أخبار لبنان.."حزب الله قد يهاجم دبلوماسيين أميركيين".. تحذير استخباراتي..هوكشتاين أمام مهمة صعبة لتحديد الحدود..فهل يلجم الحرب؟..3 أسئلة أميركية لـ«حزب الله» بقيت من دون إجابات..وزيرة الخارجية الألمانية تؤكد من بيروت أهمية تطبيق القرار 1701..المعارضة تحذّر من استثمار «حزب الله» الحرب: لا تسوية على حساب السيادة..لبنان في قلب «السيناريو - الكابوس» والتدافع الخشن على حافة الانفجار يشتدّ..الترسيم البري واستئناف التنقيب..وانسحاب جزئي لـ «حزب الله» من الحدود..اغتيال الطويل بتفجير عبوة لا بغارة: توقيف عميل قرب منزل بري في بيروت..إسرائيل تتهم حزب الله بـ«فرض الرّعب»: حرب غزة «مخيّم صيفي» مقارنةً بلبنان..

تاريخ الإضافة الخميس 11 كانون الثاني 2024 - 4:34 ص    عدد الزيارات 250    القسم محلية

        


"حزب الله قد يهاجم دبلوماسيين أميركيين".. تحذير استخباراتي..

دبي - العربية.نت.. حذر مسؤولون في وكالات الاستخبارات الأميركية، اليوم الخميس، من خطر قيام حزب الله اللبناني بمهاجمة الولايات المتحدة، وفق ما نقلته مجلة "بوليتيكو". وقال مسؤولان استخباراتيان إن قدرة حزب الله على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة تتجاوز قدرة أي جماعة أخرى بما في ذلك داعش، التي قاتلها الأميركيون في العراق وسوريا لسنوات. كما أفاد مسؤولين مطلعين إن تقديرات وكالات الاستخبارات تشير لتزايد خطر قيام حزب الله بمهاجمة الأميركيين في الشرق الأوسط، بل وشن هجوم داخل أميركا نفسها. وأضافوا "بيانات الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن حزب الله قد يفكر في مهاجمة القوات الأميركية أو الموظفين الدبلوماسيين في الخارج"، وفق "بوليتيكو". أما عمليات الاغتيال الأخيرة فرفعت منسوب القلق اللبناني الداخلي والإقليمي والدولي من أن يتوسع الصراع العنيف الدائر في غزة منذ 3 أشهر، ويتحول إلى حرب إقليمية أشمل، لاسيما مع تحرك العديد من الجبهات سواء في لبنان أو العراق أو سوريا واليمن.

إسرائيل: بعد غزة سنعرف كيفية المحاربة في لبنان إذا لزم الأمر..

دبي - العربية.نت.. في تصعيد للهجته ضد حزب الله اللبناني المتمركز على الجانب الآخر من الحدود، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأربعاء أن قواته قادرة على تدمير أي قرية داخل لبنان، مشيرا إلى أن قواته ستعرف كيفية المحاربة في لبنان وذلك بعد قتالهم في غزة. وقال هرتسي هاليفي أمام حشد من الجنود في غزة إن ما قام به الجنود في القطاع المحاصر، أقنعه أن بإمكانهم نقل القتال إلى الأراضي اللبنانية إذا لزم الأمر. ونقل عنه بيان للجيش الإسرائيلي "لقد قاتلنا في غزة، لذا نعرف كيف نفعل ذلك في لبنان إذا لزم الأمر". كما أضاف "بعد ما قمتم به في غزة، لا توجد قرية في لبنان لا يمكنكم دخولها وتدميرها". ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. فيما قتل منذ بدء التصعيد على جانبي الحدود، 188 شخصاً في لبنان، بينهم 141 عنصرا من الحزب وأكثر من عشرين مدنياً بينهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين. وبينما يقول حزب الله إنه يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية دعما لغزة، يقول الجيش الإسرائيلي إن ضرباته الجوية والمدفعية تهدف إلى تعطيل البنية التحتية للحزب وتحركات مقاتليه في محيط الحدود.

إصابات بالآلاف.. إسرائيل تتأهب لسيناريو محتمل مع حزب الله

دبي - العربية.نت.. بينما رفعت عمليات الاغتيال الأخيرة منسوب القلق اللبناني الداخلي والإقليمي والدولي من أن يتوسع الصراع العنيف الدائر في غزة منذ 3 أشهر، ويتحول إلى حرب إقليمية أشمل، لاسيما مع تحرك العديد من الجبهات سواء في لبنان أو العراق أو سوريا واليمن، جد جديد على الملف.

إسرائيل تتأهب

فقد بدأت السلطات الإسرائيلية الاستعداد للتعامل مع حالة طوارئ قد تحول المناطق الشمالية إلى "جزيرة معزولة"، وفقًا لوصف وزارة الصحة في تل أبيب والتي أصدرت تعليمات مشددة في حال حدوث هذا السيناريو المحتمل، وفقا لوسائل إعلام محلية. وأشارت المصادر إلى أن الوزارة وجهت تعليماتها إلى جميع المستشفيات والمراكز الطبية الواقعة في المناطق الشمالية، مؤكدة ضرورة الاستعداد لوضع طارئ، يمكن أن يشهد وصول إصابات تقدر بالآلاف، فضلًا عن إصابة الأطقم الطبية. وتحدثت التعليمات أيضاً عن سيناريو يشمل عدم تمكن السلطات من إرسال الإمدادات والمؤن الطبية والغذائية إلى البلدات والمستوطنات الشمالية والمستشفيات، داعية هذه المؤسسات الصحية إلى التأهب. جاء ذلك بعدما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، أن الحديث يجري عن سيناريو وضعته وزارة الصحة بالتعاون مع كيانات أخرى، تحسبا لتصعيد محتمل مع ميليشيا حزب الله، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة. وشددت التعليمات على أن سيناريو الطوارئ المشار إليه قد يستمر لأيام طويلة دون القدرة على إرسال المؤن والإمدادات الطبية والغذائية والأدوية. ولفتت القناة إلى أن تعميما من الوزارة وصل جميع المستشفيات بالشمال، يطلب منها الاستعداد لاستيعاب الآلاف من المصابين. كما أعلنت أن وزارة الصحة رفعت حالة التأهب بالمنظومة الطبية والمستشفيات وصناديق المرضى في جميع أرجاء البلاد، ولا سيما في الشمال، كما وصلت تعليمات إلى المركزين الطبيين الرئيسين في صفد ونهاريا تحسبا لاستقبال آلاف المصابين. وأضافت أن مدير عام وزارة الصحة موشي بار سيمان طوف، أصدر تعليمات لجميع مستشفيات إسرائيل بالبقاء في حالة تأهب، والاستعداد لعمليات الانتقال من سيناريو الوضع الروتيني إلى وضع الطوارئ في غضون 24 ساعة من صدور تعليمات بذلك.

تصاعد التوتّر بين حزب الله وإسرائيل.. ومناوشات شبه يومية بالمسيرات والصواريخ

مواجهات يومية

يشار إلى أن المواجهات المتبادلة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين تل أبيب وحزب الله أسفرت حتى اليوم عن مقتل 185 شخصاً، بينهم 139 عنصرا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. كذلك أدت المناوشات شبه اليومية التي انطلقت منذ السابع من أكتوبر الماضي، إثر تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية. في حين أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم 9 عسكريين. أما عمليات الاغتيال الأخيرة فرفعت منسوب القلق اللبناني الداخلي والإقليمي والدولي من أن يتوسع الصراع العنيف الدائر في غزة منذ 3 أشهر، ويتحول إلى حرب إقليمية أشمل، لاسيما مع تحرك العديد من الجبهات سواء في لبنان أو العراق أو سوريا واليمن.

