أخبار لبنان..رسالة أميركية للإبتعاد عن الإنغماس بالمواجهات الكبرى..أكثر من 65 نائباً يتآمرون على الإستحقاق البلدي..غارات إسرائيلية تستهدف مجمعا عسكريا لحزب الله جنوب لبنان..لبنان لن يسكت عن الاعتداءات ويتشدد مع اللاجئين السوريين..مسؤولون لبنانيون يشيرون لتورط إسرائيل في قتل محمد سرور..«فرقة إعدام» إسرائيلية في بيت مري..لبنان على توجُّسه من تداعياتِ «لكمة» طهران لتل أبيب..لبنان يتشدد في تنظيم النزوح السوري..انتخاب الرئيس ينتظر ما بعد الردّ الإيراني أيضاً..الحكومة اللبنانية تطلق البحث عن تمويل لإعادة إعمار الجنوب..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 نيسان 2024 - 3:20 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


رسالة أميركية للإبتعاد عن الإنغماس بالمواجهات الكبرى..

حزب الله يستبق عودة الخماسية بإشتراط حوار يرعاه برّي.. و4 جرحى من جنود الإحتلال بكمين داخل الحدود..

اللواء..في أول يوم عمل بعد عطلة عيد الفطر السعيد، عادت العجلة السياسية، باتجاه محطات لعمل المؤسسات، ففي حين ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال جلسة تشاورية للوزراء، على ان يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم الجمعة في 26/4/2024، دعا الرئيس نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب لعقد اجتماع غداً للبحث في عقد جلسة تشريعية، مع تحديد جدول الأعمال،على ان يكون درس اقتراح قانون تمديد العمل بالمجالس البلدية والاختيارية لمدة عام، وهو التمديد الثاني، وسط معارضة من حزب «القوات اللبنانية»، على أن يتولى نائب شمالي إعداد صفة التمديد (ويتردد انه النائب جهاد الصمد). مع العلم أنه وفي خطوة تتعلق بالانتخابات البلدية والاختيارية، وقّع مولوي قراراً بدعوة الهيئات الانتخابية في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار لانتخاب اعضاء المجالس البلدية والاختيارية في 19 ايار 2024.

السياسة المتحركة

وفي الشأن السياسي، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من موعد محدد لاستئناف الحراك في الملف الرئاسي، وهذا متوقف على مسعى اللجنة الخماسية مع العلم أن سفراء اللجنة يواصلون جولاتهم على القيادات اللبنانية. ورأت هذه المصادر أن لا شيء جديداً على الضفة الرئاسية في مجال إحراز أي تقدم، لأن الأمر متروك للمشاورات بشأن طرح الخيار الثالث، مشيرة إلى أنه من السابق لأوانه الدخول في توقعات المواقف الجديدة لاسيما ان سلسلة تطورات سجلت منذ الحراك الأخير للجنة الخماسية. واوضحت المصادر نفسها أن هذا الخيار لا يزال يستدعي توافقاً من القوى السياسية، خصوصا أن اللجنة تعمل على خطوة النقاط المشتركة، ولفتت إلى أن العمل قائم في المرحلة المقبلة لجلاء مشهد هذا الإستحقاق والى اين سيرسو، وهل أن المناخ يساعد على إجراء الانتخابات الرئاسية. الى ذلك فُهم أن اللقاء التشاوري في السراي الحكومي رتب الأجواء من أجل عرض ملفات تتصل والنزوح السوري والامن الاجتماعي، فيما كان واضحا أن حضور وزراء التيار الوطني كان لتسجيل رسالة حول حضور التيار ومواكبته التطورات الراهنة وعدم بقائه بعيدا عنها. لكن مصادر معارضة سألت عن مغزى حضور الاجتماع ومقاطعة مجلس الوزراء، وهل أن هناك نية للعودة عن هذه المقاطعة.

ميقاتي لعدم استباحة الأجواء

وفي الاطار المتعلق بمتابعة مجريات ما يجري على جبهة التهديدات والرسائل الاقليمية والدولية في ضوء المجابهة الاخيرة بين ايران واسرائيل، نُقل عن الرئيس ميقاتي قوله: لسنا دعاة حرب الا ان الاعتداءات الاسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل بأن تستباح اجواؤنا.

جونسون في عين التينة

وفي السياق الدبلوماسي، زارت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت ليزا جونسون رئيس مجلس النواب، وبحثت معه في الوضع في الجنوب، في ضوء تطورات الحرب بعد الرد الايراني على استهداف القنصلية الايرانية بدمشق. وكتب المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين عبر منصة (أكس):«سررت باستقبال الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان،في البيت الأبيض.والتعاون ضروري فيما نعمل جميعاً من أجل تفادي التصعيد،وضمان الاستقرار السياسي والأمني،والازدهار في لبنان.

تحرك الخماسية

وفي دوحة الحص، يعقد سفراء اللجنة الخماسية العربية - الدولية، وبدعوة من السفير المصري علاء موسى، اجتماعاً اليوم، مع عدد من رؤساء الكتل النيابية والمستقلين، على ان تستكمل بدورة جديدة من اللقاءات مع القيادات السياسية، ومنهم المرشح الرئاسي سليمان فرنجية غداً الاربعاء، وبعده في زيارة الى النائب جبران باسيل يرجح ان تغيب عنها السفيرة الاميركية، ثم بعد ذلك زيارة الى مقر كتلة الوفاء للمقاومة للاجتماع مع رئيسها النائب محمد رعد، بغياب السفيرة ليزا جونسون وربما ايضاً السفير السعودي وليد بخاري. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان السفيرة جونسون نقلت للمسؤولين، حرص حكومتها على عدم توسع رقعة الصراع في المنطقة بعد الهجوم الايراني على إسرائيل، واشارت الى الجهود والمساعي التي يبذلها المسؤولون في بلادها لتهدئةالاوضاع. واكدت بالمناسبة على دعم استقرار وأمن لبنان وبقائه بمعزل عن أي مواجهة تحصل في المنطقة، ولفتت إلى اتصالات أجرتها بلادها مع دول المنطقة بهذا الخصوص. وشددت المصادر على ان السفيرة الاميركية، عبرت عن رغبة الادارة الاميركية ودعمها، لتسريع الخطى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتولى مع حكومة جديدة، اعادة النهوض بلبنان ومواجهة الازمات والمشاكل التي يواجهها لبنان حالياً.

«الاعتدال»: عودة إلى التحرك

وفي اطار التحركات، زار وفد من تكتل الاعتدال الوطني النيابي، صاحب المبادرة النيابية كتلة الوفاء للمقاومة، والتقى مع رئيسها للمرة الثانية، حيث جرى التداول في ما هو مطلوب للانتقال الى الخطوات العملية، وإنهاء الشغور الرئاسي. وفُهم ان النائب رعد شجع على استمرار المبادرة، مشدداً على عقد مؤتمر او جلسات للحوار، مشترطاً ان يترأسها الرئيس بري.

وفد المعارضة إلى واشنطن

وفي التحركات باتجاه واشنطن، غادر إلى واشنطن وفد يمثل نواب قوى المعارضة وضم النواب: ميشال معوض عن كتلة تجدد، نديم الجميل عن كتلة الكتائب، جورج عقيص عن كتلة الجمهورية القوية ومارك ضو ووضاح الصادق عن كتلة تحالف التغيير. ويعقد الوفد خلال الأسبوع المقبل اجتماعات عدة في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ووزارة الخزانة، والكونغرس، ومراكز دراسات، وصندوق النقد الدولي، ومع مجموعات لبنانية أميركية بهدف إيصال وجهة نظر المعارضة في ملفات عدة أهمها وضع الحرب في جنوب لبنان وغزة في ظل خطر توسعها، ملف رئاسة الجمهورية، وملف النزوح السوري. وفي السياق، توجّه رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، بدعوة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الى العاصمة الأميركية واشنطن، للمشاركة في اجتماعات الربيع  «Spring meetings”، حيث ستكون له اجتماعات مع المعنيين بالملف اللبناني. الزيارة التي ستستمر لأيام عدة، ستتخللها لقاءات سياسية ومالية. اذ ستكون لكنعان اجتماعات مع الإدارة الأميركية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية ووزارة الخزانة الأميركية، والكونغرس، بالإضافة الى لقاءات مع الجالية اللبنانية.

الأشغال بالجهوزية الغذائية

وفيما كشف وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري ان المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة متوفرة لمدة 3 اشهر فقط، اجتاز لبنان قطوعاً يتعلق بالمحروقات، لكن رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شمالي قال لـ«اللواء» ان الكميات المخزنة تكفي لـ15 يوماً، واذا حصل حصار بحري فالوضع سيختلف. أما ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا فقال لـ«اللواء» أن البنزين متوفر في المحطات ولا يوجد أي عوائق أو مشاكل في الوقت الحاضر،وإذا بقي السوق يعمل بشكل طبيعي فمخزون البنزين هو كافٍ لعدة أيام أو أسابيع حتى وفي الشركات المستوردة يوجد هناك بضائع،وفي البواخر في الشواطئ اللبنانية التي تفرغ أيضاً. وفي سياق مترابط، يتعلق بالنزوح السوري، كلّف لبنان قبرص بإبراز موقفه من قضية النزوح السوري في المؤتمر الذي يعقد غداً في بلجيكا للنظر في الموضوع، مع الاشارة الى ان مسألة النزوح غير مطروحة من زاوية اعادة هؤلاء الى بلدهم، وتقديم المساعدات لهم هناك. بالمقابل، رفض وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي اقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود، فلبنان ليس بلد لجوء، ولم يوقع على اتفاقية اللجوء عام 1951، كاشفاً ان السوريين الذين يحملون اقامات شرعية لا يتعدون الـ300 الف فقط، من اصل 2٫000٫000 سوري.

