أخبار لبنان..جبهة لبنان في صلب مفاوضات الدوحة..وهوكشتاين وموفد قطري إلی بيروت..ألمانيا في أرض معادية: حزب الله أوقف التواصل ويرفض بقاءها في «اليونيفل»..حرب لبنان بين خطوة إيران إلى الوراء و..«حزب الله» إلى الأمام..إسرائيل تصرّ على التفاوض بالنار وواشنطن تعرض حلها الدبلوماسي..21 قتيلا في الغارات الإسرائيلية على لبنان خلال الساعات الأخيرة..غضب بعد مساعدة صحافي إسرائيلي في تفجير مبنى بلبنان..تقييم الخسائر الإسرائيلية يحدد مصير المعركة البرية على لبنان..هل يؤدي تفجير إسرائيل أنفاق «حزب الله» إلى هزات وزلازل؟..الجيش الإسرائيلي «يمحو» قرى حدودية لبنانية..
الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 1:50 ص 231 0 محلية |
العاهل الاردني استقبل قائد الجيش اللبناني: المملكة دائما إلى جانبكم..
المصدر: Kataeb.org استقبل الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبحث معه الأوضاع في المنطقة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وتم التداول في وضع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها. وأكد الملك عبد الله الثاني أهمية دور الجيش بوصفه ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان، ووقوف المملكة الدائم إلى جانبه. وأعرب العماد عون عن شكره العميق للمملكة على دعمها المتواصل للمؤسسة العسكرية والوطن، لا سيما المساعدات الإنسانية التي قدمتْها خلال المرحلة الحالية. وجاءت هذه الزيارة تلبية لدعوة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية اللواء الركن الطيار يوسف أحمد الحنيطي لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية، وقد بحث معه سبل دعم الجيش في المرحلة الراهنة.
جبهة لبنان في صلب مفاوضات الدوحة..وهوكشتاين وموفد قطري إلی بيروت..
اللواء.....بدأ العد التنازلي لمعرفة مسار الجهود الدبلوماسية الأميركية والعربية والأوروبية في ما خصَّ وقف النار أو فتح الطريق أمام هدنة تؤدي الى اتفاقات صفقة التبادل بين اسرائيل وحركة «حماس»، امتداداً الى الجبهة الجنوبية، التي ارتبطت بـ«طوفان الأقصى»، وتحولت الى جبهة مستقلة "دفاعاً عن لبنان وشعبه"، هذه الجهود التي تتزامن مع «ضربات مؤلمة» لجنود الاحتلال الاسرائيلي وضباطه، واستقراره من تل أبيب، حيث نجح سائق الحافلة، بدهس جنود كانوا في الطريق الى الخدمة» حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح، الى غزة، حيث تمكنت حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي من اصطياد جنود وآليات ودبابات، وصولاً الى الجبهة اللبنانية، حيث يرتفع عدد جنود الاحتلال الذين يسقطون بين قتيل وجريح. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الوقت الراهن لا يعني نعي الجهود الديبلوماسية الآيلة إلى التوصل لذلك، مشيرة إلى أن المناخ لم يكن ميالا إلى هذا التوجه في ظل المواجهات الحاصلة. إلى ذلك افادت المصادر أن المبادرات بشأن وقف إطلاق النار لن تتوقف اقله من الجانب اللبناني الرسمي على ان اطالة امد الحرب ستكون له كلفته على جميع الأصعدة. اما الداخل فينشغل وفق المصادر في إحباط محاولات الفتنة وهذا ما يتم التركيز عليه، وفي حين أن العمل جار في هذا المجال، لا بوادر جديدة أو حراك ما على الملف الرئاسي. واعتبرت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، ان لبنان ينتظر على الرغم من الجرائم الاسرائيلية سواء في القصف على حارة صيدا والبقاع، حيث سقط اكثر من 10 شهداء، ما يحصل في أروقة الاجتماعات سواء في قطر أو في عواصم اخرى. وفي هذا الاطار، تطرق اجتماع الدوحة على مستوى رئيسي المخابرات الأميركية (C.I.A) والاسرائيلية (الموساد) مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى الجبهة اللبنانية، حيث اطلع المسؤول القطري المجتمعين على أن لبنان مع فصل الجبهات وتطبيق القرار 1701. وعليه، يتوجه اليوم موفد قطري الى بيروت، حاملاً ما رست عليه المحادثات من توجهات.
هوكشتاين والكابينت
وعشية وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، لعقد محادثات مع بنيامين نتنياهو، انعقد الكابينت الاسرائيلي للبحث في جدول اعمال حافل، من ضمنه الحرب على الجبهة اللبنانية، واحتمالات التسوية، بما يؤدي الى إنهاء الحرب خلال اسبوع أو أكثر. لكن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال قال ليلاً: المهم التأكد من ان حزب لله لم يعد يشكل تهديداً. ويبدو ان لهجة قادة كيان الاحتلال قد خفتت قليلاً مع خسائر الميدان اللبناني والعمليات الاخرى المساندة في داخل فلسطين المحتلة ومن العراق واليمن، فقال امس وزير الدفاع الإسرائيلي: «ليس كل هدف يمكن تحقيقه بعملية عسكرية يجب أن نتوصل إلى تسويات مؤلمة وإعادة المخطوفين». وهذا الكلام قد يكون مؤشراً على تراجع كيان الاحتلال عن شروطه التعجيزية لوقف العدوان على غزة وتالياَ وتوازياً على لبنان ما لم يقرر رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو عكس ذلك والاستمرار في التصعيد طالما انه «خاسر خاسر» عملياً في حال وقف الحرب.
المساعدات: جسر بحري بعد الجسر الجوي
إنمائياً، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي الطائرة الإغاثية الـ14 ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وتحمل الطائرة السعودية الجديدة مساعدات إغاثية من مواد غذائية وإيوائية وطبية؛ تنفيذاً لتوجيهات الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان. وتأتي هذه المساعدات في إطار دور المملكة العربية السعودية الإنساني المعهود، بالوقوف مع الشعب اللبناني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي يمر بها، وفق وكالة الأنباء السعودية «واس». كما استقبل سفير الاردن وليد الحديد في مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة سلاح الجو الملكي الاردنية المحملة بالمساعدات الاغاثية. وكان في استقبال الطائرة، بحسب ما جاء في بيان للسفارة الاردنية، من الجانب اللبناني العميد غالب كنعان مندوبا عن قائد الجيش الذي عبر عن الشكر والامتنان لملك الاردن للدعم المستمر للبنان.
جسر بحري
وبلغ اجمالي المساعدات التي قدمت من الامارات 2610 أطنان من المواد الغذائية والطبية واللوجستية للشعب اللبناني ضمن حملة « الإمارات معك يا لبنان» تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أميركي إلى الأشقاء في لبنان. ووصلت هذه المساعدات عبر جسرين: جوي من 14 طائرة ، وبحري بدأ بوصول أول سفينة اغاثة الى مرفأ بيروت، وعلى متنها اكثر من 2000 طن من المساعدات، وذلك تأكيداً من دولة الامارات الشقيقة على التزامها بدعم الشعب اللبناني.
الميدان
مدانياً، خاضت المقاومة الاسلامية اللبنانية ظهر امس، اشتباكات رشاشة وصاروخية مع جيش الاحتلال في محيط بلدة يارين حاولت التسلل الى البلدة واستمرت الى ما بعد الظهر. في الوقت نفسه يقوم العدو الإسرائيلي بقصف عنيف ومتواصل لاطراف بلدات الضهيرة ويارين وعيتا الشعب. وإعترف جيش العدو الاسرائيلي بإصابة 88 جندياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية. فيما تم اليوم الاعلان عن مقتل جندي إسرائيلي في الكتيبة 8207 لواء الون (228) في معركة جنوب لبنان. واعلن اعلام عبري عصرامس، عن نقل عدد من الاصابات بين صفوف المستوطنين في نهاريا إلى مستشفى «رامبام». كما اعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي: تحت بند سُمح بالنشر، مقتل ضابط و3 جنود في الكتيبة 8207، لواء ألون (228) وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة خلال معركة في جنوب لبنان.(امس) وفي التفاصيل، فإنّ القتلى هم:
- النقيب (احتياط) الحاخام أبراهام يوسف غولدبرغ، 43 عاماً، من القدس، حاخام عسكري في الكتيبة 8207، لواء ألون (228)، سقط في معركة في جنوب لبنان.
