أخبار لبنان..نصر الله يتوعد الإحتلال بـ«غوش دان».. وإسرائيل الأولوية لـ«حماس»..سفارات تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً.. وبكركي تحذر من قنبلة النازحين..نصرالله يؤجّل "حساب العاروري" والأولوية لقتال "بحسابات مضبوطة"..نصرالله: سنذهب إلى النهاية بلا ضوابط وسقوف..المقاومة لترميم «توازن الردع»: الحرب المقبلة غير تقليدية..محللون إسرائيليون: الرد على اغتيال العاروري سيكون من لبنان..الحرس الثوري دعا «حزب الله» إلى «الصبر الإستراتيجي» بعد اغتيال العاروري..ساحات المنطقة تهتزّ فوق «فالق غزة»..من الضاحية إلى كرمان؟..من ترابط «حماس» و«الجماعة الإسلامية» إلى «سورنة» الجبهة اللبنانية..

تاريخ الإضافة الخميس 4 كانون الثاني 2024 - 4:44 ص    عدد الزيارات 298    القسم محلية

        


نصر الله يتوعد الإحتلال بـ«غوش دان».. وإسرائيل الأولوية لـ«حماس»..

سفارات تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً.. وبكركي تحذر من قنبلة النازحين..

اللواء..على نحو غير مسبوق، تصاعدت المواجهة بين أطراف محور دول الممانعة أو المقاومة واسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ودول أوروبية اخرى، وتتالت الاحداث على نحو دراماتيكي من الضاحية الجنوبية حيث اغتال الموساد الاسرائيلي القائد في حماس الشهيد صالح العاروري وعددا من رفاقه أمس الاول. وحدث تفجير هائل في كارمان في تجمع لاحياء ذكرى اللواء قاسم سليماني، فيما ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا نقاتل في الجنوب حتى الآن لحسابات مضبوطة، ولهذا ندفع ثمناً عالياً من أرواح شبابنا، ولكن «إذا فكر العدو بشن عدوان على لبنان، فسيكون قتالنا بلا حدود، أوسقوف أو ضوابط، وهو يعرف ماذا أعني. وقالت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أنه ما بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله صار لازماً السؤال ما ذا كان أراد قول كل ما يقوله في مناسبة اغتيال الجنرال سليماني بشأن ما يمكن أن يقدم عليه حزب الله لا سيما بعد انفجار الضاحية الجنوبية أم ان خطابه يوم الجمعة سيشكل امتداداً لما تحدث به أمس مع العلم أنه لم يضف اي شيء جديد. ولفتت هذه الاوساط إلى أن هناك ترقباً لرد الحزب على اغتيال العاروري وان كلمة نصر الله لم توح بأن هناك رغبة في الحرب الموسعة ولكن في الوقت نفسه تشكل كلمته محور تقييم لا سيما من قبل القوى التي ترفض جر لبنان إلى الحرب. مددت مصادر سياسية على ان قيام اسرائيل باغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله، نقل الصراع الدائر بين حزب الله والحركة مع اسرائيل الى مرحلة جديدة تتسم بتوسيع الصراع ليشمل اغتيال القيادات الحركية، ما يعني ضمناً فتح مجال الرد على اغتيالات متبادلة بين الطرفين وتوسعة آفاق الحرب الدائرة حالياً، نحو مزيد من التصعيد، والتفلت، لما لا يمكن لاحد التكهن بتداعياتها ومخاطرها المقلقة، وما تودي إليه لاحقاً. اعتبرت المصادر ان قيام اسرائيل باغتيال العاروري، يشكل تحدياً لحزب لاله خصوصاً بعدما حذر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في وقت سابق اسرائيل علناً من تنفيذ مثل هذه العمليات الاجرامية، واعتبرها بمثابة تجاوز الخطوط الحمراء في الصراع الدائر، الامر الذي بات يرتب عليه الرد على هذا التجاوز، بعمل ما استيعاب غضبة الشعور العام للمواطنين، وللدفاع عن صدقية الحزب بحماية حلفائه ومنع اغتيالهم أو التعدي عليهم من قبل اسرائيل وغيرها. لاحظت المصادر ان لجوء اسرائيل إلى عمليات اغتيال قيادات حماس خارج حدود الحرب التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لن يقلب كفة النصر المفقود لصالحها، أو يقلب الموازين لمصلحتها، أو يعيد هيبة الجيش الاسرائيلي التي تهمشت بعملية طوفان الاقصى التي شنتها حركة حماس قبل ثلاثة اشهر، لأن معظم القيادات الحركية تعمل باالخفاء في غزة وخارجها أولاً ولأن اسلوب الاغتيالات جربته اسرائيل مراراً، واجتياح غزة أكثر من مرة ولم يود نتايجه في طمس أو انهاء القضية الفلسطينية، بل على عكس لك، استولد قيادات جديدة أكثر اصراراً على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وأشد صلابة للدفاع عن الحق الفلسطينيين في تحرير ارضهم والمطالبة بقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما ظهر جلياً في عملية طوفان الاقصى ومستتبعاتها التي ما تزال مستمرة حى اليوم ، بالرغم من القتل التدميرية لاسرائيل.

خطاب نصر الله

وقال السيد نصر الله في مهرجان الذكرى الرابعة لسليماني وأبو مهدي المهندس أقيم في الضاحية الجنوبية.فقد نفذنا أكثر من 700 عملية نفذتها المقاومة، ولم تجرأ اسرائيل على الحرب، وأكد نصر الله أن اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب: وقال: بيننا وبينكم الميدان والايام والليالي، مشيراً إلى استهداف «غوش دان» أي تدمير مصادر ومرافق الحياة في الكيان الاسرائيلي.. وقال نصر الله: ما حصل بالامس في الضاحية خطر جداً، فالجريمة لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والايام والليالي. وبانتظار كلمة إضافية حول الوضع في لبنان غداً، رأت الدوائر الاسرائيلية (القناة 12 العبرية) أن نصر الله رفع من درجة تهديداته لاسرائيل. ورأى الناطق باسم الجيش الاسرائيلي رداً على سؤال يتعلق بالرد على عمليات الحزب: نحن نركز على هذه العمليات. وبالتزامن كان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي من على حدود لبنان الجنوبية يعلن: نحن على جاهزية عالية بالشمال، ولكننا نركز حالياً على قتال حماس. وفيما تحركت الاوضاع في المنطقة من البحر الاحمر إلى العراق إلى الجهة اللبنانية، دعت إلمانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، وكذلك كنداً والسويد.