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدفت الطائرات الاسرائيلية بغارات بلدتي ميس الجبل وطير حرفا في جنوب لبنان، كما طال القصف المدفعي اطراف بلدات حانيت ورميش وعين ابل. وردّ حزب الله باطلاق صواريخ باتجاه موقع رويسات العمل في مزارع شبعا المحتلة، وذكرت المقاومة انها استهدفت انتشاراً لجنود العدو في حرش حايثا، بالاسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية. وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان أكدت على إيقاع قوة من لواء «غولاني» الإسرائيلي، في كمين بالعبوات الناسفة، «زرعه مجاهدوها بمنطقة تل إسماعيل في الأراضي اللبنانية، بعد متابعة دقيقة»، وفق بيان حزب الله، الذي جاء فيه: أنّه عند تجاوز قوة «غولاني» الحدود، ووصولها إلى موقع العبوات، تم تفجيرها بها، ما أدّى إلى وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الكمين قائلةً إنّه «على نحو استثنائي، أعلن حزب الله مسؤوليته عن حادث وضع العبوات، الذي أصيب فيه جنود من غولاني هذه الليلة (الليلة الماضية) عند الحدود مع لبنان». ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «4 جنود إسرائيليين أصيبوا في الكمين الذي نفذته المقاومة الإسلامية في لبنان». ووقع اشكال مع قوات الطوارئ الدولية في حي السلم، اذ عمد الأهالي إلى توقيف آلية لليونيفيل في حيّ السلم، بالضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن ضلّت طريقها في المنطقة. يذكر أنه في الفترة الأخيرة تزايدت الإشكالات بين عدد من أهالي قرى الجنوب وقوات اليونيفيل. وفي هذا الإطار، تشير المعلومات إلى أن وفداً من اليونيفيل قد التقى قبل أيام بمسؤولين عسكريين في الجيش اللبناني من أجل معالجة هذه المشاكل.

"الحزب" رئاسياً "ماسك واجب" مع فرنجية لكنه "يقبل غيره"

أكثر من 65 نائباً يتآمرون على الإستحقاق البلدي

نداء الوطن..عشية اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الذي دعا إليه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، صار واضحاً أنّ قرار «الثنائي الشيعي» بالتواطؤ مع «التيار الوطني الحر» هو الذهاب الى تأجيل استحقاق إجراء الانتخابات البلدية للمرة الثالثة على التوالي. وفي المقابل، علمت «نداء الوطن» أنّ «اللقاء الديموقراطي» النيابي الذي يترأسه النائب تيمور جنبلاط قرّر التريث في اتخاذ موقف الى ما بعد جلسة مكتب المجلس غداً. كما علمت أنّ تكتل «الاعتدال الوطني» قرر تأييد قرار التمديد إذا ما طرحه بري على التصويت في الجلسة النيابية المقبلة، اذا انعقدت. وكتب النائب وضاح الصادق على منصة «اكس»: «هل يدفع التيار ثمن 3000 صوت من الثنائي لمرشحه في نقابة المهندسين بتأمين نصاب جلسة تأجيل الانتخابات البلدية للعام الثاني على التوالي؟ المرحلة المقبلة ستكشف عن الثمن المقبوض». وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أصدر أمس بياناً لفت فيه الى «أنّ محور الممانعة وحلفاءه، وبالأخص «التيار الوطني الحر» لا يريدون انتخابات بلدية في لبنان وحتى إشعار آخر. إنّ البلديات هي السلطات شبه الوحيدة التي ما زالت قائمة لتلبية حاجات المواطن الذي يلجأ إليها في السراء والضراء»، لكنه دعا «الكتل والنواب جميعاً، وبخاصة «التيار الوطني»، إلى عدم المساهمة في التمديد الجديد». ومن التواطؤ لتطيير الاستحقاق البلدي، الى المحاولات الجارية لإستنقاذ الاستحقاق الرئاسي المؤجل منذ تشرين الثاني عام 2022. فقد علمت «نداء الوطن» من مصادر ديبلوماسية أنّ «حزب الله» الذي سيكون أحد الأطراف الرئيسية في انجاز الاستحقاق الرئاسي، مستعد للمضي في انتخاب مرشح يحظى بموافقته غير مرشحه المعلن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ووفق هذه المصادر سيأتي هذا المخرج عندما يحين أوانه بالذهاب الى جلسة اقتراع يبقى فيها «الحزب» على موقفه المؤيّد لفرنجية، ولو أدى ذلك الى وصول مرشح آخر في الجلسة نفسها. وفي سياق متصل، من المقرر أن يستضيف السفير المصري في لبنان علاء موسى اليوم في دارته في دوحة الحص اجتماعات سفراء «الخماسية»، تحضيراً لاستئناف اللجنة جولتها على الكتل النيابية. وتشمل الجولة بدءاً من الغد، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، فسليمان فرنجية، ثم تكتل «الاعتدال». بعد ذلك تلتقي اللجنة الخميس كتلة «الوفاء للمقاومة» من دون مشاركة السفيرة الأميركية ليزا جونسون والسفير السعودي وليد البخاري. ثم تجتمع خلال الأيام المقبلة برئيس «التيار الوطني» جبران باسيل في غياب السفيرة الأميركية التزاماً منها بعقوبات الخزانة الأميركية عليه. وعلمت «نداء الوطن» أنّ اللقاء أمس بين تكتل «الاعتدال الوطني» وكتلة «الوفاء للمقاومة»، تخلله جواب «حزب الله» على المبادرة الرئاسية التي طرحها «الاعتدال». ووصفت مصادر مطلعة الجواب بأنه «ايجابي في الشكل وسلبي في المضمون»، إذ أكد «الحزب» على «الحوار شرط حصوله برئاسة الرئيس نبيه بري»، وهذا ما لا يوافق عليه حزب «القوات اللبنانية» والمعارضة السيادية، وبالتالي أعاد «حزب الله» الطابة الى ملعب بري وأعاد البحث الرئاسي الى نقطة الصفر. وسيلتقي «الاعتدال» بري للبحث في جديد المواقف، خصوصاً أنّ ثمة اقتراحات مكتوبة وموافقات من بري على جوهر المبادرة.

غارات إسرائيلية تستهدف مجمعا عسكريا لحزب الله جنوب لبنان

يتبادل الطرفان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة

العربية.نت، وكالات.. أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام مساء اليوم الاثنين بأن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على بلدتي ميس الجبل وطير حرفا في جنوب لبنان. وأضافت الوكالة أن الغارات الإسرائيلية تسببت في أضرار جسيمة في عدد من المنازل والممتلكات، دون وقوع إصابات. وذكرت أن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي واصل التحليق فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وصولا إلى مشارف مدينة صور. وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفذت غارات في جنوب لبنان، وقال إنه قصف مجمعا عسكريا لحزب الله في ميس الجبل وإن مدفعيته ضربت هدفا كان يشكل تهديدا في مزارع شبعا بجنوب لبنان. ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي. وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين إصابة أربعة جنود جراء انفجار مجهول المصدر وقع الليلة الماضية في المنطقة الشمالية قرب الحدود مع لبنان. وفي وقت لاحق، قال حزب الله في بيان إن مقاتلين له فجروا عددا من العبوات الناسفة في ‏منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع إسرائيل عند تجاوز قوة ‏تابعة للواء غولاني الإسرائيلي للحدود. أكد حزب الله، الاثنين، إنه فجّر عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين بعدما تجاوزوا الحدود إلى داخل الأراضي اللبنانية، في أول خطوة من نوعها منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين على وقع الحرب في غزة، نقلاً عن فرانس برس. وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إصابة 4 جنود جراء انفجار مجهول المصدر وقع الليلة الماضية في المنطقة الشمالية قرب الحدود مع لبنان. وذكر الجيش في بيان أنه تم نقل الجنود المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن الحادثة قيد التحري، نقلا عن وكالة أنباء "العالم العربي". وإلى ذلك، قال إعلام لبناني، الاثنين، إن غارات إسرائيلية استهدفت أطراف بلدتي الضهيرة والناقورة جنوب لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن صفارات الإنذار دوت شمال إسرائيل. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس الأحد، أن طائرات مقاتلة قصفت موقعا مهما لتصنيع الأسلحة لجماعة حزب الله في منطقة النبي شيت بشرق لبنان، في حين أعلنت الجماعة مقتل أحد عناصرها من دون أن تكشف عن الملابسات. وأضاف الجيش أن القصف جاء ردا على إطلاق قذائف باتجاه شمال إسرائيل الليلة الماضية.

لبنان لن يسكت عن الاعتداءات ويتشدد مع اللاجئين السوريين..

