أخبار لبنان..آموس هوكشتاين يبدأ من تل أبيب مهمة صعبة لإحتواء التصعيد..طلب دوليّ من لبنان كي يُحيّد "الحزب" مراكز "اليونيفيل" والجيش..واشنطن وباريس تدُقّان ناقوس الخطر: تجاوَزوا "الاغتيال" لتتجَنّبوا الحرب..لبنان يعود إلى «مسار هوكشتاين» ويسعى لإحياء «صيغة الـ 7 كلم» ..«حزب الله» لا يريد الحرب.. لكنه عاجز عن التراجع خطوة إلى الوراء ..«المشاغَلة المتبادَلة» تتمدّد إلى ساحات المنطقة ولبنان في «عين الخطر»..«حزب الله» خسر 10 عناصر في الساعات الأخيرة..قصة التجسّس البريطاني على المقاومة في لبنان..مسيحيو الجنوب عالقون في حرب لا يريدونها..

تاريخ الإضافة الجمعة 5 كانون الثاني 2024 - 5:01 ص    عدد الزيارات 355    القسم محلية

        


آموس هوكشتاين يبدأ من تل أبيب مهمة صعبة لإحتواء التصعيد..

موقف لبناني موحد: وقف الحرب أولاً.. والطوارئ تطلب تسهيلات جنوباً..

اللواء..اتسعت حرب الاغتيالات الامنية في عموم النقاط الساخنة في الشرق الاوسط بين المحور الاسرائيلي- الاميركي- الغربي والمحور الايراني مع مجموعات الحركات المقاتلة سواء في غزة او لبنان او العراق، وصولا الى باب المندب في اليمن، ومسألة المخاطر التي تهدد التجارة الدولية في ضوء ضرب «الحوثيين» للسفن التي تتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي.. واذا كان لكل جبهة من الجهات حساباتها بالضربات او الانكفاءات او التصعيد، فالثابت ان الولايات المتحدة قررت الرد على طريق اسرائيل، عبر اغتيالات للشخصيات النافذة او المتهمة بالوقوف وراء الهجمات، مع خصوصية لكل من غزة ولبنان. وعلى هذا الصعيد، استعملت ادارة الرئيس جو بايدن ارسال كبير مستشاريه لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين الى اسرائيل ولبنان لاحتواء التصعيد الذي يلوح في الافق بعد الخرق الاسرائيلي الخطير بالاقدام الثلاثاء الماضي على اغتيال القيادي الكبير في حركة حماس الشيخ صالح العاروري وعدد من رفاقه، الذي شيعتهم بيروت الى مثواهم الاخير امس، وسط دعوات للرد على الجرائم المتمادية لاسرائيل. وابلغ مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الاوسط بريت ماك غورن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب الذي التقاه في البيت الابيض، ان ايفاد آموس هوكشتاين على وجه السرعة هو لاحتواء التصعيد في لبنان والمنطقة. وفي تل ابيب، أسمع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين ان النافذة الزمنية لحل سياسي مع حزب الله قصيرة، واسرائيل ملتزمة بتغيير الوضع الامني عند الحدود الشمالية. وحسب معلومات «اللواء» من مصدر واسع الاطلاع، فان الموقف اللبناني واضح لجهة اولوية وقف الحرب في غزة، وكنتيجة طبيعية في الجنوب، قبل البحث بأي امر آخر. وقال المصدر: ليس بامكان هوكشتاين نقل رسائل اسرائيلية بعد عملية الخرق الكبيرة للقرار 1701، باستهداف الضاحية الجنوبية الثلاثاء الماضي. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان لبنان لم يتسلم اي نصوص او مقترحات إسرائيلية مدونة من خلال الولايات المتحدة الأميركية او فرنسا او اي دولة عربية بخصوص ترتيبات محددة لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية واعادة الاوضاع إلى طبيعتها، استنادا إلى القرار الدولي رقم١٧٠١ ،واكدت ان كل ما ينقل إلى لبنان من خلال الاتصالات والمساعي المباشرة مع بعض مسؤولي وسفراء هذه الدول، التشاور وبذل المساعي لاستيعاب التدهور الحاصل على الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنع توسع الحرب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة باتجاه لبنان كله. واشارت المصادر الى ان لبنان لم يتبلغ بعد اي موعد لزيارة أموس اوكشتاين إلى لبنان، بعدما وصل الى إسرائيل مؤخرا، خلافا لكل ما تردد بهذا الخصوص في بعض وسائل الإعلام، ربما لاستكمال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين والاخذ بعين الاعتبار المستجدات والتبدلات التي طرأت على مهمته، بعد عملية طوفان الأقصى وانفجار الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية الجنوبية، ولم يعد ممكنا الخوض في إزالة الخروقات والخلافات على الحدود الجنوبية اللبنانية مع الجانب الاسرائيلي والبحث بترسيم الحدود كما كان مرتقبا، قبل التوصل إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزّة ووقف الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية. واعتبرت المصادر ان هناك استحالة لاستئناف مهمة هوكشتاين من حيث وصلت إليه سابقا، في ظل الاشتباكات المتواصلة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وقد تم إبلاغ هذا الموقف للجانب الاميركي خلال اللقاء ألذي جمع وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب مع المستشار الرئاسي الاميركي بريت ماكورغ في البيت الابيض، وتم التركيز على وجوب وقف اطلاق النار نهائيا في قطاع غزّة،ومن ثم تهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، والتدخل الاميركي المطلوب مع إسرائيل للالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١، ووقف خرقه ومن ثم الانتقال إلى البحث في نقاط الخلاف على الحدود والبحث بامكانية ترسيمها بوساطة اميركية. وستشكل الاطلالة الثانية للسيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله بعد ظهر اليوم، خلال 48 ساعة فرصة للاجابة عن تساؤلات سواء حول ما حصل، وما يتعين فعله لمواجهة المخاطر المماثلة.

اليونيفيل للتعاون

وفي اطار السعي الى التخفيف من وطأة التصعيد، زار القائد العام لقوات اليونيفيل في الجنوب آرولدو لازارو كُلّا من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، داعيا للتعاون من اجل تسهيل مهمة اليونيفيل في الحط من الخسائر، ومنع استهداف المدنيين.

الوضع الميداني

ميدانياً، اشتد الوضع الجنوبي تأزماً مع سقوط 9 شهداء وعدد من الجرحى وتدمير منازل واحراق اشجار، مما دفع المقاومة للرد بصواريخ بركان التي اطلقت على المستوطنات ومواقع الاحتلال هناك.. ونفذت مسيرة اسرائيلية معادية قرابة الحادية عشرة الاربع غارة ثانية على مارون الراس حيث استهدفت الطرف الشرقي لحديقة المدينة. ايضا، استهدف الجيش الاسرائيلي منطقة الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي. واستهدفت المدفعية الاسرائيلية المعادية بالقذائف الفوسفورية معتقل الخيام. واستهدف جيش العدو الاسرائيلي منطقة بركة الغربية جنوب غرب بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي. كما سجلت غارات جوية على بلدة يارون وأطراف مارون الراس. وسُجل عدد من الغارات بواسطة مسيرة استهدفت محيط عيتا الشعب. واعلنت «المقاومة الاسلامية» عن استهداف مجاهدي المقاومة «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‏والشريفة، من صباح امس تموضعًا لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا بالأسلحة المناسبة وحققّوا فيه إصابات مباشرة». واستهدف حزب الله ايضا «نقطة ‏الجرداح بالأسلحة المناسبة وحقّق فيها إصابات مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا عند الساعة 11:20 من قبل ظهر اليوم تجمعًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي في المطلة بالأسلحة المناسبة وحقّقنا فيه إصابات مباشرة». واستهدفت قوة ‏القناصة في المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:00 من عصر يوم الخميس 4-1-2024 ‏التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام وأصابتها بدقة ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل». وقال الاعلام الاسرائيلي المعادي ان حزب الله أطلق صاروخاً مضاداً للدروع تجاه «المطلة» وأصاب مبنى داخلها.

تشييع العاروري

وفي استعادة لمشاهد السبعينيات من القرن الماضي، شيع الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين جثمان رئيس المكتب السياسي في «حماس» صالح العاروري ورفيقيه الذين قضوا في استهداف مكتب تابع للحركة في الضاحية الجنوبية. وصلي على الجثامين، عصر أمس ، في مسجد الامام علي في الطريق الجديدة في بيروت وأمّ المصلين ممثل مفتي الجمهورية أمين عام الفتوى الشيخ أمين الكردي الذي ألقى كلمة للمناسبة، في حين إحتشدت الجموع التي توافدت من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج المسجد رافعة الاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد بالاضافة الى صور الشهداء.  وبعد انتهاء الصلاة، نقلت سيارات تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني النعوش التي تحوي الجثامين وسط صيحات الغضب واطلاق مكبرات الصوت للاناشيد الثورية، ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف في الهواء غطى سماء المنطقة.   واتجهت مسيرة التشييع صوب مدافن الشهداء في شاتيلا حيث ووري الجثامين في الثرى وسط استمرار اطلاق النار بكثافة.