مجلس المطارنة يتخوف من قنبلة النازحين

محلياً، وفي أول بيان له في السنة الجديدة، دعا مجلس المطارنة بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب إلى الوفاء بالاستحقاق الرئاسي توفيراً على البلاد مزيداً من الانهيارات ومن عدم الاستقرار. وأعربوا عن قلقهم من واقع النازحين السوريين في لبنان لناحية ما تبين من وجود اسلحة وهو يشكل قنبلة موقوتة للامن والسلم في لبنان وطالبوا بالعمل بشكل صارم من اجل ايجاد حل لهذا الامر واراحة لبنان من هذا العبء. مالياً، كشف رئيس لجنة المال والموازنة أن اللجنة تعمل على تعديلات جوهرية على مشروع قانون موازنة العام 2024 المال من الحكومة متوقفاً عند مخالفات كبيرة. في موضوع سلفات الخزينة. إذا لا يجوز للحكومة إعطاء سلفات على مدار السنة لوزارات وادارات ولا تردّ. وبحسب قانون المحاسبة العمومية، فالسلفات تكون لمؤسسات منتجة قادرة على رد هذه السلفات. وقد طلبنا من وزارة المال لائحة بآلاف المليارات التي تسجّل كسلفات خارج الموازنة. وفي الجلسات التي تعقدها الحكومة راهناً، توافق على سلفات إضافية. فلماذا الموازنة إذا؟ واذا كان الصرف سيكون أكثر من الموازنة بسلفات خزينة لا ترد، فهذا يعني أن الحكومة تعمد الى تخبية العجز. وقد حوّلت الى مجلس النواب مشروع موازنة بعجز 17 الف مليار، بينما العجز الفعلي يصل الى أكثر من 50 مليار ليرة.

خير في الضاحية

على الارض وفيما حاولت الضاحية لملمة ما جرى في الشارع على الارض، الذي استهدف فيه الشيخ العاروري تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية أمس في الضاحية الجنوبية. بعد الجولة، قال اللواء خير «يجب ان يكون هناك تحقيقات من قبل جميع الاطراف لنعرف كل الامور التي اوصلتنا الى هنا. وبالنسبة للكشوفات التي تهم المواطن، وكما تعلمون هناك لجنة من الجيش تعمل معنا على مسح الاضرار، وهي تقريباً محدودة. في المبنى المستهدف بالصواريخ الحديثة هناك اضرار جسيمة في الطوابق الاربعة. اما المباني المجاورة فالاضرار خفيفة كالزجاج، اضافةً الى السيارات. سنقدم تقريرا مفصلا عن كل هذه الامور ونرفعه الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش . أما الامور الاخرى فتقوم بها السلطة العسكرية، وما زالت الادلة الجنائية تتابع اعمالها، ونتمنى ان يكون هناك تقرير واضح لقيادة الجيش ولمجلس الوزراء ليكشف امام كل العالم».

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. وهذه القرارات جاءت بعد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس. وأطلق الجيش الإسرائيلي النيران صباحاً، من اسلحته الرشاشة الثقيلة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، بإتجاه اطراف بلدة البستان وعيتا الشعب. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف الناقورة واللبونة. في المقابل اعلن حزب الله «اننا استهدفنا ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيها إصابات مباشرة».‏ كما «استهدفنا موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيه إصابات مباشرة». وأعلن ايضاً «استهداف تجمع لجنود اسرائيلين في محيط موقع المالكية بصاروخ بركان». كما أعلن الحزب عصراً «استهداف تجمعين لجنود العدو في محيط ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ بركان والاسلحة الصاروخية». ونعى حزب الله أمس «الشهيدين محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان». وفيما نعت المقاومة الاسلامية الشهيد محمد أكرم حمد، أغارت ليلاً الطائرات الاسرائيية على محيط رأس الناقورة.

السنيورة يسأل عن المنظمات الفلسطينية المسلّحة في الضاحية بلا موافقة لبنان

نصرالله يؤجّل "حساب العاروري" والأولوية لقتال "بحسابات مضبوطة"

نداء الوطن..التزم الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله أمس برنامج كلمته التي كانت مقررة سلفاً في ذكرى اغتيال الأميركيين قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد قبل أربع سنوات، لكنه في نهاية الكلمة المطوّلة أعطى حيّزاً للكلام على اغتيال القائد في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء، معتبراً أنّ ما جرى «جريمة خطيرة لن تبقى من دون ردّ وعقاب وبيننا الميدان والأيام والليالي». وكانت خلاصة الموقف الذي أعلنه نصرالله بعد حالة الترقب لما سيردّ به «الحزب» على اغتيال إسرائيل القائد الفلسطيني و6 آخرين من قادة «حماس» وكوادرها، قوله: «حتى الآن، نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة، لذلك ندفع ثمناً من أرواح شبابنا»، منبهاً من أنه «إذا فكر العدو في أن يشنّ حرباً على لبنان فسيكون قتالنا بلا سقوف وبلا قواعد وبلا حدود وبلا ضوابط». وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي لـ» حماس» في لبنان، موعد تشييع العاروري والقيادي عزام الأقرع، ومحمد الريس أحد كوادر الحركة في الثالثة عصر اليوم من مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة - بيروت إلى «مقبرة الشهداء» في مخيم شاتيلا. وفي الإطار نفسه، قال مصدر أمني لبناني بارز لوكالة «فرانس برس» إنّ القصف الذي أدّى الى مقتل العاروري وستة آخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت، ناجم عن «صواريخ موجّهة» أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية وليست طائرة مسيّرة، مستنداً الى عاملين: «الأول دقة الإصابة لأنه لا يمكن لمسيّرة أن تصيب بهذه الدقة، والثاني زنة الصواريخ المقدرة بنحو مئة كيلوغرام لكل منها». وفي المواقف الداخلية من مقتل العاروري، استنكر الرئيس فؤاد السنيورة «جريمة الاغتيال الجبانة «، لكنه سأل: «هل من المناسب أن يتواجد في لبنان هذا العدد من المنظمات الفلسطينية المسلحة وغيرها من منظمات مسلحة في مناطق لبنانية متعددة، ومنها في الضاحية الجنوبية لبيروت، في هذه الظروف الصعبة التي يجري خلالها تحميل لبنان أحمالاً ومسؤوليات ليس قادراً عليها؟ فضلاً عن أنّ هذا الأمر يتطلب موافقة السلطات الرسمية اللبنانية عليه». وفيما بقيت جبهة الجنوب على حماوتها أمس أفيد ليلاً عن اغتيال اسرائيل مسؤول «حزب الله» في منطقة الناقورة وثلاثة من رفاقه بغارة جوية.