الجريدة...تعهّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم، بعدم السكوت عن «الاعتداءات الإسرائيلية واستباحة الأجواء»، في وقت دعا وزير الداخلية بسام مولوي إلى التشدد في تطبيق القوانين على جميع النازحين السوريين. وحذّر ميقاتي، خلال لقاء تشاوري مع وزرائه، من أن إسرائيل تجرّ المنطقة إلى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه إلى هذا الأمر، ووضع حد لهذه الحرب. وقال: «لسنا دعاة حرب، ونضع هذه الاعتداءات برسم المجتمع الدولي ونقدّم دائماً شكاوى إلى مجلس الأمن، ومن خلال الاتصالات يتبين لنا كم أن للبنان أصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسّع حدة المواجهات». وأضاف: «مرّت على لبنان هذا الأسبوع حوادث أمنية كادت تتسع، لولا جهود الجيش والقوى الأمنية وجدية التحقيقات، وحكمة القيادات والمرجعيات والدعوات الى التعقل والتروي والاحتكام معا إلى الضمير، وهو المدخل الوحيد لتجاوز الأزمات». وأضاف: «مع تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين، لا بدّ من معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنية، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحيلولة دون أي تصرفات مرفوضة أساساً مع الإخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً». ودعا ميقاتي وزير الداخلية إلى التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين، والتشدد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين. ميدانياً، فجّر «حزب الله» عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين تجاوزوا الحدود، مما أسفر عن إصابة 4 منهم بجروح في منطقة الحدود الشمالية. وهذه أول مرة يتبنى فيها «حزب الله» تنفيذ عملية مماثلة منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين على وقع الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.

حزب الله يفجر عبوات ناسفة بقوة إسرائيلية حاولت تجاوز الخط الحدودي تابعة للواء غولاني.. ووقع أفرادها بين قتيل وجريح

الجريدة.. شينخوا ...فجّر حزب الله اللبناني اليوم الإثنين عدة عبوات ناسفة بقوة إسرائيلية حاولت تجاوز الخط الحدودي الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة في القطاع الغربي من جنوب لبنان. وأصدر الحزب بياناً جاء فيه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وبعد متابعة دقيقة وتوقع لتحركات قوات العدو زرع مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات الناسفة في منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة داخل الأراضي اللبنانية وعند تجاوز قوة تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم إلى موقع العبوات تم تفجيرها بهم مما أدى الى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح». وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء «شينخوا» إن أحد المواقع العسكرية التابعة للجيش اللبناني رصدت عند حوالي الساعة السابعة صباح اليوم انفجار ضخم بمحاذاة الخط الحدودي الفاصل بين لبنان والأراضي المحتلة تردد صداه في المناطق المجاورة. وأشارت إلى أن «الانفجار وقع قبالة بلدة الضهيرة اللبنانية في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية بجنوب لبنان». وتابعت المصادر «أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ في أعقاب ذلك 9 غارات جوية متتالية على 6 بلدات حدودية في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية بجنوب، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية 40 قذيفة بينها 15 فوسفورية على 10 بلدات في القطاعات الشرقي والأوسط والغربي من المنطقة الحدودية بجنوب لبنان». وأضافت «أن الغارات تسببت في إصابة 9 مدنيين وتدمير 6 منازل وأضرار بـ 20 منزلاً». وأشارت المصادر أيضاً إلى أن «عناصر من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وجمعية كشافة الرسالة الإسلامية توجهوا إلى المنازل المستهدفة مزودين بجرافات ورافعات وسيارات إطفاء وإسعاف وعملوا على رفع جانب من الأنقاض ونقلوا تسعة جرحى إلى مستشفى في مدينة صور غربي جنوب لبنان». وأكد مصدر طبي مسؤول في جنوب لبنان لـ«شينخوا»، «نقل عدة جرحى إلى أحد مستشفيات مدينة صور للعلاج». وتشهد الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة إطلاق نار وقصفاً متبادلاً بين حزب الله وفصائل مسلحة من جهة وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والاحتلال في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وأفضت المواجهات على الجانب اللبناني منذ الثامن من أكتوبر الماضي وحتى اليوم إلى استشهاد 418 شخصاً.

«حزب الله»: فجّرنا عبوات ناسفة في جنود إسرائيليين بعد تجاوزهم الحدود..

الراي.. قال «حزب الله» اللبناني، اليوم الاثنين، إنه فجّر عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين بعدما تجاوزوا الحدود الى داخل الأراضي اللبنانية، في أول تبن من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجانبين على وقع الحرب في غزة. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان من جهته عن إصابة أربعة من جنوده بجروح جراء «انفجار مجهول المصدر» لدى مزاولة نشاط في منطقة الحدود الشمالية، من دون أن يحدد ما إذا اجتازوا الحدود.

غارات إسرائيلية تستهدف بلدتين جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، مساء اليوم الاثنين، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على بلدتي ميس الجبل وطير حرفا في جنوب لبنان. وأضافت الوكالة أن الغارات الإسرائيلية تسببت في أضرار جسيمة في عدد من المنازل والممتلكات، دون وقوع إصابات. وذكرت أن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي واصل التحليق فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وصولاً إلى مشارف مدينة صور. وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفذت غارات في جنوب لبنان، وقال إنه قصف مجمعاً عسكرياً لـ«حزب الله» في ميس الجبل، وإن مدفعيته ضربت هدفاً كان يشكل تهديداً في مزارع شبعا بجنوب لبنان. ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم إصابة أربعة جنود جراء انفجار مجهول المصدر وقع الليلة الماضية في المنطقة الشمالية قرب الحدود مع لبنان. وفي وقت لاحق، قال «حزب الله»، في بيان، إن مقاتلين له فجروا عدداً من العبوات الناسفة في ‏منطقة تل إسماعيل المتاخمة للحدود مع إسرائيل عند تجاوز قوة ‏تابعة للواء «غولاني» الإسرائيلي الحدود.

مسؤولون لبنانيون يشيرون لتورط إسرائيل في قتل محمد سرور

وزير الداخلية اللبناني: المعطيات الأولية تؤكد أن الموساد وراء مقتل محمد سرور الذي تتهمه واشنطن منذ سنوات بتسهيل نقل أموال من إيران إلى حركة حماس

العربية نت...بيروت – فرانس برس.. أفاد وزير الداخلية اللبناني ومصدران قضائي وأمني أن المعطيات الأولية المتوافرة لدى السلطات تظهر أن الموساد الإسرائيلي يقف خلف مقتل محمّد سرور، الذي تتهمه واشنطن منذ سنوات بتسهيل نقل أموال من إيران إلى حركة حماس. وعُثر على سرور (57 عاماً) الثلاثاء الماضي مقتولاً برصاصات عدة داخل شقة في بلدة بيت مري المطلة على بيروت، بعد فقدان عائلته الاتصال به منذ الثالث من الشهر الحالي. وكان بحوزته مبلغ مالي لم يسرقه منفذو الجريمة. وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، خلال مقابلة مع قناة "الجديد" المحلية ليل الأحد، إن الجريمة "وفق المعطيات المتوافرة قد نفّذتها أجهزة مخابرات". ورداً على سؤال عما إذا كان الموساد، أجاب مولوي "نعم، المعطيات حتى الساعة تشير إلى هذا الأمر". وأكد مصدر قضائيّ لبناني لوكالة "فرانس برس"، الاثنين، أن "المعطيات كافة تفيد بأن الموساد الاسرائيلي يقف وراء جريمة قتل" سرور، موضحاً أن "التحقيق ما زال في بداياته، ويعمل على جمع الخيوط خصوصاً من داتا الاتصالات". وكان سرور، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني الأسبوع الماضي، يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في أغسطس/آب 2019 عقوبات على أربعة أفراد بينهم سرور. وقالت إنه كان "مسؤولاً عن نقل عشرات ملايين الدولارات سنوياً من فيلق القدس إلى كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس. وأشارت حينها إلى أنه "كان بحلول العام 2014 مسؤولاً عن كل التحويلات المالية" بين الطرفين ولديه "تاريخ طويل من العمل" لدى مؤسسة مالية تعمل لحساب حزب الله. ورجّح مصدر أمني لبناني بارز لـ"فرانس برس" الاثنين "استعانة الموساد بعملاء لبنانيين وسوريين لاستدراج سرور إلى فيلا في بيت مري"، حيث عثر عليه مقتولاً. وطالبت عائلة سرور الأسبوع الماضي الأجهزة الأمنية اللبنانية بـ"كشف الحقيقة"، محذّرة من "التعاطي مع الجريمة كحادثة عابرة". ومطلع مارس/آذار 2024، زار نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون آسيا والشرق الأوسط في مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية جيسي بيكر بيروت، حيث حضّ مسؤولون سياسيون وماليون لبنانيون على منع تحويل الأموال إلى حماس انطلاقاً من لبنان، حسبما أوردت تقارير صحافية. ولبنان وإسرائيل تقنياً في حالة حرب. وتعلن السلطات اللبنانية بين الحين والآخر توقيف عملاء وشبكات تجسس يعملون لصالح إسرائيل.

