أخبار لبنان..«بروفة» متوسّعة لخيار الحرب..وواشنطن تعارض التصعيد..الخماسية لمعاودة اللقاءات مع برِّي وميقاتي.. ومناقشة حول القرار 1701 في مجلس الأمن..إسرائيل تُغير لليوم الثاني على البقاع وبن غفير يطالب بـ"الحرب الآن"..العدوّ يوسّع بقاعاً رداً على قصف المقاومة دفاعاته الجوية | حزب الله يتجاهل التهويل: جبهة الإسناد قائمة..سكان بعلبك يخشون انتقال المعركة إليها بعد تكرار الضربات الإسرائيلية..إسرائيل تقصف أهدافا لحزب الله في سوريا ولبنان..

تاريخ الإضافة الأربعاء 13 آذار 2024 - 3:01 ص    عدد الزيارات 373    القسم محلية

        


«بروفة» متوسّعة لخيار الحرب..وواشنطن تعارض التصعيد..

الخماسية لمعاودة اللقاءات مع برِّي وميقاتي.. ومناقشة حول القرار 1701 في مجلس الأمن..

اللواء..تصاعد تبادل الرسائل بين اسرائيل وحزب الله، في وقت بقيت الحرب على أشدها في خان يونس ومناطق اخرى في قطاع غزة، فاعتمدت «دولة العدوان» طريقة توسيع جغرافيا الغارات، والتركيز على البقاع الشمالي، وبعلبك بصورة خاصة، الامر الذي دفع حزب الله الى توسيع جغرافيا «المواقع المحتلة» من ثكنات عسكرية في الجليل البعيد وصولاً الى الجولان السوري المحتل. ولم يقتصر الوضع الميداني على العمليات والقصف والغارات والمسيّرات، فعثر امس على صاروخ اسرائيلي عند مدخل بلدة حراجل في كسروان، في محاولة لتحريض المسيحيين على المقاومة، وسط مطالبة رمز اليمين المتطرف في «كابينت الحرب» في اسرائيل الوزير بن غفير الى البدء بالحرب فوراً في لبنان، في خطاب وجهه الى وزير الدفاع يوآف غالانت، مشجعاً اياه على تجاوز قرار الكابينت ورئيس الحكومة نتنياهو. ولم تغب الحرب النفسية عن المسار الحربي عبر الصواريخ والغارات والمسيَّرات. فكثرت التكهنات حول ما يمكن ان يحصل في ظل جنوح نتنياهو الى الحرب، بوصفها خياراً مراً، قرر ان يتجرعه ليس وحده، بل اسرائيل ككل. وفي سياق تبدُّل السير العسكري للحرب لجهة التركيز على المسيَّرات والصواريخ القوية الانفجار، والبعيدة المدى، وملاحقة مواقع الاحتلال، التي تتولى تنظيم الغارات والضربات على لبنان. لكن الادارة الاميركية ما تزال متمسكة بخيار عدم توسيع الصراع، ونقل عن مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان قوله: نعمل بدبلوماسية هادئة لنؤمن استقراراً مستداماً بين بيروت وتل ابيب. وأفادت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن التهدئة على الساحة الجنوبية صارت بعيدة المنال بعد تطور الميدان وتعمد جيش الاحتلال قصف بعلبك، وأشارت إلى أن مواصلة إسرائيل تهديداتها للبنان باتت مسألة متواصلة والخشية قائمة من تنفيذها في الوقت الذي يتوقع فيه أن تتحرك القنوات الرسمية والديبلوماسية حيال هذا التصعيد. ورأت أن هذه الوقائع الجديدة ترسم علامة استفهام عن المشهد المقبل والمتأتي عن هذه التطورات، مشيرة إلى أن خطة الطوارىء التي سبق وأن وافقت عليها الحكومة في سياق الإحاطة بهذه التطورات لا تزال قائمة ولكن قد يصار إلى تفعيلها عند الحاجة. إلى ذلك اعتبرت أن مواقف نواب المعارضة من كلام رئيس مجلس التواب بشأن الحوار بات يوحي أن المطلوب هو تصويب التوجه المطلوب بشأن مبادرة تكتل الاعتدال التشاورية.

الخماسية.. جولة جديدة من المشاورات

وبقي الوضع السياسي متأرجحاً بين الرغبات والطلبات والبيانات، لجهة كيفية كسر الجمود الذي يلف الملف الرئاسي. وجدّد التيار الوطني الحر دعوته الى توافق الكتل على رئيس يقبله الجميع، وإلا الاحتكام الى المجلس النيابي عبر دورات متتالية. وعلى هذا الصعيد، ستعاود اللجنة الخماسية نشاطها، في ضوء ما انتهت اليه جولات تكتل «الاعتدال الوطني» على الكتل النيابية على اختلافها، عبر طلب لقاءات جديدة مع كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. ومن دار الفتوى، اعلن النائب غسان حاصباني، الذي التقى المفتي عبد اللطيف دريان مع وفد من «القوات اللبنانية» ان هناك مبادرات خيِّرة يقوم بها بعض الزملاء نتلقفها بايجابية والتشاور مرحب به، والاهم انعقاد جلسة مجلس النواب المفتوحة بدروات متتالية. وان يلتزم النواب عدم تطيير النصاب لأن انتخاب رئيس للجمهورية مدخل لاستقرارها على لبنان.

الوزير القبرصي

وعلى صعيد الحركة الدبلوماسية تجاه لبنان، زار وزير الخارجية القبرصي كونستانيتوس كوبوس الرئيسين بري وميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، ثم قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث في السراي بالتعاون بين لبنان وقبرص، وطالب الوزير الزائر بتدخل السلطات اللبنانية لمنع الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين الى اوروبا عبر قبرص، انطلاقاً من السواحل اللبنانية. ورد ميقاتي بالطلب ان تدعم قبرص طلب لبنان بدعم واغاثة النازحين في بلدهم وليس في لبنان.

فرونتسكا الى نيويورك

وابلغت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا كلاً من الرئيسين بري وميقاتي، انها ستغادر الى نيويورك، لمناقشة التقرير الذي وضعته بشأن القرار 1701.

صاروخ حراجل

وحسب المعلومات، فإن صاروخ حراجل، كانت تحمله مسيَّرة اسرائيلية وهي في الطريق الى البقاع لكنها سقطت وتحطمت تحت الطريق العام عند مدخل بلدة حراجل. وجاء في بيان للجيش اللبناني انه عثر في بلدة حراجل - فتوح كسروان على صاروخ غير منفجر قد سقط اثناء عدوان اسرائيلي وتجري الوحدة المختصة الكشف اللازم ليصار الى معالجته بأمان. ومنعت القوى الامنية الاقتراب من مكان سقوط الصاروخ، لمدة ثلاثة ايام، حتى نفاد طاقة بطاريته للتمكن من تفكيكه.

نصر الله والوضع الميداني

وحضر الوضع الميداني في غزة وعلى جبهات المساندة بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ووفداً من قيادة حماس برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، الذي مثل «حماس» في مفاوضات وقف النار في القاهرة والتي لم تصل الى نتيجة بعد. وحسب بيان رسمي فإن المحادثات تناولت «مجريات المفاوضات القائمة من اجل التوصل الى وقف العدوان وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم الشعب الفلسطيني وقضيته». ويتطرق السيد نصر الله للوضع الميداني في كلمة له مساء اليوم، في اولى اطلالته في مناسبة الليالي الرمضانية.

