أخبار لبنان..قطوع الاغتيال: أولوية إبعاد الفتنة والاحتكام إلى إنجاز التحقيقات..البطريرك يتمسّك بالحقيقة الكاملة وباسيل "يستثمر" في ملف النازحين..تشييع جامع لباسكال سليمان الجمعة ولبنان ينجو من فتنة مسيحية - سورية.. سباق بين التصعيد والبحث عن تسوية سياسية..«القوات» و«الكتائب» يرفضان تحقيقات قيادة الجيش في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان..نصر الله يتهم الحزبين بتهديد الشيعة في جبيل وكسروان والبحث عن الحرب الأهلية..جريمة كادت أن توقظ «شياطين الحرب» عشية الذكرى 49 لبوسطة عين الرمانة..وزير لبناني: الأمن في لبنان غير ممسوك..ترويج بلا جدوى لتحريك الملف الرئاسي..جريمة جبيل تثير مخاوف سكانها وتدفعهم للتفكير بـ«الأمن الذاتي»..البطريرك الماروني يدعو للتروي وضبط النفس..

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 نيسان 2024 - 3:34 ص    القسم محلية

        


قطوع الاغتيال: أولوية إبعاد الفتنة والاحتكام إلى إنجاز التحقيقات..

عيد الفطر يُرخي بظلاله في عطلة مديدة..والاحتلال يفوِّت نعمة الهدنة على غزة والجنوب..

اللواء..اليوم أول أيام عيد الفطر السعيد، وأعلنت الدول الاسلامية والمراجع الدينية عن ان اليوم الاربعاء هو الاول من شوال، في ما يشبه الاجماع العام، الامر الذي يعزّز اواصر الوحدة والتفاهمات، على الرغم من الجراح النازفة في غزة وعموم فلسطين، والتي حالت السياسة المناوئة والمتغطرسة لاسرائيل لمنع التوصل الى «هدنة» او وقف نار، يسمح بتبادل الاسرى وادخال المساعدات وانسحاب جيش الاحتلال من مخيمات القطاع ووسطه وشماله وجنوبه.. وفيما مدد الرئيس نجيب ميقاتي عطلة العيد من اليوم الاربعاء 10 نيسان الى 13 منه ضمناً، مما يعني ان النشاط الرسمي لن يستأنف قبل منتصف الاسبوع المقبل، ارخت وحدة موعد العيد بظلالها من الارتياح العام، والرهان على كل ما يجمع ليس المسلمين فقط بل كل اللبنانيين. دبلوماسياً، وبعد عودتها الى بيروت من نيويورك زارت المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، واطلعته على نتائج الاحاطة التي جرت في مجلس الامن الدولي حول القرار 1701، لجهة تطبيقه ودعم الجيش اللبناني.

قطوع الاغتيال

في المقلب الداخلي، يمكن القول ان البلاد اجتازت او هي في طريق اجتياز قطوع مقتل المسؤول «القواتي» باسكال سليمان، الذي اعيدت جثته من سوريا امس الى المستشفى العسكري في بيروت بعدما تكشَّفت مجموعة من الخيوط، ذات الصلة بـ«عصابات» او «افراد» يعملون في اطار الجريمة المنظمة، مما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى المطالبة بـ«ضبط النفس» والتروي والتعقل. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دخول البلد في عطلة الفطر لن يحجب الإهتمام عن متابعة قضية مقتل منسق القوات في جبيل باسكال سليمان، لا سيما أن معطيات عدة بدأت تتكشَّف كما أن التحقيقات ستتواصل، وأعلنت أن حزب القوات لا يزال مصرا على وصف الجريمة بالإغتيال السياسي، مشيرة إلى أن ما صدر من مواقف في هذا السياق يعزز التأكيد أن القوات مصرة على معرفة الحقيقة كاملة. وأفادت هذه المصادر أن هناك متابعة رسمية لهذه القضية وذلك على أعلى المستويات، وقد تحضر في أي وقت عند انعقاد مجلس الوزراء كما في اجتماعات مماثلة. وأكدت أنه سيصار إلى إعادة تعزيز الإجراءات بالنسبة إلى موضوع النازحين السوريين. لكن الدائرة الاعلامية في «القوات اللبنانية» بقيت في دائرة ترجيح «الجريمة السياسية» في اغتيال سليمان. واعتبرت ان ثلاثة اسباب ادت الى عملية الاغتيال وكلها تتعلق بحزب الله، الاول، يتمثل بوجود حزب الله بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة، والثانية بالحدود السائبة، التي حوَّلها حزب الله الى خط استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات، والثالث «خصي» ادارات الدولة القضائية والامنية والعسكرية من خلال منعها من العمل في مناطق معينة. واعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان «جريمة» قتل باسكال سليمان هي عبرة لكل من دافع عن دخول السوريين من دون اي قيد او شرط. وقال: منطق الدولة وحده خشبة الخلاص، ويجب عدم استسهال الامن الذاتي، طالما لدينا مؤسسات امنية رسمية تقوم بمهامها، فتطبيقه يفتح الباب امام العصابات في الاحياء، واشار الى رفض الفتنة ورسائل الترويع ودعوات الثأر، ونحذر من اي مؤامرة لحرب في لبنان. وفي السياق، ترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه بعد ظهر أمس اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي بحضور قادة من الاجهزة الامنية والعسكرية ومسؤولين واداريين وقضائيين. وأكّد مولوي بعد الاجتماع «أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون»، موضحًا أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها»، مشيرًا إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». وشدد على أنّ «البلد لا يحتمل مشاكل أكثر مما هو يواجهها، ولا يحتمل فتناً»، داعيًا إلى «التعقل والاتكال على على الأجهزة الأمنية والقضاء»، موضحًا:«أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين». وذكر مولوي أنّ «خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وعلى اللبنانيين التحلي بالصبر، والتحقيقات تجري بطريقة شفافة واحترافية»، مؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، و«دعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها».  وأوضح أنّ «الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون»، وقال: «أكّدنا للقوى الامنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين»، كاشفًا عن أنّ «نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً». وردًا على كلام لوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين حول المسلحين في المخيمات، أوضح:«إنني لا أعلم إذا قام بعدّهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات في ما خص المخيمات». وفيما تقام مراسم دفن سليمان عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة في كنيسة مار جرجس - جبيل، ويترأس القداس البطريرك الراعي، كشفت بعض المعلومات ان «ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل باسكال سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزورة، كما أن السيارة التي استخدموها مسروقة».  كما ان الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات». ولفتت الى ان «الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا، وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجه ثلاثة منهم الى بلدة حاويك في سوريا، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تم توقيفه». وأشارت الى ان «هناك مشتبهين بهما أساسيان يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات الى سوريا». على الارض، تمكنت وحدات الجيش اللبناني من احتواء التصعيد،الذي تمثل باحتجاجات وتجاوزات، طاولت النازحين السوريين، والسيارات العائدة للسوريين ايضاً.

الوضع الميداني

ميدانياً، تراجعت حدة المواجهات في الجنوب، فبعد قصف بلدة يارون ردت المقاومة الاسلامية باستهداف ثكنة زبدين، واوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي. كما أعلن حزب الله انه استهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة.واعلن: «اننا أسقطنا جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمرنا ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناري على ثكنة دوفيف». واستهدف «تحركا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية».