- الرائد (احتياط) جلعاد المالح، 30 عاماً، من القدس، مقاتل في الكتيبة 8207، لواء ألون 228.
- النقيب (احتياط) عميت حيوت 29 سنة من حيفا، قائد فصيلة في الكتيبة 8207 لواء ألون (228.
- الرائد (احتياط) إلياف عمرام أبيتبول، 36 عاماً، من إيتان، نائب قائد السرية في الكتيبة 8207، لواء ألون (228).
اعترفت وزارة الصحة الاسرائيلية، أن عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ آخر تحديث في 15 تشرين الأول وحتى 27 تشرين الأول بلغت 1110 إصابة.وقالت: عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال منذ آخر تحديث في 15 أكتوبر بلغت 784 إصابة.واشارت إلى أن عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بلغت 104 إصابات. بالمقابل، قتل في الميدان الجنوبي امس 4 جنود وأصيب 20 بجروح، عندما استهدفهم حزب لله داخل منزل على محاور القتال الأمامية.
ازمة جنود احتياط
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أنه سيكون هناك نقص كبير في جنود الاحتياط في الأيام العشرة المقبلة عندما يبدأ العام الدراسي. وقالت الصحيفة: «يتم تجاهل هذه الحقيقة على المستوى السياسي، وهذه واحدة من أصعب مشاكلنا، العديد من جنود الاحتياط طلاب خسروا العام الدراسي العام الماضي». وأضافت: «الجنود أبلغوا القادة أنهم لا ينوون الخسارة هذا العام ومعظمهم يقاتلون في غزة والضفة ولبنان.
ألمانيا في أرض معادية: حزب الله أوقف التواصل ويرفض بقاءها في «اليونيفل»..
الاخبار...ابراهيم الأمين.... في كل حرب تُشنّ على لبنان، ينكشف الدور القذر لعدد من اللاعبين الخارجيين والداخليين على حد سواء. وإذا كانت بلادنا تعرّفت منذ زمن طويل إلى شراكة الولايات المتحدة وبريطانيا مع العدو في حربه المتواصلة على لبنان وفلسطين منذ 75 عاماً، فإن الانقسام العالمي حيال جريمة الإبادة الجارية، يظهر حجم المشاركة الغربية في الحرب. وحتى من يعارض الحرب، لا يملك الشجاعة أو القدرة على لعب دور خاص، كما هي الحال مع فرنسا التي لا تدين جرائم العدو بصورة واضحة، لكنها تحاول إظهار بعض عناصر التمايز، من أجل لعب دور وسيط، وهو ما يفرض عليها سلوكاً يبدو «مستفزاً» لإسرائيل التي لا تريد أن تعطي هامشاً لأي طرف ينتقد جرائمها ولو بخجل. ويفرض سلوك بعض الدول مقاربة من نوع جديد للتعامل مع الغرب، كما هي الحال مع ألمانيا التي يبدو أنها حسمت موقفها بالانخراط بصورة كاملة في الحرب إلى جانب إسرائيل، ليس في فلسطين ولبنان فقط، بل في كل المنطقة. وإذا كان الحكم في ألمانيا، وبعض نخبه، يعيشون عقدة ذنب تجاه الجرائم ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، فإن ألمانيا انتقلت من الدعم السياسي للعدو إلى مرحلة تعاون معه لخدمة أهدافه المتعلقة بالحرب، إضافة إلى ما يتصل بالوضع الداخلي في لبنان.
سياسياً، التزمت برلين خلال العقد الأخير سياسة الحصار والملاحقة ضد كل من له صلة بقوى المقاومة في لبنان وفلسطين، بعدما حافظت حتى عام 2008 على صورة «الطرف المحايد»، ما سمح لها بلعب أدوار في ملفات حساسة، من بينها عمليات تبادل الأسرى بين المقاومة والعدو، كما استفادت من هذا الموقع لتولّي مهمة «ناقل الرسائل» بين إسرائيل وكل خصومها في المنطقة، بمن في ذلك إيران. وكانت الاستخبارات الخارجية الألمانية تحرص على إظهار تمايزها عن بقية الأجهزة الأمنية العالمية، وتتصرف من موقع أنها «تقرأ بشكل واقعي المعطيات وتبني على أساسها الخطوات العملية». لكن، مع صعود اليمين المتطرف في العالم، خصوصاً في أوروبا، عاد التيار النازي ليطل برأسه في ألمانيا، وقرّر هذه المرة توجيه أحقاده ضد العرب والمسلمين، وهو ما اتّسم به سلوك الحكومات الألمانية المتعاقبة في السنوات الـ 15 الماضية، حيث عادت الفوقية في التعاطي مع الآخرين، مع انحياز أعمى إلى كيان العدو والعمل ضد كل من يقاومه أو يعارضه. وفق هذه الاستراتيجية، بادرت ألمانيا، قبل سنوات، إلى اعتبار حزب الله بكل مكوّناته تنظيماً إرهابياً، وجنّدت المخابرات الألمانية لبنانيين وفلسطينيين للتجسس على المقاومة في لبنان وفلسطين. وأظهرت مؤشرات ميدانية أن الألمان كانوا يتشاركون هذه المعلومات مع أجهزة العدو العسكرية والأمنية. كذلك أنشأت الاستخبارات الألمانية وحدة خاصة لتجنيد عشرات اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين المهاجرين في ألمانيا. ومن وافق من هؤلاء على العمل، وجد نفسه أمام مجموعة كبيرة من المهام فرضت على بعض العملاء العودة الدائمة إلى المنطقة، أو زيارتها بشكل متكرر. مع اندلاع الحرب الوحشية ضد غزة، كان موقف الحكومة الألمانية واضحاً في دعم العدو، وعملت المصانع العسكرية الألمانية على توريد كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة إلى إسرائيل استُخدمت في الجرائم التي أدّت إلى مقتل وجرح نحو مئتي ألف فلسطيني ولبناني حتى الآن. وإلى جانب المواقف السياسية الصادرة عن كبار المسؤولين الألمان مبرّرة للعدو جرائمه، بدا الموقف النازي جلياً في كلمة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمام البرلمان الألماني في ذكرى عملية «طوفان الأقصى»، إذ اعتبرت الوزيرة النازية أن أمن إسرائيل «جزءٌ أساسي من وجود ألمانيا»، مؤكدة أن «ضمان حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها هو مسؤولية تقع أيضاً على عاتق ألمانيا». وذهبت بعيداً في توصيفها لما تقوم به إسرائيل في غزة بالقول: «في ما يتعلق بالضحايا المدنيين الفلسطينيين للحرب الإسرائيلية على غزة، فإن الدفاع عن النفس لا يعني مهاجمة الإرهابيين فحسب، بل تدميرهم». وعبّرت عن مزيد من الوحشية بالقول: «عندما يختبئ إرهابيو حماس خلف الناس وخلف المدارس، سنجد أنفسنا في مناطق معقّدة للغاية، لكن هذا لا يعني أن نتفاداها»، لتخلص إلى ما يعكس نازيتها بالقول: «لهذا السبب أوضحتُ للأمم المتحدة أن الأماكن المدنية قد تفقد حمايتها لأن الإرهابيين يستغلّونها». بالطبع، لا يُفترض أن يكون هذا الكلام مفاجئاً. لكنّ الشراكة الألمانية مع العدو انتقلت سريعاً إلى مستويات جديدة، خصوصاً على أرض الميدان في لبنان. فمن جهة، عادت الاستخبارات الألمانية لتنشط في بيروت، وتستعمل أدوات متنوعة في إطار جمع المعلومات، كما يقوم فريقها العامل ضمن قوات الطوارئ الدولية بجهود إضافية بحجة تأمين المنطقة البحرية. واستخدمت القوات الألمانية راداراتها، ليس لرصد الخروقات الإسرائيلية أو محاولة منعها أو حتى التحذير منها، بل دخلت في تعاون مع قيادة العدو لمدّها بما تجمعه أو تستشعره الرادارات من حركة وخصوصاً للمُسيّرات. وهي كانت، في مراحل سابقة، تكتفي بنقل المعلومات التي تُصنّف في «خانة الإنذار المبكر»، وهي ثغرة لدى العدو الذي لم يتمكن بعد من كشف المُسيّرات فور إطلاقها، وغالباً ما تتجاوز أكثر من 15 كيلومتراً في عمق الكيان قبل أن يكتشفها، كما يواجه صعوبة في إسقاطها أو منع عدد كبير منها من الوصول إلى أهدافه.
