إزاء لبنان، فقد زارته للمرة الأولى في شهر سبتمبر (أيلول)، ثم تبعها زميلها وزير الدفاع ومدير المخابرات الخارجية، ووفد مشترك من «الخارجية» و«الدفاع». وخلال كل هذه اللقاءات، كان التركيز على «الآلية» التي من شأنها توفير الأمن والاستقرار في جنوب لبنان؛ أي كيفية تنفيذ القرار 1701، علماً بأن المتابعين لهذا الملف الشائك يعرفون مسبقاً أنه لا إمكانية للسير به من غير انسحاب إسرائيل من المناطق التي ما زالت تحتلّها، أو على الأقل مِن غالبيتها. ووفق مصدر دبلوماسي في باريس، فإن الإشكالية مزدوجة؛ إذ إنها تتناول، من جهة، الانسحاب الإسرائيلي من كفرشوبا التي تعتبرها إسرائيل تابعة لسوريا، بينما يراها لبنان لبنانية. وترتبط، من جهة ثانية، بمدى استعداد «حزب الله» لسحب مقاتليه وأسلحته من المنطقة القائمة بين الحدود ونهر الليطاني. وليس معروفاً ما إذا كان مسؤولو الحزب، في هذه المرحلة أو تلك التي ستَعقب نهاية الحرب في غزة، مستعدّين للاستجابة للمطلب الدولي الذي تحمله الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. وبين هذه وتلك، تدور الوساطات الدولية التي كان من المفترض أن تُتوَّج بزيارة الرئيس ماكرون إلى لبنان. لكن الزيارة أُلغيت، ولم يصدر عن قصر الإليزيه أي تفسير لذلك. وقد فضّل الرئيس الفرنسي زيارة القوة الفرنسية المرابطة في الأردن، في حين زار، العام الماضي، قبيل رأس السنة، طاقم حاملة الطائرات شارل ديغول التي تعمل بالدفع النووي. يُذكر أن التصعيد على الحدود المشتركة أسفر عن مقتل 129 شخصاً من الجانب اللبناني، بينهم 91 مقاتلاً في صفوف «حزب الله»، و17 مدنياً، في حين أفادت السلطات الإسرائيلية بمقتل عشرة أشخاص، على الأقل، من الجانب الإسرائيلي، إلى جانب عدد من الجرحى.

دمار المنطقة الحدودية اللبنانية يماثل آثار حرب 2006

المعارك بين إسرائيل و«حزب الله» تتسع نوعياً وكمياً

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. «سيتفاجأ من يزور الجنوب (اللبناني) بعد الحرب بحجم الدمار»... بهذه العبارة يلخّص علي (46 عاماً) الذي زار الجنوب قبل أيام لنقل والده المريض إلى المستشفى، واقع الحال في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، ويقول: «المشهد يشبه (حرب تموز) 2006»، لكن الفارق الوحيد أن الدمار «بقي محصوراً في منطقة المواجهة». وتتعرض المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، لقصف إسرائيلي عنيف منذ 70 يوماً، على ضوء القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. لم يخلُ يوم من القصف، كما لم تنقضِ ساعة من دون تحليق لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء القرى الحدودية، ما اضطر معظم السكان لإخلاء منازلهم، وباتت بعض البلدات الحدودية شبه خالية من قاطنيها. ولم يكن علي ليتجرأ على زيارة بلدته ميس الجبل (قضاء بنت جبيل) الواقعة على الحدود مباشرة، لو لم يكن مضطراً لذلك. «إنها ساحة حرب بكل ما تعنيه الكلمة»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، متحدثاً عن «خوف يسيطر على المنطقة جراء القصف المتواصل»، كما عن مشاهد الدمار الواقعة في المنطقة والتي تعيد التذكير بآثار حرب يوليو (تموز) 2006 التي دمرت فيها إسرائيل أحياء كاملة في بلدات ومدن جنوبية، إضافة إلى الضاحية الجنوبية في بيروت. ويقول علي: «المشهد اليوم يشبه مشاهد حرب تموز 2006. لا يختلف التدمير عن الحرب السابقة إلا بتفصيل واحد، وهو أن الحرب لم تتسع من الشريط الحدودي إلى عمق يتجاوز خمسة كيلومترات»، لافتاً إلى «بيوت مدمرة بالكامل، وأخرى متضررة جراء القصف، وشوارع خالية ومتضررة، إضافة إلى بساتين محروقة وحقول مهجورة». وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي «كماً ونوعاً» بشكل قياسي خلال الأسبوعين الأخيرين، لكنه لا يزال محصوراً ضمن نطاق جغرافي محدد، يتراوح في معظمه بين 5 و7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، إلا أنه يطال عشرات القرى الواقعة على مسافة 120 كيلومتراً من الحدود الجنوبية. وباتت القوات الإسرائيلية تعتمد بشكل أساسي على الغارات الجوية الضخمة، إلى جانب المسيّرات التي تنفذ غارات تكتيكية، والقصف المدفعي المتواصل.