طلب دوليّ من لبنان كي يُحيّد "الحزب" مراكز "اليونيفيل" والجيش

واشنطن وباريس تدُقّان ناقوس الخطر: تجاوَزوا "الاغتيال" لتتجَنّبوا الحرب

نداء الوطن..تحرّكت واشنطن وباريس معاً على عجل، من أجل تدارك تداعيات اتساع النزاع على الجبهة اللبنانية نتيجة اغتيال الرجل الثاني في حركة «حماس» صالح العاروري الثلاثاء الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت. وترافق التحرك مع مؤشرات حول احتمال انزلاق لبنان الى الحرب في ظل دعوات الى الثأر لمقتل العاروري و 6 آخرين من قادة وكوادر «حماس». وآخر الدعوات رافقت تشييع العاروري في بيروت. كما سبقتها التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله أول من أمس ضد إسرائيل على خلفية اغتيال العاروري ورفاقه. ووعد نصرالله بمزيد من المواقف سيطلقها اليوم لمناسبة ذكرى اسبوع وفاة المعاون التنفيذي للأمين العام النائب السابق محمد ياغي. وفي هذا السياق، أعطت الخارجية الأميركية لبنان عنواناً رئيسياً لجولة الوزير انتوني بلينكن التي بدأها أمس في اتجاه المنطقة، وأول محطاتها تل ابيب. وأفاد الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر أنّ بلينكن سيناقش «منع اتساع رقعة النزاع»، بعد أيام على مقتل العاروري بضربة إسرائيلية في لبنان. وقبل مغادرته واشنطن، تحادث بلينكن هاتفياً مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا، و»اتفقا على تجنّب التصعيد في لبنان وإيران». أما في بيروت، فجال أمس السفير الفرنسي هيرفي ماغرو على عدد من الشخصيات السياسية والأمنية. وعلمت «نداء الوطن» أنه استفسر عن مضمون كلمة نصرالله التي «أحدثت إرباكاً على صعيد تطبيق لبنان القرار 1701، ونبّه من خطر نشوب حرب ينزلق لبنان اليها»، وفق ما ذكرت مصادر سياسية اجتمعت بالسفير الفرنسي. وقالت المصادر: «إن فرنسا تسعى الى تطبيق القرار 1701»، وتساءل عن امتثال «حزب الله « لموجبات القرار الدولي، وهل سيرد على اغتيال العاروري؟ وقال لمستقبليه: «إنّ اسرائيل لم تقصد استهداف «حزب الله» أو الضاحية، انما النيل من منفذي عملية السابع من تشرين الأول الماضي في غلاف غزة. وأبدى خشيته من احتمال توسيع الحرب وهو ما أوحى به نصرالله من خلال رفع لهجة تهديداته». واعتبر ان ضبط النفس وعدم الرد على الاغتيال عاملان مهمّان في منع التصعيد وتجنب الحرب. وفي الإطار الديبلوماسي أيضاً، يستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب غداً الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيف بوريل الذي يصل اليوم الى لبنان. وكان بو حبيب عاد من واشنطن حيث اجتمع في البيت الأبيض مع بريت ماك غورك مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط. كذلك التقى بو حبيب في واشنطن مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن للصحافيين على هامش لقاء هوكشتاين وبو حبيب إنّ الولايات المتحدة تبذل «جهداً ديبلوماسياً للمساعدة في حل بعض التوتر بين إسرائيل و»حزب الله». وفي تل ابيب، اجتمع هوكشتاين بوزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال إنّ هناك «نافذة زمنية قصيرة للتوصل إلى تفاهمات ديبلوماسية» مع «حزب الله». وأضاف: «هناك نتيجة واحدة محتملة، واقع جديد في الساحة الشمالية، سيسمح بالعودة الآمنة لمواطنينا» الى المستوطنات على الحدود مع لبنان. وحضر لقاء غالانت وهوكشتاين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، وغيرهم من كبار مسؤولي الدفاع. ومن التطورات السياسية والديبلوماسية الى التطورات الميدانية، فقد علمت «نداء الوطن» أنّ قائد قوة «اليونيفيل» اللواء آرولدو لاثارو الذي زار تباعاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، طلب تدخل المسؤولين لدى «حزب الله» كي «يحيّد في مواجهات الجنوب مراكز «اليونيفيل» والجيش اللبناني فلا يطلق من محيطها نيران أسلحته في اتجاه اسرائيل، التي تردّ من دون تمييز على هذه المراكز».

هوكشتين «يعلم»: لا كلام في لبنان قبل وقف الحرب على غزة

الأخبار .. ينتظر وسطاء في لبنان اتصالاً من مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين لمعرفة نتائج زيارته لكيان الاحتلال، وتقدير الموقف بالنسبة إلى الخطوة التالية. وحيث لا يُتوقع أن تكون بيروت وجهته التالية بعد تل أبيب التي أنهى زيارته لها أمس. فيما بات واضحاً للجانب الأميركي، أنه لا يوجد في لبنان أي استعداد للبحث في مستقبل الوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة قبل توقّف الحرب على قطاع غزة.وعلمت «الأخبار» أن المسؤول الأميركي كان أجرى اتصالات بجهات لبنانية على علاقة بحزب الله، وسأل عن إمكانية القيام بوساطة غير مباشرة تستهدف إحداث «تغيير نوعي» في الوضع على الحدود الجنوبية. وقد سمع المسؤول الأميركي جواباً مختصراً، بأن الحديث لن يكون له أي معنى ما دامت الحرب قائمة على غزة، وأن المقاومة في لبنان، ليست في صدد إراحة العدو على جبهته الشمالية. وحسب مصادر مطّلعة على الاتصالات، فإن هوكشتين، بات «يتصرف بواقعية شديدة مع الملف اللبناني» وقالت المصادر، إنه «وخلافاً لطريقة تصرف الفرنسيين، فإن الموفدين الأميركيين، الذين لا يخفون العداء لحزب الله، لا ينقلون تهديدات يعرفون أنها لا تؤثر في قرار الحزب، كما أنهم باتوا يبتعدون عن أي طروحات يعرفون مسبقاً أنها لن تتحقق». وأوضحت المصادر «قد يبدو غريباً القول، بأن الأميركيين، يعرفون أن مطلب إبعاد حزب الله عن القرى الحدودية هو أمر غير منطقي وغير قابل للتنفيذ، لكن واقع الحال، أن الجانب الأميركي، يقول صراحة إنه لا يريد تصاعد المواجهات الجارية الآن على جانبي الحدود، وإن واشنطن ترى مصلحة إسرائيل في عدم التورط في حرب مع لبنان، لأن قدرات حزب الله ستجعل كلفة الحرب عليها كبيرة جداً». وبحسب المصادر نفسها، فإن الأميركيين، يتحدثون عن «سلة تفاهمات» تشتمل ضمناً على معالجة ما تسميه «عناصر القلق لدى إسرائيل» في إشارة إلى الوضع على الحدود. وقد سبق لهوكشتين نفسه أن نقل إلى مسؤولين لبنانيين، أن الجانب الإسرائيلي «أبلغه هواجسه الكبيرة حيال ما يجري على الحدود، وأن ما يقلق الحكومة في تل أبيب هو التهجير الواسع لسكان المستعمرات الشمالية، والتوقف التام لكل أنواع النشاط الاقتصادي، السياحي منه والصناعي، إضافة إلى توقف تام لكل العمل في القطاع الزراعي الحيوي في شمال فلسطين المحتلة». وقالت المصادر: «إن الأميركيين يعون تماماً حجم المشكلة التي تواجه إسرائيل، وبعدما تعرّفوا إلى الوقائع اللبنانية الحقيقية، من خلال المفاوضات التي رافقت التفاهم على ترسيم الحدود البرية، وبالتالي، فإن الجديد يتعلق بالإطار الذي تبحث عنه واشنطن لتأمين حل يناسب الطرفين اللبناني والإسرائيلي». وحسب المصادر فإن هوكشتين كان قد أبلغ الجهات اللبنانية بموعد زيارته لإسرائيل قبل نهاية العام الماضي. وهو التقى أمس عدداً من كبار المسؤولين في تل أبيب، وناقش معهم صورة الوضع ليس في الجبهة الشمالية، إنما في الجنوب أيضاً، ويفترض أن يكون قد كوّن صورة عن مستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، حتى يقدر على بناء أساس لأي مبادرة يحملها في وقت لاحق. وقالت المصادر إن هوكشتين «يعلم أنه في ظل استمرار الحرب على غزة، فليس هناك أي قيمة لزيارته، وبالتالي، فهو لن يكون في لبنان خلال الأيام المقبلة، وأن موعد زيارته سيكون مرتبطاً حكماً بمجريات الوضع في غزة». وفي اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين، ناقش هوكشتين «آفاق ترتيب سياسي يضمن أمن الجبهة الشمالية». وقالت القناة «السابعة» الإسرائيلية إن هوكشتين جاء «لبحث منع المزيد من التصعيد على الحدود الشمالية للبلد». وفي تل أبيب التقى الموفد الأميركي كلا على حدة، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بني غانتس ووزير الحرب يؤاف غالانت بحضور رئيس اركان الجيش هرتسي هليفي، وسفير إسرائيل في واشنطن مايك هرتسوغ، ورئيس اللواء الاستراتيجي العميد بني غال ومسؤولين كبار آخرين في المؤسسة الأمنية والعسكرية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسؤولين الإسرائيليين استعرضوا «الظروف الأمنية التي ستسمح بعودة سكان الشمال»، وإن نتنياهو قال لهوكشتين: «ان إعادة مواطنينا في الشمال والجنوب إلى منازلهم هو جزء من اهداف الحرب وسيتم تحقيقه بالوسائل السياسية أو العسكرية» اما غالانت فقد «شدّد على أن إسرائيل تفضّل حل الصراع عبر الوسائل السياسية، لكن النافذة الزمنية لهذا الاحتمال قصيرة». فيما قال غانتس، انه «يجب السماح لسكان الشمال بالعودة بأمان إلى منازلهم وأنه من الصواب العمل للتوصل إلى حل، وإلا فإن الجيش الإسرائيلي سوف يزيل التهديد». وعلق رئيس «منتدى بلدات خط التماس» موشية دافيدوفيتش على كلام المسؤولين الاسرائيليين: «يمكننا أن نروي لأنفسنا قصصاً عن نوافذ زمنية للخطاب السياسي، لكننا نعلم جيداً أن أي تسوية سياسية لن تخرج حزب الله من الحدود».