برّرت ألمانيا قتل إسرائيل للمدنيين في لبنان وفلسطين بأن وجود «إرهابيين» بينهم يفقدهم الحق في الحماية
لكنّ الجانب الألماني أقدم على خطوة بالغة الخطورة، عندما لجأ يوم 17 الجاري، إلى إصدار إنذار مبكر للعدو بوجود مُسيّرات تنطلق من الأراضي اللبنانية فوق البحر. ويبدو أن العدو الذي يواجه مشكلة في ملاحقة المُسيّرات، طلب المساعدة، فأطلقت سفينة ألمانية صواريخ أسقطت المُسيّرة التي تبيّن أنها تتبع للمقاومة الإسلامية. ولاحقاً، برّرت قوات «اليونيفل» الأمر بأن القوات الألمانية قامت بواجبها لجهة إزالة تهديد شعرت به نتيجة رصدها لجسم مشبوه في الأجواء. في المقابل، لم تبادر السلطات الألمانية إلى القيام بأي جهد لمنع تعرّض قوات «اليونيفل» نفسها لضربات عسكرية مباشرة من قبل جنود العدو في أكثر من موقع على طول الحدود، كما لم تدن هذه الخروقات، ولم تبادر إلى أي إجراء تجاه مُسيّرات العدو ومقاتلاته التي تمر من فوقها أو بالقرب منها بشكل متواصل، إذ توجد أكثر من عشر مُسيّرات طوال الوقت في المنطقة الجنوبية، والرادارات الألمانية قادرة على اكتشافها، بل على تعقّبها إن قررت ذلك، فضلاً عن السفن الحربية التابعة للعدو التي تقصف الأراضي اللبنانية تحت نظر البحرية الألمانية.
عملياً، يبدو أن ألمانيا قررت الانتقال كلياً إلى المحور المعادي للمقاومة، وهي تستعدّ من خلال سفارتها في بيروت للعب دور داخلي في إطار التحريض على المقاومة وسلاحها، في خطوة جعلت حزب الله يعيد النظر في نظرته إلى الدور الألماني، إذ قرّر وقف أي تواصل مع الألمان، سياسياً أو أمنياً، وعدم التعاون معهم في أي ملف يتعلق بالصراع مع إسرائيل، وهو سيرفض أي دور ألماني في أي مفاوضات حول مستقبل عمل القوات الدولية في لبنان، وصولاً إلى توجه مبدئي لدى حزب الله بالعمل على طلب إبعاد ألمانيا من المشاركة في القوات الدولية، والتعامل معها على أنها طرف معادٍ، وهو أمر ستكون له انعكاساته الكبيرة على الموقف من النشاط الألماني في لبنان.
السفارة الألمانية في لبنان: وصاية مباشرة رسمياً ومدنياً
خلال عقدين من الزمن، عملت ألمانيا، بصورة رسمية أو من خلال قوى سياسية فيها، إلى بناء شبكة علاقات واسعة في لبنان، بعضها يتعلق بالدولة ومؤسساتها. لكنّ الجهد الأبرز انصبّ على المنظمات غير الحكومية. فقد تولّت صناديق ألمانية تمويل العديد من هذه المنظمات بما في ذلك منصات إعلامية أو مجموعات تقدّم منشورات ومنتجات إعلامية. ووسّع الألمان تدخلهم من خلال تمويل عشرات الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، «صودف» أنها كلها تعارض خيار المقاومة، وتوقّع مطيعة على أوراق تمنعها من القيام بأي عمل يمكن أن يُفسر بأنه معادٍ لإسرائيل أو مناصر للمقاومة في لبنان أو فلسطين. وقد عمد الألمان، وغيرهم من الغربيين، إلى حرمان بعض المنظمات من التمويل لمجرد أن أعربت عن تضامنها مع أبناء قطاع غزة. الأمر الآخر، يتعلق بملف النازحين السوريين الذين تقود ألمانيا حرباً ضد كل من يعمل على إعادتهم إلى بلادهم. وقد هدّدت مؤسسات رسمية وشخصيات رسمية وسياسية لبنانية بوضعها على لائحة العقوبات الأوروبية في حال قامت بمحاولات لإعادة النازحين إلى سوريا الآن. وتولّت السفارة الألمانية تمويل حملات دعائية لترهيب النازحين الراغبين بالعودة، ونشر أخبار كاذبة عن تعرض العائدين إلى سوريا للملاحقة والتعذيب والقتل، في وقت يواجه عشرات آلاف السوريين في ألمانيا التمييز العنصري وتحويلهم إلى «جيش من الخدم لدى الرجل الأبيض». وكانت ألمانيا وسّعت نشاطها في لبنان بعد 17 تشرين 2019، وكان لسفيرها السابق أندرياس كيندل دور بارز، وهو الذي اشتهر بوقاحته إلى حدّ استدعائه من وزارة الخارجية (بخلاف العادة) لتوجيه تنبيه إليه بسبب مخالفته قواعد العمل الدبلوماسي في لبنان. وتدخّل كيندل بشكل هائل ومباشر في أكثر من مؤسسة، وكان له دور كبير في إدارة قاضي التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار، وأقام علاقة خاصة مع رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود. فكان يزور القضاة في مكاتبهم أو منازلهم، ويدلي بتصريحات استفزازية، ويتصرف كمن يوجّه التعليمات إلى القوى اللبنانية ومؤسساتها الرسمية («السياديون» من جماعة أميركا والسعودية لا يستفزّهم أي موقف خارجي ما عدا الصادر عن إيران أو سوريا). وسبق للدبلوماسي الألماني أن أعلن أنه «لا يمكن من الآن وصاعداً أن تمر الاغتيالات السياسية في لبنان من دون عقاب، ويجب وضع حد للتفلت من العقاب»، قبل أن تضطر حكومته إلى سحبه في حزيران 2023 وترسل في أيلول الماضي سفيراً جديداً يسير على خطى سلفه في التدخل، لكن بعيداً عن الأضواء.