«فرقة إعدام» إسرائيلية في بيت مري

الاخبار..رضوان مرتضى .... 40 دقيقة من الاستجواب تحت التعذيب انتهت بالقتل

بات مؤكّداً أن الموساد الإسرائيلي اغتال الصرّاف اللبناني محمد إبراهيم سرور (٥٧ عاماً) بعد استدراجه إلى فيللا في منطقة بيت مري نهار الخميس في 4 نيسان الجاري. فقد حدّدت التحقيقات البصمة الأمنية للاستخبارات الإسرائيلية، وحصلت القوى الأمنية على صور لعدد من منفّذي العملية، وحدّدت عدداً ممن تعاونوا معهم لوجستياً، وبينهم سوريون ولبنانيون، من دون أن يعرفوا بالضرورة تفاصيل العملية. فيما ترجّح التقديرات الأمنية أن مجموعة الاغتيال غادرت لبنان خلال ٢٤ ساعة من تنفيذ العملية.وكشفت مصادر قضائية لـ«الأخبار» أنّ العملية استغرقت ٤٠ دقيقة بين دخول سرور إلى الفيللا وخروج المنفّذين منها، ما يشير إلى أنّ الهدف كان محدداً بالحصول على هاتفه الخلوي وكلمة المرور واستجوابه تحت التعذيب قبل قتله. وترجّح مصادر التحقيق أن الاستخبارات الإسرائيلية تشتبه في أن سرور مسؤول عن التحويلات المالية بين الحرس الثوري الإسلامي في إيران وحركات المقاومة في فلسطين. وأظهر تشريح الجثة إصابة سرور بتسع رصاصات في أنحاء مختلفة من جسده، من بينها إصابات في يديه ورجليه، ما يشير إلى أنّ من استجوبوه أطلقوا النار على أطرافه لإرغامه على الكلام وانتزاع معلومات منه قبل تصفيته. وعمد الجناة إلى وضع ملابس وقفازات ومسدسين من طراز «غلوك - 19» وكواتم صوت في أوعية مُلئت بالمياه وبمسحوق تنظيف لمحو البصمات الوراثية. وبعد تنظيف مسرح الجريمة من البصمات، نثروا مبلغ ٦٥٠٠ دولار فوق الجثة قبل أن يُغادروا، في ما يشبه «التعليمة» والتأكيد على أنّ الجريمة لم تكن بدافع السرقة، وإنما تدخل في سياق الحرب الأمنية بين إسرائيل ومحور المقاومة. وأُدرج سرور، مع ثلاثة آخرين، منذ آب 2019، على لائحة العقوبات التي تصدرها وزارة الخزانة الأميركية، بتهمة تسهيل نقل أموال من إيران وتقديمهم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي وغيره إلى «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس. ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، عمدت الاستخبارات الإسرائيلية إلى تصفية نحو عشرين صرّافاً داخل قطاع غزة، وضبط الأمن التركي خلايا للموساد كانت تنشط في جمع معلومات عن صرّافين يحوّلون أموالاً إلى قطاع غزة. وبيّنت التحقيقات أن سرور تلقى في الفترة الأخيرة اتصالاً من سيدة ادّعت أن اسمها زينب حمود، وأنها تنتظر حوالة مالية من العراق، طلبت منه إيصالها إلى منزلها في بيت مري بحجة أنها خضعت للتوّ لعملية جراحية. وبحسب مصادر مقرّبة من العائلة، فإن الضحية ارتاب بدايةً في الاتصال وفي كيفية حصول المدعوّة حمود على رقم هاتفه، و«ربما يكون سألها عن ذلك لاحقاً وأجابت بما بدّد شكوكه». وأفادت المصادر أن حمود اتصلت بسرور في إحدى المرات، وعندما أجابت ابنته أقفلت المتصلة الهاتف، قبل أن تستدرك وتتصل مرة أخرى لتسأل ما إذا كان الرقم يعود لسرور، فأجابت ابنته بالايجاب وبأن والدها ليس موجوداً. ولفتت إلى أن الضحية عمد في الأيام الأخيرة قبل مقتله إلى تثبيت كاميرا مراقبة قرب منزله لحماية دراجته النارية من السرقة، من دون أن يتأكد ما إذا كان ذلك حصل مصادفة أم بسبب تلقّيه تهديدات معينة أو ارتيابه بأمر ما. الأربعاء، في 3 نيسان، قصد سرور مع ابن شقيقه منطقة بيت مري لإيصال قيمة الحوالة. ولدى وصوله اتصل بحمود فطلبت منه الدخول، وعندما أبلغها بأنه برفقة ابن شقيقه، قالت له إنها ستستقبله عند باب الفيللا، وهو ما حدث. وقال ابن شقيق الضحية للمحققين إن حمود قابلتهما عند باب الفيللا، وكانت تتحدث بـ«لهجة بعلبكية»، وإنه كان واضحاً أنها لم تكن بمفردها. وفي اليوم التالي، تلقى سرور اتصالاً من حمود تبلغه فيه بوصول حوالة جديدة لإيصالها إليها. وبالفعل، توجه سرور وحيداً هذه المرة إلى بيت مري. وأظهرت التحقيقات أنّ هاتف الضحية وهواتف المنفّذين أُغلقت فور وصول الأخير إلى الفيللا، فيما نفت مصادر التحقيق ما تردد عن استخدام سرور هاتفاً ورقماً جديدين. وتشير تقديرات المحققين إلى أنّ عناصر الموساد أرادوا الحصول على هاتف الصرّاف وكلمة المرور وتفاصيل عن أشخاص يحوّل إليهم أموالاً. وكشفت التحقيقات أن عناصر المجموعة استأجروا الفيللا في بيت مري لمدة سنة مقابل 48 ألف دولار (أربعة آلاف دولار شهرياً)، وذلك عبر مكتب سمسرة أفاد صاحبه بأن «لهجة المستأجر سورية»، ولم يتبيّن أن لأصحاب الفيللا أيّ علاقة بالأمر. كما استخدم عناصر المجموعة في تنقلاتهم سيارة اشتروها بأغلى من سعرها بأربعة آلاف دولار. وفي إحدى المرات، تواصل «المستأجرون» مع مهندس إلكترونيات لسؤاله عن إمكانية تركيب كاميرا وجهاز لتحديد المواقع Gps داخل السيارة. وأبلغ المهندس المحققين أنه قابل سيدة «تتحدث بلهجة لبنانية»، وأن الأمر اقتصر على السؤال من دون أن يُكلف بالعمل.

«بعلبكية» استدرجت محمد سرور لتحصيل حوالات مالية والمنفذون غادروا لبنان فوراً ربما عبر البحر

ورجّحت المصادر أن تسفر التحقيقات عن توقيف متعاونين مع القتلة الذين غادروا لبنان فور تنفيذهم العملية. وساعدهم في ذلك التأخر أياماً في اكتشاف الجريمة، ما يجعل من إمكانية الوصول إليهم مهمة مستحيلة. فرغم إبلاغ عائلة سرور المعنيين باختفائه منذ يوم الخميس (4 نيسان)، لم تكتشف جُثته إلا نهار الثلاثاء التالي (9 نيسان)، مع أنّ الأجهزة الأمنية حددت مكان إقفال هاتفه في بيت مري، وأظهر تتبع كاميرات المراقبة أنه قاد دراجته إلى الفيللا التي دخلها ولم يخرج منها. إلا أن القضاء لم يعط إشارة قضائية بدخول الفيللا قبل يوم الثلاثاء. وقالت مصادر التحقيق إن تنسيقاً يجري مع الأمن العام لتحدي هويات الجناة، وتجري مراجعة لصور المسافرين الذين غادروا في الفترة التي تلت العملية، من دون أن تستبعد إمكانية مغادرتهم عن طريق البحر. وذكّرت المصادر بمحاولة اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس محمد حمدان في صيدا في ١٤ كانون الثاني ٢٠١٨ وباغتيال القيادي في «كتائب القسام» محمود المبحوح في أحد فنادق دبي في ١٩ كانون الثاني ٢٠١٠. وأشارت إلى أن الموساد يعتمد في مثل هذه العمليات على أفراده في التنفيذ، وعلى عملاء في الرصد والاستطلاع والخدمات اللوجستية، «وهؤلاء يمكن الوصول إليهم، رغم أن مرور سبعة أيام قبل اكتشاف الجريمة سيُصعّب الأمر كثيراً».

حِراك ديبلوماسي مواكَبةً لِما بعد الضربة الإيرانية وملاقاةً لتفعيل المهمة الرئاسية لـ «الخماسية»

لبنان على توجُّسه من تداعياتِ «لكمة» طهران لتل أبيب

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- هل تفجير «حزب الله» عبوة بقوة لـ «غولاني» تدشينٌ لمرحلة جديدة من المواجهة جنوباً؟..

- «الخُماسية»... ثلاثية في الاجتماع برعد وباسيل

- خلل في GPS يوقع آلية لـ «اليونيفيل» في قبضة «الأهالي» في الضاحية الجنوبية

- لبنان يقوم بـ «جردة» لمخزون الغذاء والمحروقات

- لا مؤشرات لقرب الخروج من عض الأصابع الرئاسي قبل انقشاع غبار حرب غزة وأخواتها

تقاسَمتْ المشهدَ اللبناني أمس، المتابعةُ اللصيقةُ لتداعيات الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في ضوء احتمالات الردّ عليها من تل أبيب، واستعادةُ المسرح السياسي الداخلي بعضاً من ديناميةٍ انكفأتْ على وهج الوقائع العسكرية الهادرة في المنطقة والمدّ والجزر في موجاتِ التصعيد على جبهة المشاغَلة في جنوب لبنان. وفيما كان العالم مشدوداً إلى «الخطوة التالية» من إسرائيل بعدما استظلّت إيران «جدارَ الخوف» الأميركي من حربٍ كبرى في المنطقة لتكسر «حاجزَ خوفٍ» وتُخْرِجَ المواجهةَ - اضطرارياً – مع تل أبيب من الظلّ وإن عبر ما بدا «ضربةً ناعمة» متفاهَم على حدودها ومحدوديتها، فإن لبنان أبقى على «شدّ الأحزمة» رغم إشاراتِ التردُّد من إسرائيل حيال كيفية الردّ واسترداد زمام الردع مع طهران، ووضْعِها مروحةً من الخياراتِ تبدأ بالعزل الديبلوماسي والسياسي ولا تنتهي بهجومٍ بالتماثل والتناسب وربما أقوى، على قاعدة «سبق السيف العذل». وبينما ساهَمَ «ناقوسُ الخطر» الذي قُرع على مستوى المنطقة برمّتها ليل السبت – الأحد في «لمِّ شمْلٍ» جزئي لحكومة تصريف الأعمال اللبنانية التي عقدت جلسة تشاورية كسر فيها «التيار الوطني الحر» قرار المقاطعة الذي يَعتمده منذ بدء الشغور الرئاسي موفِداً 3 من وزرائه، فإن وقائع هذا اللقاء كرّستْ نأيَ لبنان الرسمي بنفسه عن أي «كلمة» في ما خصّ مستقبل الوضع في الجنوب واحتمالاته الخطيرة التي لا يملك القرار فيها، مكتفياً بتسجيل ثلاث نقاط:

- أولاً الدعوة إلى «وقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وغزة».

