سجن «غوانتانامو إسرائيلي» في الضفة الغربية..

تاريخ الإضافة السبت 23 آذار 2024 - 1:57 ص    التعليقات 0

        

سجن «غوانتانامو إسرائيلي» في الضفة الغربية..

موظف فلسطيني من ضحايا المعتقل الأميركي يروي تجربته القاسية في السجن الإسرائيلي

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. وصفت صحيفة «هآرتس» العبرية سجن عوفر المقام في محيط القدس في الضفة الغربية بأنه مثل سجن «غوانتانامو» الأميركي سيئ الصيت في كوبا، نتيجة ما يحدث فيه من تنكيل وتعذيب للمعتقلين الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة. وقال معدا التقرير في «هآرتس»، جدعون ليفي وأليكس ليباك، إنهما التقيا منذر عميرة، وهو فلسطيني كان قد اعتُقل في غوانتانامو، ثم اعتُقل مرات عدة في إسرائيل فقال إن ما مرّ به في سجن عوفر وما شهده من إهانة، وتعرية، وبرد، وتكبيل مدة طويلة، وطعام غير قابل للأكل، ونوم على الأرض، وغرف ليس فيها أي شيء، لا يشبه أي شيء آخر عرفه سابقاً. وجاء في التقرير الذي نُشر، الجمعة: «أحد أصدقاء منذر قال له إن الأشهر الثلاثة الأخيرة التي كان معتقلاً فيها تساوي 10 سنوات في السجن. الشهادة المفصلة التي قدمها لنا عميرة في هذا الأسبوع في بيته في مخيم عايدة للاجئين في بيت لحم، كانت صادمة. لقد تطرق إلى أدق التفاصيل دون أي حساسية، إلى أن رغبنا في أن ينهي أقواله. لم يكن بالإمكان تحمّل هذه الأمور، لكن يبدو أن عميرة انتظر الفرصة من أجل التحدث عما مر به. لقد حدثنا عن قصة جهنم التي مر بها بلغة إنجليزية طليقة دمج فيها بين حين وآخر لغة السجن بالعبرية. الأوصاف انطلقت منه واحداً تلو آخر، ورعباً تلو رعب، وإهانة تلو إهانة. وقد عبّر عنها بواسطة لغة الجسد وهو يركع على الأرض مرة تلو أخرى، وفي أشهر فقد 33 كيلوغراماً من وزنه. في هذا الأسبوع كان يبدو قوياً، جسدياً ونفسياً». وتابع معدا التقرير: «صورتان كبيرتان معلقتان في بيت عميرة. الصورة الأولى لناصر أبو سرور، صديقه الذي يوجد في السجن منذ 32 سنة بتهمة قتل عميل لـ«الشاباك» (جهاز الأمن العام)، والصورة الثانية له نفسه في يوم إطلاق سراحه قبل أسبوعين. تصعب ملاحظة التشابه بين محدثنا وبين مظهره في الصورة. عميرة عمره 53 سنة، متزوج وأب لـ5 أولاد، وُلد وترعرع في مخيم اللاجئين هذا الذي يعيش فيه أحفاد 27 قرية فلسطينية مدمرة. وهو أيضاً الذي رسم مفتاح العودة الكبير المعلق على بوابة المخيم والذي كتب عليه «ليس للبيع». عميرة هو ناشط سياسي يؤمن بالنضال غير العنيف، حتى بعد القتل في غزة، كما أكد لنا. هو ابن حركة «فتح»، ويعمل في وزارة الاستيطان والجدار في السلطة الفلسطينية، وهو خريج كلية علم الاجتماع في جامعة بيت لحم». ويصف الكاتبان قصة اعتقاله فيكتبان: «في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2023، الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. ضجة كبيرة، عميرة نظر من النافذة، وشاهد الجنود وهم يضربون شقيقه الأصغر كريم (40 سنة)، وهو المدير الإداري لقسم القلب في مستشفى «الجمعية العربية» في بيت لحم. الجنود قاموا بجر كريم إلى الطابق الثاني، إلى شقة منذر، هناك رموه في وسط الصالون. عميرة قال إن شقيقه فقد وعيه، فهو غير معتاد على مثل هذا العنف. جنود كثيرون كانوا في الغرفة، ربما 10. ابنة عميرة، يمنى، وقفت خلفه. الضابط قال: «خذوها»، قلب عميرة ارتعب. هل جاؤوا من أجل اعتقال ابنته الطالبة ابنة الـ18؟ ما ذنبها؟ بعد ذلك قام الجنود بتكبيل ابنه محمد (13 سنة) وابنه غسان (22 سنة). محمد كان يرتدي قميصاً عليه خريطة فلسطين، الجنود قاموا بتمزيق القميص. الأب لا يعرف ما الذي يحدث. الجنود قاموا بتصوير عميرة، وأرسلوا الصورة إلى جهة معينة. «هذا كل شيء»، قالوا بعد ذلك. قاموا بتقييد عميرة، وأخذوه إلى موقع عسكري. هناك رُمِي على الأرض والجنود ركلوه حسب قوله. بعد ساعة أعادوه إلى البيت. عيناه كانتا معصوبتين، لكن من وراء عصابة العين سمع يمنى وهي تصرخ: «أحبك». هذه اللحظة سترافقه في الأشهر الثلاثة المقبلة في السجن. بعد أن أخذه الجنود في السيارة رموه على أرضية السيارة، وركلوه وداسوا عليه من دون توقف. بعد نصف ساعة وصلوا إلى قاعدة عسكرية وتُرك في الخارج في ليلة من ليالي ديسمبر. تحدث الجنود عن غزة. أحدهم قال له: «اليوم سنحقق حلمك. هل ترغب في أن تكون شهيداً؟ سنرسلك إلى غزة». عميرة كان يرتجف، فقد خاف من أن ينفذ الجنود غايتهم، وتخيل موته في غزة. «أنا أريد العيش وليس الموت»، قال وهو يصف بكلامه سير الأحداث». ويواصلان: «في الصباح وجد نفسه في معسكر عصيون. «العرض بدأ»، قال الجنود. قاموا بإدخاله إلى مكتب، وفكوا القيود التي تركت آثاراً زرقاء على يديه، وبعد ذلك طلبوا منه خلع ملابسه، وعندما وصل إلى الملابس الداخلية رفض خلعها. قام الجنود بركله فسقط على الأرض. «فجأة أدركت ماذا يعني الاغتصاب، وماذا يعني التحرش الجنسي. هم أرادوا تعريتي وتصويري». وقف عارياً والجنود أمروه بفتح رجله، وشعر بالإهانة كما لم يشعر بذلك من قبل. شعر بأنهم سينشرون الأفلام التي صوروها، وفي النهاية أخذوه إلى الزنزانة. وجبة المساء تضمنت قطعة جبن بيضاء وقطعة خبز. ووجبة الغداء في اليوم التالي أزعجته تماماً. الجنود قاموا بوضع 4 صحون في زوايا الغرفة الأربع، والمعتقلون الثمانية طلب منهم الركوع والأكل من هذه الصحون بأيديهم. المشهد كان يشبه قطط الشوارع. الأكل كان يشمل العصيدة غير الواضحة وغير القابلة للأكل. وفق قوله ربما هذا كان خليطاً من بقايا طعام الجنود. سأل ما هذا الشيء الأبيض. قالوا له هذه بيضة. عميرة لم يأكل. في اليوم التالي نُقل إلى سجن عوفر، وهناك جرى التحقيق معه حول المنشورات التي قال الجنود إنه رفعها، لكنه نفى ذلك. «لا يوجد على صفحتي في (فيسبوك) أي شيء يؤيد العنف»، قال. المنشورات تضمنت التماهي مع مصير سكان غزة. «مبروك، قال لي المحقق. أنت ستذهب إلى الاعتقال الإداري»، هكذا حكم عليه مدة 4 أشهر سجن من دون محاكمة. ووفق معرفته من دون أدلة أيضاً. «كنت في عوفر في السابق، لكن الأمر لم يكن هكذا في أي يوم». خليط بين أيام حرب مسموح فيها بالتنكيل بالفلسطينيين في كل مكان، وبين يدي مصلحة سجون تابعة لإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي). عميرة قرر عدم معارضة أي شيء بعد ذلك كي يبقى على قيد الحياة». وقد نقلت الصحيفة تعليق المتحدث بلسان مصلحة السجون فقال: «نحن لا نعرف عن الادعاءات التي جرى ذكرها. ووفق معرفتنا هي غير صحيحة. في حالة تقديم شكوى منظمة فإنه سيجري فحصها من قبل الضباط المناسبين». وقال متحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: «المشبوه اعتُقل بتهمة التحريض والنشاط في منظمة معادية في 18 ديسمبر. في جلسة المحكمة العسكرية التي ناقشت طلب النيابة العسكرية تمديد اعتقاله، طرح المشبوه ادعاءات ضد سلوك الجنود معه أثناء الاعتقال. الادعاءات ما زالت قيد الفحص».

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,680,057

عدد الزوار: 6,960,961

المتواجدون الآن: 78