قراءة في طبيعة وتداعيات معركة غزة..(طوفان الاقصى) والتي لم تنته بعد..؟؟..

تاريخ الإضافة الأحد 8 تشرين الأول 2023 - 5:05 ص    عدد الزيارات 611    التعليقات 0

        

قراءة في طبيعة وتداعيات معركة غزة..(طوفان الاقصى) والتي لم تنته بعد..؟؟..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

الهجوم الناجح الذي شنته حركة حماس ضد جيش الاحتلال عبر حدود غزة مع الكيان المحتل، ترك اصداء واسعة محليا واقليميا ودوليا، ولا بد من التوقف عنده لقراءة تأثيره كما تداعياته:

  • بدايةً لا بد من الاشارة الى ان حركة حماس اثبتت انها قادرة على التحضير والاستعداد بصمت لمواجهة الجيش الاسرائيلي، رغم الحصار الخانق، والضربات المتلاحقة، التي يتعرض لها قطاع غزة..
  • لا بد من الانحناء اجلالاً واعترافاً واحتراماً وتقديراً للمجاهدين الذي يواجهون قوات الاحتلال بقدرات بسيطة، تم تطويرها وتحضيرها بإمكانات محدودة.. وتحت عقوبات ظالمة.. وان الشهادة في خضم المواجهات الدامية والبطولية هي حتمية مع عدم تكافؤ الامكانات والقدرات..وقدرتهم على اختراق الحدود الى عمق الكيان ومواجهة آلته العسكرية..
  • اثبت الشعب الفلسطيني في غزة، كما في سائر الاراضي المحتلة، انه لا زال حياً ومتفاعلاً مع قضيته الوطنية، وان سنوات الاحتلال والقهر والاعتقال والتهجير والتعذيب والقتل والاغتيال لم تدفعه ولن تجبره على الاستسلام والخنوع والقبول بالامر الواقع..كما كشفت تخاذل البعض الذين يخوضون معرك عبثية لتثبيت سلطة او تحصيل مكاسب سخيفة في مخيمات اللجوء..
  • اعادت هذه العملية الناجحة الثقة الى شباب الامة بأسرها وخاصة الشعب الفلسطيني بأن عزيمة المواجهة والاستعداد لها اقوى من كافة التحديات، وان العمل والتحضير والاستعداد يجب ان يواكب المفاوضات حتى الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني..
  • كشفت هذه المعركة، ان لا وجود لجيشٍ لا يقهر، وان السلاح وحده لا يكفي لقهر روح المواجهة والانتصار على اعتى الجيوش واكثرها تسليحاً..
  • كشفت الاحداث التي سبقت المعركة، ان التطرف الصهيوني الذي قادة (بن غفير) وغيره من قادة الاحتلال والاستيطان، كانت عاملاً اساسياً في نفخ روح المواجهة لدى الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الفلسطينية.. وفي تعزيز عزيمة واصرار الشعب العربي والفلسطيني بشكلٍ خاص على ان المواجهة هي الحل..
  • لقد تبين جلياً ان فكر التطرف والتشدد يؤسس للهزيمة وليس للانتصار على اي ساحةٍ كانت.. وان الهدوء والتفكير المتوازن، وتقديم صورة الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ونشر صور الاغتيالات والاعتداءات والاستهدافات يرفع من منسوب الروح المعنوية والالتزام بالقضية وبالتالي القدرة على المواجهة بروحٍ عالية..
  • لقد كشفت هذه المعركة، ان وحدة الصف الفلسطيني والعربي، اساسية في مواجهة الاحتلال واي احتلال اخر وان الانقسام والشرذمة لا تقدم سوى التراجع والانهزام..
  • لقد تبين واضحاً لكل مراقب.. ان الترويج لما اطلق عليه تحالف (وحدة الساحات) ليس سوى استثمار اعلامي في وجع وآلام الشعب الفلسطيني سواء في تحمله ضغوطات الاحتلال او في معارك المواجهة.. وبيانات التأييد او الدعم والتضامن هي استهلاك اعلامي لا أكثر..
  • لقد اكدت فصائل المجاهدين، وخاصة مقاتلي حركة حماس، ان القدس عاصمة فلسطينية وان مكانها في قلب فلسطين وليس في اي مكان آخر، كما يتحدث بعض المرجفين..
  • إن المسجد الاقصى هو قلب القدس وقلب كل مسلم وعربي، وليس في السماء كما يروج بعض المشككين..ومن اجله تشن الحروب وتطلق المواجهات دون تردد..
  • لقد بدا واضحاً من طبيعة المعركة وعنوانها وشعارها..(طوفان الاقصى) ان العدو الغاصب بهجماته المتكررة على المسجد الاقصى، قد اطلق شرارة المواجهة، لانه لم يفهم اهمية وقدسية القدس والمسجد الاقصى لدى المسلمين والشعب الفلسطيني..
  • الكيان الغاصب الذي استدرج تعاطف وتأييد الدول الغربية، وخاصةً الولايات المتحدة، التي لم تتأخر يوماً عن دعم الاحتلال واجرامه، لن يستطيع تحطيم روح الصمود والمواجهة والاستعداد لدى الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية..مهما كان مستوى اجرامه وتدميره وامعانه في القتل..وهذا ما وعد به قادة الكيان..

