أخبار لبنان..دخول أميركي على الخط الرئاسي..والخماسية في الرابية وبكركي غداً..وتفاهمات سريَّة بين واشنطن وطهران..فرنجية عشيّة جولة "الخُماسية": لا رئيس إلا برضى المقاومة..القصة الكاملة لـ«ترشيح» جورج خوري إلى الرئاسة..إعلام العدو: البقاع مقابل الجولان..إسرائيل تقول إن «حزب الله» استهدف عكا..«حزب الله» يسلّم الراية لـ «أنصار الله»..في لبنان..إطباقُ الأزمات على الأطباق الرمضانية..الراعي: عدم انتخاب رئيس للبنان مخالفة كبرى للدستور..سفراء «الخماسية» في لبنان أمام خيارين: تحريك انتخاب الرئيس أو تقطيع الوقت..

تاريخ الإضافة الإثنين 18 آذار 2024 - 2:20 ص    عدد الزيارات 254    القسم محلية

        


دخول أميركي على الخط الرئاسي.. والخماسية في الرابية وبكركي غداً..

اجتماعات فلسطينية - حوثية في بيروت لتطويق إسرائيل.. وتفاهمات سريَّة بين واشنطن وطهران..

اللواء...تتكشف تباعاً معطيات أبقيت لوقت ليس بقصير، موضع تكهن أو تحليل، تتعلق بطوفان الأقصى، والحرب التي اعلنتها اسرائيل على حركة «حماس» وقطاع غزة وعموم الشعب الفلسطيني، وما استتبع ذلك من اشتراك، ما يسمى بـ «جهات المساندة» من لبنان الى اليمن مروراً بالعراق، وصولاً الى سوريا، ولكن ليس على المستوى الرسمي. ففي الوقت، الذي شهدت فيه بيروت، سلسلة اجتماعات، بدأت زيارة لقائد فيلق القدس اسماعيل حاقاآني، ولم تنتهِ بالاجتماعات التي عقدت بين قيادات فلسطينية من حماس وفصائل اخرى مع قيادات حوثية، لتنسيق الموقف، اذا ما أقدمت حكومة بنيامين نتنياهو علي اعلان الحرب على «مدينة رفح» ذات الكثافة المليونية.. كانت المصادر الاعلامية الاميركية تكشف عن مفاوضات سرية جرت في ك2 الماضي بين مسؤولين ايرانيين وامريكيين في مسقط، في سلطنة عُمان. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة وايران عقدتا محادثات سرية وغير مباشرة في عمان في 10 ك2 الماضي. ومثل ايران نائب وزير الخارجية كبير المفوضين النوويين علي باقر قاآني، وعن الجانب الأميركي موفد بايدن الى الشرق الاوسط بريت ماكغورك. واستخفت مصادر سياسية بما اعلنته الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل لا رغبة لديها في توسيع الحرب من غزة الى لبنان. وحسب مصدر اسرائيلي، فإن الحرب اذا نشبت في الشمال على نطاق واسع، فستكون مع الدولة اللبنانية، وليس مع حزب الله. وفي اطار متصل، علم أن الرد اللبناني على الورقة الفرنسية، تميز بالتعامل ايجابا مع النقاط ذات الصلة بالقرار 1701، والامتناع عن مجرّد التعامل مع ما اعتبره املاءات اسرائيلية على الوسيط الفرنسي.

اجتماع حوثي - فلسطيني

وعقد اجتماع في بيروت بين فصائل الفلسطينية: حركة «حماس» و«الجهاد الاسلامي» والجبهة الشعبية، وقيادات حوثية، لمناقشة تنسيق اعمال المقاومة ضد اسرائيل مع استمرار الحرب في غزة. وحسب مسؤول حوثي فإن المناقشات تناولت «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الاسرائيلي». واستناداً الى قيادي فلسطيني، فإن البحث تناول «تكاملية دور انصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصا مع احتمال اجتياح اسرائيل لرفح».

الخماسية

رئاسياً، وبدءاً من يوم غد الثلثاء، تعاود اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، تحركها، فتزور الرئيس السابق العماد ميشال عون، ثم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك اللجنة الخماسية الذي يبدأ اليوم يعد استكمالا لتحرك سابق لها ولكن علق، وأشارت إلى أن عمل اللجنة هو استطلاعي عن الاستحقاق الرئاسي بعد مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، معتبرة أن مهمة هذه اللجنة هي التكامل مع مسعى التكتل من دون فرض توجه أو قرار. ولفتت هذه المصادر إلى أن اللجنة تعرف أن الأسباب التي تعرقل إتمام الانتخابات لم تعالج وبالتالي قد يجد المعنيون أن هذا الملف يدور في حلقة مفرغة، إلا أن هناك رغبة لدى اللجنة بالأستفسار من دون السعي إلى التداول بطرح محدد طالما أن هناك مبادرة لاقت تأييد الأفرقاء، وليس مستبعدا الإشارة إلى سلبية فرملة هذه المبادرة. وقللت مصادر سياسية من تأثير حراك سفراء اللجنة الخماسية، لإخراج ملف الاستحقاق الرئاسي من دوامة التذرع، بحجة الانشغال بحرب غزّة ومتفرعاتها الاقليمية ولاسيما على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ووصفت استئناف السفراء تحركهم المتوقع اليوم بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، بأنه يأتي في إطار إبقاء زخم مهمة اللجنة متواصلا، ومحاولة استكشاف آفاق تحقيق خرق في ملف الانتخابات الرئاسية، بالرغم من الصعوبات والعوائق التي تحيط بالملف من كل جوانبه، واهتمام دول اللجنة الخماسية، بتركيز جهودها لوقف حرب غزّة واستيعاب تداعياتها ومؤثراتها الخطيرة على المنطقة ككل. واعتبرت المصادر ان تحقيق اختراق في ملف الانتخابات الرئاسية، أصبح عمليا في عهدة الولايات المتحدة الأمريكي ، بعدما عجز الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان، في اخراج الملف من دائرة الانقسام الداخلي والتجاذب الاقليمي والدولي حوله، بينما ماتزال بقية دول اللجنةالخماسية،تركز في اتصالاتها، لاقناع الاطراف السياسيين، للتوصل إلى تفاهم فيما بينهم، لانتخاب شخصية مقبولة من الجميع للرئاسة الاولى، بعيدا عن الانقسام والتحدي والاستفزاز. وتوقعت المصادر ان يخرج ملف الانتخابات الرئاسية الى حيز البحث الجدي بعد انجاز قرار وقف اطلاق النار في غزة،الذي تحضر لطرحه الولايات المتحدة الأمريكية على التصويت في مجلس الأمن الدولي في غضون يومين، بعد تذليل صعوبات شكلية عليه، والأخذ بتعديلات تطرحها دول مثل روسيا، لتفادي استعمال الفيتو ضد اقراره، إذا بقي بالصيغة المعدة حاليا من دون تحديد البدء الفوري بتطبيقه، في حين لوحظ ان واشنطن ادخلت على المشروع عبارات وقف اطلاق نار طويل ومستدام لاول مرة، بعدما كانت تصر على هدنة محددة كما حصل بطرحها للمشروع السابق ألذي افشل بالفيتو عليه. اما على الصعيد الداخلي، ينتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة للبحث في جدول اعمال فضفاض، يتناول مواضيع ومسائل عادية، اذا تأمن حضور عدد كاف من الوزراء الجلسة، بينما لوحظ ان جدول الجلسة، لم يتضمن مشروع إعادة هيكلة المصارف ألذي تم سحبه من البحث سابقا، لاعتراض المصارف عليه، كما ابدى وزراء الثنائي الشيعي تحفظهم على طرحه على المجلس، في الوقت الذي برزت فيه على واجهة الاهتمام قضية تعثر بعض المصارف ، ووجوب قيام السلطة النقدية بدراسة اوضاعها واتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية والمصرفية، للبت بوضعية هذه المصارف.

ثلاثة مواقف مسيحية

وفي المواقف، رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه لا يوجد اي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد، وتساءل: كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعد انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح مواد الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة».

