ما الفرق بين موقف دول وقوى الممانعة ودول الإعتدال..؟؟؟؟

مدير المركز الأستاذ حسان قطب
منذ مدة ونحن نسمع أصوات وأقلام قوى الممانعة تحذر من تقدم المشروع الأميركي – الصهيوني في المنطقة، وتؤكد على ضرورة الجهوزية لمواجهة هذا المشروع وأدواته في المنطقة..!!
ولكن بعد أن قامت اسرائيل بهجومها الهمجي المجرم على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة تحت ذريعة ضرب حركة حماس وذراعها العسكرية ولوقف إطلاق صواريخ القسام على جنوب اسرائيل من شمال القطاع... ما الذي قامت به دول وقوى ذلك المحور..!!
جابت المظاهرات شوارع دمشق وطهران وضاحية بيروت وبعض المدن اللبنانية ...كما جابت تلك المظاهرات شوارع دول الإعتدال في القاهرة وصنعاء وطرابلس الغرب وعمان..
صدرت بيانات الإدانة والإستنكار من المراجع الرسمية والسلطات العليا في دمشق وطهران حزب الله...كما صدرت نفس البيانات وربما بلغة أشد من الخارجية المصرية والأردنية..
الخطابين الذين القاهما أمين عام حزب الله حسن نصرالله، لا يتضمنا سوى التأييد اللفظي لأهلنا في غزة ... وتفعيل الموقف التعبوي لجمهوره في لبنان...والتحريض على الأنظمة العربية التي هي على خلاف مع حلفائه في دمشق وطهران...وكأن ضحايا غزة وشهداء غزة من أطفال ونساء ومجاهدين...إنما يسقطون بهدف تغيير النظام العربي الرسمي الذي يتجاهل معاناة أهل فلسطين منذ سنوات ...وليس بهدف تحرير فلسطين من براثن الغاصب المغتصب...وإقامة الدولة الفلسطينية على تراب فلسطين...
من المؤسف أن يكون التعاطي مع معاناة وآلام شعب وأمة بهذه الطريقة...ومن المؤسف أن يظهر البعض وعلى مدى سنوات أن هدفه وغايته ومشروعه تحرير فلسطين من اليهود الغاصبين.. وعند تعرض الشعب الفلسطيني لهذه الهجمة المجرمة المجنونة...يكتفي هؤلاء وعلى أعلى المستويات باستعمال لغة الإتهام ..إتهام دول أخرى وقوى سياسية أخرى بالتقصير وبالتردد بل بالانخراط والتعاون مع المشروع الصهيوني الهادف الى القضاء على الشعب الفلسطيني..!! وكأن أفضل أسلوب لتبرير عجزهم وتخاذلهم وانكشاف مشروعهم ومخططاتهم....هو في إصدار بيانات الإتهام والتخوين والتجريم...
ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة اليوم من حصار وعمليات قتل هي أقرب الى عمليات الإبادة الجماعية لا تعالج بتوجيه الصراع الى الداخل العربي واستغلال الدم الفلسطيني الذي يتدفق بغزارة الى حبر إدانة ...بل يجب أن يدفعنا الى نكون جميعاً الى جانب هذا الشعب المجاهد المكافح المعطاء الذي لم يبخل يوماً في الدفاع والذود عن قضيته... التي هي قضية الأمة الإسلامية جمعاء...وإن أهم ما سجله أهل غزة ومجاهدو غزة على مدى الأيام الماضية من الصبر على العدوان الصهيوني هو:
- هو أن هذه القضية الفلسطينية قد عادت لتصبح قضية العالم الإسلامي برمته، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده خاصة بعد أن رأينا عمق التعاطف والتجاوب الشعبي على إمتداد العالم الإسلامي.. ومدى حرج حكومات الدول العربية والإسلامية في التعاطي مع هذه الجريمة التي ترتكبها اسرائيل، وهذا يدل على مدى تحول النظرة الى هذه القضية الإسلامية وعمق تأثيرها في مجتمعنا العربي والإسلامي ..

- أن الخلافات الداخلية على مستوى الفصائل والقوى الفلسطينية يجب أن تعالج فوراً، خدمة للشعب الفلسطيني، ومنعاً لإستغلال الأنظمة الكاذبة والقوى المستغلة لألام الشعب الفلسطيني من الإستمرار في استغلالها واستغلال الدم الفلسطيني..

- إن مشروع نشر الخلافات والصراعات في الوطن العربي والإسلامي، هو استراتيجية متبعة ونهج مستمر تمارسه دول محور الممانعة الكلامية والمواقف الهوائية...وان الجهاد والمقاومة هو نهج شعب فلسطين وحده...