دمار متفاوت

يتفاوت الدمار بين قرية وأخرى، لكنه يتشابه إلى حد كبير. ففي بلدة كفركلا المواجهة لمستعمرة المطلة الإسرائيلية، تبدو آثار القصف أكثر وضوحاً، في حين تقل عما هي عليه في بلدة العديسة المحاذية المقابلة لمستعمرة مسكاف عام. وأسفرت القذائف التي أصابت المنازل عن تدمير محتوياتها وأحالتها إلى خراب، كما يقول مصدر ميداني من بلدة كفركلا، ويتماثل القصف في بلدة الخيام، وهي أكبر البلدات الحدودية في القطاع الشرقي. وتقول مصادر ميدانية إن الغارات الجوية التي استهدفت المناطق المأهولة «مسحت مربعات سكنية بالكامل... أدت إلى تدمير منازل بعدة طوابق بشكل نهائي»، أما آثار القصف بالمسيّرات «فواضحة في الكثير من المنازل والسيارات المحترقة التي تصادفها في المنطقة»، فضلاً عن «آثار القذائف المدفعية في البيوت». ويتشابه المشهد في قرى عيترون وبليدا ومارون الراس ويارون وحولا وميس الجبل وعيتا الشعب، كذلك يتشابه المشهد في قرى القطاع الغربي مثل يارين ومروحين. وتقول المصادر إن الغارات الجوية في المناطق الحرجية «أكثر عنفاً، بدليل الدوي الهائل الذي يترافق مع انفجارها، لكن السكان لا يستطيعون معاينتها ولا تظهر معالمها كما في داخل القرى أو على أطرافها، بالنظر إلى أنها خالية من السكان».

قواعد اشتباك مدروسة

ويخوض «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في المنطقة، معركة ضمن قواعد اشتباك مدروسة وتحركات محسوبة بدقة؛ إذ تتبدل الذخائر التي يستعملها الحزب، بعد الغارات الجوية، مثل إعلاناته عن استخدام صواريخ «البركان» التي تعد عبوة طائرة بزنة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام، وتتحول نوعية الذخائر إلى الصواريخ الموجهة في مقابل الصواريخ التي تطلقها المسيّرات، فضلاً عن استخدام قذائف «الهاون» في الرد على القصف المدفعي الإسرائيلي. وينسحب هذا التفصيل على المدى الجغرافي؛ إذ يعلن في بياناته عن استهداف مواقع في العمق، أو مستعمرات إسرائيلية في مقابل قصف المناطق المأهولة، وسط توسع طفيف ومحدود للنطاق الجغرافي للعمليات، كان أكثره وضوحاً ليل السبت - الأحد؛ إذ نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة في بلدة حومين في شمال الليطاني، على بعد أكثر من 25 كيلومتراً عن الحدود.

تبادل متواصل للقصف

ميدانياً، أعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا رافعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل على تركيب معدات فنية ‏وتجسسية في مزارع دوفيف، ما أدى إلى تدمير ‏التجهيزات والمعدات. كما أعلن عن استهداف أربعة جنود إسرائيليين أثناء دخولهم إلى نقطة تموضع شرق سعسع، وذلك بعد استهداف قوّة عسكرية في مُحيط موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة، وقصف دُشمة في موقع بركة ريشا، بداخلها عددٌ من الجنود الإسرائيليين. كما تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن اشتباك بأسلحة رشاشة بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» في مزارع شبعا. وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته «استهدفت بنية تحتية لـ(حزب الله) في الأراضي اللبنانية». ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه تم «إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على منطقة دوفيف أصاب صالة رياضية». وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن مسيّرة إسرائيلية «نفذت عدواناً جوياً؛ إذ استهدفت بصاروخ موجّه جبل بلاط بين مارون الراس وعيترون»، في حين «اندلعت النيران داخل منزل مؤلف من 3 طوابق في مارون الراس جراء القصف الإسرائيلي»، وتعرض منزل قيد الإنشاء في الخيام لقصف للمرة الثانية، في حين سقطت قذائف في معتقل الخيام. وفي ميس الجيل، استهدفت غارة جوية إسرائيلية منطقة القندولي غرب البلدة، ودمرت منزلاً في الحي بشكل كامل، فضلاً عن غارة استهدفت منزلاً في عيترون. كما استهدف الجيش الإسرائيلي محطة إرسال تابعة لشركة «mtc»، ومحطة اشتراك إنترنت في الطيبة فوق منزل آل أبو طعام، بصاروخ مسيّر. وقد اقتصرت الأضرار على الماديات. وأفيد بغارتين بطائرة مسيّرة على منزل في عيتا الشعب، وغارة ثالثة على منزل في بلدة رب ثلاثين.