مفاجآت.. واعتداءات

ميدانياً، فاجأ رد المقاومة العدو، حيث اطلقت بأقل من ساعة اكثر من مائة صاروخ كاتيوشا على ثكنة كيلع وقاعدة يوآف ومرابض مدفعية منتشرة في النقاط القريبة. كما استهدفت صواريخ المقاومة الجولان المحتل. ووصلت الصواريخ المناسبة الى موقعي بركة ريشا وجل العلام وثكنة برانيت. ونفذ طيران العدو غارة جوية بين العديسة والطيبة، وكانت الطائرات المعادية استكملت غاراتها على البقاع وبعلبك وجوارها بصورة خاصة، بعد عدوان ليلي ادى الى سقوط شهيد رياضي هو الكابتن مصطفى غريب. فقد نفذ الطيران الحربي غارتين على بلدة النبي شيت ومحيط سرعين حيث ادت الغارات الى سقوط شهيدين، هما: محمد يعقوب وشخص من آل جعفر، والحاق اضرار كبيرة في المنازل والممتلكات المدنية والبنية التحتية. واستهدفت الغارة معمل بلاستيك على طريق السفري - سرعين. وحسب المعلومات فإن العدوان على النبي شيت استهدف مبنى من ثلاث طوابق قرب مرقد السيد عباس الموسوي. وفي المعلومات فإن بعض المدارس الخاصة قررت اقفال ابوابها اليوم بسبب الاوضاع اللبنانية.

إسرائيل تُغير لليوم الثاني على البقاع وبن غفير يطالب بـ"الحرب الآن"

بري يُخطّط لتقاطع مع باسيل: "الاعتدال" حصان طروادة وخوري "فافوري"

نداء الوطن..لم يتأخر الوقت حتى بانت خلفيات هذه التبدلات المفاجئة الأخيرة في مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من الاستحقاق الرئاسي. فمن رفض مبادرة تكتل «الاعتدال» النيابي الى القبول بها، ومن إطلاق العنان مجدداً لفكرة «الحوار» الى العودة لفكرة «التشاور»، ومن رفض الإمرة لغيره الى الانفتاح على مناقشة نيابية بلا أوامر. هذا ما كان عليه بري في بداية هذا الأسبوع، لكن هناك تتمة لهذه التبدلات في سلوك رئيس البرلمان. ومن هنا البداية. بحسب معلومات أوساط نيابية مواكبة للاستحقاق الرئاسي تحدثت اليها «نداء الوطن»، تبيّن أنّ تكتل «الاعتدال» الذي جرى البناء على مبادرته في الاسبوعَين الماضيَين، انطلق في مهمته بدفع من الرئيس سعد الحريري الذي بعدما تشاور معه أمين سر «الاعتدال» النائب السابق هادي حبيش طلب منه التواصل مع عين التينة، قائلاً: «روح شوف بري». وهكذا كان. وبدأت رحلة التكتل التي رافقتها تقديرات مختلفة بلغت ذروتها السبت الماضي عندما ظهر الدخان الأسود بعد اجتماع بري بوفد «الاعتدال». وبين تأكيد فشل مبادرة التكتل وبين القول إنها لا تزال على قيد الحياة، أطل بري متفائلاً على شاشة «أو تي في» التابعة لـ»التيار الوطني الحر». ولم يكتفِ بري باختيار المحطة البرتقالية منصّة لتفاؤله، إنما بعث برسالة مشفّرة الى «التيار» لم يَخفَ مضمونها على الراسخين في معرفة بري، وذلك عندما قال: «هلأ ناطر العونيين». ماذا ينتظر رئيس مجلس النواب من «التيار»؟ تجيب الأوساط النيابية، أنّ بري حاول إخفاء ما هو أبعد من التظاهر بـ»الانتظار»، لأنه فعلياً قطع شوطاً على طريق التقاطع مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل من أجل اعتماد العميد السابق في الجيش جورج خوري كي يكون «المرشح الثالث»، بدلاً من رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وأتى هذا التقاطع، وفق معلومات الأوساط نفسها، بعدما اقتنع بري بأنّ فرنجية لم يعد المرشح الذي يمكن اعتماده خارج القرار المسيحي. كما صار أيضاً على اقتناع بأنّ خوري هو الحصان المفضل الذي يمكن المراهنة على تخطيه الشوط الأخير (favori)، وهو سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان يمتلك سجلاً من العلاقات الطيبة مع نظام الوصاية السوري عندما كان مديراً للمخابرات في عهد الرئيس أميل لحود (1998-2007)، ثم بعد رحيل الجيش السوري عام 2005 مع فريق الممانعة. وفوق كل ذلك، يحظى خوري الذي قد لا تمانع بكركي بوصوله، بترشيح باسيل. لكل ما سبق، كان لا بدّ من إخراج ما، فكانت الحبكة في مبادرة «الاعتدال». وفي الحسابات الأولية لما جرى، سيكون بري مطمئناً، إذا كانت هناك فرصة لإجراء انتخابات رئاسية، الى أنّ هناك أكثرية مضمونة لانتخاب خوري بعد تقاطع نواب «التيار» و»الاعتدال» مع معسكر الممانعة. وفي انتظار جلاء الخيط الأبيض الرئاسي من الخيط الأسود لهذا التقاطع الجديد، هناك «حزب الله» الذي عليه أن يتدبر أمر حليفه الزغرتاوي و»وعده الصادق» له بأنه مرشح «الحزب» ولا أحد غيره. كما سيكون على عاتق عين التينة اقناع بنشعي بهذه الاستدارة. وهناك أيضاً افرقاء آخرون سيأتي الوقت لمعرفة مواقفهم من هذه التحولات. ومن أحوال البرلمان الى شجون الميدان. فبعدما كانت الحدود الجنوبية المسرح الرئيسي لـ»المُشاغلة» التي فتحها «حزب الله» في 8 تشرين الأول الماضي، صار البقاع الشمالي في اليومين الماضيين جهة موازية بقرار إسرائيلي. وبعد غارات إسرائيل ليل الاثنين على مراكز «الحزب في بعلبك»، قتل أمس شخصان على الأقل وأصيب 12 آخرون في ضربات إسرائيلية طالت وفق مصدر أمني مبنى عند مدخل بلدة سرعين، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً من مدينة بعلبك، ما أدّى الى تدميره بالكامل. وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة إسرائيلية ثانية، وفق المصدر ذاته، مبنى في بلدة النبي شيت المجاورة التي تعدّ مركز ثقل لـ»حزب الله». ونُقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: «سنهاجم لبنان بقوة كبيرة». بدوره انتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزير الدفاع يوآف غالانت، إذ قال له: «الجيش هو مسؤوليتك. ماذا تنتظر؟ أكثر من 100 صاروخ أطلقت على دولة إسرائيل، وأنت تجلس بهدوء؟ علينا أن نبدأ الردّ، والهجوم - الحرب، الآن». وفي وقت لاحق أمس، قال مصدر في «حزب الله» لقناة «العربي الجديد» القطرية، إنّ «المقاومة في لبنان لن تسكت عن الهجمات الإسرائيلية، سواء في الجنوب أو البقاع أو بعلبك أو أي منطقة لبنانية، وسيكون الردّ واحداً وأقوى». ونعى «الحزب» مساء أمس محمد علي جمال يعقوب «ياسر زغيب» مواليد عام 1988 من مدينة بعلبك، وصادق حسين جعفر «كفاح» مواليد عام 1970 من بلدة جرماش في البقاع. وكان الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله التقى وفداً من حركة «حماس» برئاسة نائب رئيسها في غزة خليل الحية. ومن المقرر أن يطل نصرالله مساء اليوم ليلقي كلمة في أمسية رمضانية. وفي واشنطن، صرّح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أنّ الولايات المتحدة «تريد أن ترى نهاية للهجمات عبر الحدود بين «حزب الله» وإسرائيل».

