أخبار لبنان..الإعلان عن مقتل منسِّق «القوات» يفجِّر مطاردات للنازحين السوريين..نصرالله يستبق نتائج الجريمة بالهجوم على "القوات اللبنانية" والكتائب..باسكال سليمان جثة في سوريا و"القوات": إغتيال سياسي بامتياز..الأمم المتحدة و«اليونيفيل»: لوقف الأعمال العدائية وإيجاد حلّ طويل الأمد للنزاع وفق الـ 1701..الجيش الإسرائيلي يقيم «خط بارليف» على حدود لبنان..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 نيسان 2024 - 4:09 ص    عدد الزيارات 691    التعليقات 0    القسم محلية

        


الإعلان عن مقتل منسِّق «القوات» يفجِّر مطاردات للنازحين السوريين..

بري: الردّ الإيراني منعطف بمسار الحرب.. ولو جاؤوا للحوار لانتخبنا الرئيس..وتفاهم لبناني - قبرصي على التنسيق..

اللواء..في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة ولبنان جزءٌ منها أجواء ترقب مشدود حول إمكان التوصل الى ابرام اتفاق هدنة يسمح بوقف النار وإعادة الاسرى والمحتجزين لدى كل من اسرائيل وفصائل المقاومة في غزة، على الرغم من عض الاصابع الحاصل بين وفد غادر وآخر عاد من المفاوضين المكلفين بالتوقيع او اعطاء اشارة الموافقة، شكل نبأ مقتل المنسق «القواتي» في جبيل باسكال سليمان صدمة لدى كل الذين تحركوا لإعادته سالماً الى عائلته وذويه، من اللحظة الاولى لاختطافه، على يد عصابة رجحت المصادر الامنية ان تكون عصابة «سرقة سيارات». وفي المعلومات التي تبلغتها الجهات الرسمية والحزبية انه تم «العثور على سليمان جثة في الداخل السوري، وتعمل مخابرات الجيش اللبناني بالتنسيق مع الصليب الاحمر لاستعادة الجثة». ودان الرئيس نجيب ميقاتي فور تبلغه نبأ مقتل المسؤول في «حزب القوات» سليمان العمل الاجرامي، مشدداً على استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها، وتقديمهم للعدالة، ودعا لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات، مقدماً تعازيه لحزب «القوات» وذوي المغدور. وحسب المصادر العسكرية، فإن مديرية المخابرات تمكنت من توقيف معظم اعضاء عصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وحسب التحقيقات معهم ان سليمان قتل من قبلهم اثناء محاولتهم سرقة سيارته في جبيل، وانهم نقلوا جثته الى سوريا. واعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان اتهام الحزب باختطاف منسق «القوات» انطلق من احقاد دفينة، وما حصل بالامس فضيحة كبرى لحزبي القوات والكتائب، وتبين انهم اصحاب فتن، ويبحثون عن الحرب الاهلية. واكدت مصادر معارضة لـ«اللواء» أن مقتل منسق القوات في جبيل وباسكال سليمان ستكون له انعكاساته على صعيد الضغط في ملف النزوح السوري وضبط الحدود، ولفتت إلى أنه بالنسبة إلى القوات فإن ما تم تناوله بالنسبة إلى إطلاق مسؤوليها اتهامات قبل جلاء ملابسات مصير سليمان ليس في مكانه، وأما وقد اعترفت المجموعة التي القي القبض عليها بقتله، فإنه يصار الى التحضير لمراسم جنازته، على ان الموقف من مسألة التشدد وفرض الدولة لسلطتها وتعزيز اجراءاتها لن يتبدل. وتردد أن سلسلة مواقف لعدد من مسؤولين تصدر تباعا وسط غليان في الشارع الجبيلي كما بين مناصري سليمان، حيث أن سلسلة تحركات قد تأخذ مجراها في وقت لاحق. وبانتظار انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، التي قد تمتد الى ما بعد يوم الجمعة، فإن المصادر المطلعة، تعيد التأكيد لـ«اللواء» ان الانظار تتركز على الاسبوع المقبل وما قد يسجل من نشاط سياسي، لا سيما في الملف الرئاسي، واستئناف جولة اللجنة الخماسية وسط استمرار الضبابية في مشهد الجنوب. وفي هذا الاطار، اثنى الرئيس نبيه بري على اداء حزب الله وحركة «أمل» لجهة «الحفاظ على قواعد الاشتباك» على الرغم من محاولة اسرائيل استدراج المقاومة الى حرب شاملة، الا اذا تدحرجت الامور بعد الرد الايراني المرتقب، فعندها ستشتعل المنطقة كلها. ويحزم بري بقرار الرد الايراني على استهداف قنصليّتها في دمشق، هذا الرد الّذي سيشكّل منعطفا في مسار الحرب، وذلك متوقّف على ردّ فعل العدوّ الاسرائيلي وحقيقة الرّغبة الأميركيّة بعدم انفلات الأمور نحو حرب إقليميّة شاملة. وعن إعادة الإعمار يقول برّي: السّيّد نصرالله وعد بإعادة الإعمار وأنا بدوري سأتحمّل إلى جانب لبنان كل لبنان عناء التّعويض عن الجنوبيين ولو اضطررت إلى التّنقّل بين عواصم الاغتراب لكي أفي هؤلاء الطّيبين حقوقهم، فما قدّمه الجنوب للبنان وفلسطين لم يقدّمه أحد منذ تأسّس الكيان الغاصب. وكان لا بدّ من السّؤال عن رئاسة الجمهوريّة والجمود القاتل منذ سنة ونصف، وكان جواب العارف منذ اللّحظة الأولى بأنّ المعضلة داخليّة ولو لبّت القوى السّياسيّة دعوته إلى الحوار لوفّرنا الكثير من الوقت وتجنّبنا الكثير من الأزمات، وبكل صراحة، ليس لبنان فقط، المنطقة كلّها تنتظر انتهاء الحرب على غزّة لإعادة ترتيب ملفّاتها.

يوم قبرصي

على صعيد النزوح السوري غير الشرعي، عبر الموانئ اللبنانية الى قبرص، كان يوم امس يوماً طويلاً أمضاه رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستو دوليدس في لبنان، حيث التقى كُلاً من الرئيس نجيب ميقاتي، ثم الرئيس نبيه بري، كما التقى قائد الجيش القبرصي قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، في اطار التعاون الامني بين الجيشين. وخلال اللقاد، قال ميقاتي: «يبذل الجيش والقوى الامنية اللبنانية قصارى جهدهم لوقف الهجرة غير الشرعية، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة اولئك الذين يبحثون عن الأمان الى المناطق الآمنة في سوريا او تأمين إقامتهم في بلد ثالث. ومن الضروري أيضا بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين. وسيعمل البلدان عبر المنطمات الدولية لدعم سياسات منع عمليات النزوح في المستقبل وتعزز السلام والاستقرار الدائمين في شرق البحر الأبيض المتوسط». بدوره قال الرئيس القبرصي:«إن قبرص تتفهم الاوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة الى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم الا عبر عودتهم الى أراضيهم، خصوصا ان هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشاريع إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم الى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط بل أمن البحر المتوسط». ووصف الرئيس بري «اللقاء مع الرئيس القبرصي بالجيد، وليس هناك عتب من قبرص على لبنان بل تعاون مثمر».

مقتل سليمان

واحتلت قضية خطف ثم مقتل المنسق القواتي سليمان المشهد السياسي والامني، وكانت بيانات قيادة الجيش الصباحية لجهة توقيف 3 من الخاطفين السوريين، وبداية وضوح معالم الجهة الخاطفة قد هدأت الموقف الداخلي، الا ان الكشف ليلاً عن مقتل سليمان حرّك الشارع من جبيل الى ذوق مكايل، فنزل محازبو «القوات» والكتائب ومناصريهم الى الشارع، وقطعوا الطرقات، وتعرضوا بالضرب للعمال السوريين والنازحين السوريين الذين كانوا في طريق المرور عبر الخط الساحلي.. واعتبر حزب «القوات اللبنانية» ان مقتل سليمان هو اغتيال سياسي، حتى اثبات العكس. وتحدثت المعلومات عن سقوط جرحى في المواجهات التي حصلت بين السوريين وشبان مسيحيين في الدورة وبرج حمود. وعند الواحدة بعد ظهر اليوم، يعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الامن المركزي لمناقشة الاوضاع الامنية، إثر مقتل المواطن سليمان، ويلي الاجتماع مؤتمر صحفي للوزير مولوي.

الموقف الميداني

ميدانياً، اعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة طائراته بلدة الخيام، اثناء وجود عنصر من حزب الله هناك، كما شنت غارات على خراج كفرحمام. وكانت اسرائيل قصفت بلدة السلطانية حيث استهدفت سيارة مدنية قيل انه كان يستقلها ناشطون من حزب الله. وصرحت المقاومة الاسلامية بأنه تم استهداف انتشار لجنود العدو في محيط موقع حدب يارين بصواريخ بركان. واشارت الى استهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة بالاسلحة الصاروخية، كما شنت هجوماً جوياً بمسيَّرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري.

نصرالله يستبق نتائج الجريمة بالهجوم على "القوات اللبنانية" والكتائب

باسكال سليمان جثة في سوريا و"القوات": إغتيال سياسي بامتياز

نداء الوطن...بعد مرور 24 ساعة على حادث خطف منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان أعلنت قيادة الجيش مساء أمس أنّ خاطفيه قتلوه «أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا». وقالت في بيان أصدرته إنها «تنسّق مع السلطات السورية لتسليم الجثة». لكن مصادر «القوات» أعلنت أنّ «قتل باسكال سليمان جريمة سياسية موصوفة، وسنتابع المسألة ولن نسكت عن هذه الجريمة التي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأي فدية، وليست مسألة خاصة، إنما مسألة سياسية بامتياز». وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، ليلاً بيان جاء فيه: «بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهٍ نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة. إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس». وأضاف البيان: «إننا في هذه المناسبة الحزينة والأليمة نشكر أهالي جبيل عموماً وبلديّاتها واتّحاد بلديّاتها خصوصاً، كما نشكر كل الأحزاب السياسيّة الحلفاء وفي طليعتها حزبا الكتائب والوطنيين الأحرار، والمستقلون الذين هبّوا منذ اللحظة الأولى لاستنكار الحادثة معنا أشدّ استنكار، ونشكر أيضاً جميع اللبنانيين الذين اعتبروا هذا المصاب مصابهم ويعبر عن وجعهم في غياب الدولة الفعلية. وبالمناسبة، نطلب من المواطنين والرفاق والأصدقاء كافة الذين تجمعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتها، نطلب منهم جميعاً ترك الساحات وفتح الطرقات، وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها». وتوجّه «بالعزاء لعائلة الشهيد، أهله وزوجته وأولاده وأقربائه وبلدته ورفاقه، ونعدهم بأنّ دماءه لن تذهب هدراً، كما دماء كلّ شهدائنا الأبرار الذين باستشهادهم بقيت في لبنان مساحة حرية وكرامة وعنفوان». وأتت النهاية المروّعة لسليمان بعد يوم حافل من المتابعات الأمنية التي تخللها إعلان قيادة الجيش عن تمكّن مديرية المخابرات من «توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف». ومن المقرر، أن يعقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، في الأولى بعد ظهر اليوم، لمناقشة الأوضاع الأمنية إثر مقتل سليمان، على أن يتحدث الوزير مولوي بعد الاجتماع. وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بياناً دان فيه «هذا العمل الإجرامي»، و»تقدم بالتعازي من ذويه ومن» حزب القوات اللبنانية» ، مؤكداً «استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة». وخلص البيان الى «دعوة الجميع في هذه الظروف العصيبة الى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات». وفي سياق متصل، كان لافتاً وقبل ساعات من جلاء جريمة قتل منسق «القوات» في جبيل مقاربة الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله الجريمة. ففي الاحتفال الذي أقامه «الحزب» عصر امس في ذكرى مقتل الجنرال الايراني محمد رضا زاهدي، قال نصر الله: «خُطف أمس (امس الأول) شخص فخرج حزبا «القوات» والكتائب والتلفزيونات الخبيثة وقرروا أنّ «حزب الله» هو الخاطف، وسمعنا كلاماً يُذكّر بالحرب الأهلية». وأضاف «أنَّ كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبيّ «القوات « والكتائب تُظهر أنهما ليسا أهل حق وحقيقة، وأنهم من أصحاب الفتن يبحثان عن الحرب الأهلية». وتابع: «أن في هذا البلد من يمنع الحرب والفتنة يُتهم وفي أولهم نحن الثنائي، لأننا نُقتل في الطيونة ونسكت عن حقنا حفاظًا على السلم الأهلي، وكالأمس نُتهم ونسكت». وختم :»حاولوا بالأمس ترويع أهالي جبيل وكسروان وأرسلوا رسائل تهديد، وهذه خطوة خطيرة جداً جداً حتى ينقطع النفس، وعليهم أن يفهموا خطورتها». وردّت مصادر بارزة في «القوات» على كلام نصرالله عبر «نداء الوطن»، فقالت إنّ «القوات» لم تتردد عند مقتل مسؤولها في رميش الياس الحصروني «في تسمية «حزب الله» واتهامه بارتكاب الجريمة». وتساءلت:» هل ان نصرالله يبني مواقفه على «السوشال ميديا»؟ والقوات من الحكيم ونزولاً الى كل القوات، لم يتهموا. ونحن في انتظار التحقيقات. وعندما يتبيّن لنا أنّ لـ»حزب الله» يداً في الجريمة سنسمّيه. لذلك تندرج (مواقف نصرالله) ضمن التزوير. مثلما زوّر نصرالله حول اتهامه بقرار الحرب. هذا تزوير وتشويه للتاريخ. ومثلما كان قرار الحرب أولاً في يد منظمة التحرير الفلسطينية، ثم انتقل الى سوريا، ها هو القرار اليوم في يد «حزب الله»».