الخلاصة

إن امكانية تطور الصراع في غزة الى حرب اقليمية، امر ممكن، مع حاجة اسرائيل الى تحقيق انتصار عسكري يعيد اليها هيبتها واسترجاع صورة القوة الرادعة في المنطقة، لان المشهد العسكري الذي شهده العالم بأسره قد شهد ضعف وعجز جيش الاحتلال عن مواجهة مجاهدين يملكون الارادة الصلبة والعزيمة الايمانية والقناعة الكاملة بأحقية قضيتهم وانتفاضتهم ضد الظلم والقهر..

ان التطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره امراً واقعاً وحقيقة لا يمكن تجاهلها، قد تم فهمه من قبل قادة الكيان على انه استسلام، وتسليم بالامر الواقع، وليس اعترافاً بالوجود فقط.. لذلك ارتفع منسوب التطرف في اسرائيل، وارتفعت الاصوات التي تطالب بتدمير المسجد الاقصى ورفض حل الدولتين، وتهجير الشعب الفلسطيني من اراضي الضفة الغربية ومحاصرة قطاع غزة، وتشديد التعديات على فلسطينيي الداخل (عرب 48)..لذلك فإن مع كل خطوة ايجابية نحو التعامل مع الكيان والضغط على الفلسطينيين كان يقرأها قادة الكيان على انها فرصة لتشديد اجرامهم وتطوير طموحاتهم التوسعية، من بناء المستوطنات واحراق المنازل والمزارع وقتل الامنين والابرياء..

لذا يجب اعادة النظر من قبل الدول التي سبق ان قامت بالتطبيع او تلك التي على وشك الانخراط في هذا النهج، مراجعة حقيقة ودقيقة لمواقفها وتصرفاتها التي تتناقض مع طبيعة الصراع واسترجاع الحقوق.. ومن لم يحترم اتفاق اوسلو، كيف يحترم باقي الاتفاقات والتعهدات والالتزامات..؟؟؟

كما يجب اعادة احتضان القضية الفلسطينية بشكلٍ حقيقي وموضوعي، من قبل كافة الدول العربية والاسلامية، ووقف ومنع حملات المزايدة والاستثمار في القضية الفلسطينية خاصةً من محور التدمير والتهجير الذي تقوده ايران والميليشيات التابعة لها بالتعاون مع روسيا، والتي لا تحمل من عنوان القضية الفلسطينية الا الاسماء (فيلق القدس) والذي لا يقاتل الا لتهجير المسلمين والعرب من سوريا والعراق واليمن..

الحل النهائي في فلسطين لا يمكن تحقيقه الا بالوحدة وتضامن القوى وتضافر الجهود، واسترجاع الحقوق..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,602,635

عدد الزوار: 6,956,952

المتواجدون الآن: 66