البطريرك يتمسّك بالحقيقة الكاملة وباسيل "يستثمر" في ملف النازحين

تشييع جامع لباسكال سليمان الجمعة ولبنان ينجو من فتنة مسيحية - سورية

نداء الوطن...يشيّع بعد غد الجمعة منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان الى مثواه الأخير في مأتم جامع. وسيترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة الدفن في الأولى بعد الظهر في كنيسة مار جرجس في مدينة جبيل. وكان جثمان سليمان وصل أمس من سوريا الى لبنان، وتسلمه الجيش من السلطات السورية على الحدود الشرقية، ونقله الى المستشفى العسكري المركزي في بيروت. وكشف على الجثمان أربعة أطباء شرعيين فتبيّن أنّ المغدور تعرض لضربة على الرأس بآلة حادّة أدّت إلى وفاته. بعد ذلك نقل الجثمان في سيارة الصليب الأحمر إلى مستشفى المعونات في جبيل. قضائياً، أوقفت السلطات اللبنانية سبعة سوريين يُشتبه بضلوعهم في مقتل سليمان. وقال مصدر عسكري إنّ السلطات السورية سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية ثلاثة من المشتبه بهم في تنفيذ الجريمة. وقال مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس» إن «إفادات الموقوفين أجمعت على أنّ الدافع الوحيد للجريمة هو سرقة» سيارة سليمان. من جهته، أكّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لوكالة «فرانس برس» العثور في منطقة القصير في محافظة حمص السورية، على جثة سليمان. وتخضع هذه المنطقة الحدودية لسيطرة قوات النظام السوري ويتمتّع «حزب الله» بنفوذ فيها. وفي موازاة هذه الوقائع، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ لبنان كاد أن يقع في فتنة مسيحية - سورية على خلفية ردود الفعل على جريمة خطف سليمان وقتله. وبدا بحسب معطيات هذه المصادر، أنّ الاعلان سريعاً أنّ أفراد العصابة الأربعة الذين نفذوا الجريمة هم من التابعية السورية، ألهب مشاعر أبناء المناطق المسيحية، وكأنه تحضير لردود فعل ضد النازحين السوريين. فهل كانت هذه المرحلة من الجريمة متصلة بمعطيات أوسع؟ ...... تجيب الأوساط، أنّ هناك ما يدفع الى الاعتقاد بأنّ هدف من خطّط لخطف سليمان وقتله، هو خلط الأوراق لحرف الانتباه عن التطورات المحيطة بالحرب في غزة، وتالياً الحرب المشتعلة على الحدود الجنوبية. وكشفت أنّ مرجعاً كبيراً تلقى أخيراً تحذيرات ديبلوماسية من لبنان أنّ الوضع على شفير اتساع النزاع الذي سيدفع ثمنه لبنان، وليس الجنوب فقط. وقالت هذه الأوساط: «لا شك في أنّ النازحين قنبلة موقوتة في لبنان، وبينهم جماعات إرهابية منظمة، وتتولى الأجهزة الأمنية والجيش مواجهتها، لكن من الواضح أنّ هناك محاولة لجرّ لبنان الى حرب على غرار الحرب الفلسطينية كي تنتقل المواجهة الى الداخل تحت عنوان «مسيحيون في مواجهة النازحين». ولوحظ امس التحرك المفاجئ لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي عزف على وتر النعرات ضد النازحين السوريين، وقال: «لا يحاولنّ أحد أن يصطاد في التباين بيننا وبين «حزب الله» في ما يخصّ الربط بين الجبهات». وبالتوازي كان هناك كلام لافت لوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين قال فيه إنّ «هناك 20 ألف مسلّح داخل المخيمات «بينطلبوا» عند ساعة الصفر». وردّاً على كلام شرف الدين حول المسلحين في المخيمات، قال وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي: «لا أعلم إذا قام بعدّهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات في ما خصّ المخيمات». الى ذلك، أكد المولوي في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعاً استثنائيا لمجلس الأمن المركزي في بيروت أمس على «القوات الأمنية التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على اللاجئين السوريين». وأضاف: «يجب الحدّ من الوجود السوري في لبنان بطريقة واضحة». من ناحيتها، تابعت بكركي تطورات جريمة اغتيال سليمان، وشهدت اجتماعات أمنية على أعلى المستويات، فقد التقى البطريرك الراعي كلّاً من قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري. وحسب المعلومات أطلع قائد الجيش البطريرك على كل ما حصل، وتفاصيل عملية الخطف وآخر نتائج التحقيقات، وكان البطريرك حازماً في تأكيد تمسّكه بالحقيقة الكاملة الكفيلة بتبريد الأجواء ووأد نار الفتنة. كذلك أطلع عثمان والبيسري البطريرك على ما وصلت اليه التحقيقات وخلفيات الجريمة، وأشارت مصادر كنسية لـ»نداء الوطن» الى أنّ الراعي استمع الى كل الروايات الأمنية لجميع الأجهزة، وكان مطلبه واحداً هو معرفة الحقيقة دون طمس أو تحريف، وطالب الراعي قادة الأجهزة بالحقيقة المُقنِعة لامتصاص غضب الناس. وتعدّدت المطالبات برفع وتيرة الإجراءات الأمنية، خصوصاً في المناطق الحساسة وتأمين حماية الناس بعد جريمة سليمان، وسط التأكيد على منع الفتنة، وأيضاً منع طمس الحقائق.

سيناريو إسرائيلي لاجتياح لبنان براً وتحذير دولي من "صراع مدمّر"

نقلت أمس صحيفة «إسرائيل هيوم» عن مصادر قولها إنّ الجيش الإسرائيلي وضع تقييمات لزيادة وتيرة الحرب على الحدود الشمالية. وأضافت: «تقييم الجيش الإسرائيلي للحرب مع لبنان تضمّن اجتياحاً برياً وحرباً متعددة الجبهات». وذكرت القناة 12 العبرية أنّ «رئيس بلدية حيفا يدعو الى تجهيز هواتف أرضية وتخزين دواء وطعام خشية اندلاع حرب شمال إسرائيل». في موازاة ذلك، أشار المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي الى أنّ الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مقلق منذ 6 شهور، وقال: «شهدنا أخيراً تصعيداً في مدى النيران على الحدود اللبنانية الإسرائيلية». وأضاف تيننتي: «نخشى امتداد الاشتباكات بين لبنان وإسرائيل إلى حرب، ونطلب التزام كل الأطراف بالقرار 1701 ولا حل عسكرياً بين لبنان وإسرائيل، واتساع الصراع قد يكون مدمراً». وتابع تيننتي: «نحتاج الى تفادي كل العناصر التي تؤدي إلى تفجير الصراع بين إسرائيل ولبنان، وعلينا أن نفهم أنّ القلق من اتساع رقعة الصراع يبقى قائماً، ونحن على اتصال بالجيش الإسرائيلي والسلطات اللبنانية». وختم: «وجّهنا رسائل إلى الجيش اللبناني، نقلت لاحقاً إلى «حزب الله». الجانبان اللبناني والإسرائيلي انتهكا القرار 1701 وترتيبات «الخط الأزرق». وهناك حاجة لتعزيز قدرات الجيش اللبناني»...

لبنان: سباق بين التصعيد والبحث عن تسوية سياسية..

«القوات» و«الكتائب» يرفضان تحقيقات قيادة الجيش في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان..

• نصر الله يتهم الحزبين بتهديد الشيعة في جبيل وكسروان والبحث عن الحرب الأهلية

الجريدة.. بيروت - منير الربيع ...يعيش لبنان على إيقاع السباق بين التوتر على خلفية جريمة خطف وقتل منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان، ومساعي التهدئة ومنع تفاقم الأمور. وتسارعت وتيرة الاتصالات بين القوى السياسية لتهدئة الوضع ومنع حصول تصعيد، خصوصاً أن الأجواء المشحونة أفضت إلى اتهامات واتهامات مضادة بلغت ذروتها بتخصيص الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله جزءاً واسعاً من خطابه الأخير للحديث عن الحادثة وتوجيهه اتهامات إلى المسيحيين. وأخذ التوتر بين «القوات» و«حزب الله» بعداً تصاعدياً، وسط محاولات كثيرة للجمه، وهو دور اضطلعت به البطريركية المارونية وقيادة الجيش. واتهم نصر الله حزبي القوات والكتائب بأنهم أصحاب فتن ويبحثون عن الحرب الأهلية، وكشف عن إرسال رسائل تهديد إلى الشيعة في جبيل وكسروان، واصفاً الأمر بأنه «مسألة خطيرة جداً جداً جداً، ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام». كلام نصر الله استفز قادة القوات والكتائب فاتجهوا إلى التصعيد السياسي، ورفض التحقيقات التي كشفتها قيادة الجيش وربطت عملية الخطف وجريمة القتل بهدف سرقة سيارة من جانب عصابة متخصصة في سرقة السيارات. على إثر هذا التشنج الذي شهده الشارع، وانعكس اعتداءات على عمال سوريين في مناطق مختلفة على خلفية اتهام مجموعة سورية بعملية الخطف، بوشرت اتصالات سياسية للتهدئة. وبحسب ما كشفت المصادر لـ «الجريدة»، فإن قائد الجيش جوزيف عون أجرى اتصالاً برئيس حزب القوات سمير جعجع وضعه فيه بتفاصيل التحقيقات، وطلب منه فتح الأوتستراد الدولي الذي يربط بيروت بالشمال. ودخل البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط الاتصال أيضاً في سبيل التهدئة، وانتظار التوسع في التحقيق لمعرفة ما جرى، إلا أن القوات تصر على أن هناك خلفية سياسية للعملية. وبناء على الاتصالات السياسية فضلت القوات التريث بانتظار استكمال التحقيق، وضغطت في سبيل التوسع في التحقيقات لأن الرواية حول سرقة السيارة رواية ضعيفة، في المقابل أيضاً، تريثت القوات سياسياً على وقع المحاولات الجارية للملمة القضية بدلاً من اتجاهها نحو مخاطر أكبر. صحيح أن القوات تدرس خطواتها السياسية المقبلة، لكنها بحسب المعلومات تأخذ في عين الاعتبار أنه لا أحد تبنى هذه الجريمة، وبالتالي لا بد من التعاطي وفق هذا المعطى، كما أنها تعتبر أنه لا بد من انتظار نتائج التحقيق بعد التوسع فيه، فضلاً عن ضرورة التركيز على تنظيم وداع يليق بسليمان، والذي سيكون وداعاً شعبياً وسياسياً يمكن أن يشكل لحظة لمنطلق سياسي جديد، إضافة إلى أهمية التفكير في المرحلة المقبلة على المستوى السياسي. وبحسب ما تشير المعلومات، فإن تواصلاً سيحصل بين القوى المسيحية المختلفة، لعقد اجتماع موسع في بكركي، للبحث في تداعيات الجريمة، وكيفية تطويقها سياسياً للمرحلة المقبلة، بينما هناك مساعٍ من بعض القوى المسيحية للذهاب إلى الالتقاء مع قوى أخرى في لبنان للبحث عن نقاط مشتركة حتى لا يأخذ الانقسام طابعاً طائفياً أو مذهبياً، وإعادة تقديم طرح سياسي ينص على الذهاب باتجاه تسوية سياسية تعيد تشكيل السلطة بشكل متوازن، وذلك لمنع تفاقم مثل هذه الحوادث التي ستؤدي إلى صدامات في المناطق المختلفة.