هوكشتاين أمام مهمة صعبة لتحديد الحدود..فهل يلجم الحرب؟..

استبعد إلحاق «المزارع» بوساطته ملتزماً بمضامين «1701»..

هل ينجح هوكشتاين في منع نتنياهو من توسعة الحرب مع «حزب الله»؟..

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. تترقّب الأوساط السياسية ما ستؤول إليه اللقاءات التي يعقدها الخميس الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين مع أركان الدولة اللبنانية، لعلَّه يتمكن من خفض منسوب القلق الذي أخذ يساورهم حيال جنوح إسرائيل نحو توسعة الحرب، امتداداً لتلك الدائرة بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة، في ضوء تهافت الموفدين الدوليين، وجلّهم من الأوروبيين، إلى لبنان، حاملين في جعبتهم التحذير من أن التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى توسعتها، وهذا ما سمعوه في اجتماعاتهم مع رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، وأركان حربه، اللذين يحرّضان على الحرب. ومع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، استبق عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت بإعلانه الاستعداد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام باتفاقية الهدنة والقرار «1701»، على أنه قد يكون تطبيق الحل الدبلوماسي للوضع في الجنوب، ومن ضمنه المرتبط بسلاح «حزب الله»، متلازماً مع وقف العدوان على غزة؛ فإن إعلانه في هذا الخصوص هو الأول منذ أن اشتعلت المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله»، تحت عنوان مساندته لـ«حماس» لتخفيف الضغط عنها. فميقاتي، بإعلانه هذا، أراد تمرير رسالة للمجتمع الدولي؛ بأن لبنان الرسمي هو مَن يفاوض لوقف المواجهة الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل، وأن قرار السلم بيد لبنان، بينما تحتكر إسرائيل قرار الحرب، وذلك لتبديد ما كان أعلنه سابقاً؛ بأن قرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة. جاء موقف ميقاتي في أعقاب قول أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، إننا أمام فرصة تاريخية لتحرير كل شبر من بقية أرضنا اللبنانية من منطقة ب - 1 إلى مزارع شبعا، ما يفتح الباب أمام السؤال عن مدى التنسيق بين الحكومة والحزب، وما إذا كان على معرفة بوجود استعداد للدخول في مفاوضات تتعلق بتحديد الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل انطلاقاً من الوساطة التي يتولاها الوسيط الأميركي، رغم أن الحزب استبقها بتأكيد تلازم المسارين بين وقف العدوان على غزة وتهدئة الوضع في الجنوب، استعداداً للدخول في مفاوضات تؤدي إلى تسوية تتعلق بتحديد الحدود. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوسيط الأميركي سيلتقي ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزف عون، على أن يتوّج لقاءاته باجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليغادر ليلاً بيروت، وبالتالي لا صحة لما تردد عن أنه يؤخر زيارته ريثما تصل السفيرة الأميركية الجديدة لدى لبنان، ليزا جونسون، لتسلُّم مهامها ومشاركته في لقاءاته. وكشفت مصادر سياسية أن السفيرة جونسون ستصل إلى بيروت مساء، بعد أن يكون الوسيط الأميركي قد أنهى لقاءاته وغادرها، وقالت إنها ستقوم بزيارات تعارف لأركان الدولة، وستلتقي الرئيس بري، الثلاثاء المقبل. ولفتت المصادر نفسها إلى أن أقصى ما يمكن أن يتوصل إليه الوسيط الأميركي في لقاءاته ببيروت يكمن في أنه يأمل أن يكون وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قد انتزع من نتنياهو وفريق حربه موافقته على عدم توسعة الحرب لتشمل الجنوب، بغية تمديد الفرصة له لمواصلة بحثه مع الحكومة اللبنانية، بإعطاء الأولوية للحل الدبلوماسي على العسكري، وذلك بإيجاد تسوية لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. لكن يبدو، كما تقول المصادر نفسها، أن الوسيط الأميركي يقف أمام مهمة صعبة بسبب التباين بينه وبين الحكومة اللبنانية في مقاربتهما لتحديد الحدود البرية. وبالتالي، قد يكون المخرج الوحيد، حتى إشعار آخر، في تجاوب إسرائيل بعدم توسعتها للحرب واستدراجها لـ«حزب الله» إلى مواجهة تتجاوز ما هو حاصل اليوم على الجبهة الشمالية لتصل إلى شن حرب مفتوحة، خصوصاً مع استمرارها القيام بعمليات تستهدف اغتيال أبرز الرموز القيادية الميدانية في الحزب التي تشرف على تنفيذ الخطة التي يتوخى منها مساندته لـ«حماس». وأكدت المصادر أن الخلاف بين الحكومة اللبنانية والوسيط الأميركي في مقاربتهما لتحديد الحدود البرية يكمن في أن لبنان، وإن كان يلتزم بتطبيق القرار «1701»، فإنه في المقابل يلتزم باتفاقية الهدنة الموقَّعة بين لبنان وإسرائيل، في مارس (آذار) 1949، بينما يصر هوكشتاين على حصر تحديدها طبقاً لما هو وارد في القرار «1701». وقالت المصادر إن حصر الوسيط الأميركي تحديد الحدود البرية بمندرجات القرار «1701» يعني حكماً أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليستا مشمولتين بانسحاب إسرائيل منهما، كونه يبقى محصوراً بإخلائها للنقاط الـ13 التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها، نظراً لعدم الانسحاب منها، مكتفية بخروجها من الحدود التي رسمها الخط الأزرق الذي لا تتعامل معه الحكومة على أنه خط الانسحاب النهائي المعترف به دولياً المنصوص عليه باتفاقية الهدنة، وفي الترسيم الحدودي الذي رعته فرنسا وبريطانيا عام 1923. لذلك، فإن ميقاتي (بتمسكه باتفاقية الهدنة) يعني حكماً شموليتها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو يتناغم بموقفه مع ما طالب به نصر الله في خطابه الأخير، ويكون بذلك أخضعهما للسيادة اللبنانية، بدل إلحاقهما بالأراضي السورية، بينما تمتنع دمشق عن إيداع «مجلس الأمن الدولي» رسالة تؤكد فيها لبنانيتهما، وهذا ما يشكل إحراجاً لحليفها (حزب الله) الذي ليس في وارد الانزلاق للحرب، ما دامت طهران لا تحبذها. ويبقى السؤال: كيف يمكن لميقاتي الخروج من دائرة القلق حيال الوضع في الجنوب، مع إصرار الموفدين الأوروبيين الذين يتهافتون للقائه، على التحذير من أن التصعيد الإسرائيلي ما هو إلا مؤشر جدي على توسعة الحرب؟ وهل ستؤدي جهود اللحظة الأخيرة إلى إنعاش الوساطة الأميركية؛ بتعهد واشنطن بأن توضع المزارع وتلال كفرشوبا تحت إشراف القوات الدولية (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان؟

وأخيراً، هل لواشنطن مصلحة في تفلُّت الوضع في جنوب لبنان واحتمال امتداده إلى المنطقة؟ أم أن لديها القدرة على تبديد القلق اللبناني بالضغط على نتنياهو ومنعه من إقحام لبنان في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً أن الاعتقاد السائد في بيروت أن تل أبيب لن تخوض حرباً بلا ضوء أخضر أميركي، لما لواشنطن من نفوذ في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يمنع إشعال حرب كهذه؟..

