أخبار لبنان..دعوات في الكونغرس لعقوبات على رئيس البرلمان اللبناني..عدوانية الاحتلال تدفع الحرب إلى الخروج عن السيطرة..الأميركيون على قرارهم: لا تسليم لإيران..انتشال جثمان هاشم صفي الدين المرشح لخلافة زعيم حزب الله حسن نصر الله..الداعمون لعون يرسمون له دوراً يفوق مجلس الوزراء..حزب الله لن يفاوض تحت النار وفرنسا تحذّر من حرب أهلية.. نحتاج 250 مليون دولار شهرياً للتعامل مع أزمة النازحين..«عقيدة» التدمير الشامل «تجوب» لبنان..وهل تتحوّل الحرب «ثقباً أسود»؟..باسيل: إيران تحارب باللبنانيين..«حزب الله ارتكب خطأ إستراتيجياً ولسنا في تحالف معه حالياً"..مصدر دبلوماسي فرنسي: لا عودة لما كان عليه الوضع في السادس من أكتوبر..نتنياهو لبلينكن: هناك حاجة لإحداث تغيير سياسي وأمني في لبنان..
الأربعاء 23 تشرين الأول 2024 - 3:20 ص 237 0 محلية |
دعوات في الكونغرس لعقوبات على رئيس البرلمان اللبناني..
مساعٍ تشريعية لـ«الضغط» على برّي لانتخاب رئيس للبلاد..
يدعو بعض المشرّعين إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه برّي
الشرق الاوسط...واشنطن: رنا أبتر... دعا النائبان الجمهوريان داريل عيسى ودارين لحود، الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، بسبب «عرقلته لعملية انتخاب رئيس»، وكتب النائبان رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة، يطالبان فيها بتعزيز الضغوط على برّي وغيره من السياسيين «المعرقلين»، بما فيها استعمال كل الأدوات اللازمة لمراجعة أصولهم المالية وتجميدها في الولايات المتحدة. إلى ذلك أفادت مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» بأن العمل جارٍ بالتوازي مع هذه الدعوات على مشاريع قوانين تدفع باتجاه فرض هذه العقوبات على برّي «وغيره من المعرقِلين»، في حال عدم تجاوب الإدارة الأميركية مع المشرّعين. وتتّهم الرسالة برّي «بالعمل ضد مصالح لبنان وشعبه»، مشيرةً إلى أنه «لا يزال يشكّل عائقاً أساسياً أمام فتح البرلمان»، وأنه يعرقل عن عَمْد الانتخابات الرئاسية، «ما يضرّ بمصالح اللبنانيين، وفُرَص تعافي البلاد في المستقبل». وحثّ عيسى ولحود الإدارة الأميركية على «ممارسة ضغوط مباشرة على برّي وغيره من الزعماء السياسيين؛ للتحرك، وإجراء انتخابات رئاسية فورية»، مشيرين إلى أن «أي تأخير مستمر من قِبل رئيس مجلس النواب، أو غيره من مسؤولين، لعرقلة الدستور وعقد جلسة برلمانية مفتوحة ونزيهة لانتخاب رئيس، هو أمر غير مقبول».
انتخاب رئيس «غير ثانوي» في ظل الأزمة الحالية
ويشدّد النائبان على ضرورة انتخاب رئيس للبلاد بأسرع وقت ممكن، مشيرين إلى أن خطوة كهذه «لا تُعدّ ثانوية في النزاع الحالي، بل إنها ذات أهمية مركزية لمستقبل لبنان»، ويضيفان: «من دون رئيس وحكومة تعمل بشكل كامل يُحرم الشعب اللبناني من صوت وطني، ويفتقر إلى هيكل قيادي واقعي للتفاوض من أجل تحقيق السلام على الحدود الجنوبية»، ويشير النائبان إلى أن «حزب الله» وإيران استفادا بشكل كبير من غياب رئيس، عبر «إدارة الأمور، والاستمرار في إيذاء الشعب اللبناني»، على حد قولهما. وتعكس الرسالة استياءً واضحاً من توجّه الإدارة الأميركية في المنطقة؛ إذ يتحدث النائبان الجمهوريان عن ضرورة تبنّي الإدارة «نهجاً أكثر صرامةً» لحل الأزمة في لبنان، ودفع الإصلاحات المطلوبة قُدماً، وتوظيف نفوذ الولايات المتحدة، بما في ذلك عبر الدول الخماسية، لفرض «عقوبات اقتصادية ذات معنى»، ويُلمِحان بأن الإدارة اختارت اعتماد «دور بعيد» في الأزمة. وتعكس الرسالة نظرة قاتمة للوضع في لبنان؛ إذ تؤكد أن «مستقبله يُكتَب مع كتابة هذه الرسالة، وأنه لم يَعُد بإمكانه تحمُّل عدم القدرة على المُضي قُدماً في الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الضرورية لمكافحة التأثير السلبي للجهات الفاعلة غير الحكومية، والفساد المستشري، والانهيار الاقتصادي بدون رئيس»، وتحث بايدن على اعتماد مقاربة مباشرة وقوية في الدفع نحو حلحلة الشَّلَل الرئاسي الحالي في لبنان. ويُعرب النائبان عن أملهما في أن تؤدي الضغوط المذكورة في حال تنفيذها إلى «دفع البرلمان لانتخاب رئيس هو الأفضل للشعب اللبناني، يعمل من أجل مستقبل سلمي قائم على أُسس قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وغيره من الاتفاقيات الدولية»، مع التشديد على أهمية الاستمرار في دعم الجيش اللبناني. وتُختم الرسالة الموجّهة إلى بايدن: «لا يمكن للنخب السياسية أن تواصل خدمة مصالحها الخاصة في وقت حاجة الشعب اللبناني؛ نظراً للمصالح الاقتصادية والإنسانية والأمنية الوطنية المعرّضة للخطر، نطلب انتباهكم العاجل».