جريمة كادت أن توقظ «شياطين الحرب» عشية الذكرى 49 لبوسطة عين الرمانة..

لبنان: قتْل باسكال سليمان بين «السرقة - الصدفة» و«الارتياب المشروع» باغتيال سياسي..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- تسلُّم جثمان سليمان من سورية والتشييع الحاشد الجمعة في جنازة يترأسها البطريرك الماروني

- رواية المصادر الأمنية من ضربة المسدس إلى لغز اقتياد الجثة إلى داخل الأراضي السورية

- التحقيقات الأولية تؤكد طابع السرقة التي «ساءت» وانقلبت جريمة

- «القوات اللبنانية» تتمسّك بطابع «الاغتيال السياسي حتى ثبوت العكس» وتربط «حزب الله» بها انطلاقاً من «3 عوامل جوهرية وأساسية»

- دعوات رسمية لضبط النفس وبكركي محور زيارات أمنية وسياسية

لن يَطوي تَسَلُّمُ جثمان منسّق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان من سورية وتشييعه المرتقَب يوم الجمعة صفحة جريمةٍ كادت أن تكون «عود الثقاب» الذي يُشْعِل صِداماً أهلياً، سواء بـ «صاعق» عامل النزوح السوري أو وضعية «حزب الله» خارج الشرعية. وليس عابراً أن يُزجّ لبنان في نَفَقٍ هو الأخطر وبدا معه السلم الأهلي على المحكّ، عشية ذكرى الحرب المشؤومة التي اندلعت في 13 ابريل 1975 و«أقلعتْ» على متن بوسطة عين الرمانة التي دفعتْ بالبلاد حينها نحو هاويةِ الاقتتال بقوة دفْعٍ من العنصر الفلسطيني وتفلُّته من كل الضوابط وأيضاً من التناقضات الداخلية بخلفياتِ خياراتٍ وتموْضعات إقليمية كما اختلال النظام السياسي وعدم تشكيله «خيمة» تَجْمع مختلف المكوّنات اللبنانية تحْتها بالتساوي. وما جَعَلَ قتْل سليمان على يد ما قيل إنها عصابة سرقة سيارات (أوقف أعضاء سوريين فيها 4 منهم أساسيون في الجريمة) والذي تَكَشَّفَ مصيرُه الأسود مساء الاثنين يكتسب طابعاً ما فوق عادي، إلى جانب ارتداداته في السياسة حيث استعيدت بأعلى صورة «متاريس» الصراع بين «حزب الله» ومعارضيه، وفي الشارع الذي تَطايَرَ «غليانُه» في اتجاهِ الوجود السوري في لبنان، يتمثّل في أن الجريمة وضعت البلاد سريعاً «بين ناريْ» حرب المشاغَلة في الجنوب والتي تُسابِقُ جهودَ سحْب فتيل انفجارها الواسع بقرارٍ اسرائيلي، واحتمالاتِ انزلاق الحادثة التي استهدفتْ المسؤولَ «القواتي» (يوم الأحد) إلى المحظور في ضوء أبعادها المعقّدة ووقائعها الأولية التي أفضت إليها التحقيقات (تتم مع 9 موقوفين) والمدجّجة بمعطياتٍ لم تكتمل كل خيوطها بعد رغم توقيف ضالعين مباشرين في الجريمة.

الجريمة... قراءة في «كتابيْن»

وقد بدت «القراءات» للجريمة وكأنها في «كتابيْن»، واحد تقني أمني يقود إلى «جريمة عادية» طبعتْها «مصادفة» أوقعتْ «قرعة» السرقة على سليمان من دون أي علم بهويته قبل أن ينقلب السطو المسلّح إلى قتْلٍ «وليد لحظته»، وآخَر سياسي يرتكز على «ارتياب مشروع» مما وصفه أصحابه «صُدفاً غير بريئة» و«لا يقبلها عقل جنائي» وصولاً لاعتبار ما جرى «اغتيالاً سياسياً» - ربْطاً بالموقع الحزبي للمغدور - تخفّى بعصابةِ سرقةٍ وذلك «حتى ثبوت العكس». وفي هذا الإطار، تقاطعت رواياتُ مصادر أمنية عند أن ما جرى مع سليمان في جبيل يندرج في إطار السرقة، ناقلة عن الموقوفين الضالعين أن هدفهم في ذلك اليوم كان سرقة سيارات من طرازات فخمة نسبياً على أن تتم ملاحقة تلك التي يقودها سائق بمفرده، وأنه قبل قطْع الطريق على مسؤول «القوات» حاولت العصابة سرقة سيارتين تمكّن أصحابهما من النفاذ، إلى أن وصلت سيارة سليمان الذي أُرغم على التوقف وجرى تبادُل كلام مع قاطِعي طريقه عن سبب فعلتهم. ولكن تبايناً برز في رواية المصادر الأمنية في ما خص كيف قُتل سليمان:

بحسب ما أوردت صحيفة «النهار» فإنه لدى محاولة سليمان مقاومة أفراد العصابة كلامياً، أقدم أحد أفرادها على ضربه على رأسه، وانطلقوا به في السيّارتين (سيارته جيب أودي وسيارة العصابة)، وكان عددهم أربعة أشخاص وأنه في الطريق، تابع سليمان مقاومته، فانهالوا عليه بالضرب على رأسه حتى شُلّت قواه، وغاب عن الوعي نتيجة ذلك، فتابعوا طريقهم، ومعهم الضحية الذي تبيّن لهم أنه فارق الحياة. وانتقلوا بسيارته إلى القصر، وهي منطقة على الحدود اللبنانية - السورية، حيث سلّموه جثّةً إلى مجموعة أخرى من هذه العصابة، فنقلته والسيّارةَ إلى الداخل السوري. في المقابل، ذكرت صحيفة «الأخبار» أن التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات في الجيش أظهرت أنه أثناء مغادرة باسكال سليمان من واجب عزاء في بلدة الخاربة، اعترضت طريقه سيارة بيضاء تقل أربعة مسلّحين، وأنزلوه من سيارته وضربه أحدهم بـ«كعب» مسدس لدى محاولته مقاومتهم، ما أدى إلى وفاته على الفور. وفي عودة إلى تقاطُع الروايات، فإن الضالعين في الجريمة أكدوا رداً على سبب نقل سليمان الى سورية أن هدفهم كان نقله مسافة في داخل لبنان وتركه، لكنهم عدلوا عن ذلك عندما وجدوا أن الضحيّة فارق الحياة، فارتبكوا. وتلافياً لكشف جريمتهم، نقلوه معهم، مشددين على أنهم كانوا يجهلون هويّة الموقوف، وطبيعة عمله السياسي أو الوظيفي (مسؤول قسم المعلوماتية في أحد المصارف). ووفق ما سُرب عن التحقيقات فإن طرفَ الخيط في توقيف الفاعلين كان العثور على هاتف سليمان وتتبع داتا الاتصالات الذي أفضى إلى رصد رقم هاتف في منطقة القلمون كان ناشطاً في المنطقة التي خُطف فيها الضحية، ما قاد الى توقيف أحد أفراد العصابة الذي أعطى أسماء شركائه. كما أن أحد الذين ينشطون في التهريب عبر أحد المعابر تَواصَل مع استخبارات الجيش فور تفاقم القضية، وأفاد بمعلومات حول أسماء الخاطفين الذين دفعوا له لتمرير السيارة إلى الداخل السوري، وأنه في ضوء التواصل مع الأمن السوري أُوقف الثلاثة واعترفوا بأن باسكال «مات معنا ورمينا جثَته على الطريق».