هوكستين في بيروت لترتيب ملفات... اليوم التالي لحرب غزة

3 أسئلة أميركية لـ«حزب الله» بقيت من دون إجابات

الشرق الاوسط..بيروت: ثائر عباس.. تلقف المجتمع الدولي الإشارة التي أطلقها أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله في خطابه الأخير، الذي رأى فيه كثيرون إعلاناً عن الاستعداد لحل دبلوماسي لصراعه مع إسرائيل، ما أطلق حراكاً لافتاً مر في دول المنطقة، ويصل لبنان مع وصول المبعوث الأميركي آموس هوكستين الخميس، الذي وإن كان لا يحمل معه مبادرة متكاملة على الأرجح، فإنه سيعمل على الأقل مع من يلتقيهم على بلورة خطة عمل تكون بمثابة نقطة انطلاق بعد نهاية الحرب في غزة. ورغم أن الحزب لا يزال مصراً على الشعار الذي أطلقه في بداية حرب غزة، ومفاده بأن جبهة الجنوب اللبناني هي جبهة إسناد لغزة، وبالتالي فإن مفاتيح الحلول تمر كبداية حتمية بإنهاء حرب غزة، إلا أن كلام نصر الله أوحى بإمكانية فتح ثغرة في جدار موقف الحزب الذي بات كثيرون في الخارج على قناعة بأنه يحتاج إلى «مخرج» ما للنزول عن الشجرة التي صعد إليها بمشاركته في الحرب، وحاجته إلى مخرج منها. وكشف وسيط سابق بين الأميركيين والحزب أن تشدد الحزب في الملف قطع الطريق على أي «حلحلة» ممكنة. وقال مصدر متابع للملف إن الأميركيين بعثوا إلى الحزب بمجموعة أسئلة، أبرزها ثلاثة، أولها بداية المعركة في غزة عن موقفه من مشاركة الولايات المتحدة في الحرب إذا ما تطورت، وثانيها في وقت لاحق عن سبب عدم منعه لأطراف أخرى من المشاركة في الهجمات على إسرائيل، وتحديداً حركة «حماس» وفصائل لبنانية أخرى. أما ثالث الأسئلة، فكان عن الثمن الذي يطلبه لوقف مشاركته في الحرب. وبقيت الأسئلة جميعها من غير جواب من الحزب الذي اكتفى مسؤولوه بترداد لازمة «تعالوا بعد نهاية الحرب في غزة». وقال الوسيط إن الأميركيين اعتبروا عدم الإجابة جواباً بحد ذاته. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متابعة للملف أن اللقاء الذي جمع نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بو صعب بهوكستين في روما أخيراً، تم بناء لطلب من الأخير، تحضيراً لإزالة الأمور غير الواضحة. وطرح خلاله مجموعة من الأسئلة تمهيداً لزيارته إلى لبنان. وقالت المصادر إن ثمة «ضبابية تتحكم بالملف»، معتبرة أن «المطلوب توضيح الكثير من النقاط، خصوصاً على خط الحرب في غزة، وما هي صورة المرحلة الثالثة من الحرب التي تتحدث عنها إسرائيل». فيما قالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن هوكستين زار باريس للتنسيق قبل توجهه إلى لبنان، معتبرة أن المبعوث الأميركي يعمل على تحضير ملفاته استعداداً للمرحلة التالية. وتنتظر القيادات اللبنانية ما سوف يحمله هوكستين من «التزامات» قد يكون وزير الخارجية الأميركي قد حصل عليها من الجانب الإسرائيلي. وزار بو صعب أمس رئيس البرلمان لوضعه في أجواء الاتصالات التي يقوم بها. وقال بو صعب بعد اللقاء: «تعودنا في الأزمات وفي الحروب مع العدو الإسرائيلي أن هناك في نهاية المطاف حلولاً يجب أن يعمل عليها (...) ونأمل أن الزيارة غداً تؤسس لخطوة إلى الأمام لتحقيق الاستقرار الذي هو مطلوب للبنان». ورأى بو صعب أنه «بات واضحاً لكل العالم بأن الاهتمام من قبل الإدارة الأميركية وحتى المطالب عند العدو الإسرائيلي هي وضع الاستقرار في منطقة الجنوب وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل عودة المستوطنين إلى مستوطناتهم». وقال: «الكلام الذي نسمعه من العدو الإسرائيلي عن تهديد بالحرب التي يريدونها كما يزعمون من أجل إعادة المستوطنين أريد أن أوضح بالقول (إن الحرب لا تعيد المستوطنين إلى مستوطناتهم بل تجعلهم يتهجرون أكثر إلى أبعد من المستوطنات التي يوجدون فيها)، لا بل يمكن لهذا الموضوع أن يمتد ليس لأشهر إنما لسنوات، الحرب ليست هي الحل، إذا كان الهدف إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم نحن أيضاً لدينا هدف وهو إعادة سكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود إلى قراهم ومزارعهم، الحل هو في الأطر الدبلوماسية والجهد الدبلوماسي، ولا أحد يستطيع أن يعمل حلاً آخر، ومن يتوهم أن الحرب يمكن لها أن تحل مثل هكذا وضع، أكيد هو يقوم بحسابات خاطئة».

وزيرة الخارجية الألمانية تؤكد من بيروت أهمية تطبيق القرار 1701

لبنان يقدّم شكوى لمجلس الأمن ردّاً على شكوى إسرائيلية

بيروت: «الشرق الأوسط».. قدّم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن ردّاً على الشكوى الإسرائيلية حول عدم التزامه بالقرار 1701، في وقت يستمر فيه حراك الموفدين إلى بيروت سعياً لإيجاد حل وعدم توسع الحرب، وكان آخرهم وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك التي التقت مسؤولين لبنانيين. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، الأربعاء، في بيان، إنها أوعزت إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي لـ«إدانة الأعمال العدائية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) ضد لبنان تزامناً مع حربها على غزة، وأدلة موثقة حول خرقها القرار 1701 وقلب الحقائق من خلال تحميل لبنان مسؤولية تعدياتها السافرة على سيادته وسلامة أراضيه». وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيانها، إن إسرائيل تستمر بالقيام بعمليات عسكرية هجومية؛ منها إطلاق قذائف فوسفورية محرمة دولياً مستهدفة مناطق عدة، ما أدى إلى اندلاع حرائق في الأحراج وإتلاف 50 ألف شجرة زيتون وإصابة مدنيين بحالات اختناق «في انتهاك صريح وصارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يرتقي إلى جرائم الحرب». وأضافت أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت فريقاً صحافياً بصاروخين موجهين، ما أدى إلى أعضائه ووفاة مدني آخر في 21 أكتوبر الماضي، وأن هذه الأفعال «إضافة إلى عشرات الطلعات الجوية العسكرية للطيران الحربي والمسيرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية تشكل خرقاً موصوفاً للفقرة 4 من القرار 1701 التي يؤكد مجلس الأمن بموجبها تأييده الشديد للاحترام التام للخط الأزرق». وجاء في البيان أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة أدت إلى تهجير ما يزيد على 75 ألف مواطن لبناني من منازلهم في البلدات الجنوبية. وأشار إلى أن «إسرائيل هاجمت مراكز للجيش 34 مرة منذ 7 أكتوبر، منها استهداف مركز تابع للجيش اللبناني في الجنوب «بشكل مباشر بـ4 قذائف، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، واستشهاد جندي لبناني وإصابة 3 عسكريين». وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، في بيان أصدره الثلاثاء، إن هجمات «حزب الله» المستمرة ضد إسرائيل تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مؤكداً أنه سيواصل «الدفاع عن حدوده من أي تهديد». ويدعو القرار 1701 الصادر في أغسطس (آب) عام 2006 إلى وقف كامل العمليات القتالية في لبنان، وكان قد أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله». في موازاة ذلك، عقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اجتماعاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وسفير ألمانيا في لبنان كورت جورج سيلفريد والوفد الألماني المرافق، قبل أن تلتقي قائد الجيش العماد جوزيف عون. وخلال اجتماعها مع ميقاتي، شددت الوزيرة الألمانية على أهمية «تطبيق القرار الدولي رقم 1701، بينما شدد ميقاتي على أنه «حان الوقت لإيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف إطلاق النار وإطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين». كما أكد ميقاتي الحرص على أفضل العلاقات مع ألمانيا، شاكراً دعمها للبنان على المستويات كافة، مشدداً على أن «لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان»، مطالباً بدعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه.

