أخبار لبنان..في طريق وثيقة بكركي «مطبّات» و..أفخاخ..«حزب الله» على الأرض في الضاحية الجنوبية..وإسرائيل تسعى لتحديث «بنك أهدافها»..«حزب الله» يرخي قبضته الأمنية جنوباً ويتشدد في الضاحية..حواجز طيارة وانتشار للملثمين لاستباق أي اختراقات أمنية إسرائيلية..احتدام على جبهات القصف.. والاحتلال يكشف حجم الخسائر في المستوطنات..«حصرية السلاح» في صلب مناقشات «وثيقة بكركي»..وجواب الحزب «للاعتدال» قريباً..إجتماع وثيقة بكركي: نقاش في الخطر الوجودي والسلاح..«المردة» يقاطع مداولات مسيحية لإصدار «وثيقة بكركي»..دمشق استضافت لقاءات تحضيرية وأبو ظبي تسعى إلى تسييسها: قصة المفاوضات بين حزب الله والإمارات..الملاحة الجوية والبحرية اللبنانية مهدّدة بفعل تشويش إسرائيلي..

تاريخ الإضافة الجمعة 22 آذار 2024 - 3:51 ص    عدد الزيارات 232    القسم محلية

        


في طريق وثيقة بكركي «مطبّات» و..أفخاخ..

«حزب الله» على الأرض في الضاحية الجنوبية..وإسرائيل تسعى لتحديث «بنك أهدافها»..

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |....... دَخَلَ لبنان استراحةً سياسيةً مرشّحة أن تستمرّ لِما بعد عيد الفطر، وقبْله الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، على وقع وقوف المواجهات على جبهة الجنوب أمام ما يُشبه «تمرين انضباطٍ» تحت سقف عملياتٍ تُبْقي الفتيلَ مشتعلاً وموصولاً إلى «برميل البارود» ولكن مع إبطاء سرعة بلوغ مرحلة الانفجار ريثما يتّضح مسار حرب غزة التي تشهد سباقاً بين محاولات الوصول إلى هدنةٍ والاستعدادات لاجتياح رفح، ومن خلْفه ضغطٌ أميركي متجدّد لتَفادي صِدام إقليمي تتطاير شظاياه في عموم المنطقة مع ارتداداتٍ دولية لا يمكن احتواؤها. وفيما تنشغل المنطقةُ بجولةِ وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي التقى أمس في القاهرة، مسؤولين من كل من مصر والسعودية والأردن وقطر والمغرب وفلسطين والجامعة العربية، لبحث وقف الحرب في غزة وعملية السلام التي يُراد أن تكون «المكمّلَ السياسي» والمرتكَز لحلّ مستدام لـ «الصراع الأم»، سيبقى طريقه مفروشاً بالأشواك ما دام يفتقد إلى شريك اسرائيلي يقرّ بحقّ قيام الدولة الفلسطينية، بقي الوضعُ على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية على دورانه منذ أيامٍ في «منطقة وسط» بين التهدئة والتصعيد، وسط معالم «دوْزنةٍ»، لا يُعلم إلى متى ستستمرّ، للمواجهاتِ التي لم تتوقّف ولكن وتيرتَها بقيت على تَراجُع متذبذب.

«نافذة ديبلوماسية»

وإذ مضتْ اسرائيل في غاراتٍ موْضعية على بعض المنازل في قرى حدودية مع قصفٍ لبلدات على الخطوط الأمامية، بالتوازي مع حرص «حزب الله» على إبقاء معادلة «الارتقاء» خطوة مقابل كل خطوة من الجيش الاسرائيلي عبر ردّه على استهداف «المنازل المدنية» بعملياتٍ، وإن محدودة في عددها، ضد «مواقع للعدو» بينها مبنى يتموْضع فيه جنود في المطلة وآخَر في أفيفيم، توقّفت أوساط سياسية عند كلام الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري عن «أن حزب الله يجرّ لبنان إلى تصعيد خطير لكن هناك نافذة ديبلوماسية مازالت مفتوحة والحزب رفض دعوتنا للسلام على الحدود». ورأت هذه الأوساط أن كلام هاغاري يؤشر في أحد جوانبه إلى حيثيات انكفاء المواجهات على جبهة الجنوب، إفساحاً في المجال أمام المسار الديبلوماسي، بدءاً من هدنة غزة، ولكن من دون مبالغةٍ في القفز إلى استنتاجاتٍ بأن انخفاض وتيرة المواجهات على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية يعكس اختراقاتٍ محتمَلة خلف الكواليس في ما خص أسس التهدئة الدائمة على قواعد القرار 1701 وتفسيراتها «حمّالة الأوجه» من طرفيْ الصراع.

انتشار في الضاحية

وفي ما بدا انعكاساً للارتياب من «الارتقاء العكسي» من اسرائيل في اعتداءاتها جنوباً والذي لم يبدّل «حزب الله»، بإزائه حرفاً في مستوى جهوزيته الأعلى، كان بارزاً ما شهدتْه الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الأربعاء من انتشارِ عناصر الحزب بشكل واسع في معقله الرئيسي وبكامل عتادهم العسكري وواضعين الأقنعة على وجوههم حيث عمدوا إلى تدقيق مشدّد للغاية في هويات المارة. وربطت دوائر مراقبة بين هذا الانتشار المسلّح وبين معلومات عن أن تل أبيب تسعى لتحديث «بنك أهدافها» بعدما أيقنتْ أن الحزب أجرى تعديلات واسعةً على بنيته اللوجستية. وعلمت «الراي» أن نزول «حزب الله» على الأرض يعود إلى خشيته من محاولة تل أبيب تنفيذ اغتيالاتٍ لمسؤولين رفيعي المستوى، من شأنها أن تطيل عمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحُكْم.

«وثيقة بكركي»

في موازاة ذلك، انهمك المشهد السياسي بـ«الروتشات» على وثيقة قدّمتْها الكنيسة المارونية وكانت محور اجتماع أمس، في بكركي دُعي إليه ممثلو الأحزاب والتيارات المسيحية (غاب عنهم تيار المردة الذي يترأسه سليمان فرنجية) الذين كانوا خاضوا حول بنودها نقاشاتٍ في الفترة السابقة بقيت بعيدة عن الأضواء. وفي حين بات معلوماً أن الوثيقة تتمحور حول عناوين عدة، بينها الأزمة الرئاسية المتمادية والشغور في الموقع الأول في النظام الذي يشغله مارونيّ والذي تصرّ الكنيسة على ملئه من ضمن آلية تحترم الدستور وبعيداً من أي حواراتٍ تكون بديلاً عن الانتخاب في البرلمان أو ممراً إجبارياً له بما يجعل الرئيس يُنتخب في عملية تعليبٍ تفرضها موازين قوى وليس بقوة الدستور، إلى جانب مقاربة لقضايا إشكالية وطنية ولموضوع الشراكة وقرار الحرب والسلم والنزوح السوري ومحاولات ضرب ركائز الاقتصاد الحر والخشية من تحوّل لبنان تدريجياً دولة ايديولوجية دينية، أشارتْ مصادر مطلعة عبر «الراي» إلى أن طريق صدور هذه الوثيقة ليس معبّداً بالكامل بعد. ولفتت المصادر إلى مطبّاتٍ تتصل أولاً ببعض النقاط التي يراد تضمينها «بصريح العبارة»، ناهيك عن عدم رغبة أطراف في أن تشكّل الوثيقةُ مدخلاً للقاء مسيحي على مستوى القادة تَعتبر أن رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل «يستميت» لأن تستضيفه بكركي لمعاودة «تعويم» نفسه وتصوير أنه جاء استجابةً لرغبته. وبحسب المصادر، فإن ثمة أطرافاً لا تحبّذ مساراتٍ تحت عنوان «الوحدة المسيحية»، باعتبار أن لا معنى لها خارج الوعاء الوطني وطرفيْه المسيحي والمسلم، وترى أن عناوين ومبادئ سياسية وطنية وسيادية كفيلة بتشكيل جسر عابر للطوائف، على قاعدة أن الأزمة في لبنان ليست مسيحية ولا حلّها مسيحياً وأن قضايا مثل المطروحة في الوثيقة، كتحييد لبنان فكّ عزلته العربية والدولية يتطلّب مقاربة لجوهر المشكلة والدعوة لحلها «لمرة واحدة ونهائية». ووفق المصادر نفسها فإن عنوان سلاح «حزب الله» ووجوب إنهاء وجوده خارج الشرعية أمر أساسي لا بدّ أن تدعو إليه الوثيقة، باعتبار أن تفرّد الحزب بقرار الحرب والسلم وزج لبنان في لعبة المَحاور والاستقواء على الدولة همو الذي يستجرّ أزمات متناسلةً، لافتة إلى أن «التيار الحر» ليس في وارد التزام هذا السقف المتعلق بسلاح الحزب ووجوب تسليمه، ما يشي بصعوبة بلوغ سقف مشترك ولا بطبيعة الحال «وضْع ميثاق شرف يُلْزم الأطراف المسيحية»...