باسيل يتوجه للقيادات الاسلامية

وفي خطوة، في مرحلة حساسة ناشد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والقيادات في الطائفة السنية، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والرئيس نبيه بري بحكمته، والنائب تيمور جنبلاط وكل القيادات النيابية ان لا يفرطوا بالشراكة «المتوازنة والمتناصفة». وطالب باسيل البطريرك الراعي «المؤتمن على مجد لبنان» ان يجمع القيادات السياسية المسيحية، ولا يوجد اي سبب حتى لا نلتقي. واكد باسيل: لن نسمح بالهيمنة على موقع وصلاحيات الرئاسة، ولا نرضى بانتخاب رئيس بكسر الشراكة والميثاق، واكد: نريد الرئيس الميثاقي والاصلاحي والمقاوم، ونريد اللامركزية والصندوق الائتماني». واعتبر ان الازمة اليوم ازمة وجود، وهي تحدد علاقتنا بالآخرين، مؤكدا انه لا يوجد تحالف ثابت مع احد، بل تفاهم حيث الممكن واختلاف حيث يلزم.

فرنجية ماضٍ بترشيحه

وفي اول حضور اعلامي واضح، اعلن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية مضيَّه في السباق الى قصر بعبدا، وقال: «نريد رئيسا يطمئننا، انا والثنائي الشيعي والفريق الذي يؤيدنا». وتساءل: لماذا لم يعارضوا الثلث المعطيل، الذي هو حق دستوري، وقد حصل سابقا ولم يعارضوه.. و«اذا كانوا يعارضونه اليوم فلماذا لم يعدلوا الدستور خلال السنوات الست التي حكموا خلالها». مشيرا الى انه منذ العام 2005 واسمه مطروح للرئاسة.. وفي العام 2016 كان بامكاني اصل الى بعبدا، لكن لم اقبل ولست نادماً، وأبلغت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انني لن انزل الى المجلس الا يداً بيد مع الرئيس ميشال عون». وردا على رفض تيارين مسيحيين لانتخابه، قال: المشكلة في انني موجود يختلفون على كل الامور، ويتفقون ضدي، والسوال الاساسي: هل يخافون من رئيس ينجح؟

واكد انه مع اتفاق الطائف، واي حديث عن وجود ثغرات يعالج بالتوافق.. موضحا: لا فيتو اميركياً او سعودياً على اسمه والسفيرة الاميركية، قالت علنا: انه في حال وصولي سيتعاونون معي» لافتا الى ان الجميع يدرك ان لا رئيس من دون رضا المقاومة، والبعض يقدم اوراق اعتماده من تحت الطاولة. وعن الكلام الذي نسب للرئيس بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه، لفت فرنجية الى ان البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف الى جانبي عندما تركني الجميع في 2016.

استبقت جلسة الوزراء

وفي خطوة، ووصفت بالايجابية، اعلن «تجمع موظفي الادارة العامة» تمديد تعليق الاضراب لغاية الجمعة 22/3/2024، لاتمام شرط الحضور 14 يوما، يتمكن الموظفون من الحصول على بدل الانتاجية. ودعا التجمع الوزراء في جلسته غدا لاصدار ما اسماه «قرار المثابرة» وفقا لشروط الحضور المنصوص عليه بالمرسوم 13020، والتمسك بدوام لا يتجاوز منتصف النهار بدل الساعة الثالثة، بعد الظهر. كما تجتمع لجنة المؤشر الثلثاء، لتصحيح الحد الادنى للاجور، اكد رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر «ضرورة الاخذ في الاعتبار واقع المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والسائقين العموميين والاساتذة المتقاعدين في القطاع التعليمي الخاص عند صياغة مرسوم زيادة الحد الادنى للاجور الاسبوع المقبل، بايجاد الاطر القانونية اللازمة لتخفيف او لتخفيض متوجباتهم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مراعاةً لواقعهم المتردي ( لا معاشات تقاعدية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة او معاشات هزيلة للاساتذة المتقاعدين في التعليم الخاص ولا اعمال ومداخيل تذكر للسائقين العموميين).

الوضع الميداني

ميدانياً، واصل الاحتلال الاسرائيلي لليوم الرابع والستين بعد المائة، اعتداءاته على القرى الجنوبية، من خلال الغارات والمسيَّرات، وبالقصف الصاروخي والفوسفوري، وليلا، هاجم العدو منزلا في بلدة الناقورة. وكانت مدفعية الاحتلال استهدفت سهل الخيام وبلدة كفركلا بعدة قذائف مدفعية، بما في ذلك مدينة مرجعيون كما هاجم بلدتي مروحين وعيتا الشعب. ولم يتأخر رد حزب الله على الهجمات، واعلن مساء امس استهداف تجمع لجنود العدو في محيطة موقع حانيثا بالاسلحة الصاروخية. كما استهدف تجهيزات تجسسية اسرائيلية بالرشاشات في موقع العاصي.

فرنجية عشيّة جولة "الخُماسية": لا رئيس إلا برضى المقاومة

نداء الوطن..عشية انطلاق اللجنة الخماسية في جولة جديدة من اللقاءات، أطلّ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أمس في لقاء صحافي ليجدّد حضوره في السباق الرئاسي. وهو قال: «لا ڤيتو أميركياً أو سعودياً على اسمي، والسفيرة الأميركية قالت علناً أنه في حال وصولي سيتعاونون معي». وأضاف: «الجميع يدركون أنه لا رئيس من دون رضى المقاومة والبعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة». وعُلم أنّ فرنجية، الذي أدلى بمواقفه خلال استقباله في بنشعي نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي على رأس وفد من النقابة، هو من طلب اللقاء. كما عُلم أنّ فرنجية يشنّ هجمات متتالية على السفير السابق جورج خوري الذي طُرح اسمه في بورصة الترشيحات. وفي سياق متصل، علمت «نداء الوطن» أنّ كلاً من الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، تلقيا دعوة لزيارة الدوحة، ولقاء كبار المسؤولين «للبحث في الملف الرئاسي وسبل الإسراع في إنجازه». وقال مصدر واسع الاطلاع أن الدعوتين وجههما السفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي بعد اجتماع سفراء اللجنة الخماسية في دارته قام بزيارتين الى كل من جنبلاط وباسيل، وأنه سيقوم بزيارات مماثلة لقيادات سياسية وسيوجّه اليها دعوات لزيارة الدوحة. وأوضح المصدر أنّ هذه الدعوات هي كتلك التي تلقاها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأوفد على إثرها معاونه السياسي النائب علي حسن خليل الى الدوحة، والبحث يتركز على «امكان إمرار الاستحقاق الرئاسي عبر اقتناص فرصة أي هدوء على الجبهات المفتوحة من غزة الى لبنان وصولاً الى اليمن».

القصة الكاملة لـ«ترشيح» جورج خوري إلى الرئاسة

الاخبار..غسان سعود ... لا يتعامل القطريّون مع الملف الرئاسي أو أيّ ملف لبنانيّ آخر على شاكلة ما يتعامل به الفرنسيون، سواء لجهة الخفّة أو لجهة الثقة الزائدة بالنفس. وإذا كان حلفاء سوريا وأصدقاؤها قد استخلصوا الكثير من العبَر من التجربة السورية - القطرية، فإن الدوحة نفسها استخلصت أيضاً عِبراً كثيرة على مستويين أساسيّين:

أولاً، عدم التنطّح للقيام بأيّ دور قبل تلقّي إشارة أميركية واضحة بهذا الخصوص.

ثانياً، الاتفاق مع الأميركيين بأنّ دور الدوحة المتكامل دائماً مع دور سلطنة عمان هو إيجاد حلول منطقية وعملية تعترف بالأحجام الحقيقية لجميع الأفرقاء بعيداً عن منطق العداء والقوة والفرض.