حذرتا «من مخاطر سوء تقدير يؤدي لمزيدٍ من تدهور الوضع»

الأمم المتحدة و«اليونيفيل»: لوقف الأعمال العدائية وإيجاد حلّ طويل الأمد للنزاع وفق الـ 1701

| بيروت - «الراي» |... أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونِتسكا ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك أن «ستة أشهر مرّت منذ بدء تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، وما زال مستمراً بلا هوادة، محدثاً خسائر فادحة طالت كلا الجانبين، وتأثرت حياة الآلاف من الأشخاص بشكل كبير، وفَقد عشرات المدنيين أرواحهم بشكل مأسوي، بينما فقد كثر آخرون منازلهم وسبل عيشهم وأي شعور باليقين بالمستقبل». أضاف البيان ان «الدورة المتواصلة من الضربات والضربات المضادة في خرقٍ لوقف الأعمال العدائية تشكل أخطر انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 منذ اعتماده في العام 2006. إن التوسّع التدريجي في نطاق وحجم المواجهات إلى ما وراء الخط الأزرق يزيد بشكل كبير من مخاطر سوء التقدير ويؤدي إلى مزيدٍ من التدهور في الوضع الذي هو أصلاً مثيراً للقلق». وتابع «ان العنف والمعاناة استمرّا لوقت طويل جداً، ويجب أن يتوقّفا. ونناشد كل الأطراف بشكلٍ عاجل إعادة التزام وقف الأعمال العدائية في إطار القرار 1701 والاستفادة من كل السبل لتجنّب المزيد من التصعيد بينما ما زال هناك مجال للجهود الديبلوماسية». وأكد ضرورة «التركيز من جديد على الهدف الشامل المتمثل في وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حلّ طويل الأمد للنزاع. إنّ العملية السياسية، التي ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701، والتي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، باتت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت. وإنّ الأمم المتحدة مستعدة بالكامل لدعم تلك الجهود»....

خطْف مسؤول «قواتي» في جبيل يشعل استقطاباً شعبياً وسياسياً حاداً

لبنان وكأنه على مفترق..فوضى أو أمن ذاتي..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- خريستودوليدس من بيروت: نيقوسيا ستدفع لوضع «إطار عملي» مع لبنان بملف النازحين

- اسرائيل تعلن اغتيال قيادي في «الرضوان»... و«حزب الله» يردّ بمسيّرة انقضاضية

لم يكن ينقص لبنان المشدود إلى احتمالاتِ توسيع الحرب على جبهته الجنوبية، إلا حادثٌ أمني سرعان ما استجرَّ استقطاباتٍ حادةً في الشارع وفي السياسة عكستْ هشاشةَ الواقع في بلادٍ تقيم فوق هشيمٍ مزدوج من فراغٍ رئاسي «يتفشى» في مختلف مفاصل الحُكْم وانهيار مالي – اقتصادي يتمادى وإن مع «كاتمِ صوتٍ»، وفاقَمه في الأشهر الستة الأخيرة وضْع الوطن الصغير على «خط نار» غزة معركةٍ اسمها الحَرَكي «مُشاغَلة» وباتتْ لها ديناميّتها المنفصلة التي أفرزتْ مساراً شائكاً في الطريق إلى «اليوم التالي» لبنانياً. فمنذ إعلان خطف منسّق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، يوم الأحد لدى مروره في بلدة حاقل (قضاء جبيل)، ساد لبنان مناخُ محموم بدا معه على مفترقٍ، إما من فوضى «مدبّرة في ليل» أو «تغذية» لمنطق الأمن الذاتي الذي «يَسْري» في بيئات معارِضة لـ «حزب الله» تَعتبر أن وَهْجَ «الدويلة»، إلى جانب زجّها البلاد في «فوهة براكين» إقليمية، بات يستدرج مَظاهِرَ «صيف وشتاء تحت سماء واحدة» وتفلُّتٍ من القانون ولو في جرائم غير ذي طابع سياسي. ولم يخفّف إعلانُ الجيش اللبناني صباح أمس، «أن مديرية المخابرات تمكّنت بعد متابعةٍ أمنيةٍ من توقيف عدد من السوريين المُشارِكين في عملية الخطف (قيل إن عددهم 6)، وتَجْري المتابعةُ لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية» من وطأة هذا الحادث الذي قابلتْه «القوات» باستنفار شعبي وسياسي تَوَّجَهُ انتقالُ رئيسها سمير جعجع إلى مركز الحزب في مستيتا (جبيل) وقطْع أوتوستراد جبيل (الذي يوصل إلى الشمال) بالاتجاهيْن وسط إقفال عام في المدينة والقضاء، إلى حين عودة سليمان. وفي حين اعتبرت أوساط واسعة الإطلاع أن التداعياتِ الأكبر لخطْف سليمان، بمعزل عن الدوافع التي لم يكن ممكناً تحديدها أمس، تَبقى رهن إذا كان المسؤول «القواتي» سيُطلق ويُستردّ وهو على قيد الحياة أم أن المصير الأسوأ سيصيبه، فإنّ «القوات» حرصت على متابعة حثيثة لعمل الأجهزة الأمنية في سعيها لتحديد مكان وجود سليمان وتحريره بعد معطيات أولية عن أنه «كان لا يزال بخير»، مع تلويح بتصعيد متدحرج بدءاً من الخامسة من عصر أمس «تحت سقف القانون» وبتوسيع جغرافيا الضغط الاحتجاجي، الذي بات له عنوان «ما بتقطع»، وبما لا يمس السلم الأهلي، على قاعدة أن ما حصل أياً كانت خلفياته وخفاياه يعبّر عن وضعية «خطف الدولة» وتحلُّل هيْبتها. وفيما أبلغت أوساط «القوات» إلى «الراي»، أن أي معطيات حاسمة لم تكن تجمّعت حتى الثالثة بعد الظهر حيال ملابسات ما جرى ومصير سليمان، مكتفية بتأكيد أن «العملية منظّمة والجهة التي نفّذتها محترفة وأن قراراً سياسياً يقف وراءها»، تحدّثت عن «إشاعات وتقارير يجري ترويجها من باب التشويش إما لحرْف الأنظار أو تنفيس الاحتجاجات الضاغطة والتي تصرّ على استعادة المخطوف وتوقيف الفاعلين وكشف مَن يقف خلفهم ومحاسبتهم، وإلا تكون ثبت كسْر ما بقي من هيبة للدولة»، برزت مواقف لنواب قواتيين اعتبروا «أن الأهم من تحديد هويّة بعض الضالعين في خطف سليمان، على أهميته، هو تحديد هويّة من شرّع الأرض لهكذا ارتكابات. فلولا استئثار وهيمنة الدويلة على القرار اللبناني، وكسرها المتعمّد لهيبة الدولة واستباحتها للحدود، لَما شهدنا هذا الانكشاف الأمني». ورأت دوائر قريبة من المعارضة، أن عملية الخطف تحمل عناصر تدفع إلى الارتياب من دوافع قد لا يكون متاحاً حالياً تفكيكها، متسائلة هل يمكن أن يكون منفّذوها واجهةً لـ «فاعل آخَر» أراد توجيه رسالة إلى «القوات» ربْطاً يمجمل تموْضعها السياسي مع أطراف معارضة أخرى بوجه «حزب الله»، معتبرةً في الوقت نفسه أن ثمة صعوبة في تَصَوُّر مستوى من السذاجة لدى الخاطفين المباشَرين بافتراض أن هكذا عملية، إذا كانت بخلفيات فدية أو ما شاكَل (علماً أن الخاطفين لم يطلبوا أي فدية)، يمكن أن تمرّ أو ينْفذوا منها، وخصوصاً بعد أشهر من اغتيال المسؤول القواتي إلياس الحصروني في عين ابل الجنوبية بعد محاولة تصوير الجريمة على أنها حادث سير وتصويب «القوات» فيها على «حزب الله». وفي موازاة تقارير ربطت خطْف سليمان بعمله كمسؤول عن قسم المعلوماتية في أحد المصارف وأنه يملك معلومات عن عمليات مشبوهة وملاحَظة أخرى أن توقيتَ العملية جاء بعد ساعاتٍ من موقف عالي النبرة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من السلاح خارج الدولة «فلا تعتقدوا أنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء»، فإن اتساع دائرة التكهنات بدا ثانوياً أمام أهمية كشف مصيره واستعادته التي كلما طالت تعاظمت الشكوك في الخلفيات العميقة للعملية برمّتها، ولا سيما بعدما التقطت مخابرات الجيش أكثر من مجرّد طرف خيط بتوقيف متورطين. ورأت الدوائر القريبة من المعارضة أن ملف سليمان، في كل الأحوال سيفتح واسعاً ملف الوجود السوري في لبنان على مصرعيه، و«على الحامي» إذا لم تتم استعادة المسؤول القواتي حياً، كما أنه سيرفع معه أيضاً مستوى «المعركة السياسية» بوجه وضعية «حزب الله»، وسط توقُّف عند حجم التضامن والتنديد بعملية الخطف والتي انخرطَ فيها «التيار الوطني الحر» وسائر قوى المعارضة. وكانت المعلومات عن خطف سليمان أشارت إلى أن أربعة أشخاص يستقلون سيارة بيضاء اللون نفذوا العملية بقوة السلاح عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق وحاقل، فيما كان يتحدث إلى صديق له. وقد سَمع الأخير عبر الهاتف سليمان يتوسل خاطفيه ألا يقتلوه «عندي أولاد». وذكر تلفزيون «إن تي في»، أن مخابرات الجيش عثرت في طرابلس على السيارة التي استُخدمت من الخاطفين وتبيّن أنها مسروقة، وأن معلومات تحدثت عن أن المخطوف أصبح داخل الأراضي السوريّة أو في منطقة قريبة من الحدود وقوّة من مخابرات الجيش تمركزت في عكار وتعمل على تحريره.