«حزب الله» يرخي قبضته الأمنية جنوباً ويتشدد في الضاحية

حواجز طيارة وانتشار للملثمين لاستباق أي اختراقات أمنية إسرائيلية

الجريدة..بيروت - منير الربيع .. في موازاة تراجع المخاوف من توسع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، نفذّ «حزب الله» ليل الأربعاء - الخميس، انتشاراً أمنياً واسعاً في معقله بضاحية بيروت الجنوبية. وبحسب تقارير، انتشر عناصر من الحزب يرتدون الأقنعة بكامل عتادهم العسكري في الضاحية الجنوبية وقاموا بالتدقيق المشدد على هويات المارة في الشوارع الرئيسية والفرعية. وعلمت «الجريدة» أن خطوة الحزب تأتي في إطار الأمن الاستباقي والوقائي، ورفع الجاهزية لاحتمال حصول أي عمليات اختراق أو تجسس، وأن هذه الإجراءات ستتحول إلى إجراءات روتينية يومية تحصل بشكل مفاجئ من الحزب عبر إنشاء «حواجز طيارة». ويتخوف الحزب من لجوء الإسرائيليين إلى أساليب العمل الأمني على الساحة الداخلية من خلال اختراقات متعددة، سواء عبر أشخاص لبنانيين أو عبر أجانب، خصوصاً بعد حادثة الاشتباه في هولنديين ودبلوماسي إسباني. وفي الوقت نفسه، عزز الحزب رهانه على الوصول إلى تفاهمات وتسويات على المستويين الإقليمي والدولي لتجنب اندلاع صراع واسع في جنوب لبنان، بناءً على مؤشرات عدة، أهمها زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا للإمارات وما تحمله من دلالات للمرحلة المقبلة، تتعلق بمرحلة ما بعد حرب غزة والتي سيكون لإيران والحزب دور فيها. في الموازاة، يراقب الحزب تحولات الموقف الأميركي إزاء الحرب على غزة مع استخدام وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عبارة «وقف إطلاق النار» للمرة الأولى، إلى جانب تزايد الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية على الإسرائيليين للموافقة على هدنة 6 أسابيع قابلة للتجديد، وأن تتطور إلى وقف إطلاق نار شامل. وانطلاقاً من هذه الرهانات، يتعزز الشعور لدى الحزب بتجاوز مخاطر اندلاع حرب إسرائيلية كبرى ضده، مستنداً إلى مجموعة معطيات، بينها حالة الإنهاك التي يعانيها الجيش الإسرائيلي، وما يتسرب من معلومات عن تقليص حجم الإمدادات الحربية الأميركية والغربية إلى تل أبيب، إضافة إلى معطيات عن حصول تقدم على خط المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية لنسج بعض التفاهمات لتجنب التصعيد وتخفيف حدته، وهو ينعكس في لبنان تراجعاً بمنسوب العمليات العسكرية اليومية بين الحزب والجيش الإسرائيلي، وكأن المشهد في الأيام الماضية يعود إلى قواعد الاشتباك الأساسية، وهي ضربة مقابل ضربة وعلى الحدود فقط وباتجاه مواقع عسكرية. وهذا التراجع الميداني يعطي دفعاً للمسارات السياسية والمفاوضات القائمة والمفتوحة، فيما يعتبر الحزب أنه سيكون صاحب دور أساسي في رسم معالم مرحلة ما بعد الحرب بالتركيز على سياسة الانفتاح الخارجية التي يتبعها. ويبقى الرهان الأساسي لدى لبنان على نجاح مفاوضات الهدنة والتي ستعيد تجديد دور ومساعي المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي سيتحرك سريعاً باتجاه تل أبيب وبيروت لإعادة العمل على بلورة خطته لترتيب وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية، والبحث في آليات تطبيق القرار 1701 ووقف الأنشطة العسكرية وإعادة السكان على جانبي الحدود. وبحسب مصادر متابعة، فإن «حزب الله» لديه الاستعداد للنقاش بكل النقاط المطروحة، فهو يريد الانتهاء من هذه المواجهات التي يربطها بوقف النار في غزة، وبعدها تصبح كل الطروحات قابلة للنقاش والتفاوض.

احتدام على جبهات القصف.. والاحتلال يكشف حجم الخسائر في المستوطنات

«حصرية السلاح» في صلب مناقشات «وثيقة بكركي».. وجواب الحزب «للاعتدال» قريباً

اللواء.. مع أن لبنان ليس مدرجاً على جدول أعمال محادثات وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، في جدة والقاهرة عربياً، وتل أبيب، اسرائيلياً، إلا من باب عدم توسيع الحرب، لتشمل الاقليم ككل، فإن الاهتمام اللبناني، تركز على حقيقة ما بحثه الوزير الأميركي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظرائهم العرب، لا سيما لجهة الضغط للتوصل الى هدنة، او وقف نار لمدة ستة أسابيع كمرحلة أولى، مع اطلاق الأسري والمحتجزين، وإدخال مزيد من المساعدات إلى الأهالي في القطاع. وبمعزل عن نتائج تحرك الدبلوماسية لجهة الحفاظ على توجه أميركي، للحفاظ على روابط مع «عرب الاعتدال» من زاوية حلّ الدولتين، ووقف النار، ومنع توسيع الحرب العدوانية الاسرائيلية باتجاه فتح معركة لإحتلال رفح، فإن الوضع اللبناني بات على ارتباط مباشر مع ما يجري في عموم المنطقة.

وثيقة باريس

في هذا الوقت، كان المشهد الداخلي يتخذ أبعاداً أخرى، لجهة تجميع القوى بمواجهة قوى أخرى. ففي بكركي، اجتمع ممثلون عن القوى المسيحية برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وغاب عنهم ممثل تيار المردة، لمناقشة وثيقة اعدها المطران انطوان ابي نجم. وطرح في الاجتماع إعداد وثيقة مسيحية تعيد الاعتبار للخط التدريجي للمسيحيين في ما يتعلق بالدولة والكيان والميثاق والشراكة مع المسلمين في لبنان. وأفادت المصادر ان «التركيز في لقاء بكركي كان على الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين، لا سيما في الوظائف العامة. ووافق المجتمعون على المبدأ العام لوثيقة بكركي، مع الحرص على الطابع الوطني، وأُدخلت تعديلات لهذه الغاية. وأشارت بعض مصادر المعلومات الى أن الوثيقة تطالب بعقد جلسة مفتوحة لمجلس النواب تقضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وفقا للدستور وبعيدا عن اي اعراف مستجدة كالحوار وغيره. ونُسب الى مصادر مطلعة ان كل فريق وضع في الاجتماع الاول ملاحظاته ومطالبه على الطاولة، وتحولت هذه المطالب الى وثيقة اعدها أبي نجم، ونقحت بعد ذلك على ان تُبحَث وتصدر بنسختها النهائية. وتشير المصادر الى ان بنود الورقة النهائية أصبحت جاهزة والاتفاق تم بنسبة 90 في المئة من حيث تقارب الافكار، وهي ليست بعيدة عن ورقة «القوات» و«التيار»، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي.ويبقى ان سلاح حزب الله يشكل العقبة الاساسية ويأخذ حيزا كبيرا من النقاش، في مسعى للخروج بموقف واضح وسيادي حيال هذا الموضوع. ولم يتطرق النقاش الى مسألة انتخاب رئيس للجمهورية الواردة في الوثيقة في زاوية ان الانتخابات مسألة بديهية، كما لم يذكر موضوع الفدرالية. ولم يتحفظ التيار الوطني الحر على فكرة حصرية السلاح بيد الجيش، مع رفضه المطالبة بالتسليم الفوري لسلاح «حزب الله» على اعتبار ان هذه المسألة تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية (على ان يعقد اجتماع آخر لاقرار الوثيقة بنسختها الأخيرة). من جانبها، جددت كتلة الوفاء للمقاومة «عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور لا سيما لجهة بذل الجهود لإختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الإضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات وحماية مصالح الوطن وأبنائه وإلتزام المواقف الوطنية المتبناة من اللبنانيين الثابتين على التمسك بها مهما ساءت الظروف وقست الضغوط». وأشار بيان صادر عنها الى أن «الكتلة إذ تابعت تحركات المهتمين بملء الشغور الرئاسي، فإنها من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلّغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الإستحقاق حفظا للمصالح الوطنية».

