أضواء على حقبة مظلمة..

تاريخ الإضافة الجمعة 5 حزيران 2009 - 4:41 م    عدد الزيارات 1471    التعليقات 0

        

في الذكرى الرابعة لانسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، نستذكر أهم حقبات هذا الوجود العسكري في لبنان، والذي إستمر لما يقارب الثلاثين عاماً، وذلك بالاقتصار على مشاركته المباشرة في الكثير من "الحروب اللبنانية"، دون تلك التي قامت بها بعض الميليشيات اللبنانية بالنيابة.
يرى الكاتب تيودور هانف في كتابه "لبنان: تعايش في زمن الحرب" أنه "لم تعمل سوريا لتسهيل سيطرة الدولة اللبنانية على منظمة التحرير، ولا لمساعدة منظمة التحرير في السيطرة على الدولة اللبنانية، بل عملت لفرض سيطرتها ونفوذها على الفريقين عبر "توازن الضعف في لبنان". هذا التحليل يثبته غياب أيّة رؤية استراتيجية لإقامة التحالفات في الساحة اللبنانية، فقد عمل السوريون على تغيير دوري لاتجاه بنادق قواتهم العسكرية على أساس فلسفة "فرّق تسُد" التي أحسنوا اقتباسها عن الأتراك العثمانيين، بهدف الحفاظ على الفوضى التي تستدعي بقاءهم في لبنان.... عند بدء الحرب الأهلية اللبنانية، أعلن السوريون تخوفهم من تقسيم لبنان، وصرّح وزير الخارجية السوري يومها عبد الحليم خدام، باسم النظام في دمشق، بأن سوريا لن تتسامح إطلاقاً مع تقسيم لبنان، وإذا حصل ذلك فإنها ستضمّ كل لبنان إليها "كما كان تاريخياً"!
قبيل دخول القوات العسكرية السورية الرسمية الى لبنان، وبالتحديد  في 20 كانون الأول 1975 ، عبر الحدود إلى لبنان ثلاثة آلاف من جنود لواء اليرموك التابع لجيش التحرير الفلسطيني المرابط في سوريا والمؤتمر بأوامر ضباط سوريين، وحاصروا مدينة زحلة البقاعية، ثم قصفوها بالمدفعية بهدف منع محاولة الميليشيات المسيحية تصفية معارضيها في المنطقة. كذلك دعمت منظمة "الصاعقة" ذات ارتباطات السورية، وجيش التحرير الفلسطيني، مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في إسقاط قريتي الدامور والجية المسيحيتين. وبعد قرار منظمة التحرير الفلسطينية، وجيش لبنان العربي، والحركة الوطنية تشكيل قوات مشتركة في آذار 1976 وهجومها على بعبدا، ساندت وحدات من منظمة الصاعقة وجيش التحرير الفلسطيني، بأوامر من الحكومة السورية، الجنود المسيحيين المرابطين في ثكنة الفياضية في التصدي للهجوم، كما مارست الضغوط على كلٍ من كمال جنبلاط وياسر عرفات للحؤول دون الحسم العسكري على حساب الأطراف المسيحية، وذلك بحجة عدم استدراج إسرائيل للمعركة، وخوفاً من تشكّل حالة لبنانية مستقلة عنها تماماً.
قطعت سوريا إمدادات الأسلحة عن منظمة التحرير الفلسطينية وعن الحركة الوطنية، ولكن القرار السوري لم يمنع هذين الطرفين من مواصلة إطلاق النار والزحف باتجاه المناطق المسيحية. فبدأت سوريا تعدّ لعملية عسكرية في لبنان بالتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية. وبدأ التدخل العسكري السوري على مراحل متدرجة تزامنت مع مفاوضات سياسية مع الفرقاء اللبنانيين. ففي بداية نيسان 1976 عبرت قوات نظامية سورية الحدود وتمركزت في سهل البقاع، وضغطت من أجل انتخاب الرئيس اللبناني الياس سركيس قبل ستة أشهر من انتهاء ولاية سلفه الرئيس سليمان فرنجية.
لم تتقارب مواقف الحركة الوطنية مع متطلبات السياسة السورية، فأرسلت سوريا وحدات عسكرية جديدة عبرت الشمال نحو مدينة طرابلس، وعبرت جزين نحو مدينة صيدا، ووصلت الى وسط لبنان مروراً بطريق دمشق- بيروت. فبدأت حرب سورية فلسطينية أسفرت عن تحطيم القوى العسكرية المؤتمرة بالأوامر السورية في لبنان وتصفية منظمة الصاعقة التابعة لسوريا، بشكل شبه تام.
 

للإطلاع على الملف اضغط هنا

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,301,320

عدد الزوار: 6,944,699

المتواجدون الآن: 68