ولا شك في أن أحد عوامل النجاح الرئيسية للقطريّ هو أنه لا يعلن عن مبادرة قبل نجاحها، وأن ما يُعلن عن دوره يكاد لا يصل إلى واحد في المئة من حجم هذا الدور، متجنّباً الصخب الذي يحيط به الفرنسيون أنفسهم. وفي هذا السياق، استبدل القطريون، بهدوء شديد، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بقائد الجيش جوزف عون مرشحاً رئيسياً إلى رئاسة الجمهورية. وانطلقوا في ذلك من ضرورة حصول أي مرشح على «موافقة أولية»، أو «عدم ممانعة» في المرحلة الأولى، من ثلاثة أفرقاء بالدرجة الأولى، هم: حزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يليهم «تكتل الاعتدال الوطني» والنائب السابق وليد جنبلاط. وعندما تنضج الظروف الداخلية والخارجية التي تسمح بانتخاب رئيس، يتقدمون بمبادرتهم إلى المرحلة الثانية التي لم يحن أوانها بعد. ومن نافل القول إنه يستحيل عزل الملف الرئاسي عن الملف الاقتصادي والبرنامج الوزاري للحكومة المقبلة وعن التوازنات والنفوذ في المنطقة. كما لا يمكن التصرف مع الرئاسة الأولى التي تنبثق من توقيعها كل السلطات كأنّها شأن خاص بطائفة. وهو ما دفع القطري إلى «تثبيت عدم ممانعة وصول البيسري» مع كل من الأميركي والحزب وباسيل، ليركّز على بري الذي تصف مصادر ديبلوماسية مطّلعة زيارة مستشاره السياسي علي حسن خليل للدوحة بأنها جيدة جداً، في انتظار زيارة مماثلة لجنبلاط في 25 أو 26 آذار، فيما لم تستجب الدوحة لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي طلب موعداً لوفد قواتيّ. هكذا، في ظل الحرص الأميركي - الإيراني على التهدئة، وأخذ المصالحة الإيرانية – السعودية مداها، وتأكيد حزب الله أن لا رغبة أو نيّة لديه بفرض رئيس للجمهورية، وتكرار الديبلوماسية السعودية القول إن المطلوب سلطة سياسية غير استفزازية بجميع مكوناتها لا «رئيس لكم ورئيس لنا»، كان المسار القطري يعبّد الطريق بهدوء من المتحف، حيث المديرية العامة للأمن العام، إلى بعبدا... قبل أن يحرّك الإماراتي فرقة التدخل السريع الخاصة به ليسقط بمظلّته الإعلامية ترشيح جورج خوري. الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يتزعم المتضرّرين والمتذمّرين من الدور القطريّ كونه ينهي دوره، كان أول من طرح الاسم بوضوح خلال استقباله الرئيس سعد الحريري، موحياً لزائره بأن الرئيس بري مستعد للسير فيه بعدما تخلى عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن الحريري الذي راجع في الأمر، فهم بسرعة أن ميقاتي هو من يرشح خوري وليس بري، وأنه يزجّ باسم الأخير لإضفاء جدية على الترشيح. وبالفعل، حاول رئيس الحكومة، بعد أيام، في غداء جمعه مع فرنجية على مائدة شقيقه طه ميقاتي «لملمة» هذه الخبرية. بعد ميقاتي، كرّت سبحة التسريبات المدروسة من مطابخ أبعد ما تكون عن بري تنسب إلى الأخير قبوله بخوري، في وقت كانت فيه الاتصالات القطرية برئيس المجلس تقطع أشواطاً في ما يخص البيسري. مع ذلك، لم يبدِ الأخير أي رغبة بإيقاف هذا الجو، تماماً كما فعل مع مبادرة «تكتل الاعتدال» قبل بضعة اسابيع، وكما يفعل دائماً حين يفسح المجال أمام من «يُلاعبه» لكشف أوراقه كاملة. وهو حقق، هنا، نقطة كبيرة حين تجاوز ترشيح خوري نادي المنتفعين مباشرة من الإمارات ليستقطب بعضاً من أقرب المقرّبين من قائد الجيش جوزف عون الذين وجدوا أن الفرصة تبتعد عن عون وتقترب من خوري، فسارعوا إلى القفز من مركب الأول إلى مركب الثاني. ويتقدم هؤلاء مدير المخابرات السابق طوني منصور الذي يشكل العمود الفقري لكل طموحات عون وممارساته. صحيح أن العلاقة وطيدة جداً بين عون ومنصور، إلا أن علاقة الأخير بخوري أيضاً وطيدة، وذات أقدمية. إذ إن خوري عندما كان مديراً للمخابرات، عيّن منصور مسؤولاً عن الأمن القومي والعلاقة مع السفارات الأجنبية، ما مهّد له الطريق بالتالي ليس فقط لتولّي مديرية المخابرات، بل أيضاً لإقامة علاقة «استثنائية» مع السفارة الأميركية، كما بدا حين خصّته السفيرة الأميركية السابقة دوروثي شيا بزيارة في منزله في راشيا عشية الانتخابات النيابية الأخيرة وأمضت في ضيافته أكثر من ست ساعات. وبالتالي، ليس تفصيلاً إذا ما كان عرّاب جوزف عون عند الأميركيين قد فعّل ماكينته لمصلحة خوري. مع ذلك؛ ورغم امتلاك الإماراتي أدوات إعلامية نافذة، بدأت منذ نحو أسبوعين حملة تسويقية كبيرة، فإن التعاطي بجدية مع طرح اسم جورج خوري دونه صعوبات. إذ إن من يقولون دائماً إنهم لا يريدون تكرار تجربة ميشال سليمان، إنما يقصدون خوري بالتحديد:

عندما وضع مدير المخابرات السابق ريمون عازار نفسه بتصرف وزارة الداخلية في 29 آذار 2005، بعد أسبوعين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سارع خوري - كما يروي لـ«الأخبار» أحدّ المقربين منه - إلى زيارة دمشق للقاء العماد آصف شوكت قبل يوم واحد من إنجاز الانسحاب السوري من لبنان (26 نيسان). بعد ثلاثة أيام من تلك الزيارة، ويومين من انسحاب الجيش السوري واستخباراته من لبنان، عُيّن خوري مديراً للمخابرات في 28 نيسان 2005. وللمفارقة، فإن من عيّنه - بناءً على طلب قائد الجيش يومها ميشال سليمان - كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي شُكّلت لثلاثة أشهر فقط لإنجاز «التسليم والتسلّم» بين محورين، من الرئيس عمر كرامي إلى الرئيس فؤاد السنيورة. ولم يكن «التسليم والتسلّم» سياسياً فقط، إنما أمنياً أيضاً. إذ أُخرجت المؤسسات الأمنية، ولا سيما قيادة الجيش ومديرية المخابرات وقوى الأمن الداخلي من مكان ووضعت في مكان آخر، بواسطة سليمان وخوري والنائب أشرف ريفي وآخرين. وكانت السنوات الثلاث التي أمضاها خوري في المديرية حافلة؛ من إخراج الجيش اللبناني من «المسار والمصير» المشترك مع الجيش السوري وإدخاله في دائرة التعاون المباشر مع القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، مروراً بحرب نهر البارد وتهريب شاكر العبسي ومجموعات تكفيرية أخرى إلى سوريا. بمعنى ما، كان خوري «وسام الحسن» الخاص بقيادة الجيش، لكن من دون عقدة جوني عبدو لجهة الأضواء ونسب البطولات لنفسه، وهو لعب الأدوار الأمنية الرئيسية التي عبّدت الطريق إلى بعبدا أمام مديره المباشر قائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان. وفي 9/9/2008، بعد انتخاب سليمان رئيساً ببضعة أشهر، غادر المديرية، وردّ الأخير الجميل بتعيينه عبر حكومة السنيورة بعد ذلك بيومين فقط (11/9/2008) سفيراً للبنان في الفاتيكان من خارج الملاك.

إذا كان الهدف من طرح معادلة خوري - البيسري العودة إلى عون فسيخرج قائد الجيش بعد هذا الطرح أضعف بكثير

مشكلة جورج خوري مع القوى السياسية يمكن اختصارها بالاتي:

- تتحفظ القوات اللبنانية عليه كونه كان مديراً لمكتب المخابرات في صربا عند تفجير كنيسة سيدة النجاة (الواقعة ضمن نطاقه) الذي وضعت استخبارات الجيش يدها بسرعة على مسرحه، قبل أن يوقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويسجن بسببه. خلال تلك المرحلة، كان خوري يتردّد على بكركي لتبرير التوقيفات و«شرح موقف الدولة»، ويصعب على جعجع ان يقدم إشارة إيجابية واحدة بشأن خوري ربطا بملف الكنيسة.

- يبتعد حزب الكتائب عن خوري ايضا. برغم ان الاخير حاول الحصول على «بركة» الرئيس أمين الجميل الذي زاره اخيرا لتذكيره بأنه هو من قلّده السيف في المدرسة الحربية. لكن موقف الكتائب منه لا يزال سلبيا ربطا بمرحلة الـ 2005.

- يملك خوري صداقات في عالم الأمن، وخصوصاً في الإمارات، لكن ليس لديه حلفاء في لبنان باستثناء الرئيس السابق ميشال سليمان. اما «نواب التغيير» الذين يتأثرون بالإمارات، فليسوا في موقع من يمكنه التصريح بصوت مرتفع بأن رجلاً أمنياً متقاعداً منذ أكثر من 15 عاماً هو مرشحهم المنتظر إلى رئاسة الجمهورية.

- يمكن لبكركي أن تورد اسم خوري ضمن لائحة طويلة لكبار الموظفين الموارنة، لكنها تعرف أن القصر الجمهوري يحتاج إلى رئيس لا إلى مدير عام مساعد.

