حرب غزة، فتحت باب التسوية على مشهد مجزرة دموية..!!..

تاريخ الإضافة الجمعة 13 تشرين الأول 2023 - 11:28 ص    عدد الزيارات 827    التعليقات 0

        

حرب غزة، فتحت باب التسوية على مشهد  مجزرة دموية..!!..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

تدافعت دول العالم الغربي، وغيرها من الدول، للاعلان عن التضامن مع الكيان الغاصب، كما الى تقديم المساعدات العسكرية، معتبرةً اسرائيل الدولة المعتدى عليها...؟؟ وانها بحاجة لكل الدعم المطلوب، حتى ان وزير خارجية الولايات المتحدة، (بلينكن) قدم نفسه خلال زيارته اسرائيل، على انه مواطن يهودي اكثر منه وزيراً لخارجية الولايات المتحدة.. واكد ان الولايات المتحدة ستبقى الداعم الاساسي لهذا الكيان.. وهنا نتوقف عند التالي:

  • اطلقت حركة حماس معركتها ضد اسرائيل، لفتح ثغرة في جدار الجمود السياسي الذي خيم على المنطقة مع وصول اليمين المتطرف الى السلطة في اسرائيل..
  • كان لا بد من مواجهة الغطرسة الاسرائيلية المتمادية، والتي استهدفت الوجود الفلسطيني في اراضي عام 1948، والاراضي المحتلة عام 1967، ومحاولة الاستيلاء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الاقصى والتلويح بهدمه ومنع المسلمين من الصلاة فيه او تقسيمه جغرافياً وزمانياً..
  • كذلك لا بد من الوقوف عند الاشارات التضامنية التي اطلقتها ايران وحزب الله، والتي اكدت فيها على ان الصراع مع الكيان، يتطلب (وحدة الساحات)..مما يعني ان جبهة المواجهة ممتدة من غزة الى باب المندب في اليمن، ومن الضفة الغربية الى طهران عبر دمشق وبغداد مروراً بجنوب لبنان وحارة حريك..

المعركة المشتعلة لها دلالاتها.. واشاراتها..المقلقة..وهي التالية:

  • التضامن الدولي مع الكيان الاسرائيلي، دفعها الى اعلان الحرب، والتلويح بل التصريح بأن قرارها هو تغيير جغرافيا المنطقة وخاصةً في قطاع غزة..
  • قرار صهيوني بتدمير حركة حماس والغاء دورها في قطاع غزة، والبحث عن قوة بديلة تتحمل مسؤولية القطاع، سواء السلطة الفلسطينية، او سواها، بالتعاون مع مصر وبرعايتها واشرافها..
  • تهدف العملية العسكرية الاسرائيلية التدميرية، الى جعل منطقة مدمرة بالكامل، تكون منطقة عازلة بين حدود غزة، مع فلسطين المحتلة، تجنباً لاية عملية عسكرية مشابهة للتي جرت على يد حركة حماس..
  • الطلب الى اكثر من مليون مواطن فلسطيني مغادرة جنوب القطاع الى مناطق اكثر امناً.. اي تهجير منهجي تحت تهديد القصف الجوي..؟؟
  • توسيع قطاع غزة ضمن الاراضي الفلسطينية في شبه جزيرة سيناء، وهذا ما رفضته مصر بوضوح وعلانية، ولكن هناك من يستفيد ويستغل الازمة المالية المصرية، واخرها وقبل المعركة، كان الضغط الاميركي بوقف المساعدات العسكرية عن مصر، وكذلك تخفيض الائتمان المالي المصرفي..بما يسبب صعوبات على مصر للاستدانة بفوائد منخفضة او لآجال طويلة..
  • لم يتم فتح جبهة لبنان اي شمال الكيان لتخفيف الضغط عن جيهة غزة، كما تم الحديث سابقاً مرات عديدة ومتكررة، والمناوشات التي جرت بين حزب الله والجيش الصهيوني، كانت محدودة، واكدت لاسرائيل ان حزب الله غير مستعد لخوض حربٍ من اجل تخفيف الضغط عن غزة..اعطى اسرائيل مساحة من الطمأنينة لانهاء معركتها في غزة براحة كاملة..
  • اكد اعلان قاآني قائد فيلق القدس ان حزب الله لن ينخرط في حربٍ شاملة في المنطقة انطلاقاً من لبنان..
  • وكذلك اعلان الخامنئي ومن ثم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ان ايران لا علاقة لها بالحرب او بالعملية العسكرية التي اطلقتها حركة حماس، وبالتالي كل كلام خلاف ذلك وعلى مستويات متدنية من حماس او غيرها، لا قيمة له..
  • اتصال ابراهيم رئيسي بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وابلاغه استعداد ايران بالمشاركة في اي جهد اسلامي لحل القضية الفلسطينية والحرب على غزة.. وكانه يطلب من المملكة ان تكون وسيطاً مع الولايات المتحدة..؟؟؟
  • اندفاع الاسطول الاميركي والبريطاني واستنفار اسطول حلف الناتو في البحر المتوسط..اعطى مؤشراً قوياً الى حجم التضامن والاستعداد للحرب الى جانب اسرائيل ضد كل من يحاول مواجهتها..كما قال الرئيس الاميركي بايدن بوضوح..
  • غابت الجبهة السورية عن المواجهة التي كانت موعودة باستمرار ويتم التهويل بها باستثناء بعض القذائف الاستعراضية..
  • وتم ترجمة الهدوء على الجبهة السورية، بقصف مطاري دمشق وحلب، ومنع وزير خارجية ايران (عبد اللهيان) من هبوط طائرته في سوريا وزيارة بشار الاسد في دمشق، دون اي رد فعل من سوريا او ايران...؟؟؟؟؟
  • في نفس الوقت اعلنت سوريا طرد مندوبي الحوثي اليمنيين من دمشق وتسليم السفارة اليمنية الى ممثلي الشرعية اليمنية.. في رسالة واضحة تشير الى بداية تملص بشار الاسد من محور طهران العاجز عن دعمه مجدداً وبعد ان استنفذ الاسد كل الدعم الممكن.. ورسالة الى الغرب والعرب انه على استعداد للتحول..؟؟؟
  • عادت الولايات المتحدة الى حجز الاموال الايرانية التي افرج عنها، من كوريا الجنوبية الى المصارف القطرية، بالتوافق والتفاهم مع دولة قطر، مما يؤشر الى مزيد من الضغط على النظام الايراني..؟؟

