معركـة النقـب!

تاريخ الإضافة الخميس 1 كانون الأول 2011 - 7:53 ص    عدد الزيارات 574    التعليقات 0

        

معركـة النقـب!
بقلم أنطـوان شلحـت

أعلن عن 11 كانون الأول الحالي كـ "يوم نصرة النقب" في صفوف عرب 48، نظرًا إلى نية الحكومة الإسرائيلية تنفيذ ما بات يُعرف باسم "مخطط برافر" الذي يسعى لمصادرة مئات آلاف الدونمات من العرب في تلك المنطقة، والبالغ عددهم نحو 200 ألف نسمة، وذلك من خلال تجميعهم على أقل من 100 ألف دونم، أي أقل من 1% من مساحة النقب.
وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية على هذا المخطط في أيلول الفائت، وجرى تعريفه على أنه "مخطط توطين عرب النقب". وهو ينص على التهام نحو 500 ألف دونم من أصل 600 ألف دونم يملكها العرب في النقب لكن الحكومة ترفض تسجيل ملكيتهم عليها. في الوقت نفسه، تعمل الحكومة على سنّ قانون خاص في الكنيست لتطبيق هذا المخطط، وفي حال سنه فإن السكان العرب سيصبحون مخالفين للقانون بمجرد سكنهم في أراضيهم التي يملكونها أبًا عن جد.
ولا يرتبط الأمر بوجود العرب في منطقة النقب فقط، وإنما ينطوي على انعكاسات خطرة تتعلق بجوهر المعركة على الأرض بين عرب 48 ودولة إسرائيل.
ومعروف أن كل ما بقي من الأراضي الخاصة التي كان يملكها العرب في منطقتي الجليل والمثلث لا يزيد عن 650 ألف دونم. ومن هنا رأت لجنة المتابعة العليا لشؤون عرب 48 أن "مخطط برافر" يعتبر أكبر مخطط استعماري يستهدف وجودهم منذ نكبة 1948، وأن معركة النقب تُعدّ معركة فاصلة على ما تبقى من أراض عربية، بعد أن نالت المؤسسة الإسرائيلية من أراضي الجليل والمثلث والمدن الساحلية.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن كل من عمل في إعداد هذا المخطط، وجميع القائمين على تنفيذه، هم من رجال المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. ومجرّد ذلك يـدل على أن حكومة إسرائيل تتعامل مـع العـرب بعقلية عسكرية، وعـلى أنهم قضية أمنـية، وخطر قومي.
ولا يخفي كبار المسؤولين و"الخبراء" في الشؤون الجغرافية والديموغرافية أن تنفيذ هذا المخطط يعتبر "مهمة قومية" من الدرجة الأولى، تفرضها، أيضا، الضغوط السكانية الشديدة في وسط إسرائيل، والحاجة إلى تخفيف الحضور العسكري الكثيف حول تل أبيب الكبرى، حيث أن الجيش الإسرائيلي أعد خططًا متعددة لنقل عدد كبير من قواعده العسكرية إلى النقب بهدف إخلاء أراض في الوسط وتخصيصها لمشروعات سكنية، أو لمشروعات مدنية أخرى.
ويعيدنا هذا المخطط إلى شعار "احتلال الأرض" الصهيوني الكلاسيكي الذي لم يكن شعارًا للتيارات اليمينية فحسب، وإنما أيضا لتيارات صهيونية يسارية تدعي الاعتدال.
 

عكا     

 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,648,105

عدد الزوار: 6,958,930

المتواجدون الآن: 74