المقاومة تواصل الإشغال شمالاً: ارتقاء متدرّج يؤرّق العدو

الأخبار... تحافظ المنطقة الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة، على وتيرة مرتفعة من العمليات التي تنفّذها المقاومة في لبنان، ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، على طول الحافة الحدودية من الناقورة غرباً، إلى مزارع شبعا شرقاً. وفي المقابل، يرفع العدو من وتيرة اعتداءاته على القرى الحدودية، مستهدفاً أحياناً مناطق في عمق الجنوب. لكن، إلى اليوم، لا يزال إيقاع تبادل النيران مضبوطاً - إلى حدّ بعيد - ضمن قواعد الاشتباك التي باتت معروفة، وعنوانها العام: الفعل وردّ الفعل؛ إذ في الأعمّ الأغلب، فإن المقاومة هي التي تبادر إلى تنفيذ العمليات ضدّ مواقع العدو، ضمن مدى جغرافي محدود. وفي المقابل، يهاجم الأخير في القرى الحدودية عموماً، متجنّباً أيضاً توجيه ضربات في العمق اللبناني. لكن، ما يُسجّل على أنه ارتقاء، هو تعزيز المقاومة نيرانها، نوعاً وكمّاً، وبشكل يومي، حيث زادت من استخدام الصواريخ الموجّهة بأنواعها المختلفة، وخصوصاً تلك «الفراغيّة»، التي تتسبّب بدمار ملحوظ وواضح في المباني التي تستهدفها. كما كثّفت من إطلاق صواريخ «البركان» التي تُحدث أيضاً انفجاراً كبيراً أينما سقطت. وفي المقابل، رفع العدو من وتيرة استخدام الطائرات الحربية في الإغارة على منازل وأهداف ضمن القرى الحدودية. كما بات يعمد إلى تمشيط مدفعي يوميّ، يطلق فيه عشرات القذائف المدفعية على القرى وأحراجها، على طول الحافة الحدودية. وصباح أول من أمس، نفّذ المقاومون هجوماً جوياً بطائرة مُسيّرة انقضاضية على تموضع لجنود ‏الاحتلال خارج ثكنة «راميم» (في قرية هونين اللبنانية المحتلة). وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في العملية، وإصابة آخرين، منهم إصاباتهم خطيرة. وتُعتبر هذه العملية نوعيّةً من حيث التحضير والإعداد والتنفيذ؛ إذ إن تموضع الجنود الذي استُهدف، كان في موقع خلفيّ لا يمكن رصده من الأراضي اللبنانية، ما يعني أن المقاومة استخدمت وسائط استخبارية نوعيّة لتحديد الهدف. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن «المقاومة تستخدم لاستطلاع أهداف من هذا النوع، طائرات مُسيّرة استطلاعية، قبل تنفيذ العملية، من دون أن يتمكّن العدو من اكتشافها أو اعتراضها». كما أنه بات من الواضح أنها تستخدم هذه المُسيّرات، بوتيرة ملحوظة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، مرات عديدة خلال الأيام الفائتة، اشتباهه باختراق مُسيّرات أجواء فلسطين المحتلة، ما دفعه إلى إطلاق عشرات الصواريخ الاعتراضية. أما من حيث التنفيذ، فيُسجّل نجاح لافت لدى المقاومة في استخدام الطائرات المُسيّرة المفخّخة، والتي تنقضّ على أهدافها بشكل دقيق، وتحقّق إصابات مباشرة، من دون أن تتمكّن أنظمة الإنذار الإسرائيلية المعقّدة من اكتشافها، ثم اعتراضها. ويوم أمس، واصل حزب الله استهداف ثكنات العدو ومواقعه وتجمّعات جنوده على طول الحدود، موقعاً المزيد من القتلى والجرحى في صفوفه. وأعلنت المقاومة الإسلامية، في سلسلة بيانات متلاحقة، استهداف جنود الاحتلال في بركة ريشا ومحيط موقع حانيتا وشرق سعسع وحرج عداثر وجلّ العلام ودوفيف، ومحيط قرية هونين. كما طاولت هجمات المقاومين ثكنة «أفيفيم»، ومقرّ قيادة مستحدثاً قرب «إيفن»، وجنوداً في هونين. وفي هذه الأثناء، كان وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، يجري تقييماً للوضع في منطقة المطلّة على الحدود مع لبنان، بالتعاون مع قائد القيادة الشمالية وقادة آخرين. وفي حديث أجراه هناك مع جنود الجيش، قال غالانت إنه «إذا أراد حزب الله أن يصعّد مستوىً واحداً، فسنصعّد خمسة - لا نرغب في ذلك، لكنّنا لن نسمح بإجلاء سكان الشمال لفترة طويلة جداً». كما تلقّى غالانت إحاطة عن نشاط الجيش «ضدّ أهداف حزب الله في المنطقة»، وفقاً للإعلام العبري.