- ثانياً توصية مجلس الوزراء «بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الأضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية إعادة الإعمار».

- ثالثاً إجراء «جردة» لـ «النواقص في المواد الغذائية والتموينية والفيول والتأكد من توافر سلسلة الإمداد بشكل طبيعي وسليم، وتَبَيَّنَ توافر المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة كحد أدنى لمدة ثلاثة أشهر». وإذ كانت الحكومة تتشاور، برزَ على جبهة الجنوب تطوّر نوعي، اعتُبر في سياقٍ مزدوج: كامتدادٍ للمواجهات المشتعلة جنوباً منذ 8 أكتوبر وموجبات الارتقاء بها بحسب مجريات الميدان، والأهمّ كمحاولةٍ لإرساء توازن ردعٍ بإزاء أي ردّ إسرائيلي عسكري محتمل على الضربة الإيرانية يطول الجمهورية الإسلامية نفسها، وهي المرحلةُ التي تسعى طهران، بحسب خصومها في لبنان، لاستباقها برسائل بأنها لن تتوانى حيالها عن «تذخير» المحور الذي تقوده وجعْله ينخرط في الصِدام الكبير بحال قرر بنيامين نتنياهو التفلّت من الضوابط الأميركية.

تفجير بـ «غولاني»

ولم يكن عابراً في هذا الإطار أن يتبنّى «حزب الله» في بيان له المسؤوليةَ عن العبوات التي تم «تفجير» أحدها بجنودِ لواء غولاني قرب الحدود مع لبنان ما أدى إلى جرْح 4 منهم، أحدهم إصابته خطيرة. وأعلن الحزب أنه «بعد متابعة دقيقة وتوقُّع لتحركات قوات العدو، زرع مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات الناسفة في منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة داخل الأراضي اللبنانية»، موضحاً أنه «عند تَجاوُز قوة تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم الى موقع العبوات تم تفجيرها بهم ما أدى الى وقوع أفرادها بين قتيل وجريح». وفيما كانت الأنظارُ على هذا التطور وردّ الفعل الإسرائيلي عليه، في ظل أسئلة عما إذا كان يُنْذر بتدشين مرحلة جديدة من العمليات العسكرية عبر الجنوب الذي شهد أيضاً إطلاق صاروخ باتجاه موقع إسرائيلي في محيط مستوطنة متات في الجليل الأعلى وعمليات أخرى، لم يخفف الطيران المعادي من وتيرة اعتداءاته التي طاولت أطراف بلدات الضهيرة (ما تسبب بقطع الطريق مع يارين) والناقورة وعلما الشعب واللبونة وحولا ومجدل زون، وذلك غداة غارة على بلدة صديقين - قضاء صور ما أدّى إلى تدمير منزل بالكامل وإلحاق أضرار مادية جسيمة بعشرات البيوت المحيطة به إلى جانب وقوع عدد من الإصابات المتوسطة والطفيفة.

آلية «اليونيفيل»

وفي حين سُجّل أمس توقيف آلية تابعة لقوة «اليونيفيل» في الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما كانت دخلت صباحاً إلى محلة حي السلّم وسط معلومات عن أن الآلية تحمل لوحة ديبلوماسية وأن ما ساهم بوصولها إلى المنطقة المذكورة هو «خللٌ في نظام تحديد المواقع (GPS)»، فإنّ بيروت شهدت حِراكاً ديبلوماسياً مرتبطاً ببحثِ ارتداداتِ الردّ الإيراني على إسرائيل وآفاق المرحلة المقبلة بحال انزلقتْ الأمور إلى ما ليس في الحسبان. وإذ استقبل رئيس البرلمان نبيه بري السفيرة الأميركية ليزا جونسون حيث جرى بحث «التطورات في لبنان والمنطقة»، وسفيرة كندا ستيفاني ماكولوم «وعرض معها الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية والسياسية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة وجنوب لبنان»، فإن جانباً آخَر من التحرك الديبلوماسي المستعاد وُضع في سياق التمهيد لتفعيل«مجموعة الخمس حول لبنان» (تضم الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) مهمتها الشائكة المتصلة بمحاولة إنهاء الشغور الرئاسي المتمادي منذ الأول من نوفمبر 2022.

«الخماسية»

وفي الإطار، يَعقد سفراء الخماسية اليوم اجتماعاً في مقر السفير المصري علاء موسى، وذلك عشية استكمالهم الجولة على القادة السياسيين والتي ستشمل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد ورئيس«التيار الوطني الحر»جبران باسيل، والنائب طوني سليمان فرنجية (عن تيار «المردة»)، وكتلة «الاعتدال الوطني»، على ألّا يشارك السفير السعودي وليد بخاري ولا السفيرة الأميركية في اللقاءين مع رعد وباسيل. وفي حين يَجري ترويج أن المنعطف الأخطر الذي تقف على مشارفه المنطقة وارتفاع المخاطر على لبنان قد يشكّل قوة دفع وحافزاً للأطراف المحلية لتحقيق تقاطُع الضرورة القصوى على رئيسٍ، فإن لا مؤشرات تشي بأنّ ثمة اتجاهاً للخروج قريباً من لعبة«عض الأصابع» المستمرّة، وسط تمسُك «حزب الله» بمرشحه سليمان فرنجية وعدم توافر غالبية نيابية لوصوله، في مقابل رفْض قوى المعارضة رئيساً من «الممانعة» وإصرارها على شخصية ممن يُسمى بـ«الخيار الثالث» (غير مرشّحها جهاد أزعور وفرنجية) الذي كان لمع فيه من دون تبنٍّ أو إعلان رسمي اسم قائد الجيش العماد جوزف عون. ومن إشارات استمرار التمترس الداخلي، ما سمعتْه كتلة «الاعتدال» التي زارت أمس رعد لتسلُم جواب «حزب الله» على مبادرتها التي تتمحور حول حوارٍ تشاوُري نيابي تتداعى إليه الكتل ليوم واحد توطئة لجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية إلى أن يتصاعد الدخان الأبيض. وقد عُلم أن رعد أبلغ الى وفد «الاعتدال» موافقتة كتلة الحزب على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، على أن يكون برئاسة بري ومن دون قيد أو شرط، وهو ما سترفضه حكماً القوى الوازنة في المعارضة.

300 ألف نازح سوري فقط لديهم إقامة

ميقاتي: لبنان ليس من دعاة الحرب لكن لا يمكن السكوت عن الاعتداءات الإسرائيلية

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تعليقاً على«ما يحصل في الجنوب من عدوان إسرائيلي وسقوط شهداء وجرحى ودمار وخراب وحرق أراضي»، أن لبنان «ليس من دعاة الحرب، إلا أن الاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل أن تُستباح أجواؤنا». وقال في مستهل الجلسة التشاورية الوزارية، أمس، «نضع هذه الاعتداءات برسم المجتمع الدولي ونقدم دائما شكاوى الى مجلس الأمن بهذا الصدد»، محذراً من «ان إسرائيل تجرّ المنطقة الى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه إلى هذا الأمر ووضْع حد لهذه الحرب». وكشف أنه«من خلال الاتصالات التي نقوم بها، يتبين لنا كم أن للبنان أصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسع حدة المواجهات». وبعد الاجتماع، قال وزير الإعلام زياد مكاري إن اللقاء التشاوري بحث بما يأتي:

1- الوضع في الجنوب والدعوة الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وغزة، والتوصية الى مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الإضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية إعادة الإعمار.

2- شدد ميقاتي والمجتمعون على أهمية حماية السلم الأهلي في هذه الظروف الدقيقة، والإشادة بالدور الذي تقوم به الجهات الأمنية على صعيد المحافظة على الأمن وكشف الجرائم بالسرعة القصوى وبشكل محترف.

3 - في ما خص الوجود السوري بحث المجتمعون في آلية وكيفية تصنيفهم بين نازح شرعي وغير شرعي، وتمت التوصية بتطبيق القوانين اللبنانية على الجميع من دون الأخذ في الاعتبار الوظيفة الحالية للنازح، والتعميم على المحافظين بإقفال كل المؤسسات المخالفة، والبحث في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وإمكان ترحيل السوريين منها وفق القوانين والأنظمة المرعية الأجراء، إضافة الى تأكيد وجوب تنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين.

4 - التحقق من نواقص المواد الغذائية والتموينية والفيول إضافة الى التأكد من توافر سلسلة الامداد بشكل طبيعي وسليم، وتبيّن توافر المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة كحد ادنى لمدة ثلاثة أشهر.

إلى ذلك، نُقل عن وزير الداخلية باسم مولوي، انه من أصل أكثر من مليوني نازح سوري، فقط 300 ألف لديهم إقامة و800 ألف مسجّلين ومليون 200 ألف غير مسجَّلين.