«القوات» تصوّب على «حزب الله»

وفي «الكتاب» السياسي، لم تقنع هذه الرواية أفرقاء في المعارضة اللبنانية ولا سيما حزب «القوات»، وخبراء جنائيين تساءلوا عن قدرة عصابة سوريّة على التحرّك بهذه «الثقة» و«العقل البارد» رغم أن عملية الخطف انكشفت مباشرة كون سليمان كان على الهاتف مع أحد أصدقائه حين تم قطع الطريق عليه، وكيفية نقل جثة في سيّارةٍ لمسافة طويلة من جبيل الى بلدة القصر الحدودية (قضاء الهرمل - بعلبك) ثم الى داخل سورية من دون أن يخشى «السارقون» توقيفهم، ناهيك عن سبب ضرْب المسؤول القواتي بدايةً ثم اقتياده في السيارة عوض الاكتفاء بترْكه على جانب الطريق منذ أن نجحوا في اعتراضه، وهو لم يكن مسلّحاً، من دون إغفال علامات الاستفهام حول آثار الضرب المبرح الذي ظهر على جثته وفق ما عبّرت عنه مشاهد الفيديو الذي جرى تداوله للمغدور داخل الأراضي السورية. وفي ما بدا إحاطة للجريمة من مختلف جوانبها واعتبار أنها نتيجة «مشكلة واحدة أمّ»، أكدت «القوات» أنّ «التحقيق في جريمة قتل الشهيد باسكال سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة». وشددت على «أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه بغض النظر عن خلفياتها عوامل جوهرية وأساسية، أوّلها وجود «حزب الله» بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح. فالمشكلة الأساس إذًا تكمن في جزيرة«حزب الله»المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثًا السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة». وأضافت: «العامل الثاني يتمثّل بالحدود السائبة التي حوّلها «حزب الله» إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبراً للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات». وتابعت: «العامل الثالث يتمثّل في«خصي»إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة». وأكّدت «أنّها تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه»، مشددة على وجوب «العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح». وفي سياق متصل، أفادت مصادر «القوات» التي تحدثت عن «خطوات لاحقة» في الأيام المقبلة بأن «الرواية الأمنية المتناقضة بكل حلقاتها حول عملية الخطف وصولاً إلى اكتشاف جثة الشهيد باسكال لم تكن مقنعة لأنها ربطت الجريمة بسرقة السيارة، وهذه الرواية بكل فروعها طرحت تساؤلات إضافية ورسّخت القناعة بأن الجريمة ليست مجرد عملية سطو بسيطة يمكن أن تمرّ مرور الكرام وهو ما يذكّر بأسلوب وجرائم سابقة». وفي موازاة ذلك، كان وزير الداخلية بسام مولوي يعلن بعد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي بحضور قادة من الأجهزة الأمنية والعسكرية «ان الضالعين في جريمة قتل باسكال سليمان تعاونوا مع مطلوب في سورية والدولة تقوم بواجباتها السياسية بالنسبة لموضوع النزوح السوري ولن نقبل ببقاء السوريين في لبنان مقابل مكاسب ماليّة»، لافتاً إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام، والتحقيقات ستكشف خلفيات الجريمة وهي تجرى بشكلٍ احترافي وشفّاف». وأضاف: «الفاعلون موقوفون، وخيوط الجريمة ستُكشف وكذلك خلفياتها ومَن يقفف وراءها».

بكركي محور زيارات بارزة

وعلى وقع إدانات واسعة لقتل سليمان من مختلف القوى السياسية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تحدث عن «تصفية» للمسؤول القواتي في بيانٍ تم تعديله لاحقاً، تحوّلت بكركي محجة لمسؤولين أمنيين تقدّمهم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي التقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ووضعه في أجواء ما خلصت اليه التحقيقات الاولية، قبل أن يزور رأس الكنيسة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وزار بكركي ايضاً نائبا «القوات» ملحم رياشي وزياد حواط، بعدما كان البطريرك الراعي أعلن في بيان أنه تلقى «بألم كبير ككل اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال العزيز بسكال سليمان، وكنا نأمل جميعاً ان يكون حياً، وهذا ما قيل في البداية». ولفت إلى انه «في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسياً وأمنياً واجتماعياً ندعو الى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة. ان زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين امثولة عظيمة بردة فعلها "نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء. ولم تتلفظ بعبارة ثأر او قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار». وكانت جبيل شهدت اثر شيوع خبر مقتل سليمان حالة من التوتر حيث عمد مناصرون لـ «القوات» الى قطع الطرق، وتكسير سيارات تحمل لوحات تسجيل سورية، والاعتداء على سوريين، فيما سقط عدد من الجرحى في اشتباكات بين شبان من برج حمود ونازحين سّوريين، ما استوجب دعوات رسمية إلى ضبط النفس. كما سبق إعلان مقتل سليمان، الذي تسلّم الصليب الأحمر اللبناني جثمانه بعد ظهر أمس من أحد مستشفيات حمص، على أن يكون التشييع الجمعة في جنازة يترأسها البطريرك الراعي، (بعد تشريح الجثة بمشاركة من أطباء من «القوات اللبنانية») موقف عالي النبرة من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اعتبر فيه رداً على ما قال إنها اتهامات وُجهت الى حزبه بالعملية ان «كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبي القوات والكتائب تظهر أنهم ليسوا أهل حق وحقيقة وأنهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية»...

وزير لبناني: الأمن في لبنان غير ممسوك

«هناك 20 ألف مسلّح في مخيمات النازحين السوريين بينطلبوا في ساعة الصفر»

الجريدة..قال وزير لبناني إن «عصابات قد تكون مأجورة لافتعال الفتن» هي من قتلت القيادي في حزب القوات، محذّراً من وجود 20 ألف مسلح بمخيمات النازحين السوريين ينتظرون إشارة للتوجه لشمال شرق سورية. وأكد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، اليوم الثلاثاء، أن الأمن الوطني هو خط أحمر، وقال في حديث لسبوتنيك الروسية، إن «20 ألف مسلح داخل مخيمات النازحين السوريين ينتظرون ساعة الصفر والإشارة من المشغلين وتحديداً واشنطن، والخطة هي أخذهم إلى شمال شرقي سورية»، مضيفاً «الأمن في لبنان غير ممسوك وهناك 20 ألف مسلّح داخل المخيمات "بينطلبوا" في ساعة الصفر». وحذّر وزير المهجرين «من وجود خلايا إرهابية نائمة وتتشكل داخل مخيمات النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، مهمتها تقويض الأمن في سورية لمآرب سياسية معروفة تخدم الجهات التي تمولها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الغرب عامة». ولفت شرف الدين إلى أن التحقيقات بينت أن مقتل باسكال سليمان ناتج عن جريمة سرقة من قبل عصابات قد تكون مأجورة لافتعال الفتن في لبنان. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب معلقاً على جريمة إغتيال باسكال سليمان «نشعر بألم شديد من بشاعة هذه الجريمة التي هزت كل لبنان، ونطالب بكشف كافة ملابسات هذه الجريمة بالسرعة القصوى للرأي العام، وإنزال أقسى العقوبات بالفاعلين، لدرء الفتنة، ورأفة بلبنان واللبنانيين». وكان الجيش اللبناني، أعلن أن المسؤول في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان، تم خطفه وقتله في لبنان ونقل جثته إلى سورية على يد عصابة سرقة سورية. وتعليقاً على نبأ مقتله، قالت «القوات» إن «ما سرب من معلومات عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر»، وأضافت «نعتبر استشهاد باسكال سليمان عملية قتل تمت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس»...