المعارضة تحذّر من استثمار «حزب الله» الحرب: لا تسوية على حساب السيادة

تتحدث عن مطالبته بمكاسب سياسية منها الرئاسة والحكومة

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. يترافق الحراك السياسي - الديبلوماسي في لبنان للبحث عن حل أو تسوية لمنع توسّع الحرب، مع هواجس وتحذيرات بدأت تطلقها المعارضة اللبنانية، رافضة أي طرح من شأنه أن يؤدي إلى استثمار «حزب الله» هذه الحرب للحصول على مكاسب سياسية في المرحلة المقبلة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والحكومة واستحقاقات سياسية واقتصادية. والمعارضة التي سبق لها أن حذّرت من هذا الاستثمار منذ بدء الحرب على غزة، تنطلق اليوم في مواقفها من وقائع سياسية، وإن كانت ترى أن تحقيق هذه المكاسب لن يكون سهلاً بالنسبة إلى «حزب الله» في ظل غياب الوحدة الوطنية على عكس ما كان عليه في محطات سابقة في لبنان، إضافة إلى استبعاد تجاوب المجتمع الدولي مع هذه الطروحات. وإذا كان المسؤولون في «حزب الله» يربطون توقف الحرب مع إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، فإن المعارضة في لبنان تتحدث عن معطيات مختلفة وشروط بدأ يطرحها الحزب، وهو ما أشار إليها كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل. وذهب جعجع إلى حد القول: «في المفاوضات الجارية بين محور الممانعة والموفدين الغربيين، وخاصة الأميركييّن، حول إعادة انتشار (حزب الله) في الجنوب وأمور أخرى، فإنّ محور الممانعة ينهي حديثه بالقول (هذه الأمور لكي تتمّ تحتاج إلى وضع داخلي يتّصل بملفّ رئاسة الجمهوريّة والحكومة)؛ الأمر الذي يُفهَمُ منه أنّ هذا المحور يضع رئاسة الجمهورية والحكومة المقبلة في إطار المفاوضات الجارية حول وضعه في الجنوب». وعبّر جعجع في بيان له عن رفضه هذا الأمر، مؤكداً أن «رئاسة الجمهوريّة ليست بدلاً عن ضائع، ولن تكون جائزة ترضية لمحور المقاومة، ولن تكون أمراً ملحقاً لأيّ صفقة لا من قريب ولا من بعيد». والصفقة عينها، تحدث عنها الجميّل، مؤكداً بعد لقائه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، أن «الأولوية حماية لبنان وألا تحصل أي تسوية على حساب سيادة الدولة»، مشدداً على «رفضه أن تكون بيروت جائزة ترضية مقابل الحدود». وقال: «الخطورة أن هناك اتصالات ومفاوضات والجميع ينتظر الحل بين الإسرائيلي و(حزب الله) في حين لبنان الرسمي غير موجود؛ وهذا ما يخلق قلقاً كبيراً لدينا، والأولوية ألا تحصل أي تسوية على حساب سيادة الدولة، وما يهمنا تطبيق القرار 1701 لمنع أي اعتداء علينا، ولكن يهمنا أيضاً تطبيق القرار 1559 الشرط الأساسي لاستعادة لبنان قراره الحر وتستعيد الدولة القرار وتشرف على الدفاع». وتقول مصادر في «القوات»: إن ما حاول القيام به جعجع هو تسليط الضوء على ما يقوم به فريق الممانعة، عادّاً أن ذلك لا يعني أن لدى المعارضة مخاوف أو هواجس معينة. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: يبدو واضحاً أن هدفهم هو تحصيل مكاسب عبر القول للموفدين إنهم مستعدون لتنفيذ شروطهم مقابل الحصول على رئاسة الجمهورية والحكومة لتنفيذ المطلوب؛ وهذا يعني باختصار أنهم يقولون أعطونا كي نعطيكم، علماً أن أحداً لم يعرض عليهم الحصول على أي مقابل، كل ما في الأمر أن المجتمع الدولي يريد تجنيب لبنان الحرب ومنع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». ورغم ذلك، ترى المصادر، أنه «لا قدرة لأي طرف في لبنان على أن يقوم بمقايضة معينة؛ لأنه ليس هناك أي فريق سياسي يختصر البلد». وتؤكد، أن الممانعة لا تختصر لبنان، والدليل على ذلك أنها حاولت كثيراً قبل ذلك إيصال مرشحها لرئاسة الجمهورية، لكنها لم تتمكن من ذلك؛ لأن هناك قوى سياسية وازنة تواجهها وترفض ذلك»، مشددة على أن «هناك دستوراً وقرارات دولية يجب أن تطبق، ولا نقبل أن تكون الرئاسة ممانعة أو صورية». ولا تختلف مقاربة الباحث والأستاذ الجامعي مكرم رباح، الذي يؤكد بدوره، أن «حزب الله» يحاول استثمار أو ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة للحصول على مكاسب سياسية. لكنه يرى، أنه لن ينجح في هذه المحاولات. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحزب ليس باستطاعته أن يستخدم الأميركي ليخرج من المأزق الذي أدخله فيه المحور الإيراني»، مشيراً إلى «أنه على الرغم من محاولات تعديل القرار 1701، فإنه يجب النظر إلى الإطار الذي صدر فيه هذا القرار، حيث كان في لبنان وحدة وطنية وحكومة يترأسها فؤاد السنيورة استطاعت الحصول على هذا التنازل الدبلوماسي لحماية لبنان، لكن الآن نرى أن (حزب الله) يستخدم لبنان وأهل الجنوب عبر الدماء المراقة للحصول على نوع من التنازلات كما فعل في موضوع ترسيم الحدود البحري الذي استطاع هو والطبقة السياسية، على أثره، تفادي العقوبات الاقتصادية». وانطلاقاً من ذلك يرى رباح أن «الحزب يريد الرئاسة لتكون الخطوة الديبلوماسية تجاه القرار 1701 المعدل بما يشبه اتفاق الطائف عبر فرض السلام الإيراني على لبنان وتسليم لبنان لـ(حزب الله) كما أعطي للرئيس السوري حافظ الأسد عام 1990».