لبنان يتشدد في تنظيم النزوح السوري

يعوّل على تبدّل الموقف الأوروبي في «مؤتمر بروكسل»

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. تشهد أزمة النازحين السوريين في الأيام الأخيرة حراكاً لبنانياً داخلياً وخارجياً على أكثر من خط، وتترافق مع تعاميم وتوصيات تصدرها الجهات المعنية للحد من فوضى النزوح. وتعمل حكومة تصريف الأعمال في الداخل على تنظيم الوجود السوري كمرحلة أولى في موازاة الاتصالات المستمرة مع المجتمع الدولي وبشكل أساسي مع المسؤولين في قبرص واليونان اللتين تتضرران أيضاً من أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية. وفي حين يبقى قرار الدولتين مرتبطاً بموقف الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يرى أن عودة النازحين إلى سوريا غير آمنة، يعوّل لبنان على تبدّل ما أو موقف جديد قد يصدر من الاتحاد من شأنه أن يحرّك القضية إيجاباً، في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد نهاية شهر مايو (أيار) المقبل للبحث في الوضع في سوريا وفي أزمة النزوح، وسيشارك فيه لبنان عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب. ووفق المعطيات، فإن لبنان يعوّل على إمكانية التعديل في مقاربة هذه القضية لجهة عدّ بعض المناطق في سوريا آمنة ومن الممكن أن تستقبل النازحين، وهو ما أشار إليه ميقاتي إثر لقائه الأسبوع الماضي البطريرك الماروني بشارة الراعي بالقول إن «أزمة النازحين تبدأ بعدّ معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة». وأعلن أيضاً خلال تقديمه العزاء بالمسؤول في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان، أنه يتم العمل على حل مهم جداً في ملف النزوح السوري، وسيتم الكشف عنه نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي.

تفهُّم دولي

وفي هذا الإطار، تتحدث مصادر وزارية عن تفهّم وتجاوب من قِبل الموفدين ومسؤولي الدول التي يتواصل ويلتقي معهم ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لا سيما مع قبرص واليونان، لكنها تؤكد في الوقت عينه لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يمكن الحديث عن قرارات أو تبدلات حاسمة بانتظار ما سيصدر من مقررات في مؤتمر بروكسل»، وتشدد على أن العمل اليوم يرتكز داخلياً على تنظيم الوجود السوري والتمييز بين اللاجئ وغير اللاجئ والقانوني وغير القانوني. وكان قد تم التوافق بين ميقاتي والرئيس القبرصي الذي زار بيروت الأسبوع الماضي، نيكوس خريستودوليدس، على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع «إطار عملي» مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الأوروبي وكل من مصر وتونس؛ ما من شأنه أن يمنح لبنان المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلادهم. كذلك، كان وزير الخارجية قد رأى خلال لقائه نظيره اليوناني جورجيوس جيرابيتريتس، الأسبوع الماضي، أن «أزمة النزوح خرجت عن السيطرة وتخطت قدرات لبنان على تحملها... لذا؛ على الدول المتشابهة التفكير كلبنان واليونان وقبرص، العمل معاً لتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي باتجاه المساعدة على إعادة النازحين إلى سوريا...». وبانتظار ما سيصدر من قِبل المجتمع الدولي، تبذل الحكومة جهوداً لتنظيم الوجود السوري عبر إجراءات وتوصيات، كان آخرها تلك التي صدرت الاثنين عن الاجتماع الوزاري الذي ترأسه ميقاتي. وقال في مستهل الاجتماع: «مع تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين، لا بد من معالجة هذا الوضع بحزم من قِبل الأجهزة الأمنية واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحؤول دون أي تصرفات مرفوضة أساساً مع الإخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً»، طالباً من وزير الداخلية بسام مولوي «التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين والتشدد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين». وبعد الاجتماع، لفت وزير الإعلام زياد المكاري إلى أنه تم البحث في آلية وكيفية تصنيف النازحين، بين نازح شرعي وغير شرعي، وتمت التوصية بتطبيق القوانين اللبنانية على الجميع من دون الأخذ في الحسبان الوظيفة الحالية للنازح، والتعميم على المحافظين بإقفال كل المؤسسات المخالفة والطلب من النيابة العامة التمييزية، عبر وزارة العدل، حصر المراجعات الخاصة بالسوريين بالمدعين العامين الاستئنافيين للحد من التدخلات الحاصلة في هذا الصدد، والبحث في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وإمكان ترحيل السوريين منها وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية الأجراء، إضافة إلى تأكيد وجوب تنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين. وقال المكاري: «جميع اللبنانيين موحدون حول هذا الموضوع الدقيق والوجودي والمتعلق بلبنان، وسترون القرارات وتنفيذها بشكل جدي»، مشيراً إلى اجتماعات ستعقد حول العلاقات الجديدة مع الأوروبيين بعد الاجتماع مع الرئيس القبرصي. وبعدما سبق للوزير مولوي أن أصدر تعاميم إلى البلديات لجهة العمل على تنظيم الوجود السوري، تشير مصادر وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التوصية التي صدرت عن الاجتماع الوزاري، الاثنين، هي تأكيد للتعاميم السابقة التي وجّهها إلى البلديات والتي سيتم التشدد في تطبيقها وإيفاء الوزارة بتقارير حول نتائجها». وتشير المصادر إلى أن مولوي سيدعو المحافظين إلى الاجتماع للبحث في هذا الأمر ومعالجة الفوضى التي ظهرت في الفترة الأخيرة والحملات العشوائية ضد السوريين في بعض المناطق.

قافلة جديدة

وفي حين كان قد أعلن وزير المهجرين عصام شرف الدين أنه سيتم تنظيم عودة قافلة جديدة من السوريين بعد عيد الفطر ضمن القوافل التي كان ينظمها الأمن العام اللبناني، لا يزال موقف مفوضية اللاجئين نفسه في هذا الإطار، وفق ما تؤكد المتحدثة الرسمية باسم المفوضية دلال حرب. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «ندعم ونحترم الحق الإنساني للاجئين للعودة بحرّية وطوعيّاً إلى وطنهم الأمّ متى اختاروا ذلك وفق المبادئ الدولية وعدم الإعادة القسرية». وتشير إلى أن «معظم اللاجئين السوريين يعبّرون عن رغبتهم في العودة إلى سوريا، لكن قرارهم يستند إلى عوامل عدة، بما فيها السلامة والأمن والسكن والوصول إلى الخدمات الأساسية وتأمين سبل العيش». في المقابل، تؤكد «الاستمرار بالتعاون مع المديرية العامة للأمن العام في لبنان التي تقوم بتسهيل عودة النازحين الذين يعربون عن رغبتهم في العودة إلى سوريا عبر تسجيل أسمائهم»، مشيرة إلى أن التعاون مع الأمن العام والجهات الأخرى يتم «عبر التواصل مع اللاجئين وتقديم المشورة إليهم، عندما يكون ذلك ممكناً، والوجود في نقاط المغادرة قبل عودتهم».

«فتى الكتائب» محبط من حلفاء الداخل والـخارج

الاخبار..ندى أيوب... «طوفان الأقصى» وتداعياته المحلية والإقليمية والدولية أكّدت لكثيرين «حقيقة مرّة»، وهي أن أحداً، خارج جدران مقارّهم الحزبية، لا يسمع أصواتهم مهما علت ولا تصله أصداء مواقفهم، عندما يكون اللعب «عَ كبير». إذ يتوهّمون حجماً فضفاضاً ويواجهون صعوبة في تقبّل حقيقة أنّ التحولات أكبر منهم ومن لبنان ورئاسته. من بين هؤلاء رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل. وما يزيد أزمته أنه حين تلوح «فرصة» للاستثمار، يتصدّى لها حليفه اللدود، سمير جعجع، الذي لا يرى في «الحلفاء»، من كتائب و«تغييريين» و«سياديين»، سوى ملحقين بـ«المشروع القواتي».«فتى الكتائب» المسكون - كما «الأمّ الحنون» فرنسا - بالبحث عن دورٍ، يستفزّه التجاهل، ويبدي أمام زواره استياء من تحفّظات حلفاء الداخل والخارج (غير المبالين أساساً بالزواريب اللبنانية في إقليم دخل في طور تشكلٍ جديد) على تشكيل جبهة معارضة واسعة في وجه حزب الله. ويسابق الزمن، علّ الجبهة تبصر النور قبل الدخول الجدي في مرحلة التسويات الكبرى، وإدخال الملف الرئاسي في المفاوضات الأميركية مع حزب الله على قاعدة «المقايضة». تسعة أشهرٍ مرّت على إطلاق الجميل نداءً لم يلبّه أحد حتى الآن لتشكيل «أوسع جبهة معارضة سياسية غير تقليدية»، يطمح إلى أنّ تضمّ نواباً ووزراء وصحافيين ومؤثّرين وناشطين في مجموعات مدنية من تلاوين طائفية مختلفة. وتنطلق من «نقطة اللاعودة مع حزب الله، والانتقال بمستوى المواجهة معه إلى شكلٍ مختلف تحت عنوان مواجهة وجودية مفتوحة». ففي اعتقاده، هذا الطريق الوحيد «لخلق توازنٍ مع الحزب يغيّر المعادلة الداخلية وتنسحب مفاعيله بالدرجة الأولى على الاستحقاق الرئاسي». وهكذا فقط، توجّه رسالة اعتراض جدّية إلى الخارج حول أداء حزب الله، وتتشكّل مرجعية تحجز لنفسها مكاناً على الطاولة، ويتعيّن على المجتمعين العربي والدولي الراغبين في مساعدة لبنان العودة إليها. طوال الفترة الماضية، سعى الجميل إلى لمّ شمل «السياديّين» حول «مشروعه السياسي». وينقل أكثر من زائر شكوى رئيس الكتائب من «عدم إبصار الجبهة النور، ومراوحة الاتصالات والتشاور منذ أشهر في مرحلة بلورة فكرة الجبهة وكيفية مأسستها، ومن غياب الحافزية لدى بعض الحلفاء، وعلى رأسهم معظم النواب السُّنة، حاليين وسابقين، سواء ممن خرجوا من تحت عباءة الرئيس سعد الحريري أو ممن يحافظون على علاقة معه». وتنقل المصادر نفسها أنّ «النواب والشخصيات السنّية، رغم تبعثرهم في أكثر من اتجاه، يتحفّظون عن الذهاب بعيداً في مشروعٍ لم تُعلن السعودية مباركتها له أو تدفع باتجاه الانخراط فيه، بمعزلٍ عن بعد بعضهم عن الرياض أو قربهم منها».