- لا يبدو ان الرئيس بري سيتخلى عن فرنجية لمرشح الإمارات طبعاً. فيما حزب الله واضح وجازم ونهائي بأنه لن يقبل بوجود ميشال سليمان ثانٍ في بعبدا. اما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فان خوري لا يستوفي اي نقطة من ورقة الأولويات الرئاسية.

المسار القطريّ ثابت وواضح وعقلانيّ حتى الآن، بغضّ النظر عن خواتيمه أو الألغام المخفية التي يمكن أن تظهر لاحقاً؛ «الخماسية» تستعمل كورقة ضغط في مواجهة ضغوط الحزب حتى يقول القطري إن ثمة حدوداً تنازلية لا يمكنه تجاوزها؛ حتى جعجع يحاول أن يقدم خطاباً جديداً يعكس التطورات الحقيقية في المنطقة. من يملك شيئاً لا يريد أن يخسره في لحظة التحوّلات بكل ما يتخلّلها من بيع وشراء. أما من لا يملك شيئاً فلا يخشى من خسارة شيء، ويمكنه أن يتسلّى.

إعلام العدو: البقاع مقابل الجولان

الأخبار .. لفتت وسائل إعلام العدو إلى أن «مركز ثقل الحرب انتقل إلى الجبهة مع لبنان خلال هذا الأسبوع»، وإلى أنّ إسرائيل «بدأت برفع مستوى نيرانها ضدّ حزب الله بعدما تجاوزت هجماته على الجولان خطوط المعركة». لكنها اعتبرت أن «الإنجاز الاستراتيجي يظلّ في أيدي حزب الله الذي نجح في إبقاء شمال إسرائيل خالياً من السكان».وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن جيش الاحتلال «رسم معادلة جديدة، وهي أن الهجمات ضد الجولان ستقابلُها ضرباتٌ إسرائيلية ضد منطقة البقاع التي تُمثل العمق اللوجستيّ لحزب الله»، مشيرة إلى أن «القصف الإسرائيلي لبعلبك حمل رسالة مفادها أنّ إسرائيل لا تتردّد في توسيع حدود المعركة إلى العمق اللبناني، وأن الدور قد يصلُ إلى بيروت أيضاً». ونقلت عن ضباط أنَّ حزب الله رفع من نسبة وحجم نيرانه، «لكنهُ يمتنع حتى الآن عن توسيع النطاق باتجاه عمق إسرائيل، ما يفسر بأنه عدم رغبة منه بشنّ حربٍ شاملة، إلا أن ذلك قد يتغيّر في أي لحظة». وأشارت إلى أنْ ليس لدى الحزب أيّ سبب لتوسيع الحملة، «فرغم أن الجيش الإسرائيلي راكم سلسلة من الإنجازات التكتيكية، إلا أنّ حزب الله يحقق إنجازاً استراتيجياً بتهجير سكان الشمال، بقليل من الجهد وبكلفة مقبولة». وخلص إلى أنه «خلال 5 أشهر من الحرب، لم تفعل الحكومة الإسرائيلية شيئاً وهي غير معنية على الإطلاق باستعادة السيطرة عند الجبهة مع لبنان». كذلك نقلت «معاريف» عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط أمتسيا برعام أن «سكان الشمال في حاجة إلى العودة إلى منازلهم بعد أن يعرفوا أن لا خطر عليهم من عناصر حزب الله المنتشرين وراء الحدود». ورأى أنه «في اللحظة التي يتم فيها التوصل إلى اتفاق، على إسرائيل إنشاء منطقة أمنية تمتد على مساحة 15 كيلومتراً من الحدود داخل الأراضي اللبنانية، والتحقق بواسطة وسائل للمراقبة من انتفاء أي وجود عسكري لحزب الله (...) وإلاّ فسيكون من غير الممكن إعادة سكان الجليل إلى منازلهم».

بقليل من الجهد وبكلفة مقبولة حقّق حزب الله إنجازاً استراتيجياً بتهجير سكان الشمال

وفي إطار الخسائر التي يتكبّدها العدو في الجبهة الشمالية، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن كبرى شركات معالجة المواد الموجودة في مستوطنة شلومي أعلنت توقفها عن العمل بسبب الاستقالة الجماعية للموظفين وتراكم الديون عليها بعد اشتعال الجبهة الشمالية. فيما أعلن الناطق بلسان كيبوتس مسغاف في الجليل الأعلى أن «هناك أزمة ثقة بين المواطنين، خصوصاً سكان الحدود الشمالية والجنوبية، وبين الحكومة والجيش. مهمة الجيش حماية المواطنين، وليس من المنطقي بالنسبة إليّ أن تقيم دولة إسرائيل منطقة أمنية داخل أراضيها»، واعتبر أن «الحل الأكثر منطقية والقابل للتطبيق الآن هو إبعاد حزب الله مسافة 10-15 كيلومتراً عن الحدود، وبذل الجهود الدبلوماسية من أجل تنفيذ الاتفاق»، قائلاً: «لا نريد تعريض أحد للخطر في الحرب، ولا نريد أن يدخل جنودنا لبنان، حيث يمكن أن يتعرضوا للقتل، فقط كي نتمكن من العيش هنا».

ميدانياً، استهدف حزب الله أمس تجمعات لجنود العدو ‏مقابل بلدة الوزاني وفي محيط موقع حانيتا وثكنة ميتات والتجهيزات التجسسية في موقع العاصي إضافة إلى مواقع المرج والمطلة والسماقة (في تلال كفرشوبا ‏اللبنانية المحتلة)، وقصف بالمدفعية آليات للعدو أثناء دخولها إلى موقع المالكية. وكشفت قناة «كان» العبرية عن تعرّض آلية عسكرية إسرائيلية لأضرار بالغة بعد إصابتها بصاروخ مضاد للدروع عند الحدود مع لبنان. فيما تحدّثت هيئة البث الإسرائيلية عن نجاة ضابط إسرائيلي كبير بعد أن أطلق حزب الله صاروخاً موجهاً منتصف ليل السبت - الأحد ضد آلية عسكرية.

إسرائيل تقول إن «حزب الله» استهدف عكا..

جيشها يرهب المزارعين اللبنانيين في سهل مرجعيون..

