الإستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان ....!! أم لحماية مشروع معين..؟؟؟

تاريخ الإضافة الخميس 25 كانون الأول 2008 - 7:47 ص    عدد الزيارات 1470    التعليقات 0

        

إدارة المركز – الخميس 18-12-2008م
    منذ أشهر انطلق الحوار الوطني في قصر بعبدا وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.. وانتقل الحوار مباشرة من النقاش حول النقاط الأساسية التي يختلف حولها اللبنانيون... بل بعض السياسيين اللبنانيين والمتمحورة حول الوجهة السياسية للبلد وطبيعة التحالفات التي يجب أن تربط لبنان بالمحاور الإقليمية أو الدولية، على المدى المنظور أو على المدى البعيد...
    وعوض أن يبقى النقاش دائراً حول كيفية الحفاظ على لبنان النموذج الذي يجمع مختلف الطوائف والتوجهات السياسية والحزبية تحت سقف كيان واحد وسلطة واحدة ودستور واحد..!! اتجه النقاش مباشرة إلى الإستراتيجية الدفاعية التي عنوانها كيف نحمي لبنان، من العدوان الإسرائيلي والأطماع الصهيونية..!! وهو لا شك عنوان كبير، ومهم، ولكن هل صحيح أن فريق واحد وطائفة واحدة بإمكانها تحمل هذا العبء سواء بالتصدي أم بتحمل النتائج..!؟.. حرب تموز/ يوليو ..أثبتت للقاصي والداني والصادق والكاذب ..أنه لولا تكاتف اللبنانيين وصدق نواياهم جميعاً لكان حجم الكارثة الاجتماعية أكبر بكثير ولكانت الخسائر البشرية أضعاف الأرقام التي استقرت عليها .. وتبين أيضاً أنه لولا الرعاية العربية الكاملة من مختلف الدول الخليجية وغير الخليجية ولولا رعاية العديد من دول العالم الإسلامي والمجتمع الدولي من أوروبي وسواه وحتى الأميركي.. لما أعيد إعمار لبنان، ومنازل المواطنين اللبنانيين المهدمة جراء العدوان إضافة إلى البنية التحتية وسوى ذلك من مؤسسات الوطن وكيانه...
    لذا فإن أول ما يفتقده طرح الرؤية الإستراتيجية التي يصر حزب الله على اعتبارها المدخل لكل حوار هو شمولية المشاركة في الرؤية والإعداد والاستعداد...ومما يثير الشك والريبة أن حزب الله وهو أول المطالبين بدعم الجيش والمطالب ببناء الدولة القوية القادرة.. كان خجولاً جداً في الترحيب بالهبة الروسية وسائر الهبات بل كان عملياً من المشككين من فائدة هذه الهبات بل من أهدافها أيضاً وطبعاً استعمل الحزب واجهاته الإعلامية والسياسية للتعبير عن هذه الرؤية واكتفى هو ببيان الترحيب الخجول الذي صدر بالأمس فقط..
    ولو عدنا قليلاً إلى الوراء لنراجع معاً تاريخ حزب الله وحركة أمل وهما يشكلا معاً واجهة ما يسمى المقاومة.. لنرى أن حركة أمل خاضت حروبها منذ انطلاقتها على أرض الوطن ضد أحزاب لبنانية وجماهير عريضة في مختلف المناطق اللبنانية.. وهي أول من قام بتهجير المعارضين من مناطق نفوذها في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع إلى مناطق أخرى ... وهي من قامت بحصار المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني طوال سنوات بحجة محاربة العرفاتيين...
   أما حزب الله فقد خاض حروب متعددة ضد حركة أمل في الجنوب اللبناني، منها معارك إقليم التفاح التي وقعت في أواخر الثمانينات والتي أسفرت عن مقتل الآلاف... من اللبنانيين والفلسطينيين، كما شارك حزب الله في معارك مخيمات صيدا.. إلى جانب حركة أمل.. وخاض معركة السيطرة على الضاحية الجنوبية والتي أدت في النهاية إلى التدخل السوري في بيروت بعد حرب "العلمين" الشهيرة التي خاضتها حركة أمل ضد الحزب الاشتراكي في شوارع بيروت.. ولن نتحدث عن التصفيات التي طالت نخبة من المثقفين ولا عمليات الخطف التي طالت الأجانب من دبلوماسيين وصحافيين..
أما الحزب القومي السوري وهو الشريك الأساسي والابن الشرعي لهذا الحلف فقد خاض حروباً داخلية يصعب تعدادها وتعداد نتائجها.. ويكفي أن نشير إلى حالات الانقسام الداخلي التي يعاني منها الحزب عند كل مفصل تاريخي، أو عند كل استحقاق مصيري..!!
من هنا نستطيع أن نفهم ما جرى في السابع من أيار/ مايو.. 2008، في شوارع بيروت ... إنها المعارك عينها التي يحسن وتحسن هذه القوى خوضها وممارستها، وما الهدف من الإستراتيجية الدفاعية التي يتحدث عنها سائر قيادات حزب الله إلا تأمين الغطاء لسلاح يصب ضبطه وضبط توجهه ولنا في هذا التاريخ عبرة..
وبالأمس فقط داهمت قوى الجيش بلدة بريتال بعد أن عاث الفاسدون والمفسدون المتحصنون داخلها سرقة وإجراماً وسوى ذلك، ولم يدخل الجيش بمؤازرة قوى الأمن إلى البلدة لحماية أهلها إلا بعد رفع الغطاء السياسي عن....!! السؤال من رفع الغطاء السياسي..!!
    لذا نحن اللبنانيين وحتى جمهور حزب الله وسائر الأحزاب يجب أن نتمسك بسلاح الشرعية ومؤسساتها الأمنية فقط.. لأنها مشروع الدولة هو الخيار الوحيد الذي يحمي جميع اللبنانيين.. ولأن مقاومتنا لإسرائيل إنما هي لحماية شعبنا وأهلنا سواء قصرت الدولة عن تأدية واجباتها أم لم تقصر...
    من هنا نرى أن المماطلة في التسويف في نقاش الإستراتيجية الدفاعية إنما الهدف منه شراء الوقت وممارسة المزيد من سياسة التهديد والتهويل للتسليم بوجود هذا السلاح...بانتظار متغيرات إقليمية أو دولية...

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,281,186

عدد الزوار: 7,062,423

المتواجدون الآن: 69