كوهين: نحن لا نقاتل حماس فحسب، بل نقاتل أيضاً الحوثيين وحزب الله

وتحدّثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في غضون ذلك، عن إطلاق صواريخ موجّهة من لبنان نحو مستوطنة «أفيفيم» في الجليل الأعلى، إضافة إلى 6 صواريخ على الأقلّ استهدفت مستوطنة «مرغليوت» (هونين)، التي دوّت فيها صفارات الإنذار. وأتى هذا فيما وزّع «مجلس الجليل الأعلى» تعليمات جديدة على من بقي من المستوطنين في 13 مستوطنة عند الحدود مع لبنان، بـ«البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر». أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فقال، في تقييم حول الوضع في الشمال، إن «جنوب لبنان سيكون منطقة حرب طالما أن حزب الله منتشر هناك»، في حين اعتبرت وسائل إعلام عبرية أن «ما حصل في الشمال، هو أن حزب الله فرض منطقة أمنية في الجانب الإسرائيلي، وينفّذ عمليات بشكل يومي». مع هذا، لا يزال العدو يعوّل على «حلّ سياسي» للتصعيد على الحدود مع لبنان، حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أمس، خلال لقاء نظيرته الفرنسية، إن حزب الله «يعرّض لبنان والمنطقة برمّتها للخطر»، مضيفاً أنه «يمكن حلّ المشكلة دبلوماسياً أو بالعمل العسكري»، متابعاً أنه «فقط تنفيذ القرار 1701 وإبعاد إرهابيّي حزب الله شمال نهر الليطاني سيمنعان الحرب في لبنان». وتحدّث الوزير الإسرائيلي عن «المحادثات التي أجريناها في الأسابيع الأخيرة، حول الترويج لتحرّك دبلوماسي دولي من شأنه إزالة تهديد حزب الله من الحدود الشمالية لإسرائيل، والسماح لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم بأمان»، لافتاً إلى «أننا قمنا بتشكيل مجموعة عمل مشتركة لفرنسا وإسرائيل، بهدف العمل بالتنسيق لتنفيذ القرار 1701». كذلك، قال كوهين: «نسمع من العالم دعوات لوقف إطلاق النار ضد حزب الله وحماس وذلك يُعتبر مكافأة للإرهاب»، مضيفاً: «نحن لا نقاتل حماس فحسب، بل نقاتل أيضاً الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان». إلى ذلك، أعلن حزب الله، أمس، استشهاد المقاومين موسى مصطفى «جهاد» من بلدة بيت ليف الجنوبية، وحسن الضيقة «أسامة» من بلدة حزّين البقاعية، وحسن معن سرور «علي إبراهيم» من بلدة عيتا الشعب الجنوبية.

«الثنائي الشيعي» يصرّ على الفصل بين مساري الرئاسة اللبنانية والتمديد لقائد الجيش

العماد جوزيف عون سيبقى سنة جديدة على رأس المؤسسة العسكرية

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. لم يؤدِّ قرار المجلس النيابي اللبناني بتمديد ولاية العماد جوزيف عون عاماً كاملاً في قيادة الجيش إلى أي تحريك جدي لملف الانتخابات الرئاسية في ظل إصرار «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) على الفصل بين مساري التمديد ورئاسة الجمهورية وتأكيده تمسكه بمرشحه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وكانت اللجنة الخماسية الدولية المعنية بالشأن اللبناني اتفقت على وجوب التمديد لعون لتفادي أي اهتزاز في المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. فيما تفاهمت قوى المعارضة، ومعها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على ضرورة تأجيل تسريح عون، كما لم يمانع «حزب الله» ذلك إلا أنه راعى شكلياً خاطر حليفه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، المعترض الأساسي على التمديد، بعدم تصويته لصالح اقتراح القانون. ويحتاج انتخاب جوزيف عون رئيساً تعديلاً دستورياً لا يمر إلا بحضور وتصويت 86 نائباً. وحضر الجلسة التشريعية، الجمعة، التي أدت لتمديد ولايته، نحو 70 نائباً، باعتبار أن قسماً من النواب يُعارض التشريع بغياب رئيس للجمهورية. وقد صوّت معظم من حضروا لصالح تأجيل التشريع. وتقول مصادر «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط» إن «ما سرى على التمديد لا يسري على الرئاسة، باعتبار أن حركة (أمل) و(حزب الله) لا يزالان متمسكين بمرشحهما فرنجية»، لافتة إلى أن «تصويت كتلة الرئيس بري لصالح التمديد لعون لا يعني أنها ستصوت لصالحه في أي جلسة رئاسية، وفق المعطيات والظروف الراهنة».

استقرار المؤسسة العسكرية

عدّ عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب غسان حاصباني أن «ما حصل بملف التمديد غير مرتبط بملف الرئاسة، باعتبار أن الأساس بموقفنا الداعم لبقاء العماد عون في موقعه كان الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية وعدم وضعها في موقع تصريف الأعمال في الظروف الاستثنائية التي نمر بها، إلا أن ذلك لا يعني أن رئاسة الجمهورية بالنسبة إلينا لا تبقى هي المعركة الأساسية والأهم». ولفت حاصباني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «عند التصويت على اقتراح القانون كان هناك نحو 72 نائباً في القاعة العامة، غالبيتهم صوتوا لصالح التمديد، فيما اعترض 3 أو 4 ولكن لا يمكن الاتكاء على هذه الأرقام للحديث عن بوانتاج رئاسي، لأن عدداً من النواب التغييرين والمستقلين لم يشاركوا في الجلسة لرفضهم التشريع بغياب رئيس، وبالتالي فالأرقام والأعداد لا يمكن ترجمتها رئاسياً». ويضيف: «البعض يعتبر أن ما حصل يعزز حظوظ العماد عون بالسباق الرئاسي. أما البعض الآخر فيراه يهدد مخططاته، ما قد يدفعه لمزيد من العرقلة. لكن الأكيد أن ما شهدناه يدل عن ثقة واسعة بالجيش وقائده». وعن إمكانية تبني قوى المعارضة ترشيح شخص، قال حاصباني: «القضية ليست قضية تسمية مرشحين، باعتبار أننا سمينا أولا النائب ميشال معوض، وعدنا وتقاطعنا على اسم الوزير السابق جهاد أزعور. نحن بالنهاية لسنا هواة طرح أسماء يرفضها الفريق الآخر. عندما نشعر أن هناك حقيقة جدية في مقاربة الملف والنية بدعوة لجلسة مفتوحة لانتخاب رئيس عندها سيكون لنا مرشحنا».