لبنان يعود إلى «مسار هوكشتاين» ويسعى لإحياء «صيغة الـ 7 كلم»

«حزب الله» لا يريد الحرب.. لكنه عاجز عن التراجع خطوة إلى الوراء

الجريدة...منير الربيع ..بعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي أشار فيه بغاية الوضوح إلى عدم نيّة الحزب الذهاب إلى التصعيد أو الحرب الشاملة، عاد لبنان إلى الرهان على المسار الدولي والدبلوماسي لاستعادة الهدوء على الجبهة الجنوبية، خصوصاً على المساعي الأميركية التي يقودها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين، فيما يدور الحديث عن سلّة شاملة للحلول لا تقتصر على وقف المواجهات مع إسرائيل جنوباً وإنهاء الفراغ الرئاسي المتمادي. ووصل هوكشتاين أمس، الى إسرائيل، ليبحث مع المسؤولين هناك سبل ضمان عدم الانزلاق الى تصعيد على الجبهة اللبنانية، وكذلك الشروط التي يمكن أن تضمن عودة الهدوء إلى الحدود التي شهدت حالة من الاستقرار منذ حرب 2006 حتى 7 أكتوبر 2023. وفيما يحضّر هوكشتاين لزيارة بيروت، وهو ما كشفت عنه «الجريدة» قبل حوالي أسبوع، لا يستبعد مراقبون أن يحصل تصعيد في الجنوب من قبل حزب الله أو الإسرائيليين، حيث يسعى كلا الطرفين إلى تحسين شروطهما لوضعها على طاولة المفاوضات غير المباشرة. ورغم ذلك، أصبح من الواضح أن رهان اللبنانيين، بما في ذلك حزب الله، على المساعي الدولية والدبلوماسية يتزايد، فرئيس مجلس النواب نبيه بري يشير بوضوح إلى رفض لبنان الذهاب إلى حرب، محملاً إسرائيل مسؤولية التصعيد وخرق القرار 1701. ويشدد بري على أن حزب الله يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية وظروف البلد القاسية والخيارات الضيقة، لذلك هو لا يريد الذهاب إلى الحرب، لأن تداعياتها ستكون سلبية جداً على البلد، وهو ما أشار اليه كذلك نصرالله في خطابه أمس الأول. ويرى بري أن اغتيال القيادي في «حماس»، صالح العاروري، بالضاحية الجنوبية لبيروت، هو تصعيد خطير من شأنه أن يوتر الأجواء على الرغم من الاتصالات التي تُجرى مع الحزب في سبيل تفادي التصعيد، لكنّه يلفت في الوقت نفسه الى أن العملية أظهرت بوضوح أن إسرائيل تخرق القرار 1701، وهذا يقوّي موقف لبنان التفاوضي. وفي خطوة تسلّط الضوء على كيفية ترابط وتكامل الملفات في لبنان، كان بري يستعد للقيام بمبادرة رئاسية جديدة أو تحرّك رئاسي بعد عطلة الأعياد، لكنه اضطر الى الإرجاء، في انتظار تداعيات اغتيال العاروري. وانطلاقاً من كلام بري وخطاب نصرالله، فإن الوقائع تمنح فرصة جديدة لهوكشتاين، الذي أصبح الرهان اللبناني عليه جامعاً، للخروج من معادلة الاستنزاف القائمة، لكن حزب الله يجد نفسه غير قادر على التراجع خطوة إلى الوراء، مادامت الحرب على قطاع غزة مستمرة. ومن هنا يمكن صد مسارين يحكمان المشهد، الأول التحضير لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، والثاني ضمان عدم توسّع أو تصعيد المواجهات في جنوب لبنان. وهذا ما تتركز عليه الجهود السياسية والدبلوماسية اللبنانية رداً على كل الاتصالات الدولية التي تتلقاها بيروت، حيث يؤكد المسؤولون اللبنانيون أن حزب الله لا يزال يلتزم بنفس القواعد، بينما إسرائيل هي التي تخرقها وتعمّق من استهدافاتها وتنتقل إلى العمليات الأمنية والتصفيات. ووفق المعلومات، سيطالب لبنان هوكشتاين بالضغط على إسرائيل لوقف هذا التصعيد، وإحياء معادلة كانت قد نوقشت معه سابقاً، لإبقاء نطاق المواجهة ضمن مسافة تتراوح بين 3 و5 كلم، وبحد أقصى 7 كلم، إلا أن اسرائيل لم تلتزم بها. وفي إسرائيل يعتزم مسؤولون إسرائيليون إبلاغ هوكشتاين أنه من دون التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإبعاد حزب الله عن الحدود، فإنه لن يتمكن من إعادة السكان إلى البلدات الشمالية، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أمس. وكانت إسرائيل طالبت بابتعاد الحزب 10 كيلومترات عن الحدود. من جهة أخرى، يبقى الرهان على هوكشتاين مرتبطاً كذلك بوقف الحرب على غزة وإطلاق مسار سياسي لمعالجة النقاط التي أصبحت معروفة فيما يتصل بترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل والانسحاب من 13 نقطة حدودية متنازع عليها، إضافة إلى إيجاد صيغة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر عبر وضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة، على أن يكون ذلك مرتبطاً بمسار البحث عن تسوية رئاسية. كل ذلك يبقى قائماً مادامت إسرائيل لم تلجأ الى تفجير الوضع في جنوب لبنان أو تكرار عملياتها الأمنية في مناطق متفرقة منه لتصفية قيادات ومسؤولين في حزب الله أو «حماس»...

«المشاغَلة المتبادَلة» تتمدّد إلى ساحات المنطقة ولبنان في «عين الخطر»

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الولايات المتحدة وفرنسا تدعوان إلى «تجنُّب التصعيد» في لبنان وإيران

- أميركا وإسرائيل لـ «الممانعة»: للعب بالنار حدود فهل تقول إيران وحلفاؤها إن «للصّبر حدوداً»؟

- «حزب الله» خسر 10 عناصر في الساعات الأخيرة بينهم مسؤول في الناقورة وإسرائيل أغارت على «حديقة إيران»