خريستودوليدس في بيروت

وخطفت الحادثة الأضواء عن زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبيروت، حيث أجرى محادثات مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، تركزت على ملف الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين عبر لبنان الى الجزيرة والتي أرست طلائع أزمة ديبلوماسية.وأشار موقع «لبنان 24» (المحسوب على ميقاتي)، إلى توافق مفاده بأن قبرص ستقوم بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي، لوضع «إطار عمليّ» مع لبنان، على غرار ما حصل بين الاتحاد الاوروبي وكل من مصر وتونس وأن «من شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية واعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة الى بلدهم».

جبهة الجنوب

في موازاة ذلك، لم تهدأ جبهة الجنوب التي ارتفع التحسب لِما قد تشهده في ضوء إعلان الجيش الإسرائيلي أنه استكمل «مرحلة أخرى» في إطار استعداداته «للحرب» عند الحدود مع لبنان، مؤكداً «الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم»، وذلك في أعقاب إسقاط «حزب الله» طائرة مسيّرة طراز «هرمز 900» وردّ اسرائيل بغارات في البقاع. وبرز أمس، تأكيد الجيش الإسرائيلي اغتيال مسؤول في قوة «الرضوان» التابعة لـ «حزب الله» هو علي أحمد حسين بالغارة على بلدة السلطانية - جنوب لبنان ليل الأحد. وذكر أن حسين يُعادل في منصبه رتبة «لواء»، زاعماً أن حسين كان مسؤول ضمن مهامه عن عمليات عديدة لإطلاق صواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية. ولم يتأخر رد «حزب الله» الذي نفذ «هجوما جوياً بمسيرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري»...

إسرائيل تغتال قيادياً كبيراً في «قوة الرضوان»

الجريدة..أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم ، أنه قتل القائد الكبير في «قوة الرضوان» الخاصة التابعة لـ «حزب الله»، علي أحمد حسين، مع آخرين من الجماعة الموالية لإيران في غارة جوية على منطقة السلطانية بجنوب لبنان. وذكر جيش الاحتلال أن منصب حسين يشبه منصب قائد اللواء، متهما إياه بأنه كان وراء شن الهجمات الأخيرة على مواقع مدنية في شمال إسرائيل. من جهته، نعى الحزب القيادي حسين من مدينة بيروت «الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس». كما أعلن مقتل عنصر ثانٍ من عناصره في المواجهات الحدودية مع إسرائيل جنوب لبنان، ليرتفع عدد قتلاه إلى 272 منذ 8 أكتوبر الماضي على وقع الحرب المدمرة في غزة. في غضون ذلك، أفادت «المقاومة الإسلامية» في جنوب لبنان بأنها نفذت هجوماً جويا بمسيرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري، وقد أصابت هدفها ‏بدقة، فيما شنت مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفا على أطراف بلدة الخيام جنوب لبنان. واليوم ، حذرت بعثتا الأمم المتحدة وقوة حفظ السلام الأممية بلبنان (يونيفيل)، في بيان مشترك، من التوسع في المواجهات بين إسرائيل والحزب اللبناني المدعوم من إيران، واعتبرتا ذلك «أكبر خرق» لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

توسّع المواجهات في جنوب لبنان..ورسائل لتحديد مواعيد جديدة للحرب

الجريدة.. منير الربيع ... فيما ترتفع بورصة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل تارة وتنخفض تارة أخرى في جنوب لبنان، تستمر الحرب على إيقاع تغير قواعد الاشتباك، إذ أظهر الحزب أخيراً قدرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة والمتطورة في تطور لافت في مسار المعارك. كما حاز إعلان الحزب امتلاك «منظومة دفاع جوي» اهتمام سفراء ودبلوماسيين، خصوصاً أن هذه القدرة تنذر، بالنسبة لهم، بتصاعد في مسار المواجهة. في المقابل، يعمل الإسرائيليون على تكريس قواعد جديدة للاشتباك خلاصتها أن أي استهداف من قبل حزب الله لقواعد عسكرية جوية أو استخدام طائرات مسيرة ستقابله تل أبيب بشن عمليات باتجاه البقاع أي على مسافة 100 كلم في العمق اللبناني من الحدود الجنوبية، ليعلن الإسرائيليون استهداف مواقع ومراكز لها صلة بمنظومة الدفاع الجوي للحزب أو بغرف عمليات تشغيل الطائرات المسيرة. ويعتمد حزب الله في رده على توسيع الاستهداف الإسرائيلي مسارين، الأول هو استهداف القواعد الجوية كقاعدة ميرون أو ثكنة كيلع، والثاني يتمثل في استهداف الجولان، ما يشير بوضوح الى اتساع منضبط للمعارك، لكنه تصاعد متدرج. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن حزب الله عمل في الفترة الأخيرة على تطوير منظومته للدفاع الجوي، وخصوصاً صواريخ أرض - جو التي يستهدف بها الطائرات، لأن الإسرائيليين تمكنوا من تجاوزها سابقاً عندما أسقط الحزب طائرة مسيرة من نوع هرمز 450، ثم نجح في تطوير صواريخ أسقطت طائرة هرمز 900. وبينما تقول مصادر عسكرية، إن الصراع بين الجانبين في أحد أشكاله هو صراع عقول، لا تزال التقديرات متضاربة حول كيفية قراءة هذا التطور في مسار العمليات، حيث يعتبر البعض أن التصعيد الإسرائيلي والاستهدافات لقواعد أساسية يأتي لتحقيق أهداف استراتيجية والاستفادة من الظرف القائم لإلحاق أكبر أذى ممكن بمنظومة الحزب العسكرية والبشرية، بالتالي تكون إسرائيل قادرة على فرض شروطها في أي مفاوضات ستأتي مع توقف الحرب والبحث عن مسار دبلوماسي مع لبنان. في المقابل، تشير بعض المصادر إلى أن اسرائيل تحضر لعملية أوسع ضد حزب الله في لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح، وأن هذه الضربات التي تستهدف مواقع الحزب في الجنوب وتدمير بعض القرى، واستهداف طرق الإمداد، بالإضافة الى استهداف مراكز عمليات في البقاع، لا تنفصل عن استهدافات تطال الحزب ومراكزه وشحنات الأسلحة العائدة له في سورية. ويرى هؤلاء أن الهدف من وراء هذه الضربات هو التمهيد لخوض عملية عسكرية أوسع مع الحزب في المرحلة اللاحقة، وبذلك تكون إسرائيل قد تمكنت من ضرب قدرات الحزب وخطوط إمداده قبل الاشتباك المباشر. ولا تزال وجهة الحرب غير محسومة، إلا أن الداخل اللبناني متخوف من احتمال حصول تطور وتصعيد على الجبهة، خصوصاً في ظل تواتر معلومات عن ضرب مواعيد للمواجهة، بين من يعتبر أنها ستكون بعد معركة رفح، أو أنها قد تتوسع على ايقاع خوض الإسرائيليين للمعركة في رفح بشكل مفاجئ مع لبنان، ولكن بتوسيع الضربات وليس بالدخول في حرب واسعة. هنا لا بد من التذكير بأن الإسرائيليين كانوا قد أرسلوا رسائل دبلوماسية للبنان حول مواعيد كثيرة لتوسيع هجومهم، وكان الموعد الأول الذي ضرب هو 15 مارس، فيما وصلت رسائل تحدثت عن 15 أبريل، بينما رسائل أخرى تتحدث عن مهلة حدودها الصيف المقبل.

خطف مسؤول قواتي يعيد لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية

رسائل سياسية مغلّفة بعمليات إجرامية ضد الاعتراض المسيحي على «جبهة غزة»

• دعوات لاعتماد الأمن الذاتي بعد مطالبة جعجع بتطبيق الفدرالية على غرار «حزب الله»

الجريدة.. بيروت - منير العتيبي ...ساعات عصيبة عاشها لبنان تذكّر بمشاهد غابرة. إنها لحظات تشبه ما قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 1975. والمفارقة أن تلك الحرب التي كانت قد بدأت بعمليات خطف، في شهر أبريل، خيّمت أجواؤها على البلاد في الشهر نفسه على خلفية خطف منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان. عملية خطف غامضة، بعض اللبنانيين شبهها باختطاف الناشط لقمان سليم واغتياله، والبعض الآخر شبهها باغتيال القيادي القواتي في بلدة عين أبل الجنوبية إلياس الحصروني. وعقب وقوع حادثة الاختطاف تداعى القواتيون إلى مركز القوات اللبنانية في منطقة جبيل، واعتصموا وقرروا قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بيروت بالشمال، في تحرك احتجاجي تصعيدي للإفراج عن المخطوف. وبقيت القوات اللبنانية، التي نزل «رئيسها» على الأرض، ملتزمة الصمت بانتظار تحقيقات الأجهزة الأمنية الرسمية لمعرفة ملابسات الحادثة، إذا كانت سياسية أم شخصية أم لأسباب مالية، خصوصاً أن الرجل المخطوف مسؤول تقني في أحد المصارف، وتأتي عملية الخطف في ظل انقسام لبناني عمودي حول كل الملفات، من الوضع في الجنوب، إلى الواقع السياسي المتأزم، والانقسام القائم حول استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية. وكان كلام مسؤولي القوات خلال اعتصامهم في غاية الوضوح، وهو إعطاء الدولة اللبنانية مهلة لتحرير المخطوف، وفي حال لم تتمكن الأجهزة الرسمية من ذلك، فقد تعالت أصوات تدعو إلى اعتماد مبدأ الأمن الذاتي، واعتبار الدولة غير قادرة على حماية أبنائها. وهذا الكلام، يتلاقى مع طروحات كثيرة تلقى صدى في البيئة المسيحية، حول اللامركزية المالية والإدارية الموسعة، أو اعتماد نظام الفدرالية، خصوصاً أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان قد اعتبر قبل أيام أن «حزب الله» يطبق الفدرالية في مناطقه، وبالتالي يمكن تطبيقها في مناطق أخرى. ويؤكد القواتيون أن الثقة بالدولة المركزية أصبحت منعدمة، وأنه لا بد من البحث عن نموذج جديد بإدخال تعديلات جوهرية على النظام كي لا يذهب الوضع إلى انفجارات غير محسوبة وغير معروفة المصير. روايات كثيرة سيقت حول عملية الخطف، لا سيما أن مخابرات الجيش اللبناني قد أوقفت سوريين بتهمة التورط في الواقعة، وأشارت المعلومات إلى أن الرجل خُطف واقتيد إلى منطقة على الحدود اللبنانية ــ السورية من جهة الشمال، ولفتت إلى أن عصابة لبنانية ــ سورية هي التي نظمت ونفذت العملية. وتقول مصادر القوات اللبنانية إنها لا تريد استباق التحقيقات، ولا الدخول في تفاصيل كيف يمكن لمثل هذه العصابة أن تعمل في وضح النهار بمنطقة جبيل، علماً بأن المنطقة لم تشهد من قبل أي نشاط لعصابات السرقة، وسط تساؤلات عما إذا كانت العملية كلها تتصل بتوصيل رسائل سياسية مغلّفة بعمليات السرقة أو العصابات، خصوصاً في ظل الموقف الاعتراضي لدى القوى ولدى جزء كبير من المسيحيين على انخراط «حزب الله» في الحرب إلى جانب حركة حماس الفلسطينية، كما أن البطريرك الماروني بشارة الراعي قد اتخذ موقفاً في غاية الصراحة والوضوح والحزم اعتراضاً على سلوك الحزب. عملياً، فإن التداعيات السياسية لحادثة الخطف تجاوزت تفاصيلها، وانتقلت بالبلاد إلى مرحلة جديدة، تتصل باتهام الأجهزة الرسمية ومؤسسات الدولة بالانهيار وعدم القدرة على توفير ظروف حماية المواطنين. لم تعد التداعيات مرتبطة بنتائج ومآلات العملية ومصير المخطوف، بل بوضع لبنان في نفق مظلم على ما يبدو أنه سيكون طويلاً، مع مزيد من التداعي، خصوصاً أنه في ظل المخاوف من تفاقم المشاكل الداخلية، لا يمكن إغفال زيادة حجم التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات واسعة لـ «حزب الله»...