لبنان..وزير الداخلية يدعو لفرض قيود على اللاجئين السوريين

مقتل منسق حزب القوات اللبنانية أدى لأعمال عنف مناهضة لسوريا وتفاقم التوترات السياسية بين اللبنانيين المنقسمين بشدة

العربية.نت.. قال بسام مولوي، وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، الثلاثاء إن مقتل منسق حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان هذا الأسبوع على أيدي من تقول السلطات إنها عصابة من المواطنين السوريين يشير إلى الحاجة إلى تقييد عدد اللاجئين الذين يدخلون البلاد من سوريا المجاورة. كما حث مولوي اللبنانيين على ضبط النفس وسط التوترات المتصاعدة بشأن مقتل سليمان، الأمر الذي أثار أعمال عنف مناهضة لسوريا وتفاقم التوترات السياسية بين اللبنانيين المنقسمين بشدة. وقال مسؤولون عسكريون لبنانيون إن جريمة القتل في شمالي لبنان كانت جزءً من عملية سطو، لكن حزب سليمان يشتبه في أن لها دوافع سياسية. وتستضيف الدولة الصغيرة الواقعة على البحر المتوسط والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 6 ملايين نسمة، بما في ذلك اللاجئين، ما تقول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنهم ما يقرب من 785 ألف لاجئ سوري مسجل لدى الأمم المتحدة، يعتمد 90% منهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. ويقدر المسؤولون اللبنانيون أن العدد الفعلي قد يصل إلى 1.5 أو 2 مليون. وصرح مولوي في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع مسؤولين أمنيين وعسكريين أن البلاد تشهد المزيد من الجرائم التي يرتكبها السوريون، مضيفاً أن نحو 35% من المعتقلين في السجون اللبنانية هم مواطنون سوريون. وأضاف إن الوجود السوري في لبنان يجب أن يكون محدوداً، مشيراً إلى أنه أكد للقوى الأمنية ضرورة تطبيق القوانين اللبنانية بشكل صارم على النازحين السوريين. وانتشرت مقاطع مصورة للبنانيين غاضبين وهم يضربون سوريين في الشوارع ويدمرون سيارات تحمل لوحات سورية في مناطق مختلفة من البلاد بعد اختفاء سليمان يوم الأحد واكتشاف جثته يوم الإثنين. كما أدت الوفاة إلى تفاقم الصراع السياسي والطائفي بين الجماعات السياسية المنقسمة في لبنان. وقال مولوي إنه يدعو اللبنانيين إلى التعقل وعدم الانجرار إلى ردود أفعال وأحداث تضر بالأمن، مكرراً بياناً صدر عن مكتب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي دعا فيه إلى ضبط النفس. وحزب القوات اللبنانية هو الخصم الأكثر صراحة لحزب الله، وسارع العديد من الحزبيين والحلفاء إلى اتهامه بالتورط في الهجوم على سليمان. وينتقد معارضو حزب الله الاشتباكات المستمرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بعد بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي أثارت مخاوف من امتداد الحرب إلى لبنان. وقال الجيش اللبناني في وقت متأخر الاثنين إن سليمان قُتل عندما حاولت عصابة من المواطنين السوريين سرقة سيارته. لكن القوات اللبنانية شككت في هذه النتائج قائلةً إنها تعتقد أنها عملية اغتيال سياسي. وانتقد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حزب القوات اللبنانية وحلفاءه بسبب ما قال إنها اتهامات لا أساس لها وخطاب طائفي خطير.

ترويج بلا جدوى لتحريك الملف الرئاسي

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. مرة تلو أخرى، يجري الترويج لاحتمال تحريك الملف الرئاسي ربطاً بمواعيد ومسارات خارجية. لكنّ واقع الحال لا يبشّر بذلك، ولا يوحي بوجود أيّ توجّه في هذا الصدد في وقت قريب.......فيما يستمر إيقاع الحرب جنوباً، وتزداد كل المؤشرات السلبية التي تظلّل الوضع اللبناني الداخلي، ظهرت محاولات من جانب بعض القوى السياسية للترويج لعودة الحراك الرئاسي، وتحرّك اللجنة الخماسية بعد عطلة عيدَي الفصح والفطر، وكأن هناك تسريعاً لمسار رئاسي على قاعدة أن ثمة ملامح جدّية تبشّر بقرب الإفراج عن تسوية رئاسية. فيما الواقع أن لا أجواء عقلانية يمكن البناء عليها لتبرير إمكان تحريك الملف الرئاسي في وقت قريب:أولاً: لا تزال التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان على وتيرتها، ومع إضافة القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، كمنعطف أساسي، لا يمكن الكلام على تهدئة تعطي مجالاً لبدء أيّ مفاوضات رئاسية، ولا سيما أن هناك كلاماً غربياً يصف عملية القنصلية بأنها رسالة إسرائيلية لتخريب أي مفاوضات وترتيبات تحت الطاولة بين واشنطن وطهران، وأن إسرائيل لن تترك الساحة الإقليمية لأيّ تفاهمات أميركية إيرانية ولو بالحد الأدنى من دون المرور عبرها. وهذا من شأنه أن ينسحب على لبنان، إذ لا يزال يشكل بالنسبة إليها الساحة التي يمكن أن توجع فيها إيران كنفوذ استراتيجي وليس كنفوذ عسكري فحسب. فمع الصراع المكشوف مع إيران، بعد المواجهة مع حزب الله، باتت إسرائيل تتصرف وكأنّ أيّ ترتيب يتعلق بلبنان، ليس فقط من الناحية العسكرية الميدانية ونقاشات الوضع الجنوبي، يفترض بواشنطن أن تأخذ برأيها فيه. فضلاً عن أن إسرائيل تنتظر الرد على عملية القنصلية، وأن حرب غزة لا تزال مشتعلة بما لا يسمح لحزب الله وإيران بالانشغال بملف رئاسي يساهم في صرف جهودهما عن الحرب الدائرة.

ثانياً، الاستعجال في تفسير التحرك الفرنسي والأميركي في اتجاهين بأنه يمكن البناء عليه. ففي حين بات الدور الفرنسي متعثّراً، لا يمكن الاعتداد بأيّ تحرك أميركي قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولا سيما أن هناك ملاحظات أميركية داخلية على أداء الموفد الأميركي عاموس هوكشتين ومقاربته للملف الرئاسي. كما أن لا مصلحة للدول العربية صاحبة الكلمة في ما يجري لبنانياً، بإبرام تسويات رئاسية أو أيّ ترتيبات تتعلق بلبنان، مع إدارة أميركية قد تكون على أبواب مغادرة البيت الأبيض. وكما استنفدت هذه الدول الوقت منذ سنة ونصف سنة، لن تستعجل اليوم في تقديم «تنازلات» قد تطيح بها الإدارة الجديدة، كما أنها لا تجد نفسها في وارد القبول بأيّ تسوية من خارج موافقتها الشاملة، على عكس ما حصل مع تسوية عام ٢٠١٦. وحتى الآن لم يتغير موقف هذه الدول ولن يتغير تبعاً لتطورات المنطقة وما تذهب إليه بعد حرب غزة، وزيادة النفوذ الإيراني فيها.

كل المبادرات لم تغيّر فاصلة في مواقف القوى السياسية من الملف الرئاسي

ثالثاً، أثبتت الأشهر الماضية والاتصالات الخارجية والمبادرات السياسية الأخيرة، أن كل القوى السياسية لا تزال على مواقفها من مرشحيها الرئاسيين، وأن كل المبادرات التي جرت حتى الآن لم تغيّر فاصلة في هذه المواقف. لكن ما أضيف الى ذلك، أن الوضع الداخلي الذي ينهار منذ سنوات قليلة، ويحتاج الى إعادة بناء المؤسسات فيه، بات أكثر تحللاً، ولم يعد في جهوزية يمكن التعويل عليها للاتفاق على ما يؤدي الى إجراء الانتخابات. فما رافق عملية خطف منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان وقتله، وردود الفعل التي تتفاقم، أظهرت مجدداً هشاشة الوضع السياسي وحدّة الانقسامات السياسية بين طرفين، بما لا يمكن معه الرهان على أيّ التقاء على إجراء الانتخابات الرئاسية. عطفاً على أن حرب غزة ومشاركة حزب الله في حرب الإسناد سبق أن عززتا وجهة الانقسام بين القوى السياسية، الى حدّ لا يسمح بالاعتقاد بإمكان إجراء أيّ حوار أو حتى نقاش تمهيدي للانتخابات في هذه الأجواء المشحونة. ولا تكمن الخطورة في انعكاس مباشر للأحداث المتتالية على العلاقة بين المكونات السياسية والشعبية فحسب، وإنما في أن الطرفين يذهبان الى الرهان على متغيّرات تساهم في ترجيح كفة الميزان، بحيث لا تعود التسويات مطلوبة. ولا يبدو أن ذلك متاح في وقت قريب. ما يعني مزيداً من المراوغة الرئاسية والتفسخ الداخلي الذي ينذر مرة بعد أخرى بأن الأزمة باتت تحتاج الى أكثر من ترتيب ظرفي.