نصرالله: سنذهب إلى النهاية بلا ضوابط وسقوف

الأخبار .. كانَ لبنان كما كيان الاحتلال والكثير من القوى الخارجية في انتظار خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمعرفة ما إذا كان سيغيّر مسار الحرب نحو تصعيد أكبر، وذلك ربطاً بالجريمة التي ارتكبها العدوّ أول من أمس باغتيال الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في الضاحية الجنوبية.وبعبارات مقتضبة وبنبرة هادئة، حسم نصر الله موقف المقاومة من الجريمة قائلاً: «هذه جريمة كبيرة وخطيرة ولا يُمكن السكوت عليها، ولن تبقى دون ردّ أو عقاب، وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي». وقد تعمّد نصر الله توجيه سلسلة من الرسائل باتجاهات مختلفة، ولم يقصرها على قيادة العدوّ، لكنه لفت قادة الاحتلال الى أن المقاومة «تقاتل في الجبهة مع فلسطين بحسابات مضبوطة، وإذا فكر العدو بأن يشن حرباً على لبنان، حينها سيكون قتالنا بلا حدود وبلا ضوابط وبلا سقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة جداً». وقال: «حتى الآن، نحن نحسب حساباً للمصالح اللبنانية، لكن إذا شُنّت الحرب على لبنان فإنّ مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط». كلمة نصر الله، التي ألقاها خلال احتفال أقامه حزب الله في الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أرادها مناسبة للقول صراحة للعدوّ بأن «المقاومة لن تسكت عن هذه الجريمة، وأن الحزب لا يخاف الذهاب الى الحرب»، مشدّداً مرة أخرى على جهوزية المقاومة واستعدادها للذهاب الى حرب شاملة في حال اقتضت مصلحة لبنان ذلك. كما وجّه نصر الله رسالة الى الجهات الدولية وإلى الذين ينشرون مقاربات تساهم في تقليص منسوب الخشية والقلق لدى الإسرائيليين بأن حزب الله سيبقى مضبوطاً. وشدّد نصر الله على أهمية نتائج العمليات التي بدأت في 8 تشرين الأول الماضي على لبنان، قائلاً: «استنفر الإسرائيلي بكل أسلحته وعتاده، وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان الى فتح الجبهة». وأضاف «اعتبر الإسرائيلي أن ما جرى في غزة قد يرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جدياً بالقضاء على حزب الله باعتبارها فرصة، لكن هذه الحرب على لبنان منعها أمران. الأمر الأول مسارعة المقاومة الى فتح الجبهة، ما أفقد الإسرائيلي عنصر المفاجأة، والأمر الثاني قوة المقاومة وشجاعتها وجرأتها»، معتبراً أن أهم رسالة للمقاومة في لبنان في 8 و9 تشرين أنها مقاومة شجاعة وقوية وليست مردوعة أو لها أيّ حسابات في الدفاع عن بلدها». وقال نصر الله إنّ «المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة، وهي اليوم أكثر جرأة واستعداداً للإقدام. وتحدث نصر الله عن الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إنه «خلال ثلاثة أشهر لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه أمام صورة نصر حتى الآن»، لافتاً إلى أنّ «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية».

نصر الله أكد أن الحرب على لبنان منعتها مسارعة المقاومة إلى فتح الجبهة

واعتبر أيضاً أنّ «من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أيّ من الأهداف، فالأميركي عندما يقول للإسرائيلي أن ينسحب من المدن لأنه يخاف عليه، فيما من الممكن أن تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم»، وأنّ «طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمّر الصورة الأميركية التي تم الترويج لها وقدّمها بأبشع حقائقها، لأن أميركا هي اليوم من يقتل في غزة وتمنع وقف الحرب على غزة، وما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادراً على حماية أي شعب، وهذا عبرة لنا جميعاً». ولفت السيد نصر الله إلى تجربة غزة قائلًا: «هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك. الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان. فإن كنت قوياً تفرض احترامك على العالم، وهناك مشهد قوة في غزة، رغم المظلومية الهائلة، وما جرى وضع إسرائيل على طريق الزوال الذي سنشهده جميعاً ولن يستطيع أن يحميها أحد، أما العروش العربية فلتحفظ نفسها». في تل أبيب، توقفت وسائل الإعلام أمام خطاب نصر الله، في موازاة تظهيرها ما سمّته «ذروة الجهوزية» لدى الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونقلت عن مصادر عسكرية أن الجهوزية هي «للردّ على حزب الله»، وفسّرت زيارة رئيس الأركان هرتسي هليفي للمنطقة الشمالية وتصريحاته بأن «الجيش الإسرائيلي في جهوزية قصوى على الحدود»، بأنها «رسالة واضحة الى حزب الله». وفي تحليل الخطاب، رأت إذاعة «كان» أن كلمة نصر الله حملت رسالتين الى إسرائيل، الأولى بالتأكيد على حتمية الرد على اغتيال العاروري، والثانية هي «تحذير إسرائيل أنه إذا ذهبت الى ردّ معتدّ به، بعد ردّه، فيمكن أن يتسبّب ذلك بحرب كبيرة، تدفع خلالها إسرائيل ثمناً باهظاً». ويبدو أن التوقعات الإسرائيلية وتركزها على عملية الاغتيال منعت تتبّع المقصود من الإشارة الى «الحرب الكبرى» كما وردت في الكلمة، الأمر الذي يؤكد من جديد أن التأثر العبري بالنماذج المقولبة مسبقاً لتفسير ما يحدث وتقدير الآتي ما زال على حاله. وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء يعقوب عميدرور، إن «نصر الله من جهة لا يريد الانجرار إلى الحرب، وكذلك لا يريد أن يمنحنا الذريعة للقتال في لبنان، لكنه من ناحية أخرى يتعيّن عليه أن يفعل شيئاً»، منتقداً أصل قرار اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، بقوله: «على أيّ شخص لديه يد خفيفة على الزناد، أن يتذكّر أن الحرب في لبنان أصعب من القتال في غزة، وعلى الجبهة الداخلية ستكون أصعب بعشر مرات».