المثابرة الوظيفية

وظيفياً، اعلن الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، حول تسيير المرفق العام، بحضور وزاري - اداري رفيع عن الالتزام بنظام المثابرة، لجهة استحقاق التعويض الشهري عنه، وفقا لآلية إدارية، تخضع لرقابة الوزير وتفتيش المركزي، وذلك بالإلتزام بالحضور الذي الكامل ضمن الدوام حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، وبمعدل 16 يوماً بالاسبوع، وبغياب مبرر لمدة 5 ايام فقط. ويعطى تعويض المثابرة شهريا للمستفيدين منه من الاعتمادات المرصدة لهذه الغاية في الموازنة. 

ثالثا: قيمة تعويض المثابرة:

تحدد قيمة تعويض المثابرة للعاملين في الادارات العامة على النحو المبين أدناه لكل فئة: 

• 15 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الخامسة والأجراء ومقدمي الخدمات الفنية.

• 17 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الرابعة.

• 19 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الثالثة.

• 22 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الثانية.

• 25 مليون ليرة لبنانية لموظفي الفئة الأولى.

تظاهرة عونية أمام قصر العدل اليوم

وتمثل القاضية غادة عون النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان، امام المجلس التأديبي في بيروت، وسط تظاهرة عونية، لتقديم الدعم لها. وحذر مصدر متابع من اطلاق شعارات استفزازية تؤدي الى توتير الاجواء في البلاد.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن حزب الله مساء امس عن استهداف قوة اسرائيلية اثناء دخولها الى ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية، كما استهدف حزب الله مبنيين يستخدمهما جنود العدو الاسرائيلي في مستوطنة راموت نفتايا بالاسلحة الصاروخية. ونظم جيش الاحتلال من الجهة المقابلة، جولة للاعلاميين للاطلاع على حجم الدمار والاضرار الذي ضرب المستوطنات الشمالية. وكانت القوات الاسرائيلية قصفت اطراف غالبية القرى من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، لا سيما كفركلا وعديسة من الشرق، والناقورة وعيتا الشعب ويارين من الغرب والجنوب.

باريس تعمل على تجنّب التصعيد بين لبنان وإسرائيل

إجتماع وثيقة بكركي: نقاش في الخطر الوجودي والسلاح

نداء الوطن..فَتح اجتماع ممثلين للقوى المسيحية الأساسية أمس، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، آفاقاً جديدة في النقاش توصلاً الى وثيقة تجيب عن سؤال «أي لبنان نريد؟». وفي الوقت نفسه، واصل المجتمعون البحث في مسوّدة ورقة تضمّنت المواضيع الأساسية التي تهمّ اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين. وبدا أنّ التلاقي بين المجتمعين على اختلاف توجهاتهم السياسية متيسر عندما طُرح ما ورد في الورقة لجهة هوية لبنان القائمة على التعددية والحرية والديموقراطية، وأهمية الشراكة بين المسلمين والمسيحيين في الوظائف العامة. لكن تبدّل الوضع عند مقاربة موضوع السيادة والسلاح. وبحسب المعلومات، تحفظ البعض عن ورود فكرة الاستراتيجية الدفاعية، باعتبار أنّ الجيش هو حكماً من يجب أن يتولى صون السيادة. ولدى الحديث عن تحييد لبنان عن الصراعات، وصولاً الى حياده الايجابي، وافق «التيار الوطن الحر» على ربط ذلك بوجود جيش قوي على غرار النموذج السويسري. ولم يتحفظ عن حصرية السلاح في يد الجيش اللبناني، لكنه رفض المطالبة بالتسليم الفوري لسلاح «حزب الله» باعتبار أنّ هذه العملية يجب ان تحصل «تدريجياً وعلى مراحل وفق برنامج محدد». وفي قراءة من داخل اجتماع بكركي لـ»نداء الوطن» قالت مصادر واسعة الاطلاع إنّ اجتماع أمس كان مثل كل الاجتماعات التي عقدت سابقاً. وأضافت: «أن تتوصل القوى السياسية على اختلافها لتشخيص مشترك للأزمة وخريطة طريق لمعالجتها هو أمر جيد، لكنّ ذلك لم يتحقق والسبب أنّ الأمور لا تعالج إلا بتسمية الأشياء بأسمائها. وفي مقدّمها تسمية «السلاح غير الشرعي» بأنه سلاح «حزب الله» الذي يعلن نفسه تحت مسمى سلاح مقاومة. أما الاكتفاء بعبارة «سلاح غير شرعي» فقط، فسيتيح القول إنه أيضاً السلاح الفلسطيني والسلاح المتفلت الى آخره». وخلصت المصادر الى القول: «المطلوب حالياً 3 خلاصات:

أولاً- أن يقال بشكل واضح إنّ لبنان يواجه عدة أزمات، وفي طليعتها سلاح «حزب الله» ودوره.

ثانياً- أنّ معالجة هذه الأزمات وأولها سلاح «حزب الله» تبدأ بتسليمه الى الدولة. وما لم يسلّم هذا السلاح، فستبقى الأزمات اللبنانية مفتوحة.

ثالثاً- يجب أن تحاكي الورقة الهواجس الوطنية وليس فقط المسيحية، فلبنان من شماله الى جنوبه يريد الدولة».

ويُنتظر أن يدعو البطريرك الراعي إلى إجتماع آخر، يُرجّح عقده بعد أسبوع الآلام وعيد الفصح لإستكمال النقاشات والخروج بورقة موحّدة تجيب عن كل الهواجس المسيحية والوطنية. وكما كان متوقعاً غاب تيار «المردة» مجدداً عن الاجتماع. من السياسة الى الجنوب، الذي شهد أمس جولة جديدة من الغارات الإسرائيلية، وقابله قصف صاروخي من «حزب الله». وترافق ذلك، مع إعلان الخارجية الفرنسية أنها «تعمل على كل الجبهات لتجنّب التصعيد بين لبنان وإسرائيل». وقالت: «إنّ فرنسا تعمل على تجنّب التصعيد الإقليمي، خصوصاً على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وختمت: «مرتاحون لجواب السلطات اللبنانية الإيجابي حول اقتراحاتنا للتهدئة عند الحدود».