القوة البحرية الألمانية: خدمات مفتوحة للعدوّ
تتولى ألمانيا قيادة قوة «اليونيفل» البحرية منذ عام 2021 وتدير مركز المعدات والتدريب البحري الذي يعمل ضمن مهام تنفيذ القرار 1701. وهناك 120 ضابطاً وجندياً من الجيش الألماني ضمن أول قوة بحرية تشارك في بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وفي 17 تشرين الأول الجاري، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن سفينة حربية ألمانية تعمل ضمن «اليونيفل» أسقطت طائرة مُسيّرة «مجهولة» في المياه بعد عملية اعتراض دقيقة، مشيراً إلى عدم وقوع أضرار بالسفينة الألمانية أو طاقمها. وأضاف أن السفينة الحربية «لودفيغشافن إم راين» تواصل مهامها. ويفرض النص الناظم لعمل القوات الدولية، على القوة البحرية في «اليونيفل» مراقبة السفن التي تدخل المياه اللبنانية وعمليات المرور البحري الأخرى، ومناداة السفن، وعند الضرورة، إحالتها إلى البحرية التابعة للقوات المسلحة اللبنانية للتفتيش. وتُسمّى عملية مراقبة السفن وتسجيلها عمليات الاعتراض البحري والتي تم تنسيقها حتى الآن من قبل إحدى سفن قوة اليونيفل البحرية التي تقوم بدوريات. وكانت قيادة عمليات الاعتراض البحري تقوم في الأساس على مركز قيادة متناوب تديره قوة اليونيفل البحرية. هذا الأمر الآن في طور التغير، حيث إن إناطة قوة اليونيفل البحرية المهمة مؤقتاً إلى البحرية اللبنانية لقيادة عمليات الاعتراض البحري تُعتبر أمراً كبيراً، لأن ذلك سيمكّن في نهاية المطاف البحرية اللبنانية، ولأول مرة منذ 16 عاماً، من السيطرة على عمليات المراقبة البحرية والاعتراض. وقد استخدمت القوة الألمانية 11 محطة رادار حديثة تنتشر على الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب. وهي محطات حصل عليها لبنان من ألمانيا نفسها، وقادرة على مراقبة شاملة (100%) لحركة المرور البحرية التي تدخل المياه الإقليمية اللبنانية، ومن بينها محطة رادار رئيسية لديها القدرة على ربط ودمج إشارات الرادار من جميع المحطات التي تغطي ما يصل إلى 48 ميلاً بحرياً.
حرب لبنان بين خطوة إيران إلى الوراء و..«حزب الله» إلى الأمام..
الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- هل يَدهس نتنياهو بإعلانه المضيّ بـ «الدوس على البنزين» المسارَ الدبلوماسي للحلّ؟
بين حادثِ الدهْس في تل أبيب، وإشاراتِ بنيامين نتنياهو إلى وجوبِ المضيّ في «الدوس على البنزين» حتى تحقيق أهداف «حرب الجبهات السبع»، مروراً باشتدادِ المواجهاتِ عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وعليها، بدتْ المنطقةُ العالقة منذ عام ونيف في قلْب «إعصار النار» في غزة وأخواتها وكأنّها أمام منعطفٍ يقودُها، إما إلى تعميقِ الحفرة التي زُجّت فيها منذ «طوفان الأقصى» وما تلاه، وإما إلى تَدارُكِ الأسوأ عبر التقاط «خشبة» الدبلوماسية العائمة فوق بحرٍ من الدم والدمار والهائمة حتى الساعة في دفاتر شروط تذكي الصراع الهائج. وغداة الضربةِ الإسرائيلية على إيران والتي تتحدّث تل أبيب وتقارير أميركية عن أنها حقّقت أهدافَها، وإن مع «كواتم للصوت والصورة»، لم تؤشر مواقفُ نتنياهو أمس، ولا نَسَقُ ضرباتِ جيشه في لبنان وعملياتِ «حزب الله» ضدّه على الحدود (كما في شمال إسرائيل) إلى أنّ تحييدَ تل أبيب، النووي ومنشآت النفط والغاز وتَجَرُّعَ طهران الهجومَ عليها، سواء تحت عنوان «الرد سيكون بحكمة وذكاء» أو معادلة «عدم التقليل منه أو المبالغة فيه»، يعنيان بالضرورة أنّ «إدارةَ الضربة» بما لا يفجّر الحربَ الإقليمية الشاملة ارتكزتْ على منصة حلٍّ جاهِز أو يقترب. وبإعلانه أمس، «نحن في خضمّ حربٍ وجوديةٍ طويلةٍ وصعبة، تكلّفنا ثمناً مؤلماً ولكننا لن نتراجع، (...) ونحن نعيدُ كتابة التاريخ ونردّ بحربِ وجودٍ على 7 جبهات ضد إيران وأذرعها»، يكون نتنياهو «أكد المؤكد» لجهة أنه يخوض حرباً يريدها «لمرة أخيرة» لاجتثاثِ ما تَعتبره تل بيب التهديد «الأخطبوطي»، وتالياً أن تَفاديه إشعالَ «برميل البارود» مع طهران هو في إطار «تعليقِ» صِدامٍ مريعٍ وإعلاء - أقله حتى «إشعار آخَر» وربما لِما بعد انقشاع الخيط الأبيض من الأسود حيال مَن سيدخل البيت الأبيض في ضوء نتائج انتخابات 5 نوفمبر - خيارَ محاولة «الفوز بالنقاط» وليس بالضربة القاضية، وذلك بمعزل عن واقعية هذا الاحتمال أم لا. وإذ بدا استنئافُ المفاوضاتِ حول غزة في قطر من ضمن هذا المناخ «الانتظاري» لمرور الانتخابات الأميركية، استوقف أوساطاً سياسية كلامُ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن أنه «في الجنوب توقّفت حماس عن العمل كمنظومة عسكرية وفي الشمال حزب الله مازال يتكبّد الخسائر والحركة والحزب لم يعودا أداة فعّالة يمكن لإيران استخدامها ضدّنا»، معتبرة أن تل أبيب بدأت تَرْمي «الشِباك» لحصْدِ نتائج الأعمال العسكرية في غزة ولبنان على شكل تسويات وتفاهمات حول «اليوم التالي» تريدها بشروطها كاملةً وإلا تفعيل المزيد من جولات القتل والتدمير الشامل و«الربط بالنار» مع إيران نفسها وفق «رسالة» فجر 26 أكتوبر. وهذا ما يفسّر، بحسب الأوساط، اعتمادَ طهران سياسة التراجع خطوة في ضوء الضربة، أقله أيضاً لتمرير 5 نوفمبر، ولكن مع دفْع «حزب الله» خطوة إلى الأمام على جبهة لبنان وكأنه «وكيلٌ» عن الجبهات السبع، بالتوازي مع انفلاشِ الغارات في شكلها المتوحّش نحو مناطق لم يسبق أن تم استهدافها (مثل حارة صيدا)، وتسبُّبها بعشراتِ الضحايا والجرحى في 24 ساعة لم تخرج معها الضاحية الجنوبية لبيروت من دائرة الاستهداف العنيف رغم استنساخ «حزب الله» للمرة الثانية إنذارات الإخلاء التي تعتمدها إسرائيل. وجاء ارتفاعُ مستوى «التطاحن» أيضاً على وقع استئناف الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين مهمته في إسرائيل التي يفترض أن يكون حمل إليها خلاصات محادثات في بيروت التي سمع فيها إصراراً على تطبيق القرار 1701 «بلا زيادة أو نقصان» ونشر الجيش اللبناني معزَّزاً في الجنوب وعلى وقف نار يكون فسحة للبحث في الحل الدبلوماسي، في وقت بدا من الصعب التكهن بالخطوة التالية لإسرائيل في ضوء الخسائر الكبرى التي يتكبّدها جيشها في محاولة تعميق التوغل البري على الحدود مع لبنان بعدما أنجرّ إلى «ملعب حزب الله المفضّل»، وأتاح له «التقاطَ الأنفاس» والمعنويات. وعلى وقع محاولة «حزب الله» الاستفادة من الضربات المتلاحقة للاحتلال براً عبر زيادة وتيرة استهدافاته الصاروخية، بهدف رفْع الضغط لوقف الغزو البري والسعي لتسييل إفشاله في أي تسويةٍ عبر إعادة التوازن