اميركا اتهمته بتحويل اموال الى غزة: من قتل الصراف محمد سرور؟

الأخبار .. عُثر مساء أمس على محمد إبراهيم سرور (57 عاماً) مقتولاً في منطقة بيت مري في المتن الشمالي، بعدما انقطع الاتصال به منذ الخميس الماضي.ويعمل سرور في الصرافة والتحويلات المالية، وانقطع الاتصال به أثناء عودته من محل للصرافة في بيت مري بعد سحبه حوالة مالية. وبدأت التحقيقات لمعرفة مصيره برصد هاتفه الذي حدد مكانه في بيت مري، وأظهر تتبع الكاميرات أنه دخل فيلا في المنطقة ولم يخرج منها. ولدى مخابرة القضاء، أشار بدخول الفيلا حيث عثر عليه مقتولاً بسبع رصاصات من مسدسين من طراز غلوك 19 ضُبطا في مطبخ الفيلا مغمورين بالمياه ومواد تنظيف في وعائين لإزالة البصمات عنهما، كما عُثر على ألبسة وقفازات غُمرت بالمياه بالطريقة نفسها. ووجدت مع القتيل أموال ما يشير إلى أن العملية لا تهدف إلى السرقة. وأفادت المعلومات أن الفيلا مستأجرة من أصحابها وأن المستأجر توارى عن الأنظار. إشارة إلى أن سرور موضوع على لائحة العقوبات التي تصدرها وزارة الخزانة الأميركية، مع ثلاثة آخرين، منذ آب 2019 بتهمة تسهيل نقل أموال من إيران وتقديمهم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي وغيره إلى «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس. وتفيد معلومات ان العدو الاسرائيلي يتهم سرور بنقل اموال الى قطاع غزة سواء لخدمات تخص مواطنين عاديين او لجهات على علاقة بحزب الله مثل حركة حماس والجهاد الاسلامي. وسبق للعدو ان سأل معتقلين من القطاع ومن مناطق فلسطينية عن معرفتهم بسرور بعدما تبين ان محله استخدم لتحويل اموال الى المناطق المحتلة.

الجيش أطلع بكركي على التحقيقات: جريمة جنائية خالصة | القوات تواصل الاستغلال... «عنزة ولو طارت»!

الأخبار.. باستثناء «فشّة الخلق» العنصرية لأنصار القوات اللبنانية ضد النازحين السوريين في جبل لبنان، لم تنجح القوات في استغلال أوسع لجريمة خطف وقتل مسؤولها في جبيل باسكال سليمان على يد عصابة سورية أوقف جميع أفرادها، وذلك بعدما لامس تحريض القوات المحظورَ مع إرسال مناصريها تهديدات إلى سكان قرى شيعية في جبيل وكسروان، ما دفع الجيش اللبناني بالتنسيق مع حزب الله إلى القيام بخطوات للتهدئة، قبل أن يوسع انتشاره العسكري والأمني في المنطقة.وعلمت «الأخبار» أن التحقيقات التي جرت بمشاركة أربعة من الأجهزة الأمنية اللبنانية أفضت سريعاً إلى رسم خريطة لملابسات الجريمة، بعدما نسّقت مخابرات الجيش مع الأمن السوري لاعتقال ثلاثة من المشتبه في تورطهم داخل الأراضي السورية، فيما أوقف ثلاثة آخرون على الأراضي اللبنانية. وتولّى مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي التواصل مع قيادة القوات والأحزاب السياسية المسيحية وبكركي لوضعها في أجواء التحقيقات، قبل أن يطلع قائد الجيش العماد جوزيف عون بكركي مباشرة على مضمون اعترافات الموقوفين. وفي التحقيق معهم، قال هؤلاء إنهم لم يستهدفوا سليمان تحديداً، وإنهم فشلوا في محاولتين للسطو على سيارتين قبل أن يلاحقوا الضحية الذي كان وحيداً. وأفادوا بأنهم اعترضوا سيارة سليمان وحاولوا إنزاله منها، وعندما قاومهم ضربه الموقوف السوري بلال دلو على رأسه بعقب مسدس ضربات عدة، ووضعوه في المقعد الخلفي لسيارته audi Q7 (تتسع لسبعة ركاب) على أن يطلقوا سراحه على بعد نصف ساعة من المكان، بعدما تخلّصوا من هاتفه أولاً. وعندما توقفوا لإطلاقه فوجئوا بأنه فارق الحياة. وعندما تواصلوا مع زعيمهم الموجود في منطقة طرابلس، طلب منهم نقل الجثة معهم إلى منطقة زيتا داخل الأراضي السورية للتخلص منها هناك، حيث يفترض أن يسلموا السيارة إلى عصابة ابتزاز بعض أفرادها من اللبنانيين المطلوبين للقضاء. وأفيد بأن تقارير ثلاثة أطباء شرعيين في لبنان أحدهم طلبته القوات اللبنانية، تطابقت مع تقرير الطب الشرعي في سوريا لجهة أن سليمان قُتل بعد تعرضه للضرب بآلة حادة على مؤخرة رأسه تسببت بنزيف في الدماغ أدى إلى الوقاة التي حُدّد موعدها في وقت قريب جداً من وقت تنفيذ عملية الخطف. وكشفت التحقيقات أنّ العصابة نفسها سبق ان نفّذت عدداً من عمليات السرقة التي قُدّمت بلاغات بشأنها، من بينها سيارة هيونداي accent سُرقت من منطقة الرابية مطلع الشهر الجاري، وهي نفسها التي استخدمها الجناة في عملية الخطف.

تحريض القوات مستمرّ

رغم تكشُّف ملابسات الجريمة واعتقال منفّذيها، أصرّت القوات، وعلى طريقة «عنزة ولو طارت»، على مواصلة الاستثمار، وتوجيه الاتهام السياسي إلى حزب الله الذي يُعدّ، «بغضّ النظر عن خلفيات وعوامل الجريمة، المسبّب الأول للفلتان الأمني والحدودي وضرب إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية من خلال منعها العمل في مناطق معينة» وفق بيان لحزب القوات أمس. ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن خطف سليمان الأحد الماضي، اندفعت القوات بدءاً من رئيسها الذي غادر حذره الأمني للمرة الأولى منذ فترة طويلة و«نزل على الأرض» في عملية تحريض وضعت الشارع على حافة انفجار كبير، بعدما غذّتها خطابات فتنوية لنوابها ومسؤوليها بالدعوة إلى الأمن الذاتي واستحضار شعارات من زمن الحرب الأهلية. ورغمَ محاولات التنصل اللاحقة من هذا الخطاب بحجة «عدم القدرة على ضبط الجمهور»، إلا أن واقع الأمر أن كلام الجمهور الغاضب هو ارتداد للمواقف الحزبية التحريضية المتراكمة ضد طرف محدد، والتي بلغت ذروتها في مقابلة تلفزيونية لجعجع الأسبوع الماضي قال فيها إن المشكلة اليوم هي بينَ الشيعة والمسيحيين. وقد عكست بعض المواقف الرسمية والحزبية والإعلامية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لفريق القوات السياسي، إصراراً على توجيه التهمة إلى حزب الله بأي شكل من الأشكال، وكيفما دارت التحقيقات على قاعدة إن «لم يكن هو صاحب الفعل فهو صاحب المسؤولية»، وفقَ بيان القوات. علماً أن الفريق «السيادي» الحريص على إدارات الدولة ومن ضمنه القوات شكّك في رواية المؤسسة العسكرية حول ملابسات الحادثة، واعتبرها «غير مقنعة»، ويُصر على اعتبار ما حصل «اغتيالاً سياسياً حتى يثبت العكس». وهو ما يشير إلى نية الاستمرار في استثمار الجريمة سياسياً حتى آخر نفس، وإلى ما بعد مراسم الدفن التي يرأسها البطريرك بشارة الراعي الجمعة في كنيسة مار جرجس في جبيل.