بيروت: «الشرق الأوسط».. تكثف القصف الإسرائيلي في الساعات الماضية على بلدات عدة في جنوب لبنان، كما سجّل إطلاق قذائف مدفعية في سهل مرجعيون حيث يحاول المزارعون في الأيام القليلة الماضية العمل بالحد الأدنى في أراضيهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه تجمعا عسكريا لـ«حزب الله» في منطقة الخيام ردا على إطلاق النار باتجاه مدينة عكا. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية) أن قذائف عدة سقطت على سهل مرجعيون «حيث يعمد الإسرائيلي في هذه الأيام إلى ترهيب المزارعين ورعاة المواشي ويعمد إلى إطلاق القذائف المدفعية بالقرب منهم لترهيبهم وإجبارهم على التراجع من المكان»، مشيرة إلى إطلاق قذيفتين باتجاه مزارع وراعي ماشية في السهل. ولفتت «الوطنية» إلى أن الجيش لم يعط الإذن الأحد للمزارعين بالتوجه إلى أراضيهم في السهل. وفي هذا الإطار، قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد انقطاع المزارعين عن أراضيهم لفترة طويلة في سهل مرجعيون، كان الجيش قد أبلغهم، بعد التنسيق مع قوات «اليونيفيل» بإمكانية العودة إلى أراضيهم في الأيام القليلة الماضية لكن إثر تكثيف القصف في الساعات القليلة الماضية عاد ومنعهم. وقد أدت المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» في جنوب لبنان إلى خسائر كبيرة في القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه أهالي الجنوب بشكل جزئي أو كلي تقدر بـ2.5 مليار دولار أميركي. وأعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن القضاء على عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية نتيجة القصف الإسرائيلي بالفوسفور الأبيض، إضافة إلى نحو 5 آلاف شجرة زيتون. وتشير التقديرات إلى تضرّر ما بين 4 و5 آلاف شجرة من مختلف الأنواع في جنوب لبنان. وأظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تسجيل خسائر كبيرة في الماشية والدواجن وتربية الأحياء المائية، وأدى القصف بقذائف الفوسفور إلى زيادة تلوث المحاصيل ومصادر المياه، ما يشكل تهديداً للماشية وصحة الإنسان. وميدانياً، أفادت «الوطنية» بأن الطيران الإسرائيلي شن عند الثانية من بعد الظهر غارة استهدفت منزلاً في بلدة الناقورة مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى المكان. هذا وقد سجل طوال ساعات النهار قصف متقطع على عدد من البلدات، وذكرت «الوطنية» أن مسيرة إسرائيلية نفذت «عدواناً جوياً، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة بلدة عيتا الشعب، كما طاول القصف منطقة الغابة والسهل بين بلدتي عيترون ومارون الراس». واستهدف القصف الإسرائيلي منزلاً في بلدة عيترون، مطلقاً في اتجاهه صاروخين جو - أرض، مما أدى إلى تدميره، بعد ساعات على تعرضه لغارة تسببت باحتراقه. وفجراً، قالت «الوطنية» إن الجيش الإسرائيلي فجر ليلاً صاروخاً اعتراضياً فوق قرى القطاع الغربي ما أدى إلى سماع دوي انفجارات قوية وصل صداها حتى مدينة صور، بعدما كانت تعرضت عدة قرى وبلدات في القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى بلدة كونين لقصف مدفعي مباشر ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات. وصباحاً، حلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مدينة صور وأطلق القنابل المضيئة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. في غضون ذلك، أعلنت «المقاومة الإسلامية» عن تنفيذها عمليات عدة استهدفت مراكز وتجمعات عسكرية للجيش الإسرائيلي. وقالت في بيانات متفرقة إنها استهدفت تجمعاً لجنود إسرائيليين ‏مقابل بلدة الوزاني والتجهيزات التجسسية في موقع العاصي، إضافة إلى تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات، وموقعي المرج والمطلة. في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان باتجاه المطلة، وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن طيرانه قصف أهدافاً جديدة لـ«حزب الله» في أربعة مواقع مختلفة بجنوب لبنان. وقال في بيان إن الأهداف التي تم قصفها شملت بنية تحتية ونقطة مراقبة لـ«حزب الله» في بلدة عيترون ومجمعاً عسكرياً لـ«حزب الله» في علما الشعب، ونقاط مراقبة في مروحين وعيتا الشعب، وذلك بعدما كان قد أعلن أنه قصف مجمعاً عسكرياً لـ«حزب الله» في منطقة الخيام الليلة الماضية، ردا على إطلاق النار باتجاه مدينة عكا، مشيرا في الوقت عينه إلى انطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل. ومع تسجيل قصف إسرائيلي كثيف باتجاه بلدات الجنوب خلال ساعات الليل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن طيرانه قام خلال الليل بقصف مجمع عسكري تابع لـ«حزب الله» في منطقة الخيام، وذلك جاء رداً على عمليات إطلاق النار باتجاه مدينة عكا، فيما لم يعلن الحزب من جهته عن تنفيذه أي عملية باتجاه عكا. كما أعلن في بيان له أن طائراته استهدفت الليلة الماضية «موقع مراقبة لـ(حزب الله) في منطقة كفركلا، فيما شنت مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفاً لإزالة تهديد في منطقة الميسات»، ورد على مصادر النيران التي أطلقت ليلاً من لبنان باتجاه مناطق الغجر وهار دوف.

«حزب الله» يسلّم الراية لـ «أنصار الله»..

إيران تريد تكرار سيناريو اعتمده الحزب منذ تأسيسه حتى حرب 2006 بهدف تمكين الحوثيين

• الحزب استضاف في بيروت اجتماعاً بين الحوثيين و«حماس» لنقل ثقل الجبهة إلى البحر الأحمر

• تراجع وتيرة العمليات العسكرية في جنوب لبنان... ورسائل متبادلة بشأن تجنّب التصعيد

الجريدة..بيروت - منير الربيع ...بعد أن تأكدت صحة خبر «الجريدة» عن زيارة قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إلى بيروت ولقائه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، حيث جرى التأكيد على ضرورة عدم الذهاب إلى حرب شاملة بين الحزب وإسرائيل، جاءت المعلومات عن استضافة بيروت لاجتماع تنسيقي بين حركة «أنصار الله» الحوثية وحركة حماس الفلسطينية، لتسلط الضوء على مسعى إيراني، لإبعاد حزب الله عن خطر حرب قد تعرضه لأضرار كبيرة لمصلحة دور أكبر للحوثيين. وكانت «الجريدة» أول من كشف الخبر في 28 فبراير الماضي، متطرقة إلى معلومات لا تزال الأحداث والتفاصيل المستجدة تكشف أن مضمونها كان دقيقاً، حيث يمكن اختصار كل اللقاءات والجولات بأن غايتها كانت تجنّب الحرب وتلافي اتساع رقعتها بين إسرائيل والحزب، وعدم الانجرار إلى كل استفزازات تل أبيب. كما كشفت «الجريدة»، قبل أيام قليلة، عن مضمون جديد للقاءات التنسيقية بين الحزب والحرس الثوري حول الخط الأحمر الذي تم وضعه، وهو منع إسرائيل من القيام بعملية برية، أما فيما دون ذلك فلن يصعّد الحزب عملياته ولن يُستدرج إلى الحرب. الآن باتت أسباب ذلك معروفة، فإيران تنظر إلى حزب الله على أنه درّة تاج مشروعها في المنطقة، ولا يمكن التضحية به، وأي حرب واسعة ستندلع في لبنان فستخلق أزمات ومشاكل كثيرة أمام الحزب ليس فقط على الجانب العسكري أو الأمني، بل في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، خصوصاً أن أي حرب كبرى ستؤدي إلى تدمير لبنان مع ما يستتبع ذلك من انقلابات سياسية داخلية على الحزب، إضافة إلى الأزمة الكبرى التي ستعانيها الطائفة الشيعية التي سيتهجّر أبناؤها وستدمّر مدنهم وقراهم، ثانياً، هناك تركيز إيراني واضح على الدور الذي تلعبه جماعة «أنصارالله» الحوثية في اليمن. أصبح الحوثيون يؤدون دوراً كان قد اضطلع به حزب الله منذ الثمانينيات حتى عام 2006، بخوض الحرب المتعددة والمتفرقة في اتجاهات مختلفة للوصول إلى تكريس الدور الذي كرّسه، باعتراف قوى داخلية لبنانية وخارجية إقليمياً ودولياً، وهذا ما تسعى إيران إلى تحقيقه عبر الحوثيين، من خلال العمليات التي يقومون بها في البحر الأحمر، وهي عمليات تجرى على وقع المفاوضات الأميركية - الإيرانية بسلطنة عمان وفي غيرها وعبر الكثير من الوسطاء، في سبيل الوصول إلى تفاهمات تعيد رسم قواعد الاشتباك واللعبة على طرق الملاحة والمعابر التجارية الدولية. وبمثابة تأكيد لما كانت «الجريدة» نشرته مسبقاً حول تجنّب حزب الله وإيران دخول حرب واسعة، يأتي خبر اجتماع الحوثيين مع حركة حماس في بيروت الأسبوع الفائت، وذلك للبحث في التنسيق حول مسار العمليات وتصعيدها بشكل يسهم في مساعدة غزة ومساندتها. لم يكن تسريب هذا الخبر بالأمر البسيط، بل غايته القول إن إيران تهتم بجبهة اليمن وتصاعدها، بينما لبنان وجنوبه غير مدرجين على جدول أعمال التصعيد، علماً بأن وفد «حماس» كان قد التقى نصرالله أيضاً ووضعه في صورة المفاوضات الجارية. ولعل إعلان خبر اللقاء بين «حماس» والحوثيين غايته الإشارة إلى أن حزب الله غير معنيّ بالتصعيد العسكري ولا بدخول حرب، وهذا مؤشر على الربط المباشر بين «حماس» والحوثيين للتركيز على عمليات البحر الأحمر بدلاً من لبنان، وبالتالي تحويل ثقل المعركة إلى هناك. يأتي ذلك في ظل استمرار مساعي الوصول إلى هدنة في قطاع غزة تنسحب على مختلف الجبهات. واللافت أنه على وقع هذه التسريبات تراجعت حدة ونوعية وكثافة العمليات العسكرية التي تشهدها الحدود الجنوبية للبنان، فعلى مدى 3 أيام كانت المواجهات أقل من عادية وروتينية، وهو ما تضعه مصادر سياسية في خانة رسائل متبادلة بين الطرفين بشأن رفض التصعيد. أمام هذه الوقائع لا تزال الآراء في لبنان منقسمة، بين من يبدو مطمئناً إلى انعدام توسّع الحرب وانتظار الهدنة وما يليها من تسويات، وبين مَن يعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيبقى مصرّاً على التصعيد في لبنان لتحقيق أهدافه، خصوصاً أن الإسرائيليين يعتمدون سياسة تدمير ممنهجة لقرى الشريط الحدودي بشكل كامل، وذلك لإعدام مقومات الحياة فيها، وبذلك يعلنون فيما بعد أنهم أبعدوا الحزب عن الحدود.