ولو بالحد الأدنى إلى الميدان ومعادلات الردع، الموصولة حُكْماً أيضاً بـ «الجبهة الإيرانية» واحتمالاتها، فإن ثمة مَن لا يُسْقِط من الحساب أن يعمد نتنياهو إلى ترجمة التسريبات عن اقتراب إنهاء «المهمة» البرية بهدف وقْف الاستنزاف اليومي والاكتفاء بما يزعم أنه دمّره من بنى تحتية للحزب على الحافة الحدودية، على أن يتركَ الجنوب والضاحية والبقاع وكل منطقة يعتبر أن فيها «أهدافاً مشروعة» - وربما يوسّع بنك الأهداف - تحت رحمة الحديد والنار «رهينةً» لأي تَفاوُضٍ لن يكون بمفهومه إلا بشروطه الأمنية والعسكرية التي تشمل حتى ضبط الحدود مع سورية. وفي وقت كانت مَشهديةُ تفجيرات كفركلا والعديسة الزلزالية بـ400 طن من المتفجرات زَعَمَ الإسرائيليون أنها لتدمير «منشأة استراتيجية تحت أرضية لحزب الله (نفق بطول أكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر) تجوب الإعلام وتثير حتى أسئلةً عن احتمال تسبُّبها بزلازل (لاسيما أن إسرائيل ولبنان والأردن وسورية تقع في منطقة زلازل طبيعية)، شهد الميدان تطوراتٍ متسارعة ولاهبة مدجّجة باحتمالاتِ تصعيد أكبر». وإذ ترك تصويبُ الناطق الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مجدداً على ما يسميه «ملجأ أموال وذهب حزب الله تحت مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت» ناشراً فيديو للإعلاميين حول «المدخل» إليه (عبر سنتر الساحل في بيروت)، علاماتِ استفهام بإزاء إمكان استهداف المستشفى، وذلك غداة 8 غارات خلال ساعة شنّها الطيران الحربي على الضاحية منتصف ليل السبت - الأحد. وكانت أبرز الغارات أمس، على بلدة البرج الشمالي، مدخل صور، وقد استهدفت مبنى مدرسة «الأونروا» حيث وقع 5 ضحايا، بعيد غارة على حارة صيدا أدّت إلى سقوط 8 أشخاص وجرْح 25، وسط تقارير عن أنها كانت تستهدف مسؤولاً أمنياً في الحزب (حسين فنيش). كما استهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة في بلدة حوش بردى غرب بعلبك ما أدى الى سقوط 3 أشخاص بينهم عسكري وإصابة اثنين، وكذلك قضى 3 في غارة على زوطر الشرقية (جنوباً) و5 في جديدة مرجعيون. في المقابل، كثّف الحزب من عملياته ورشقاته التي أطلق في إحداها 75 صاروخاً دفعةً واحدة على الجليل. وأعلن استهداف كريات شمونة ليل السبت، «في إطار التحذير الذي وجهته المقاومة لعِددٍ من مستوطنات الشمال»، وقصف «قاعدة زوفولون للصّناعات العسكريّة شمال حيفا بصلية صاروخيّة كبيرة»، و«بسرب من المٌسيّرات الانقضاضية منطقة بارليف الصناعية شرق عكا»....
لبنان: إسرائيل تصرّ على التفاوض بالنار وواشنطن تعرض حلها الدبلوماسي
الاحتلال يعلن الانتقال لمرحلة برية ثانية في الجنوب...
و«حزب الله» يكثف عملياته الميدانية والنفسية
الجريدة.... بيروت - منير الربيع ....تناقض كبير يسود التقديرات العسكرية، السياسية والدبلوماسية لمسار الحرب الإسرائيلية على لبنان. تتضارب القراءات حول أفق هذه الحرب ومدتها، بين من يعتبر أنها أصبحت قريبة من الانتهاء خلال أسابيع قليلة، وبين من يعتبر أنها ستكون أطول وأن إسرائيل تنظر إلى قدرات حزب الله العسكرية بجدية خصوصاً مع توسيع عملياته ما يُبرز الحاجة إلى توسيع العملية لتقليص هذه القدرات وإنهائها. منذ بداية العملية البرّية كانت الكواليس الدولية تتحدث عن فترة 5 أسابيع ممنوحة أميركياً لتل أبيب في سبيل تحقيق الأهداف. مضت هذه الأسابيع ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق غالبية أهدافها فحزب الله كثّف عمليات إطلاق الصواريخ والمسيرات ويخوض قتالاً شرساً ضد القوات المتوغلة براً فيلحق خسائر كبيرة في صفوف الجنود. ذلك يدفع تل أبيب للتذرع بالحاجة إلى إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها، خصوصاً أنها في الأيام الأولى كانت تتحدث عن عملية محدودة جداً، وتشتمل على قرى الشريط الحدودي. يصرّ الإسرائيليون على معادلة التفاوض تحت النار، لذلك يوسعون ويكثفون من عملياتهم، وقد أعلنوا الانتقال إلى مرحلة ثانية من عمليتهم البرية للتوغل نحو خط الدفاع الثاني أي القرى الخلفية، ذلك يشير إلى حرب من شقين، الشق العسكري الميداني، والشق النفسي. التصعيد الإسرائيلي وصل إلى حارة صيدا بعمليات الاستهداف، إضافة إلى تركيز العمليات باتجاه البقاع وتكثيف عمليات الاغتيال. حزب الله يعتمد أيضاً على تكثيف عملياته الميدانية، وفي الحرب النفسية من خلال التحذيرات التي وجهها إلى سكان المستوطنات الشمالية مطالباً إياهم بإخلائها، وهو حدث استنفر دول كثيرة للسؤال عن جدية التحذير وإذا كان الحزب فعلياً قد انتقل إلى مرحلة جديدة من مواجهاته. الخلاصة أن الحزب أيضاً بدأ باعتماد مبدأ التفاوض بالنار والإمعان في خوض الحرب النفسية. وغداة إعلان حزب الله 20 «مستوطنة إسرائيلية أهدافاً مشروعة ودعا سكانها لإخلائها فوراً»، أصدر الجيش الإسرائيلي أمس، أوامر إخلاء جديدة لسكان 14 قرية في جنوب لبنان، محذراً من أنه سيضرب أهدافاً فيها. في هذا السياق، تشير مصادر دبلوماسية متابعة إلى جدية أميركية في المفاوضات، وهو ما ينظر إليه لبنان بإيجابية لا سيما مع عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والمبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين، للتأكيد على تطبيق القرار 1701 بحذافيره من دون الحديث عن تعديله، بل مع إيجاد آلية لتطبيقه. جانب مما تتركز عليه المفاوضات هو وقف إطلاق نار فوري، بعدها يبدأ حزب الله بالانسحاب من الجنوب، مقابل انسحاب الإسرائيليين من الأراضي التي توغلوا إليها، على أن تبدأ عودة السكان المهجرين على جانبي الحدود خلال فترة ستين يوماً، مع البحث في كل الآليات التطبيقية، حول دخول الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني وإعادة إنشاء مقرات ومراكز وثكنات في مناطق متقدمة، إضافة إلى دخول قوات الطوارئ الدولية وتعزيز دورها، وبحسب المعلومات فإن لبنان يوافق على تعزيز صلاحيات اليونيفيل في الجنوب والتحرك بدون تنسيق مع الجيش، وحتى القيام بمداهمة لأماكن يكون هناك شكوك في احتوائها لأسلحة، مع تشديد على أن الأملاك الخاصة لا يتم الدخول إليها إلا برفقة الجيش اللبناني. كذلك يتم العمل خلال فترة الستين يوماً على العسي لإنجاز الاستحقاقات اللبنانية ولا سيما انتخاب رئيس توافقي للجمهورية والسعي الدولي لتوفير المساعدات اللازمة للبنان لإعادة الإعمار وتكريس الاستقرار، على أن تنطلق ما بعد هذه الفترة وفي ضوء إعادة تشكيل السلطة مباحثات جدية مع القوى الدولية لإنجاز ترتيب نهائي لمسألة الحدود البرية.