"الحزب" يؤكد: زاهدي عضو في "مجلس الشورى"

نداء الوطن..كما أوردت «نداء الوطن» في عددها الصادر الأربعاء الماضي، أفاد أمس مصدر مقرّب من «حزب الله « وكالة «فرانس برس» أنّ القائد العسكري الإيراني محمد رضا زاهدي الذي قُتل في الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، كان عضواً في مجلس شورى «الحزب». وفي الاحتفال التأبيني لزاهدي في الضاحية الجنوبية أمس، قال الأمين العام لـ»الحزب» حسن نصرالله إنّ الحرس الثوري الإيراني الذي ينتسب اليه زاهدي «لا يتدخل إطلاقاً في الشأن اللبناني لا من قريب أو بعيد، وتركيزه ينصبّ على دعم المقاومة».

نصرالله: القوات والكتائب يبحثان عن حرب أهلية

الأخبار .. ترويع أهالي جبيل وكسروان وتهديدهم خطوة خطيرة جداً وأمر لا يُسكت عليهاتّهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حزبَي القوات اللبنانية والكتائب بأنهما «أصحاب فتن تحرّكهم الأحقاد الدفينة، ويبحثون عن حرب أهلية»، وحذّر من أن ترويع أهالي جبيل وكسروان وتهديدهم بعد خطف منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان «خطوة خطيرة جداً جداً، وعليهم فهم خطورتها»، و«أمر لا يُسكت عليه»، بعدما خرج مناصرو الحزبين إلى الشوارع، و«سمعنا كلاماً عن إخراج السلاح الذي يُذكّر بالحرب الأهلية». واعتبر أن كشف ملابسات عملية الاختطاف «وقى لبنان شرّ محنة وفتنة بسبب الأحقاد والحماقات والارتباط بمشاريع خارجية والتآمر، وكان فضيحة كبيرة كشفت حقيقة القوات والكتائب». وفي ذكرى الحرب الأهلية، توجّه إلى «من يناقش المقاومة بعد تصديها لعدو يُجمع اللبنانيون على عداوته، ومن يلاحقنا بقرار الحرب والسلم: من قام بالحرب حينها؟ هل أخذتم قراراً من الدولة أو أنتم اتخذتموه؟». وفي الاحتفال التكريمي لمناسبة استشهاد اللواء محمد رضا زاهدي، شدّد نصرالله على أنّ «استهداف المستشارين الإيرانيّين هو جزء من المعركة الأساسيّة الأكثر وضوحاً وشرعيّةً، وهي الصّراع مع العدو»، جازماً بأن «لا صحة للصورة التي يحاول البعض تقديمها بأن سوريا محتلّة من قبل إيران، وبأنّ الأخيرة هي صاحبة القرار في سوريا. والحقيقة أنّ القيادة السّوريّة هي صاحبة قرارها، والمساعدة الّتي قدّمتها إيران في مواجهة الحرب، هي لمنع سيطرة التّكفيريّين والأميركيّين والإسرائيليّين على سوريا». ورأى أن «هناك عنصرين جديدين في الاعتداء الإسرائيلي على القنصليّة الإيرانية في دمشق: الأول هو أن الاستهداف هو على أرض إيرانية، وهنا المسألة ليست فقط استشهاد قادة إيرانيّين، بل هناك أرض إيرانية اعتُدي عليها. والجديد الثّاني هو مستوى الاستهداف، لأنّ اللّواء زاهدي كان رئيس المستشارين الإيرانيّين في لبنان وسوريا». ولفت إلى أن «الأميركيين والإسرائيليين وكل العالم سلّموا بأن هناك رداً إيرانياً على الاستهداف، وهذا حقّ طبيعي لإيران، والكلّ ينتظر ما سيحصل وتداعيات ذلك». وشدّد نصرالله على أنه «بعد 6 أشهر على الحرب على غزة، لم تتحقّق الأهداف الّتي حُدّدت، ووضع إسرائيل ساء من كل النواحي»، و«كلام الإسرائيليّين أنفسهم يتناول هزيمة إسرائيل». وكرّر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت «منفصلان عن الواقع». وأضاف أن الاتصال الأخير بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو بيَّن ما كنا نقوله بأن أميركا تستطيع الضغط على إسرائيل لأن الإدارة الأميركية أدركت فشله. وقال إن وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية «يعني هزيمة مدوية تاريخية لإسرائيل، وهزيمة شخصية لنتنياهو وحزب الليكود وبن غفير وسموتريتش لأنهم سيذهبون للتحقيق بسبب فشلهم»، مؤكداً أن نتنياهو سيحاول عرقلة المفاوضات من تحت الطاولة لأن وقف إطلاق النار سيعني انتهاءه. وأوضح أن «أحد أهم شروط حماس بالنيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية وعن محور المقاومة هو الانسحاب من قطاع غزة وفتح الشمال على الجنوب»، لافتاً إلى أن العدو قد يكون رضخ وخرج من غزة قبل أن يصبح المطلب في المفاوضات ملزماً. وعن إسقاط المقاومة الإسلامية في لبنان طائرة هيرمز 900، قال إن «العدو اعتبر إسقاط الطائرة تجاوزاً للخطوط الحمر ونقول له: من قال إننا لا نتجاوز الخطوط الحمر؟».

إعلام العدو: لا حلّ لجنوب لبنان

حافظت المقاومة في الجبهة الممتدّة من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة على مستوى ثابت من العمليات اليومية ضد مواقع جيش العدو وثكناته وآلياته. وشنّ حزب الله، أمس هجوماً جوياً بمُسيّرة انقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري، واستهدف انتشاراً لجنود العدو في محيط موقع حدب يارين، وثكنة زبدين ‏في مزارع شبعا اللبنانية، وموقع ‏رويسات العلم في تلال كفرشوبا.‏‏ وبعد رصد دقيق لتحركات العدو، اكتشف مقاتلو الحزب كميناً لمجموعة معادية شرق موقع حانيتا، فاستهدفوها بنيران المدفعية و«أوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح».

ترويع أهالي جبيل وكسروان وتهديدهم خطوة خطيرة جداً وأمر لا يُسكت عليه

وفي إطار النقاش الإسرائيلي الداخلي حول استراتيجية التعاطي مع المخاطر الناجمة عن عمليات المقاومة على الجبهة الشمالية، والتهديدات المستمرة بتوسيع الحرب على لبنان، قال رفيف دروكر في «هآرتس» إن «من الأفضل الحفاظ على قدر من الشك في كل ما يتعلق بالقدرة الفعلية على تحقيق هذا التهديد (...) كلنا يعلم مدى قدرتنا على القتال في لبنان من دون دعم قوة عظمى». ورأى أن «من الصعب تعداد التهديدات التي وجّهها كلٌّ من رئيس الحكومة ووزير الدفاع والقيادة العسكرية إلى حزب الله في الحرب الحالية. لكنهم توقفوا أخيراً. تبدو هذه التهديدات محرجة جداً عندما نفحص الوضع في الشمال. المأزق حقيقي، ولا أحد في القيادة لديه حل حقيقي». وأضاف: «فلنفترض أننا دمّرنا البنى التحتية اللبنانية، فهل سيؤدي هذا إلى ابتعاد حزب الله مسافة 40 كلم عن الحدود؟ ثمة شك كبير في ذلك. هل ستدفعه المناورة البرية إلى ذلك، في الوقت الذي يُطلب من الجيش البقاء في غزة، والانتشار بشكل واسع في المناطق؟ الاعتراف بأن هذا الأمر أكبر منا غير مريح». هذا كله من دون الحديث عمّا ستتعرض له الجبهة الداخلية، إذ أشار إلى أن «هيئة الطوارئ الوطنية تتحدث عن سيناريو عتمة، فشركة الكهرباء غير مستعدة وتوقُّفها المفاجئ سيؤدي إلى شلّ المنظومة كلها، وإعادتها إلى العمل ستستغرق وقتاً. ومع انقطاع الكهرباء، ستتوقف شبكة الهواتف الخلوية عن العمل بعد ساعتين». الخلاصة، بحسب دروكر، أنه «ليس لدى إسرائيل كثير من الخيارات»، داعياً إلى تحريك صفقة المخطوفين التي ستؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، واستغلال وقف النار للتوصل إلى تسوية في الشمال. ورأى أنه «في أحسن الأحوال، في إمكان هذا الاتفاق إبعاد قوة الرضوان بضعة كيلومترات عن الحدود على الأقل، بحيث لا يرى السكان أفراد هذه القوة بالعين المجردة». وخلص إلى أنه «حرام علينا خداعهم (المستوطنون في الشمال) بأن بعض الخزعبلات العسكرية ستؤدي إلى اختفاء تهديد حزب الله من حياتنا». وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت، تحذيره خلال مناقشة داخلية في بداية الحرب على غزة من شن حرب على لبنان، معتبراً أنها «ستكون كارثة لسنا مستعدين لها». وكان حزب الله نعى فجر الجمعة الشهيدين علي أحمد حسين من مدينة بيروت، وأحمد أمين شمس الدين من بلدة مركبا في جنوب لبنان.

بكركي أمام استحقاق وأد فتنة جعجع

الأخبار .. التعبئة العمياء في الأوساط السياسية والحزبية والشعبية لفريق القوات اللبنانية، تهدّد بانفجار أهلي حقيقي ما لم تبادر القيادات المرجعية في الشارع المسيحي إلى خطوات عملية تضع حداً لخطاب التحريض المنفلت، خصوصاً أن بيان «القوات» الذي صدر بعد الإعلان أمس عن مقتل المخطوف باسكال سليمان، وتصريحات النواب القواتيين، أظهرت نية الاستمرار في الاستغلال السياسي لحادثة تشير معطيات التحقيق إلى أن خلفيتها جنائية، حتى ولو كان الضحية مسؤولاً حزبياً.والقلق على السلم العام مردّه ليس فقط إلى سلوك أنصار القوات على الأرض ليل أمس وأول من أمس، وتعرّضهم للأبرياء على الطرقات في أكثر من منطقة، بل إن قيادة القوات تعتبر ما حصل مناسبة لتحريض على مزيد من الانقسام الداخلي على خلفية طائفية، مع سعي محموم إلى تكرار تجارب الماضي غير البعيد والتي أدّت إلى خراب الهيكل مرات كثيرة. وتحسن هنا الإشارة إلى ما قاله سمير جعجع صراحة في مقابلة تلفزيونية أخيراً بأن «المسيحيين بخير طالما أنهم في مواجهة الشيعة»! وفيما تسارعت الاتصالات بين الأقطاب المسيحيين ليلاً لاحتواء الموقف، بدا لافتاً أن البطريركية المارونية، بشخص البطريرك بشارة الراعي، معنية بلعب دور مزدوج، أحدهما يتعلق بالضغط على الجيش اللبناني للتصرف بحزم مع قاطعي الطرقات وعدم تكرار تجارب تظاهرات 17 تشرين، والثاني الحديث المباشر مع القوى السياسية المعنية، خصوصاً القوات اللبنانية، بأن الدفع نحو صدام أهلي لا يؤمّن الأمن والسلام للمسيحيين ولا لبقية اللبنانيين. علماً أن الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية مع قيادة الجيش أظهرت حرصه على «القيام بكل ما يلزم لمنع أي صدام أهلي مهما كانت الكلفة». وكانت لافتة أمس صراحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اتهامه فريق القوات بالوقوف خلف مشروع فتنة وحرب أهلية في لبنان، بعد مشاورات على أكثر من صعيد سياسي وأمني وعسكري مع الجهات المعنية في الدولة، للقيام بخطوات تحتوي الأزمة وتمنع توسعها، سيما أن الجميع يعيش مناخات مضطربة ربطاً بما يجري في المنطقة، خصوصاً أن قائد القوات سمير جعجع يواصل رهانه على ضربة إسرائيلية قال مراراً إنها «حاصلة حتماً في نيسان الحالي» ستقضي على حزب الله. وفي انتظار انكشاف كامل تفاصيل التحقيقات الجارية مع الموقوفين لدى استخبارات الجيش اللبناني، فإن ما رشح من معطيات أكّد أن المجرمين هم أعضاء في عصابات ناشطة في أكثر من منطقة لبنانية، تستغل الفوضى العامة للتحرك بين المناطق اللبنانية وعلى جانبي الحدود مع سوريا. كما أكّدت معطيات جهات التحقيق أن المشتبه في تورطهم بالجريمة لا معرفة مسبقة لهم بالضحية ولا تعامل مسبقاً لهم معه.