المنطقة برمّتها كأنها في «حرب مشاغَلةٍ» متبادَلة ومتعدّدة الساحة ارتفعتْ معها فرصُ الانزلاقِ نحو حربٍ إقليمية كأنها واقعة غداً... وربما لن تقع أبداً. هكذا وصفتْ أوساطٌ واسعة الاطلاع في بيروت المشهدَ الذي يزدادُ سخونةً على امتدادِ ساحاتِ «محورِ الممانعة» التي ارتسمَ بينها في الأيام العشرة الأخيرة مسارُ وحدةٍ من نوع آخر عبّر عنها ارتدادُ «فتائل التفجير» التي أشعلتْها تباعاً إلى داخلها، بحيث انتقلت كلّ هذه الساحات ودفعة واحدة وللمرة الأولى منذ «طوفان الأقصى» إلى وضعيةٍ دفاعيةٍ بدا معها أن ما أرادتْه «درعاً رادعاً»، ولو بالحدّ الأدنى، لاسرائيل عن الاستفراد بغزة، تحوّل صاعقاً التفّ حول المحور الذي تقوده إيران والذي بات يتعاطى مع وقائع غير مسبوقة في ظلّ تبديل خصومه وأعدائه «قواعد اللعب» معه و«استعارة» بعضٍ من تكتيكاته التي جعلتْه لفترة طويلة في وضعية win- win situation. ولم يكن عابراً التصعيدُ التصاعدي في ضرْب كل من اسرائيل والولايات المتحدة في عمق محور الممانعة الذي لفّ ساحاته كلها منذ 25 ديسمبر الماضي خصوصاً «قوس نار» ودخانٍ بدا مدجَّجاً بالرسائل بأن عدمَ الرغبةِ في التورط بحربٍ شاملة لا يعني تساهلاً في ترْك طهران تفرض وقائعَ في الميدان تعدّل في «الميزان» في الطريق إلى مرحلةِ تسوياتٍ يُعتقد أنها ستكون «متعددة الرأس» وتشمل أكثر من جبهةٍ اشتعلتْ بعد 7 أكتوبر أو ظهّرت مخاطر كبيرة ذات طابع جيو – استراتيجي. ولم ينفكّ «الأحمر» يضيء تدريجاً اللوحة البالغة التعقيد في المنطقة... من اغتيال اسرائيل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في دمشق، مروراً بإغراق مروحيات أميركية 3 زوارق تابعة للحوثيين مع طواقمها جنوب البحر الأحمر، و«اصطياد» تل ابيب «مهندس وحدة الساحات وطوفان الأقصى» الرجل القوي في «حماس» صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، وصولاً إلى التفجير الدموي المزدوج في كرمان قرب ضريح الجنرال قاسم سليماني والذي وجّهت طهران أصابع الاتهام فيه لاسرائيل، وليس انتهاءً بالضربة الموجعة التي سددتها واشنطن أمس (في بغداد) لحركة النجباء، أحد أبرز فصائل «الحشد الشعبي» في العراق وأدّت إلى مقتل معاون قائد عمليات حزام بغداد مشتاق طالب السعيدي (الملقب بـ أبو تقوى) ومرافقه وذلك رداً على العمليات التي تستهدف قواعد أميركية في كل من بلاد الرافدين وسورية. ومن خلف كل هذه «التوترات النقّالة» التي كادت أن تحجب غبار الحرب المستعرة في غزة ومحاولات تل أبيب «وأد» أي حل سياسي للقطاع الذي تضعه أمام معادلة إما أن «يُدفن حياً» بمَن فيه وإما التهجير إلى «وطن بديل»، ترى الأوساط المطلعة نفسها أن «المثلث» الرئيسي المعني بالمواجهات المتمددة، أي الولايات المتحدة ومعها اسرائيل، رغم التباينات بين الطرفين، وإيران يعرف كل منهم نقاط قوة وضعف الآخر وبات يلعب عليها و«على المكشوف»، خصوصاً واشنطن وتل أبيب اللتين بدّلتا تكتيك المواجهة تحت عنوان «لا تسيئوا التقدير أو الحساب». وفي رأي الأوساط أن هناك ثوابت كانت ارتسمت منذ بداية «طوفان الأقصى» وتَرَسَّخَ قسم آخر منها في الفترة الأخيرة، وقوامه أن الولايات المتحدة لا تريد حرباً واسعة، وأن إيران لا ترغب في مواجهة مباشرة مع أميركا ولا في أن تضع نفسها «تحت المقصلة نفسها» مع «حماس»، وأن تل أبيب تفضّل حلولاً «على البارد» مع «حزب الله» ومن خلفه إيران في ما خص جبهتها الشمالية مع إظهار جهوزية لفتْح حربٍ شاملة. واعتبرت الأوساط أنه بعدما بدت ساحات المشاغَلة متروكة لمحور «الممانعة» في كل من لبنان والعراق وسورية واليمن، بدأت الولايات المتحدة واسرائيل، كلٌّ لاعتباراته التي تتقاطع وتتباعد في الوقت نفسه، باستثمار قرار طهران باعتماد «الصبر الاستراتيجي» وعدم الانجرار إلى صِدام مع واشنطن أو الالتحاق بـ «المحرقة» في غزة وكشْفها ومعها «حزب الله» أن اسرائيل تسعى لتوريطهما في الحرب عبر استفزازات ذات طبيعة أمنية أو عسكرية، وذلك بزيادة ما يمكن وصفه بـ «ضربات تحت الحزام»، إما تُخْرِج إيران أو الحزب عن طورهما فيقعان «في الفخ» وإما «يتجرعان السمّ» تدريجاً فتتآكل قوة ردعهما وتُسجَّل في مرماهما نقاطاً ثمينة. ومن هنا يمكن تفسير استهداف موسوي في دمشق، ثم العاروري في الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى مذبحة كرمان وفق الاتهامات الإيرانية والتي وضعت طهران نفسها أمام امتحان كيفية إدارة التجرؤ عليها في عقر دارها، في حين جاءت الاندفاعة الأميركية المزدوجة بوجه ذراعيْ طهران في اليمن والعراق في سياق تأكيد أن «للعب حدوداً»، ما يطرح السؤال الكبير؟ هل تعلن إيران «أن للصبر حدوداً»؟ .....الجواب عن هذا السؤال بدا صعباً وفق الأوساط نفسها، رغم الاقتناع بأن الحرب الكبرى ما زالت تحول دونها واقعية إيرانية وثبات أميركي على رفْض تشظي الصراع إلى مواجهة إقليمية واسعة، رغم الخشية الدائمة من أن أي سوء حساب قد يجرّ إلى الانفجار أو أي «سوء نية» اسرائيلية بافتعال حدَثٍ من النوع الذي لا يعود ممكناً إدارة الظهر له أو التحكّم برد الفعل عليه. واعتُبرت مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أول من أمس أقرب إلى «انتظامٍ» تحت سقف الاستراتيجية الإيرانية في «الصبر والعقلانية» هو الذي أكد أن اغتيال العاروري في الضاحية (شُيع أمس في الطريق الجديدة ووري في مخيم شاتيلا) لن يمرّ من دون عقاب مشدداً على أنه باقٍ على وعْده الذي كان قَطَعه بأن أيّ اغتيالٍ في لبنان سيُقابل بردّ «رغم ان هذا الوعد لم يحصل في مرحلة حرب وتبدُّلِ معادلات»، ولكنه ترك «الثأر» مفتوحاً في الزمان والمكان والطبيعة، راهناً الخروج عن الضوابط التي تحكم الجبهة الجنوبية حتى الآن بمبادرة اسرائيل الى العدوان على لبنان «وعندها ستندم».

«اللكمات القاسية»

وحتى «حزب الله» بدا أنه يتلقى اللكمات القاسية تحت سقف تفادي الانزلاق الى حربٍ تحدد اسرائيل مكانها وزمانها، وهو كان خسر في الساعات الماضية 10 من عناصره بينها مسؤول منطقة الناقورة حسين يزبك الذي قضى مع 3 آخرين في غارة على منزل، وهو يمضي في الردّ من ضمن مقتضيات المشاغَلة المفتوحة منذ 8 أكتوبر وإن مع الارتقاء بعملياته بما يتناسب مع التصعيد الاسرائيلي الذي تواصل أمس غارت مكثّفة على البلدات الجنوبية استهدفت منازل وأحياء سكنية، وإحداها طالت «حديقة إيران» في مارون الراس، وهي النقطة الحدودية المحاذية مباشرة للمستوطنات الإسرائيلية، إلى جانب قصف مدفعي مدمر. وفيما رد «حزب الله» بعمليات ضد أهداف ومواقع اسرائيلية استخدم فيها صواريخ «بركان» برز إعلانه «ان قوّة القنّاصة استهدفت التجهيزات التجسّسية في موقع (مسكاف عام) وأصابتها بدقّة ما أدّى إلى تدميرها بشكل كامل».

جولات ديبلوماسية... وتحذيرات

وفيما كانت الخارجية الأميركية تعلن أنّ الوزير أنتوني بلينكن اتفق مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا خلال اتصال هاتفي «على السعي إلى اتخاذ خطوات لتجنيب توسّع الحرب في الشرق الأوسط بعد ضربات في لبنان وإيران» وأن البحث مع كولونا تناول «أهمية التدابير لمنع توسع النزاع في غزة، وتجنُّب التصعيد في لبنان وإيران»، برز ما نقله موقع «أكسيوس» عن أن «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أن فرص تخفيف التوتر مع لبنان ديبلوماسياً ضئيلة» وأن الوقت ينفذ أمام فرصة الحل السياسي. وفي موازاة ذلك، كان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب يجتمع مع مستشار الرئيس الاميركي جو بايدن لشؤون الشرق الاوسط بريت ماكغورك في البيت الأبيض، حيث تم البحث في «ضرورة الاستمرار بالجهود الديبلوماسية الأميركية الرامية الى تحييد لبنان عن الحرب في غزة». وأكد الطرفان «اهمية نجاح مهمة المبعوث الرئاسي آموس هوكشتين من أجل وقف التصعيد في لبنان والمنطقة»، كما بحثا «في السبل التي يمكن ان تؤدي الى السلام في المنطقة، وأكد بوحبيب ان الممر الوحيد لذلك هو السلام مع الفلسطينيين بالدرجة الاولى». وفي بيروت كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يلتقي قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان«اليونيفيل» حيث «تم البحث في تطبيق القرار 1701 والخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية». وسجَّل لبنان اعتراضه لـ«اليونيفيل» على هذا الموضوع. كما تناول اللقاء التحضيرات للتقرير المرتقب صدوره عن مجلس الامن والذي سيتطرّق للخروق التي تطول القرار 1701. وخلال الاجتماع، جدَّد ميقاتي إدانته الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والانتهاكات المتمادية للسيادة اللبنانية. وطالب برفع الصوت في الأمم المتحدة رفضاً للانتهاكات الاسرائيلية للخطّ الأزرق وللقرار 1701، مجدّداً التزام لبنان الدائم بالقرار الأممي ومندرجاته. وعلى وقع هذه التطورات، طلبت دول أوروبية بالإضافة إلى أميركا وكندا من رعاياها مغادرة لبنان فوراً على خلفية ارتفاع حدة التوترات جنوباً. وأصدرت كل من بريطانيا والسويد وألمانيا والدنمارك، بيانات طالبت مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فوراً للمتواجدين فيه.