«حزب الله» يُعلن قصف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال حيفا
«الاحتلال»: رصدنا إطلاق 75 صاروخاً من لبنان
الجريدة....أعلن حزب الله، اليوم الأحد، قصف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال مدينة حيفا بالصواريخ، في وقت يتواصل القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية في بيروت. وقال الحزب في بيان إنه قصف «عند الساعة 12:45 من بعد ظهر يوم الأحد تم قصف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة». إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد رصد إطلاق 75 صاروخاً من لبنان على منطقتي الجليل الأعلى والجليل الأوسط شمالاً. ونقل موقع 0404 عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه في «أعقاب التحذيرات التي تم تفعيلها في منطقتي الجليل الأعلى والجليل الأوسط، تم رصد حوالي 75 عملية إطلاق عبرت الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض بعضها ورصد تحطمها في المنطقة». وكان الموقع ذكر أن قصفاً صاروخياً من لبنان على وسط الجليل أدى إلى إصابة شخصين في بلدة طمرة والفرق في طريقها إلى مكان الحادث. بدورها، أفادت قناة 13 الإسرائيلية بـ «إصابة مباشرة في منزل في طمرة وأن تقريراً أولياً يُفيد بإصابة شخص بجروح خطيرة في المكان».....
21 قتيلا في الغارات الإسرائيلية على لبنان خلال الساعات الأخيرة
9 قتلى و38 جريحا في حصيلة نهائية لغارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا
العربية.نت – وكالات.. قُتل 21 شخصا على الأقل الأحد في غارات شنّتها إسرائيل على جنوب لبنان حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف معاقل لحزب الله، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية. وأفاد المركز بسقوط "7 قتلى و24 جريحا في حصيلة محدثة لغارة العدو الإسرائيلي على عين بعال، و"5 قتلى وجريح بسبب غارة العدو الإسرائيلي على البرج الشمالي"، و"9 قتلى و38 جريحا في حصيلة نهائية لغارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا". وتتواصل الغارات الإسرائيلية على عدد من البلدات والقرى في عمق الجنوب اللبناني، والتي استهدفت عدة بلدات حدودية أيضا منها خربة سلم، كونين، جديدة مرجعيون، وصديقين. وفي البقاع أغار الطيران الإسرائيلي على جرماش في مناطق الهرمل بعد أكثر من 12 ساعة على توقف الغارات للمرة الأولى منذ أيام. هذا وأفاد مراسل "العربية" و"الحدث" في فلسطين بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة شمالي إسرائيل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تخفيف بعض القيود الأمنية المفروضة على السكان في مناطق شمال إسرائيل. وتتواصل الغارات الإسرائيلية على عدد من البلدات والقرى في عمق الجنوب اللبناني، والتي استهدفت عدة بلدات حدودية أيضا منها خربة سلم، كونين، جديدة مرجعيون، وصديقين.
نازحة لبنانية: "كل يوم بقول أكيد هاد آخر ليلة وتخلص الحرب ونعود لبيتنا"
وفي البقاع أغار الطيران الإسرائيلي على جرماش في مناطق الهرمل بعد أكثر من 12 ساعة على توقف الغارات للمرة الأولى منذ أيام. هذا وأفاد مراسل "العربية" و"الحدث" في فلسطين بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة شمالي إسرائيل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تخفيف بعض القيود الأمنية المفروضة على السكان في مناطق شمال إسرائيل. وقالت مصادر "العربية" و"الحدث" إن 7 جنود إسرائيليين قتلوا، وأصيب 21 بعضهم بحالة خطرة في معارك جنوبي لبنان. وتفاقم التوتر أيضا في ظل الصراع المحتدم في لبنان، حيث تشن إسرائيل حملة مكثفة على جماعة حزب الله، وهي حليف إيران الرئيسي في المنطقة، لمنع الجماعة من إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل. وبعد إضعاف حماس في عملياته الدامية بقطاع غزة، نقل الجيش الإسرائيلي ثقل عملياته إلى لبنان. وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية بجنوب لبنان والسماح بعودة 60 ألف مواطن نزحوا بسبب إطلاق الصواريخ المتواصل خلال العام الماضي على شمال إسرائيل. وأصدر الجيش الإسرائيلي الأحد تحذيرات جديدة لسكان قرى عدة في جنوب لبنان بوجوب الإخلاء منبّها إلى أنه سيضرب أهدافا لحزب الله فيها. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة إكس التحذير الموجه لسكان 14 قرية في جنوب لبنان قائلا "عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال إلى شمال نهر الأولي لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير". وكان الجيش الإسرائيلي طلب قُبيل ذلك من سكان منطقتين في الضاحية الجنوبية إخلاء منازلهم، مدعيا وجود "منشآت ومواقع تابعة لحزب الله". وأسفرت الحرب عن مقتل 1620 شخصا على الأقل في لبنان منذ 23 سبتمبر، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات وزارة الصحة. كما تسببت بنزوح أكثر من 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
غضب بعد مساعدة صحافي إسرائيلي في تفجير مبنى بلبنان
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. ساعد صحافي تلفزيوني إسرائيلي الجنود في تفجير مبنى في جنوب لبنان، مما أثار انتقادات واسعة النطاق في الداخل. ورافق الصحافي المعروف من قناة «إن 12» التلفزيونية القوات البرية في إحدى العمليات. وعندما كان الجنود يعملون على تفجير مبنى كان يُستخدم على ما يبدو كموقع إطلاق ضد إسرائيل بطريقة تحت السيطرة، أعطى أحد الجنود المفجّر للمراسل الذي قام بالضغط على الزر حسب تعليماتهم. وتصاعد الدخان بعد ذلك من موقع الانفجار على مسافة بعيدة. وقال الصحافي أمام كاميرا التلفزيون: «تم تفجير منزل به مستودع ذخيرة على مرأى من إسرائيل، وهو ما يقلل التهديد الذي تواجهه دولة إسرائيل»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية». وانتقد زملاء الصحافي في إسرائيل سلوكه على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفه أحدهم بأنه «وصمة عار على مهنة الصحافة». وكتب صحافي آخر: «وظيفته هي تقديم تقرير، وليس التفجير. إذا كنت تريد القتال، فيجب عليك ارتداء الزي العسكري». ولم يصدر تعليق من الجيش أو القناة التلفزيونية على هذه الواقعة.
تقييم الخسائر الإسرائيلية يحدد مصير المعركة البرية على لبنان
الشرق الاوسط..كارولين عاكوم.. يُسجَّل في الفترة الأخيرة سقوط قتلى للجيش الإسرائيلي على جبهة جنوب لبنان بشكل شبه يومي، في المعركة البرية التي تقترب من بلوغ شهرها الأول، بحيث يجمع المراقبون على وصفها بـ«الصعبة» بالنسبة إلى الطرفين، ما يطرح علامة استفهام حول مصير هذه المعركة، وكيف سيكون تقييم الجانب الإسرائيلي لها، والقرار الذي سيتخذه بشأنها، وهو الأمر الذي يعوّل عليه اليوم «حزب الله» ولبنان ليشكّل ضغطاً على تل أبيب. وبانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الدبلوماسية التي يربطها كثيرون بنتائج الميدان، تحتدم المعارك على الأرض؛ حيث يتم تسجيل مواجهات يومية بين الطرفين. وفي حين يعلن الجيش الإسرائيلي، في بعض الأحيان، خسائره البشرية التي تشير التقديرات إلى تجاوزها 40 قتيلاً، العدد الأكبر منهم في الأيام الأخيرة، سبق أن توقَّف «حزب الله» عن نعي مقاتليه منذ نهاية الشهر الماضي، وكان عددهم حينها 508، فيما تشير التقديرات إلى أنهم باتوا اليوم نحو ألف قتيل. والأحد، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 22 جندياً وضابطاً قُتلوا في الجيش الإسرائيلي بمعارك جنوب لبنان وغزة خلال الأسبوع الأخير، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي (الأحد) مقتل جندي بعدما كان أعلن (السبت)، مقتل 4 جنود في معارك جنوب لبنان. وأشارت كذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إصابة 88 عسكرياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية. ويقول رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحصل اليوم في المواجهات البرية أمر طبيعي، لا سيما أن «حزب الله» مستعد بشكل كبير لها، وبنى أنفاقاً وحصّن نفسه ويدرك جيداً طبيعة الأرض، وبالتالي لا بدّ من أن يتكبّد الجيش الإسرائيلي الخسائر، وهو الذي أقرّه مسؤولوه من حيث صعوبة المعركة، لكن السؤال اليوم وفق قهوجي، هو: «هل الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي اليوم متوقعة أو مقبولة بعدما بات يخسر بشكل يومي بين 4 و5 جنود إضافة إلى الجرحى، أم لا تزال ضمن الهامش المقبول بالنسبة إليه والفترة التي وضعها لهذه المواجهة، مقارنة بالأهداف التي يحققها وفق وجهة نظر الإسرائيليين؟»، مضيفاً: «هذا الأمر سيتحدد في المستقبل القريب، بحيث إذا استمرّت المعركة أسابيع، فهذا يعني أنها متوقعة بالنسبة إليهم، وإذا توقفت خلال أيام يعني ذلك أنها تفوق توقعاتهم وسيعيدون حساباتهم». ويتوقف قهوجي في المقابل عند توقف «حزب الله» عن نعي مقاتليه منذ هجوم الـ«بيجرز» قائلاً: «في الفترة الأخيرة لم نعد نعرف شيئاً عن خسائر الحزب، لكن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يخبئ قتلاه، لكنه قد يفعل هذا مع الجرحى الذين يسقطون في المعركة». وسُجِّلت (الأحد) مواجهات بين الطرفين، حيث أعلن «حزب الله» استهداف قوة مشاة إسرائيلية في حولا بصاروخ، مؤكداً وقوع أفرادها بين قتيل وجريح، ومن ثم استهداف تجمعات لجنود إسرائيليين عند أطراف بلدة عيترون وجنوب بلدة الضهيرة، وعند أطراف حولا بصليات صاروخية، في حين أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى «اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش العدو بالأسلحة الرشاشة والصاروخية في محيط بلدة يارين».