من حرب الجنوب إلى البحر الأحمر و«الموائد المسمومة» في السياسة

في لبنان..إطباقُ الأزمات على الأطباق الرمضانية..

الراي... | بيروت - من زيزي اسطفان | ..... يكاد أن يُطْبِقَ حَبْلُ الأزمات في لبنان على الطبَق الرمضاني... أزماتٌ داخليةٌ متناسلةٌ، في مقدمها الانهيارُ المالي المتمادي وتَبَخّرُ القدرة الشرائية للسواد الأعظم من اللبنانيين، وأزماتٌ إقليميةٌ متسلسلةٌ جعلتْ جنوبَ البلاد ساحةَ حربٍ، دون أن ينجو الوطنُ الصغير بأسْره من شظايا المواجهة الدائرة في البحر الأحمر، إلى جرائم الإبادة في غزة وتوتّرات المنطقة. وفي حين يلهو لبنان بالطبَق السياسي و«موائده المسمومة» على طاولة فراغٍ متوالٍ في كرسي الرئاسة الأولى، تُرك الطبَقُ الرمضاني أسيرَ غلاءٍ غير مسبوق وجشعٍ «لا يَشبع» صار معه السؤالُ عن صحن الفتوش ومشتقات الحليب والصنوبر والحلويات و«أخواتهم» حديثَ الصالونات في الشهر الفضيل، وسط مبادراتٍ أهلية لتبديد غَصة عائلاتٍ لسانُ حالها العين بصيرة واليد قصيرة. أرقامٌ يتداولها الإعلام حول تكلفة صحن الفتوش، هذا الطَبَق الرمضاني الشهير الذي لا غنى عنه لبدء الإفطار، واعتاد اللبنانيون اعتباره مؤشراً لِما ينتظرهم من غلاء في رمضان المبارك. ولكن هل هي أرقام واقعية تعكس التكلفة الحقيقية لوجبات الإفطار أم أن فيها الكثير من المبالغة والتهويل؟ وفي ظل ما يتم تداوله من أرقام، كيف تستطيع العائلات تأمين متطلبات الشهر الفضيل وما الذي ينتظرها على امتداده؟

حماية المستهلك

وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام جال مع مديرية حماية المستهلك على الأسواق والمتاجر ومحال الخضار ليعاين الأسعار على الأرض ويعلن أن ثمة محالاً رفعت أسعارها بنسبة 30 في المئة متحجّجةً بمشاكل النقل في البحر الأحمر وتكلفة الشحن. لكن الوزير أدرك ان تلك حجج غير مقبولة ولا تستدعي هذه الزيادة، وقد وعد اللبنانيين بجولات أسبوعية خلال رمضان لضبط الأسعار، مؤكداً معاقبة كل مَن يُخالف القوانين ويرفع أسعاره عن جشع ورغبة في الربح السريع. وبعيداً عن عيون الكاميرات يبدو الواقع مغايراً، والقدرة على المراقبة ضعيفة. «الراي» كانت لها جولة استطلاعية مع الشيف سليمان الخوند، وهو صاحب مطبخ مختص بإعداد الوجبات اليومية والإفطارات الرمضانية وعلى تماسٍ يومي مع الواقع الصعب وما ينطوي عليه من ارتفاع تكلفة إعداد الأطباق الرمضانية، وأضاءت معه على حال ربات البيوت في هذه الأيام العصيبة وسعيهنّ المُضْني لإمساك الحبل من طرفيه.

غلاء غير مسبوق

ويقول الشيف سليمان: «يشهد رمضان هذه السنة غلاء غير مسبوق بعدما ارتفعت الأسعار أضعافاً عما كانت عليه العام الماضي بالنسبة لغالبية مكونات الأطباق الرمضانية وما يحوط بها من متطلبات. وفي حين كانت ربة البيت سابقاً قادرة على إعداد إفطار رمضاني لستة أشخاص بتكلفة تقارب عشرين دولاراً فإنها اليوم تحتاج أقله الى 30 دولاراً لإعداد الوجبة ذاتها، وإذا احتسبْنا التكلفة على 30 يوماً نجد أنها تعادل 900 دولار، هذا إذا اكتفت العائلة بأفطارٍ منزلي مختصَر ولم تدعُ العائلة الأكبر أو الأصدقاء إلى مائدة رمضانية». ويضيف: «حين نعطي هذا الرقم، فإننا لا نذهب نحو الخيارات المرهفة الرفيعة بل نتحدّث عن صحن فتوش وحساء وبعض المقبلات وطبق من الدجاج او اللحم مع استعمال مواد دهنية ذات نوعية جيدة وأصناف جيدة من الأرز والبقوليات وطبق واحد من الحلويات. وهنا نستثني الأسماك التي تُعتبر وجبة فاخرة تزيد من كلفة الطبق الرمضاني. وكلما ازداد عدد أطباق الحلويات ارتفعت معها تكلفة الإفطار نظراً للغلاء الساحق لمشتقّات الحليب مثل القشطة والجبن والكريما إضافة الى البيض والطحين والمواد الدهنية من سمن وزيت وزبدة، وكذلك السكروالشوكولا وغيرها، هذا من دون أن نذكر الصنوبر والمكسرات التي ازدادت أسعارها بشكل يفوق الخيال. ويمكن تقدير كلفة طبق الحلو الواحد بـ 600 ألف ليرة (نحو 7 دولارات) أقله». ومع احتساب تكلفة صحن الفتوش بشكل غير رسمي لستة أشخاص بما يقارب 600 ألف ليرة بسبب ارتفاع أسعار الخضار على أنواعها والخضار الورقية، لا شك في أن ثمة عائلات في لبنان باتت غير قادرة على تحمل فاتورة الإفطار الرمضاني وستتجه مرغَمة إلى اعتبار الإفطار وجبة عادية فتتناول بعد الصيام ما اعتادت أن تأكله من وجبات في أيامها العادية، وهي بالكاد تستطيع تأمين تكلفتها. وهنا يُمكن أن يكون الاتجاه نحو تناول الأطباق التي تتضمّن البقوليات مثل العدس والفول والحمص والفاصوليا التي رغم ارتفاع أسعارها تبقى طبقاً قادراً على إشباع عائلة بأكمله. ويؤكد الشيف سليمان الخوند «أن فاتورة الإفطار لا تتوقف على المواد الغذائية، بل يجب احتساب كل ما حوله من تكلفة مياه وغاز ومواد جلي وتنظيف ومحارم ورقية التي تساهم كلها في إثقال كاهل العائلات بتكاليف باتت عبئاً عليها».

«جشع»