العدوّ يوسّع بقاعاً رداً على قصف المقاومة دفاعاته الجوية | حزب الله يتجاهل التهويل: جبهة الإسناد قائمة

الأخبار.. عكست اعتداءات العدوّ التي طاولت البقاع اللبناني، بعد استهداف المقاومة مقارّ الدفاع الجوي والصاروخي في الجولان المحتل ومنطقة الجليل، تصعيداً نوعياً، ما يضع المعركة على حافة التدحرج الى سيناريو أشدّ خطورة. في المقابل، عكس تصعيد حزب الله ردوده على العدوان الذي توسّع مدى وعمقاً إصراره على عدم فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة. وعدم الخضوع لضغط توسيع مدى المواجهة. وهو ما أشار إليه أمس رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي مانويل تراغتنبرغ، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر السنوي السابع عشر للمعهد، بقوله إنه «في نهاية المطاف، لن يستسلم حزب الله ما دامت الحرب في غزة مستمرّة. ويتعيّن على أولئك الذين يصرّون على تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية حاسمة في لبنان، بينما لا نزال منخرطين في غزة، أن يفكروا بعناية في احتمال إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ على إسرائيل». فيما رأى رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى غيورا سالتس أن «إسرائيل فقدت قوتها الرادعة»، بعد إطلاق المقاومة أمس 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل والجولان.ولليوم الثاني على التوالي، استهدف العدو البقاع، بغارة جوية على مبنى سكني على الطريق الدولي بين بلدتَي السفري وسرعين، حيث سقط شهيد وثمانية جرحى. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية مبنى في بلدة النبي شيت. وادّعى الجيش الإسرائيلي أنه استهدف «مجمعات مهمة» لحزب الله. وقد جاءت الغارات غداة عدوان نفذته مقاتلات العدو ليل الاثنين – الثلاثاء استهدف مبنى في بلدة أنصار خلف مستشفى دار الأمل الجامعي، ومستودعاً بين شمسطار وطاريا. وتؤكد طبيعة الحدث وساحة تنفيذه ورسائله وتداعياته المحتملة، أن القرار صدر عن المستويات العليا في المؤسستين السياسية والأمنية في كيان الاحتلال، إذ إن الحدث أكبر من أن تتفرّد به مستويات ميدانية ولو على مستوى قيادة المنطقة الشمالية. والعمق الجغرافي للاعتداءات وتوزّعها وتكرارها، على وقع ردود حزب الله، يكشف عن رسائلها الاستراتيجية وعن حجم الضغوط على العدو على جبهته الشمالية، كما لا يمكن فصلها عن الخيارات التي يلوّح بها العدو. هذا التصعيد جاء بعد فشل محاولات واشنطن تفكيك جبهات الإسناد، ورفض حزب الله التعاطي مع أيٍّ من المطالب التي حملها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين قبل إنهاء الحرب على غزة. كما يندرج في سياق تصاعد تبادل النيران الذي فاقم الضغوط على كيان العدو وعلى المستوطنين. فبحسب «القناة 12» في التلفزيون الإسرائيلي، «بدأت الصورة في الأسابيع الأخيرة تتغيّر... عندما انتقل حزب الله الى إطلاق صليات ثقيلة باتجاه الجليل والجولان»، في إشارة الى تصاعد ضربات المقاومة، في المبادرة والرد على تجاوز العدوّ خطوطاً رسمت الإطار الجغرافي ووتيرة المعركة، عبر توسيع نطاق اعتداءاته لتشمل منازل ومدنيين في قرى خارج الخط الأمامي للجبهة. مع ذلك، لم تكن مفاجئةً محاولة العدو توسيع نطاق ردوده واعتداءاته. بل إن حصر المعركة ضمن نطاق جغرافي ملاصق لفلسطين طوال خمسة أشهر، مع خروقات محدودة، هو إنجاز للمقاومة وفَّر لها هامشاً أوسع في إسناد غزة، وأفشل المحاولات الإسرائيلية لفرض معادلة تتصل بالمرحلة التي تلي، مع إصرار حزب الله على مواصلة الضربات المدروسة بدقة. لذلك، يسعى العدو، عبر رفع مستوى اعتداءاته التي تأخذ طابع الرد - لأسباب استراتيجية وردعية - الى محاولة إرساء معادلة فشل في تحقيقها في الأشهر الخمسة الماضية برفع منسوب الأثمان التي يدفعها حزب الله وبيئته، ومحاولة تقييد ردود حزب الله في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

يحاول العدو عبر رفع مستوى اعتداءاته إرساء معادلة فشل في تحقيقها في الأشهر الخمسة الماضية

ومن الواضح أيضاً، أن من ضمن الرسائل الرئيسية لهذه الاعتداءات، محاولة العدو إضفاء مزيد من الجدية والمصداقية على تهديداته بأنه لن يسلِّم بالمعادلة التي تحكم المعركة القائمة، وأنه في حال عدم تلبية مطالبه التي حملها المبعوث الأميركي، فإنه مستعد للمخاطرة برفع منسوب اعتداءاته حتى لو انطوت على إمكانية التدحرج إلى مواجهة عسكرية أشد. وهو يراهن في ذلك على أن حزب الله لن يردّ على هذه الاعتداءات، استناداً إلى تقديره بأن أولوية الحزب هي عدم توسيع نطاق المعركة لتشمل بقية المناطق اللبنانية. في المقابل، يمكن التأكيد أن حزب الله لن يسمح للعدو بفرض معادلته، ولا استغلال أولويته في منع استباحة المدنيين، ولا ثنيه عن مواصلة إسناد غزة، مهما بلغت الضغوط. لذلك ستبقى القاعدة التي تحكم أداءه هي فرض قيود على ردود العدو واعتداءاته، وفق تقديره للوضع الميداني ومتطلباته، وبما يخدم مجموعة أهداف:

مواصلة الضغط على العدو، تقييد اعتداءاته وتحييد المدنيين بأقصى ما يمكن، وعدم التدحرج الى حرب.

ميدانياً، استهدفت المقاومة الإسلامية صباح أمس، مجدداً، مقر قيادة الدفاع‏ الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ‏ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا «رداً على ‏‏الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا، وآخرها في محيط مدينة بعلبك».‏

وفي سلسلة بيانات متلاحقة، أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية استهداف مواقع: الراهب، الجرداح، جل العلام، حدب يارين، بركة ريشا وثكنة زرعبت بصواريخ «بركان». كما استهدف الأجهزة التجسسية في مواقع بركة ريشا وجل العلام، رويسات العلم، زبدين ‏‏وثكنة برانيت.‌‏‏ وتصدّت المقاومة لمسيّرة إسرائيليّة في أجواء المناطق الحدوديّة مع فلسطين المحتلّة، ما ‏أجبرها على التراجع.‌‏‏ونعى حزب الله اثنين من مقاوميه هما: محمد علي جمال يعقوب من مدينة بعلبك، وصادق حسين جعفر من بلدة جرماش في البقاع.

سكان بعلبك يخشون انتقال المعركة إليها بعد تكرار الضربات الإسرائيلية

«حزب الله» أخلى مراكزه... والضربات تحاذي مواقع المدنيين

الشرق الاوسط..شرق لبنان: حسين درويش.. يتخوف سكان منطقة بعلبك، في شرق لبنان، من أن تكون الضربات الإسرائيلية المتعاقبة في الساعات الأخيرة مقدمة لاستهدافات متكررة، تجعل المنطقة غير آمنة، ويترقبون التطورات، فيما يسأل أحد السكان عما «إذا كانت تل أبيب تسعى لإفراغ البقاع من أهله ودفعهم للنزوح من هنا». ونفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات متكررة ليل الاثنين وصباح وظهر الثلاثاء، استهدفت قرى واقعة في محيط مدينة بعلبك، الخزان البشري لـ«حزب الله»، وطالت إحداها، الثلاثاء، مسقط رأس الأمين العام السابق عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل في عام 1992، ودُفن في بلدة النبي شيت. واستهدفت الضربات بلدات سرعين وطاريا والنبي شيت، كما استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنياً عائداً لنجل مدير مستشفى دار الأمل الجامعي محمود علام، الذي سقط نتيجته أحد لاعبي كرة القدم مصطفى غريب، كما سجل سقوط أكثر من 20 جريحاً، بينهم 4 نازحين سوريين سقطوا جراء تطاير الزجاج والحجارة من المبنى المستهدف قرب مستشفى دار الأمل.