صعوبة في اختراق «الجوّ السنّي» واستياء من تجاهل الرياض والدوحة»

لذلك، خلص رئيس الكتائب إلى أنّ مساعيه لـ«كسر حيادية» النواب السنّة غير سهلة في ظل الانكفاء السعودي المعلن عن المشهد السياسي اللبناني. وبات الأمر أكثر صعوبة بعد عملية «طوفان الأقصى» التي أضافت اعتباراً جديداً لدى الشخصيات السنّية، بحسب زوار الجميل، «مرتبطاً بموقف الشارع السني المتفاعل مع المقاومة في فلسطين ولبنان وانخراط جزء من السنّة في العمل العسكري» ضد العدو. عقدة أخرى تعترض «منشار» الجميّل تتمثل بمعراب التي لا تخفي امتعاضها من محاولات الكتائب قيادة «المعارضة»، وليست في وارد تركه يتصدّى للمشهد في ظرفٍ كهذا. فرغم ارتفاع وتيرة الاتصالات والتنسيق بين الطرفين، إلا أن ذلك لا يعني أن القوات ستكون في جبهة برئاسة الكتائب. يُضاف إلى ذلك تريّث بعض النواب «التغييريين»، المنخرطين مع الكتائب، ضمن تحالف «نواب المعارضة»، من السير في الجبهة ما لم تكن القوات في صلبها وراضيةً عن قيادة الكتائب لها، حرصاً منهم على عدم زعزعة علاقتهم بالقوات. أضف إلى ذلك نأي الحزب التقدمي الاشتراكي بنفسه بعدما بات واضحاً أنّ النائب السابق وليد جنبلاط ليس في صدد الانخراط في جبهة كهذه، ولا يستسيغ حالياً المواجهة مع الحزب. تجاهل حلفاء الداخل يماثله تجاهل خارجي تامّ أيضاً، إذ يشكو الجميل «من التراجع الملحوظ في تنسيق المملكة مع الكتائب لمصلحة القوات اللبنانية»، فيما تتساءل أوساط الصيفي عن «سبب إيلاء قطر، التي تقدّم نفسها كوسيط على مسافة واحدة من كل الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي، الاهتمام الأكبر بالنائب جبران باسيل والثنائي الشيعي، ونعلم عن زيارات حصلت وتحصل في السر إلى الدوحة، بينما يتمّ تجاهل الكتائب الذي يمكنه أن يكون بيضة قبّان، بنوابه الأربعة، وبقدرته على استقطاب قوى وسطية في وجه حزب الله، ولا سيّما أن الحزب عمل منذ انتفاضة 17 تشرين، وفي انتخابات 2022 النيابية، مع قوى وأحزاب ناشئة وشخصيات مدنية وسياسية تحت مظلة واحدة».

انتخاب الرئيس ينتظر ما بعد الردّ الإيراني أيضاً

الاخبار..نقولا ناصيف... في كل شأن داخلي أو خارجي ينقسم الأفرقاء في تقييمهم واستخلاص النتائج تبعاً لما يريده كل منهم، أو يتصوره ويتمناه حتى. ذلك ما تكرر في استنتاج الرد الإيراني على استهداف إسرائيل قنصليتها في دمشق: فريق قرأ تجرؤ الأهداف السياسية، وآخر قرأ إخفاق الآثار العسكرية......انتشى حزب الله وحلفاؤه بالرد الإيراني على إسرائيل ورأوا فيه دليلاً على أنهم غير متروكين بعد جهر طهران بانخراطها في المواجهة المباشرة للدولة العبرية. أما المعارضون فوجدوا في تداعيات الرد اصطفافاً للغرب وراء إسرائيل، ما يطلق يدها في مواجهة الجمهورية الإسلامية التي لم ترَ بداً، بتوجيهها مُسيّرات وصواريخ، من الإقرار بأنها اختُرقت أمنياً في القلب أكثر من أي وقت مضى. ما قرأه أولئك وهؤلاء عملاً باختلاف التصورات واختلاقها، أن ثمة مَن ربح ومَن خسر. بيد أنهما تقاطعا بعيداً من الحدث نفسه، على ربط انتخاب رئيس الجمهورية بالتطورات الأخيرة، بالمعايير نفسها إيجابية وسلبية، أخْذاً ببضع ملاحظات:أولاها، ظهور واشنطن وطهران قطبَي الجذب في ما يجري في المنطقة، لكن أيضاً في وقت لاحق في الاستحقاق الرئاسي المؤجل، على أنهما وحدهما قادرتان على إخراجه من مأزقه. مع أن الرد العسكري الإيراني رَامَ أن يكون في الملعب الإسرائيلي، وقد نجح جزئياً بسقوط صواريخ في الداخل، إلا أن الأهداف السياسية بما فيها التجرؤ نفسه كأول عمل عسكري إيراني يُصوّب إلى إسرائيل مباشرة، موجّهة أولاً وأخيراً إلى الولايات المتحدة. كما أقر الأميركيون والإيرانيون منذ 7 تشرين الأول 2023 بمنعهم توسّع حرب غزة وانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تبادلوا الرضى في حصر نتائج رد إيران على أنه رد فعل على فعل. وكفى. في الاستحقاق الرئاسي هما أيضاً قطبا الجذب، تصطف وراء كل منهما لجنة الدول الخمس كما حلفاء هذا الفريق أو ذاك سواء بطرح مرشحين أو وضع فيتوات أو الإمساك بنصاب الانتخاب أو تمادي الشغور.

ثانيتها، بينما رأى المعارضون اللبنانيون في العمل العسكري الإيراني محاولة إنجاد حلفاء طهران المسمّين أذرعها ومنحهم جرعة دعم في حرب غزة والجبهات الموازية، نظر الفريق الآخر إلى التدخّل الإيراني على أنه جزء لا يتجزأ من الصراع مع الدولة العبرية. يُشرّع في الوقت نفسه المضي في الجبهات المفتوحة ولا سيما منها جنوب لبنان. أضحت جبهة الجنوب جزءاً لا يتجزأ من استمرار حرب غزة، وستكون في صلب أي تسوية تُعقد هناك بعدما أخفقت - إلى الآن على الأقل - محاولات أميركية وأوروبية متكررة لفصل اشتعالها عن جبهة غزة وإن جزئياً.

ثالثتها، غدا من الطبيعي لدى الفريقين أن يعبّرا عن يأسهما من توقع انتخاب رئيس للجمهورية في مدى قريب ما لم تُطفأ النار في غزة. بينما تحاول الدول الخمس فصل ما يحدث في الجنوب عن انتخاب الرئيس، ويلمّح سفراؤها في لقاءاتهم المسؤولين والأفرقاء إلى الحاجة الماسة إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت كي يتولى تطبيق ترتيبات أمنية في الجنوب عند أوان التسوية، يدير حزب الله ظهره لترتيب الأولويات هذه. يضع توقف حرب غزة في رأسها، ثم إقفال جبهة الجنوب، ومن بعدهما انتخاب الرئيس. لدى اجتماع حزب الله بوفد كتلة الاعتدال الوطني، استغرب النائب محمد رعد بالذات أن يُسأل عن السبيل إلى انتخاب رئيس للجمهورية فيما الحرب مستعرة جنوباً. ما فعله الحزب بإبطائه تحديد موعد لاستقبال وفد الكتلة، سيعاوده في عدم استعجال استقباله ثلاثة من سفراء الدول الخمس كي لا يفصح أمامهم أنه ليس في عجلة في أمر انتخاب الرئيس إلى أن يحين زمانه. ليس موقف حزب الله سوى مكمّل لما قاله رئيس البرلمان نبيه برّي لدى استقباله السفراء الخمسة في المرة الأخيرة. اقترح الوفد الزائر عليه أن يصير إلى عقد اجتماع لوزراء خارجية دولهم في لبنان يبحثون في الخروج من مأزق المرشحيْن الوزيريْن السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور بانسحاب أحدهما للآخر أو التخلي عن الاثنين. لم يكن جواب برّي سوى عن الشق الشكلي بحضور الوزراء الخمسة، وهو أن مجلس النواب جاهز لاستقبال اجتماعهم ليس إلا.