موقف الجيش وعمل مديرية الاستخبارات ودعوة الراعي إلى ضبط النفس سحبت الغطاء المسيحي والشرعي عن جعجع وحزبه

وبالتوازي، علمت «الأخبار» أن اتصالات داخلية وخارجية مكثّفة جرت مع جعجع لضبط الشارع وعدم التصعيد ووقف الممارسات التحريضية والعنف ضد النازحين السوريين. كما سُجّل تواصل بين الرئيس نبيه بري وكل من بكركي وقائد الجيش جوزف عون الذي زار الراعي أمس وأكّد له أن «أسباب الجريمة محصورة بالسرقة». علماً أن موقف الجيش ومسارعة مديرية الاستخبارات إلى كشف ملابسات الجريمة، إضافة إلى موقف الراعي الذي دعا إلى «التروي وضبط النفس»، وحضّ وسائل الإعلام على «عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة»، لعبت دوراً في سحب الغطاء المسيحي والشرعي عن جعجع وحزبه. في المقابل، أصرّت مصادر في القوات اللبنانية على «أننا لم نتهم أحداً رسمياً، وننتظر التحقيقات. لكن ما سمعناه حتى اليوم من روايات يحمل تناقضات وتساؤلات ترسخ القناعة بأن الجريمة ليست مجرد عملية سطو بسيطة، وإلى أن تصدر رواية مقنعة، سنعتبر ما حصل اغتيالاً سياسياً». وأكّدت أن «جعجع لا يريد التصعيد وهو نزل إلى الأرض بهدف ضبط الشارع، ونزل الناس للضغط على القوى الأمنية للإسراع في تحرير رفيقنا. وعندما تأكّد خبر مقتله طلب من الجميع الخروج من الشارع والساحات وفتح الطرقات». ولفتت إلى أن «الملابسات لا تزال مبهمة وإذا لم تصلنا رواية مقنعة لا شك سيكون لنا موقف سياسي تصعيدي». وعقد وزير الداخلية بسام مولوي أمس اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن المركزي بحضور قادة من الأجهزة الأمنية والعسكرية، وأكّد بعده أن الجريمة ارتكبها سوريون، وشدّد على أنّ «البلد لا يحتمل فتناً»، مؤكداً أن «الفاعلين موقوفون، وخيوط الجريمة ستُكشف وكذلك خلفياتها ومَن يقف وراءها».

لبنان: جريمة جبيل تثير مخاوف سكانها وتدفعهم للتفكير بـ«الأمن الذاتي»

أحزابه تتفهم انفعالات السكان... وتؤكد الثقة بالدولة

الشرق الاوسط..جبيل شمال لبنان: حنان مرهج.. يشعر أهالي منطقة جبيل بالإحباط بعد خطف القيادي في «القوات اللبنانية»، باسكال سليمان، وقتله. وضاعفت هذه الحادثة مخاوفهم من تحول في المنطقة التي «لم تشهد اقتتالاً حتى في فترة الحرب الأهلية، وبقيت من أكثر المناطق أمناً». ويقول ربيع مهنا، وهو لبناني من المنطقة، إن «ما حصل خطر جداً، وعمليتا الخطف والقتل وقعتا في منطقة معروفة بهدوئها، وكلها عائلات تربطها صلات قرابة»، ويضيف: «نحن خائفون ونرفض ما حصل». ويرى مهنا أن «ما حصل خطر، والفلتان الأمني ينبئ بغياب الدولة»، مؤكداً أن «الثقة بالدولة اهتزت اليوم، وهو شعور عام، ولكننا لم نفقد الأمل كليًّا، وما زلنا تحت جناح الدولة والجيش، ونؤمن بالأجهزة»، ويشدد على ضرورة «أن تقبض الأجهزة الأمنية على المجرم بعيداً من أي تدخل سياسي».

أمن ذاتي

وتطرح هذه الجريمة أسئلةً حول حضور الدولة في المنطقة، وهو ما يعتقده أبناء جبيل. ويقول جاك يوسف: «أصبح واضحاً غياب الدولة، وأدعو الدولة للقيام بعملها كي لا نضطر للجوء إلى الأمن الذاتي». ويضيف أن ما حصل للضحية باسكال سليمان هو «أكبر من سرقة سيارة». ويستطرد يوسف قائلاً: «نحن المسيحيين مستهدفون، والأمور أصبحت مباحة، وما حصل هو طريقة إجرامية فادحة في وضح النهار، حصلت اليوم في جبيل، هذه المنطقة المسيحية، ومؤسف أن ما حصل أجبرنا على أن نتحدث بطريقة طائفية وعنصرية». ودعا يوسف لأن تنتج حادثة خطف وقتل باسكال «مبادرة لإعادة السوريين النازحين وترحيلهم من أراضينا». في المقابل، دعت عايدة عواد إلى «تعليق المشانق»، وأضافت: «المسيحيون مستهدفون، وما حصل يؤكد هذا الأمر، فدماء شبابنا تذهب هدراً». وقالت إنها «تؤيد الأمن الذاتي، لأننا إن لم نحمِ أنفسنا فليس هناك مَن يحمينا، ولا يوجد غير القدرة الإلهية لحمايتنا».

خطر قريب

وتقول ريتا، وهي مواطنة من جبيل تنتمي إلى حزب «الكتائب اللبنانية»: «بصفتي جبيليةً، لم أشعر يوماً أن هذا الخطر يمكن أن يكون قريباً مني، لأننا نعيش في منطقة آمنة على الرغم من أنها مختلطة، ولكن لم نشعر يوماً بأن الجريمة قريبة منا، وأنه سيأتي يوم نُقتل فيه على الطريق في وضح النهار». وتضيف: «أصبحت أشعر اليوم بأنه لم يعد توجد في لبنان منطقة آمنة ومنطقة غير آمنة، وأن الغدر عندما يأتي لا توقيت له ولا مكان». وتابعت: «بدأت أشعر بالخطر، وأخاف أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وأن ما كنا نسمع عنه في الحرب نعيشه اليوم من جديد. أخاف أن يتحمّس المواطنون، لأن التفلّت الحاصل في الدولة قد يجرنا لنقوم بخطوات كنا نحسبها من الماضي، مثل حمل السلاح لحماية أنفسنا. ولكننا في النهاية نؤمن بالدولة وبالأجهزة الأمنية وبالجيش اللبناني».

مواقف الأحزاب

حالة الانفعال تلك على المستوى الشعبي، يقابلها خطاب أكثر هدوءاً على المستوى السياسي في المنطقة، ولو أن الطرفين يتقاسمان الغضب نفسه. ويقول شربل أبي عقل، المولج بإدارة منطقة جبيل في حزب «القوات اللبنانية»، إن القتل القائم «لا يخص الجبيليين فقط»، مذكراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«اغتيال رفيقنا إلياس الحصروني في قرية عين إبل الجنوبية بالطريقة نفسها والأسلوب نفسه. وبطبيعة الحال لم تصل التحقيقات إلى أي مكان؛ لأن المنفّذ محترف ولديه إمكانات تضاهي الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن الاستهداف ليس لمنطقة أو لطائفة، إنما للمواطن اللبناني الحر على كامل الأراضي اللبنانية». ويضيف أبي عقل: «من هنا أتت صرختنا ودعوتنا للنزول إلى الأرض»، لافتاً إلى أن «الاعتراض يصب بهذه الخانة، وليس فقط بخانة الاستهداف الجبيلي فقط». وعن الدعوات للأمن الذاتي يقول أبي عقل: «ردة الفعل الغرائزية يمكن أن تخرج عن طورها وتذهب في اتجاهات غير مقبولة، وما حصل في جبيل هو ردة فعل غرائزية، لكن بصفتنا حزب (القوات اللبنانية) ما زلنا مؤمنين بالدولة اللبنانية، ونريدها، ولكن إن لم تقم الدولة بواجباتها، وفي ظل وجود حزب يطغى عليها ويدير أمورها كما يريد، سيذهب المواطنون طبعاً إلى حماية أنفسهم على المستويات كافة، وليس فقط على المستوى الأمني، أي اقتصادياً واجتماعياً أيضاً؛ لأن هذه الأمور كلها مرتبطة بالملف السياسي». من جهته، يقول المسؤول في «التيار الوطني الحر» جان صوما، إن «هذا الاستهداف من السوريين لباسكال يطال اللبنانيين كلهم. وكان «التيار الوطني الحر» أول حزب وقف ضد حركة النزوح (السوري)، واتُّهم آنذاك بالعنصرية». وأضاف: «نحن نشعر بأننا مستهدفون أكثر؛ لأن الجرائم تحصل في مناطقنا، ولكن خطر النزوح يطال اللبنانيين كلهم وليس فقط المسيحيين، بل كذلك المسلمين. من هنا، على الجميع الوقوف صفاً واحداً في الدعوة لعودة النازحين السوريين». وتابع: «نحن ضد الأمن الذاتي، ومنذ التسعينات طالبنا بحل الميليشيات، وأن يكون الجميع تحت جناح الدولة اللبنانية، لا سيما أن الأجهزة الأمنية ما زالت قوية وتقوم بعملها، والدليل أن أكبر الجرائم وأفظعها تُكشف خلال ساعات، وهذا ما نثني عليه».