لبنان: «المردة» يقاطع مداولات مسيحية لإصدار «وثيقة بكركي»

تسعى لتثبيت الحياد واللامركزية وحصرية السلاح بيد الجيش

بيروت: «الشرق الأوسط».. اخترق اجتماع ممثلي القوى المسيحية في مقر البطريركية المارونية الخميس، لبحث «وثيقة بكركي»، الجمود في الملف الرئاسي الذي اصطدم بفشل المبادرات، فيما عكس الاجتماع لبحث الوثيقة تلاقياً بين معظم القوى المسيحية باستثناء «تيار المردة» (المتحالف مع «حزب الله») الذي غرد خارج السرب المسيحي بمقاطعته للاجتماع، رغم توجيه دعوة إليه. ويسعى اللقاء الذي عُقد في بكركي بعد ظهر الخميس، إلى إصدار «وثيقة وطنية» وتوضع في تصرّف جميع القوى السياسية من مختلف الطوائف، وتتضمن عناوين استراتيجية تحدد الإطار العام لتصور لبنان للخروج من أزماته. وأشارت قناة «إم تي في» التلفزيونية إلى أن الوثيقة «يشارك فيها ممثلون عن مختلف الكتل والأطراف المسيحية باستثناء تيار المردة». وتطرقت مسودة الوثيقة إلى «دور لبنان التاريخي والحر الذي يتحول تباعاً إلى دولة دينية شمولية آيديولوجية»، كما ذكرت بـ«الثوابت التاريخية، أي الحرية والتعددية والمساواة في الشراكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الإدارية الموسعة». ودعت مسودة الوثيقة إلى «بسط سيادة الدولة على كل أراضيها وحماية حدودها، ووضع السيادة بحمى الجيش اللبناني والقوى الأمنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما دعت إلى عدم الانزلاق إلى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه، والعمل معاً لانتخاب رئيس، ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين أولاً ثم مع الأفرقاء الآخرين». ونبّهت الوثيقة إلى «تراجع الحضور المسيحي في القطاع العام وبيع أراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الإصلاح»، وفقاً لما أفادت قناة «إم تي في».

تعثر الانتخابات الرئاسية

وجاء البحث في «وثيقة بكركي» في مقر البطريركية المارونية بعد ظهر الخميس، بموازاة تعثّر في مسار المباحثات الرئاسية، ودفع من قبل قوى المعارضة باتجاه إجراء انتخابات. وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: «فليكن واضحاً لدى الجميع، أن انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستورياً هي انتخابات، وعملياً هي انتخابات مع أو من دون تفاهمات مسبقة». وأضاف: «لقد جربنا منذ أكثر من سنة وخمسة أشهر أن نصل إلى تفاهمات مع أكثرية الكتل النيابية من أجل انتخابات ديمقراطية، فتم إجهاض مساعينا بتعطيل الجلسات، وجربنا عن طريق التفاهم على خيار ثالث، فأجهض مسعانا بالتمسك بالمرشح نفسه، وفي الوقت الذي لم ننجح فيه مع أكثرية الكتل، نجحنا على مستوى المعارضة في الاتفاق على مرشح أول ومرشح ثانٍ في إطار تقاطع في الخيار، بينما لم نتقدم مع فريق الممانعة سنتمتراً واحداً بسبب تمسكه الأبدي والسرمدي بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية». وتابع جعجع: «في ضوء ذلك كله، لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية إلا بالانتخاب، الذي يقول إنه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني أنه يقول عملياً وعلناً وصراحة: إذا لم تقبلوا بمرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماماً».

حلول توافقية

وعبرت كتلة «حزب الله» النيابية (الوفاء للمقاومة) عن هذا التأزم، إذ عدّت أن «الخطى لا تزال بطيئة ولا يزال المرشحون والقوى السياسية والنيابية المعنية يتلمسون الآليات والمخارج لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وفق ما يتناسب مع وثيقة الوفاق الوطني والمحددات الدستورية المعتمدة». ويدعم «الحزب التقدمي الاشتراكي» محاولات إيجاد حلول توافقية، وقال النائب عبد الله بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، إلى جانب النائب فيصل الصايغ: «نحن نعد أن موقف المفتي يتكامل مع موقفنا في مسألة الدعوة إلى تحصين الوحدة الداخلية في هذا البلد، ولنخفف من التشنجات، ونحد من السقوف المرتفعة التي يتبناها هذا الفريق أو ذاك». وحول قرب التوصل إلى صيغة لإنهاء الشغور الرئاسي، قال عبد الله: «بعد تعثر مبادرة كتلة الاعتدال التي كنا ندعمها نحن، وما زلنا ندعم هذا التوجه، وعلى إيقاع الحرب الإقليمية القائمة، وإيقاع الأصوات التي نسمعها من هذا الفريق أو ذاك، يبدو أن الجو الداخلي لم يصبح بعد جاهزاً للتسوية الداخلية لانتخاب رئيس، وكذلك الجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية حتى الآن، مع كل الشكر لهم جميعاً، يبدو أن هذه الجهود لم تثمر بعد، وأن هذا الاستحقاق للأسف ما زال مرحلاً».

إسرائيل و«حزب الله» يعودان إلى التصعيد بعد أيام من رتابة المواجهات

اختناق وطفح جلدي بعد الغارات على جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. استأنف «حزب الله» والجيش الإسرائيلي تبادل إطلاق النار، بعد ساعات على تصعيد إسرائيلي مفاجئ في جنوب لبنان أدى إلى مقتل عنصر في حركة «أمل»، باستهداف منزل يبعد مسافة 7 كيلومترات عن الحدود، ليل الأربعاء، ما أنهى أياماً من رتابة المواجهات التي اقتصرت على هجمات متفرقة من الحزب، وردود كلاسيكية إسرائيلية، في حين أعلن الحزب أنه عزز قدراته العسكرية «كماً ونوعاً» في أعقاب حرب غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية، منذ ليل الأربعاء، على أثر ضربات إسرائيلية في العمق اللبناني أدت إلى مقتل عنصر في «أمل» ببلدة القنطرة، التي تبعد مسافة 7 كيلومترات بالحد الأدنى عن أقرب نقطة حدودية. وقال «حزب الله»، ليل الأربعاء، في بيانات متعاقبة، إنه نفذ 4 عمليات عسكرية، استهدف 3 منها تجمعات لجنود إسرائيليين، وتركزت في القطاع الشرقي، قبل أن يستمر التصعيد، يوم الخميس. وأعلن «حزب الله»، الخميس، أنه «استهدف قوة استخبارات عسكرية في المطلة، وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح». كما أعلن استهداف «موقع المالكية بالقذائف المدفعية، وأصابه إصابة مباشرة». وقال الجيش الإسرائيلي، بدوره، إنه استهدف مركزاً للحزب في بلدة الضهيرة، لكن وسائل إعلام لبنانية قالت إن الغارة استهدفت منزلاً غير مأهول، ما أدى إلى تدميره، وتضرر شبكة الكهرباء. ونقلت فرق الدفاع المدني عدداً من المواطنين، من الضهيرة، إلى مستشفيات صور، نتيجة إصابتهم بضيق في التنفس والاختناق، بعد غارة استهدفت البلدة. وكثّفت إسرائيل القصف الجوي، حيث شن الطيران غارتين بالصواريخ استهدفتا بلدة عيتا الشعب، وثالثة استهدفت بلدة يارون، كما طالت غارتان منازل في بلدة ميس الجبل. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد أغار، قرابة العاشرة من ليل الأربعاء، على عيتا الشعب ومروحين، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات، وأدت غارة على أطراف بلدة يارين إلى اشتعال النار في الأشجار المعمرة بالمكان المستهدف. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الغارات الإسرائيلية «تتسبب بتلوث الهواء، خلال القصف وبعده، ما يؤدي إلى طفح جلدي وضيق في التنفس والاختناق». وإلى جانب القصف الجوي، طال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة يارون، وشنّ الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة العديسة استهدفت محلاً لبيع القهوة ومنزلاً، كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة عيترون بالقذائف.

ترسانة الحزب

رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله»، الشيخ نبيل قاووق، أن «إسرائيل في محنة كبرى، فهي مهزومة ومأزومة»، مشيراً إلى أن «كثرة التهديدات لا تُعبر عن قوة، بل عن ضعف». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي يُهدد لبنان وهو مرتعد؛ لأنه يخشى قوة ومفاجآت المقاومة، وكل اعتداء سيقابَل بالرد، ولا يمكن أن يمر أيّ اعتداء على أهلنا وبلدنا دون حساب وعقاب»، لافتاً إلى أن «التصعيد يتبعه تصعيد، والتوسعة تتبعها توسعة». وقال قاووق إن «المقاومة في لبنان نجحت، في أعقاب عملية طوفان الأقصى، في تعزيز قدراتها العسكرية كماً ونوعاً، وهي اليوم أقوى ممّا كانت عليه».

