حزب الله والكيل بمكيالين..

حزب الله والكيل بمكيالين..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

المعايير واحدة، لا يمكن تقسيمها او تقطيعها، واستخدامها حين تناسب مصلحة فريق في تسويق نفسه، او في تجاهلها حين يريد تبرير ممارساته... والا فإننا نسأل اين المصداقية، والالتزام وحقيقة الالتزام خاصةً اذا كانت هذه المعايير دينية..؟؟

ما جرى في السويد، من عملية احراق نسخة من القرآن الكريم، على يد احد بلطجية وشبيحة الحشد الشعبي العراقي سابقاً، لن يسيء للاسلام او للمسلمين، بقدر ما يشجع الجميع على مراجعة هذه الممارسات وتأثيراتها السلبية على علاقة المكونات الدينية مع بعضها البعض، والنظر في كيفية وقفها ومنعها ضمن إطار قانوني، كما يكشف زيف مواقف البعض من مؤيد او معارض..وهي مدانة اي هذه الممارسات بكل المعايير والمقاييس ويجب وقفها ورفضها وادانتها، كما يجب ادانة كل مارسة مماثلة من اي جهة كانت.. لذا يجب الاضاءة على المعايير المزدوجة والمعايير الملتبسة والمواقف المزاجية التي تغطي اجرام البعض تحت ذريعة انه من محور تقوده طهران ونربأ بانفسنا ان نطلق عليه محور المقاومة..؟؟ لان هذا الشعار هو لتغطية مشروع طائفي ومذهبي تقوده ايران تحت عناوين دينية..

بالامس دعا حزب الله وعلى لسان امينه العام الى وقفة تضامنية امام المساجد عقب صلاة الجمعة، تنديداً ورفضاَ.. لما جرى في دولة السويد وكذلك فقد طالب نائبه الشيخ نعيم قاسم بطرد السفيرة السويدية من لبنان.. ؟؟

لو عدنا بالذاكرة قليلاً وتحديداً الى عام 2011، مع انطلاق الثورة السورية، والحرب الدينية التي اطلقت ولا زالت ضد الشعب السوري من محور تقوده ايران وروسيا، مما ادى الى تدمير مدن وقرى ومساجد بالمئات ومنها مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد في مدينة حمص، وتدنيس المسجد الاموي المبارك في دمشق، وغيره من المساجد، وحرق مصاحف بالآلاف التي انتشرت صورها محترقة ومبعثرة على كافة الوسائل الاعلامية، وقتل اكثر من مليون مواطن سوري من مختلف الطوائف والمذاهب، اضافة الى تهجير اكثر من 11 مليون مواطن سوري. ومع ذلك تجاهل محور ايران ومعها حزب الله هذه الجرائم، بل بالعكس تماماً فقد طالب هذا المحور العالم بأسره ان يقف مع الشخص الديكتاتور، ضد الشعب برمته ورفض مطالبه المحقه.. ؟؟ تحت عنوان محاربة الارهاب والتكفير وما الى هنالك من مصطلحات وشعارات واوصاف.. الى ان كشفت مندوبة الامم المتحدة الى سوريا (خولة مطر) ان جرحى (داعش)..الذين من المفترض انهم في حالة مواجهة مع محور طهران..؟؟ قد تمت معالجتهم في مستشفى الرسول الاعظم الذي يديره حزب الله في بيروت..؟؟ طبعا ولن ننس قافلة الباصات المكيفة التي نقلت مقاتلي داعش من جرود الهرمل الى العمق السوري بكل ادب واحترام..؟؟ والى الان لم يصدر اي تعليق او رد من اية جهة حزبية او رسمية على ما قالته الممثلة السابقة للامم المتحدة لا نفياً ولا تأكيداً..؟؟

من شجع هذا المواطن العراقي – السويدي، على ارتكاب جريمة حرق القرآن، هو تجاهل المجتمع الدولي والتأييد الديني من دولة ايران واعضاء محورها..للجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري وقبله العراقي وكذلك اليمني، من قتل وتهجير وتعذيب واعتقال وتدمير مساجد، على يد الميليشيات الطائفية، واخرها تدمير مسجد تاريخي وأثري في مدينة البصرة العراقية، بذريعة توسعة الطريق..؟؟؟ رغم اعتراض الوقف السني في العراق..؟؟؟

لقد انتهز محور ايران وحزب الله في لبنان الفرصة للاستثمار في جريمة حرق المصحف، لتغطية وتبرير وتجهيل من يقف خلف الاحداث الدموية التي ارتكبت في المنطقة..والتلاعب بالذاكرة، بحيث ننسى ما جرى في سوريا والعراق واليمن.. ومحافظة سيستان- بلوشيستان في ايران.. التي حاصر مسجدها وامعن قتلا واعتقالا في رواد المسجد..ويدفعنا ان نتطلع الى دولة السويد وغيرها ممن قد يلتحق بركبها في تغطية هذه الجريمة بما يؤدي الى تعزيز التعصب الطائفي والانقسام الحضاري..

ممارسة حزب الله وايران الاخيرة هذه يمكن ان ينطبق عليها الوصف الذي اطلقه الشاعر.. عندما قال..

قتل امريٍ في غابة جريمة لا تغتفر

وقتل شعبٍ آمنٍ قضية فيها نظر...

نطلب من ميليشيا حزب الله القليل من احترام ذاكرتنا ووجعنا ... وعدم اللعب والاستثمار في احداث قد تؤدي الى انقسامات خطيرة...

إنه حزب الله ومحوره الذي يكيل بمكيالين، ويمارس سياسة التحريض عند الطلب..بما يخدم استراتيجية ايران لا لبنان وقضايانا العربية ...

للسؤال فقط...

لماذا لم يستنكر حزب الله وايران، تضرر مسجد مدينة ماريوبول الاوكرانية، وتهجير سكانها، بشكلٍ عام، وبعضهم مسلمين على يد الجيش الروسي..

كذلك لم يستنكر حزب الله تدمير المسجد الاثري في العراق..؟؟

لماذا لا يقوم حزب الله بتسليم مسجد الظاهر بيبرس في مدينة بعلبك، للاوقاف الاسلامية السنية في المدينة.. وهل تغيير اسم الجامع يجعل من الاحتلال شرعي..؟؟؟؟؟؟ وهل يجوز الصلاة في مسجد محتل وارضٍ مغتصبة..؟؟؟