الطائرات لم تفارق السماء

يراقب أهالي بعلبك ظهر الثلاثاء سماء البلدة: «لم تغادر الطائرات المسيرة سماءنا منذ أمس». يقول حسن د. لافتاً إلى أن الطائرات كثفت طلعاتها، منذ الاثنين، قبل أن يبدأ القصف مساء. ويسأل حسن عن أهداف توسيع الغارات الإسرائيلية على منطقة بعلبك. يقول: «هل قصف بعلبك يهدف إلى تخويف المدنيين؟ بُني هذا الاعتقاد على ضوء مواقع الاستهداف التي حصل معظمها بالقرب من الطريق الدولية، واستهدفت مباني سكنية شبه خالية من سكانها». وقال حسن إن المباني المستهدفة «هي منشآت مدنية، لا وجود لـ(حزب الله) في تلك المباني الخالية»، مشيراً إلى أن الحزب «لا يوجد هنا، كل الناس تعرف، وإسرائيل تعرف أنه في الجرود، وليس هنا، وهو ما دفعنا للسؤال عن الأهداف الإسرائيلية للقصف ورسائله للمدنيين».

الحزب يخلي مراكزه

تركز القصف الإسرائيلي على منشآت مدنية، حسبما بدا من جولة «الشرق الأوسط». أما مراكز «حزب الله»، فيقول السكان إن الحزب «أخلى جميع مراكزه منذ بدء الحرب»، ولم يعد مقاتلوه أو حراسه يظهرون «بناء لتعليمات وأوامر من (حزب الله) بإخلاء جميع المباني والمراكز في المنطقة». ويتكرر الحديث عن استهداف المدنيين بين السكان. يرى حكمت شريف، الذي واكب الغارات منذ الشهر الماضي، التي كانت في أولها على عدوس، غرب بعلبك، أن إسرائيل «تكثف من عملياتها من خلال استهدافها المدنيين والمناطق السكنية للدفع باتجاه التوصل إلى حل سياسي»، مستنداً إلى أن طبيعة الاستهدافات تنفي أن تكون ضربات مؤثرة، أو لها هدف عسكري. ويقول: «كل الناس هنا تعلم أن (حزب الله) أفرغ مراكزه من محتواها ومن العناصر».

الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف هدفين لـ«حزب الله» على الجبهة السورية

القدس: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، إنه قصف هدفين لجماعة «حزب الله» اللبنانية على الجبهة السورية. وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، حمّل الجيش الإسرائيلي النظام السوري مسؤولية الأنشطة التي تجري على الأراضي السورية، قائلاً: «لن نسمح بأي محاولة لترسيخ وجود (حزب الله) على الجبهة السورية». ولم يذكر الجيش الإسرائيلي مزيداً من التفاصيل.

إسرائيل تقصف أهدافا لحزب الله في سوريا ولبنان

الجيش الإسرائيلي ضرب 4500 هدف لحزب الله خلال 5 أشهر

القدس - فرانس برس.. قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بغارات مجمعات وصفها بالمهمة لحزب الله في منطقة بعلبك بعمق لبنان. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية أغارت على مقرين للقيادة تابعين لحزب الله في بعلبك حيث تم تخزين وسائل لتطوير الأسلحة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف هدفين تابعة لحزب الله على الجبهة السورية، حيث شدد الجيش على عدم السماح بأي محاولة لترسيخ وجود حزب الله على الجبهة السورية. وقبيل ذلك أفاد الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه استهدف نحو 4500 هدف لحزب الله خلال الأشهر الخمسة الماضية في لبنان وفي سوريا، وأوقع 300 قتيل بين مقاتلي الحزب و750 إصابة. وقال في بيان إن الأهداف ضُربت من الجو ومن الأرض، وشملت "منشآت تخزين أسلحة ومنشآت عسكرية مخصصة للأنشطة الهجومية لحزب الله ومراكز قيادة وسيطرة عملياتية". وأوضح البيان أن الجيش قام "خلال الأشهر الخمسة الماضية، تحت إشراف مركز التحكم في النيران التابع للقيادة الشمالية والقوات الجوية الإسرائيلية، بضرب أكثر من 1200 هدف لحزب الله من الجو، وأكثر من 3100 هدف لحزب الله من الأرض" في لبنان وسوريا. وقال إن الجيش قضى منذ بداية الحرب على "أكثر من 300 وأصاب أكثر من 750" من مقاتلي حزب الله "من بينهم خمسة من كبار القادة"، وأنه ضرب عشرات الخلايا التي "وجهت أو أطلقت صواريخ مضادة للدبابات والقذائف الصاروخية على إسرائيل". وقال إن هذه الضربات أدت "إلى إضعاف قدرات حزب الله الجوية والبرية، فضلاً عن تسلسل قيادته". وأضاف أن عملياته جاءت ردا على "هجمات المنظمة المستمرة ضد المدنيين وبلدات شمال إسرائيل"، وأنها ستتواصل "لطرد حزب الله وقواته من جنوب لبنان لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم بأمان". طالت ضربات إسرائيلية مجدداً الثلاثاء محيط بلدتين في شرق لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت "مقري قيادة" تابعين لحزب الله، وأوقعت وفق مصدر أمني قتيلاً على الأقل وعشرة جرحى. وجاءت الضربات الإسرائيلية بعيد إعلان حزب الله إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية رداً على قصف طال ليلاً محيط مدينة بعلبك، أبرز معاقله في شرق لبنان. ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل 318 شخصاً على الأقل، معظمهم من عناصر حزب الله إضافة إلى 54 مدنياً في لبنان، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وقضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب بيانات رسمية.

غارات ليلية - نهارية على البقاع فكيف سيكسر الحزب هذه المعادلة؟

حرب إسرائيل - «حزب الله» تتمدّد... بعلبك vs الجولان؟

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |...... هل هي معادلة «بعلبك vs الجولان» ترتسم من خلْف دخان الغارات الإسرائيلية الموغلة في العمق اللبناني حتى المقلب الشرقي على بُعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود الجنوبية، وغبار صليات صواريخ «حزب الله» ومسيّراته في اتجاه الهضبة السورية المحتلة؟

وهل بدأتْ جبهة لبنان التي أعلن الحزب «توأمَتَها» مع غزة منذ 8 أكتوبر الماضي تنجرف نحو سياقاتٍ أكثر دراماتيكية كتعبيرٍ عن ديناميّتها العسكرية التي باتت منفصلة عن «حرب القطاع» ولها مساراتها الخاصة لـ «اليوم التالي» لسكوت المدافع؟