دمشق استضافت لقاءات تحضيرية وأبو ظبي تسعى إلى تسييسها: قصة المفاوضات بين حزب الله والإمارات

الاخبار..حسين الأمين .. في النصف الثاني من العام الماضي، جرى تواصل بين مسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمدير العام السابق للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، لـ «معالجة» ملف المعتقلين اللبنانيين لدى أبو ظبي. أبلغ إبراهيم قيادة حزب الله بالمبادرة الإماراتية، بعدما كان قد تمكّن، في مرحلة سابقة، من معالجة ملفّات موقوفين مشابهين في الدولة نفسها.ومنذ بداية موجة الاعتقالات للبنانيين، ينتمون بغالبيتهم اإى الطائفة الشيعية، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم، وترحيلهم على عجل، كان واضحاً لدى المعنيّين في بيروت بأن أبو ظبي تهدف إلى ممارسة ضغوط على حزب الله لأسباب سياسية، خصوصاً بعدما صنّفت الحكومة الإماراتية الحزب «منظّمة إرهابية» عام 2014، وتبعها قرار مماثل لمجلس التعاون الخليجي عام 2016. بحسب معلومات «الأخبار»، فإن «سلطات أبو ظبي طلبت بداية التواصل المباشر مع الحزب الذي فضّل الحفاظ على دور الوسيط». في مرحلة لاحقة، رفع الإماراتيون وتيرة جهودهم، وطلبوا من الرئيس السوري بشّار الأسد الذي تربطه مع القيادة الإماراتية علاقات جيدة آخذة في التطور، التوسّط لدى حزب الله. وهو ما حصل. تعامل حزب الله بإيجابية مع مبادرة «حسن النيّة» الإماراتية، وجرى ترتيب اجتماعات مباشرة بين مسؤولين من الطرفين في دمشق، برعاية سورية. وأوضحت مصادر سورية لـ«الأخبار» أن «لقاءات عدّة عُقدت بالفعل في دمشق، بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد»، و«جرى التأكيد من الطرفين، وكذلك من القيادة السورية، على أن هذه الاجتماعات ذات طابع أمني وليست سياسية، وهي محصورة في محاولة معالجة قضية الموقوفين التي تعتبرها أبو ظبي قضية أمنية، بينما يراها حزب الله قضيّة إنسانية، ويبدي استعداده لبذل الجهود لحلّها». علماً أن الحزب أكد دائماً أن الاتهامات الموجّهة إلى الموقوفين في ما يتعلّق بالحزب، «باطلة ولا أساس لها، ما يوجب معالجة القضية بأي طريقة لرفع الظلم عن المعتقلين وعائلاتهم». وبعد عدة لقاءات بين الرجلين، وتطوّرات وقعت في المنطقة، أهمّها «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واشتعال جبهات أخرى تحت عنوان «المساندة»، جرى التوافق على «حلّ» قضية الموقوفين السبعة لدى الإمارات. وبالفعل، وصلت طائرة إماراتية خاصة إلى مطار بيروت مساء الإثنين الفائت، نقلت الحاج وفيق صفا ومساعده وشخصاً آخر إلى أبو ظبي لإنهاء المحادثات بهدف إطلاق المعتقلين. وتؤكّد المصادر أن «جدول أعمال الزيارة اقتصر فقط على ملف المعتقلين وسبل معالجته لإطلاقهم وإعادتهم إلى لبنان». وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أمس، أن صفا زار الإمارات «في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك، والتقى ‏عدداً من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتمّ التوصّل إلى الخاتمة ‏المطلوبة إن شاء الله». وبحسب المعلومات التي رشحت عن الزيارة، «يتوقّع أن يجري إطلاق المعتقلين على مراحل، بعد أن تصدر سلطات أبو ظبي عفواً رئاسياً عنهم لمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر».

هل تسعى الإمارات إلى تصفير مشاكلها؟

معلوم أن القيادة الإماراتية تسعى منذ مدّة إلى انتهاج سياسة «صفر مشاكل» مع دول وقوى الجوار والمنطقة. وهي خطت خطوات متقدّمة في هذا المسار مع إيران، بموازاة تقدّمها السريع في مسار التطبيع مع إسرائيل. كما سعت في النصف الثاني من عام 2021، إلى تليين العلاقات مع تركيا وقطر. وقبل ذلك، استعادت علاقات وطيدة مع القيادة السورية. وتهدف أبو ظبي من خلال هذه السياسة إلى محاولة ترميم صورتها التي تشوّهت إلى حدّ بعيد، بفعل تدخّلها في قضايا سياسية وأمنية وعسكرية في المنطقة، ولعب أدوار خطيرة، خصوصاً في اليمن وليبيا. علماً أنها تعرّضت خلال السنوات السابقة، خصوصاً خلال الحرب على اليمن، لتهديدات أمنية جسيمة. وتدرك أبو ظبي أن شكل الدولة الإماراتية وما بُنيت عليه، إضافة إلى قدراتها العسكرية المحدودة وموقعها الجغرافي، لا تسمح لها بخوض معارك عسكرية تكون لها آثار وتبعات مباشرة على أرض الإمارات التي جهد «عيال زايد»، سنوات طويلة، لتحويلها إلى أرض الأمن والاستقرار والرفاهية المبالغ فيها، والتي لا تحتمل معها أيّ تهديد أمني مهما كان محدوداً.

الإمارات تريد «تصفير» المشاكل ودمشق استضافت لقاءات تحضيرية بين الطرفين

وفي وقت سابق، طلبت الإمارات وساطة شخصيات على صلة بحزب الله لوقف ما أسمته «الحملة الإعلامية التي يقودها السيد حسن نصرالله شخصياً» ضد الإمارات، علماً أن الوسيط أبلغهم بأن موقف حزب الله مرتبط حصراً بمشاركة الإمارات في الحرب على الشعب اليمني، وأن الحزب لم يطلق أصلاً حملة على أبو ظبي حتى بعد مبادرتها إلى إقامة علاقات مع دولة الاحتلال، رغم أن هذه الخطوة تجعل الحزب متردّداً كثيراً حيال بناء علاقة طبيعية مع أبو ظبي. وبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانضمام ساحات أخرى إلى القتال لمساندة غزة، عبّر المسؤولون الإماراتيون في اجتماعات مع أطراف إقليمية عديدة، عن خشيتهم من تعرّض بلادهم للاستهداف، ليس من قبل «أنصار الله» وحدهم، بل أيضاً من قبل فصائل مقاومة أخرى، بسبب إيغالها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولوجود قوات أميركية على أراضيها. وتعزّزت هذه الخشية بشكل كبير مع بدء «المقاومة العراقية» استهداف القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا، إضافة إلى الخشية من أي ضربات تأتي من اليمن، علماً أن أبو ظبي رفضت الانضمام علناً إلى التحالف الذي أقامه الأميركيون تحت اسم «حارس الازدهار»، وأبلغت صنعاء من خلال سلطنة عمان بأن البحرية الأميركية لا تستخدم موانئها ولا قواعدها العسكرية منطلقاً للهجمات على اليمن.

انجازات استراتيجية للمقاومة: تأسيس لمعادلات ما بعد الحرب

الاخبار..تقرير علي حيدر... أياً يكن ما سيؤول اليه مسار المعركة الدائرة بين المقاومة في لبنان وجيش العدو، فقد تبلورت حتى الآن وقائع تسمح بتقويم الحرب استراتيجياً. ويلاحظ الحديث المتزايد في كيان العدو، على ألسنة قادة وخبراء أمنيين، عن انجازات تكتيكية للجيش مقابل انجازات استراتيجية لحزب الله. والأهم أن أحداً من المسؤولين الرسميين وغير الرسميين لم يدَّعِ حتى الآن نجاح العدو في تحقيق انجازات استراتيجية في مواجهة المقاومة، وانما مجرد طموحات وآمال.