قصة التجسّس البريطاني على المقاومة في لبنان

الاخبار.. فراس الشوفي .. الجيش يسحب ترخيصاً لضابط سابق يحاول التحرّك بصفة صحافي

ثلاثة أشهر مرّت على حرب الإبادة والتهجير في غزّة والضّفة الغربيّة، والموقف الرسمي البريطاني لا يزال مؤيّداً لاستمرار العدوان الإسرائيلي. ولم تعدل الموقف الرسمي كلّ التحركات المعارضة ولا عشرات آلاف الحناجر التي تهتف دفاعاً عن فلسطين في شوارع لندن، ولا بعض الهمسات «العاقلة» داخل أروقة وزارة الخارجية، إذ ظلت الدولة العميقة على موقفها بتغطية المذبحة الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيين.وفيما يحاجّ بعض الساسة البريطانيين، بأن اختيار ديفيد كاميرون وزيراً للخارجية، يصبّ في سياق تعديل تدريجي للموقف البريطاني من العدوان، فإن مواقف كاميرون الأخيرة، تنسف أي تفاؤل بتحوّل ملموس. وقال لجريدة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، إنه «لا يمكن أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار وإحلال حل الدولتين، فهما غير متوافقين بشكل متبادل». هذا الموقف، جاء تعقيباً على مقاله المشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في صحيفة «صنداي تايمز»، حيث أصرّا على رفض وقف إطلاق النار الفوري، وبدل ذلك منح إسرائيل الوقت للقضاء على حركة حماس والوصول إلى «وقف إطلاق نار مستدام». إشارة سلبية أخرى، هي ما كشفت عن دور رئيس الحكومة السابق طوني بلير، صاحب السجلّ الأسود في قتل العراقيين، في تبنّي المشروع الإسرائيلي بتهجير أبناء قطاع غزة، ما دفع لندن إلى إصدار موقف توضيحي يعتبر غزّة أرضاً فلسطينية ويرفض الحديث عن تهجير السّكان. ويحصل كل ذلك في ظل استعداد بريطانيا للدخول في سباق الانتخابات البرلمانية هذه السنة، وسط تنافس حادّ بين المحافظين وحزب العمّال في الملفات الاقتصادية ومنافسة على التشدّد في ملفّ الهجرة واللجوء. وتبدو الأجندة البريطانية مثقلة بالهموم الخارجية، من الحرب في أوكرانيا والتطورات في البلقان، إلى التوتّرات في أميركا اللاتينية، والاهتمام المستمرّ بمنطقة المحيط الهادئ، مع سعي واضح إلى ترميم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وربّما تكون هذه هي مهمة كاميرون، من غير اكتراثٍ حقيقي لما يحدث على الضفاف الشرقية للمتوسط.

مراقبة سلاح المقاومة

«الإهمال السلبي» الدبلوماسي والسياسي البريطاني للحرب على غزّة، يقابله تورّط عسكري وأمني، إذ تستمر وسائل الإعلام البريطانية، في كشف أدوار أمنية وعسكرية في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزّة، بعضها حقيقي وبعضها مبالغ به. كما تزداد المعلومات في لبنان، عن نشاط تقوم به المخابرات العسكرية البريطانية، أو ما يُعرف بالاستخبارات الدفاعية (ID)، للتجسس على المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. صحيفة «ذا تايمز» كشفت مثلاً بداية الشهر الماضي، أن الطائرات البريطانية تجوب سماء العراق وسوريا بحثاً عن إمدادات الأسلحة لحزب الله ومجموعات مسلّحة أخرى، بهدف إحباط عمليات التسليح، مع دور واضح للاستخبارات الدفاعية البريطانية، التي تُعنى عادةً بمهام الاستعلام العسكري وتتبع لوزارة الدفاع. وكذلك كشفت مصادر عسكرية لبنانية لـ«الأخبار»، عن أن المخابرات العسكرية البريطانية تحاول الاستفادة من البنية التحتية التي تم إنشاؤها على الحدود اللبنانية ـ السورية من الأبراج وأجهزة المراقبة، لجمع المعلومات عن أي عمليات تهريب للأسلحة عبر الحدود اللبنانية لصالح المقاومة. وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن البريطانيين علّقوا صوراً للأسلحة السورية والإيرانية والروسية التي من المحتمل أن يتمّ نقلها على الحدود إلى لبنان داخل أبراج المراقبة، لكي يتمكّن الجنود اللبنانيون من تشخيصها وضبطها!

مخابرات بلباس صحافي

حادثة لافتة أخرى، تثير الريبة في الأوساط العسكرية والأمنية، حول دور عسكري بريطاني في لبنان يتعدّى ما يعلنه البريطانيون عن تدريب الجيش اللبناني أو الحاجة إلى وضع خطّة إخلاء للمواطنين البريطانيين في حال اندلاع حرب واسعة في البلاد أو المنطقة، إذ علمت «الأخبار» أن الجيش اللبناني أوقف منح تصريح دخول إلى الجنوب لأحد الضّباط البريطانيين السابقين، بعدما جرى الاشتباه بأن الأخير يحاول الدخول إلى الجنوب بهدف جمع المعلومات عن حزب الله والنشاط العسكري لحركة «حماس»، من ضمن فريق شبكة «سي. أن. أن.» الأميركية. وكان سبق للضابط «واين غ.»، أن عمل لسنوات ضمن الفريق العسكري البريطاني المكلّف بتدريب أفواج الحدود البرية الأربعة في الجيش اللبناني، وتزوّج بسيّدة لبنانية، قبل أن ينتقل إلى أوكرانيا ضمن فريق تابع لـ«سي. أن. أن.» حيث عمل بشكل لصيق إلى جانب القوات الأوكرانية. وبعد عملية 7 أكتوبر مباشرة، انتقل إلى لبنان ليلتحق بفريق «سي. أن. أن.» في بيروت. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن واين حاول أيضاً الحصول على ترخيص عبر فريق عمل قناة «بي. بي. سي» في بيروت. ولم تحسم الجهات العسكرية اللبنانية إن كان واين، يعمل لحساب المخابرات العسكرية البريطانية، أم لحساب شركة أمنية لديها نشاط واسع في فلسطين المحتلة وتعمل أيضاً بشكل لصيق بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي على تأمين الأمن لمجموعات من الصحافيين الغربيين، بعضهم يدخل إلى غزّة مع قوات الاحتلال.

تتخبّط لندن في مقاربتها من تغطيتها للعدوان إلى فضيحة بلير إلى دور كاميرون السلبي

«الأخبار» حاولت الاتصال بمكاتب «سي. أن. أن.» في بيروت، ومكتب أخبار القناة في لندن للحصول على أجوبة عن نشاط واين وسبب رفض الجيش اللبناني تجديد الترخيص له، من دون جدوى، بعدما تبيّن أن فريق عمل القناة لا يزال في عطلة العام الجديد. من جهتها، رفضت مصادر رسمية عسكرية في الجيش اللبناني التوضيح أكثر حول أسباب عدم تجديد تصريح العمل للضابط البريطاني السابق، مشيرةً إلى أن «لدى الجيش أسبابه لرفض أو منح أي فرد أجنبي تصريحاً أمنياً للدخول إلى الجنوب، وليس مضطراً للتوضيح». ولفتت المصادر إلى أن «الدول عندما ترفض منح الأجانب تأشيرات السفر ترفض أيضاً توضيح الأسباب وتكتفي بإبلاغ قرارها إلى صاحب الشأن». بدورها، لم تعلّق مصادر السفارة البريطانية في بيروت على استفسارات «الأخبار» حول قضيّة واين، ولا حول النشاط العسكري أو الأمني البريطاني في لبنان. إلّا أن مصادر مقرّبة من السفارة، أكّدت لـ«الأخبار» أن «بريطانيا تساعد الجيش اللبناني على الحد من عمليات تهريب الأسلحة على الحدود اللبنانية السورية وهي ساهمت وتساهم في بناء أفواج الحدود البرية والبنية التحتية. وهذه المهمة هي من صلب مهام دعم الجيش البريطاني للجيش اللبناني»، كما أكّدت أن «الأبراج والبنية التحتيّة على الحدود هي في عهدة الجيش اللبناني ولا سلطة للبريطانيين عليها».

خطّ تل أبيب - بيروت «شغّال»!

في انتهاك متكرر لبروتوكولات الطيران في لبنان، سجّل موقع IntelSky الذي يرصد حركة الطيران، هبوط طائرة بريطانية من طراز إيرباص (A400M Atlas، مسجلة باسم ZM416 وتحمل علامة النداء RRR4986)، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أمس، قادمة مباشرة من تل أبيب. ويعدّ هبوط الطائرة خرقاً للسيادة اللبنانية ولسياسة لبنان برفض استقبال الطائرات التي تأتي من كيان العدو مباشرة من دون الهبوط في دولة ثالثة. ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، تُسجّل حركة نشطة ومشبوهة للطائرات العسكريّة الأجنبيّة التي تقوم برحلات بين مطار بيروت وقاعدة حامات الجوية التابعة للجيش اللبناني، وبين قواعد عسكرية في المنطقة، من بينها مطار تل أبيب، ما يثير أسئلة حول الأهداف من وراء هذه الرحلات وطبيعة حمولاتها، فيما يطبق الصمت على الجهات الرسمية والأمنية اللبنانية، باستثناء بيان يتيم للجيش في العاشر من تشرين الثاني الماضي، أشار إلى أن «جزءاً من هذه الحركة روتيني لنقل المساعدات العسكرية إلى الجيش»، فيما لم تُعرف ماهيّة الجزء الثاني.