سؤالان طَبَعا المشهد في بيروت التي «أغمضتْ عينيها» على ثاني هجوم إسرائيلي على منطقة بعلبك (منذ 26 فبراير) منذ «طوفان الأقصى» بغاراتٍ أُعلن في تل أبيب أنها ضدّ «مجمعين يعودان إلى القوة الجوية لحزب الله» وأدت الى مقتل ما لا يقلّ عن شخص وجرْح آخرين، وذلك رداً «على تفعيل قطع جوية للحزب نحو منطقة هضبة الجولان خلال الأيام الأخيرة»، لتستيقظ على أكبر «رمية صاروخية» من الحزب بنحو 100 صاروخ أُطلقت على الجولان ومناطق عدة في الجليل الأعلى، فتردّ إسرائيل بغاراتٍ جديدة على بعلبك في كل من تقاطع السفري - سرعين، حيث استُهدف مبنى سقطت فيه إصابات عدة، بينها ما لا يقلّ عن ضحية، ثم النبي شيت حيث كان الهدفُ مبنى من 3 طبقات قرب مرقد الأمين العام السابق لـ «حزب الله» عباس الموسوي، قبل الإغارة على سهل حوش الرافقة (مقابل سرعين). وتطايرتْ الأسئلة والمخاوف من قلْب «التقاصف المتبادل» على الرقعة المتمدّدة، في وقت كانت المفاوضات حول هدنة غزة على تعقيداتها الكبرى التي عبّرت عنها الدوحة نفسها بإعلان «لسنا قريبين من اتفاق لوقف إطلاق النار، لكننا متفائلون»، ما عزّز القلقَ من أن يتحوّل الوقت الفاصل عن «إهماد النيران» في القطاع وجنوب لبنان، ولو بعد حين، فسحةً لمزيد من محاولات تل أبيب لتكريس وقائع ميدانية غير قابلة «للنقض» على أي طاولة تفاوض حول الحلول المستدامة. وجاءت وقائع الشريط اللاهب من الجولان حتى بعلبك مروراً بالجنوب الذي لم يسترِح من الاعتداءات المدمّرة، متدرّجةً بدءاً من بعد ظهر الاثنين حين نفّذ الحزب «هجوماً جوياً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع (في الجولان المحتل)»، ثم ردّ إسرائيل بغاراتٍ ليل اليوم نفسه على بعلبك وتحديداً على أنصار ومنطقة واقعة بين شمسطار وطاريا. وفيما أُعلن أن إحدى هذه الغارات كانت على بعد كيلومترين تقريباً من قلعة بعلبك الشهيرة، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن اللاعب في فريق «شباب بعلبك» مصطفى غريب «ارتقى شهيداً متأثراً بجروح أصيب بها جراء الغارة التي استهدفت مبنى في بلدة أنصار في جوار دارة صديق له كان يسهر عنده»، مشيرة إلى أن المبنى يوجد فيه مركز لوزارة الصناعة. وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت ليل الاثنين، مجمّعين تابعين للقوات الجوية للحزب في البقاع بالعمق اللبناني رداً على أطلاق طائرات مسيّرة نحو الجولان في الأيام الأخيرة، نقلت قناة «العربية» عن مصادر «ان إسرائيل استهدفت في بعلبك مخازن مسيرات متطورة لحزب الله وأن الضربات أضرت بقدراته الجوية». وغداة هذا الاستهداف، أعلن «حزب الله» قبل ظهر أمس، قصفه مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ بأكثر من 100 صاروخ «كاتيوشا». وأفاد في منشور على حسابه على منصة «تلغرام»، بان عناصره «‌‏قصفوا ‏مقر قيادة الدفاع‏ الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع (الجولان على بُعد نحو 15 كيلومتراً على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية)، والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ‏ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا».‏ وأضاف أن القصف جاء «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته، ورداً على ‌‏الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك واستشهاد ‏مواطن». ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي ما جرى بأنه «قصف عنيف، وتم إطلاق الصواريخ من دون إنذارات، ومن دون وقوع إصابات أو أضرار». وتَرافق هذا التدافع الأكثر خشونة منذ اندلاع «حرب المشاغلة» التي أطلقها «حزب الله»، مع «تفعيلٍ» أكبر لـ «وحدة الساحات» بدا استباقاً لأي مغامرة إسرائيلية في اتجاه لبنان إنفاذاً لتهديدات تصاعُدية بتصعيد توحي تل أبيب بأنه لم يُعد «إلا مسألة وقت». وفي حين شكّل إعلان «المقاومة الإسلامية في العراق» الموالية لإيران استهداف مطار بن غوريون بواسطة الطيران المسيّر مساء الاثنين، أحد مؤشرات «رفع التأهب» على امتداد قوس النفوذ الإيراني تحسباً لتجرؤ إسرائيل على الذهاب أبعد في المواجهة مع «حزب الله»، إلى جانب بقاء الحوثيين على «سلاحهم» في البحر الأحمر، لم يكن عابراً ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية عن تنفيذ مناورات في الجولان ووضع خطط للحرب مع تلميحاتٍ إلى أن اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل لم يعد احتمالاً مستبعداً، وعن سيناريوهاتٍ لعمل ضد مواقع مهمة للحرس الثوري و»حزب الله» في سورية. وعلى وقع هذه السخونة الزائدة، استقبل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وفداً قيادياً من ‏«حماس» برئاسة خليل الحية نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، حيث ‏جرى استعراض آخر الأوضاع والتطورات على المستوى الميداني في قطاع غزة ‏والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعدّدة، وكذلك مجريات المفاوضات القائمة من أجل ‏التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية ‏الفلسطينية والشعب الفلسطيني".‏

بين تَشاوُر «الاعتدال» وحوار بري..عضُّ الأصابع الرئاسي باقٍ ويشتدّ

| بيروت - «الراي» | .. رغم خطورة اللحظة اللبنانية، لم تَبرز أي ملامح لاقتراب «الاحتراب الداخلي» ذات الامتداد الاقليمي حول الأزمة الرئاسية من إحداث خرق إيجابي في الجدار المسدود منذ 16 شهراً ونيف تدور خلالها البلاد في حلقة مفرغة من فراغ متمادٍ في رأس الدولة تصيب تشظياته مختلف أوجه العمل المؤسساتي ويُنْذر بتداعياتٍ أكثر فادحة سواء توسعت الحرب الاسرائيلية أو دقّت ساعة «الفرز والضم» على أنقاض «موْقعة غزة». ولم يكن أدلّ على هذا الانسداد من وقوع مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» - التي حاولت حفْرَ كوةٍ في المأزق الرئاسي بـ «إبرة التشاور» غير المنظّم أو المحكوم بآلياتٍ «معلّبة» - في فخٍّ تتناوب عبره القوى الوازنة، ولا سيما «الممانعة»، على نصْبه لِما اعتُبر الخرطوشة الأخيرة لـ «لبننة» الاستحقاق وعزْله عن تداعيات حرب غزة و... ونتائجها. وبعدما أعطى رئيس البرلمان نبيه بري إشارةَ تَشَدُّدٍ بالعودة بمبادرة «الاعتدال» إلى مربّع «الحوار» وآلياته «المُحْكَمة» شكلاً ومضموناً، خرج في حديث تلفزيوني ليعلن ما بدا محاولةً لتبديد الانطباع بأنه المبادِر لإجهاض هذه المبادرة، ولا سيما بعدما أعلنت أطراف في المعارضة وأبرزها حزب «القوات اللبنانية» أن «الأمر اختلط على الرئيس بري فاعتبر ان رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة للمجلس ويترأسها بري يعني أنّ كل الاستحقاقات الدستورية، بدءًا برئاسة الجمهورية، مروراً بتكليف رئيس حكومة، وصولا إلى تأليفها تمرّ عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد». فقد كشف بري أن «جو الاتصال الذي أجراه به الموفد الفرنسي المكلف الملف الرئاسي في لبنان جان - إيف لودريان في الساعات الماضية كان جيداً، وأنه أبلغ إليه ان هناك مبادرة لتكتل الاعتدال تحظى بدعمه ودعم اللجنة الخماسية وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف». وعما اذا كانت مبادرة «الاعتدال» قد انتهت، قال بري: «بالعكس، بعدها بعز شبابها»، مشيراً الى أنه «اكد للتكتل في زيارته الاخيرة لعين التينة استعداده للمساعدة والتسهيل»...