القوات تسحل سوريين والأمن السوري سلم استخبارات الجيش المتهمين الثلاثة

وبحسب التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات في الجيش، أثناء مغادرة باسكال سليمان من واجب عزاء في بلدة الخاربة، اعترضت طريق سليمان لدى عودته من تقديم عزاء في بلدة الخاربة سيارة «هيونداي أكسنت» بيضاء تقل أربعة مسلّحين، وأنزلوه من سيارته وضربه أحدهم بـ«كعب» مسدس لدى محاولته مقاومتهم، ما أدى إلى وفاته على الفور. عندها وضعوه في صندوق السيارة، وتوجّهوا إلى القلمون حيث أنزلوا أحدهم في فندق في القلمون ليتولى لاحقاً ركن سيارة الهيونداي التي يستخدمونها في عمليات السطو على الكورنيش البحري، فيما توجّه الثلاثة الباقون إلى سوريا عبر دير عمار وجرود الضنية - الهرمل، وبعدما قطعوا الحدود تخلّصوا من الجثة. وأفادت التحقيقات بأن العصابة هي واحدة من عصابات كثيرة تنشط في مناطق المتن وكسروان وجبيل لسرقة السيارات ونقلها إلى رؤوس عصابات محترفة على الجانب الآخر من الحدود، ويتولى هؤلاء الاتصال بأصحابها وطلب أموال مقابل إرجاعها. كذلك تبيّن أن الرأس المدبر للخاطفين هو السوري بلال محمد دلو الذي اعتدى بالضرب على الضحية. كما أكدوا أنهم لم يكونوا يعرفون الضحية وأنهم استهدفوه كونه كان وحيداً في السيارة. وعلمت «الأخبار» أنّ الفرع التقني في استخبارات الجيش عمل على تتبع داتا الاتصالات بعد العثور على هاتف سليمان أول من أمس، وتمكن من رصد رقم هاتف في منطقى القلمون كان ناشطاً في المنطقة التي اختطف فيها الضحية، ما قادهم الى توقيف أحد أفراد العصابة الذي أعطى أسماء شركائه. كما أن المدعو أحمد ن. الذي يعمل في التهريب عبر أحد المعابر تواصل مع استخبارات الجيش فور تفاقم القضية، وأفاد بمعلومات حول أسماء الخاطفين الذين دفعوا له لتمرير السيارة إلى الداخل السوري. وبعد التواصل مع الأمن السوري أُوقف الثلاثة واعترفوا بأن باسكال «مات معنا ورمينا جثَته على الطريق». وأشارت المصادر إلى أن الموقوفين الأربعة، إضافة إلى اثنين آخرين تم توقيفهم، أصحاب سوابق في سرقة السيارات بقوة السلاح وتهريبها إلى سوريا. وفور ورود الخبر عن العثور على جثة سليمان، سيطر التوتر على منطقة جبيل حيث نصب مناصرو القوات اللبنانية خياماً على الأوتوستراد واعترضوا السيارات التي تحمل لوحات سورية والمارة من السوريين. وانتشرت فيديوات عن عمليات ضرب وسحل لشبان سوريين في زوق مصبح وبرج حمود والدورة وغيرها. وأفيد عن انتشار مناصري القوات في عدد المناطق كزحلة وعاريا وقطعهم للطرقات. وعزّز الجيش وحداته التي كان قد نشرها منذ أول من أمس في المناطق المصنّفة «خطوط تماس» بين البلدات الجبيلية المسيحية والإسلامية، وكذلك على الطريق الفاصل بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، تحسباً لأي تشنجات. وقالت مصادر أمنية إن القيادة أعطت تعليماتها باستيعاب حالة الغضب في صفوف مناصري القوات في أي مكان يتم فيه تنظيم تحركات احتجاجية، وسط «توجّه لتفادي الاحتكاك غير المحبّذ في مثل هذه الحالة مع الناس». ويعقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي صباح اليوم، لمناقشة الأوضاع الأمنية إثر مقتل سليمان، على أن يتوّجه كل من مولوي وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الصرح البطريركي لوضع الراعي في أجواء التطوّرات.

برّي يفكّ الإشتباك بين الراعي ونصرالله؟

الاخبار..نقولا ناصيف.. تصاعد نبرة السجال تجمّد اهداف ورقة العمل المسيحية للحوار ..

خطف حادث جبيل في اليومين المنصرمين الاهتمامين السياسي والامني عما عداه، فيما الاعتقاد ان المشكلات المؤجلة الى ما بعد انتهاء العطلة الطويلة من الاعياد قد تستعيد القليل من حيويتها. ذلك ما لم يحدث. ارتفعت نبرة التخاطب اكثر من المعتاد بين حارة حريك وبكركي......الجمعة الفائت تحدّث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مطلقاً عبارة مدوية «مرحبا بالحرب»، في معرض تأكيد جهوز الحزب لها. غير مألوفة بالصيغة التي اطلقها كما لو انه يريد الذهاب اليها. ما لم يقله قبلاً متمسكاً برفض استدراجه اليها. قد تكون حتمتها مشاعر الغضب على اثر قصف اسرائيل القنصلية الايرانية في دمشق. الاحد تحدّث البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في رد مباشر يدل على المقصود دونما ان يسمي، مطلقاً بدوره عبارة مدوّية ان الحرب «ليست بقرار شخص او فئة او حزب من المواطنين». مَن تواصل مع بكركي يومذاك سأل عن مغزى حدّة نبرة البطريرك، فكان الجواب أن امتعاضه مما سمعه من نصرالله قاده الى ان يختم العظة بما قال. رفع بذلك الاشتباك السياسي الى مرتبة قصوى حيال اتهامه المساق الى حزب الله انه يقود اللبنانيين والدولة اللبنانية الى حيث لا يريدون.البارحة، في صحيفة «الشرق الاوسط»، حاول الرئيس نبيه برّي فك الاشتباك بين نصرالله والراعي، بجزمه «اننا لن ننجرّ الى حرب مفتوحة مع اسرائيل، وسنبقى نمارس ضبط النفس واستيعاب العدوان». ما فُهِم من كلام رئيس المجلس ان الامين العام لحزب الله كان يتوجه بخطاب تعبئة الى انصاره وشد التفافهم من حول خيار المقاومة اكثر منه تهديده وتلويحه بالحرب. في اطلالته امس، لم يأتِ نصرالله - او يكمل - ما عناه الجمعة. بَانَ كأن السجال توقف عند هذا الحد، خصوصاً بعد عبارة التطمين لرئيس البرلمان. على ان المشكلة الجديدة الناشئة، مع المواقف المتصاعدة تدريجاً للبطريرك، تشي بانتقال السجال من حول تداعيات حرب غزة على جنوب لبنان والمخاوف من انتقال الحرب برمتها اليه، الى المراجع الدينية. كلاهما، الراعي ونصرالله، مرجعيتان دينيتان وسياسيتان في آن: الاول قائد طائفته علّمته تجارب التاريخ الطويل للموارنة ان يكون قائداً سياسياً في حقب عدة، والثاني قائد معمّم لحزب يتداخل الديني فيه بالعقائدي والسياسي والجهادي ما يحيله متقدّماً على المراجع الدينية الفعلية في لبنان. في الاسابيع الاخيرة غدا معلوماً ان الجدال يدور من حول المرجعيتين هاتين، وكلٌ منهما تظلل حلفاءها من القوى السياسية المنقسمين على ملفات شتى معقدة ليس اولها انتخاب رئيس للجمهورية، ولن يكون آخرها حتماً الموقف من حرب غزة. مع ان الكلام الاخير للبطريرك الماروني ليس ابن ساعته، وكان تقطّع ادلاؤه به مرة بعد اخرى على مر الاشهر الستة المنصرمة في حرب غزة مذ اضحى الجنوب جزءاً لا يتجزأ منها، الا ان لتوقيته الاخير مدلولاً مختلفاً، خصوصاً بعدما كشف اجتماع 21 آذار المنصرم عن مبادرة بكركي جمع الافرقاء المسيحيين، المتحالفين والمتناحرين، من حول ورقة عمل لخيارات سياسية موحدة. ما انتهى اليه الاجتماع ذاك، ان رام تجاوز النطاق الماروني الى المسيحي العام توطئة للذهاب الى حوار مع الشريك الآخر لا سيما الثنائي الشيعي، وتالياً اعادة النظر في الورقة المرفوعة الى الاحزاب والقوى المشاركة. الواقع ان الثنائي الشيعي يكاد يكون المعني الوحيد بالتصوّر المسيحي المراد مناقشته، تحديداً في المسألتين اللتين ينقسم من حولها اي حوار مسيحي - شيعي: قرار الحرب والسلم وانتخاب رئيس للجمهورية.

مانعان يتمسك بهما حزب الله: ابقاء جبهة الجنوب مفتوحة، وانتخاب الرئيس يلي الحوار

بعد الاجتماع المسيحي العلني الاول، قيل ان آخر سيليه بعد عطلة الاعياد، الى النصف الثاني من الشهر الجاري، يفترض في الاثناء هذه ان تدخل تعديلات على ورقة العمل. بيد ان السجال المباشر اخيراً بين الراعي ونصرالله، وتالياً السقف العالي لمواقفهما المدلاة اقرب ما تكون الى شروط مسبقة، يدفعان نحو مزيد من المبررات لتعذّر اجراء حوار من حول الورقة المسيحية. في الوقت نفسه يصعب الذهاب الى اي خيارات بديلة في ظل مانعيْن اثنين اضحيا اخيراً لبّ مأزق اي حوار مسيحي - شيعي محتمل:

اولهما، مضي حزب الله في قراره الاستمرار في فتح جبهة الجنوب وإشغال اسرائيل في حربها مع غزة الى ان يتوقف اطلاق النار نهائياً هناك، ولن يسع اي احد، لا الحكومة اللبنانية ولا الافرقاء الآخرون المعارضون، الوقوف في طريق هذا القرار.

ثانيهما، ابقاء انتخاب رئيس الجمهورية مؤجلاً الى امد غير محدود لسببين مباشرين على الاقل، انتظار مآل حرب غزة وانعكاس التسوية على جنوب لبنان وتالياً مصير القرار 1701، وتمسكه بحوار داخلي يسبق انتخاب رئيس للجمهورية مع اصراره على ترشيحه كثنائي شيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه. في ما يدور بين الاحزاب المشاركة في الاجتماع المسيحي، في انتظار لقائها المقبل، انها قادرة على ممارسة ضغوط على حزب الله في وجهة انتخاب رئيس للجمهورية، اكثر منها حيال سلاحه المتداخل مع معضلة تفرّده بقراريْ الحرب والسلم. في الاجتماع الاخير، بازاء تباين واضح بين التيار الوطني الحر والمشاركين الآخرين لاسيما حزبي الكتائب والقوات اللبنانية حيال بند سلاح حزب الله وسبل بت مصيره، تقاطع الفريقان المتنافران على موقفيْ رفض التورط في حرب غزة والاصرار على الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. على ان الموقف الاخير للبطريرك ربما فُسِّر على انه قفز من فوق الورقة المسيحية المزمع طرحها للحوار كي يضع سقفاً مختلفاً للتفاوض.