الدروس المستفادة:

  • ان قرار الحرب يجب ان يكون مدروساً على مستوى الاهداف والتداعيات.. والنتائج..
  • توسيع شبكة العلاقات السياسية، بحيث يتم تامين شبكة آمان تخدم الاهداف المطلوب تحقيقها وانجازها..
  • أن لا تخدم الحرب فريقاً أخر، لا يعنيه من الحرب الا تطوير نفوذه الاقليمي او حضوره الدولي على حساب الدم الفلسطيني والعربي..
  • الاعلان عن اهداف هذه المعركة بكل وضوح، وتشكيل فريق سياسي لزيارة الدول المعنية لفهم اسباب المواجهة حتى لا يقال انها حرب عبثية..
  • القدرة على اتخاذ قرار انهاء الحرب، وان يبقى هذا القرار بيد الفريق المبادر، وهو حماس، حتى لا يصبح وقفها بيد العدو الذي يستفيد من التضامن الدولي الظالم..
  • عدم الركون او الاعتماد على تحالفات غير مضمونة، من حيث الاداء والالتزام، وهذا ما شهدناه مع غياب الالتزام بشعار (وحدة الساحات).. والذي تبين حالياً ان المطلوب من استراتيجية وحدة الساحة هو حماية نظام طهران في حال تم الهجوم على ايران من اي طرفٍ كان..وليس الدفاع عن غزة والضفة الغربية والشعب الفلسطيني.. وهذا ما اكده مسؤول ايراني رفيع حين قال ان اي عدوان على طهران سيؤدي الى فتح جبهات اليمن والعراق وسوريا ولبنان..؟؟؟؟
  • على حركة حماس كما باقي فصائل المقاومة الفلسطينية، ان تعيد النظر باستراتيجيتها الحالية، وان ترسم تصورها للمرحلة المقبلة بناءً على المعطيات المتوافرة والمستجدات المتوقعة..

الخلاصة:

  • الوحدة الفلسطينية من الاهمية بمكان وفوق كل اعتبار
  • الانفتاح على العالم العربي والاسلامي، وتقديم صورة واضحة عن المعاناة التي يعيشها شعبنا في فلسطين لدول المجتمع الدولي..
  • عدم الانخراط في تحالفات ومحاور اقليمية دينية وقومية، لا تسعى الا لخدمة مشروعها واستراتيجيتها..
  • من الواضح الان، ان المجتمع الدولي والكيان الصهيوني اصبح يدرك ان لا امكانية للاستقرار في المنطقة دون تسوية القضية الفلسطينية..
  • إن آمن المنطقة لا يمكن ان يستقر وهناك بيئة ومجتمع وشعب محاصر دون ان يحرك العالم باسره ساكناً او يتدخل لحل هذه المشكلة الانسانية..

لذلك يبدو ان التوجه الدولي والعربي، هو للعمل على حل القضية الفلسطينية، لوقف نزيف المواجهات، والحد من التطرف الصهيوني الذي يستولد رد فعلٍ فلسطيني وعربي في المقابل، والحل الامثل هو في حل الدولتين الذي لا يمكن تجاوزه، حتى يستطيع الشعب الفلسطيني ان يحظى بعيشٍ لائق في فلسطيني كما خارجها..

ولكن كما يبدو فان مشروع تمدد او توسيع قطاع غزة، في اراضي شبه جزيرة سيناء، على حساب الاراضي المصرية، يبدو انه يحظى بقبول لدى بعض الاطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة راعية وداعمة هذا المشروع، باعتبار انه يشكل الحل البديل للدولة الفلسطيني ونقلها من الضفة الغربية الى سيناء.. ولكن هذا المشروع في حال تنفيذه بقوة السلاح والحرب والاستنزاف التدميري والدموي، الذي نراه في غزة والضفة الغربية اليوم، سيكون حلاً مؤقتاً وسوف يتسبب يمزيد من المواجهات المستقبلية وقد تكون اكثر دموية..

وشعار القضاء على حركة حماس او اضعافها الذي اطلقته اسرائيل والولايات المتحدة، قد يؤدي الى قيام تنظيم آخر او مجموعة أخرى في مرحلة مقبلة لقيادة المواجهة، وليس مهماً ماذا سيكون اسمها حينذاك..؟؟

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,501,546

عدد الزوار: 6,953,157

المتواجدون الآن: 80