وفي جولة على الأسواق اللبنانية يتبيّن أن أسعار الخضار بشكل خاص ارتفعت منذ بداية رمضان المبارك في شكل ملحوظ وذلك لأسباب عديدة أوّلها تَهافُت الناس على شراء هذه الأصناف استعداداً للشهر الفضيل، وثانيها كما يقول الباحث الاقتصادي رضوان جمول لـ «الراي» جشع التجار «لتحقيق أقصى ربح ممكن والاستفادة من كثرة الطلب في ظل عدم وجود سلطة مراقبة ومحاسبة، إذ لا مبرر اقتصادياً حقيقياً لارتفاع الأسعار، فالموسم الزراعي لم يتعرّض لنكسات هذا العام وكان الطقس مؤاتياً للإنتاج، أما المخازن فملأى وذلك بعد ارتفاع نسبة الاستيراد. والتجار يحاولون إيجاد مبررات لرفع الأسعار في حين ان الواقع الحالي لا يبرر الارتفاع». ويرسم الباحث في الشؤون الاقتصادية صورةً للواقع الرمضاني ليست شديدة السواد ويقول إن الأرقام المتداولة لا تخلو من المبالغة وتحتاج الى تدقيق «فلا شك في أن أسعار السلع ارتفعت لاسيما الخضار والفاكهة، ولكن كل العائلات قادرة على إعداد إفطار رمضاني، وذلك لأن غالبية اللبنانيين باتوا يمارسون أكثر من عمل أو وظيفة واحدة، وساهم تعديل الرواتب في تحسين الوضع المعيشي للموظفين. لكن ما يمكن قوله إن المجتمع اللبناني بات مقسوماً إلى فئتين: مَن لديه مدخولاً بالدولار، ومَن يتقاضى راتبه بالليرة. ويَختلف النمطُ الاستهلاكي للأُسر بحسب انتمائها إلى إحدى هاتين الفئتين». ويضيف: «لا شك في أن الفئة التي لايزال مدخولُها بالليرة، وفي ظل التضخم الذي لا ينفك يزداد سنة بعد سنة، لم تعد قادرة على تغطية كل احتياجاتها. لكن نظام التكافل والتضامن في لبنان يخفف العبء عن العائلات المحتاجة. وفي شهر رمضان المبارك تتهافت الجمعيات والمؤسسات على تقديم المساعدات والوجبات التي تتيح لكل عائلة إتمامَ إفطارها بشكل لائق. وقد لاحظْنا هذه السنة وجودَ العديد من المبادرات المفيدة بحيث يجول شبان وشابات على المطاعم والإفطارات الكبرى لجمْع ما يتبقى من أطعمة فيها وإعادة تأهيلها لتقديمها بشكل لائق الى العائلات. وهكذا يمكن الاطمئنان الى أن غالبية العائلات في لبنان مغطاة بهذا الشكل». وفي محاولته لاحتساب تكلفة الوجبة الرمضانية، يقول جمول إن من غير المنطقي الحديث عن أرقام ثابتة «فالوجبة يمكن أن تصل تكلفتها الى 30 دولاراً كما يمكن تأمين وجبة مقبولة بـ 10 الى 15 دولاراً». أما بالنسبة الى ارتفاع الأسعار، فقد أصدر المكتب الفني لسياسة الأسعار في المديرية العامة للاقتصاد والتجارة التقرير الأسبوعي حول جدول الأسعار في الأسبوع الأول من رمضان مقارنةً مع الأسبوع الذي سبقه ويتبيّن أن ثمة ارتفاعاً يراوح ما بين واحد و5.9 بالمئة بالنسبة الى غالبية المواد مع بقاء بعضها على حاله وانخفاض بسيط في بعضها الآخَر ولكن بمعدل إجمالي بلغ واحد في المئة بالنسبة الى مجموع المواد الغذائية من لحوم ومشتقات ألبان ومعلبات وخضار ومواد غذائية متفرقة.

تباين كبير

ولكن هذه الأرقام الأكاديمية تَسقط في الأسواق وعلى أرض الواقع، إذ ثمة تباين كبير بين أسعار الأسواق الشعبية والتعاونيات الكبرى وأسعار المحلات الصغيرة والسوبرماركت الرفيعة المستوى. وهنا كل شيء أغلى «بحجة النوعية» كما يقول رواد السوبرماركت. وأي كيلو خضار يُمكن أن يتفاوت سعرُه بنحو 100 ألف ليرة وأكثر بين محل وآخَر أو منطقة ومنطقة. وتقول إحدى السيدات: «يجب أن نشتري من وزارة الاقتصاد إذا كانت الأسعار التي توردها صحيحة. ففي المحلات الأسعار نار وقد لمسْنا ذلك لمس اليد. غالون المياه الذي نشتريه للشرب ارتفع سعره 50 ألف ليرة مرة واحدة، وربطة البقدونس البسيطة ارتفعت بنحو 40 بالمئة». ويقول أحدهم في الإطار نفسه: «لسنا قادرين على التوجه الى الأسواق الشعبية للحصول على الأصناف بأسعار أرخص لأن تكلفة البنزين للوصول الى هناك توازي ما يمكن توفيره في الأسعار. وهذا ليس الحل، بل لا بدّ من مراقبة الأسعار وتسطير محاضر ضبْط بحق مَن يرفعها دون وجه حق. سعر الدولار ثابت فلماذا ترتفع الأسعار»؟ ......

غالباً ما تعود الأسعار الى معدلاتها الطبيعية بدءاً من أواسط شهر رمضان ولكن مَن يضمن ذلك في لبنان؟ ويكفي إلقاء نظرة على التفاوت الكبير بين معدل أسعار العام الماضي والسنة الحالية لإدراك نسبة التضخم الهائلة التي «حقّقها» لبنان في سنة واحدة. في السياق، يورد الباحث جمول بعض الأرقام حول الفروقات، ليتبيّن أن أسعار الخضار الطازجة مثلاً ازدادت بنسبة 110 بالمئة عن العام الماضي، فيما وصلت نسبة الارتفاع الى 139 بالمئة بالنسبة للفاكهة و56 بالمئة للحوم و34 بالمئة للبيض والحليب ومشتقاته. أما الطحين فارتفع في سنة واحدة 69 بالمئة ولم يَستثن الارتفاع الحبوب والأرز والمنتجات الدهنية... وهل يُمكن ان نتخيل أن سعر ربطة البقدونس ازداد بنسبة 187 بالمئة عما كان عليه قبل عام؟...

الراعي: عدم انتخاب رئيس للبنان مخالفة كبرى للدستور

جدّد انتقاده التشريع في ظل الفراغ وتجاوز الحكومة لصلاحيتها

بيروت: «الشرق الأوسط».. وصف البطريرك الماروني بشارة الراعي عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بـ«المخالفة الكبرى للدستور»، مجدداً انتقاده التشريع في البرلمان في ظل الفراغ الرئاسي وتجاوز حكومة تصريف الأعمال صلاحياتها، ولا سيما التعيينات. وجاءت مواقف الراعي في عظة الأحد في بكركي حيث عدّ أن «مكمن الأزمة السياسيّة هي مخالفة الدستور الذي هو في جميع دول العالم (مقدّس) بالمفهوم السياسيّ، بمعنى أنّه لا يُمسّ، ويشكّل القاعدة والطريق الواجبة سلوكها من المسؤولين السياسيّين في البلاد، كما يشكّل الضمانة للمواطنين في حقوقهم وواجباتهم الأساسيّة كمواطنين»، مؤكداً: «الدستور هو فخر الأوطان، وملجأ المواطنين ومحطّ ثقتهم». وسأل: «كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف السنة، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبب بنتائج هذا التعطيل بحيث يطول المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه». وتابع: «بانتخاب الرئيس تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلاً ثمّ من الدول المتعاونة. أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أو يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟»، مشدداً: «لا يوجد أي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد». ولفت الراعي إلى لقائه دوروثي كلوس، مديرة شؤون الأونروا في لبنان، وقال: «لقد حملت إلينا همّ توقّف بعض الدول الكبرى عن دفع كامل مبلغ مساهمتها، الذي يشكل ثلث مجموع المساعدات». وشدد على أن «هذا الأمر إذا حصل - لا سمح الله - يؤثر سلباً على حاجات اللاجئين الفلسطينيّين، كما يؤثّر سلباً على لبنان والمجتمع اللبنانيّ»، مناشداً الدول «الإبقاء على مساهمتها كاملة، حمايةً للسلم الأهليّ، وتجنّباً لثورات وانتفاضات ونشوء إرهاب جديد، لا يدفع ثمنها المجتمع اللبنانيّ وحسب، بل العالم كلّه. يكفي الشعب الفلسطينيّ قهراً وظلماً وحروباً وتجويعاً وحرماناً من حقوقه». وعدّ أنّ «حالة عدم الاستقرار التي نعيشها تدفع، بكل أسف، بأبنائنا وخاصة الشباب منهم إلى هجرة لبنان سعياً وراء تحقيق ذواتهم وأحلامهم وتأمين مستقبلهم، ولطالما شجعنا كثيرين منهم على الانخراط في مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، التي تبقى الضمانة لإعادة الاستقرار المفقود. فإننا بناء على مراجعتنا المتكرّرة من قبل الذين تقدّموا وقُبلوا في دورة الدخول إلى المدرسة الحربيّة وعددهم 118 طالباً، فإنّا نناشد المعنيين إصدار المراسيم اللازمة، احتراماً لحقّ هؤلاء الشباب، وحمايةً لحماسهم للخدمة العسكريّة، ومحافظةً عليهم في أرض الوطن، ودفعاً لنشاطهم ولمحبتّهم للبنان، وتأميناً لتواصل الكوادر في المؤسّسة العسكريّة».