إسرائيل «تسورن» لبنان وحديث عن توغل لـ 5 كيلومترات

توسع الضربات الإسرائيلية إلى البقاع خزان «حزب الله» البشري

الجريدة.. بيروت - منير الربيع ...وسّعت إسرائيل نطاق ضرباتها على لبنان باستهدافها منطقة البقاع التي تعتبر خزاناً بشرياً وعسكرياً لـ «حزب الله» وتحتوي على الكثير من المواقع والمخازن، وهي المنطقة التي انطلق منها الحزب في الثمانينيات وشهدت ولادة أول مخيمات ومعسكرات التدريب. وبذلك، بات لبنان يسير على حبل مشدود وسط مخاوف من أن تصبح هذه الحالة طويلة الأمد، بما يشبه السيناريو السوري، حيث حولت إسرائيل الأراضي السورية إلى ساحة مفتوحة لتنفيذ ضربات متقطعة من دون أي خط أحمر جغرافي بمجرد رصد أهداف عسكرية أو بشرية. ويخشى لبنان أن يتحول إلى ساحة مفتوحة لهذا النوع من الضربات، كما يخشى تصاعد وتيرة العمليات العسكرية لتصبح حرباً فعلية بفعل إرادة إسرائيلية هدفها وضع الجميع تحت الأمر الواقع. ولضرب البقاع رمزية أساسية بالنسبة إلى «حزب الله»، خصوصاً أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله قال للإسرائيليين: «بتوسعوا منوسع»، في إشارة منه إلى استعداد الحزب لتوسيع نطاق عملياته في حال اختار الإسرائيليون توسيع رقعة الاشتباك والمواجهة. ويمارس الإسرائيليون أقصى أنواع الضغط على الحزب لإحراجه أكثر، فعلى مدى يومين متتاليين استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع ومناطق مختلفة من البقاع، بعضها في محيط مدينة بعلبك، والبعض الآخر في منطقتي النبي شيت وسرعين. يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع إجراء مناورات عسكرية إسرائيلية تحت عنوان «المرساة الصلبة»، تحسباً لاندلاع حرب واسعة مع لبنان، تتضمن تدريبات على عمليات إخلاء سريعة واستحداث ملاجئ ومستشفيات ميدانية تحت الأرض، إضافة إلى توفير المواد الغذائية. هذه التحركات تشير إلى أن الإسرائيليين يستعدون لحرب واسعة، وما يضفي جدية على الأمر عنصران، الأول هو البحث الجدي الإسرائيلي في شراء أو استثمار أحد مرافئ قبرص ليكون بديلاً عن مرفأ حيفا في حال اندلاع الحرب، والثاني هو عدم رضوخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكل الضغوط الدولية، لا في غزة ولا في لبنان، حتى أن بعض الجهات الديبلوماسية تشير إلى عدم لقاء نتنياهو بالمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب. وعلى وقع هذا التصعيد، لا يزال لبنان يتلقى المزيد من رسائل التحذير والتهديد، بينها ما يشير إلى استعدادات إسرائيلية جدية لشن عملية عسكرية واسعة ضد أهداف للحزب في سبيل تدميرها بالكامل، وفي هذا السياق هناك من يشير إلى إمكانية التفكير الإسرائيلي بالتوغل إلى الداخل اللبناني بمسافة 5 كلم، وقد أجرى الإسرائيليون اختبارات عديدة لذلك، خصوصاً من خلال محاولات توغلهم في محيط منطقة الوزاني وفي محيط بلدة رميش. وتفسر مصادر عسكرية هذه المحاولات بأنها عمليات اختبار لقوة «حزب الله» الدفاعية على الحدود، وكذلك فإن عملية تركيز القصف على بلدة عيتا الشعب وتدمير أحياء بكاملها فيها فهي محاولة أيضاً لتمهيد الطريق لأي دخول في حال دعت الحاجة. بعض المعطيات تتحدث عن أن الإسرائيليين يفكرون بهذا الدخول من مناطق قليلة البناء والسكان، مثل القطاع الشرقي ومزارع شبعا أو من جهة الوزاني، وهذه ليس هدفها الاحتلال أو خلق حزام أمني، إنما تفكيك وتدمير بعض المواقع التي يصعب الوصول إليها بالطيران، كأجهزة اتصال، أو أنفاق.

حزب الله لا يضيره نجاح مهمة هوكشتين

الاخبار..تقرير هيام القصيفي.. قد لا يضير حزب الله أن تنجح مهمة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، في ظل مقاربة لموقعه الذي يتعرض لضغط داخلي وإقليمي، بعدما افترقت عنه القوى السياسية وتجذّر اختلافها معه منذ حرب غزة.... لا تعوّل دوائر أميركية معنية على ما يمكن أن ينتج من مهمة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين. تحصر هذه الدوائر تعاملها مع جولته اللبنانية على أنها مهمة موظف بدرجة موفد، لا مهمة موفد مكلف بعقد تفاهمات على مستوى حلول كبرى لم يحن وقتها بعد. الترسيم البحري بتقنياته وأبعاده أمر، وما يراهن عليه لبنان من مهمة هوكشتين أمر آخر. ورغم أن لا تفاوض مباشراً بين حزب الله والأميركيين، إلا أن هناك ملامح يتلمّسها مطّلعون على مسار بعض المفاوضات، تفيد بأن حزب الله في مكان ما لا تضيره مهمة الموفد الأميركي، ولا يستبعد أن يعوّل عليها أكثر ممّا يعوّل عليها الأميركيون، وحكماً الإسرائيليون، انطلاقاً من أن الإسرائيليين أظهروا أنهم جادّون في تطويل عمر الاستنزاف في غزة ولبنان شهوراً لا يمكن أن يتحمّلها لبنان نظراً الى الخسائر البشرية وحجم الدمار. فيما تنظر إيران الى غضّ نظر واشنطن ودخولها في أشهر الانتخابات نظرة متوجّسة. كما أن الحزب لا يريد توسيع الحرب، وأيّ هدنة تنطلق من غزة لا يمكن إلا أن تطاول الجنوب، والاستهدافات الإسرائيلية خارج حدود المواجهة الحالية لا تزال رسائل مضبوطة، وأيّ حل معقول يطرحه الموفد الأميركي قد يجد طريقه الى التنفيذ ويعيد برمجة 1701 بطريقة مضبوطة الإيقاع. وبذلك لا يكون الحزب، بغضّ النظر عن أيّ واقع عسكري يؤكد جهوزيته له، قد قدّم أيّ تنازل وأعاد الاعتراف بالـ 1701 بوجهه الجديد.لكنّ ما يراه خصوم حزب الله في إمكانات تحوّل ما في مقاربة الحزب للواقع العسكري، له أيضاً جانب محلي وإقليمي. فالحزب يتعرّض مجدداً لحملة عزل داخلية وإقليمية لا تساعده في حماية ظهره. وقد تكون ذكرى 14 آذار مناسبة لإعادة رسم المشهد الذي عرفه الحزب سابقاً. فاستذكار المناسبة لم يعد يعني تلقائياً الكلام عن قوى 14 آذار، والحدث الذي شهده لبنان آنذاك، ومن ثم انفراط عقدها لاحقاً على مدى 19 سنة وتبدل أحوالها. إذ إن ما حصل في الجنوب، والمواجهة التي دخلها حزب الله مع إسرائيل، وارتدادها داخلياً، صوّب الأنظار الى موقع حزب الله في المعادلة الداخلية في مشهد مكرر لعام 2005. بعد خمسة أشهر على اندلاع الحرب ومشاركة حزب الله من الجنوب، تبدّلت النظرة السياسية الداخلية. خوف الأيام والأسابيع الأولى من إقدام إسرائيل على حرب شاملة ضد لبنان، والتحذيرات من إقفال المطار وتوقف شركات الطيران ويوميات تأمين المواد الأولية، سحب قليلاً الاعتراض الداخلي ضدّ حزب الله، في وقت كان فيه بعض أشد معارضي الحزب من ناشطين وسياسيين يرحّبون بعملية حماس ضد إسرائيل من موقع عقائدي. مع الدخول الأميركي، ومن بعده الهجمة الأوروبية على لبنان، لمنع تدهور المواجهة مع إسرائيل الى حرب واسعة، تحوّل الكلام عن الجنوب عنواناً ثانياً وثالثاً في الأجندة الداخلية. ولولا طلعات إسرائيل الجوية والقصف الذي بدأ يخرج عن نطاق الجنوب نحو البقاع، لما خرجت سردية الحرب داخلياً عن الحيّز السياسي والإعلامي للقوى الموالية لحزب الله. يعيد هذا الابتعاد عن الحزب مشهد عام 2005، في صورة أكثر حدّةً، لأنه يعكس بعد 19 عاماً، تجذّر هذا الاختلاف، الذي تتراوح حدّته بين محطات تفاهمات والتقاءات تكتية، وبين الجنوح نحو الابتعاد جذرياً عن حزب الله حتى في أحلك الظروف التي يمكن أن يتعرّض فيها للخطر، كحاله اليوم مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة حدّتها ضدّه.