تنسيق يُبنى عليه

أما عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير فعبّر عن أمله في أن «يعزز قرار التمديد حظوظ التوافق الرئاسية على اسم مرشح توافقي يلبي المواصفات المطلوبة لهذه المرحلة»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما انطوى عليه قرار التمديد من ثقة متجددة بالقادة الأمنيين والعسكريين، ومن ضمنهم العماد جوزيف عون، يعبر أيضاً عن ثقة بشخصه وقيادته وما يحمله من مواصفات رئاسية ووطنية كانت السبب وراء الهجوم عليه من قوى سياسية كانت تسعى لإخراجه من السباق الرئاسي ولم تفلح». ورداً على سؤال، أشار إلى أن «ما حصل من تنسيق مع قوى المعارضة في جلسة التمديد يبنى عليه للمرحلة المقبلة من أجل مزيد من الحوار مع جميع الكتل النيابية والقوى السياسية والعمل على إنضاج التوافق الذي من شأنه أن ينهي أزمة الفراغ الرئاسي».

لاعب أساسي

من جهته، يوضح عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب ميشال الدويهي أن إسهامهم في تأمين نصاب الجلسة «رغم موقفنا الواضح برفض التشريع بغياب رئيس للجمهورية سببه الأساسي كان منع الفراغ في قيادة الجيش، ما يضع البلد أمام سيناريوهات خطيرة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما حصل بموضوع التمديد يُبقي قائد الجيش لاعباً أساسياً في السباق الرئاسي، لكنه لا يحسم الرئاسة لصالحه». ويضيف: «معايير التمديد تختلف عن معايير الرئاسة. يفترض البحث عن تقاطعات، فكما حصل التقاطع الأول على جهاد أزعور، ممكن أن يحصل تقاطع على أسماء ترتاح لها قوى المعارضة، ولا يعارضها الفريق الثاني». وفي موقف لافت، يرجح الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، المتابع عن كثب لمواقف «حزب الله»، أن يؤدي التمديد «لسحب اسم العماد عون من التداول في رئاسة الجمهورية»، متوقعاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «يعزز ذلك الدعوة إلى حوار وطني للوصول إلى مرشح توافقي».

إنقاذ 51 شخصاً إثر غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش اللبناني، الأحد، إنقاذ أكثر من 50 شخصاً، غالبيتهم من السوريين، إثر غرق قارب مهاجرين قبالة الساحل الشمالي للبلاد. وأفاد الجيش في بيان بتوافر معلومات بشأن «تعرّض مركب للغرق مقابل شاطئ طرابلس (شمال) أثناء استخدامه لتهريب أشخاص بطريقة غير شرعية»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف البيان أنّ دورية من القوات البحرية في الجيش «تمكّنت من إنقاذ 51 شخصاً كانوا على متنه، بينهم فلسطينيّان و49 سورياً»، موضحاً أنّ «الجيش عمل على إسعافهم بمساعدة فريق من «الصليب الأحمر» اللبناني». ويسعى المهاجرون وطالبو اللجوء واللاجئون الذين يغادرون لبنان بالقوارب، إلى الحصول على حياة أفضل في أوروبا، وغالباً ما يتوجّهون إلى جزيرة قبرص في شرق البحر المتوسط، على مسافة أقل من 200 كيلومتر. ويستضيف لبنان نحو مليوني سوري، وفقاً للسلطات، في حين سُجِّل نحو 800 ألف لدى الأمم المتحدة، ما يعدّ أعلى عدد من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان. وانهار الاقتصاد اللبناني في خريف عام 2019، ما أدّى إلى تحويل البلاد إلى نقطة انطلاق للمهاجرين. وغالباً ما تعلن السلطات أنّها أحبطت عمليات تهريب عن طريق البحر، أو ألقت القبض على مهرّبين ومهاجرين محتملين. كذلك، يقوم مواطنون لبنانيون بالرحلة الخطرة نحو أوروبا إلى جانب السوريين الفارّين من الحرب والمشكلات الاقتصادية في بلادهم، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أعلن الجيش اللبناني أنّه أحبط عملية تهريب 110 أشخاص، معظمهم من سوريا، كانوا يحاولون مغادرة البلاد عن طريق البحر. وتأتي عملية الإنقاذ التي جرت، الأحد، على وقع أسابيع من النزاع بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، وفي ظلّ تبادل للقصف عبر الحدود الجنوبية للبنان بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس».

«الراي» تواكب حملةَ رفْض زج البلاد في «فم النار»

«لبنانيون لا يريدون الحرب»..صرخة في وادٍ؟..

