متى التعدّد في الطائفة الشيعية

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 أيلول 2008 - 2:32 م    عدد الزيارات 1360    التعليقات 0

        

جورج ناصيف

منذ المواجهات العسكرية بين "حزب الله" والحزب "التقدمي الاشتراكي" في ايار الفائت، دخل النائب وليد جنبلاط في مسرى مصالحة درزية – درزية، على قاعدة الاعتراف بالحضور السياسي والشعبي للامير طلال ارسلان، والرغبة في المصالحة بين البيتين التاريخيين في الطائفة الدرزية، رغم استمرار الخلاف السياسي. وقد فاز في مسعاه فوزا عظيما.
وبعد مواجهات طرابلس التي كانت تنذر بفتنة سنية – شيعية، وسنية – علوية، سلك النائب سعد الدين الحريري المسلك نفسه، داخل البيئة السنية فاعترف بالتنوع السياسي في صفوف السنة، سواء في طرابلس او بيروت، وبسط يد المصالحة تجاه الرئيس عمر كرامي والرئيس سليم الحص، والقيادات السنية الطرابلسية التي حافظت على تمايزها عن "تيار المستقبل" وايضا، هذا المسعى يشق طريقه الى النجاح.
وسواء كانت هاتان المبادرتان، وليدتي قرار داخلي (جنبلاط) او جاءت استجابة لرغبة عربية (الحريري) فان الحصيلة ايجابية، سواء من حيث اقرارها بتعددية المرجعيات داخل الطائفة الواحدة، او اشاعتها مناخا من التسالم الاهلي.
لكن عدوى الاعتراف بالتعدد لم تنتقل بعد الى البيئة الشيعية التي تبدو ثنائيتها بين "حزب الله" وحركة "امل" أقرب الى الثنائية الشكلية، بفعل السيطرة الهائلة لـ"حزب الله"، عسكريا وتنظيميا وشعبيا. فعشرات الوجوه الشيعية التاريخية، في البيئة السياسية او الدينية، ما زالت مطاردة او محاصرة، ولا تلقى اعترافا بحضورها ووزنها من جانب الطرف المهيمن، مما يتسبب باختلال عام في العلاقات السياسية بين الطوائف.
لقد ادى ضرب التعددية التاريخية في البيئة المسيحية، خلال حرب لبنان/ او على لبنان، الى كارثة على المسيحيين الذين دخلوا، بعدها، عصر الطائفة – المعسكر المغلق، قبل ان تُسترد ثنائية او تعددية ذات شأن.
اما لدى الدروز فقد ادت الحصرية التي مورست طويلا على مستوى القيادة، الى انحباس التيارات او الوجوه غير المنتمية الى الزعامة الجنبلاطية، مما اساء الى المناخ الديموقراطي داخل طائفة الموحدين.
اما الغلبة الكاسحة لـ"الحريرية" داخل الطائفة السنية، والعائدة الى الشخصية الاستثنائية للرئيس الشهيد رفيق الحريري والى قدراته الاقتصادية الفائقة، والى تداعيات اغتياله، فضلا عن الفوران المذهبي السني – الشيعي على مستوى العالم العربي، فقد تجلّت حدود قدرتها على ضبط الايقاع السني العام في البلاد، مما أوجب الانفتاح الراهن على سائر مكونات الشارع السني السياسي.
خلاصة الامر ان الرأس الواحد في الطائفة لم يحمل خيرا لأية طائفة، فخلافا لرأي عام شعبي يظن ان التوحد الطائفي تحت قيادة واحدة، يقود الى مناعة الطائفة، فان هذا التوحد، فضلا عن استحالته اصلا، يؤدي الى قمع موقت فقط للاتجاهات الاقلوية، او المختلفة عن الطرف الغالب داخل الطائفة، والتي سرعان ما تعاود الظهور عند اول منعطف داخلي او خارجي.
لكن السؤال الذي يتطارحه كثيرون هو: الا تفضي التعددية الى تشرذم سياسي قد يتحول صداما عسكريا بين رؤوس متساوية داخل الطائفة نفسها؟
الجواب الاولي عن هذا الهاجس يقع في ضرورة المصالحات السياسية الراهنة.
فالتعدد، على قاعدة الاعتراف بحضور الآخر في مناخ ديموقراطي، سلمي، اساسه المصالحة بين التيارات السياسية ورفض الاحتكام الى السلاح، يؤسس لعلاقة صحية بين القوى السياسية والرموز الطائفية تنأى عن التصدع داخل النسيج الاجتماعي.
التعدد داخل الطائفة، والمصالحة بين التيارات السياسية، والانقطاع عن التبعية للخارج العربي او الاقليمي او الدولي، ثالوث لا مستقبل للبنان خارجه.
... او نذهب الى الاقتتال او الاستبداد الطائفي، بعيون مفتوحة.

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 157,728,472

عدد الزوار: 7,077,795

المتواجدون الآن: 68