فرض جبهة لبنان اسناداً لغزة

على رأس الانجازات نجاح المقاومة في تحويل الحدود اللبنانية الفلسطينية، عملياً، الى إحدى جبهات قطاع غزة، واجتذاب نحو 100 ألف جندي لمواجهة «التهديد الجدي» الذي يشكّله حزب الله، ما يستدعي، وفق رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، حشد «قوات كبيرة» و«إنشاء عائق قوي وتكثيف العمل الاستخباراتي». في المقابل، باءت بالفشل كل محاولات العدو وحليفه الأميركي، ترغيباً وتهديداً وتهويلاً، لفك الارتباط مع جبهة غزة. وتكرّس هذا الارتباط مع حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن معركة إسناد غزة مستمرة «مهما طال الوقت». ومع الأخذ في الاعتبار المحطات والمراحل التي مرت بها المقاومة، يتضح أن نجاحها في فرض جبهة لبنان كاسناد لغزة لم يكن أمراً مسلّماً به، في مواجهة التهويل الاميركي - الاسرائيلي والضغوط الميدانية والاغراءات السياسية.

جبهة استنزاف

نجح حزب الله في فرض جبهة استنزاف وضغط على العدو، وهو ما يتردد على ألسنة المسؤولين الرسميين والخبراء، ويتمثل في تهجير عشرات آلاف المستوطنين بقرار من الحكومة، وقرار عشرات آلاف آخرين الرحيل بأنفسهم، وهو أمر غير مسبوق منذ عام 1948. واقترن ذلك بتبلور ما تسميه وسائل الاعلام الاسرائيلية «حزاماً أمنياً» داخل «الاراضي» الاسرائيلية، من دون دخول بري لقوات الرضوان، وتحويل تلك المنطقة «السيادية» الى ساحة استهداف متواصل منذ أكثر من خمسة أشهر. وقد شكَّل هذا الضغط المتواصل عامل استنزاف لـ «الدولة» ولمجتمع المستوطنين وللجيش الذي فشل في توفير عنصر الحماية والامن لهم، ما أضرّ ذلك بصورة الردع الاسرائيلي. وتحوَّل هذا الاستنزاف (الذي يتسع لعناوين أخرى في الاقتصاد والامن والسياسة) الى عامل اسناد للمقاومة في غزة ودعم لأهلها، عبر ربط قيادة المقاومة توقفه بوقف الحرب على غزة وبأي اتفاق توافق عليه حركة حماس. كما انطوى على رسائل صريحة الدلالة أوضحت للعدو، بشكل عملي، المعادلة التي ستفرضها المقاومة في حال عمد الى ترجمة ما يعلنه من تهديدات تتصل بالمرحلة التي تلي في جنوب الليطاني، والتي تهدف في جوهرها الى سلب لبنان قوة الردع والدفاع في مواجهة أي اعتداءات اسرائيلية لاحقة.

ردع الحرب الشاملة

إحدى سمات هذه المعركة أنها بدأت بمبادرة حزب الله الى شن عمليات اسناد للمقاومة في غزة. وهي المرة الاولى التي تخوض فيها المقاومة معركة مباشرة تحت عنوان وشعارات فلسطينية بشكل مباشر. فيما كانت العمليات، في مراحل سابقة، في مواجهة احتلال اراض لبنانية، ورداً على اعتداءات اسرائيلية ضد لبنان والمقاومة. مع ذلك، نجح الحزب في ردع العدو عن شن حرب شاملة، رغم أن المعركة مستمرة منذ خمسة أشهر، وفرض عليه قيوداً ومعادلات أدت الى حصر المعركة في نطاق جغرافي وبوتيرة محددة، باستثناء بعض الخروقات التي لها سياقاتها. وكشفت المعركة النارية المتواصلة عن حجم قوة ردع حزب الله. ففي المراحل السابقة، كان ردعه من موقع الردّ المحض في مواجهة اعتداءات اسرائيلية ابتدائية. لكن، منذ الثامن من تشرين الاول، كان الحزب في موقع المبادر. ورغم أن ساحة النيران تشمل كل الحدود مع فلسطين المحتلة، إلا أن العدو ارتدع في المقابل عن شن حرب واسعة وشاملة على حزب الله ولبنان.

فشل استراتيجية «الردع الفعال»

تحت سقف قوة ردع حزب الله التي حالت دون حرب شاملة حتى الآن، اجترح العدو بديلاً عملياتياً أطلق عليه «الردع الفعال»، ويقوم على تكبيد حزب الله أثماناً مرتفعة لردعه عن مواصلة عملياته وفك ارتباطه مع جبهة قطاع غزة. وهذا ما أطلق عليه العدو «انجازات تكتيكية»، مكتفياً بهذا التوصيف، لأنه فشل في تحقيق النتيجة الاستراتيجية المؤمّلة منه، بالردع وفك الارتباط مع جبهة غزة والتأسيس لمعادلة تسمح له باخراج المقاومة من جنوب الليطاني. في المقابل، يقر العدو بأن حزب الله يرى في ذلك «تضحيات» على طريق النتائج الاستراتيجية التي حققها حتى الآن، كما هي حال أي مقاومة في مواجهة احتلال. بالموازاة، سبق أن أصدر الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية بياناً تفصيلياً يتحدث فيه عن الانجازات التكتيكية للمقاومة.

معادلات تأسيسية

رغم أن بعض المفاعيل التأسيسية للمعركة التي تخوضها المقاومة ستتضح معالمها في المرحلة التي تلي الحرب، إلا أن بعض معالمها أصبحت واضحة منذ الان. فقد تركت عمليات المقاومة آثارها على مفاهيم العدو وخياراته العملياتية. ويبرز ذلك خصوصاً في ما امتنع عن اللجوء اليه حتى الآن، رغم امتلاكه القدرات المادية والعسكرية، بعدما ردعته حسابات الكلفة والجدوى. وهو تعبير واضح عن حضور مفاعيل قدرات وارادة المقاومة في حساباته مؤسسات التقدير والقرار السياسي والامني في كيان العدو.

كشفت المعركة النارية المتواصلة عن حجم قوة ردع حزب الله

والخصوصية في هذا الأمر أنه يأتي بعد طوفان الاقصى والمجازر المهولة وسياسة التدمير الممنهج في قطاع غزة، ما يكشف عن بعض اتجاهات المرحلة التي تلي. من هنا، ينبع المفهوم الذي تبلور ازاء النتائج الاستباقية التي حققتها المقاومة وانعكاسها على مستقبل المعادلة مع لبنان، وفي ذلك احتواء بعض مفاعيل المتغيرات المفاهيمية التي استجدت في كيان العدو. يأتي ذلك على وقع مجموعة من النتائج وما انطوت عليها من رسائل، أظهرت تصميم حزب الله في مواجهة أي مساع عدوانية لاحقة، والمدى الذي يمكن أن يبلغه بما يتجاوز كل المعارك السابقة، وبأن ذروة جنون العدو وإجرامه في غزة، لم ينجح في ردع حزب الله، بل كان الأخير في موقع المبادرة والرد.

تفعيل محور المقاومة

شكل فتح جبهات الاسناد في لبنان والبحر الاحمر والعراق سوريا، بدعم الجمهورية الاسلامية في ايران، تفعيلا لمحور المقاومة في مواجهة العدوين الاسرائيلي والاميركي بشكل مباشر. وهو تطور اقليمي نوعي ستكون له ايضا تداعياته في المرحلة التي تلي، في أكثر من اتجاه، من ضمنها أن هذا الخيار - السيناريو سيكون أكثر حضوراً في حسابات الولايات المتحدة والعدو الاسرائيلي في أي خيارات عدوانية في المنطقة. ويبقى جانب آخر من النتائج والانجازات التي ستتبلور وتتضح في نهاية هذه الحرب والمرحلة التي تليها. لكن كما حصل في كل انتصارات المقاومة السابقة سيواجه محور المقاومة حملة سياسية اعلامية تهدف الى التشكيك والتوهين باسناده للمقاومة في قطاع غزة، وينبغي أن لا يفاجأ أحد بذلك لأنه استمرار للمعركة التي كانت ولا تزال قائمة، هذا ما فعلوه في كل المحطات السابقة وسيبقى قائما في كل المراحل.