تحذيرات أمنية من ملفَّي النازحين والتنظيمات الأصولية

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. حجبت حرب غزة والانشغال بتطوراتها الجنوبية الاهتمام عن ملفَّي النازحين السوريين وعودة خلايا أصولية إلى النشاط، مع تحذيرات من احتمالات استخدامهما لإشغال الساحة الداخلية... الانشغال السياسي بحرب غزة وتداعياتها على لبنان حجب النظر عن عنصرين أمنيين خطِرين. فالمرحلة الحالية تُعدّ أكثر المراحل حساسية، من الناحية الأمنية، والعيون المفتوحة عليها ليست من زاوية إسرائيلية فقط بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري ورفاقه. فمنذ أسابيع، وصلت إشارات داخلية، وسياسية خارجية، عن ضرورة التنبه لملفَّي النازحين السوريين والتنظيمات الأصولية. ولم يكن المقصود إثارة نعرات عنصرية ضد النازحين العُزّل أو اختراع أوهام أمنية كما يحصل أحياناً في تضخيم عمليات القبض على أفراد من تنظيمات أصولية، بل التنبيه من احتمالات التوتير باستخدام هذين العنصرين في ظل الانشغال بحرب غزة وتطورات الجنوب من جهة، والتدهور السياسي الداخلي.ففي وقت لا قدرة للبنان، كأجهزة، على مواجهة حرب واسعة يمكن أن يتعرّض لها، تلفت التحذيرات إلى أن في إمكان الأجهزة التي لا تزال تتمتع بحد أدنى من الصدقية والانضباط، وبدعم مادي وتنسيق من أجهزة صديقة، استباق أي توترات داخلية أمنية، منبهة إلى ما يمكن استخدامه لإشغال الساحة اللبنانية من خلال حلقتين أمنيتين. وإذا كان التعميم في توجيه الأنظار إلى تجمعات النازحين السوريين، يجد دوماً من ينتقده، إلا أن الحوادث المتنقّلة في الآونة الأخيرة، في أكثر من منطقة، ونوعية الأسلحة التي يتم التداول بوجودها، تعطي بعداً آخر لكيفية التعامل مع التجمّعات النازحة غير الشرعية. ورغم عشوائية التعامل مع قضية النازحين وموسميتها، وهي الصفة الغالبة سياسياً لدى بعض القوى التي تحمل عنوانها بحسب المناسبات، إلا أن المشكلة تقع على الأجهزة الأمنية المعنية التي سُجل تراخٍ ملحوظ لديها على مستوى المعلومات والعمل الميداني. فحتى الآن، كان ملف النازحين السوريين يتأرجح بين القوى السياسية والحكومة في سبيل معالجته على مستوى الأمم المتحدة والدول المانحة، ويأخذ أحياناً طابع رفع الصوت من قوى مسيحية فحسب، ولكن لم يتم التعامل معه جدياً، رغم كل التبريرات، على مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ولا بين هذه الأجهزة - وفي مقدّمها الجيش - والقطاعات والإدارات الرسمية المسؤولة، ولا سيما البلديات التي تشكل إحدى صلات الوصل مع النازحين في البلدات التي تُعدّ «مناطق حساسة»، إضافة إلى جمعيات أهلية وأخرى تابعة للأمم المتحدة كونها مسؤولة مباشرة عن دعم هذه التجمّعات. فرغم تسجيل صدامات متنقلة، سورية - سورية أو سورية - لبنانية، والمطالبات بلجم الانفلاش الأفقي للنازحين في أقضية محددة، تحت عيون الأجهزة الامنية كافة، أصبح تقاعس هذه الأجهزة يشكل ظاهرة في حد ذاتها، معطوفاً على مسؤولية الأحزاب والبلديات التي تستفيد في أكثريتها مادياً من تغطية هذا الانتشار. وإذا كان التعامل مع تفاقم موجة انتشار النازحين في قرى وبلدات جديدة، بعيداً عن التجمّعات المعتادة، قد بقي مغطى بأسباب اجتماعية واقتصادية وتجارية، إلا أن تحوله إلى عبء أمني في مناطق تحت المعاينة، يجعل من الأجهزة الأمنية شريكة لعدم تحملها مسؤوليتها، لأنها المخوّلة بعمليات البحث والتدقيق وتفكيك التجمّعات وضبط المخالفين والمخالفات، في شكل دائم وليس موسمياً كما يحصل في نقل أعداد من النازحين غير الشرعيين إلى مناطق حدودية في فترات سابقة، أو توقيف عشرات المتسلّلين. علماً أن عمليات التهريب لا تزال ناشطة في كلّ المعابر الحدودية غير الشرعية، كما تنشط عمليات تأمين انتقال العابرين إلى الداخل بعيداً عن المناطق الحدودية. علماً أن الأجهزة الأمنية تحمّل القضاء مسؤولية كبرى بعدم مجاراتها في توقيف وسجن موقوفين في أحداث أمنية وإطلاقهم بعد فترات احتجاز وجيزة.

يسجل تراخٍ ملحوظ لدى كل الأجهزة الأمنية على مستوى المعلومات والعمل الميداني

أما بالنسبة إلى التنظيمات الأصولية، فقد ترافقت إعادة تحريك بعض الساحات الأصولية في المنطقة مع تحذيرات أمنية للبنان، بدأت في مرحلة سابقة مع أحداث عين الحلوة، وتصاعد التنبيه منها بعد حرب غزة. ورغم أن قوى سياسية معارضة قد لا تجد في هذه التحذيرات إلا مناسبة لحرف الأنظار عما يجري جنوباً، إلا أن التحذيرات التي تأتي من أكثر من مصدر خارجي تعطيها بعداً مختلفاً، خصوصاً أن استغلال هذه الخلايا قد يتم لأهداف متنوعة تُستخدم في السياسة كما في الأمن الاستخباراتي. والمشكلة التي تتكرر هي أن عدم الثقة بأجهزة أمنية في ملاحقة خلايا نائمة والكشف عنها، لذرائع سياسية، قد يكون سبباً في التقليل من أهمية هذه المخاطر الأمنية. فيما تزداد الحاجة إلى التنبه مما قد تحاول بعض الأجهزة الخارجية استخدامه لتمرير رسائل أو تكثيف الضغوط من خلال العبث بالأمن. وفي الحالتين تكمن مسؤولية الأجهزة الأمنية في تحويل التراخي الذي يُسجل منذ أشهر إلى رفع لمستوى التأهب، وعدم تقاذف المسؤوليات، قبل أن يفوت الأوان.