... لتفادي الأسوأ

الراي.. | بيروت - من زيزي اسطفان |

تحطّ وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في بيروت اليوم في إطار مهمةٍ قادتْها إلى تل أبيب ورام الله عنوانُها منْع توسيع حرب غزة وإبعاد شَبَحها عن لبنان الذي تُشاغِلُ جبهته الجنوبية إسرائيل منذ نحو 70 يوماً، وسط تدحْرج تهديدات تل أبيب التي حذرت أمس «حزب الله» بأنه «إذا رفع التصعيد درجة واحدة إضافية فسنردّ بـ 5 أضعاف». ورغم أن لبنان الرسمي يقارب بحذَرٍ «دفترَ الشروط» الدولي الآخِذ في التبلور تجاه «مستقبل» جبهة الجنوب وموجبات تنفيذ القرار 1701 بحذافيره على النحو الذي يُبْعِد «حزب الله» عن الحافة الحدودية وإلى شمال الليطاني، فإنّ لعبةَ الحرب واللا حرب تقضّ مَضاجع اللبنانيين الذين يعلنون التضامن مع غزة المسفوكة الدم ولكنهم يعْلون الصوتَ لتجنيب بلادهم خطر أن يلتفّ حول عنقها «زنار النار». حملة «لبنان لا يريد الحرب» شكلتْ إحدى «منصات» إعلان رفْض انزلاق البلاد إلى «محرقة غزة». البعض لا يريد الحرب لاعتباراتٍ سياسية وطائفية وتاريخية أو حزبية وحتى مناطقية، والبعض الآخر يرفضها لأنه تعب وملّ من جراحٍ لا تندمل ومن نفْض غبارِ دمارٍ حلّ بالبلاد مرات ومرات ومن أزماتٍ تسلّم أزمات ومن مكوثٍ جديد على «مقاعد الأحزان». مرجعياتٌ وأحزاب وشخصيات، من مشارب سياسية وطائفية مختلفة، أعلنت الـ «لا» من باب رفض أن يجرّ حزب الله البلاد إلى معركةٍ بقرارٍ تفرّد فيه، ولكن تداعياته المدمّرة ستصيب لبنان برمّته. أسباب واعتبارات شتى تعكس تعقيداتِ المجتمع اللبناني وعمق الأزمة التي يعيشها نظامه السياسي وعقم «أدواته التشغيلية» وتَشابُك التدخلات الخارجية التي تقبض على قراره. الراي«استطلعت مروحةً من لبنانيين لا يريدون أن يرتدي بلدهم«المرقّط»مجدداً أو يُجر الى ذلك، لتقف منهم على الأسباب التي تدفعهم الى التمسّك بالاعتراضِ على أن تعود ماكينة الدم والدمار لتفتك بوطنهم، وذلك رغم الاقتناعَ بأن اعتراضَهم سيبقى أقرب إلى«صرخة في وادٍ».

خذلتْهم إيران

المحلل العسكري العميد المتقاعد جورج الصغير ورغم دعْمه غير المشروط لأبطال غزة وتَضامُنه مع أهلها يرفض في شكل قاطِع الميني حرب المشتعلة على جبهة الجنوب حالياً ويصفها بأنها «لعبة قط وفأر لا جدوى منها». ويشرح «أن اللبنانيين لم يعودوا راغبين بالحرب لأنهم اكتشفوا زيف الادعاءات الإيرانية وأن ما يحدث ليس أكثر من مسرحية تبنّاها حزب الله»: وقال:«الهدف الذي طالما تغنّت به إيران أي تحريرالقدس سقط كونها لم تشارك أو ترسل صاروخاً واحداً نحو إسرائيل. فهي تذرّعت بحجة كونها لم تعرف بما أعدّته حماس ونفذته في 7 أكتوبر كي تبقى على الحياد، ولم تدعم حلفاءها بل وقفتْ تتفرّج عليهم». ويضيف: «ما يجري على أرض الجنوب منذ نحو 70 يوماً، رغم قسوته، ليس سوى لعبة، لكنها مكلفة إنسانياً ومالياً واقتصادياً. وقد أدرك اللبنانيون أن إيران تضحّي بحزب الله من أجل مصالحها. واللبنانيون الذين عانوا من القضية الفلسطينية ووقفوا ضدّ ياسر عرفات حين قال طريق فلسطين تمرّ في جونيه وانقسموا ودفعوا الثمن، لا يريدون اليوم حرباً لا أفق لها». ويتابع الصغير: «لو كان هناك دعم إيراني وسوري وفتْحٌ لكل الجبهات لكنا كلبنانيين مستعدّين للتضحية لنرى إلى أين ستصل بنا الحرب المفتوحة. وللأسف لا يزال هناك عقائديون يتبنّون ذرائع الحزب وإيران لكن التململَ في البيئة الشيعية والرفض للحرب صار كبيراً لأنها الأكثر تضرراً لكنها غير قادرة على رفْع الصوت كونها مغلوب على أمرها. فهل من هدف منطقي لسقوط أكثر من 200 شهيد من أجل قواعد الاشتباك؟ لقد تمّت التضحية بشبابنا لتثبت إيران أن ما يجري حقيقة بينما هو ليس أكثر من مسرحية. في العام 2006 قال السيد حسن نصرالله عبارته الشهيرة (لو كنتُ أعلم) وردّد أنها المرة الأخيرة للحرب، لكنه عاد ليُغْرِق لبنان في حرب لا طائل منها في حين أن البلد لم يعُد قادراً لا سياسياً ولا مالياً أو عسكرياً أو نفسياً على التحمل».