حزب الله والقوات: تجميع أوراق لانتخابات مؤجّلة

الاخبار..تقرير هيام القصيفي.. يتعامل حزب الله والقوات اللبنانية مع الاستحقاق الرئاسي على أنه مؤجّل إلى إشعار آخر. غرق الحزب في حرب الإسناد لا يعني تغافله عن أوراق يجمعها رئاسياً، في مقابل حرص القوات والمعارضة على منعه من قبض هذا الثمن رئاسياً..... وصل الاهتراء السياسي الداخلي إلى حد الانشغال باجتماع على مستوى الصفيْن الثاني والثالث لبعض القوى المسيحية في بكركي، لا يحمل في طياته سوى إضافة وثيقة جديدة إلى كمية ضخمة من الوثائق الصادرة عن اجتماعات مماثلة. وقد تكون الصدفة ساهمت في تقديم مشهدين مختلفين جذرياً: الأول، حزب الله في الإمارات، والثاني، اللقاء في بكركي. في كلتا الصورتين تعبير عن دورين مختلفين في عمقهما المحلي والخارجي، مع فارق أن بين حزب الله والقوات اللبنانية، المشاركة في لقاء بكركي، قواسم مشتركة تعبّر عن واقع أن الطرفين يتعاملان مع الاستحقاق على أنهما غير مستعجلَين لإتمامه، وواقعياً يدركان بأنه مؤجّل بقرار خارجي إلى إشعار آخر، لكنهما يسعيان إلى تجميع أوراقهما قبل الوصول إلى الاستحقاق، خشية الاصطدام بما يدفع إلى حصوله في لحظة تقاطع ما.لم يكن الحزب يحتاج إلى حرب غزة، كي لا يدخل في مواجهة استحقاق الرئاسة على نحو فاعل ومباشر، كما هي حاله حين يقرر السير منفرداً في ملف ما، كمثل تغطيته جلسات مجلس الوزراء أو التعيينات في الحكومة بعد رفض لأشهر لها، وفي مرتبة أعلى المشاركة في معركة مساندة حركة حماس. لكنّ الحرب أعطته أشهراً إضافية من كسب الوقت في انتظار نضوج طبخة رئاسية، يعرف تماماً أنها لم توضع بعد على نار حامية. فالأميركيون منشغلون بمنع توسع الحرب، وبانتخاباتهم الرئاسية، والفرنسيون يعملون على استبدال فشلهم الرئاسي بالدخول في أوراق حلول مؤقّتة لإيجاد صيغ تتعلق بالجنوب وشمال إسرائيل، في خطوة قد تجد مصيراً مماثلاً لمبادرتهم الرئاسية. وحزب الله مدرك أيضاً حقيقة الموقف السعودي الذي يتريث إلى الحد الأقصى في إعطاء أي إشارة إيجابية حول الاستحقاق الرئاسي. ولم تكن عبارة الحزب العلنية حول موقفه في الوقت المناسب من الحراك الجاري، لتكون أكثر تعبيراً عن واقع حال الحزب اليوم، فما أصبح معلوماً أنه أبلغ المعنيين، محلياً وخارجياً، أن أي كلام في الملف الرئاسي غير وارد قبل انتهاء حرب غزة، وهذا يعني أنه يتعامل مع المبادرات الداخلية الأخيرة على أنها تقطيع للوقت ليس أكثر، وهو هنا لا يخطئ في توصيفها. فيما ينظر إلى حراك اللجنة الخماسية على أنه إطار خارجي لديمومة خطوط التواصل، وإبقاء مظلة عربية وغربية من دون أي رهان عليها، ولا الانقضاض عليها ورفضها. لكنه، في الوقت نفسه، يتطلع استراتيجياً إلى الأشهر المقبلة التي قد تنتج خلاصات تتعلق بالحوارات الجارية بين واشنطن وإيران. وتدريجاً تصبح ثقة الحزب عالية بأنه سيحصل على الرئيس الذي يحمي المقاومة، ويعيد التمسك بمرشحه الأول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إذا ما ذهبت الأمور سريعاً إلى ترتيبات قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. علماً أن هناك من حلفائه من بدأ يتحدث عن خيارات أخرى، فيضع أسماء مرشحين جدد ويشطب أسماء أخرى.

لا يخطئ حزب الله بالتعامل مع المبادرات الداخلية الأخيرة على أنها تقطيع للوقت

من جانبها، تدرك القوات اللبنانية، من خلال السعودية، أن الوقت لم يحن بعد للانتخابات، وأن الاتصالات السعودية - الإيرانية لا تمسّ من قريب أو من بعيد ملف الرئاسة، الأمر الذي يجعل من السهل التعامل مع الاستحقاق من باب التمسك ببضعة مبادئ تتعلق بالآلية الدستورية، من دون إقفال الباب على أي حراك داخلي، أو خارجي في إطار اللجنة الخماسية، لكنه يبقى مشروطاً بجوهر العملية الانتخابية لا الاتفاق المسبق على اسم الرئيس. لكنّ القوات، وفي موازاة ما أفرزته حرب غزة حتى الآن، ترى أن باب الترتيبات قد يكون فُتح دولياً وإقليمياً. من هنا ارتفعت مجدداً لهجتها في شأن الاستحقاق ومرشح حزب الله، بعد فترة انكفاء عن المشهد السياسي، وأعادت في صورة متكررة التذكير ببعض ثوابتها فيه. وهنا يصبح كلام القوات معبراً لتجميع المعارضة مجدداً حول رفض أي مساومة تتعلق بالانتخابات الرئاسية، وبتقديم أثمان رئاسية لحزب الله، وخلفه إيران، في التحكّم باسم الرئيس المقبل. وإذ تستند القوات إلى موقف حلفائها الإقليميين وفي مقدّمهم السعودية، إلا أنها ترى في المقابل خشية من أن يعمد أي طرف دولي إلى تقديم تنازلات باسم هذا الفريق تعيد التذكير بمراحل سابقة. ورغم أن المشهد السياسي لدى المعارضة أصبح أكثر تفسّخاً من قبل في الشؤون الداخلية، إلا أن سقف مواجهة ما يريده الحزب رئاسياً لا يزال مرفوعاً. ولعلها الورقة الوحيدة التي في حوزة هذا الفريق، ويتمسك بها إلى الحد الأقصى، بالقيام بكل ما يلزم لمنع هذا المسار. وبقدر ما يجمع حزب الله والمعارضة، ومنها القوات، أوراقهما، تتجدّد مرحلة انتظار كلمة السر من حلفائهما الإقليميين والدوليين. والفريقان يضعان الرئاسة الأميركية كحد فاصل تُنفّذ فيها انتخابات رئاسة الجمهورية أو يحتفل لبنان مجدّداً بسنة ثانية من الشغور.

الملاحة الجوية والبحرية اللبنانية مهدّدة بفعل تشويش إسرائيلي

عطّل أجهزة مدنية تستخدم نظام «جي بي إس»... واتجاه لبناني لتقديم شكوى

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. اضطر مهندس طبوغرافي كان يمسح عقاراً صغيراً في بلدة شقرا بجنوب لبنان، للاستغناء عن معداته الحديثة التي يستخدمها منذ 4 سنوات، بسبب التشويش الإسرائيلي على الأجهزة العاملة بنظام «جي بي إس». يقول المهندس: «منذ بدأت الحرب، لم يعد هذا الجهاز صالحاً، ويفشل في تحديد النقاط الطبوغرافية بدقة»، وذلك وسط شكاوى كبيرة في الجنوب من تشويش إسرائيلي على المعدات الإلكترونية وأجهزة الاتصال. وعادة ما تلجأ إسرائيل إلى التشويش على نظام التموضع العالمي المعروف بـ«جي بي إس» خلال الحروب، وهي أمور بدأ اللبنانيون يختبرونها بكثرة في الحرب الأخيرة. وإذا كانت إسرائيل تسعى للتأثير على أنظمة يُعتقد أن «حزب الله» يستخدمها لقيادة مسيّراته وتوجيه صواريخه، فإن قطاعات لبنانية مدنية واسعة تأثرت بهذا التشويش، تبدأ من الملاحة الجوية والملاحة البحرية، ولا تنتهي بالاستخدامات اليومية لتطبيقات تعتمد على «جي بي إس». ويعد «جي بي إس» نظام ملاحة قائماً على الأقمار الاصطناعيّة، حيث يساعد في تحديد الموقع الجغرافي الدقيق للأجهزة (والأشخاص الذين يستخدمونها) أينما كانت على هذا الكوكب. وأثارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي القضية، بحديثها عن أساليب التأثير الإلكتروني التي يتّبعها الجيش، وقالت إنها تطال الإشارات في سائر الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة.

