حبذا لو نتعلم من الآخرين

تاريخ الإضافة الخميس 6 تشرين الثاني 2008 - 8:46 ص    عدد الزيارات 1602    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان القطب

كنت أستعد لكتابة افتتاحية هذا العدد الجديد من النشرة الدورية، عندما لفتني كلام الرئيس الأميركي المنتخب (أوباما) الذي يؤكد فيه أن الانتصار الذي حققه هو لجميع الأميركيين متناسياً ومتجاهلاً تلك الحقبة القاسية التي عانى فيها السود من التمييز والاستعباد في الولايات المتحدة، ويعلن افتخاره بتاريخ الولايات المتحدة ومبادئها واعتزازه بقدرة بلاده على محاربة أعدائها، ويعلن مد اليد لمن يريد أن ينشد السلام، ويطلب من خصومه السياسيين دعمه والوقوف إلى جانبه، كما شكر حزبه وكل من سانده وآزره حتى زوجته وطفلتيه... الملفت هنا هو أنه لم يعلن الحرب على خصومه ولم ينسب الفوز لنفسه ولا حتى للعرق الذي ينحدر منه، ولم يطالب بتعديل الدستور وتغيير المسار وربط المصير... حيث قال الرئيس المنتخب أوباما في كلمته أمام مناصريه في شيكاغو في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء 5 الجاري: "إلى جميع أولئك الذين يتساءلون إذا ما زالت أميركا منارة تضيء بنفس السطوع نقول: أثبتنا الليلة مرة أخرى أن القوة الحقيقية لوطننا تتأتى ليس من جبروت أسلحتنا أو من حجم ثروتنا، بل من القوة الصامدة لمُثُلنا: (الديمقراطية، الحرية، الفرص، والأمل الذي لا يتزعزع)".. وقال أوباما أيضاً، إن الأميركيين عن طريق أصواتهم بعثوا برسالة مفادها "إننا لم نكن يوماً مجرد مجموعة من الأفراد أو مجموعة من الولايات الحمراء (جمهورية) أو الولايات الزرقاء (ديمقراطية). إننا نكون، وسنكون دوماً، الولايات المتحدة الأميركية"، ومضى أوباما قائلا: "إن الفجر الجديد للزعامة الأميركية على وشك البزوغ وإلى أولئك الذين يبتغون هدم العالم نقول: إننا سنهزمكم وإلى أولئك الذين ينشدون السلام والأمن، أقول لهم: إننا نؤازركم."
كما لفتني أيضاً اتصال المرشح الخاسر (ماكين) بالرئيس المنتخب لتهنئته، ثم مخاطبته لجمهوره معترفاً بهزيمته ولكن ليعلن في الوقت عينه تعهده بتأييد الرئيس الجديد والوقوف إلى جانبه ودعوة أنصار الحزب الجمهوري إلى مساندة الرئيس الجديد لمصلحة الولايات المتحدة.. والملفت هنا أيضا، هو أن الحزب الجمهوري والمرشح (ماكين) لم يتهم خصمه الفائز بالتزوير وبشراء الضمائر وبالرشوة الانتخابية ولم يطالب بالثلث المعطل لحماية حزبه وجمهوره العزيز الشريف....بل دعا جمهوره للتعاون والعمل المشترك لمصلحة وطنه وتعزيز دوره والنهوض به والعمل لمواجهة التحديات.. وفي خطاب التسليم بالهزيمة أمام أوباما الذي ألقاه بمدينة فينيكس أعلن السناتور جون ماكين أنه هاتف الرئيس المنتخب لتقديم تهانيه. وأقر ماكين بأهمية انتصار أوباما للأميركيين الذي ينحدر من أصول أفريقية "والاعتزاز الخاص الذي يشعرون به هذه الليلة،" بعد تاريخ طويل من الاسترقاق والفصل العنصري والتمييز... وقال ماكين إن الولايات المتحدة "بعيدة كل البعد عن التمييز القاسي والتيه بالتعصب الأعمى الذي وصم تلك الحقبة ولا يوجد ما هو أدل على ذلك من انتخاب أوباما." كما تعهد بتأييد الرئيس المقبل، وحث مناصريه على إبداء "نواياهم الطيبة وبذل جهودهم الجادة للتوصل إلى سبل للتلاقي."