طهران وواشنطن قطبا الجذب في العمل العسكري الإيراني ومنع توسّع الحرب وكذلك في الاستحقاق الرئاسي

رابعتها، لا اشتعال جبهة الجنوب ولا الرد الإيراني ولا حتماً تداعياتهما، ولا التصورات المتناقضة المفترض أنها ستنتهي إليها حرب غزة سواء ربحت حماس أو خسرت أو ربح حزب الله أو خسر، تفسح في الاعتقاد أن الحزب في صدد إعادة النظر في قرار ترشيحه فرنجية، بل تمسكه به أياً طال الوقت. بدوره رئيس تيار المردة ليس في وارد إرسال أي إشارة إلى احتمال تخليه وتراجعه، بل يبدو أكثر من أي وقت مضى مصراً عليه. يراهن على تبدّل الظروف المانعة انتخابه حالياً، متيقناً من أنه الخيار الوحيد للثنائي الشيعي، عارفاً بفيتو واحد مصوّب عليه من السعودية.

خامستها، أن ما يمكن أن يصلح في انتخابات نيابية عامة أو انتخابات بلدية تدور داخل الطائفة الواحدة فتتوزّع الأصوات على المتنافسين بين مَن يمثلها أكثر ومَن يمثلها أقل، هو على طرف نقيض من انتخاب رئيس للجمهورية. يحتاج الفوز فيها ليس إلى أصوات طائفة الرئيس وحده، بل كذلك إلى أصوات حلفاء له في طوائف أخرى ما يحيل الاستحقاق وطنياً أكثر منه طائفياً. ذلك ما لا يُقارب الآن في انتخاب الرئيس الذي يبدو كأنه استحقاق ماروني أولاً ومسيحي ثانياً ما أحاله متعذراً بسبب انقسام الأحزاب المسيحية عليه ومن حوله.

المشكلة المسيحية، المارونية في الأصل، بإزاء انتخاب الرئيس أن فريقاً انفصل عن حليفه الشيعي هو التيار الوطني الحر، وفريقاً آخر يتعذر عليه استعادة تحالفه مع حليفيْه السنّي والدرزي هو حزب القوات اللبنانية. كلا الفريقين المسيحيين يخوضان انتخابات الرئاسة كأنها انتخابات نيابية أو بلدية، يفوز فيه من يعدّ نفسه أنه الأكثر تمثيلاً لطائفته، فيما الواقع في مكان آخر. أضحى الحزبان المسيحيان الرئيسيان القويان بلا حلفاء فعليين. وفيما يبدو الثنائي الشيعي متماسكاً لا يُنتخب رئيس في معزل عنه ولا تتوافر غالبية نيابية موصوفة من دونه، ابتعد أخيراً الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن حليف الأمس وصار يجهر بميله إلى أي تسوية رئاسية. بدورها الغالبية السنّية في البرلمان اختارت في كل الجلسات المنصرمة لانتخاب الرئيس أن تنأى بنفسها عن الاصطفاف المسيحي - المسيحي والاصطفاف الشيعي - المسيحي، فلم ترشح أحداً في أي منها.

الحكومة اللبنانية تطلق البحث عن تمويل لإعادة إعمار الجنوب

قرار بمساعدات للتعويض عن أضرار الحرب

بيروت: «الشرق الأوسط».. أوصى اللقاء التشاوري الذي عقده رئيس حكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء، الاثنين، بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الأضرار وتحديد الحاجات في الجنوب، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الدائرة بين «حزب الله» وإسرائيل، وسط تأكيدات وزارية بأن القرار اتُّخذ، ولكن لا تفاصيل حوله. وبحث اللقاء التشاوري الوضع الأمني في البلاد عموماً، وفي الجنوب خصوصاً، وملف النازحين والوضع التمويني في البلد. وقال ميقاتي في مستهله: «نلتقي للتشاور والتفكير معاً بدقة الوضع، أمنياً ووطنياً، والبحث بما يجب اتخاذه من خطوات لتحصين الاستقرار الاجتماعي، وأن يكون للبنان موقف واحد أمام المجتمع الدولي من مسألة النازحين السوريين، وتأثير ذلك على الواقع اللبناني بكل جوانبه، الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسيادية». وتطرق اللقاء إلى ملف التعويضات عن الدمار في الجنوب، حسبما أعلن وزير الإعلام زياد مكاري بعد الاجتماع، مشيراً إلى «التوصية إلى مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لوضع منهجية مسح الأضرار وتحديد الحاجات، وكذلك تقديم اقتراحات لتمويل عملية إعادة الإعمار». وعما إذا كانت الحكومة ستقدم مساعدات للتعويض عن الأضرار للجنوبيين، قال: «الحكومة اتخذت قراراً بهذا الخصوص من دون أي تفاصيل، ولكن من حيث المبدأ بالتأكيد هناك مساعدات». وتُقدر مؤسسات غير رسمية الدمار في الجنوب بنحو 1400 وحدة سكنية جرى تدميرها بشكل كامل، فيما تعرضت 7 آلاف وحدة سكنية لتدمير جزئي أو لأضرار. كما قتل نحو 360 شخصاً، معظمهم من مقاتلي «حزب الله»، إلى جانب أكثر من 60 مدنياً، ومقاتلين من أحزاب أخرى. وكانت تحدثت معلومات في السابق عن توجه لدفع 40 ألف دولار تعويضاً عن كل وحدة سكنية مدمرة، و20 ألف دولار تعويضاً لعائلة كل شخص قُتل، من غير التحديد ما إذا كان سيقتصر فقط على المدنيين. ونفت الحكومة في وقت لاحق تلك الأرقام، قبل أن تصدر توصيتها الاثنين في اللقاء.

لا شغف بالسلطة

وكان ميقاتي في مستهل اللقاء، جدّد موقفه الداعي إلى ضرورة «الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، واستكمال عقد المؤسسات، ووجوب الخروج من مأزق الشغور الذي ينعكس على كل مكونات الدولة والاستقرار الوطني»، مضيفاً: «نحن في الحكومة نتحمل مسؤولياتنا الوطنية والمجتمعية، وهذا ما قلته للبطريرك الماروني بشارة الراعي، ولا نمارس الترف السياسي، وليس عندنا شغف بالسلطة». وجاء اللقاء بعد أسبوع من التوتر الأمني في الداخل وتحديداً بين لبنانيين وسوريين، عقب جريمة اختطاف وقتل القيادي في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان، حيث أدينت عصابة سورية بقتله لغرض السرقة، حسبما أكد الجيش اللبناني. وقال ميقاتي في الاجتماع الاثنين: «مرّت على البلد هذا الأسبوع حوادث أمنية، كادت أن تتسع تشظياتها لولا جهود الجيش والقوى الأمنية، وجدية التحقيقات، وحكمة القيادات والمرجعيات والدعوات إلى التعقل والتروي والاحتكام معاً إلى الضمير، وهو المدخل الوحيد لتجاوز الأزمات». وأضاف: «مع تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين، لا بد من معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنية، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي، والحؤول دون أي تصرفات مرفوضة أساساً مع الإخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً». وتطرق اللقاء إلى الحرب في الجنوب، ونقلت رئاسة الحكومة عن ميقاتي قوله: «رغم أننا أكدنا مراراً وتكراراً أننا لسنا دعاة حرب، فإن الاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل أن تُستباح أجواؤنا. هذه الاعتداءات نضعها برسم المجتمع الدولي ونقدم دائماً شكاوى إلى مجلس الأمن بهذا الصدد»، وتابع: «إسرائيل تجر المنطقة إلى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه إلى هذا الأمر، ووضع حد لهذه الحرب». ولفت إلى أن أصدقاء لبنان في العالم «يدافعون عنه، ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، ومنع توسع حدة المواجهات»...



السابق

أخبار وتقارير..كيف أفاد التنسيق مع الحلفاء إسرائيل؟..الرد الإسرائيلي على إيران بين الضرورة النظرية والمحاذير العملية..مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»..الجيش الإسرائيلي يعلن استدعاء كتيبتي احتياط للتحرك إلى قطاع غزة..السوداني يمهد للقاء بايدن الاثنين بسلسلة لقاءات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية..كيف تجنب الخليج التصادم مع الأزمة الإيرانية ـ الإسرائيلية؟..صمت رسمي وإيقاع حياة اعتيادية في دمشق بعد ليلة اشتباكات جوية عنيفة..العراق: قلق شعبي وصمت رسمي وعودة لحركة الطيران..ولي العهد السعودي يبحث مع رئيس الوزراء العراقي أعمال التصعيد العسكري في المنطقة..مباحثات سعودية - أميركية تتناول جهود احتواء التصعيد العسكري في المنطقة..وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة..التطورات الإقليمية تفرض نفسها على الأزمة السياسية في الكويت..

التالي

أخبار وتقارير..إعلام إسرائيلي: القوات الجوية تستعد لتنفيذ رد محتمل على هجوم إيران..قلق في إيران..ومسؤول يحذر: "الداخل مخترق من إسرائيل"..مدير «الطاقة الذرية» يخشى من قصف إسرائيلي لمنشآت نووية إيرانية..«يديعوت أحرونوت»: طهران نجحت في التسبب بأجواء هستيرية..والانتقام..اعتراض المُسيّرات والصواريخ الإيرانية..نجاح للولايات المتحدة وليس لإسرائيل..لابيد: نتنياهو قضى على قدرة الردع ضد إيران..غزة ضاعفت ديون إسرائيل إلى المثلين..الرد الإسرائيلي على إيران يسابق جهود منع الانزلاق للهاوية..جنود إسرائيليون ومستوطنون مسلحون يقتلون 3 فلسطينيين في الضفة الغربية..465 شهيداً وأكثر من 4800 مصاب في الضفة منذ السابع من أكتوبر..كيربي للعربية: إيران لم تحدد لنا موعد الضربة وأهدافها..ضغوط دولية تُعيد المساعدات لشمال غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,326,084

عدد الزوار: 6,987,216

المتواجدون الآن: 58