مسيحيو الجنوب عالقون في حرب لا يريدونها... وليسوا قادرين على تفاديها

نزح عدد كبير منهم ومن بقي لم يعد قادراً على الصمود

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. كما كل بلدات الجنوب، يعيش أبناء القرى المسيحية حالة من الخوف والقلق في ظل الحرب التي تجري على مقربة من قراهم. من يملك الإمكانات المادية منهم استطاع المغادرة إلى أماكن أكثر أمناً، ومن لا يملكها جهّز الحقائب، وبات جاهزاً للهرب مرغماً متى بدأت إشارات التصعيد الكبير. تُمضي العائلات أيامها بالانتظار وتعداد الصواريخ والقذائف التي تسقط هنا وهناك، آملين ألا تصل إلى سقوف منازلهم، فيما باتت الكنيسة المكان الدائم لتجمع الأهالي والصلاة كي تنتهي الحرب في أسرع وقت. في رميش، الواقعة في قضاء بنت جبيل، اختار معظم الأهالي البقاء في منازلهم، حيث إن هناك نحو 6 آلاف شخص لا يزالون في البلدة، فيما قرر 200 شخص المغادرة والهرب إلى مكان أكثر أمناً، كما يقول رئيسها ميلاد العلم لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «لا أحد يرغب بأن يعيش الحرب... كل المناطق والبلدات في جنوب لبنان على اختلاف طوائفها تخضع لهذا الأمر الواقع، والقرار ليس بيدنا». ويتحدث بحسرة عن الوضع قائلاً: «بالأمس كان السباق على أفخم السهرات في ليلة رأس السنة في المناطق اللبنانية الأخرى، بينما نحن في الجنوب نعيش على وقع القذائف والصواريخ... لا نطلب من الناس ألا تحتفل، لكن هذا الواقع محزن ومؤلم بالنسبة إلينا». وعن تأمين المساعدات والخدمات لعائلات البلدة، يقول: «نستطيع كبلدية بالتعاون مع الجمعيات تأمين بعض الحصص الغذائية للأهالي، لكن المشكلة تكمن في تأمين الخدمات كالإنترنت والماء وغيرهما في ظل تحوّل كل أبناء البلدة إلى عاطلين عن العمل باستثناء عدد قليل منهم، وهي المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم». ويلفت إلى المشكلة التربوية التي تواجه الطلاب والأساتذة على حد سواء، قائلاً: «التعليم عن بعد ليس كالتعليم الحضوري، إضافة إلى المشكلة المرتبطة بالإنترنت المتقطع، علماً أنه في الفترة الأخيرة ظهرت أزمة دفع رواتب المعلمين بعد توقف الأهالي عن دفع أقساط أبنائهم في المدارس، ما قد يؤدي إلى أزمة على المدى البعيد إذا طالت الحرب». وبعدما تداولت وسائل الإعلام قبل أيام خبراً حول العثور على منصة صواريخ في منطقة رميش موضوعة إلى جانب أحد الفنادق، وبين المباني في البلدة، يوضح العلم قائلاً: «تم إبلاغي بهذا الأمر من قبل الفندق، وقمت بإبلاغ الجيش اللبناني الذي تولى المهمة»، مؤكداً أن القصف يطول البلدة بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب. ورغم المعاناة التي تعيشها بلدة القليعة الواقعة في قضاء مرجعيون، والتي تتعرض أطرافها للقصف بين الحين والآخر، يرى رئيس بلديتها السابق بسام حاصباني أن الإيجابية الوحيدة في هذه الحرب هي «أن الأهالي باتوا جميعاً يذهبون للصلاة من أجل انتهاء الحرب». ويقول حاصباني لـ«الشرق الأوسط»: «نشعر بالتعب نفسياً ومعنوياً... لا نعرف كيف سيكون الوضع في الفترة المقبلة إذا امتدت الحرب أو توسّعت أكثر»، مضيفاً: «من يملك الإمكانات المادية غادر البلدة، وهؤلاء يقدر عددهم بألف شخص، لكن من لا يملكها بقي مرغماً، وعددهم نحو 1500 شخص... العائلات تحاول تأمين حاجياتها قدر الإمكان، إضافة إلى أن الكنيسة والبلدية بالتعاون مع الجمعيات تقدم بعض المساعدات الغذائية، ومن لديه أقارب من المغتربين يساعدونه بعض الشيء». وعلى عكس رميش وعدد من القرى المسيحية، الواقعة في قضاء بنت جبيل، قرّر معظم أهالي عين إبل النزوح من البلدة خوفاً من توسع الحرب، حيث غادرها نحو 60 بالمائة من عدد سكانها، ولم يبقَ منهم إلا نحو 600 شخص، بعدما كان أكثر من 1500 شخص يمضون فصل الشتاء في الجنوب. الخوف من توسّع الحرب جعل العائلات تختار في معظمها المغادرة، ولا سيما النساء والأطفال، فيما بقي الرجال في منازلهم، بحسب ما يؤكد عماد للّوس، رئيس بلدية عين إبل، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بتنا نستفيق صباحاً وننام مساء ونحن نعدّ القذائف... نعيش كل يوم بيومه، ونتوقّع أن تقع علينا القذيفة في أي لحظة». وهذا الخوف عزّزه سقوط عدد من الصواريخ في وسط البلدة قبل نحو شهر، عن طريق الخطأ بعدما أطلقت من لبنان، وتحديداً من بلدة الطيري وأظهرت الصور التي انتشرت أضراراً في عدد من المنازل ومدرسة القلبين الأقدسين والسيارات والطرقات العامة. ومع مغادرة معظم أبناء عين إبل، باتت الحياة شبه معدومة في البلدة التي توقفت فيها كل الأعمال، وتحوّل معظم أبنائها إلى عاطلين عن العمل، باستثناء عدد قليل من الموظفين، ولا سيما الذين يعملون مع قوات اليونيفيل. وهذا الوضع جعل موزعي المواد الغذائية يمتنعون عن إيصال البضائع إليها، بحسب ما يقول للوس، موضحاً: «آخر نقطة يصلون إليها هي بلدة تبنين، وهناك يستلم أصحاب المحال البضائع». وبانتظار وقف القصف في أقرب وقت ممكن، يقول للّوس: «هذه الحرب فُرضت علينا، كما كل بلدات وأهالي الجنوب، إذا أيّدناها أو لم نؤيدها، فالقرار ليس بيدنا، وهو الواقع الذي نعيشه منذ ولدنا، ما نريده اليوم ونتمناه أن تتوقف الحرب اليوم، قبل الغد، وأن نعود إلى حياتنا الطبيعية». وهذا الوضع يتحدث عنه أيضاً ابن بلدة عين إبل، جوزيف سليمان، مؤكداً أن الأوضاع المادية لأبناء البلدة باتت شبه معدومة، مع توقف كل الأعمال، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بعض العائلات غادرت البلدة في الأيام الأولى للحرب، لكنها عادت إلى منازلها، لأنها لم تعد قادرة على تأمين بدل إيجار المنازل، وإذا كانت بعض المساعدات الغذائية تقدم للعائلات، فإن المشكلة تكمن في كيفية تأمين الخدمات الأخرى ودفع بدلها، من اشتراك المولد الكهربائي والإنترنت والتدفئة وغيرها». ومع تأكيده أن أبناء البلدة، كما كل أبناء الجنوب، يعيشون حالة من الخوف والقلق على حياتهم وحياة أبنائهم، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «نشعر بالتعب وعدم القدرة على تحمل المزيد... الحقائب مجهّزة في كل المنازل وموضوعة أمام الأبواب استعداداً للمغادرة في أي لحظة نشعر فيها أن هناك تصعيداً وتوسعاً للحرب». ويتحدث سليمان بدوره عن الصواريخ التي سقطت في بعض بلدات الجنوب، عن طريق الخطأ أو القصف الإسرائيلي الذي يستهدف القرى، ويقول: «هناك منصات صواريخ متنقلة، تطلق من أحراج القرى أو أطرافها، وليس من وسطها، والرد الإسرائيلي يكون دائماً على هذه المواقع».

الجيش الإسرائيلي: قصفنا موقع إطلاق وبنية تحتية لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»..أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنه قصف موقع إطلاق وبنية تحتية تابعة لجماعة «حزب الله» في جنوب لبنان. وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه ضرب نقطتيْ مراقبة تابعتين لـ«حزب الله» في منطقتي يارون ومارون الراس بمحافظة النبطية. وأشار إلى أنه جرى، خلال الساعات القليلة الماضية، رصد عدد من عمليات الإطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، في حين ردّت المدفعية الإسرائيلية على مصادر النيران، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» بلبنان، في وقت سابق اليوم، إن الطائرات الإسرائيلية نفّذت هجوماً صاروخياً قرب نقطة للجيش في النبطية بجنوب لبنان. وأوضحت الوكالة أن الغارة وقعت على الطرف الشرقي لحديقة مارون الراس بصاروخين جو أرض. وقالت إن الطيران الإسرائيلي أعقب ذلك بغارة مماثلة على محلة عقبة صلحا على أطراف مدينة بنت جبيل. ويشهد جنوب لبنان تصاعداً في التوترات، حيث يشنّ عناصر «حزب الله» ومقاتلون من فصائل فلسطينية هجمات على مواقع إسرائيلية قرب الحدود، بينما تقصف إسرائيل بواسطة الطيران والمدفعية أهدافاً في جنوب لبنان. وازدادت حِدة التوتر بعد اغتيال صالح العاروري، القيادي في حركة «حماس» في قصف أصاب مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.

«حزب الله» ينعى 9 مقاتلين خلال 24 ساعة وسط قصف جوي إسرائيلي عنيف

وزير الشؤون الاجتماعية: سكان الحدود يفضلون الموت على مراكز الإيواء

بيروت: «الشرق الأوسط».. تصاعدت حدة التوتر بشكل قياسي في جنوب لبنان، إثر مقتل 9 عناصر لـ«حزب الله» خلال 24 ساعة، وغارات إسرائيلية مكثفة بالطيران الحربي والمسيّر، وسط مخاوف من توسع رقعة القصف المتبادل بين الطرفين التي تضاعفت إثر دعوة سفارات أجنبية في لبنان، بينها الألمانية والسويدية، رعاياها إلى المغادرة في أسرع وقت. ونعى «حزب الله»، خلال 24 ساعة، بين الأربعاء والخميس، 9 عناصر سقطوا في ضربات إسرائيلية استهدفت مقرات ومنازل في الجنوب، بينهم 4 قُتلوا دفعة واحدة في استهداف منزل في الناقورة، جنوب غربي لبنان، ليل الأربعاء؛ ما أدى إلى تدميره بالكامل. ويُعدّ هذا الرقم الأعلى لقتلى الحزب الذين قُتِلوا في يوم واحد منذ استئناف القتال بعد انتهاء هدنة غزة. وجاءت الضربات المكثفة بعد إعلان الحزب عن تنفيذ 11 عملية يوم الأربعاء. وواصل الحزب الخميس تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف عسكرية، وأعلن في بيانات متعاقبة حتى بعد ظهر الخميس، تنفيذ 6 عمليات، تمثلت في استهداف تموضع ‏لجنود إسرائيليين في شتولا، والمطلة، ومحيط موقع المنارة، وكذلك استهدف موقع الجرداح، إلى جانب تدمير التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام. وأفادت قناة «المنار» بأن مقاتلي الحزب كانوا يطلقون صواريخ «البركان» الضخمة باتجاه مواقع وراء الحدود، بالتزامن مع تحليق مسيرات إسرائيلية على علو منخفض، وتحليق الطائرات الحربية التي نفذت عدة غارات جوية في المنطقة الحدودية. وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن «طائرة حربية تابعة لسلاح الجوّ قصفت نقطة مراقبة، وبنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة (حزب الله) في منطقة مارون الراس جنوب لبنان. وبعد وقت قصير، هاجمت قوة من الجيش الإسرائيلي خليّة مضادة للدبابات رصدتها في المنطقة». وذكر أن قواته «أطلقت خلال الليل قذائف (الهاون) لإزالة تهديد في منطقة رب الثلاثين على الحدود اللبنانية». وأضاف أنه «رصد صباح الخميس عدداً من عمليات الإطلاق، من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل». وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أن القصف الإسرائيلي استهدف أطراف بلدة حولا - وادي السلوقي، كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على الطرف الشرقي لحديقة مارون الراس، على مقربة من نقطة الجيش اللبناني، حيث ألقت صاروخين من نوع جو - أرض. وأعقب ذلك غارة مماثلة للطيران الإسرائيلي على محلة عقبة صلحا عند أطراف مدينة بنت جبيل. ونفذت مسيرة إسرائيلية غارة ثانية على مارون الراس، حيث استهدفت الطرف الشرقي لحديقة المدينة. كما استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة الطراش جنوب غربي بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي الذي استهدف أيضاً بالقذائف الفوسفورية معتقل الخيام وميس الجبل. وسُجّلت غارات جوية على بلدة يارون وأطراف مارون الراس. وسُجل عدد من الغارات بواسطة مسيرة استهدفت محيط عيتا الشعب. وحلق طيران استطلاعي في أجواء قرى قضاء صور والساحل البحري، وصولاً إلى مجرى الليطاني.