اللبنانيون يطرحون سيناريوهات مختلفة للرد الإيراني ويخشون الحرب الموسعة

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. لا يبدو اللبنانيون مطمئنين إطلاقاً لمسار الأمور في المنطقة، هم الذين أُقحموا في حرب يرى قسم كبير منهم أنه «لا ناقة لهم فيها ولا جمل» بعد تفرد «حزب الله» بإعلان منطقة الجنوب ساحة حرب دعماً ومساندة لغزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويخشى هؤلاء أن يؤدي رد طهران على استهداف إسرائيل مقر قنصليتها في دمشق وبعدها ردة الفعل الإسرائيلية على هذا الرد إلى اندلاع حرب موسعة في المنطقة يكون لبنان ساحة رئيسية لها. وينقسم اللبنانيون بين من يترقب رداً قاسياً على حجم الهدف الذي ضربته إسرائيل، ومعظم هؤلاء من مناصري «حزب الله»، وبين من يرى أن الرد سيكون محدوداً وأقرب ليكون رمزياً، مرجحاً أن يكون هناك تفاهم إيراني - أميركي بهذا الخصوص لتفادي توسيع الحرب في المنطقة. أما الفئة الثالثة فترجح ألا يكون هناك رد، وأن يتواصل استخدام شعار «الرد في المكان والزمان المناسبين» من دون أن يأتي هذا الرد. وشُنت حملات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجرى نشر صورة لقائد قوات «فيلق القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني كُتب عليها «أين أصبح ثأري؟»، هو الذي لقي حتفه في بغداد عام 2020. وأعلن «الحرس الثوري» وقتها أنه استهدف قاعدتين تضمان قوات أميركية في محافظتي الأنبار وأربيل العراقيتين.

احتمالية رد «حزب الله»

ورغم أن أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله أكد في إطلالته الأخيرة أن «الرد الإيراني آتٍ لا محالة»، من دون أن يشير إلى احتمال تولي «حزب الله» الرد، إلا أن مصادر «القوات اللبنانية» ترى أن إمكانية توكيل إيران لـ«حزب الله» أو لأي من أذرعها في المنطقة الرد، هي «فضيحة وهزيمة لأن من استُهدف اليوم في دمشق هي إيران بحد ذاتها؛ فالقنصلية الإيرانية هي أرض إيرانية، ومن ثم في حال لم ترد طهران مباشرة على الاستهداف هذا يعني إقرار واضح من قبلها بأنها أعجز من أن ترد، وأنها في موقف ضعيف، وأنها خلافاً لكل ما تدعيه من قوة، فهو كلام إعلامي غير صحيح». وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التجربة أثبتت منذ مقتل قاسم سليماني إلى اليوم أن إيران لا تعتمد الرد الكلاسيكي، إنما تعتمد الرد من قبل أذرعها تجنباً للدخول في مواجهة من دولة لدولة؛ لأنها أضعف من الدخول في هذه المواجهة». وترى المصادر أن «حزب الله أساساً منذ دخوله بحرب غزة من دون سؤال الدولة والحكومة متخذاً القرار بمفرده من دون العودة إلى أحد، هو ارتكب خطيئة لا تُغتفر بحق اللبنانيين لأنه أدى إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وقتل المئات منهم، من دون أن ننسى التأثير السلبي على الاقتصاد اللبناني، ومن ثم فهو وفي حال ذهب ليثأر لإيران يكون أيضاً يستخدم لبنان لاعتبارات إيرانية، ويمعن في إقحامه في صراع إقليمي على أرض لبنانية مستخدماً الشعب اللبناني خدمة للمشروع الإيراني».

أهداف محتملة

ومن جهته، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر أن «الرد الإيراني حتمي، ولكن الإيرانيين ما زالوا يدرسون كيفية الرد كي لا يكون بمثابة إعلان حرب لأن إسرائيل تتحرش بإيران لجرها إلى الاشتباك معها والأخيرة تعرف أن اشتباكها مباشرة مع إسرائيل يعني حرباً مع الولايات المتحدة الأميركية لا تريدها». ويؤكد جابر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الرد سيكون مباشراً من قبل طهران بعدما أعلنت التعبئة القصوى» مرجحاً أن يجري استهداف «قنصلية إسرائيلية قد تكون في كردستان وهي على مرمى النيران والصواريخ الإيرانية مباشرة، أو قد يكون الرد بحراً باستهداف سفينة إسرائيلية»، مضيفاً: «أما ضرب المصالح الأميركية في المنطقة فمستبعد تماماً، وقد أُبلغت واشنطن بذلك». ويرجح جابر أن يكون هناك «رد آخر عبر حلفاء إيران في المنطقة»، مستبعداً أن يؤدي أي رد من «حزب الله» لتوسيع المعركة لأنه أمر يتفاداه منذ أشهر.

اغتيال قيادي ميداني جديد لـ«حزب الله» يعزز تفوّق إسرائيل تكنولوجياً

يرأس مجموعات قتالية من «فرقة الرضوان» بالقطاع الأوسط جنوب لبنان

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. اغتالت إسرائيل قيادياً ميدانياً في «حزب الله» بغارة نفذها سلاح الجوّ على بلدة السلطانية في جنوب لبنان فجر الاثنين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين أمنيين أن الغارة الإسرائيلية «أدت إلى مقتل 3 من مقاتلي (حزب الله) بينهم القيادي الميداني في (قوة الرضوان) عبّاس جعفر». ويشكل مقتل علي حسين، الذي يحمل اسماً عسكرياً هو «عباس جعفر»، خسارة كبيرة للحزب. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر ميدانية مقرّبة من الحزب في جنوب لبنان أن عباس جعفر «كان يقود في الفترة الأخيرة مهام قتالية ميدانية، ويرأس مجموعات مقاتلة تابعة لـ(فرقة الرضوان) في محاور القطاع الأوسط على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية»، مشيرة إلى أن هذا المقاتل «يملك خبرات قتالية كبيرة؛ إذ توّلى كثيراً من المهام العملانية في سوريا، وبقي لسنوات يقود مجموعات قتالية في حلب والبادية السورية وفي ريف دمشق». وسجّلت إسرائيل هذا الاغتيال ضمن قائمة «الإنجازات» التي تحققها في مواجهتها مع «حزب الله»، ونشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، بياناً عبر حسابه على منصّة «إكس» قال فيه، إن الجيش «قضى على قائد منطقة حجير في (قوة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) والذي كان متورطاً بعلميات إطلاق نار وقذائف عديدة نحو الأراضي الإسرائيلية». وأعلن أدرعي أن هذا الشخص «كان يخطط لتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية». وبعد ساعات على هذه العملية، أعلن الجيش الإسرائيلي «إنهاء مرحلة من الاستعدادات لاحتمال شن عملية عسكرية على حدود لبنان».

ملاحقة تكنولوجية

وينضم جعفر إلى مجموعة من القادة الميدانيين الذين يتولون مهام عملانية وقيادة قطاعات جغرافية في المعركة الأخيرة، واستطاعت إسرائيل ملاحقتهم واغتيالهم. ولم ينعَ الحزب من مقاتليه بصفة «الشهيد القائد» إلا وسام الطويل الذي كان يتولى موقعاً بارزاً في قيادة فرقة النخبة في الحزب (قوات الرضوان). وثمّة عوامل عدّة تسهّل على إسرائيل عمليات تعقب وتتبّع تحركات قادة وكوادر «حزب الله» في الميدان، ويقول الخبير في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا عامر الطبش لـ«الشرق الأوسط»، إن إسرائيل «تعتمد حالياً على عمليات الرصد جوّاً وأرضاً لتنفيذ مثل هذه العمليات». ولم تفلح التوجيهات التي أعطاها الأمين العام لـ«حزب الله» إلى عناصره بعدم استخدام الهاتف الجوال، في وقف هذه الاغتيالات، ويقول الطبش: «أصبح الإسرائيلي يخترق التسجيلات الصوتية، ويمكن أن يراقب الشخص المستهدف حتى لو كان جالساً في بيته». ويضيف: «أصبح التفوق التكنولوجي هائلاً لدى جيش الاحتلال، فالطائرات المسيّرة قادرة على تحديد هوية الشخص عبر كاميرات عالية الدقّة، وقراءة بصمة الوجه وتتبع تحركاته، وترسل المعلومات إلى غرفة التحكّم التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل هذه المعلومات». ويلفت الطبش إلى أن «هناك فارقاً كبيراً بين التقنيات التي كانت تستخدم في عام 2006، التي كانت تعتمد على التحليل البشري الذي يأخذ وقتاً لتحديد الشخص، أما الآن فيجري التحقق من ذلك عبر الذكاء الاصطناعي الذي يعطي المعلومات الدقيقة في ثوانٍ معدودة».

تحذيرات دولية

إزاء التطورات المتسارعة في الجنوب، عبّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، عن قلقهما من توسّع رقعة المواجهات، وأعلنا في بيان مشترك أن «الدورة المتواصلة من الضربات والضربات المضادة، في خرق لوقف الأعمال العدائية، تشكل أخطر انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي (1701) منذ اعتماده في عام 2006». وأكدا أن «التوسع التدريجي في نطاق وحجم المواجهات إلى ما وراء الخط الأزرق يزيد بشكل كبير من مخاطر سوء التقدير ويؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الذي هو أصلاً مثير للقلق». وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي اشتباكات متقطعة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث أعلن الأمين العام لـ«الحزب» حسن نصر الله أن جبهة لبنان هي جبهة «مساندة لغزة». وقال المسؤولان الأمميان إن «العنف والمعاناة استمرا لوقت طويل جداً، ويجب أن يتوقفا. إننا نناشد كل الأطراف بشكل عاجل إعادة الالتزام بوقف الأعمال العدائية في إطار القرار (1701) والاستفادة من جميع السبل لتجنب مزيد من التصعيد، بينما لا يزال هناك مجال للجهود الدبلوماسية»، وشددا على «ضرورة التركيز من جديد على الهدف الشامل المتمثل في وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع». وأضاف البيان أن «العملية السياسية التي ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار (1701) والتي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، باتت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى»، وأن «الأمم المتحدة مستعدة بالكامل لدعم تلك الجهود».

الجيش اللبناني: باسكال سليمان قتله خاطفوه ونقلوا جثته إلى سوريا

«القوات» اعتبراه اغتيالاً سياسياً وميقاتي دعا إلى ضبط النفس

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. أعلن الجيش اللبناني، ليل الاثنين، أن منسق حزب «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل (شمال لبنان) باسكال سليمان، المخطوف منذ الأحد، قُتِل من قبل الخاطفين أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل (شمال لبنان)، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. وقالت قيادة الجيش في بيان: «تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف، وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قتل من قبل خاطفيه». وأشارت إلى أن قيادة الجيش «تنسق مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزي». وكان التحرك السريع للجيش اللبناني، بحثاً عن قيادي المخطوف سليمان، طوق توتراً سياسياً وشعبياً تصاعد في منطقة جبيل في شمال محافظة جبل لبنان وانتهى بإقفال المدينة وأوتوستراد بيروت - الشمال، احتجاجاً على اختطافه. وخطف مسلحون مجهولون يستقلون سيارتين في منطقة جبيل، منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان خلال عودته إلى منزله بمفرده بعد ظهر الأحد. وانتشرت مقاطع صوتية لرجل قال إنه كان يتحدث في تلك اللحظة مع سليمان حينما سمع صوته يخاطب مسلحاً اعترضه، ويطلب منه عدم قتله وأنه أب لأطفال. وأشار المتحدث في المقطع الصوتي إلى أن سليمان اختًطف ويجب بدء البحث عنه. عُثر على هاتف المخطوف مرمياً في بلدة ميفوق، حيث أظهرت الكاميرات سيارة باسكال سليمان في بلدة ترتج – جبيل متجهة نحو جرد البترون. وتحدثت معلومات عن أن الخاطفين بدّلوا السيارة في شمال لبنان، وانطلقوا باتجاه الحدود السورية، حيث يُعتقد أن الخاطفين فروا إليها. وأثارت الحادثة غضباً واسعاً، حيث تجمع مناصرو «القوات اللبنانية» في مركز للحزب في منطقة جبيل، وهدّدوا بالتصعيد وإغلاق الطرقات في حال عدم الإفراج عنه. وشارك رئيس الحزب سمير جعجع المناصرين في وقفتهم، وأعطى تعليماته لتهدئة الأمور، في وقت انضم ممثلون لـ«حزب الكتائب اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» إلى المحتجين؛ تضامناً مع عائلته وحزبه. وتحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، وطالب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأجهزة المعنية «بتكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات القضية في أسرع وقت وإعادة المواطن سالماً إلى عائلته». وبالفعل، كانت استخبارات الجيش فجر الاثنين قد ألقت القبض على مجموعة من المشتبه بهم، وقالت قيادة الجيش في بيان إن مديرية المخابرات «تمكّنت بعد متابعة أمنية من توقيف عدد من السوريين المشاركين في عملية الخطف»، لافتة إلى أن «المتابعة متواصلة لتحديد مكان المخطوف ودوافع العملية». ومساء، دعا ميقاتي لضبط النفس. وقال في بيان إنه تبلغ من الأجهزة الأمنية المعنية نبأ مقتل سليمان، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية كانت باشرت منذ انتشار نبأ اختطافه تحرياتها واستقصاءاتها لكشف الفاعلين والضالعين في الجريمة وإعادة المخطوف إلى عائلته سالماً، "لكن يبدو أن الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت إلى تصفيته". وتابع ميقاتي: "في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات".

