اختلاف نتائج الاستطلاعات في تحديد نسبة انخفاض شعبية عون لأي لبنان سيصوِّت المسيحيون في انتخابات 2009 ؟

تاريخ الإضافة الإثنين 6 تشرين الأول 2008 - 8:24 ص    عدد الزيارات 1380    التعليقات 0

        

بقلم: إميل خوري

وشارك في العديد من الندوات الثقافية في شتى أقطار الوطن العربي، ونشرت أشعاره الكثير من الصحف والمجلات في مصر والدول العربية.
 السؤال الذي تختلف الاجوبة عنه هو: هل انخفضت شعبية العماد ميشال عون بنسبة كبيرة بعدما انقلب على شعاراته التي رفعها في انتخابات 2005 وبعدما بات "جنرال باريس" مختلفا في خطه السياسي عن جنرال الرابية؟
الجواب عن هذا السؤال ليس واحدا بين الناس ولا حتى بين مؤسسات استطلاع الرأي التي تختلف نتائج استطلاعاتها عن بعضها البعض، فاذا كانت مجمعة على ان شعبية العماد عون قد انخفضت فان نسبة هذا الانخفاض تختلف بين مؤسسة واخرى، فمنها من سجل انخفاضا لها بنسبة 20 في المئة ومنها من حددها بنسبة 15 او 10 في المئة فقط وذلك للأسباب الآتية:
اولاً: ان القاعدة الشعبية للعماد ميشال عون تتألف من ثلاث فئات: فئة تدين لشخصه بالولاء المطلق وتشكل عدديا نصف هذه القاعدة تقريبا، ولا تقبل مناقشة مواقف العماد عون سواء كانت خاطئة او صائبة، ومستعدة لأن تذهب الى حيث يأخذها ولو يميناً حيناً ويسارا حيناً آخر، ولا تقبل الدخول معها في نقاش او جدل لأنه نقاش عقيم. وفئة اصحاب المصالح من الطامحين او الطامعين بالوزارات والنيابات والوظائف الكبرى وهي تشكل عددياً ربع قاعدته الشعبية، وليس من مصلحتها الدخول مع العماد عون في جدل ونقاش حول مواقفه المتقلبة حتى في اليوم الواحد، وان كانت تعبر عن استيائها من هذه المواقف في مجالسها الخاصة، وليس في اجتماعات "تكتل التغيير والاصلاح" لئلا تثير غضبه وتتسبب بخروجها من هذا التكتل او من صفوف محازبيه فتفقد الامل في الحصول على الوزارات والنيابات والمناصب، لأن هؤلاء لا يملكون قوة شعبية ذاتية يعتمدون عليها اذا ما هم خرجوا عن كنف العماد عون او حزبيته بل ان قوتهم مستعارة منه فيحجبها عنهم ساعة يشاء ويجيّرها لهم ساعة يشاء. وفئة ثالثة هي فئة "الحردانين" من احزاب اخرى وقد انضموا الى حزبية العماد عون ليس حباً بها او ايمانا بعقيدتها وخطها السياسي، انما نكاية وكرهاً بأحزاب وتيارات سياسية اخرى ولا يجدون مكانا آخر لهم سوى عند العماد عون... وهذه الفئة تشكل عدديا الربع الآخر من قاعدته الشعبية، وان نتائج استطلاع الرأي تتبدل بنسبة قليلة جدا في الوسط الحزبي العوني الذي يكرر ما يقوله العماد عون خطأ كان ام صواباً ويرفض مناقشته في المواقف السياسية التي يتخذها لأنه في نظرها دائما على حق... ويتبدل التأييد بنسبة اكبر من فئة اصحاب المصالح وفئة "الحردانين" من احزاب اخرى ولكن قلة من هؤلاء تنتقل من القاعدة الشعبية للعماد عون الى قاعدة شعبية لأحزاب اخرى، والاكثرية المستاءة من مواقف عون ومن انقلابه على شعاراته التي استفاد منها في الانتخابات الماضية، تلزم الحياد والاستقلال عن الجميع، فاما انها تمتنع عن المشاركة في الانتخابات المقبلة قرفاً من الجميع، او تحدد موقفها من المرشحين في هذه الانتخابات في حينه، او في ضوء ما تمليه عليها مصالحها او مصلحة لبنان اذا كانت ستقدمها عليها...