المقاومة لترميم «توازن الردع»: الحرب المقبلة غير تقليدية

الاخبار..ابراهيم الأمين .. لم يكن السيد حسن نصرالله، أمس، كما كان عليه في خطابه الاول في الثالث من تشرين الثاني الماضي. خطاب أمس كان اكثر صرامة وحسماً حيال الخيارات التي يمكن للمقاومة في لبنان ان تلجأ اليها في مواجهة الحرب المفتوحة التي تشنها الولايات المتحدة واسرائيل ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق وصولا الى ايران. ومن دون الدخول في شروحات حول ما اختلف من وقائع بين الخطابين، الا ان المشهد الاجمالي صار واضحاً بصورة كبيرة. ورغم ان قائد حزب الله ركز أمس على النتائج الايجابية لعملية «طوفان الأقصى» المجيدة التي نفذتها حركة حماس في 7 اكتوبر الماضي، إلا أنه لم يخف وجود احتمالات جدية لانزلاق الامور على الجبهة مع لبنان نحو حرب واسعة.لم يكن نصرالله مضطراً إلى أن يكون صريحاً الى هذا الحد عندما قال إن اندفاعة المقاومة الى الدخول في الحرب في الثامن من تشرين الاول الماضي «كان قربة الى الله تعالى وإسنادا لأهلنا المظلومين في غزة وتخفيفاً عنهم». أي، بكلام آخر، كان يمكن لحزب الله ان لا ينخرط في الحرب بالشكل الذي انخرط فيه، على قاعدة ان متطلبات الدعم الذي تريده غزة لم يكن يفترض حكماً هذا الشكل من الاسناد العسكري. وهو كلام يختصر النقاشات التي جرت داخل قيادة حزب الله أولاً، كما يعكس نتيجة نقاش جرى بين السيد نصرالله والشهيد الشيخ صالح العاروري، في حضور الامين العام للجهاد الاسلامي زياد نخالة. كلنا يذكر طبيعة النقاش «الكيدي» الذي سبق خطاب نصرالله الاول ورافقه وتلاه. واذا وضعنا جانباً أهالي قطاع غزة الذين يحق لهم قول أي شيء، والمطالبة بكل شيء، فان كل «المزايدين» من خارج القطاع لم يقدموا للمقاومة في غزة سوى الكلام، مقابل اكثر من 130 شهيداً قدمهم حزب الله حتى اليوم. ومع ذلك، فان البحث الذي لم يخرج الى العلن من يومها، يتعلق بالواقع الذي فرضته عملية «طوفان الأقصى» على كل اللاعبين من دون استثناء. وهي عملية كسرت كل القوالب والقواعد. وكان متوقعاً ان يلجأ العدو، في ذروة استغلاله لما اعتبر «جنوناً» عند قيادته، الى كسر كل القوالب والقواعد في المقابل. وبمجرد ان يرفع العدو شعار سحق المقاومة في غزة، يكون قد فتح الباب امام وقائع مختلفة تتعلق بالصراع في المنطقة. عملياً، ما حصل هو ان العدو الذي حاول الاستفراد بغزة، كان يعرف ان لها حلفاء في المنطقة والاقليم، سيعملون على نصرتها بكل الوسائل. وكان يعلم ان الاطراف الفاعلة في محور المقاومة ستبادر الى اعادة تموضع جديدة، وصياغة سياسات جديدة، وهو ما اسس لحركة كل اطراف المحور لاحقاً، من فتح لبنان جبهته الجنوبية، الى انخراط مجموعات عراقية وحتى سورية في ضرب العدو، وصولا الى ما قام به «انصار الله» في اليمن. وكانت كل هذا الوقائع تشير الى ان العدو في صدد «حصد ما أمكن من الأهداف» خلال هذه الحرب.

لكن ما الذي حصل؟

عملياً، يمكن فهم طبيعة المساهمات من جانب المقاومة في لبنان والعراق وحتى اليمن. وهي عمليات اديرت بطريقة تحدّ من قدرة العدو على توسيع الحرب بما يناسبه، ما استدعى تدخلا اميركيا فوريا وكبيرا في المنطقة، وفي ادارة الحرب نفسها. وأراد الاميركيون من خلال تغطية العدو سياسيا، ومدّه بكل ادوات القتل، وحضور اساطيله، توجيه رسالة «ردع» في سياق خطة «ترك غزة وحدها»، وهو أمر لم يحصل، ما دفع بالعدو، عملياً، الى اتخاذ قرار غير عادي بكسر قواعد الاشتباك في ساحات عدة. لكن، سبقت هذه السياسة ورافقتها وتلتها مجموعة من الاحداث يجب النظر اليها بعناية. اذ استعاد تنظيم «داعش» حيويته فجأة، وتولى قيادة هجمات مباشرة ضد الجيش السوري وحلفائه في البادية السورية. كما برزت «الحمية» لدى مقاتلين من «جبهة النصرة»، بنسختها التركية في ادلب، لشن هجمات ضد الجيش السوري في الشمال السوري المحتل، مرورا بمحاولة تنشيط «مجموعات ارهابية» في العراق، واستفاقة النظام الاردني على عمليات «تهريب» على الحدود مع سوريا توجب تدخل قواته مباشرة في العمل على الارض ضدها... وصولا الى الجريمة البشعة التي ارتكبت امس في مسقط رأس الشهيد قاسم سليماني في ايران، والتي اتهم رئيسها اسرائيل بالوقوف خلفها. ما حصل عملياً هو ان قواعد الاشتباك التي كان معمولاً بها قبل 7 تشرين الاول سقطت. ويحاول العدو تكريس قواعد جديدة، ويفعل ذلك بالميدان، لا بالسياسة، منطلقا من قراءة لديه، ويبدو انها موجودة ايضا لدى حلفائه الاميركيين والاوروبيين وحتى بعض العرب واللبنانيين، تقوم على أن المقاومة مردوعة، والا لكانت دخلت الحرب من الباب الواسع، ومنذ اليوم الاول.

أي مصادفة حركت «داعش» و«النصرة»" في سوريا وتدخّل الاردن في سوريا والتخريب في ايران؟

كل ما سبق تمهيد ضروري لشرح أبعاد مواقف حاسمة مررها السيد نصرالله في كلمته امس. وعندما هدد العدو، بأنه في حال شن حربا على لبنان، فان المقاومة ستذهب الى الحرب حتى ابعد مدى، انما كان يقول للعدو صراحة وبوضوح: ان المقاومة في لبنان لا تقبل بقواعد الاشتباك الجديدة، وان عملية اغتيال العاروري تستوجب ردا يعيد الاعتبار الى الردع الذي كان قائماَ، وان المقاومة تتجه لتنفيذ هذا الرد عاجلا او آجلا، وفي حال عمد العدو الى التصرف بحماقة كرد على رد المقاومة، يكون قد اقحم نفسه في دائرة الحرب الواسعة، وعندها، لن تكون هناك ضوابط ولا ما يحزنون، سواء كان العدوان على غزة قد توقف، او في طريقه الى التوقف، لان المقاومة في لبنان، ودورها المتصل بما يجري في ساحات سوريا والعراق واليمن وصولا الى ايران، لديها ما تقوله في نهاية النقاش، أما العبارة الأهم في خطاب نصرالله فهي «الاستعداد لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف». وهذه إشارة الى ان الدرس الأول المستفاد من حرب غزة، هو أن على المقاومة الإستعداد لمواجهة من نوع مختلف للقوة النارية الهائلة للعدو. ما يعني، ان حرب غزة، أخذت معها كل التصورات التي كانت موجودة سابقا. وان على العدو في حال «أخطأ التقدير» ان يستعد لطريقة مختلفة في استخدام حزب الله لقوته النارية تجاه عمق الكيان، والمعادلة عندها لن تكون على شكل مبنى مقابل مبنى بل ستكون عشرات الاف القتلى في كيان العدو مقابل آلاف القتلى في لبنان، حيث يتوجب على كل صاحب عقل، ان يفكر بأن اسلحة المقاومة في اي حرب مقبلة، لن تكون على الاطلاق، أسلحة تقليدية... وهو كلام لا يمكن ان يكون على ذوق الاحتلال... فوجب التحذير!..

تحميل الولايات المتحدة أو إسرائيل مسؤولية تفجيري إيران أمر سخيف

الخارجية الأميركية: واشنطن لم تعلم مسبقاً بالضربة في بيروت

الراي.. أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لم تعلم مسبقا بالضربة في بيروت التي قتل فيها نائب زعيم حماس. وقالت إن تحميل الولايات المتحدة او اسرائيل مسؤولية تفجيري ايران أمر سخيف. وأكدت أن المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط "لا يصب في مصلحة أحد.