الحرب لا يقررها فصيل مسلح

هذا الرأي المتشدّد الذي يرتكز على قناعة سياسية - عسكرية تقابله آراء رافضة للحرب لأسباب أخرى بعضُها سياسي وبعضُها الآخَر إنساني. ولا شك في أن أبناء الجنوب اللبناني هم المتضرّر الأكبر مما يجري على أرضهم وقراهم ولا يعرفون إذا كان يصحّ تسميته بالحرب أو محاولات لزجّ لبنان بأحداث لا مصلحة وطنية له فيها. الدكتور علي خليفة، ابن الجنوب مؤسس في حركة «تَحَرُّر من أجل لبنان» يقول: «نحن ضد الحرب لأن قراراً كبيراً كهذا تتخذه الدولة ولا يُنازِعُها فيه فصيل مسلّح يفتح باب الحرب متى شاء. الحرب تتطلب وحدة وطنية لأنها قضية مصيرية ولا يمكن لأي جهة التفرد بقرار الضغط على الزناد. ونحن كحركةٍ تسعى إلى إحداث تَمايُزٍ ضروري ضمن الطائفة الشيعية وعودة اندماج الشيعة كما سائر اللبنانيين في قضايا المجتمع، نرفض جعْل لبنان في فم النار من أجل تَقاسُم المصالح والنفوذ في المنطقة. وفي اعتقادنا الراسخ أنه يجب عدم إعطاء الذرائع لإسرائيل للعدوان على لبنان ولا سيما أن فتْح الجبهة كما حصل لم يساعد القضية الفلسطينية ولم يوقف العدوان على غزة». من موقعه كابن الجنوب يؤكد خليفة «أن جزءاً كبيراً من أهالي الجنوب ليسوا راضين عما يحدث، فقد تركوا بيوتهم وأصبحوا نازحين وخسروا مواسمهم، وهم يعبّرون عن امتعاضهم لكن ثمة ترهيباً يُمارس بحقهم ومحاولاتٌ لخنْق أصواتهم المعترضة على زج لبنان في أتون الحرب. وهم خسروا أحبة وأبناء لهم ولم يعودوا مقتنعين بسردية الانتصار وبأن الحرب في لبنان لمصلحة غزة. وفي البيئة الشيعية تململ كبير يُهمس به ويتشاركه الجنوبيون في ما بينهم بعدما تبين لهم أن حزب الله لا يستطيع تنفيذ ما كان يقول إنه قادر على القيام به ولا سيما على صعيد وحدة الساحات. وقد أدركوا أن الحزب قادر على أن يُبْقي الوضع متوتراً خدمةً لمصالح أجنبية وليس لمصلحة وطنية أو مصلحة القضية الفلسطينية وأن مشروع الممانعة مأزوم والحرب لا أفق لها».

6200 لبناني بلا مقومات صمود

ميلاد العلم، رئيس بلدية رميش القرية الجنوبية الحدودية التي تتعرض يومياً للقصف، يطلق صرخة رافضة للحرب ويقول: «نحن جماعة ثقافتنا السلام والوطن والجيش والقضاء والمؤسسات، ولسنا هواة حرب وموت. الدول المتقدّمة تفتّش عن آخِر مُحاربيها لتكريمهم فيما نحن على أبواب العام 2024 حياتُنا صارتْ موتاً ودماراً. نحن ضد موت الأبرياء في غزة ولكن لماذا علينا أن نكون في حالة حرب دائمة ونستمرّ في دفع الفواتير الباهظة، علماً أننا منذ العام 1948 لم نشعر يوماً بالاستقرار؟ لقد تعبنا. منذ أكثر من 60 يوماً لم تُستثن رميش يوماً من واحداً من القصف». ويضيف: «أطفالنا يعانون مشاكل صحية جراء تنفس الفوسفور ويعيشون التروما وكذلك كبارنا. أكثر من 1500 طالب من رميش قابعون في بيوتهم خائفين يتعلّمون عن بُعد فيما طلبة لبنان مستمرون بالدراسة بشكل طبيعي. المدارس التي مازالت تدفع لأساتذتها قد لا تتمكن من سداد رواتبهم الشهر المقبل مع بقاء الطلبة في بيوتهم وعجز الأهالي عن دفْع الأقساط بعدما باتوا غير قادرين على التوجه الى أعمالهم أو بساتينهم». ويتابع: «لا تعنينا الأسباب السياسية ولا الحزبية. نحن نرفض الحرب لأسباب إنسانية لأن 6200 مواطن لا يزالون صامدين في رميش من دون أن تُقدَّم لهم أدنى مقومات الحياة. ولذا نناشد الدول الصديقة مثل السعودية والكويت وقطر الالتفاتَ نحونا في ظل الغياب التام لدولتنا. 50 منزلاً تَكَسَّرَ زجاجها بالكامل، فهل يمكن لأهلها الانتظار حتى انتهاء الحرب لينالوا تعويضات؟ لبنان يعيش أجواء الأعياد وفرَحها وزينتها فيما أطفالنا في رميش محرومون هذه الفرحة. إنها مأساة لابد من رفْضها ورفْع الصوت عالياً علّ أحداً يسمعنا».