أيّ حلّ معقول يطرحه الموفد الأميركي قد يجد طريقه إلى التنفيذ ويعيد برمجة 1701 بإيقاع مضبوط

ورغم محاولة بعض الأطراف المعارضة إضفاء الطابع اللبناني البحت على دور حزب الله في الصراع مع إسرائيل، إلا أن الغالبية لا تزال تتعامل معه على أنه حدث خارجي، كون العنصر الأساسي الذي أشعل الحرب يتعلق بحماس وبإيران. وبعكس ما كانت عليه حال الحزب عام 2005، انطلاقاً من حدث محلي يتعلق باغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ إن معارضيه تعاملوا مع الحدث حينها على أنه خارجي محض، لا يتعلق فقط ببيروت، بل بدمشق وطهران التي سجلت بعد الخروج السوري دخولها رسمياً الى الساحة اللبنانية. وإذا كان التحالف الرباعي وقتها قد أعاد حزب الله الى الحلقة المحلية من خلال تحالفات سياسية - طائفية، فإن هذا العنصر مفقود كلياً بغياب الطرف السنّي، رغم أنه يفترض أن يكون معنيّاً بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن انصراف القوى المسيحية كلياً عن الحزب الذي أراد وصل ما انقطع مع التيار الوطني الحر على هذه الخلفية حصراً. يضاف الى ذلك عنصر جديد في تكتل دول إقليمية في وجه حزب الله سابقاً، هو موقع سوريا التي وقف حزب الله معها في حربها ضد المعارضة. فهي لا تبدو في المشهد العام منذ حرب غزة على أنها معنية كثيراً بما يجري فيها، أو بما يتعرّض له الحزب. ولأول مرة، يظهر هذا التمايز منذ أن دخل الحزب الى سوريا إبّان حربها. وبقدر ما حصل التحالف الرباعي، في صورة غير مباشرة، على مباركة خارجية وغضّ نظر أميركي سعودي، فإن معارضين لحزب الله يبدون خشية مماثلة من غضّ نظر أميركي جديد يعطي للحزب أسباباً تخفيفية، ويجعل من الممكن إعادة تثبيت وقائع جديدة. ولهذا السبب، يترك الحزب الباب مفتوحاً مع الأميركيين من خلال عين التينة.

 

نصر الله يلتقي مفاوض «حماس»..تنسيق على أعلى المستويات

الحركة تتمسك بشرط الوقف الدائم للنار

الشرق الاوسط..بيروت : بولا أسطيح.. التقى الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله (الثلاثاء)، وفداً قيادياً من حركة ‏«حماس» برئاسة خليل الحية، نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، المكلف من قبلها عمليات التفاوض. وأعلن «حزب الله» أنه «جرى خلال اللقاء استعراض آخر الأوضاع والتطورات على المستوى الميداني في قطاع غزة ‏والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعدّدة»، لافتاً في بيان إلى أنه تم التداول بـ«مجريات المفاوضات القائمة من أجل ‏التوصّل إلى وقف العدوان على غزة، وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية ‏الفلسطينية والشعب الفلسطيني». وقالت مصادر «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع يأتي بإطار «استكمال التشاور بين قيادة الحركة والمقاومة بلبنان؛ لإطلاع الأخيرة على آخر المعطيات فيما يتعلق بمفاوضات القاهرة، وأين وصلت»، لافتة إلى أن الحية «مكلف من قبل الحركة التفاوض، وهي ليست المرة الأولى التي يأتي فيها إلى لبنان، حيث كان قد أطلع الأطراف المعنية على ورقة باريس، وردّ (حماس) عليها». وأوضحت المصادر أن «ما يمنع التوصّل لهدنة اليوم التعنتُ الإسرائيلي والمراوغة ومحاولة كسب الوقت. فوفد الحركة ذهب للقاهرة وقدم مقترحاته، بينما غاب الوفد الإسرائيلي، حيث إن هناك انقساماً كبيراً داخل إسرائيل بين مَن يريد الهدنة ومَن يريد مواصلة الحرب... أما شروط الحركة فواضحة وتبدأ حصراً بوقف إطلاق نار كامل». وخليل إسماعيل إبراهيم الحية، هو أيضاً عضو في المكتب السياسي لـ«حماس» ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة. ويترأس في هذه الفترة وفد المفاوضات الجارية من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ويأتي لقاؤه نصر الله تزامناً مع إعلان وزارة الخارجية القطرية أن «جهود المفاوضات بشأن غزة مستمرة، لكننا لسنا قريبين من التوصّل إلى اتفاق». ويتحدّث المعارض الشيعي، الكاتب السياسي علي الأمين عن «تباين أميركي - إسرائيلي بموضوع الهدنة، وانقسام حتى داخل (حماس) بين اتجاه لا يريد هذه الهدنة واتجاه يعدّ الهدنة خلال رمضان فرصةً مهمةً وأساسيةً، ويبدو أن إيران تدفع باتجاه عدم حصول هذه الهدنة ربطاً بحساباتها في المنطقة ومصالحها». ويشير الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «فريق الحية والسنوار لا يريد الهدنة، بينما فريق إسماعيل هنية يدفع باتجاهها». وعن الدور الذي يلعبه «حزب الله» في دعم غزة و«حماس»، يقول الأمين: «لا يمكن القول إن المساندة التي يقوم بها (حزب الله) على المستويين العسكري والأمني تسهم في التخفيف عن غزة... كل ما في الأمر أن هناك مستوى من الدعم المالي والمعلوماتي الإيراني للحركة لا أكثر ولا أقل». بدوره، يوضّح الباحث الفلسطيني هشام دبسي أن الحية، الذي التقاه نصر الله هو «من رجال الثقة عند السنوار، وقد لعب دوراً أساسياً في إنتاج الهدنة السابقة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «سلوك متناقض لدى إيران في التعامل مع موضوع الحرب في غزة، حيث تسحب أدواتها وتوقف العمليات، حيث التكلفة باهظة كما في سوريا والعراق، وتواصل القتال في جبهات أخرى، مثل غزة ولبنان، حيث التكلفة أخف بالنسبة لها». ويضيف دبسي: «إيران لا تريد الهدنة اليوم في مرحلة تستدرج فيها عروضاً أميركية، وهي وبحسب المعلومات، نصحت (حماس) بالتصعيد خلال رمضان في غزة والضفة والقدس». وكانت إسرائيل اغتالت نائب رئيس حركة «حماس»، صالح العاروري، مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، ومنذ ذلك الحين بدا واضحاً أن الحركة باتت تتخذ من لبنان منطلقاً أساسياً للعمل السياسي، علماً بأن وجود «حماس» الأمني والعسكري في لبنان أصبح أكبر بعد الأزمة السورية، وخلاف الحركة الكبير مع النظام السوري؛ ما أدى لتوزع قيادييها السياسيين بين الدوحة وتركيا، وتمركُز أولئك الأمنيين والعسكريين في لبنان، خصوصاً في منطقة صيدا جنوب البلاد وبعض المخيمات، ولكن بشكل أساسي في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يفترض أنه ملاذ آمن لهم.