مقتل قيادي من «القوات اللبنانية» يتخذ طابعاً سياسياً... وحزبه يركز على أثر سلاح «حزب الله»

البطريرك الماروني يدعو للتروي وضبط النفس

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. لم تستقر جريمة خطف وقتل منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل (شمال لبنان) باسكال سليمان، على إطارها الجنائي، إذ اتخذت طابعاً سياسياً عبر إضاءة «القوات» على «عوامل جوهرية» أدت إلى الجريمة، ويتمثل بعضها «بوجود (حزب الله) بالشكل الموجود فيه» في إشارة إلى سلاحه، و«الحدود السائبة التي حولها الحزب إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت»، وسط توتر دفع البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى «التروّي وضبط النفس». وخطف مجهولون القيادي في «القوات» باسكال سليمان مساء الأحد، وأعلن الجيش اللبناني مساء الاثنين، أن خاطفيه قتلوه أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. وعُثر على الجثة في الأراضي السورية، وتبين أن الضالعين ينتمون إلى عصابة نفذت الكثير من عمليات سرقة لسيارات فخمة في لبنان. وتسلم الجيش اللبناني الجثة من السلطات السورية، ونقلها «الصليب الأحمر» إلى لبنان، حيث نُقلت إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالاً للتحقيقات، على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك.

توقيف 9 سوريين

وقالت مصادر قضائية مواكبة للتحقيقات لـ«الشرق الأوسط» إن مديرية المخابرات التي تسلمت الجثة تستكمل تحقيقاتها وجمع الأدلة الجنائية، مشيرة إلى أن القضاء «أعطى تعليمات للأطباء خلال تفقد الجثة وإعداد التقارير الطبية الشرعية، من بينها إجراء صور شعاعية وتصوير (سكانر) لمعرفة ما إذا كانت هناك كسور أو إطلاق رصاص وغير ذلك»، كذلك طلب «تحديد سبب الوفاة وتاريخه». ونفت المصادر أن تكون هناك لجنة من الأطباء في «القوات» ستشارك في التحقيقات الطبية بالمستشفى العسكري، قائلة إن ذلك «يتعارض بالقانون مع عملنا كأجهزة رسمية»، وأضافت: «عندما ننتهي من عملنا كدولة، وتتسلم عائلته الجثة، عندها تتخذ العائلة القرار الذي تريده لجهة كشف أطباء من القوات على الجثة أم خلاف ذلك». وبلغ عدد الموقوفين في القضية 9 سوريين، من بينهم اثنان يعتقد أنهما ضالعان مباشرة في عملية الخطف، فيما بينت التحقيقات أن هناك اثنين آخرين ضالعين مباشرة ايضاً وتلاحقهما الأجهزة الأمنية اللبنانية. ونفت المصادر القضائية أن يكون هناك أي لبناني بين الموقوفين.

وزير الداخلية

بالتزامن، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري قوله إن السلطات السورية سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية ثلاثة من المشتبه بهم في قتل باسكال سليمان. وأشار المصدر القضائي إلى أن الموقوفين «اعترفوا بأنهم ضربوه بأعقاب المسدسات على رأسه ووجهه حتى يتوقف عن مقاومتهم، ومن ثمّ وضعوه في صندوق سيارته (...) ودخلوا إلى سوريا». وأضاف: «عندما وصلوا إلى الأراضي السورية، تبين لهم أنه فارق الحياة». وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد ترؤسه مجلس الأمن المركزي أنّ جريمة قتل باسكال سليمان «ارتكبها سوريون»، موضحاً أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق مع بعضها»، مشيراً إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». وشدد على أنّ «البلد لا يحتمل مشكلات أكثر مما هو يواجهها، ولا يحتمل فتناً»، داعياً إلى «التعقل والاتكال على الأجهزة الأمنية والقضاء»، وموضحاً: «إننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين».

إسقاطات سياسية

ولم تبقَ الجريمة التي أثارت ضجة في لبنان، عند إطارها الجنائي بمعزل عن الإسقاطات السياسية، وأكدت الدائرة الإعلاميّة في حزب «القوات اللبنانية» أنّ «التحقيق في جريمة قتل الشهيد باسكال سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعد أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة». وتحدث «القوات» عن عوامل جوهرية وأساسية أدت إلى عملية الاغتيال، يتمثل أولها بوجود «حزب الله» «بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح». وأضاف: «المشكلة الأساس إذن تكمن في جزيرة (حزب الله) المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثاً السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة». أما العامل الثاني بحسب «القوات»، فيتمثّل «في الحدود السائبة التي حولها (حزب الله) إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبراً للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و(فلتانة) هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر». أما العامل الثالث فيتمثّل حسب «القوات» في «خصي» إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها «من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة». وأكدت أنّها «تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعياً إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّماً عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده».

الراعي

في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى ضبط النفس، والتقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما التقى عضوي تكتل «الجمهورية القوية» النائبين زياد حواط وملحم رياشي لمتابعة قضيّة سليمان. وقال الراعي في بيان: «في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسياً وأمنياً واجتماعياً ندعو إلى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة». ودان عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، الجريمة، آملاً أن «تكشف ملابسات هذه الجريمة بالكامل وجلاء الحقيقة»، ومشدداً على أنه «لم يعد جائزاً أن تكون هناك أي قطبة مخفية أو علامات استفهام، بل أن تظهر الحقيقة كاملة». وتمنى أن «تكون الدولة وحدها دون سواها، من يحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز دورها وحضورها، لأن تجارب الماضي علمتنا الكثير منذ منتصف السبعينات إلى اليوم، فلا مجال إلا بسلاح شرعي واحد، ودولة مركزية ومؤسسات وإدارات تابعة لها، ليكون لنا بلد يحلم به الأبناء والأحفاد، فهذه الجرائم التي تتوالى فصولها تعيدنا إلى حقبة الماضي، وبالتالي لا أحد يريد الحرب».



السابق

أخبار وتقارير..«حماس»: المقترح الإسرائيلي بشأن الهدنة لا يلبي أيا من طلبات الفلسطينيين..إسرائيل تنشر للمرة الأولى منظومة «القبة البحرية» للتصدي لهدف فوق إيلات..عمدة مدينة بلجيكية يقرر رفع العلم الفلسطيني أمام مبنى البلدية..وزير الخارجية البريطاني يتوجه إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات في شأن غزة وأوكرانيا..إندونيسيا: تنظيم مسيرة بآسيا وأوروبا دعماً لغزة..روسيا تعلن اجتياح الفيضانات أكثر من 10 آلاف منزل..«مقترح ترامب» للأزمة الأوكرانية: شبه جزيرة القرم ودونباس لروسيا..ألمانيا تنشر آلاف الجنود في ليتوانيا وترامب يعرض على بوتين القرم ودونباس..باريس لا ترى «مصلحة» بعد اليوم في إجراء محادثات مع المسؤولين الروس..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..هدنة غزة: هل تشهد مفاوضات الوساطة «حلحلة» خلال عيد الفطر؟..بايدن: نتنياهو يقوم بارتكاب خطأ..وأدعو إلى وقف إطلاق النار..إيرلندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية..أستراليا تلمح إلى امكانية الاعتراف بدولة فلسطينية..«حماس» تدرس مقترحاً للتهدئة لا يستجيب لمطالبها..وإسرائيل تستعد لرفح بالخيام..غزة..لم تعد غزة..غزة تعيّد في جوع ودمار..ونتنياهو يتحدى العالم باجتياح رفح..إنذار مصري - أردني - فرنسي لإسرائيل وتحذير أوروبي..وتركيا تفرض عقوبات اقتصادية..«هدنة العيد»..الأنظار على نتنياهو و«حماس»..انتشال جثامين 409 شهداء من «الشفاء» وخان يونس..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,374,833

عدد الزوار: 6,988,822

المتواجدون الآن: 60