كم تمنيت لو أن هذه الروح تمتد لتسري على وطننا لبنان من سياسيين ومواطنين، وتذكرت ما عانيناه وما زلنا نعانيه من اتهام للأكثرية بأنها وهمية وغير حقيقية، ومن اتهام بالعمالة والسرقة والفساد والرشوة، ومن إغلاق للمجلس النيابي وتعطيل العمل الحكومي واحتلال وسط بيروت وتعطيل الحياة الاقتصادية، ومن ثم المطالبة باحتكار المقاومة والسلاح لصالح طرف وحزب وطائفة.. وإلا..سيكون السابع من أيار مثالاً يحتذى.. وعدت إلى الوراء أيام بسيطة ومعدودة للمقارنة بين مدرستين ولأسترجع ما قاله الشيخ نعيم قاسم:
(رأى الشيخ قاسم أن الانتخابات النيابية مطلب الجميع، وأن بعض الذين يروجون أن هناك مشكلة أو خطأ أو تعقيدات في إجرائها، إنما يهولون لأن الموالاة والمعارضة تريدان الانتخابات النيابية وكل منهما يعتقد أنه سينجح وهذه نعمة حتى يكون هناك أمل عند الجميع فيساعدوا في إنجازها. مضيفاً، أننا نحترم صوت الناس أينما كان سواء كان معنا أو ضدنا، لكننا لا نحترم الصوت الخائن الذي يشترى بالمال، فقل موقفك مع الموالاة أو المعارضة بقناعة ونحن نقدر خيارك، لكن إذا ارتبط بالرشوة الانتخابية فاسمح لنا أن نقول لك بأنك خنت بلدك ولست جديراً أن تكون ممثلاً وبالأصل هؤلاء ليس لهم ممثلون)......
تابع
ثم أطل علينا مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي:
(من جهة ثانية، أكد المسؤول عن العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي، خلال ندوة سياسية، أن الحزب لا يريد تثمير الانتصار السياسي المتمثل بسقوط الهجمة الأميركية وسقوط الرهانات عليها في تغيير موازين القوى في لبنان، وما نتطلع إليه هو أن تخرج القوى السياسية التي كانت في موقع الحرب على المقاومة من رهاناتها الخاطئة، وأن نبدأ صفحة جديدة من العمل السياسي الداخلي ولو من موقع الاختلاف الذي (لا يمس قضية المقاومة)، ونحن ذاهبون إلى عملية انتخابية نريد لها أن تكون نزيهة وهادئة تعكس الإرادة الحقيقية للناخبين، وسنتعامل مع نتائجها كما هي).
في مقارنة بين كلام قاسم والموسوي، نرى أن النتائج هي التي تحكم نزاهة الانتخابات، خسارة حزب الله للانتخابات معناها الرشوة وشراء الضمائر..والربح معناه نزاهتها ومصداقيتها..وإلا ..فإن ممارسة هواية تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية هي بانتظار المواطن اللبناني..!!!
وفي نفس الأسبوع أيضاً أطل علينا حزب الله من خلال واجهات شبه سياسية تستدعى عند الطلب ولن نقول بالرشوة احتراماً لما قاله الشيخ قاسم، عبر الشبكات الإعلامية التي يديرها ويمولها حزب الله لتطلق الشائعات والاتهامات والنعوت بحق هذا وذاك متجاوزين ومتناسين أجواء المصالحات والرغبة الشعبية بالتهدئة والانطلاق معاً وجميعاً للمباشرة والمبادرة في إعادة عملية بناء الوطن...
من المؤسف أننا أصبحنا نتعلم من خصومنا السياسيين ولكن المعيب أكثر أن لا نتعلم أبداً حتى من أخطائنا...

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,305,593

عدد الزوار: 7,063,251

المتواجدون الآن: 61