«القوات اللبنانية»: جريمة سياسية

من جانبه، قال حزب «القوات اللبنانية»، في بيان: «بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهٍ، نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة». وأضاف: «إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجمًا مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس». وتابع «القوات»: «إننا في هذه المناسبة الحزينة والأليمة نشكر أهالي جبيل عمومًا وبلديّاتها واتّحاد بلديّاتها خصوصًا، كما نشكر كل الأحزاب السياسيّة الحلفاء وفي طليعتها حزبا (الكتائب) و(الوطنيين الأحرار)، والمستقلين الذين هبّوا منذ اللحظة الأولى لاستنكار الحادثة معنا أشدّ استنكار، ونشكر أيضًا جميع اللبنانيين الذين اعتبروا هذا المصاب مصابهم ويعبر عن وجعهم بغياب الدولة الفعلية. وبالمناسبة، نطلب من كافة المواطنين والرفاق والأصدقاء الذين تجمعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتهم، نطلب منهم جميعًا ترك الساحات وفتح الطرقات وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها».وتوجه «القوات» بالعزاء من عائلة الشهيد باسكال سليمان، أهله وزوجته وأولاده وأقربائه وبلدته ورفاقه، و«نعدهم بأنّ دماء الشهيد باسكال لن تذهب هدرًا كما دماء كلّ شهدائنا الأبرار الذين باستشهادهم بقيت في لبنان مساحة حرية وكرامة وعنفوان»، مؤكداً أن «المسيرة مستمرة دفاعًا عن القضية التي آمن بها الشهيد باسكال سليمان، ومخطئ مَن يظن أنّه بالاغتيال يستطيع تخويفنا وترهيبنا وردعنا عن استكمال مسيرتنا بقيام الدولة الفعلية التي يشعر فيها المواطن بالأمن والآمان. فقتل باسكال سليمان هو قتل لكل مواطن ينشد الحرية ويريد العيش بسلام مع عائلته ويخطِّط لمستقبله، ولن نسمح بتيئيس اللبنانيين وإحباطهم ودفعهم إلى الهجرة، وكما واجهنا في ظروف أصعب، سنواصل النضال دفاعا عن القيم التي نؤمن بها، والنصر دائمًا لأبناء الحياة وأصحاب الحقّ».

9 موقوفين

وبلغ عدد الموقوفين تسعة حتى قبل ظهر الاثنين، تبين أن أحدهم ضالع في عملية الخطف، حسبما أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أنه في فترة بعد الظهر، «بلغ عدد الموقوفين المتورطين في العملية أربعة، مع إلقاء القبض على آخرين ضالعين بالخطف». وقالت المصادر إن الملاحقة متواصلة، وتجري تحقيقات حثيثة ومتواصلة لمعرفة مكان وجود المخطوف لتحريره، ولمعرفة الدوافع والجهات المخططة أيضاً، وليس المنفذين فقط. وقالت إنه حتى مساء الاثنين: «لم تتمكن السلطات اللبنانية بعد من تحديد موقع احتجازه». وتولّت «مديرية المخابرات» مهام التحقيق والمتابعة والملاحقة والتوقيف، كما تولت مهمة تفريع كاميرات المراقبة، وتقوم بالمهمة بالتنسيق مع القضاء المختص. وقال مصدر قضائي إن الأجهزة الأمنية ما زالت تجري تحرياتها لتحديد مكان باسكال سليمان وتحريره، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «أربعة موقوفين من التابعية السورية، أحدهم اعترف بأنه شارك في عملية الخطف، وأنه هو من دلّ على مكان سيارة المخطوف التي جرى ركنها في منطقة الميناء في طرابلس، قبل نقله إلى سيارة أخرى».

فرضية نقله إلى سوريا

وأشار المصدر إلى أن هناك «معلومات لدى عدد من الأجهزة تجري مقاطعتها»، لافتاً إلى أن أحد الأجهزة «تحدث عن إمكانية وجوده في المنطقة الحدودية بين بلدة القصر اللبنانية وريف القصير السورية، وهناك تنسيق مع المخابرات السورية من أجل تحريره». وأوضح أن المعلومات الأولية «ترجّح أن الخاطفين يعملون لصالح عصابة حرّضت على خطف سليمان وأعطت المعلومات التي سهلت عملية اختطافه التي قد تكون دوافعها مالية».

إقفال طرق

وساهم التحرك السريع والمعطيات التي قدمتها قيادة الجيش عن الجهود والتوقيفات، في تهدئة الغصب، وتجنيب البلاد الانزلاق إلى توتر سياسي ومذهبي في منطقة مختلطة سكانياً، ويسكنها المسيحيون والشيعة في فضاء جبيل. وأقفل مناصرو «القوات» أوتوستراد جبيل الذي يصل بيروت بطرابلس، منذ ليل الأحد، واقتصرت حركة المرور على الطريق البحرية التي شهدت حركة سير كثيفة. وتجمع شبان من «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» وحزب «الوطنيين الأحرار» و«التيار الوطني الحر»، مع عدد من نواب تكتل «الجمهورية القوية»، رافضين فتح الأوتوستراد قبل معرفة مصير منسق «القوات» في القضاء باسكال سليمان. والتزمت المؤسسات التجارية والسياحية والتربوية بدعوة حزب «القوات» للإقفال التام؛ احتجاجاً على اختطافه. وأكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط أن «لا شيء مؤكداً حتى الساعة عن مصير سليمان، وأن القوى الأمنية ومخابرات الجيش اللبناني يبذلون منذ الأحد، الجهود لمعرفة مصيره»؛ آملاً أن «تحمل الساعات المقبلة خبراً ساراً». وزار راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، عائلة المخطوف سليمان؛ وذلك لإبداء التضامن مع العائلة والصلاة لعودته سالماً لمحبيه ولعائلته.

تضامن وتنديد سياسي

وأعربت قوى سياسية عن تضامنها مع عائلة سليمان، ونددت باختطافه وحذرت من تداعيات تلك العمليات الأمنية. وثمّن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب في بيان، موقف «القوات اللبنانية» الذي «تحلى بروح المسؤولية العالية في أصعب ظروف تمر بها البلاد»، محذراً من «أن الفلتان الأمني الحاصل يجب أن يوضع له حد في أسرع وقت؛ كونه قد يؤدي إلى فتنة لا تحمد عقباها». ووصف رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل عملية الخطف بأنها «تطور خطير جداً»، وطالب الأجهزة الأمنية كافة «بالتنسيق في ما بينها والعمل لكشف ملابسات ما حصل». وأدان «الحزب التقدمي الاشتراكي» الحادثة، وطالب الأجهزة الأمنية ببذل كل الجهود لكشف ملابسات هذه الحادثة وخلفياتها، وتأمين عودته سالماً، وأن تتم محاسبة المرتكبين والمتورطين، وإحقاق القانون درءاً لمزيد من الاحتقان والتوترات. وقال النائب أشرف ريفي في بيان، إن العملية تأتي «في ظروف مشبوهة، لتضع لبنان أمام مخاطر أمنية تهدد استقراره أو ما تبقى من الاستقرار». وأعرب عن استنكاره وإدانته لعملية الخطف المشبوهة هذه، وطالب الأجهزة الأمنية «بالعمل سريعاً على كشف مرتكبي هذه الجريمة النكراء وعودته سالماً لأهله وذويه، منعاً لأي التباس أو انجرار لبنان إلى حالةٍ من الفوضى لا تُحمد عقباها». وكشف النائب رازي الحاج لقناة «إم تي في» أن «الساعات الماضية كانت عصيبة جداً وأن ما حصل الأحد وضعنا أمام خيار صعب»، مشدداً على «أننا متمسكون وما زلنا بخيار الدولة ولا يمكن أن نستمر في شريعة الغاب وفي دولة يتم فيها التعدي على المواطنين». ولفت إلى «أننا لم نعد نحتمل غياب القانون والمسؤولية ونسعى لبناء الدولة المرجوّة».

الجيش الإسرائيلي يقيم «خط بارليف» على حدود لبنان

رؤساء بلديات الشمال يطالبون بعمل فوري... يريدون حرباً أو اتفاقاً سياسياً مع «حزب الله»

الشرق الاوسط..تل أبيب: نظير مجلي.. في ظل استمرار التوتر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، يستعد رؤساء البلديات الإسرائيلية في البلدات الواقعة في المناطق الشمالية، لإطلاق معركة شعبية لإلزام الحكومة بحسم الموقف والتوجه إلى حرب أو إلى اتفاق سياسي يقضي بإبعاد «قوات الرضوان»، وحدات النخبة في «حزب الله»، عن الحدود وإنهاء النزاع الحدودي بين البلدين. وجاء هذا التهديد في أعقاب التحركات غير العادية التي يجريها الجيش في المنطقة، بعد تهديدات إيران بالانتقام لاغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» المسؤول عن جبهات سوريا ولبنان وفلسطين العميد محمد رُضي زاهدي. فمع أن إسرائيل تقدر بأن احتمالات أن يكون هناك رد إيراني مباشر باتجاه إسرائيل يقارب الصفر، فإن هناك قناعة بأنه سيكون هناك رد من طرف آخر، قد يكون ميليشيا إيرانية تعمل في العراق أو في سوريا، أو الحوثي في اليمن، وهي تستبعد حتى أن يتحمل مهمة الرد «حزب الله» اللبناني. ولذلك؛ يستعد الجيش لمجابهة هذا التهديد. فقد رفع نسبة الاستنفار حتى نهاية الأسبوع الحالي وباشر في سلسلة عمليات تحصين وتدريبات على مرأى الجمهور في الشمال. ويندرج ضمن ذلك:

** أقام الجيش ما يشبه خط بارليف الشهير الذي أقامه رئيس أركان الجيش، حايم بارليف، في فترة حرب الاستنزاف مع مصر نهاية ستينيات القرن العشرين، وهو عبارة عن تحصينات عسكرية على طول قناة السويس من الجهة الشرقية، التي كانت محتلة، مغطاة بكثبان رملية عملاقة، علماً أن قوات العبور المصرية قامت بنسفه في حرب 1973. وبدل الكثبان الرملية، أقيمت تلال صخرية على خط بارليف مع لبنان.

** تعزيز الجدار العازل المصنوع من الباطون (الإسمنت) على طول الحدود مع لبنان.

** إعلان نحو 30 بلدة في الشمال مناطق عسكرية يحظر التواجد أو العمل فيها، إلا بتصريح خاص من الجبهة الداخلية. وتم تمديد المنحة المعطاة لنحو 80 ألف مواطن تم إخلاؤهم من بيوتهم في تلك البلدات وتمويل سكناهم في فنادق في مركز البلاد.

