اليمن ينقسم إلى شارعين.. و"جمعة الرحيل" تقابلها "جمعة التسامح"

صالح: تسليم السلطة لأياد أمينة

تاريخ الإضافة الأحد 27 آذار 2011 - 7:21 ص    عدد الزيارات 2873    القسم عربية

        


انقسم اليمن أمس إلى شارعين: في ساحة أمام قصر الرئاسة خاطب الرئيس علي عبدالله صالح في ما اطلق عليه "جمعة التسامح" حشوداً كبيرة من مؤيديه، اكد فيها انه "ثابت" في وجه الاحتجاجات المطالبة برحيله رغم انه مستعد "لتسليم السلطة الى اياد امينة.. لا الى اياد حاقدة وفاسدة ومتآمرة"، وذلك بعد يوم من فشل لقاء عقده مع اللواء "المنشق" علي محسن الاحمر في نزع فتيل الازمة.
وفي المقابل، احتشد آلاف اليمنيين المؤيدين للمعارضة في ساحة التحرير، في ما اسموه "جمعة الرحيل"، حيث يعتصمون منذ أسابيع، للمطالبة بتغيير النظام. كما شهدت مدن اخرى تظاهرات مناهضة للرئيس اليمني.
ويواجه الرئيس اليمني حركة احتجاجية متصاعدة منذ نهاية كانون الثاني (يناير) تطالب بانهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. واعلن عشرات الضباط انضمامهم الى "ثورة الشباب" بينهم اللواء الاحمر الذي يعتبر احد اهم اعمدة النظام.
وقال علي عبد الله صالح امام حشود كبيرة مؤيدة له في صنعاء "نحن معكم، ثابتون ثابتون (...) وصامدون امام كل التحديات". واضاف فيما كانت الحشود تهتف "الشعب يريد علي عبد الله صالح"، ان "هذا استفتاء شعبي على الحرية والديموقراطية والشرعية".
ووصف الرئيس اليمني في كلمته بعض المعارضين له بـ"المغامرين والمتآمرين"، قائلا ان هؤلاء "يريدون ان يحصلوا على السلطة فوق جماجم الشهداء والاطفال".
واكد بعد اسبوع على مقتل العشرات في صنعاء "لسنا بحاجة الى السلطة لكننا بحاجة الى تسليم السلطة الى اياد امينة (...) لا الى اياد حاقدة وفاسدة ومتآمرة".
وتابع "لا يمكن ان تسلَّم السلطة الى قلة قليلة"، متوجها الى المحتشدين بالقول "انتم الذين تستلمون السلطة".
ورد المعتصمون في ساحة التحرير على كلمة صالح الذي سبق ان اعلن موافقته على مغادرة السلطة قبل نهاية 2011، ببيان حددوا فيه "مطالب الثورة الشبابية السلمية".
وطالب هؤلاء "بتنحي الرئيس من منصبه وعزل ابنائه وابناء اخيه من القيادات والوحدات العسكرية والامنية".
كما دعوا الى تشكيل "مجلس وطني انتقالي (...) ولجنة من ذوي الخبرة والتخصص لصياغة دستور جديد يقوم على النظام البرلماني ويتم الاستفتاء عليه في فترة لا تتخطى الثلاثة اشهر". ودعوا ايضا الى "بناء دولة مدنية حديثة قائمة على المشاركة السياسية وتداول السلطة".
وجاءت كلمة صالح بعدما اخفق لقاء عقد مساء الخميس بينه وبين اللواء علي محسن الاحمر في التوصل الى حل للازمة في البلاد، بحسب ما افادت مصادر سياسية وكالة فرانس برس.
وقالت المصادر القريبة من الطرفين ان صالح والاحمر "التقيا مساء الخميس (...) في محاولة لرأب الصدع ومنع انشقاق المؤسسة العسكرية وبحث آليات تسليم السلطة".
وتابعت المصادر ان "اللقاء اخفق في نزع فتيل الازمة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين".
وكان مئات آلاف اليمنيين احتشدوا منذ الصباح في صنعاء للمشاركة في صلاة الجمعة ضمن تجمعين منفصلين للمعارضين والمؤيدين للرئيس بعد اسبوع على مقتل 52 محتجا.
وتجمع المعارضون لصالح في ما اطلقوا عليه "جمعة الرحيل" في ساحة امام جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ 21 شباط (فبراير)، فيما احتشد مناصرو النظام في ساحة قريبة بدعوة من الرئيس.
ونصب الجيش وناشطون معارضون حواجز عند مداخل ساحة التجمع قرب الجامعة، حيث قاموا بتفتيش الداخلين الى مركز الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ كانون الثاني (يناير).
وعلى بعد نحو اربعة كيلومترات نصبت الشرطة حواجز عند مداخل التجمع المؤيد للرئيس اليمني.
واطلق الجيش اليمني المؤيد للاحمر عقب انتهاء كلمة صالح الرصاص في الهواء لوقت قصير لمنع انصار النظام من الاقتراب من المحتجين في صنعاء، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في المكان.
وفي جنوب اليمن، تظاهر عشرات الالاف في عدة مدن جنوبية عقب صلاة الجمعة للمطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح ورفض قانون الطوارئ.
وخرج الآلاف من مساجد الشيخ عثمان وخور مكسر وكريتر ودار سعد والمعلا والمنصورة الى ساحة التغيير في احياء مدينة عدن مرددين شعارات منها "يا للعار يا للعار سلمية تضرب بالنار" و"الحزب الحاكم باطل" و"الشعب يريد محاكمة السفاح".
وقال شهود في عدن ان عشرات الآليات العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهوري تحيط بحي فتح حيث مقر القصر الرئاسي تحسبا لاي "زحف للمتظاهرين المناوئين للنظام".
وفي مدينة الحوطة في محافظة لحج، تظاهر الآلاف بعد اداء الصلاة في ساحة التحرير ونزلوا الى الشوارع مرددين هتافات "الشعب يريد اسقاط النظام" و"يا حمادة قول لأبوك الكرسي مش حق ابوك".
اما في محافظات شبوة وحضرموت، فجرت تظاهرات مماثلة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس أن صالح يعمل مع اللواء الأحمر على وضع اتفاق يترك بموجبه الاثنان منصبيهما في غضون أيام للسماح بتشكيل حكومة انتقالية مدنية.
لكن أحمد الصوفي، وهو متحدث باسم صالح، نفى ما جاء في التقرير لكنه قال إن الرئيس اليمني عقد اجتماعات على مدى اليومين المنصرمين مع محسن. وقال الصوفي إن محسن أوضح السبب الذي جعله يقدم على ما فعل، وطلب ضمانات على ألا يتخذ إجراء ضده.

(أ ف ب، رويترز)


المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,146,606

عدد الزوار: 6,980,509

المتواجدون الآن: 67