تهديد جديد لمستشفى الساحل
وبعدما كانت ضاحية بيروت الجنوبية قد تعرَّضت لغارات ليلاً، جدّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تهديده لمستشفى الساحل في جنوب لبنان، بعدما سبق أن أعلن وجود مخزن للأسلحة تحته، وقامت إدارة المستشفى بجولة إعلامية لتأكيد عدم صحة الاتهامات. وليلاً، تعرّضت الضاحية الجنوبية لغارات، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم ليلاً مواقع لإنتاج وتخزين أسلحة لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية، ونفّذ غارات على 120 هدفاً في عموم لبنان في الساعات الـ24 الماضية. وبعدما أعلن أدرعي (الأحد) أنه سيكشف «معلومات مهمة عن ملجأ أموال وذهب (حزب الله) تحت مستشفى الساحل في ضاحية بيروت الجنوبية، وسندحض أكاذيبه»، عاد وتحدث عن «مدخل إلى سرداب نصر الله، حيث مئات الملايين من الدولارات مخبأة تحت المستشفى»، داعياً «مؤسسات القانون الحكومية في لبنان ووسائل الإعلام لترى بنفسها... كما عرفنا مكان نصر الله، ومكان صفي الدين، أمين عام (حزب الله) ورئيس المجلس التنفيذي، نحن نعرف أيضاً مكان المخبأ».
مقتل 8 أشخاص وإصابة 25 في حارة صيدا
في استهداف هو الأول من نوعه في منطقة حارة صيدا، نفَّذ الجيش الإسرائيلي (الأحد) عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً أمنياً في «حزب الله» أدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة 25 آخرين. وأشارت المعلومات إلى أن المستهدَف هو المسؤول الأمني في «حزب الله» حسين فنيش. وقالت وزارة الصحة في بيان إن «غارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح». واستهدفت الغارة الطابق الثالث في أحد المباني؛ ما أدى إلى دمار كبير في الأبنية السكنية وعشرات المتاجر المحيطة في المنطقة المكتظة في بلدة حارة صيدا. وضربت قوة من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في المكان، بينما واصلت فرق الإسعاف عملها في البحث عن جرحى أو قتلى. وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر (الأحد) أوامر إجلاء جديدة لسكان قرى عدة في جنوب لبنان، محذراً من أنه سيضرب أهدافاً لـ«حزب الله» فيها من دون أن تشمل بلدة حارة صيدا الواقعة على بُعد نحو 56 كيلومتراً من الحدود.
تهديد 14 قرية
وأتى استهداف حارة صيدا بعدما كان قد نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، أمر الإجلاء الموجه لسكان 14 قرية في جنوب لبنان، قائلاً: «عليكم إخلاء منازلكم فوراً والانتقال إلى شمال نهر الأولي؛ لضمان سلامتكم، يجب عليكم إخلاء المنازل دون تأخير». في موازاة ذلك، تَواصَل القصف على الجنوب والبقاع. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» باستهداف الطيران الإسرائيلي مبنى مدرسة «الأونروا» في حي صلحى في بلدة البرج الشمالي في صور (جنوب)؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وسُجِّل استهدافٌ مباشرٌ لمنازل في الجنوب، منها في بلدة حاورف وفي مدينة النبطية؛ حيث تحدّثت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» عن «تدمير منزل تدميراً كاملاً، وإلحاق أضرار فادحة بالمباني السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات» في أحد أحياء المدينة بعد قصف إسرائيلي. وكان القصف الذي تعرَّضت له بلدة النبطية الفوقا، منتصف الليل، قد أدى إلى تدمير كبير بحارة الساحة، القريبة من النادي الحسيني، التي تضم منازل تراثية قديمة، ودمّرها بالكامل وحوّل الحي المستهدف إلى ركام وخراب، وأُفيد بمقتل شخصين، وفق «الوطنية»، مشيرة كذلك إلى أن الطائرات الإسرائيلية نفَّذت غارات على منزلين في يحمر الشقيف ودمرتهما بالكامل. كذلك شنّت الطائرات الإسرائيلية غارة جوية، مستهدفة منزلاً في بلدة زوطر الشرقية في قضاء النبطية، ودمرته، وأُفيد بسقوط 3 قتلى، بحسب «الوطنية». وفي البقاع، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، بأن «مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة (فان) في بلدة حوش بردى غرب بعلبك، وأدى ذلك إلى سقوط شهيدين وجريح، وتولى فريق إطفاء الدفاع المدني إخماد الحريق». من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، «القضاء على قائد قطاع بنت جبيل في (حزب الله) أحمد جعفر معتوق، وعلى قائد المدفعية في القطاع نفسه». وأشار إلى كشف «قوات لواء جولاني عن مستودعات أسلحة تحت الأرض في مناطق سكنية في جنوب لبنان». ولفت إلى أنه «في إحدى عمليات المداهمة عثرت القوات على مستودع أسلحة تحت الأرض عثر داخله على صواريخ مضادة للدروع، وقذائف هاون، ورشاشات، وبنادق كلاشينكوف».
صواريخ على إسرائيل
في المقابل واصل «حزب الله» إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، مستهدفاً مستوطنات ومواقع عسكرية، بعد ساعات على تحذير وإنذار إلى 25 مستوطنة في شمال فلسطين بإخلائها؛ لأنه سيتعامل معها على أنها أهداف عسكرية. وفي إطار هذا التحذير قصف مدينة نهاريا. وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة». وتبنّى الحزب في بيانات أخرى قصف تجمعات جنود في شمال إسرائيل، بالإضافة إلى شنّ «هجوم جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على منطقة بارليف الصناعية شرق عكا». كذلك استهدف تجمعات إسرائيلية في مستعمرتَي المنارة ومرغليوت، ومربض الزاعورة بصليات صاروخية، ومساءً استهدف تجمعاً في مستعمرة مسكفعام بصلية صاروخية. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي (الأحد) رصد إطلاق 75 صاروخاً من لبنان على منطقتَي الجليل الأعلى والجليل الأوسط في شمال البلاد. ونقلت وسائل إعلام عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه في «أعقاب التحذيرات التي تم تفعيلها في منطقتَي الجليل الأعلى والجليل الأوسط، تم رصد نحو 75 عملية إطلاق عبرت الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض بعضها ورصد تحطمها في المنطقة». وكان الإعلام قد ذكر أن قصفاً صاروخياً من لبنان على وسط الجليل أدى إلى إصابة شخصين في بلدة طمرة، وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية بـ«إصابة مباشرة في منزل في طمرة، ما أدى إلى وقوع إصابات».