وصفوا العملية بـ «الحدث الأبرز في الحرب على غزة»

محللون إسرائيليون: الرد على اغتيال العاروري سيكون من لبنان

| القدس - «الراي» |.. اعتبر جميع المحللين في الصحف الإسرائيلية الصادرة، أمس، أن اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، هو الحدث الأبرز في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر. كذلك تساءلوا حول طبيعة ومدى قوة رد «حزب الله» على عملية الاغتيال في «عقر داره». واعتبر المحلل السياسي في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع، أنه حتى لو لم يكن العاروري ضالعاً في التخطيط والتنفيذ لهجوم «طوفان الأقصى»، فإن موجة العمليات المسلحة التي نفّذتها الحركة في الضفة الغربية «مسجلة باسمه». وكتب أن الاغتيال يدل على أن تهديدات مسؤولين إسرائيليين حول استئناف الاغتيالات هي «جدية وقابلة للتنفيذ»، وأن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، «بات يُدرك أنه حتى بعد ضربة 7 أكتوبر، إسرائيل تعرف كيف تدخل إلى بيته، في قلب الضاحية في بيروت»، وأن «هذه اللغة الوحيدة التي يفهمونها في الشرق الأوسط». وأشار محلل الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة نفسها، رونين برغمان، إلى أن إسرائيل كانت ضالعة في اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، في العراق، وأنه كان بالإمكان تنفيذ هذا الاغتيال بسهولة في بيروت أو دمشق، «لكنها لم تعمل هناك تحسّباً من أن يتواجد إلى جانبه مقاتلون من حزب الله، ومن شأن مقتلهم أن يستدرج الحزب إلى سلسلة ردود فعل وربما إلى حرب شاملة مع إسرائيل». واعتبر انه باغتيال العاروري فإن «إسرائيل أخذت زمام المبادرة، ولديها استعداد لتحمل مخاطر ورغبة بأن تأخذ مجدداً القيادة في حرب فعلت خلالها كل شيء باستثناء قيادة الأمور. والاغتيال يثبت أيضاً أن لدى تل أبيب معلومات أفضل بكثير حول ما يحدث في طهران وبيروت مما يحدث في غزة». وأشار المحلل العسكري في «هآرتس» عاموس هرئيل، إلى أن اغتيال العاروري يُشكّل «المرة الأولى في الحرب التي نجحت إسرائيل فيها باستهداف عضو قيادي في حماس. وعلى الأرجح أن الاغتيال سيؤدي إلى رد شديد من جانب حماس، ولكن يتوقع أن يكون هذا الرد من لبنان بالأساس». وأضاف أن «السؤال المركزي هو كيف سيرد حزب الله. كان لبنان ساحة الاغتيالات، لكن هذا مقرون بخطر تصعيد آخر مع حزب الله... ورغم ذلك، إسرائيل لم تعد تفرّق بين حماس الداخل وحماس الخارج، ولا بين المستوى العسكري في الحركة وبين المستوى السياسي»...

الحرس الثوري دعا «حزب الله» إلى «الصبر الإستراتيجي» بعد اغتيال العاروري

ساحات المنطقة تهتزّ فوق «فالق غزة»..من الضاحية إلى كرمان؟

الراي..| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- نصرالله: لن يمرّ اغتيال العاروري بلا عقاب وإذا شُنت علينا الحرب فسنذهب إليها بلا ضوابط

- المنطقة في قلب «حرب غير تقليدية» مع المرحلة الثالثة من حرب غزة

- ماذا وراء التسريب الإسرائيلي عن أن العاروري كان على موعد من نصرالله أمس؟

- تقارير عن طائرة حربية نفذت عملية اغتيال بصواريخ موجهة بالليزر

- جبهة الجنوب احتدمت ضمن نسَق «مواجهات المشاغلة» وإن بعيار أثقل

... كأنّها «وحدة ساحاتٍ» في الاستهدافات والاختراقات الأمنية الأخطر، في ما يشبه «الحربَ غير التقليدية» التي اشتعلت على تخوم بركان غزة الذي يُنْذِر تَمَدُّد حممه، من دمشق (في 25 ديسمبر)، مروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت (أول من أمس)، وصولاً إلى كرمان الإيرانية أمس بأن المنطقة برمّتها باتت في فوهة الانفجار الكبير. فبينما كان «حَبْسُ الأنفاس» على أشدّه حيال طبيعة ونوعية ومكان وزمان الردّ «الرادع» من «حزب الله» على «الإنزال» الأمني خلْف كل الخطوط الحمر الذي شكّله خرْقُ إسرائيل عمق الضاحية الجنوبية واغتيالها بضربةٍ جويةٍ موجّهة أحد أبرز «العقول الأمنية» لحركة «حماس» ومهندسي «طوفان الأقصى» صالح العاروري والقيادييْن في «كتائب القسام» سمير فندي (أبو عامر) وعزام الأقرع (أبو عمار)، إضافةً إلى 4 من كوادر الحركة (بينهم 3 لبنانيين)، بدا أن المنطقةَ «ربطتْ الأحزمةَ» مع «الهجوم الإرهابي» الذي استهدفَ مَسيرات كانت تشارك في مراسم إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني في منطقة كرمان وباغتَها تفجيرٌ متعدّد العبوات قرب المقبرة حيث ضريح القائد السابق لفيلق القدس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 190 وجرْح عشرات آخَرين. وإذا كان وقوف إسرائيل وراء اغتيال العاروري أمراً أكيداً، رغم عدم تبنّيه من تل أبيب إلا في شكل غير مباشر وسط إعلانِ رئيس «الموساد» إن «كل مَن كانت له علاقة بأحداث 7 أكتوبر مصيره الموت»، فإن الأنظارَ شخصت على مَن «ضغط على زناد» ما اعتُبر بمثابة «اغتيال ثانٍ» لسليماني، الذي كان سقط في بغداد بقصف صاروخي أميركي في 3 يناير 2020، وهل ستوجَّه طهران أصابع الاتهام لإسرائيل أم لمجموعاتٍ أصولية إرهابية، وسط اعتقادٍ بأنّ من الصعوبة بمكان الفصل بين أضلع «مثلث الموت» الذي ارتسم تباعاً منذ 25 ديسمبر باغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني، رفيق درب سليماني، رضى موسوي ثم تصفية العاروري في ضاحية «حزب الله»، وليس انتهاءً بتفجيرات كرمان. ويشي هذا المسار التصعيدي الأخطر بأن رقعةَ التوتر الأعلى تتسع ومعها الاحتمالاتُ المفتوحة على شتى السيناريوات، في ظلّ اعتبار أوساط مطلعة أن حقبةً جديدةً بالكامل دُشنتْ - ربْطاً بالمرحلة الثالثة من حرب غزة - وكان الأبرز في جولتها الأولى ما يشبه «الحزام الناري» الذي يلتفّ حول إيران، التي استُهدفت مباشرةً مرة في دمشق وأخرى على أرضها، وثالثة في «ذراعها الأقوى» أي «حزب الله» الذي تلقى ضربةً في معقله باغتيال العاروري الذي بدا «الوصول إليه» وكأنه «إصابة لعصفورين بحجر»: «حماس» بشطب أحد «المطلوبين رقم واحد» على «لائحة الإعدام» التي تفاخر بها إسرائيل، والحزب الذي اهتزّت بـ «زلزال الضاحية» معادلاتُ الردع التي كان وَضَعهَا واعتقد الجميعُ أنها بمثابة «حزامِ أمانٍ» لقادته كما لـ «صويفه» من قادة فصائل فلسطينية وغير فلسطينية تحتضنها «عاصمته» وقامت على: «ممنوع الاغتيالات لشخصيات من أي جنسية» و«قصف الضاحية خط أحمر». وقبل أن تجفّ دماءُ ضحايا مذبحة كرمان، لم تتأخّر القراءاتُ بين سطور الاعتداءات المتوالية على عموم ساحات «محور الممانعة» في ربْطها بـ «شيفرةٍ» لم يَعُد من الصعب فكّها وتتمثّل في إصرارٍ اسرائيلي على استدراج إيران و«حزب الله» إلى «محرقة غزة» فتتوحّد الساحات «بالنار» وتالياً بالحلول التي لا بدّ أن تشكل «حمّالةً» تخرج على متنها المنطقة من وضعية الحرب إلى تسويات، تسعى تل أبيب لإرساء أرضيّتها في القطاع المسفوك الدم على قواعد تهجيرية أو تدميرية تجعله «غير قابل للحياة»، وفي جنوب لبنان تحت لافتة القرار 1701، والأرجح مع طهران بما «ينزع أنيابها» التي تَعتبر حكومة بنيامين نتانياهو أنها غُرزت في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر وأنها تحاصرها على جبهتها الشمالية.

