مشهد المنطقة اقليمياً..مع تطور معركة غزة والاستعدادات الاسرائيلية والاميركية..؟؟

تاريخ الإضافة الإثنين 9 تشرين الأول 2023 - 1:58 م    عدد الزيارات 875    التعليقات 0

        

مشهد المنطقة اقليمياً..مع تطور معركة غزة والاستعدادات الاسرائيلية والاميركية..؟؟

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

لا زالت معركة غزة مستمرة بقوة وضرواة، حركة حماس والفصائل الفلسطينية اثبتت حضورها وصلابتها، وجيش الكيان الاسرائيلي يحاول استعادة المبادرة واسترجاع ثقة المجتمع الصهيوني به، بعد فشله في كشف الهجوم قبل وقوعه، ومن ثم في عجزه عن صده بما يتناسب مع دوره وقدراته ومهماتها، والدعم الذي يحظى به..

استمرار المعركة، والاهداف الموضوعة او التي استجدت كنتيجة طبيعية لهذه المعركة العنيفة والدموية، والرغبة الاسرائيلية في تسجيل انتصار كبير يؤدي الى تغيير حقيقي في المشهد الاقليمي،يدفعنا للتساؤل عن مدى توسع نطاق هذه المعركة، وهل معركة ساحة غزة، تخدم هذا التوجه والطموح الاسرائيلي، وهل حسم معركة غزة يغير من المعادلة الاقليمية..؟؟

حجم الدعم الاميركي المالي والمادي، وتوجه حاملة طائرات اميركية مع مجموعتها نحو السواحل القريبة من فلسطين المحتلة.. واستدعاء الاحتياط العسكري الاسرائيلي للخدمة بعددٍ يتجاوز حجم معركة غزة والاهداف التي يمكن تحقيقها هناك.. !!

كل هذا هل يؤشر لمعركة تتجاوز قطاع غزة..!! وها نحن امام معركة اقليمية تشتعل على اكثر من جبهة ودولة..؟؟

لذا سوف نتوقف عند قراءتنا لنظرة كل دولة واقليم في هذه المنطقة المتداخلة في صراعاتها وطموحاتها بناءً على المعطيات المتوافرة ليس اكثر:

فلسطينياً:

  • لقد اثبتت حماس انها قادرة على خوض حربٍ كلاسيكية نظامية بقدرات محدودة، وذاتية، وباسلوب مبتكر غير مسبوق مزج بين نهج الحرب التقليدية التي تخوضها الجيوش المتصارعة التي يخضع صراعها لغرفة عمليات واحدة ترسم الاهداف وكيفية المواجهة.. مع اسلوب حرب العصابات، الذي يعطي كل مجموعة حرية التصرف والتعامل مع الاهداف الموضوعة بالطريقة التي تراها مناسبة..
  • حركة حماس اكدت انها تملك قرار الحرب والسلم، وبالتالي، فإن التفاوض يتم مع الاقوياء ومن يملك القدرة على ضمان التهدئة او اعلان الحرب..
  • إن حماس اكدت انها مرجعية سياسية وعسكرية سواء في قطاع غزة او غيرها من مساحات جغرافيا التواجد الفلسطيني..
  • من الطبيعي ان تملك حماس خارطة طريق لهذه الحرب سواء استمرت طويلاً او توقفت لاي سبب كان، لان من ينخرط في الحرب يضع لنفسه اهداف يجب تحقيقها قدر الامكان، وكان اهمها حماية االمقدسات ولهذا كان عنوان المعركة (طوفان الاقصى)..على مستوى قطاع غزة الهدف هو فك الحصار الذي طال امده والاستثمار في ثروات القطاع لتامين النهوض الاقتصادي، والاعتراف بدور حماس ومن يتحالف معها في اشعال الحرب او بناء الاستقرار والتسوية..
  • السلطة الفلسطينية عليها اعادة النظر في دورها، وفي علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية وقراءتها ايضاً لمندرجات اتفاقات اوسلو ومدى تنفيذ اسرائيل لبنوده من عدمها.. !!
  • موقف السلطة الفلسطينية خلال هذه المعركة، كان دون المستوى المطلوب ولم تستثمر في حجم المعركة وتداعياتها لتحسين دورها وشروطها..؟؟

اسرائيلياً:

  • المشهد السياسي الاول لتداعيات هذه الحرب على الداخل الاسرائيلي، هو انتهاء نتنياهو سياسياً..وكل ما يقوم به نتنياهو من موقعه الرسمي اليوم هو محاولة ترميم او تخفيف الاضرار الشخصية سياسياً.. لان الفشل الذي اصاب اسرائيل في عهده كان نتيجة طبيعية لحالة الانقسام الداخلي التي عمل على ترسيخها رغم التحذيرات الامنية والسياسية والقضائية..
  • اعادة النظر بكافة عمل المنظومة الامنية الاسرائيلية بعد الفشل الذريع الذي منيت به هذه المؤسسة بكافة مسمياتها..واعادة هيكلتها. وخاصة الجيش ومستوى جهوزيته ودوره.
  • تغيير الاستراتيجية المتبعة لمواجهة خصوم اسرائيل من حولها، او حتى مستوى التفاهم مع الدول التي قامت بالتطبيع بعد العملية الامنية التي قام بها الشرطي المصري ضد السياح الصهاينة..
  • اعادة النظر بالمواقف المتطرفة التي اعادت الصراع الصهيوني مع محيطه العربي وخاصة الفلسطيني الى مستوياته السابقة على اتفاقات كامب دايفيد ووادي عربة واوسلو..
  • ابعاد المتطرفين عن المواقع السياسية المتقدمة وهذه مسؤولية الناخب الاسرائيلي الذي قدم صوته لمن ادخله في اتون المواجهة..
  • ترتيب العلاقات مع السلطة الفلسطينية على قاعدة اعادة احياء دورها بشكل مقبول فلسطينياً بعد تهميشها وتهشيمها..؟؟؟
  • الاعتراف بدور القوى الفلسطينية الحية الناشطة على الساحة الفلسطينية (حماس والجهاد وغيرهم) باعتبارهم لاعبين اساسيين في الداخل كما في الخارج الفلسطيني..
  • السعي لاعادة القدرة على الردع بعد اندثارها وانهيارها مع حرب غزة الحالية..
  • اقناع المستوطنين بالبقاء في المستوطنات الحدودية، وربما العمل على اقناعهم بالبقاء داخل الكيان الصهيوني
  • تدني نسبة الهجرة الى الكيان مع انكشاف الضعف الامني والاجتماعي والسياسي الاسرائيلي..
  • ترجع الدور الاقليمي والثقة بقادة الكيان على انهم لاعب اساسي يعتمد عليه في رسم سياسات المنطقة والعالم..وانها مركز ثقل اقليمي اصبحت عبئاً على حلفائها وخاصة الولايات المتحدة التي تسارع لنجدتها في مواجهة تنظيم مسلح وليس دولة كبيرة..