ثانيا: ان العماد عون عندما لا يجد حوله سوى المصفقين له مهما قال ولا يجد احدا يناقشه في مواقفه السياسية حتى لو لم تكن في مصلحة لبنان السيد الحر المستقل، فانه يتمادى عندئذ في اتخاذ هذه المواقف، في حين انه يعود عنها عند وجود من يبدي ملاحظات على هذه المواقف، وينتقدها حيث ينبغي الانتقاد. بدليل انه بعد كل اجتماع لتكتل التغيير والاصلاح، يدلي العماد عون ببيان او تصريح يكون احيانا موضع انتقاد بعض اعضاء هذا التكتل ولكن خارج اجتماعاته وليس داخلها خوفا من غضب العماد عون وتوجيه كلام قاس اليهم قد يذهب به الى حد طرد من يخالفه الرأي.
ثالثا: يتميز العماد عون كزعيم عن زعماء آخرين بأنه يكاد يكون بين القلة التي تبدل مواقفها ولا يجرؤ احد على محاسبتها وان كانت تنقلب على شعاراتها. وهو ينتقل من اليمين الى اليسار بدون ان يخسر الا القليل من قاعدته الشعبية. في حين ان زعماء آخرين لو فعلوا ما يفعله عون لكانوا خسروا بسرعة نصف شعبيتهم، وهو ما حصل للرئيس فؤاد شهاب عندما اتهم بأنه حليف للتيار الناصري، وقبض هذه التهمة كثير من المسيحيين، فخسرت لائحته الانتخابية في عقر داره كسروان امام موجة التأييد المسيحي للوائح "الحلف الثلاثي" وخسر العميد ريمون اده جزءا من شعبيته عندما اتهم بالتحالف مع الفلسطينيين وتحديدا مع رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات. وخسر زعماء من شعبيتهم وسقطوا في الانتخابات لأنهم اتهموا بالتحالف مع النظام السوري على حساب سيادة لبنان واستقلاله خصوصا بعد ان اتهم هذا النظام بأنه وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
رابعا: حرص العماد ميشال عون على ان يأتي الى تكتله بنواب لا شعبية لغالبيتهم انما يستمدون منه هذه الشعبية ليصبحوا نوابا كي لا يكون لديهم الجرأة للانفصال عنه فيما لو كانوا يعتمدون على شعبيتهم الذاتية مثل النائب ميشال المر الذي رفض ان يستمر في "تكتل التغيير والاصلاح" عندما رأى ان العماد عون يستمر في لعبة تعطيل الانتخابات الرئاسية بدون مبرر ورغم الاجماع على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، في حين ان سواه من الزعماء كانوا يأتون الى تكتلهم بنواب لهم شعبيتهم الذاتية بحيث كان في استطاعتهم الانسحاب من الحزب او التكتل اذا ما تعارضت مواقفهم السياسية مع مواقف رئيس الحزب او رئيس التكتل، ولا يسكتون ولو على مضض على مواقف تتعارض ومواقفهم كما يفعل نواب في "تكتل التغيير والاصلاح" لأنهم في حاجة الى شعبية العماد عون.
لذلك لا يمكن تحديد نسبة انخفاض شعبية العماد عون بوضوح الا قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة بأسابيع ومن خلال معرفة لمن سيصوّت المسيحيون؟ هل سيصوتون بأكثريتهم لخط العماد عون السياسي المتحالف مع "حزب الله"، وقد صوتوا له في الانتخابات الماضية لأنه كان ضد هذا التحالف، ام يصوتون للخط السياسي الآخر الذي يسير فيه مرشحو قوى 14 آذار والمتحالفون معهم كي يعرف اللبنانيون عندئذ ما هو مستقبل لبنان او لبنان المستقبل.
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,172,656

عدد الزوار: 7,057,926

المتواجدون الآن: 62