الملاحة الجوية والبحرية

وتحدثت تقارير عن التشويش الذي يطال منطقة شرق المتوسط بأكملها، ومن بينها تقرير أصدرته «الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA». وأثار وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية قضية التشويش خلال جلسة الحكومة يوم الثلاثاء، وقال بعد انتهاء الجلسة: «تقرر في مجلس الوزراء الطلب إلى وزارة الخارجية والمغتربين، بعد التنسيق مع وزارة الأشغال العامة والنقل والجهات المعنية، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، على خلفية التشويش الذي يتم في أجواء المطار، وذلك نظراً لخطورته على جميع شركات النقل الجوي المحلية والدولية، ولأنه يشكل انتهاكاً واضحاً لسيادتنا الوطنية». وينسحب التشويش على الملاحة البحرية في موانئ لبنان. وقال مصدر لبناني مواكب للحركة البحرية لـ«الشرق الأوسط» إن التشويش عرقل دخول باخرة كبيرة إلى مرفأ بيروت في الشهر الماضي، حيث لاحظ القبطان تشويشاً كبيراً على نظام الملاحة. وعندها، «رفض القبطان الدخول ليلاً إلى رصيف السفن، وفضّل انتظار الصباح حتى يدخل المرفأ بالعين المجردة لضمان عدم التعرض لأي حادث». وتوسّعت استخدامات «جي بي إس» المدنية في السنوات الأخيرة، من قطاعات النقل والملاحة، إلى استخدامات واسعة بالهندسة والحواسيب ورسم الخرائط، وغيرها من الاستخدامات. لكنّ مهندسي المساحة تعرضوا لانتكاسة جراء التشويش. وقال المهندس يوسف ف. من الجنوب، إن أجهزة المساحة بدأت تتعرض لتشويش منذ بدء الحرب، و«بتنا نعاني جراء هذا التشويش»، فيما قال مهندس آخر يعمل في محيط مدينة بنت جبيل إنه اضطر لإعادة إخراج المعدات القديمة المعروفة بـ«المنظار»، وذلك لإنجاز مهمته، كون التشويش منع الأجهزة الحديثة من تقديم نقاط دقيقة.

تلاعب بنظام التموضع العالمي

ويقول الخبير في السلامة الرقمية عبد الغني قطايا، إن تكرار الشكاوى في الآونة الأخيرة منذ بدء حرب غزة، يشير إلى أن إسرائيل تستخدم تقنيّات التشويش والانتحال للتشويش على إشارات نظام التموضع العالمي (GPS) والاتّصالات، بوصف ذلك جزءا من استراتيجيّتها الحربيّة. ويشرح قطايا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الجوالات الذكيّة وأنظمة الملاحة تحتوي على أجهزة استقبال لنظام «جي بي إس» تلتقط الإشارات من أقمارٍ اصطناعيّة متعدّدة لهذا النظام، ويمكن أن يستخدم لأغراض مدنية وعسكرية. ويحتسب جهاز استقبال نظام التموضع العالمي المسافة إلى كلّ قمرٍ اصطناعيّ بناءً على الوقت الذي تستغرقه الإشارات للوصول إلى الأجهزة. ويشير إلى أن المنتحل الإسرائيلي «يستطيع أن يحجز مكاناً بين الجهاز وقمر (جي بي إس)، ما يتيح له تضليل الجهاز على الأرض». ورصدت منظمات لبنانية زيادة في مستوى التشويش على أنظمة الملاحة وسائر المعدات التي تستخدم «جي بي إس»، في أوقات التطورات الأمنية مع إسرائيل، ومع أن هذا الأمر جرى الإبلاغ عنه أخيراً خلال حرب غزة، لكن تم رصده في أبريل (نيسان) 2023 إثر الحملة الإسرائيلية على غزة التي تمت مؤازرتها بصواريخ من جنوب لبنان، كما رصدت في شهر مايو (أيار) 2021، خلال التصعيد العسكري في غزة أيضاً وإطلاق صواريخ في لبنان. ويمكن أن ينطلق التشويش الإسرائيلي من محطات على الأرض، أو قواعد عسكرية أو مراكز تجسس تقني، كما يمكن أن تكون محمولة جواً في مسيرات أو مناطيد، وعادة ما تكون ملاصقة لأنظمة الدفاع الجوي. ولا ينفي قطايا أنّ حركة الملاحة المدنيّة الدولية، البحرية والجويّة، قد تتأثّر بشكلٍ خطيرٍ بتدخّل القوّات الإسرائيليّة، ويقول إن نظام «جي بي إس» «يسهل اختراقه بفعل التطور التقني الموجود لدى إسرائيل»، وتالياً، فإن التلاعب بنظام التموضع العالمي على الأجهزة والتطبيقات كافّة يصبح متاحاً، ويبدأ من حركة الملاحة الجوية للطيران المدني، ولا ينتهي عند الألعاب الإلكترونية وقيادة الطائرات المسيرة الصغيرة التي تُستخدم لأغراض مدنية، فضلاً عن الملاحة البحرية وغيرها.



السابق

أخبار وتقارير..بأقنعة سوداء.. انتشار أمني "غير مسبوق" لحزب الله في الضاحية الجنوبية..البنتاغون: أوستن وغالانت يبحثان "بدائل" لعملية عسكرية في رفح..«خطة سلام»..وقف الحرب ومسار لدولة فلسطينية..«فيتول»: أزمة البحر الأحمر تزيد الاستهلاك العالمي للوقود 100 ألف برميل يومياً..روسيا تتوعد الاتحاد الأوروبي «بملاحقات على مدى عقود» إذا استخدم أصولها المجمّدة..أوستن يؤكد تعرض روسيا لخسائر قد تكلفها 1.3 تريليون دولار من نموها..روسيا تهدد فرنسا بمقصلة إذا أرسلت جنوداً لأوكرانيا..أسرى حرب أجانب في أوكرانيا: قاتلنا مع روسيا رغماً عنا..سويسرا تتجه نحو تصويت على ترسيخ حيادها..قلق أميركي من «قرصنة» إيرانية وصينية للمياه..انتخابات أوروبا: «غزو» لليمين المتطرف ومخاوف من انهيارات في جبهة «الوسط»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..العرب لبلينكن: يجب أن تعمل «السُّلطة» في غزة بعد الحرب..مشروع أميركي بمجلس الأمن لوقف نار فوري..نتنياهو يفكر بإلغاء مجلس الحرب ونقل صلاحياته لـ «الكابينيت»..بلينكن: الفجوات تضيق في محادثات وقف إطلاق النار في غزة..حال استنفار إسرائيلية في الضفة بعد اختراق جدار «الفصل العنصري»..نحو 600 عامل لم يعودوا إلى غزة «قد يُفكر بعضهم في الانتقام»..خطة نتنياهو السرية بعد الحرب..غزة كيان منفصل على نمط سنغافورة.. أوستن يدعو إلى إيجاد «بدائل» عن اجتياح رفح..جوزيب بوريل: ما يحدث في قطاع غزة هو فشل للإنسانية علينا الدفع لتحقيق وقف لإطلاق النار..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,715,693

عدد الزوار: 7,001,275

المتواجدون الآن: 70