... تعبنا

لكن ليس أهل الجنوب وحدهم مَن يدفعون الثمن، فلبنان بأسْره بات يتكبّد تكلفة اقتصادية عالية تصل بحسب الخبراء الاقتصاديين الى نحو 20 مليون دولار يومياً، في ظل عودة النمو إلى التراجع بعدما تشكلت أمامه بارقة أمل في موسم الصيف الماضي. الأسواق التي تنتظر موسم الأعياد تعاني، بحسب كل المؤشرات، ركوداً واضحاً رغم حركةٍ تعجّ بها مراكز التسوق لكنها تبقى دون الطموحات بكثير. مقيمون ومغتربون يشعرون بهذا الواقع الذي أنتجتْه الحرب ويشعرون بثقلها في يومياتهم. ومن هنا كان التفاعل مع حملة #لبنان_لا_يريد_ الحرب واسعاً وصار الهاشتاغ«ترند»واحتلّ المراكز الأولى. «شيعة ضد الحرب»، «تنذكر وما تنعاد»،«لبنان لا يريد الحرب»... كلها صفحاتٌ انطلقت على مواقع التواصل لتعلن «لا» للحرب. فنانون، مؤثّرون، إعلاميون ومفكّرون رفعوا الصوت وأعلنوا موقفهم. إليسا، مايا دياب، زين العمر وغيرهم غرّدوا أكثر من مرة على منصة «اكس» لتأكيد أن لبنان لا يريد الحرب، فيما أطلّ مؤثّرون كثر على صفحاتهم الخاصة ليشرحوا سبب رفْضهم. صفحة «حرب 2006 تنذكر وما تنعاد»، تَعتبر وفق استطلاعات شركة ستاتيستك ليبانون أن 73 في المئة من الشعب اللبناني لا يريد الحرب وأن هناك إجماعاً وطنياً على رفْض الدخول في الحرب يسانده حتى 50 في المئة من الشيعة. وغالباً ما تذكر الصفحة كشعار لها «يللي فينا مكفّينا» أو «لا نريد أن نعيش مأساة غزة» و«أبعِدوا هذه الكأس المُرّة عنا» وان لبنان لم يعد قادراً على دفع ثمن الحرب بعدما افتقر دولةً وشعباً. باولا الست، وهي مؤثّرةُ موضة يتابعها مئات الآلاف، نشرت في فيديو لها أن كل شيء تمت سرقته من الشعب اللبناني الذي لم يتبقّ له أي شيء ولم يعد قادراً على تحمل المزيد. وتضيف: «تعبنا ونحن نعيش في غربة عن وطننا ولا نعرف إذا كنا قادرين على زيارته ورؤية أهالينا فيه. خائفون من العودة الى لبنان». وكان عدد من الناشطين الاجتماعيين أطلقوا حملة no to war وطالبوا بتوقيع عريضة تدعو المجتمع الدولي إلى الدفْع باتجاه وقفٍ لإطلاق النار في غزة وتعبّر عن رفْض الدخول في دوامة عنف ودمار يتحمل تبعاتها المجتمع اللبناني بأسره ويَخرج الجميع منها خاسراً. وتم جمع نحو 10000 توقيع على هذه العريضة الداعية ايضاً الى رفض مصادرة القرار اللبناني وتحويل البلد الى«صندوق بريد للقوى الإقليمية». أهل، أطفال، كبار سن، فقراء كما أصحاب مصالح، مقيمون ومغتربون، اجتمعوا على عبارة واحدة: «لا للحرب... قدرتنا على التحمل وصلتْ الى ما دون الصفر»...



السابق

أخبار وتقارير..دولية..شينكر: إيران لن تهدر أصولها في حزب الله لإنقاذ حماس..للرد على هجمات الحوثي.. خيارات على طاولة البنتاغون..رسالة من 130 موظفاً أميركيا لبايدن: أوقفوا النار في غزة.. 73 يوماً من الحرب..معاناة النازحين في غزة تتفاقم.."اللهجة تغيّرت"..بريطانيا وألمانيا تدعوان لوقف إطلاق نار "مستدام" في غزة..روسيا تستهدف أوكرانيا بـ31 مسيّرة وتعلن عن هجمات أوكرانية على القرم..روسيا تخطط لإطلاق 7 صواريخ باليستية عابرة للقارات في 2024..نافالني «اختفى» منذ أيام..والمعارضة تشكك في رواية السلطات الروسية..توقيف موظفي مطار إسباني بعد سرقة أمتعة بمليوني يورو..واشنطن تحذر كوريا الشمالية من شن هجمات نووية..الشرطة الهولندية: زيادة حادة بالهجمات بالمتفجرات في البلاد..خطف القنصل الفخري البريطاني لدى الإكوادور..إدانة كردينال كبير في محاكمة فساد بالفاتيكان..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..قوات إسرائيلية تقتحم مدينتي نابلس وبيت لحم بالضفة الغربية..مفاوضات لهدنة قريبة في غزة.. هذه تفاصيلها..إسرائيل تُقدم «عرضاً خاصاً» لـ «حماس».. 300 أسير بينهم 10 «قدامى» على رأسهم البرغوثي..قائد سابق لـ «غولاني»: اللواء خسر ربع قواته..إسرائيل تدرس «صفقة تبادل معقدة» و«حزمة إنسانية كبيرة»..إسرائيل تغتال 5 في طولكرم في «هجوم استباقي»..أميركا مصرّة على موقفها..هذا ما بجعبة أوستن لإسرائيل..إسرائيل بعد اكتشاف نفق كبير لحماس: نبحث عن المزيد..الصحة العالمية تحذر: الوضع الطبي كارثي في غزة..حرب غزة تستعر وتغيّر مواقف يضيق الخناق على الاحتلال..إسرائيل تُخطط لبناء جدار مضاد للأنفاق بين غزة ومصر..«الصحة العالمية»: مستشفى الشفاء في غزة..مأوى لعشرات الآلاف من النازحين..قائد الجيش الإسرائيلي: أسر أكثر من 1000 شخص في غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,101,945

عدد الزوار: 6,978,496

المتواجدون الآن: 74