وزيرة خارجية ألمانيا أجرت محادثات «ناقصة» وهوكشتاين يبدأ مهمةً شائكة

لبنان في قلب «السيناريو - الكابوس» والتدافع الخشن على حافة الانفجار يشتدّ

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- إسرائيل تتحسّب لتحوّل «المناطق الشمالية جزيرة معزولة لأيام طويلة»

بين عملية المحاكاة التي بدأتْها إسرائيل لانفجارِ الجبهة مع «حزب الله» تحت عنوان «سيناريو الطوارئ» الذي أوعزتْ لجميع المستشفيات والمراكز الطبية بالاستعداد له تَحَسُّباً لتحوُّل «المناطق الشمالية جزيرة معزولة لأيام طويلة»، وبين ازديادِ «العين الحمراء» الغربية لاسيما الأميركية - البريطانية - الألمانية على الحوثيين في ضوء زيادة منسوب العنف في هجماتهم في البحر الأحمر، تسيرُ المنطقة ومعها لبنان على حبل مشدود فوق «أفواه البراكين» التي نشطتْ بعد حرب غزة، من دون أن يُعرف هل ستنجح «الأساطيلُ الديبلوماسيةُ» التي تتحرّك بمختلف الاتجاهات في إبقاء الصِدام الكبير عند حدود «قرع الطبول» أم أن الارتطامَ سيسبق الجميع على قاعدة أن الحرب الشاملة أوّلها كلام و... مناوشات؟ .....وفي حين كانت لندن تعلن «نفاذَ الصبر» حيال تعرّض سفينة بريطانية لهجوم في البحر الأحمر حيث صدّت القوات البحرية البريطانية والأميركية أكبر عملية «مركّبة ومعقّدة» للحوثيين (أول من أمس) قبل أن يعلن هؤلاء أمس استهداف سفينة أميركية «بعدد كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة»، بقيت السيناريوهات في ما خص الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية مفتوحة على شتى الاحتمالات في ضوء مضيّ تل أبيب في ما يشبه «شَحْذَ السكاكين» بالتهديداتِ والاستعداداتِ بالتوازي مع فرْضها وقائع على الأرض، بالاغتيالات و«الضرب في الأعماق» لم ينجح «حزب الله» حتى الساعة في إحداث «توازن ردع» معها رغم تسديده ضربات دقيقة ونوعية لم تتردّد اسرائيل في الردّ عليها بما هو أقسى. وإذ استعيدتْ المساعي لبتّ ملف تبادُل الأسرى والمعتقلين بين «حماس» واسرائيل في كل من القاهرة والدوحة (زار الأخيرة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك) مقابل وقف إطلاق النار في غزة، علماً أن هذه المفاوضات كانت عُلّقت عقب اغتيال تل أبيب نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت (2 بناير)، وفيما كانت مساعي خفْض احتمالاتِ التصعيد الخطير في المنطقة لاسيما مع «حزب الله» على أشدّها ويقود جانباً رئيسياً منها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن تحت عنوان «اليوم التالي» للحرب، أطلّت مؤشراتٌ جديدة إلى أن التوسّعَ اليومي في المواجهات على الجبهة الجنوبية للبنان بات يضع البلاد برمّتها أمام خطر إفلات الأمور من أيدي الجميع في ظلّ تشابُك فتائل التفجير بين مختلف ساحات محور الممانعة. وبينما كانت بيروت تستعدّ لاستقبال الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي يحاول إرساء أرضيةٍ لـ «هبوط آمن» من وضعية الانفجار الوشيك جنوباً على قاعدة «تصفير» قواعد التوتر بين لبنان واسرائيل بمرتكزاتها البرية كاملة بما يقود تلقائياً إلى تنفيذ القرار 1701 وسحب الذرائع من أمام سلاح «حزب الله»، برز ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن مسؤولين أميركيين أكدوا أن «خطر شن إسرائيل هجوماً على حزب الله لم يختف أبداً». وفي موازاة إعلان السلطات الإسرائيلية انها بدأت الاستعداد للتعامل مع حال طوارئ قد تحوّل المناطق الشمالية «جزيرة معزولة»، وفق وصْف وزارة الصحة في تل أبيب التي أصدرت تعليمات مشددة في حال حدوث هذا السيناريو المحتمل وما يتضمّنه من احتمال «وصول إصابات تقدر بالآلاف، فضلًا عن إصابة الأطقم الطبية»، كان الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يهدّد بـ «أننا نعمل في الجبهة الشمالية على تغيير الواقع، وعلى حكومة لبنان أن تحدد هل تستطيع حماية مواطنيها أم لا وهل سيبقى هؤلاء درعاً بشرية لحزب الله وإيران»، لافتاً إلى «أننا سنتحرك في جنوب لبنان كما نتحرك في شمال غزة إذا استمرت هجمات حزب الله». وجاء هذا التسخين فيما كانت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك تُجري محادثات في بيروت على وقع تقارير عن أنها تحمل مقترحاً إسرائيلياً بنشر قوات ألمانية على الحدود بصلاحيات عسكرية وأن «الجانب اللبناني يرفض المقترح». وإذ استوقف أوساطاً سياسية أن اي موعد لم يكن حُدد لوزيرة الخارجية الألمانية مع رئيس البرلمان نبيه بري، فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبلغ الى بيربوك ان«لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان»،وطالب بدعم الجيش لتمكينه من«القيام بمهامه». وقال«حان الوقت لإيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية وبالتالي البدء بوقف إطلاق النار وإطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين». أما الوزيرة الألمانية فشددت على أهمية «تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وفق ما جاء في بيان المكتب الإعلامي لميقاتي».

دمار «غير مسبوق»

وفي موازاة ذلك، كان الميدان يغلي حيث لم تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وبينها استهداف مسيّرة سيارة نوع «رابيد» ومنزل المواطن حسن طويل، في منطقة هورا في بلدة كفركلا، ما أدى إلى مصرعه، وذلك بعدما كان الجيش الاسرائيلي قصف فجراً منزلاً في كفرشوبا – حاصبيا ليعلن حزب الله في وقت لاحق سقوط أحد عناصر نابغ أحمد القادري «أبو علي». وكان عناصر من الصليب الأحمر تمكنوا بمؤازرة من«اليونيفيل» والجيش من سحب جثة تعود الى ع.ب مواليد العام 2006 - صيدا، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى. واستهدف القصف المدفعي الاطراف الشرقية لبلدة ام التوت في القطاع الغربي، واطراف بلدة الخيام، وتلة حمامص في سردا وباب ثنية قرب منطقة الشاليهات في الخيام، بالتوازي مع غارات على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة. في المقابل، وفيما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنَّ الدمار الكبير الذي ألحقه «حزب الله» بالمُستوطنات المحاذية للبنان، يمكن وصفه بـ«غير المسبوق»، ذكرت تقارير أخرى أن«الحزب أطلق صاروخاً ثقيلاً وسقط داخل مستوطنة لم تسمح الرقابة الإسرائيليّة بنشر اسمها، حيث أحدث أضراراً جسيمة بالمنازل ضمن دائرة قطرها 100 متر». وعصر أمس، اعلن «حزب الله» الذي يطل أمينه العام السيد حسن نصرالله يوم الأحد في ذكرى اسبوع على اغتيال القيادي في قوة الرضوان وسام الطويل، دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، عن استهداف ‌‌‏‌‏‌‌‌‏«موقع ‏المرج بالأسلحة المناسبة، ‏وأُصيب إصابة مباشرة»...

«الجريدة•» تكشف محاور ومسارات مفاوضات المبعوث الرئاسي الأميركي بين لبنان وإسرائيل