لبنان: السلبية تتغلب في الملف الرئاسي ولقاء مرتقب بين «الاعتدال» وسفراء «الخماسية»

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. لا يزال تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي متمسكاً بمبادرته الرامية إلى إطلاق حوار حول الانتخابات الرئاسية اللبنانية المعطلة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، رغم إدراكه للعوائق والعقبات التي تواجهه في كل محطّة، والخلاف العمودي بين الأفرقاء حول أبرز بنودها، وأهمها من سيترأس اللقاء التشاوري أو جلسة الحوار. وفيما بدا واضحاً موقف رئيس البرلمان نبيه بري الذي أعلن خلاله أنه هو من سيترأس الحوار، فرمل حراك «الاعتدال» الذي كان يفترض أن يقوم هذا الأسبوع بجولته الثانية على الأفرقاء اللبنانيين، مما أدى إلى تراجع الآمال بإمكانية إحداث خرق ما في الملف الرئاسي في ظل تصلب مواقف الأفرقاء. من هنا، يبقى التعويل اليوم على جهود سفراء «اللجنة الخماسية»، وما ستنتهي إليه، لا سيما مع المعلومات التي تشير إلى دعمها مبادرة «الاعتدال». وهذا ما يشير إليه النائب في التكتل وليد البعريني مع إقراره بأن السلبية تغلبت على «الإيجابية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «سنلتقي سفراء (اللجنة الخماسية) خلال اليومين المقبلين؛ لوضعهم في أجواء الجولة الأولى التي قمنا بها ليعودوا هم لكي يلتقوا بري، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه. وسفراء اللجنة، هم سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفير فرنسا هيرفي ماغرو، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، وسفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون. ورغم موقف بري الحاسم ورد فعل المعارضة عليه، التي عدت أن مبادرة «الاعتدال» انتهت، يرى البعريني أن الأبواب لم تقفل بعد «ونحن سنستمر بحراكنا رغم كل العقبات التي نواجهها»، مشيراً إلى أنه عند بحث الآلية مع رئيس البرلمان تم طرح إمكانية أن يترأسه أحد أعضاء تكتل «الاعتدال»، ويقول: «بعد موقف بري تواصلنا معه، وكان الاتفاق على أن كل شيء قابل للحل». وعن مطلب الجلسة المفتوحة بدورات متتالية التي تتمسك به المعارضة، وهو ما كان رفضه بري، عادّاً أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إقفال البرلمان على التشريع، يؤكد البعريني أن هذا الأمر حلّ بنسبة 90 في المائة، وذلك عبر الاتفاق على إبقاء الجلسة مفتوحة لأيام معدودة في حد أقصى ليتم بعدها إقفالها إذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية. وكان بري قد رفض عدّ أن مبادرة «الاعتدال» انتهت، وقال لقناة «أو تي في»: على «العكس، المبادرة لا تزال في عز شبابها»، مشيراً إلى أنه أكد للتكتل في زيارته الأخيرة له استعداده للمساعدة والتسهيل». لكن التعويل على التبدّل في موقف بري لا يبدو أنه في مكانه، وهو ما تعكسه مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها، بالقول: «رئيس البرلمان قال ما عنده وأبلغه لتكتل الاعتدال، ولا يزال الرهان على الترجّل عن المكابرة»، مصوبة الكلام على حزب «القوات» الذي شنّ هجمة على بري وموقفه الأخير، قائلة: «لن يتنازل رئيس البرلمان عن صلاحياته التي منحه إياها الدستور، وهو ليس موظفاً عند أحد ليحدد له ماذا وكيف يعمل»، وتضيف «يبدو أن المشكلة لدى البعض لم تعد رئاسة الجمهورية إنما مع رئيس البرلمان نفسه». وكان حزب «القوات» ردّ على بري، عادّاً أن رئاسته لمجلس النواب لا تمنحه الحقّ في أن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، مع وصف ذلك بـ«المخالف للدستور، ويتناقض وميثاق العيش المشترك». وفي الإطار نفسه، عادت كتلة «القوات» النيابية وتوقفت عند هذا الخلاف، إثر لقاء وفد منها مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان لتهنئته بشهر رمضان المبارك. وقال النائب غسان حاصباني: «نتمنى أن نعود إلى الأولويات الوطنية اليوم، إلى انتخاب رئيس جمهورية من دون الاضطرار، ومن دون الخروج عن قواعد الدستور، واختلاق قواعد وأعراف جديدة. نحن منفتحون للتشاور مع الأفرقاء في المجلس النيابي ما دمنا ضمن الدستور، والتشاور قائم حالياً على مستوى ثنائي ومتعدد الأطراف، لوضع مواصفات رئيس الجمهورية وبعض الأسماء التي كانت مطروحة». وقال إن الدستور ينص على أن «يتداعى النواب لجلسات مفتوحة مع دورات متتالية، وأن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية حتى قبل شغور سدة الرئاسة، وبعد شغورها علينا أن نتداعى حكماً بحكم القانون، وأن ننتخب رئيساً». وفيما أثنى حاصباني على الجهود التي تقوم بها «اللجنة الخماسية» قال: «اليوم هناك مبادرات خيّرة يقوم بها بعض الزملاء، نتلقّفها بإيجابية ما دامت ضمن الدستور»، مضيفاً «التشاور أمر مرحّب به، ولكنَّ الأهم هو انعقاد جلسة مجلس النواب المفتوحة بدورات متتالية، وأن يلتزم جميع النواب عدم الخروج من هذه الجلسة، وتطيير النصاب إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، لأنَّ هذا مدخل لاستقرار لبنان، خاصة في الأوضاع الصعبة التي سنمر بها في المرحلة المقبلة التي تتطلب أن يكون هناك حضور فاعل للبنان في المنتديات الدولية، وكل المفاوضات والمناقشات الدولية التي تحصل حول الوضع في المنطقة».



السابق

أخبار وتقارير..واشنطن: وكلاء إيران يستخدمون حرب غزة لتنفيذ أجنداتهم..«انتكاسات» البحر الأسود تُطيح بقائد البحرية الروسية!..روسيا «مستعدة» للتفاوض تجاوباً مع دعوة البابا..زيلينسكي: التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية توقّف..فنزويلا.. حزب مادورو يختاره مرشّحا لولاية رئاسية ثالثة..اجتماع طارئ في جامايكا حول الأزمة في هايتي..انتخابات البرتغال تؤكد صعود اليمين المتطرف عشية الانتخابات الأوروبية..«مؤتمر الشعب» الصيني يعزز قبضة «الشيوعي»..عقوبات أميركية تستهدف شبكة غسل أموال لـ«حركة الشباب»..استخبارات «طالبان» تستهدف المجتمع السلفي في أفغانستان..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مروان عيسى «رجل الظل» الذي كاد يقتله السرطان قبل إسرائيل..أميركا وحلفاؤها يدرسون خيارا تجاريا بحريا لمساعدة غزة..تدشين الممر القبرصي إلى غزة مع نفاد الوقت لتجنب مجاعة..الائتلاف في "خطر".. هل تتم الإطاحة بنتانياهو؟..مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 3 آخرين برصاص إسرائيلي في القدس..«الأمم المتحدة»: عدد الأطفال القتلى في غزة يفوق 4 أعوام من النزاعات..سوليفان: طريق الاستقرار ليست في «اجتياح» رفح..إسرائيل تدرس الاستعانة بمسؤولين في السلطة لإدارة الحياة في غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,539,422

عدد الزوار: 6,995,059

المتواجدون الآن: 66