نصرالله

ومن هنا، وإذ كانت العيون مشدودةً إلى خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء أمس، باعتبار أنه سيحدّد بوصلة الردّ على اغتيال العاروري ومآلات «مواجهات المشاغَلة» على جبهة الجنوب، سرعان ما تراجَع حَدَثُ الضاحية الجنوبية أمام وَهْجِ الهجوم الدموي في كرمان بأبعاده العميقة التي وَضَعَتْ طهران أمام تحدي إدارة انفجار «كرة نار» في عقر دارها وتحديد المنفّذ وإطار «الثأر الممكن». ووصف نصرالله اغتيال العاروري بأنه «جريمة خطيرة وكبيرة لا يمكن السكوت عنها، ولن تبقى من دون ردّ وعقاب»، متوجهاً إلى الاسرائيليين «بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي».وقال في خطابه في الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني «ان اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه خطير في ذاته كجريمة ولأن العدو ضرب في الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ 2006، وما أقوله إننا باقون على ما وعدْنا به ولو كان هذا حصل ولم تكن هناك حرب، وأكرر ما جاء في بيان حزب الله بأن الجريمة لن تمرّ من دون عقاب». ورداً على «التهويل والتهديدات الاسرائيلية أقول، الحرب معنا ستكون مكلفة جداً وتهدد وجود اسرائيل، واذا شُنت الحرب فمقتضى المصلحة الوطنية اللبنانية أن نذهب في الحرب الى الأخير وبلا ضوابط وسقوف وحساب أو قواعد مثل التي تسود الجبهة حتى الساعة والتي اعتمدناها وفق مواءمة بين الرؤية الاستراتيجية وبين المصلحة الوطنية اللبنانية».

تفجير كرمان

وعلى وقع إعلان وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أنّ «انفجاري كرمان مؤامرة جديدة سترد قواتنا عليها بشكل ساحق وعاجل»، اعتبرت الأوساط المطلعة أن أي تصويبٍ من طهران بالاسم على «الفاعل» وما يرتّبه ذلك من تحديدٍ لآفاق الردّ ودائرته، سيبقى محكوماً بكيفية المواءمة بين قرارٍ برفْض الانجرار إلى حربٍ شاملة تكون فيها إيران طرفاً مباشراً وبين الحاجة إلى وقف مسار تجرؤ متمادٍ عليها ازداد منسوبه منذ 25 ديسمبر وصولاً إلى مجزرة الأمس وقبْلها «الهبوط» في عرين «حزب الله» حليفها الأقوى ونقطة الارتكاز لمحور الممانعة وفيه. وهذا الاعتبار نفسه، يَحْكم مقاربة «حزب الله» لِما بعد اغتيال العاروري الذي يُخشى أنه بات مترابطاً مع تشظياتِ هجوم كرمان، وهو ما كان عبّر عنه بيان الحرس الثوري تنديداً باغتيال الرجل القوي «مهندس وحدة الساحات»، قبل الجريمة المروّعة في محيط ضريح سليماني، حين أشار إلى «أن الصبر الإستراتيجي للمقاومة وحزب الله، تحت تأثير الآمال والأحلام المشؤومة للكيان الصهيوني وداعميه، لن يَخرج عن فلك العقلانية والمنطق والنظر إلى متطلبات محتلي القدس ومغتصبي فلسطين»، معتبراً «أن اغتيال العاروري جريمة لن تجعل حسابات المقاومة تقع في خطأ إستراتيجي». وفي حين اثار هذا الموقف - الذي اعتُبر بمثابة «وضع سقف علني» لحدود ردّ «حزب الله» على استهداف العاروري في «حضنه» وأقرب إلى «تغطية» مسبقة لِما سيعلنه نصرالله بوصفه «خياراً إستراتيجياً» - علامات استفهام حول إذا كانت طهران في ذاتها ستلجأ إلى «الصبر الاستراتيجي» بإزاء اعتداء كرمان، وهو ما سيؤشر إليه بدايةً لمَن ستحمّل مسؤولية الهجوم، فإنّ الأوساطَ المطلعة عبّرت عن مخاوف كبرى من الإمعان في حشْر إيران وحلفائها في ملعب النار الذي افتتحته «حماس» بـ «طوفان الأقصى» ولا سيما في ضوء المعاني الـ ما فوق عادية لـ «الجِراح» التي تصيب إيران مباشرة وتتوالى عليها، هي التي سبق ان فاخرتْ بأنها أحكمت النفوذ على 4 عواصم عربية، ناهيك عن دلالاتٍ خطيرة جداً أطلّت من خلف غبار اغتيال العاروري. ولعلّ أبرز هذه الدلالات تسريب وسائل إعلام إسرائيلية أن عمليةَ الضاحية جاءت عشية لقاء كان مقرَّراً أمس بين العاروري ونصرالله، بما أوحى أن تل أبيب، التي لا يمكن تصوُّر أن تكون نجحت في هذا الاغتيال من دون خرقٍ تقني وبشري، كان بإمكانها تأخير «التنفيذ» حتى ساعة اللقاء وتالياً وضْع الأمين العام لـ «حزب الله» نفسه في دائرة الخطر الشديد، وخصوصاً في ضوء ما كُشف عن أن الشقة التي استُهدف فيها العاروري أول من أمس وتحديداً الطابق الثاني أصيبت بصواريخ ذكية GBU موجّهة بالليزر خارقة للتحصينات (أسقف الاسمنت المُسلّح) وفق ما أوردتْ «قناة الجديد» التي أشارت أيضاً إلى أن العملية نُفذت بطائرة حربيّة وليس بمسيّرة. وإذ استوجب المشهد المتفجّر من الضاحية الجنوبية إلى كرمان رصداً دقيقاً لاتصالات عبر «الهواتف الحمر» في محاولةٍ لمنْع انزلاق المنطقة إلى الصِدام المدمّر الذي لا تريده الولايات المتحدة التي أفادت تقارير أن إسرائيل لم تبلغها بعملية اغتيال العاروري إلا خلال تنفيذها، فإن مجموعة مؤشرات كانت لاحت بعيد هذا الاغتيال وعكستْ القلق الدولي المتعاظم من «صب الزيت على نار» حرب غزة وإمكان أن تخرج الأمور عن السيطرة بقرار كبير أو خطأ كبير. وفي هذا الإطار، جاءت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الثلاثاء إسرائيل إلى «تجنب أي سلوك تصعيدي خاصة في لبنان»، وذلك إثر اغتيال العاروري. وأعلن قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها ماكرون بالوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الوزاري، ان الرئيس الفرنسي شدّد على أنه «ينبغي تجنّب أي سلوك تصعيدي، خصوصاً في لبنان، وأن فرنسا ستستمر في إيصال هذه الرسائل إلى كل الجهات الفاعلة المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة». وفيما كانت ارتداداتُ استهداف العاروري تطاول الوساطةَ المصرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قطرية أن مسؤولين مصريين كشفوا لها أن القاهرة أبلغت الحكومة الإسرائيلية بتجميد مشاركتها في هذه الوساطة، فقد بدا من الصعب تقدير ارتدادات مجزرة كرمان التي وقعت على «فالق غزة» وقد توضع «على مقياسٍ» من نوعٍ كاسِر للتوقعات.