سفراء «الخماسية» في لبنان أمام خيارين: تحريك انتخاب الرئيس أو تقطيع الوقت

تحركهم يأتي بمنأى عن مهمة لودريان

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. تبقى الأنظار السياسية مشدودة إلى الاجتماعات التي يعقدها سفراء اللجنة «الخماسية» المعتمدون لدى لبنان، بدءاً من الاثنين، بلقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لعلهم يعبّدون الطريق، بالتعاون مع الكتل النيابية، أمام إحداث خرق في الحائط المسدود الذي لا يزال يعطّل انتخاب رئيس للجمهورية، بانعدام التواصل بين القوى السياسية المعنية بانتخابه، خصوصاً أنهم قرروا للمرة الأولى توسيع مروحة اتصالاتهم لئلا تبقى محصورة، إضافة إلى بري، برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ومع أن القوى السياسية تفضّل التريُّث وعدم إصدار الأحكام المسبقة ريثما ينتهي سفراء «الخماسية»، السعودي وليد البخاري، والمصري علاء موسى، والفرنسي هرفيه ماغرو، والأميركية ليزا جونسون، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، من لقاءاتهم، فإنها تأمل في المقابل أن تتوصل إلى إقناع الكتل النيابية بضرورة التواصل لإخراج الاستحقاق الرئاسي من المراوحة، وضرورة فصل انتخاب الرئيس عن جبهتي الجنوب وغزة.

لا تنسيق بين «الخماسية» ولودريان

ويأتي تحرك سفراء «الخماسية» في ضوء ما يتردد عن أن عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، التي كانت مقررة في يناير (كانون الثاني) الماضي، ليست محسومة حتى الساعة، برغم أنه تواصل مع الرئيس بري الأسبوع الفائت للوقوف على ما إذا كان هناك من جديد يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، وكان الرد بأن الجديد يتعلق بالمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية، نقلاً عن كبار الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في بيروت، أن تحرك سفراء «الخماسية» لا يمت بصلة إلى الدور الذي يتولاه لودريان، وأن عودته إلى بيروت هذه المرة لا علاقة لها بتحركهم، وإنما يأتي مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأكدت المصادر النيابية أن المسار العام الذي تتحرّك على أساسه «الخماسية» غير المسار الثنائي للودريان، وقالت إن عودته لا تعني بالضرورة أنه على تنسيق معها، خصوصاً أنها أخذت على عاتقها، ومن خلال سفرائها في لبنان، توفير الدعم والمساندة لأي تحرك لبناني يراد منه تسهيل انتخاب الرئيس، وهذا ما يفسر دعمهم لمبادرة كتلة «الاعتدال». ولفتت المصادر إلى أن قطر قررت الانخراط كلياً في «الخماسية»، ما يعني أن لا صحة لما يتردد بأن لديها لائحة من المرشحين للرئاسة تسعى إلى إيصال أحدهم، وقالت إنها سحبت من التداول كل ما ينسب لموفدها إلى لبنان، جاسم بن فهد آل ثاني، وإن ما يهمها هو تسهيل انتخاب الرئيس وضرورة التقاط الفرصة في حال تم التوصل إلى هدنة في غزة لإخراج انتخابه من المراوحة.

لا مرشح لـ«الخماسية»

ورأت المصادر نفسها أن تحرك سفراء «الخماسية» يهدف إلى حث الكتل النيابية لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية، على قاعدة أن لا مرشح لديهم، وأن دورهم يبقى تحت سقف دعم الجهود الرامية إلى تذليل العقبات التي ما زالت تعطل انتخابه، وكشفت أن الولايات المتحدة، وإن كانت تضغط على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب الدائرة في غزة لتشمل جنوب لبنان، فإنها في المقابل قررت النزول بكل ثقلها لتوفير الأجواء السياسية لتسهيل انتخاب الرئيس، بخلاف موقفها في السابق المتمثل بإطلاق يد باريس في مقاربتها للملف الرئاسي من دون أن توفر لها الدعم المطلوب. وأوضحت المصادر نفسها أن سفراء «الخماسية» لن يدخلوا في لعبة الأسماء على غرار ما أقدمت عليه باريس بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، وأوقعت نفسها في خلاف مع المعارضة اضطرها لتعيد النظر في موقفها بتكليف لودريان بمواكبة الملف الرئاسي. وقالت إن الخيار الرئاسي الثالث يتقدم على الخيارات الأخرى، لكن السفراء يفضّلون الاستماع إلى وجهات نظر الكتل النيابية حول رؤيتهم للإسراع بانتخاب الرئيس. وسألت المصادر: ما الذي تغير ويدعو للركون إلى أن الطريق سالكة أمام انتخاب الرئيس؟ وهل سيتمكن السفراء من فتح كوة يمكن التأسيس عليها للرهان على أن اندفاعهم سيؤدي إلى خلط الأوراق لمصلحة ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث، لئلا يقال إن مهمتهم محصورة بملء الفراغ في الوقت الضائع إلى حين التأكد من أن الاتصالات ستؤدي إلى هدنة مؤقتة في غزة يُفترض أن تنسحب على لبنان بتسهيل انتخاب الرئيس وبخلق المناخ المؤاتي لتطبيق القرار 1701؟

لذلك، فإن مجرد اندفاع السفراء لإخراج الملف الرئاسي من الدوران في حلقة مفرغة يُفترض أن يؤدي إلى التواصل بين الكتل النيابية لمواكبة مصير الهدنة على الجبهة الغزاوية، نظراً لتعذّر فصل انتخاب الرئيس عنها في ضوء قرار «حزب الله» الاستمرار في مساندته لـ«حماس»، وبذلك يُربط انتخابه بما سيستقر عليه الوضع في غزة.

«حزب الله» والتوقيت الإيراني

فـ«حزب الله»، كما تقول مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، يتقيد بالتوقيت الإيراني في مقاربته لانتخاب الرئيس، ولا يبدي استعداداً لفصله عن جبهتي غزة والجنوب، لا بل يؤكد على التلازم، لعل تمديد الشغور في الرئاسة يعطي الفرصة الكافية لإيران لتحسين شروط تفاوضها غير المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإنه ليس في وارد تخليه عن دعمه لفرنجية حتى إشعار آخر، وهذا ما يضع محور الممانعة أمام مسؤوليته في إطالة أمد الفراغ الرئاسي. وعليه، فإن تحرك السفراء سيؤدي حتماً، بحسب المعارضة، لاختبار النيات، بدءاً بـ«حزب الله» ومدى استعداده للسير في تسوية، بخلاف اتهامه بأنه يضع الورقة الرئاسية بتصرف إيران ولن يفرج عنها في المدى المنظور، مع أن عدداً من النواب يتحدث بإيجابية عن مرونة الرئيس بري وانفتاحه للتوافق على اسم الرئيس لتسهيل انتخابه لاحقاً.



السابق

أخبار وتقارير..كيف "أخضعت" أوكرانيا أسطول البحر الأسود الروسي؟..حاكم «سامارا» الروسية: مسيرات أوكرانية قصفت مصفاة سيزران النفطية..الانتخابات الرئاسية الروسية..هجمات سيبرانية ومسيّرات..بوتين لولاية جديدة بعد إغلاق مكاتب الاقتراع اليوم..موسكو تؤكد توغلات جديدة من أوكرانيا..وشوارع بيلغورود الحدودية خالية..أوروبا تنتخب «أول زعيم أسود»..في ويلز..بنس يرفض دعم ترامب للرئاسة فرحة «منغصة» لبايدن في عيد القديس باتريك..الفلبين: مبدآن للتفاوض حول البحر الجنوبي..«مرشدة عظمى»: لقب ابنة كيم ينبئ بأنها ستخلف زعيم كوريا الشمالية؟..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..13 ألف طفل فلسطيني استشهدوا في الحرب الإسرائيلية على غزة..نتنياهو: سننفذ عمليات في رفح لبضعة أسابيع..الأمم المتحدة توثق أكثر من 20 هجوماً على سكان ينتظرون المساعدات بـ غزة..السيسي وقادة أوروبيون يؤكدون رفضهم «اجتياح رفح»..ترامب: على نتانياهو إنهاء الحرب في غزة والعودة إلى السلام..جنرالات وسياسيون إسرائيليون يطالبون بعدم التخلي عن «سياسة التجويع»..«الأونروا»: الحرب الإسرائيلية تخلف 23 مليون طن من الحطام في غزة..اليمين يطالب بإطلاق سراح إرهابي يهودي رداً على أعنف مظاهرات لعائلات المخطوفين..قوات إسرائيلية تقتحم مدناً وبلدات بالضفة الغربية وتعتقل 8 شبان..رفح: الدحلان جزء من إطار للإدارة المدنية..إدارة أميركية وتمويل إماراتي وإشراف إسرائيلي | تفاصيل «خطة الشاطئ الأزرق»..ما هي خطة «امثاليا»؟..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,697,843

عدد الزوار: 7,000,654

المتواجدون الآن: 72