معركة مختلفة عن 2006

في غضون ذلك، قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار، إن «ما يشهده الجنوب حالياً من مواجهات مع (إسرائيل) يختلف عن كل ما شهده الجنوب اللبناني سابقاً، وبالتأكيد يختلف عن عدوان عام 2006؛ ففي عام 2006 كانت هناك حرب وتدمير وتهجير، والقسم الآخر انتقل إلى مراكز إيواء، ولكن اليوم المواطن الجنوبي متشبث بأرضه حتى الاستشهاد ولا أن ينتقل إلى مراكز الإيواء». وقال حجار من صيدا في جنوب لبنان إن «الناس في المناطق الحدود الجنوبية هم اليوم أكثر من أي يوم مضى متشبثون وصامدون بأرضهم، حتى لو ماتوا من الجوع، وهذا ما شاهدتُه خلال جولتي مطلع العام في هذه المناطق». وأضاف: «الناس في المناطق الحدودية يفضلون الموت على مراكز الايواء لأنهم اختبروا التهجير في عام 2006».

«اليونيفيل» تتحرك باتجاه المسؤولين اللبنانيين غداة التصعيد الإسرائيلي وتهديد نصر الله

ميقاتي أدان «الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية للسيادة اللبنانية»

بيروت: «الشرق الأوسط».. تحرك قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرالدو لاثارو، الخميس، باتجاه رئيسي الحكومة ومجلس النواب اللبنانيين، وذلك بعد يومين على اغتيال إسرائيل للقيادي في «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وغداة تهديد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بالردّ على هذا الاغتيال، حيث جدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الخميس، إدانته «للانتهاكات الإسرائيلية» للسيادة اللبنانية، وطالب الأمم المتحدة بتأكيد رفضها لها. وأفادت رئاسة الحكومة اللبنانية، في البيان، بأن ميقاتي ولاثارو «بحثا في تطبيق القرار 1701 والخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وسجّل لبنان اعتراضه لليونيفيل على هذا الموضوع». كما «تناول اللقاء التحضيرات للتقرير المرتقب صدوره عن مجلس الأمن، الذي سيتطرق للخروقات التي تطول القرار 1701». وجدّد رئيس الحكومة، خلال الاجتماع، «إدانته الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانتهاكات المتمادية للسيادة اللبنانية، وطالب برفع الصوت في الأمم المتحدة رفضاً للانتهاكات الإسرائيلية للخط الأزرق، وللقرار 1701»، كما «جدّد التزام لبنان الدائم بالقرار الأممي ومندرجاته». وقال ميقاتي: «المطلوب من كل الأطراف تحييد اليونيفيل عن العمليات العسكرية من أجل تمكينها من القيام بدورها كاملاً». وبعد مغادرته السراي الحكومي، زار لاثارو رئيس البرلمان نبيه بري حيث جرى عرض للأوضاع العامة، ولا سيما الأمنية والميدانية منها، «على ضوء مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان، ولا سيما القرى اللبنانية الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة»، حسب ما أعلنت رئاسة مجلس النواب في بيان.

تطبيق الـ1701

تأتي جولة لاثارو في ظل التصعيد في الحرب المندلعة في الجنوب بين «حزب الله» وإسرائيل، التي قال لبنان إنها المسؤولة عن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الثلاثاء الماضي، بقصف جوي، وفي ظل حراك دبلوماسي يسعى لمنع تمدد الحرب من غزة إلى لبنان. وبحث نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب، مع سفير مصر في لبنان علاء موسى، التطورات الأخيرة جراء الحرب على غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، حيث أكد بو صعب أنه «لا يمكن الكلام عن القرار 1701 قبل وقف الحرب، والانتقال بعدها إلى المرحلة التي تلي وقف إطلاق النار في لبنان، بما في ذلك ملف الترسيم البري». بالموازاة، رأى رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية»، الوزير السابق ريشار قيومجيان، أن «الصراخ والتعنت لن يغيّرا الواقع»، مضيفاً أن «إنقاذ ‫لبنان يتم بخطوتين، هما تسليم الحدود للجيش اللبناني و‫اليونيفيل، والتطبيق الفعلي للقرار 1701 الآن من قبل لبنان وإسرائيل، وانتخاب رئيس للجمهورية فوراً، إما بدورات متتالية أو بالتوافق وفق آلية التشاور بين الكتل، كما في التمديد للقادة الضباط».

توسع الحرب

تزايدت المخاوف من توسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة عبر المنطقة. وحذّر الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، الأربعاء، إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مؤكداً أن قتال الحزب حينها سيكون «بلا ضوابط». مضيفاً أنه «اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته»، مشدداً على أنه «لن يمر من دون ردّ وعقاب». ويقول خبراء إنه من غير المرجح نشوب صراع أوسع في الوقت الحالي. ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن كريم البيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، أن الهجوم «مثير للقلق». وأوضح: «حتى لو لم تكن إيران أو (حزب الله) أو إسرائيل تريد حرباً مفتوحة، فإن الحسابات الخاطئة وعمليات انتقامية غير مدروسة جيداً قد تؤدي إلى تفجير الوضع». من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون «حزب الله»، أمل سعد: «إنه سيكون على (حزب الله) الردّ بطريقة... تحذر إسرائيل من عدم تكرار ذلك». لكنها رأت أنه لا يستطيع الرد بطريقة لا تترك لإسرائيل خياراً سوى شنّ حرب شاملة، مشيرة إلى أنه سيتعين على «حزب الله» أيضاً تعزيز الأمن لمسؤولي «حماس» الآخرين الموجودين في بيروت. وقالت مها يحيى، من مركز «كارنيغي»: «لا أعتقد أن (حزب الله) ستكون لديه رغبة في جرّ لبنان إلى نزاع كبير في هذه اللحظة والتوقيت بالتحديد، نظراً إلى الوضع الإقليمي». من جهته، قال فابريس بالانش، مدير البحوث في جامعة ليون، إنه من غير المحتمل اندلاع حرب إقليمية. وأضاف: «الإيرانيون لا يريدون مواجهة مع إسرائيل، وكذلك (حزب الله)، لأنهم يعرفون أنهم سيكونون في موقف دفاعي». وأوضح: «إذا تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي، فإن الأميركيين سيردّون». وبدلاً من ذلك، «من المرجح أن تكتفي إيران بالردّ من خلال مواصلة عرقلة التجارة البحرية في البحر الأحمر»، وفقاً لبالانش.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..بعد اغتيال العاروري..ترتيبات أمنية جديدة لحماس في لبنان..في بغداد.. انفجار داخل مقر للحشد الشعبي..تجريد جهادي شيشاني الأصل من الجنسية الفرنسية كان «أمير» جماعة في سوريا..هجمات أوكرانية على منطقتين حدوديتين روسيتين والقرم ..حرب أوكرانيا في عام 2024: كيف يمكن لكييف تحسين موقفها؟..قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية..بلينكن يبدأ اليوم جولة شرق أوسطية رابعة منذ 7 أكتوبر..مقتل إمام أميركي بإطلاق نار خارج مسجده في نيوجيرسي..يشتبه بأنه هجوم معادٍ لليهود..حريق داخل متجر أطعمة في تورونتو..قذائف مدفعية طائشة من ميانمار تضرب بلدة في الصين..وسقوط 5 جرحى..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..هل تتوسّع رقعة الحرب بين إسرائيل و«حماس»؟..بايدن يُطمئن نتنياهو: سنُبقي على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط..بلينكن يزور 5 دول عربية وتركيا واليونان والضفة الغربية وإسرائيل..إخفاقات أدت لهجوم 7 أكتوبر.. الجيش الإسرائيلي يحقق..الأردن: نعمل مع الدول العربية والإسلامية لإعداد الملف القانوني بجرائم الاحتلال في غزة..لن نغادر غزة قريبا.. إسرائيل تكشف عن مرحلة جديدة بالحرب..لوبي إسرائيلي يسعى لإعادة الاستيطان اليهودي في غزة..سموتريتش يصر على تحدي الأميركيين: لن أحول شيقلاً واحداً..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,610,395

عدد الزوار: 6,997,640

المتواجدون الآن: 58