التأهب الأمني

وفي موازاة هذه اللوحة البالغة التعقيد، وعلى وقع حال التأهب الأمني داخل إسرائيل وعلى الحدود مع لبنان والإعلان عن «استعدادات خاصة في نجمة داود الحمراء في أنحاء البلاد»، والتي واكبتْها تل ابيب بمحاولة التخفيف من وطأة ضربها في عمق الضاحية للمرة الأولى منذ 2006 بالحديث عن «اننا لا نستهدف لبنان، ولا حزب الله، بل كل من تورط في هجوم 7 أكتوبر»، احتدم الميدان جنوباً وإن ضمن نَسَقٍ رُبط بالمواجهات المستمرة منذ 8 اكتوبر الماضي وليس بمسار «تحمية للأرض» رداً على تصفية العاروري التي أعربت قوة «اليونيفيل» غداتها عن «قلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد تكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الخط الأزرق» مناشدة «جميع الأطراف وقف إطلاق النار، وكذلك نناشد أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس». وكثّف «حزب الله» عملياته ضد مواقع اسرائيلية ومستوطنات في شمال اسرائيل، مستخدماً صواريخ «بركان» وأسلحة أخرى، فيما زاد الطيران المعادي من وتيرة غاراته التي استهدف 11 منها منطقة اللبونة، في حين أفيد أن 3 أشخاص سقطوا في غارة طاولت منزلاً عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مركبا، ناهيك عن قصف مدفعي عنيف شمل بلدات عدة..

ألمانيا تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان على وجه السرعة

الراي.. حذرت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، من تزايد مخاطر تصعيد النزاع بين إسرائيل وحركة حماس بعد مقتل الرجل الثاني في الحركة الإسلامية، ودعت رعاياها إلى مغادرة لبنان على وجه السرعة. وكتبت الوزارة على موقعها على الانترنت «لا يمكن استبعاد تفاقم الوضع من جديد واتساع النزاع خصوصا بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في منطقة بيروت في 2 يناير 2024. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأجزاء الجنوبية من لبنان، وصولاً إلى المناطق المدنية في جنوب بيروت». وشددت على أن «الوضع الأمني في المنطقة متقلب للغاية»، داعية المواطنين الألمان إلى مغادرة هذا البلد «بأسرع وسيلة ممكنة». صيغ التحذير بعد اجتماع وحدة الأزمات التابعة للحكومة الألمانية الأربعاء. قُتل صالح العاروري وستة من مسؤولي وقيادات حماس الآخرين في ضربة نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت مكتبًا للحركة الإسلامية مساء الثلاثاء في معقل حزب الله القوي الموالي لإيران. وكانت ألمانيا قد أصدرت تحذيرا من السفر إلى لبنان في أكتوبر الماضي، عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

مقتل مسؤول بحزب الله اللبناني و3 أعضاء آخرين في ضربة إسرائيلية

الراي..قال مصدران أمنيان لـ «رويترز» إن مسؤولا محليا في حزب الله اللبناني وثلاثة أعضاء آخرين في الجماعة المتحالفة مع إيران قتلوا في وقت متأخر اليوم الأربعاء في ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان. وبذلك يرتفع عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، اليوم الأربعاء، إلى تسعة من أعضاء حزب الله في أحد أكثر الأيام دموية للجماعة منذ أن بدأت تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل في أكتوبر.

واشنطن لا ترى «رغبة واضحة» لدى «حزب الله» أو إسرائيل في الحرب

الراي..قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة لا ترى «رغبة واضحة» لدى «حزب الله» اللبناني أو إسرائيل في خوض حرب مع الآخر. وأضاف المسؤول: «على حد علمنا، لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله في خوض حرب مع إسرائيل والعكس». واستطرد قائلاً: «لكن التوتر على الحدود (بين إسرائيل ولبنان) موجود لأن حزب الله يطلق النار من حين لآخر عبر الحدود على الإسرائيليين ومن الواضح أن الإسرائيليين يردون على إطلاق النيران»..

مفارقات وتداعيات اغتيال العاروري...