الترسيم البري واستئناف التنقيب..وانسحاب جزئي لـ «حزب الله» من الحدود

الجريدة.. منير الربيع ..من المقرر أن يبدأ المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت اليوم، بعد أن أجرى جولة في كل من إيطاليا وفرنسا، حيث أطلع مسؤولي البلدين على تطورات المفاوضات غير المباشرة الجارية عبره بين اللبنانيين والإسرائيليين، لاستعادة الهدوء في جنوب لبنان. عمل هوكشتاين في زياراته العديدة لبيروت وتل أبيب وعواصم أخرى عربية وغربية على بلورة صيغة أو تصور، حول كيفية تلافي استمرار المواجهات في جنوب لبنان والعودة إلى تكريس الاستقرار. وفي هذا السياق تكشف «الجريدة» محاور ومسارات المفاوضات الدائرة حول هذه الصيغة، فيما يبدو أن المباحثات قد حققت تقدماً ودخلت في مناقشة التفاصيل الدقيقة. وتقول مصادر دبلوماسية غربية إن المفاوضات جدية جداً، وهناك تصميم وإرادة وإصرار لدى واشنطن، التي ترى أن هناك فرصة معقولة جداً للتوصل إلى تسوية. مساعي هوكشتاين تتضمن 4 محاور، وتطرح أفكاراً حول كيفية ضبط المواجهات الحالية ووقفها وصولاً إلى «اليوم التالي» لبنانياً بعد انتهاء حرب غزة. المحور الأول الذي يركز عليه هوكشتاين هو ملف ترسيم الحدود البرية، معتمداً على النجاح الذي حققه سابقاً في ترسيم الحدود البحرية. والأفكار المطروحة بهذا الشأن تتعلق بمعالجة «النقطة b1» وملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مع إعادة شمال الغجر إلى لبنان وتسميتها بـ «خراج بلدة الماري»، فيما يتم بحث مصير سكان هذه المنطقة الذين يريدون البقاء في إسرائيل. وسيطرح هوكشتاين إمكانية استئناف عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البلوكات 8 و9 و10. المحور الثاني، يتعلق بضمان عدم الانزلاق إلى حرب شاملة بين «حزب الله» وإسرائيل، حيث يرفض الحزب أي وقف للعمليات العسكرية قبل توقف الحرب في غزة. والأفكار التي يطرحها الأميركيون بهذا الشأن ترتبط بالمساعي الحالية لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة تستمر 4 أسابيع يجري خلالها وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتتكثف في أثنائها المفاوضات لضمان تحقيق اختراق يحول دون العودة إلى الاشتباكات في جنوب لبنان، في حال تجددت الاشتباكات في غزة بعد انتهاء الأسابيع الأربعة. وبحسب المعلومات، يرفض «حزب الله» حتى الساعة وقف عملياته العسكرية في حال تجددت الحرب في غزة، وهو ما دفع الأميركيين إلى تقديم اقتراح مقبول إسرائيلياً للذهاب إلى عمليات أمنية وليست عسكرية بالشكل الدائر حالياً. أما المحور الثالث، فهو مرتبط بالهم الأساسي لدى واشنطن، وهو كيفية إعادة أكثر من 80 ألف إسرائيلي تم إجلاؤهم من الشمال إلى منازلهم، وبالتالي إيجاد صيغة تعالج وضع «حزب الله» في الجنوب. وتصر إسرائيل على ضرورة ابتعاد الحزب إلى مسافة 10 كيلومترات عن الحدود وفق القرار الدولي 1701، وتلوّح بعملية عسكرية واسعة في حال رفض الحزب ذلك. ويشدد الغربيون على ضرورة إيجاد ضمانات تمكّن إسرائيل من إعادة سكان الشمال دون تخوف من أن يستنسخ «حزب الله» عملية 7 أكتوبر ضدهم. والأفكار الأميركية والدولية بهذا الشأن تقترح أن يسحب الحزب قوته القتالية فقط وأسلحته الدقيقة ومسيراته، دون أن يعني ذلك بأي شكل تهجير كوادره ومسؤوليه وعناصره ومراقبيه العسكريين، الذين يتحدرون من مناطق حدودية، من قراهم. أما المحور الرابع، فهو مرتبط بالأفكار المطروحة حول توسيع دور قوات اليونيفيل الدولية، والتي تواجه عراقيل عدة بعضها صادر عن «اليونيفيل» نفسها والتي ترى أنها غير قادرة على فعل أكثر مما تقوم به حالياً. في مقابل ذلك، يتم البحث في كيفية تعزيز دور الجيش اللبناني وإرسال المزيد من القوات إلى الجنوب، لقاء توفير المقدرات المالية اللازمة لذلك، على أساس أن يتولى الجيش ما لا تتمكن «اليونيفيل» من القيام به في إطار التنسيق بين الجانبين.

اغتيال الطويل بتفجير عبوة لا بغارة: توقيف عميل قرب منزل بري في بيروت

الاخبار.. تستعر الحرب الأمنية بين المقاومة والعدو إلى جانب المواجهة العسكرية، وسط تقدّم سلاح التكنولوجيا إلى جانب العملاء على الأرض. وكان البارز ما كُشف يوم أمس، عن أن اغتيال القائد الجهادي وسام الطويل تمّ بواسطة تفجير عبوة ناسفة زُرعت قرب منزله، ولم يُحسم ما إذا كان تفجير العبوة تمّ من خلال طائرة مُسيّرة أو من خلال جهاز يُفعّل تلقائياً فيها.وكان لافتاً أمس، ما نشرته صحيفة «معاريف» من أن الاغتيال تم بـ«عملية دقيقة من خلال وضع عبوة ناسفة قرب بيته، جاءت لتحديد الرسالة، بأنه ليست قيادة حماس في بيروت فقط مكشوفة ومعرّضة للاستهداف، ولكن أيضاً القيادة الميدانية في حزب الله في جنوب لبنان». ووسط الاستنفار الأمني السائد، كُشف أمس أيضاً، عن توقيف الأجهزة الأمنية المعنية، لبنانياً مشتبهاً في تعامله مع العدو. وعلمت «الأخبار» أن (م. س. ح) يخضع للتحقيق لدى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي منذ نحو أسبوعين، بعدما أوقفه عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب الذين ارتابوا فيه أثناء تصويره شوارع محيطة بمقر الرئيس نبيه بري في عين التينة في بيروت. وقد عُثر في حوزته على جهاز إلكتروني «شديد التطور» كما عُثر في هاتفه على عشرات الفيديوات بما يشكّل مسحاً لكامل المنطقة. ولدى استجوابه أمام حرس المجلس، قال الموقوف إنه يعمل لمصلحة شركة أميركية بموجب عقدٍ رسمي. وبعد تسليمه لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أفاد المشتبه فيه بأنه يملك شركة اتصالات وتكنولوجيا تعمل مع شركة «غوغل». غير أن معلومات أمنية أفادت بأن الشركة التي يملكها الموقوف وقّعت عقداً مع شركة أجنبية تقدّم خدمات لمحرّك «غوغل» لإجراء مسح للطرقات في مناطق مختلفة في لبنان، وتبيّن بعد البحث أن للشركة علاقات بإسرائيل. ولدى التوسّع في التحقيق مع المشتبه فيه تبيّن أن الجهاز الإلكتروني الذي ضُبط في حوزته متطور جداً ولم يسبق أن عُثر عليه مع أي من العملاء الذين اعتُقلوا سابقاً. وقالت مصادر قضائية إنّ حجم الداتا التي حصل المحقّقون عليها كبير جداً، إلا أن الموقوف الذي سبق أن ارتبط بعمل مع وزارة الاتصالات، نفى أن يكون على علم بهوية الشركة التي تعاقد معها. وفي السياق نفسه، وزّعت المقاومة الإسلامية أمس بياناً دعت فيه سكان المناطق الجنوبية للتنبه من نشاط أمني لقوات الاحتلال. وقال بيان المقاومة إن «العدو يستمر في البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في الجنوب، خصوصاً بعد فقدانه قسماً كبيراً من فعالية أجهزة التنصت والتجسس المنصّبة في مواقعه الحدودية بسبب استهدافها وتدميرها من قبل المقاومة». وأشار البيان إلى أن العدو يلجأ إلى الاتصال بالناس «من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخلوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل. وينتحل العدو صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي، وأخرى للأمن العام اللبناني، أو صفة هيئات إغاثية تقدّم المساعدات وغير ذلك. ويسعى المتصل، الذي يتحدّث بلهجة لبنانية سليمة، إلى استقاء معلومات يستغلّها للتثبت من وضعية وجود الإخوة المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها». وتمنّت المقاومة على الناس «عدم التجاوب مع المتصل والمبادرة إلى قطع الاتصال فوراً، والمسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية».