مقتل 3 مسعفين بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3 مسعفين من جمعية الرسالة التابعة لـ«حركة أمل»، الحليف الرئيسي لـ«حزب الله»، الأحد، في غارة إسرائيلية استهدفت مركزهم الطبي في إحدى قرى جنوب لبنان. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الوزارة، في بيان، إن «غارة العدو الإسرائيلي على مركز لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي - الدفاع المدني في بلدة عين بعال أدّت إلى استشهاد 3 مسعفين».
هل يؤدي تفجير إسرائيل أنفاق «حزب الله» إلى هزات وزلازل؟
وسط تضارب في آراء الخبراء
الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. أدى تفعيل حالة التأهب للزلازل في شمال إسرائيل، يوم السبت الماضي، نتيجة تفجير الجيش الإسرائيلي أنفاقاً لـ«حزب الله» في بلدتي كفركلا والعديسة الحدوديّتين بالجنوب اللبناني، إلى خشية حقيقية من أن تؤدي أطنان المتفجرات التي تستخدمها تل أبيب؛ سواء في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، إلى وقوع هزات وزلازل في المدى المنظور.
400 طن من المتفجرات
وأفادت «وكالة الأنباء الألمانية»، السبت، بأن الجيش الإسرائيلي فجّر كمية من الذخيرة عن بعد، مما استدعى إصدار تحذير من زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس «ريختر» في شمال إسرائيل والجولان. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنه «خلال عملية مشتركة مع وحدة (يهلوم) الهندسية، وأعمال تمشيط نفذت تحت الأرض، عثرت القوات على منشأة عسكرية استراتيجية تحت الأرض كان (حزب الله) أنشأها على مدار السنوات الـ15 الأخيرة، ودمرتها من خلال 400 طن من المتفجرات». وأوضح أن «النفق الذي يصل طوله إلى أكثر من كيلومتر ونصف استخدمه المخربون للمكوث لفترات طويلة، بالإضافة إلى احتوائه كثيراً من الوسائل القتالية؛ منها صواريخ مضادة للدروع، وقذائف صاروخية، وصواريخ (آر بي جيه)، وألغام، وعبوات ناسفة». وأظهرت صور وفيديوهات جرى تناقلها سلسلة تفجيرات هائلة شهدتها المنطقة في الوقت نفسه. وسبق هذه التفجيرات تفجيران كبيران ضربا الضاحية الجنوبية لبيروت، حين استُخدمت 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها ألفَي رطل، لاغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، وقنابل يصل وزنها إلى 73 طناً لاغتيال رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين.
عبث بمقدرات الطبيعة
وكان لافتاً ما نشره أستاذ الجيولوجيا الإنشائية والزلازل والبترول، طوني نمر، عبر حسابه على منصة «إكس»؛ إذ عدّ أن «ما حدث في العديسة من تفجيرات متتالية ومهولة فعّلت أجهزة رصد الهزات الأرضية في الشمال الإسرائيلي»، منبهاً إلى أن هذا يعدّ «عبثاً بمقدرات الطبيعة إلى الشمال من منخفض الحولة، حيث ينفصل فالق البحر الميت إلى فالِقَي (اليمونة) و(روم)». وأضاف: «إذا كان القرار في هذه الحرب هو عدم وجود محرّمات وضوابط في ما خص العمليات العسكرية، فينبغي الانتباه من قبل مشغلّي آلات الحرب الإسرائيلية إلى أن التفلت من الضوابط مع قوانين الطبيعة في الأماكن الخاطئة قد يؤدي إلى (احتثاث) زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول». إلا إن مديرة «مركز الجيوفيزياء» التابع لـ«المجلس الوطني للبحوث العلمية»، الدكتورة مارلين البراكس، طمأنت إلى أن «ما يحدث من تفجيرات لم يرفع احتمالات وقوع هزات وزلازل، باعتبار أن هذه التفجيرات الكبيرة أصلاً لا تحدث في أعماق كبيرة، وليست بالموقع نفسه، كما أن عددها محدود نسبياً»، موضحة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما نسجله لجهة حركة الهزات يأتي في إطار الوتيرة المعتادة». وعن سبب تفعيل حالة التأهب للزلازل في شمال إسرائيل يوم السبت الماضي، تشير البراكس إلى أنه «لدى الإسرائيليين نظام إنذار مبكر للزلازل، بحيث إذا سُجّل ارتجاج أعلى من المعتاد، يشغّل الإنذار».
4 عوامل مؤثرة
أما الاختصاصي في إدارة وطب الكوارث الدكتور جبران قرنعوني فأوضح أن «المتعارف عليه عالمياً أن الأنشطة البشرية، كالتعدين وبناء السدود والتنقيب عن النفط والغاز، أنشطة قد تؤدي إلى وقوع زلازل»، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» عن 4 عوامل قد تزيد احتمال أن تؤدي التفجيرات إلى حدوث زلزال؛ أبرزها: «نوعية الأرض وما إذا كانت صخرية أم ترابية، بوصف الصخرية أكثر تحملاً. وقوة التفجير. والعمق الذي توجد فيه المتفجرات. والموقع الذي يحدث فيه التفجير وما اذا كان موجوداً على صفائح متحركة». ولفت قرنعوني إلى أنه «إذا تكررت التفجيرات نفسها في الموقع نفسه، فإن المخاطر تصبح أكبر»، مشيراً إلى أنها «قد تؤدي أيضاً إلى انهيار أبنية تصدعت بسبب القصف».
الجيش الإسرائيلي «يمحو» قرى حدودية لبنانية
دمّر نفقاً لـ«حزب الله» بـ«400 طن من المتفجرات»
بيروت: «الشرق الأوسط».. في موازاة محاولات توغل في عمق المناطق الحدودية اللبنانية، واصل الجيش الإسرائيلي سياسة «محو» قرى بأكملها، عبر تفخيخ مربعات سكنية وتفجيرها. وهذا تحديداً ما حصل في الساعات الماضية في بلدتي ديرسريان والعديسة، حيث تسببت تفجيرات قام بها الإسرائيليون بارتجاجات أرضية شعر بها سكان البلدات المجاورة على جانبي الحدود، ظناً منهم أنها هزة أرضية. كما قام جيش الاحتلال بتفجير وهدم منازل سكنية في أحياء قريبة من الشريط الشائك في بلدة العديسة. وواضح أن الجيش الإسرائيلي يستكمل بذلك خطة يتبعها وتقضي بتفجير المنازل والمربعات السكنية في المنطقة الحدودية وتسويتها بالأرض، وهي خطة بدأت قبل أسبوع وجرى تنفيذها في قرى محيبيب وميس الجبل وعيتا الشعب وراميا وبليدا. في المقابل، وسّع «حزب الله» دائرة قصف المدن في شمال إسرائيل، وأعلن استهدافه 5 مناطق سكنية على الأقل هي كريات شمونة ومتسوفا وجعتون ويسود همعلاه، إضافة إلى الكريوت شمال مدينة حيفا، وذلك في محاولة لـ«الضغط بالنار» على الإسرائيليين. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر بـ«400 طن من المتفجرات منشأة عسكرية استراتيجية تحت الأرض» أنشأها «حزب الله» في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن المنشأة كانت في نفق يصل طوله إلى أكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر.
غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
بيروت: «الشرق الأوسط».. أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، فجر اليوم (الأحد)، بأن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله». وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا قُبيل ذلك سكان منطقتين في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، إلى إخلاء منازلهم، متحدثاً عن وجود «منشآت ومواقع تابعة لحزب الله».