** إجراء تدريبات خاصة لقوات لواء جولاني، بحيث تستفيد من الأخطاء التي تم ارتكابها خلال حرب اجتياح قطاع غزة حالياً. وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش يضع خطة لقصف مدمر بحرب قصيرة (على عكس غزة)، تشمل اجتياحاً لمناطق في الجنوب اللبناني، مع إبقاء العيون مفتوحة على سوريا لمجابهة خطر هجوم من الميليشيات المرابطة فيها. وتضيف هذه المصادر أن «حزب الله» أقوى عدداً وعدةً من «حماس» و«الجهاد» في غزة، ففي الحزب 100 ألف مقاتل، ما بين جندي منظم وجندي احتياط (التقدير عن «حماس» و«الجهاد» في غزة 40 ألفاً معاً)، ولديه 150 ألف صاروخ ويخطط لإرسال 3- 4 آلاف صاروخ في اليوم إذا ما نشبت الحرب (عدد الصواريخ في غزة 15 ألفاً، بحسب التقديرات الإسرائيلية). ويملك «حزب الله» أيضاً شبكة أنفاق تحت المناطق السكنية، لكنه يحارب في الجبال والغابات بالأساس. وأنفاقه أقوى وأصلب من أنفاق «حماس». والقوة التي يهدد بها الحزب تضاهي عشرة أضعاف قوة «حماس». لذلك؛ هناك حاجة إلى توجيه ضربات فتاكة تستبعد الاشتباك أو تجد له حلولاً أفضل من طرق القتال في غزة. وترافق مع هذا النشر بث أنباء تتحدث عن تحضيرات للجبهة الداخلية لنقل كميات كبيرة من مواطني بلدات الشمال على نطاق واسع إلى المناطق الوسطى، مثل القدس وتل أبيب؛ مما جعل الناس مقتنعين بأن توسيع الحرب إلى الشمال بات واقعياً أكثر من أي وقت مضى. ويتحدثون عن شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) موعداً لحرب لبنان الثالثة. وقد تندلع في وقت أبكر، فيما لو ردت إيران على ضربة دمشق. ويريد رؤساء البلديات من الحكومة أن تحسم الأمر لأنهم لا يطيقون حرب الاستنزاف الدائرة رحاها اليوم بالتراشق الصاروخي واستمرار الوضع الضبابي القائم حالياً. وهم غير سعداء بقرار الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أن يخرج بعد غد (الأربعاء) إلى عطلة لمدة 5 أسابيع. ويقول دافيد أزولاي، وهو رئيس مجلس محلي، إن «أهالي المطلّة يعيشون في حالة إحباط شديد. لا يوجد شيء واضح لديهم. يشعرون أن الحكومة تهملهم وتستخف بمعاناتهم ولا يسأل عنهم أحد». وقال: «لدينا حكومة من 38 وزيراً. فقط اثنان منهم يطلبون مساعدتنا ومعرفة مطالبنا، بيني غانتس وغادي آيزنكوت. ولكنهما ليسا مسؤولين عن القضايا المتعلقة باحتياجاتنا. البلدة لدينا مهدمة بالكامل. المواطنون لا يعرفون حجم الدمار الذي سببه قصف (حزب الله) وكيف سيتعاطون معه. كثيرون لا يريدون العودة إلى هنا. يقولون لنا إن عدد المهجرين من الجنوب اللبناني إلى الشمال يبلغ ضعفي عدد المهجرين لدينا. ولكن هذا لا يعزينا. نحن نريد وضعاً ثابتاً». وشكا رئيس بلدية كريات شمونة، ابيحاي شتيرن، من أن «الحكومة تخطط لتقليص جارف في الميزانيات لكي تموّل توسيع السجون لاستيعاب معتقلي (حماس). إننا لن نسمح بذلك. من دون حل جذري لبلداتنا، يضع حداً مرة وللأبد لتهديد (حزب الله)، لن نسمح بعودة سكاننا من دون حل جذري»، بحسب ما قال.

قبرص تسعى لإنجاز «إطار عملي» بين لبنان والاتحاد الأوروبي لضبط قوارب الهجرة

رئيسها في بيروت ويعلن تفهّمه لأهمية الحل النهائي

بيروت: «الشرق الأوسط».. تقود قبرص مسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع «إطار عملي» مع لبنان، ويقوم على منح الحكومة اللبنانية مزيداً من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلدهم، يشبه الإطار الأوروبي مع تونس ومصر. وأثار ملف هجرة السوريين غير الشرعية من لبنان باتجاه قبرص والشواطئ الأوروبية الأخرى، أزمة بين لبنان وقبرص، دفعت الصحافة القبرصية لتوجيه اتهامات للبنان، وردت عليها الحكومة اللبنانية في الأسبوع الماضي، بالتأكيد أن النازحين «يدخلون إلى لبنان خلسة، ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود، فإذا قررنا ترحيل السوري إلى بلاده نواجه بمسألة حقوق الإنسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا». وتحرك الملف على مستوى عالٍ مطلع هذا الأسبوع، حيث حطّ رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس في بيروت، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري. وأكد خريستودوليدس وميقاتي «حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والأخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على أمن الدولتين وشرق البحر المتوسط»، حسبما أعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية، وشددا على «أهمية إيجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة، وفي مقدمتها لبنان وقبرص». وأفادت رئاسة الحكومة بأنه «بنتيجة المحادثات، تم التوافق على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع (إطار عملي) مع لبنان، على غرار ما حصل بين الاتحاد الأوروبي وكل من مصر وتونس، ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية مزيداً من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلدهم». وكان الرئيس القبرصي والرئيس ميقاتي قد عقدا اجتماعاً ثنائياً في السرايا، بعيد وصول الرئيس القبرصي إلى لبنان في زيارة رسمية ليوم واحد، أعقبتها محادثات موسعة، شاركت فيها قادة الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية. وبعد لقاء منفصل مع رئيس البرلمان نبيه بري، قال بري: «اللقاء مع الرئيس القبرصي كان جيداً، وليس هناك عتب من قبرص على لبنان؛ بل تعاون مثمر». وقال ميقاتي: «أنا حريص على الدخول في حوار مثمر وبناء خلال فترة وجودكم ببلادنا من أجل توثيق العلاقات المشتركة وإيجاد حل مستدام لملف النازحين من لبنان وإليه»، وأضاف: «لدى لبنان وقبرص مصلحة مشتركة في معالجة التحديات التي يواجهانها بفعل الهجرة غير الشرعية، وهناك إمكانية للتعاون في تمكين المؤسسات المختصة من ضبط الحدود البحرية»، لافتاً إلى أن «لبنان وقبرص عضوان فاعلان في المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، حيث سيرفعان الصوت للمساعدة في بلورة الحلول المطلوبة للقضايا المشتركة».

أعباء متعددة

وقال ميقاتي: «باعتباره أحد أكبر البلدان المضيفة للاجئين من حيث عدد السكان، يتحمل لبنان أعباء متعددة ليس لها تأثير فوري على أمنه واستقراره فحسب، بل على وجوده المستقبلي. فواقعنا الديموغرافي فريد من نوعه، ولبنان لا يستطيع تحمل أي تغيير في هذا الواقع». وأضاف: «على مدى السنوات الماضية، استقبل لبنان النازحين السوريين الهاربين من الحرب والتزم بالمبادئ والأعراف الدولية، ومن الضروري أن يتخذ الاتحاد الأوروبي وسائر المجتمع الدولي اليوم خطوات جديدة ويعيدوا النظر في سياساتهم بشأن أمن سوريا، لأن معظم مناطق سوريا أصبحت آمنة لعودة النازحين إليها». ولفت ميقاتي إلى أن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية «يبذلان قصارى جهدهما لوقف الهجرة غير الشرعية، ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عودة أولئك الذين يبحثون عن الأمان إلى المناطق الآمنة في سوريا أو تأمين إقامتهم في بلد ثالث»، مضيفاً: «من الضروري أيضاً بذل مزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية لأزمات اللاجئين. وسيعمل البلدان عبر المنظمات الدولية لدعم سياسات منع عمليات النزوح في المستقبل وتعزز السلام والاستقرار الدائمين في شرق البحر الأبيض المتوسط». وقال: «تتطلب هذه الأزمة تعاوناً ومسؤولية مشتركة بين الدول المضيفة والمجتمع الدولي. من خلال العمل معاً، يمكننا إحداث تأثير مفيد وتوفير الأمل لهم». بدوره، قال الرئيس القبرصي: «إن زيارتي للبنان هي الأولى بعد تولي رئاسة الجمهورية، وتأتي في أعقاب التطورات الأخيرة الحاصلة من جراء الأعداد الكبيرة للنازحين والمهاجرين السوريين غير الشرعيين، الذين ينطلقون من السواحل السورية أو عبر الساحل اللبناني والمراكب غير الشرعية التي تنطلق من السواحل اللبنانية إلى دولة قبرص».

قبرص تتفهم

وتابع: «تتفهم قبرص الأوضاع اللبنانية وحساسية الموضوع بالنسبة إلى لبنان وأهمية الحل النهائي والشامل لهذا الموضوع، عبر الضغط على الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية لاستيعابهم التحديات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت نفسه نحن نتفهم موقف لبنان الرسمي بأن الحل النهائي لن يتم إلا عبر عودتهم إلى أراضيهم، خصوصاً أن هناك مناطق معينة أصبحت آمنة في سوريا، وأكثرية النازحين هم نازحون اقتصاديون، وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل لتمويل مشروعات إنمائية في سوريا وتحفيز عودتهم إلى بلادهم لحل هذه الأزمة التي لا تضرب أمن لبنان وقبرص فقط، بل أمن البحر المتوسط». وشدد الرئيس القبرصي على أن بلاده تدعم لبنان في كل المحافل الدولية عبر زيادة الدعم التقني والمادي لمؤسسات الدولة اللبنانية، بما فيها الجيش اللبناني.



السابق

أخبار وتقارير..مقتل 3 في غارة إسرائيلية جنوب لبنان..بينهم قيادي بحزب الله..مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر في هجوم بموسكو..روسيا تحدّث القنابل الغبية وتستخدمها للتقدم في أوكرانيا..هجمات روسية بمسيرات تقطع الكهرباء عن أكثر من 400 ألف منزل في خاركيف..زيلينسكي يحذر من خسارة الحرب أمام روسيا في غياب المساعدات الأميركية..اتهامات لروسيا بشن هجمات كيميائية ممنهجة ضد الجنود الأوكرانيين..مسؤول روسي: وضع الفيضانات لا يزال حرجاً..لافروف يزور الصين غداً..وحرب أوكرانيا تتصدر المباحثات..كوبا وبوليفيا تدينان الإكوادور لانتهاكها السيادة المكسيكية..«فاينانشال تايمز»: أعضاء «أوكوس» يبحثون توسيع الاتفاقية الأمنية لردع الصين..باكستان: مقتل 12 إرهابياً في عمليات استخباراتية..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..نتنياهو: حددنا موعد اجتياح رفح..إسرائيل تركّز على جبهة الشمال بعد الانسحاب الواسع من غزة..مصادر أميركية: طهران غير مستعدة لمواجهة واشنطن وأي هجوم لها على إسرائيل سيتم عبر وكلاء..غزة: ضغوط الوسطاء تسابق العيد..ونتنياهو يغرق بمأزق رفح..الوسطاء اقترحوا أن تراقب قوة عربية عملية عودة النازحين إلى شمال غزة..مدير المخابرات الأميركية قدّم اقتراحاً جديداً في محادثات القاهرة..إسرائيل تعتقل 23 شخصاً على الأقل في الخليل بالضفة الغربية..إسرائيل ترفض تسليم جثمان قيادي فلسطيني إلى عائلته..وزير الدفاع الإسرائيلي: «الوقت مناسب الآن» لإبرام هدنة مع «حماس»..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,338,314

عدد الزوار: 6,987,587

المتواجدون الآن: 68