إسرائيل تتهم حزب الله بـ«فرض الرّعب»: حرب غزة «مخيّم صيفي» مقارنةً بلبنان

الاخبار..واصلت المقاومة في لبنان عملياتها ضدّ مواقع الاحتلال الإسرائيلي، إذ استهدفت أمس موقعَي المرج والجرادح، وحقّقت إصابات مباشرة فيهما. في المقابل، أعلن حزب الله استشهاد المقاوم نابغ أحمد القادري (أبو علي) من بلدة كفرشوبا، فيما استشهد المواطن حسن طويل من بلدة كفركلا في قصف مدفعي على محيط منزله في منطقة الهورة.وفيما تشهد الجبهة تطورات متسارعة، وتصعيداً تمثّل باغتيال القائد الشهيد وسام طويل، أعلن حزب الله أن السيد حسن نصر الله سيتحدث عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر الأحد المقبل، خلال احتفال تكريميّ في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد طويل، في بلدة خربة سلم الجنوبية. وبحسب تسريبات إعلامية، فإن الرقابة المشددة في كيان الاحتلال حول ما يجري في الشمال لا تشمل الصحافيين الإسرائيليين، بل الصحافيين الأجانب الذين لم يحصل قسم كبير منهم على «أذونات عسكرية» لأجل القيام بنشاط صحافي في مناطق الشمال، وإن الجيش الإسرائيلي برر قراره «بالخشية على حياتهم». وبانتظار ما ستحمله الكلمة من مواقف وردود على التصعيد الإسرائيلي، تستمر وسائل الإعلام الإسرائيلية في كشف حجم الأذى الذي تلحقه المقاومة في لبنان، منذ 8 تشرين الأول 2023، في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولا سيما مع الارتقاء النوعي في الأسلحة والأهداف، الذي شهدته الجبهة خلال الأيام والأسابيع الفائتة. وسائل إعلام إسرائيلية أعربت عن «القلق من أن حزب الله يعمد إلى تخدير المنطقة استعداداً لعملية جدية لاحقاً وسط طقس عاصف»، إذ لفتت صحيفة «هآرتس» إلى توسيع «مدى إطلاق الصواريخ المضادة للدروع من لبنان إلى أهداف في عمق إصبع الجليل (...) عنصر الخوف يلعب دوراً مركزياً هنا، فإصابة قاعدة المراقبة الجوية الإقليمية في ميرون كشفت أن حزب الله لديه أيضاً صواريخ مضادة للدروع، يبلغ مداها نحو 10 كيلومترات، ما يُدخل مستوطنات إضافية تُرى من لبنان في دائرة النيران». ورأت الصحيفة العبرية أن استخدام حزب الله للأسلحة الدقيقة ضدّ المستوطنات «لم يسبق له مثيل في إسرائيل، وربما حتى في العالم بأسره»، مشيرةً إلى تحوّل المنطقة إلى «حقل رماية». وقالت «هآرتس» إن حزب الله يستغل ضعف إسرائيل بأفضل طريقة ممكنة، ويشهد على ذلك الهجوم الدقيق على قاعدة مراقبة الحركة الجوية في جبل الجرمق.

حزب الله حوّل المستوطنات إلى «حقل رماية» لأسلحته الدقيقة

وحذّر رئيس مجلس آشر الإقليمي، في الجليل الغربي، موشيه دافيدوفيتز، في مقابلة مع قناة «كان» الإسرائيلية، من «خسارة الشمال، إذا لم يقم الكابينت بإبعاد حزب الله جسدياً إلى ما بعد الليطاني». ورأى الباحث البارز في معهد الدراسات الاستراتيجية، يهوشع كاليسكي، أن النيران الدقيقة لحزب الله «تسمح بإبقاء نيرانه دون عتبة الحرب وهي العتبة التي تتردد أيضاً إسرائيل حالياً في تجاوزها، في حين أنه ينجح في فرض الرعب»، مشيراً إلى حقيقة أن «عشرات الآلاف من المستوطنين لا يستطيعون العودة إلى مستوطناتهم». وحول عملية اغتيال طويل، قبل يومين، رأى المحلل العسكري في صحيفة «معاريف»، طال ليف رام، أنها «تغيير جوهري في سياسة ممارسة القوة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية. إسرائيل، لأسباب ومصالح عديدة، لا تزال غير معنية بحرب بكامل القوة. لكن بسبب استمرار الوضع غير المسبوق بإجلاء عشرات آلاف السكان عن بلدات الشمال، الذين تحوّلوا إلى لاجئين، فإن إسرائيل مستعدة الآن لتحمل مخاطر أكثر». وقال عاموس هرئيل، في صحيفة «هآرتس»، إن عمليات الاغتيال «تعكس محاولة إسرائيلية واضحة لجباية ثمن آخذ بالارتفاع من حزب الله وشركائه في الجبهة الشمالية (...) والنتيجة الفعلية لهذه العمليات هي أن جزءاً كبيراً من قوات حزب الله، وبينهم مقاتلو الرضوان، انسحبوا من منطقة الحدود ويخوضون عمليات من خطوط خلفية تحسّباً من خسائر أخرى». ووفقاً لهرئيل، فإن «إسرائيل لا تنجح في هذه المرحلة في ترجمة هذه الإنجازات التكتيكية إلى نتيجة استراتيجية. على العكس، يصرُّ حزب الله على مواصلة الهجمات اليومية، وهو راضٍ عن الثمن الذي جباه، بمغادرة حوالي 60 ألف مواطن إسرائيلي للبلدات المحاذية للحدود». وأشار هرئيل إلى ادّعاء «الشاباك» أن إيران وحزب الله «معنيّان بالبقاء تحت سقف الحرب الإقليمية. ورغم ذلك، فإن التوالي السريع للأحداث وخطورتها يُقلّص حيّز مناورة جميع الأطراف. فعندما يكون التوتر الميداني مرتفعاً، ويقع حدث شديد نسبياً كل عدّة ساعات، ليس هناك يقيناً أنه سيكون بالإمكان أن تسير الأمور بشكل لا ينتهي بصدام شامل». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه «لدى النظر إلى القتال في غزة ضدّ عدوّ أدنى من حزب الله بدرجة كبيرة، يجب وضع الحديث عن تطهير المنطقة في جنوب لبنان في إطار حجمه الصحيح. مثل هذه المهمّة سيكون لها ثمن، وستتطلّب وقتاً يجعل من الـ 95 يوماً من القتال في غزة أشبه بمخيم صيفي. ومن المناسب أن يوضّح ذلك لمن يقترح باستخفاف إدخال عدة فرق إلى الحرب وإدخال مئات الآلاف إلى الملاجئ». أما المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوسي يهوشواع فقال إن «الجيش يدعم الحكومة من أجل حل سياسي، وإنه لا مفر من حل آخر، سوى بإبعاد حزب الله ولكن ليس إلى شمال نهر الليطاني، أما الحديث عن تنظيف المنطقة فهو ليس أكثر من فنتازيا».