لبنانياً:

  • يعاني لبنان منذ حوالي السنة من حالة فراغ سياسي وحكومي، ومن ازمة مالية واقتصادية، ومن فوضى امنية نتيجة تراجع قدرات الاجهزة الامنية، مع فوضى الحدود والمعابر مع سوريا، ومن ازمة نازحين تتجاوز قدرات لبنان على الاستيعاب والمعالجة والادارة..
  • يبقى التطور الاخطر على لبنان واستقراره، وهو، هل تستغل اسرائيل حالة الفراغ في لبنان لاعلان الحرب على حزب الله وبالتالي تغيير المعادلة الداخلية وتسجيل انتصار عسكري وسياسي على ايران وحليفها الاساسي في المنطقة..؟؟؟
  • حزب الله لن يدخل في مواجهة مع اسرائيل مهما تطورت الاحداث، لان دور حزب الله مرتبط بالتوقيت الايراني، وليس بتطورات امنية مرتبطة بفلسطين او حتى الواقع اللبناني.. الا اذا اسرائيل قررت ذلك..يمسك حزب الله بالوضع الداخلي اللبناني سياسياً وامنياً، ويضع لبنان في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي والعربي، ويربط مستقبل لبنان بالاستراتيجية الايرانية..
  • التصريحات التي يطلقها حزب الله حول استعداده للانخراط في الصراع تجاوزت دورها مع تكرار استخدامها لان الحدث او سرعة التصرف كانت مناسبة مع المرحلة الاولى من هجوم حماس عبر الحدود مع فلسطين المحتلة، اما وقد استنفرت اسرائيل قواتها وانخرطت الولايات المتحدة سياسياً وامنياً في دعم اسرائيل فقد خسر حزب الله حملته الاعلامية والدعائية.. وكل ما يمكنه القول هو اطلاق المزيد من التصريحات لا اكثر لحفظ ماء الوجه.. والاستثمار في الحضور الفلسطيني القوي في معركة غزة..
  • ميليشيا حزب الله تمسك بالحدود مع سوريا كما بالحدود مع فلسطين المحتلة، والمناوشات المحدودة التي تحدث بين الحين والاخر بين ميليشيا حزب الله والقوات الاسرائيلية عبر الحدود تؤكد حالة التوتر دون بلوغ مرحلة المواجهة، ومع تطور الصراع على جبهة غزة، فإن منسوب التوتر سوف يرتفع ان لم يكن قد ارتفع بالفعل..
  • قد يحاول حزب الله ان يربط مجريات ما يجري في غزة، بالاستحقاق الرئاسي في لبنان، ورفع مستوى شروطه او طلباته..
  • اثار موقف حزب الله الاعلامي قلق اللبنانيين وخاصة ضمن بيئته ومؤيديه خشية الانخراط في الحرب وبالتالي دفع ثمن بالغ لهذا التورط، مع انكفاء معظم المكونات اللبنانية عن دعم حزب الله ودوره في لبنان والمنطقة..

ايرانياً:

  • ايران ترى ان اي صراع تنخرط فيه اسرائيل او الولايات المتحدة، يخفف عنها الضغط ويعطيها المزيد من الوقت لتسريع مشروعها النووي والتسليحي..
  • ابتعاد شبح اي ضربة اسرائيلية سواء جوية او مخابراتية على مفاعلاتها ومؤسساتها العسكرية
  • سوف تسعى ايران للاستثمار في مجريات احداث غزة، رغم نفيها لاي تورط في هذا الصراع سواء في التحضير او الترتيب، بالقول ان محور (المقاومة) الذي تقوده يفرض نفسه عاملاً مهما في المنطقة..
  • تخشى ايران ان يتورط حزب الله في اي حرب محلية داخلية اواقليمية في لبنان او على حدوده، خارج استراتيجيتها حتى لا يفقد اهميته وقدراته، ومع عجزها عن تمويل اي صراع نتيجة العقوبات الاميركية والدولية..

الخلاصة:

مع تسارع الاحداث والحشد العسكري المتصاعد، والتطورات السياسية والتعبئة الاعلامية، يبقى علينا ان ننتظر ما سوف تؤدي اليه هذه التطورات، لان معركة غزة، قد اكدت ان الحل السياسي اقل كلفة من الحل العسكري والامني، وهذا ما تجاهلته اسرائيل ومن يؤيدها طوال عقود، وكذلك هذا ما كانت عليه الاستراتيجية الايرانية ومن يتحالف معها طوال عقود...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,628,494

عدد الزوار: 6,958,108

المتواجدون الآن: 57