من ترابط «حماس» و«الجماعة الإسلامية» إلى «سورنة» الجبهة اللبنانية

الجريدة.. منير الربيع ...يعكف الخبراء والمراقبون على رسم سيناريوهات وتداعيات محتملة لعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، فالإسرائيليون التزموا بتهديدات كانوا قد أطلقوها سابقا حول استهداف قيادات وكوادر «حماس» خارج قطاع غزة، وخصوصا في لبنان، علما أنه في أغسطس الماضي، أي قبل عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر، التي أطلقت الحرب الإسرائيلية على غزة، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد العاروري شخصيا، وهو ما رد عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأن أي اغتيال لأي شخصية فلسطينية أو سورية أو إيرانية أو لبنانية على أرض لبنان ستقابل برد قوي. خطأ أمني وفيما يتعلق بحيثيات عملية الاغتيال، هناك تساؤلات كثيرة تطرح ولا تزال التحقيقات تدور حولها، خصوصا أنه من ناحية أمنية ثمة اعتبار لوقوع خطأ أساسي في عقد اجتماع لهذا العدد من الكوادر في مكان واحد وبنفس التوقيت، في ظل ظروف الحرب الإسرائيلية المعلنة على «حماس»، فالعاروري اغتيل إلى جانب 6 كوادر من حركة حماس و«الجماعة الإسلامية». وهنا ثمة مفارقة ثانية، تتصل بالاندماج الكامل بين «الجماعة الإسلامية»، وهي فصيل إسلامي سني لبناني، وحركة حماس، خصوصا أن الجماعة قد نعت ثلاثة من كوادرها كانوا برفقة العاروري، وبحسب المعلومات أحدهم مسؤول أمني وعسكري في البقاع، والآخر مسؤول أمني تقني، وهو خبير في مجالات الاتصالات والأمن السيبراني والحروب التقنية، إضافة إلى مسؤولين عسكريين كبيرين في «كتائب القسام»، أحدهما المسؤول عن العمليات التي تشنها الكتائب انطلاقا من جنوب لبنان. رصد أم خروقات؟ وهذه ليست الحادثة الأولى التي يقضي فيها مسؤول في «حماس» إلى جانب شخصيات إسلامية أو شخصيات من الجماعة الإسلامية، ففي نوفمبر الفائت، اغتالت مسيرة إسرائيلية نائب المسؤول العسكري بـ«كتائب القسام» في لبنان خليل خراز، والذي كان برفقته شيخان من مدينة طرابلس وشابان تركيان، من هنا تجري التحقيقات حول كيفية حصول العملية، وما إذا كانت إسرائيل لديها قدرات متقدمة جدا في الرصد والتنصت أم أن هناك خروقات أمنية على مستوى عال. يأتي ذلك، بعد مغادرة حركة حماس المبنى الرئيس الحديث لـ «الجماعة الإسلامية» في مدينة صيدا، ونقل كل أنشطتها واجتماعاتها ولقاءاتها إلى الضاحية الجنوبية لبيروت. وفيما كانت «الجماعة الإسلامية» أعلنت من قبل عن تنفيذ عدد من العمليات ضد إسرائيل تحت لافتة «قوات الفجر»، عادت وانكفأت، وهنا يعتبر مسؤولون في الجماعة أن «حزب الله» أراد التضييق على الجماعة، لعدم القيام بالمزيد من العمليات، فيما انتقد مسؤولون في «الجماعة» تغييب الأمين العام لحزب الله عن ذكر «الجماعة الإسلامية» عندما أتى على ذكر الجهات التي تشن عمليات ضد إسرائيل. السيناريو السوري على مستوى آخر، ما تشير إليه العملية هو الانتقال من مسار العمليات العسكرية المباشرة إلى العمليات الأمنية والاستخبارية التي تركز على الاغتيالات، وهو طريق يحول الساحة اللبنانية إلى وضعية مشابهة للواقع السوري. هذه العمليات الأمنية قد لا تقتصر على الاغتيالات، وربما تشمل لاحقا تنفيذ عمليات استهداف وتفجير لمواقع ومراكز أو شحنات أسلحة أيضا كما هو الحال في سورية. لكن الأهم هو الخرق الإسرائيلي لكل قواعد الاشتباك واستهداف الضاحية الجنوبية بعملية اغتيال واضحة للمرة الأولى منذ عام 2006، وهو أمر يرفع سقف التحدي بالنسبة الى الحزب، خصوصا أن التجارب تشير إلى أنه غالبا عندما تشن إسرائيل هذا النوع يتحول الأمر إلى مسلسل من العمليات الأمنية المتقطعة. خطة الخروج أما السيناريوهات المحتملة لتداعيات هذا الاغتيال فيمكنها أن تقود إلى تصعيد المواجهات وتكثيفها، كما في نفس الوقت يمكنها أن تشكل مرحلة للانتقال من المواجهة العسكرية المباشرة والعمليات العنيفة والكثيفة في قطاع غزة، إلى عمليات الاغتيال والتصفية وإبقاء الحالة الحربية، خصوصا أن إسرائيل أصبحت تتعرض لضغوط كبيرة حول ضرورة وقف الحرب وإطلاق مسار المفاوضات السياسية. ما هو ثابت أنه لا أحد يريد تحويل الحرب في غزة إلى مواجهة إقليمية، فيما يمكن لإسرائيل أن تنسب لنفسها تحقيق اغتيال لقيادي كبير في «حماس» بعد عجزها عن تحقيق ذلك في قطاع غزة، خصوصا أن «حماس» وصفت العاروري بأنه مهندس «طوفان الأقصى»، ما يعني عمليا أن هذا النوع من العمليات قد يساعد الإسرائيليين على خفض العمليات العسكرية في غزة على أساس أنها «نجحت» في تصفية المسؤولين عن أحداث 7 أكتوبر، وبالتالي أصبح بالإمكان الذهاب إلى التفاوض حول مستقبل القطاع، خصوصا في ظل المساعي لإعادة تشكيل سلطة جديدة فيه تأخذ شكل حكومة وحدة وطنية.



السابق

أخبار وتقارير..دولية..موسكو تمطر كييف بالصواريخ وتضاعف ذخيرتها 17 مرة..زيلينسكي يكشف عن سبب فشل الهجوم المضاد..2024..عام الانتخابات لرسم صورة العالم..تايوان ترصد منطادين صينيين مع بدء العام الجديد..

التالي

أخبار لبنان..واغتيال العاروري..«حزب الله» يعلن مقتل أربعة من عناصره بينهم القيادي حسين يزبك..اغتيال إسرائيل لقيادات فلسطينية في بيروت: من الرصاص والتفجير إلى الطائرات..الضاحية الجنوبية مأوى القيادات الأمنية لـ«حماس»..والسياسيون خارج لبنان..إسرائيل اغتالت العاروري لاستدراج «حزب الله» للحرب..فمتى يرد وكيف؟..«عملية الخلد» تطبِق على خلايا الموساد في تركيا بعد كشف شبكات لضرب أهداف في لبنان وسوريا..القلق يسابق «عودة الحياة» في الضاحية الجنوبية لبيروت..تقرير: استهداف العاروري تمّ عبر صواريخ موجهة من طائرة حربية إسرائيلية وليس بمسيرة..الأرجنتين توقف ثلاثة أجانب بشبهة التخطيط «لعمل إرهابي»..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,655,147

عدد الزوار: 6,998,856

المتواجدون الآن: 69