بكركي غائبة عما يُرسم لمستقبل لبنان

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. بين حزب الله وخصومه، بات الكلام عن التفاوض الدولي حول لبنان معلوماً. لكنْ بين بكركي وحزب الله، ثمة كلام آخر، يتعدّى العلاقة المتأرجحة في المواضيع المحلية، إلى ما يمكن أن يخشاه الحزب من أي دور لبكركي، وسط تراجع تأثير القوى السياسية المناهضة له.ما لفت في الأشهر الأخيرة، أكثر من مرة، حملة من أوساط قريبة من الحزب ومؤيدين له على بكركي، في سياق مباشر وغير مباشر، تحت مسميات مختلفة. وليست قضية المطران موسى الحاج سابقاً وحالياً وحدها المعبّرة عن ذلك. ثمة انطباع بأنه في خضمّ تراجع دور القوى السياسية المارونية، والانهيار التدريجي لمواقع سياسية وأمنية وإدارية ومالية، من الطبيعي أن تأخذ بكركي حجمها التقليدي السياسي المعتاد وفقاً لتجارب سابقة. وهذا يعني تلقائياً أن تتصدّر المشهد السياسي في التعبير عن رأي المجموعة عند أي حدث مفصلي يتعلق بالنظام أو بتسويات كبرى، ولا سيما في غياب رئيس الجمهورية الماروني. فأي محاولة خارجية لفرض تسوية بالمعنى الشامل، لا بد أن تأخذ في الاعتبار موقف بكركي من احتمالات التوصل إلى تفاهمات تترك تأثيرها على مستقبل البلد. لذا، كان التلميح إلى أن تسهيل التعرّض لها، بعناوين مختلفة، يهدف إلى كبح كل مسار يراد منه إعطاؤها دوراً في ما يدور من حوارات، أو أن تكون لها كلمة مؤثّرة مع عواصم القرار (عربية أو غربية) التي تُعنى بلبنان.

ولكن، هل هناك ما يبرّر تخوّف حزب الله من الدور الذي يمكن أن تلعبه بكركي في مواجهة تفاوض يتم على حساب رؤيتها ورؤية خصوم حزب الله للبنان، أو في وجه تسوية تراعي الحزب في شؤون مفصلية، ولا سيما أن هناك خيوطاً رفيعة لا تزال تربط بكركي بزوار غربيين وعرب يحرصون على زيارتها والأخذ برأيها. بغضّ النظر عن الدور التاريخي للبطريرك الياس الحويك الذي سافر إلى باريس سعياً وراء لبنان الكبير، لا تزال تجربة البطريرك نصرالله بطرس صفير في تسويق فكرة الدفاع عن لبنان واستقلاله، في المحافل الخارجية، الأكثر حضوراً في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية. وقد تحوّلت علامة دبلوماسية فارقة في تاريخ بكركي، من خلال جولاته الخارجية وعلاقاته ولقاءاته في واشنطن وباريس وعواصم أوروبية وعربية، ومع الجاليات اللبنانية واللوبيات المؤثّرة التي زارها حصراً لتسويق فكرة الدفاع عن لبنان، في عزّ الوجود السوري وتأثيراته وغضّ نظر خارجي - أميركي تحديداً - عن ممارساته. والأهم أن صفير تمكّن في ولاية البابا يوحنا بولس الثاني الذي عرف معنى السيطرة السوفياتية على بلاده، وكان يكنّ احتراماً خاصاً لصفير، من العمل مع الفاتيكان على تزخيم حركته الخارجية.

غياب فاضح للصرح عن عواصم القرار في مقابل الانغماس في ملفات محلية

مع الكلام عن احتمالات استعادة تجربة ما بعد الطائف، والدور السوري، وصياغة تفاهمات دولية وإقليمية تعطي لحزب الله ما يريده، وخلفه إيران، كان التعويل على دور لبكركي بأن تكون الحاضر الأكبر قبل جلوس المفاوضين على طاولة التفاهمات الجارية حالياً. لكنّ المشكلة أن ما يخشاه حزب الله قد لا يكون له وجود في الواقع، وربما يبالغ الحزب في تصوير قدرة بكركي الحالية على التأثير كما كانت حالها سابقاً، لأن القراءة السياسية لبكركي لم تعد قراءة موحّدة، بل تخضع لتأثيرات داخلية يعرفها الجسم الدبلوماسي والسياسي المعنيّ. والازدواجية قد تريح البعض في زمن الأزمات التي تحتاج إلى قرار واحد. والغياب الدبلوماسي الخارجي لبكركي التي كان يفترض أن تكون موجودة في عواصم القرار على غرار تجارب سابقة، وضخّ الحياة في خطاب عدم جعل لبنان مادة تفاوضية، غياب فاضح، في مقابل الانغماس في ملفات محلية الطابع. وما يزيد من عزلة بكركي الخارجية (والتعويل على زيارات دبلوماسية بروتوكولية للصرح لا تقدّم ولا تؤخّر) وانكفائها التام عن مجاراة الحدث الإقليمي وتداعيات حرب غزة، أن عدم التنسيق بينها وبين الفاتيكان يلعب دوراً مؤثّراً. فأجندة الفاتيكان وسفيره في لبنان مختلفة تماماً، ولا ودّ معروفاً بين البابا فرنسيس والبطريرك بشارة الراعي. وتدخّل الفاتيكان مع واشنطن أو فرنسا منعزل تماماً بخريطة طريقه عما تريده بكركي. وهذا يضاعف، لبنانياً ومارونياً، من العوامل التي تجعل غياب أي حضور فاعل في برنامج التفاوض، على الأقل للتعبير عن وجهة نظر مختلفة عما يريده حزب الله أو إيران. وهذا التمايز الفاتيكاني يرسم كذلك علامة استفهام عن قدرة الكرسي الرسولي على امتلاك وجهة نظر واضحة وتفصيلية عن لبنان، ما دامت ذراعه الأساسية، أي الكنيسة المارونية، غير حاضرة كما يجب. وبقدر ما يمكن أن يكون ذلك مزعجاً أو مؤذياً، فإنه يريح الأطراف التي ستقود على طاولة التفاوض حواراً نظيفاً بالنسبة إليها، متحرّراً من محاولات عرقلة ما يُكتب من تفاهمات.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..أول رئيس حكومة فرنسي يجاهر بمثليته..والأصغر..مستشفى عسكري أميركي: أوستن خضع للعلاج من سرطان البروستاتا..كيم يهدّد بـ«إبادة» كوريا الجنوبية إذا تجرّأت على ضرب بلاده..ترامب يهدد بمحاكمة بايدن في حال فوزه بالرئاسة..دا سيلفا يحتفي بالديموقراطية بعد عام على أعمال الشغب في البرازيل..مواجهات واعتقالات بعد اكتشاف نفق سري تحت كنيس طائفة يهودية في نيويورك..6 إنجازات صينية دبلوماسية في 2023 ..أكثر من 6000 قتيل ومفقود خلال محاولة الوصول إلى إسبانيا.. العام الماضي بمعدل 18 شخصاً في اليوم..واشنطن: روسيا أطلقت صواريخ من كوريا الشمالية على أوكرانيا في 6 يناير..المعارض الروسي نافالني مجدداً في الحبس الإفرادي..انقطاع الكهرباء عن أكثر من 1000 بلدة أوكرانية مع استهداف روسيا بنيتها التحتية..عدد قياسي لضحايا المتفجرات في 2023..وإسرائيل المتسبب الأكبر..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..القناة 13: «الكابينيت» سيبحث مقترحاً قطرياً يشمل انسحاباً من غزة ورحيل قادة «حماس»..بلينكن يؤكد لعباس «دعم إقامة دولة فلسطينية»..قمة العقبة: نحذر من محاولات إعادة احتلال أجزاء من غزة..سموتريتش: سنشجع الهجرة الطوعية ولن ندفع «شيكل» للسلطة الفلسطينية..فتح: مواقف حماس متناقضة..وجاهزون للانتخابات بشرط..إسرائيل تواجه الخميس «الإبادة الجماعية» في غزة..«حماس»: الحديث عن خروج الفصائل من قطاع غزة «وهم»..مقتل 4 مسعفين فلسطينيين بضربة إسرائيلية استهدفت سيارتهم..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,641,468

عدد الزوار: 6,958,673

المتواجدون الآن: 66