عدوانية الاحتلال تدفع الحرب إلى الخروج عن السيطرة..
نتنياهو وغالانت يبلغان الوزير الأميركي استمرار القتال والتدمير..والجيش الإسرائيلي يؤكد «استشهاد صفي الدين»..
اللواء....وضعت العدوانية الاسرائيلية على مدن وقرى لبنان، من الضاحية والجنوب الى البقاع، الى مداخل العاصمة، ومستشفياتها، ومؤسساتها المدنية الوضع امام حافة بالغة الخطورة، مما دفع بالمقاومة الى تكثيف ضرباتها ما وراء المستعمرات الحدودية الي حيفا وصفد وعكا، وجوار هذه المدن، مما اربكها وادخل ما لا يقل عن مليون مستوطن اسرائيلي الى الملاجئ، وسط ارباك داخلي، دفع برئيس الكابنيت بنيامين نتنياهو، الى استباق اجتماعه لساعتين وأكثر مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، والذي تناول الوضع المتفجر في لبنان، وما يجري من تدمير لشمال قطاع غزة، وخنق سكانها، بأن لا احد بإمكانه ممارسة ضغوطات عليه محلية او خارجية، معتبراً ان عودة سكان الشمال الى مستعمراتهم، عهداً التزم به، وسيحققه، غافلاً عن تزايد اعداد المهددين بمغادرة منزلهم الى حين انتهاء الحرب.. وابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بلينكن ان اسرائيل ستهاجم حزب لله حتى ينسحب لما وراء نهر الليطاني، ويعود سكان الشمال، كما ابلغه انه لو توقفت العمليات العسكرية، فاستهداف حزب لله سيبقى قائماً. وفي موقف رافض لما يحمله هوكشتاين، اعلن عفيف ان لا مفاوضات تحت النار، وما لا يؤخذ بالنار لا يؤخذ بالسياسة. والجديد، اعلان حزب لله رسمياً، عبر المسؤول الاعلامي محمد عفيف، عن مسؤوليته عن قصف منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا، حيث اصابت المسيرة بدقة غرفة نومه، وألحقت بها اضراراً. وفيما تجاوز مجلس النواب بعدم اكتمال النصاب، قطوع التجديد لمطبخه التشريعي، بإبقاء القديم على قدمه، يتوجه الرئيس نجيب ميقاتي مع وفد وزاري - اداري الى باريس ومعه ملفات لبنان الكبرى، لعرضها امام المؤتمر الانساني - السياسي، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وقالت الرئاسة الفرنسية ان ماكرون سيستقبل اليوم في الاليزيه الرئيس ميقاتي.
مؤتمر باريس
وبرغم العدوان الاسرائيلي التدميري الواسع على لبنان بشراً وحجراً، استعد كلٌّ من فرنسا ولبنان لمؤتمر باريس الدولي الذي يعقد غداً وارادته فرنسا «منطلقا جديداً للمساهمة في معالجة ما يعانيه لبنان على المستويات السياسية والانسانية والعسكرية ودعما لشعب لبنان وسيادته على اراضيه». وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية اوروبية مطلعة على مجريات المؤتمر، ان بين 25 و30 دولة ستشارك فيه من دول عربية وخليجية واوروبية واميركية وافريقية، وسيمثل لبنان الرئيس ميقاتي مع وفد وزاري يضم اليه وزراء الخارجية عبد لله بو حبيب والبيئة منسق هيئة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين والاشغال علي حمية والزراعة عباس الحاج حسن والتربية عباس الحلبي. وحسب معلومات المصادر، ستكون كلمة للرئيس ميقاتي وللرئيس الفرنسي ماكرون، وسيكون المؤتمر استباقيا تحضيرياً للمرحلة التالية بعد وقف الحرب، لجهة دعم الجيش اللبناني عديداً وعتاداً ليكون جاهزا في اطار تطبيق القرار 1701، ولجهة تقديم الدعم الانساني واللوجستي لمعالجة الازمات الناشئة عن الحرب كإعادة الاعمار ومساعدة النازحين. وفي الشق الدبلوماسي سيكون لمؤتمر فرصة لإطلاق دينامية جديدة لوقف الحرب «واقتراح جديد لوقف اطلاق النار فوراً وترتيب الحلول السياسية لتطبيق القرار 1701». اما في الشق السياسي الداخلي فقالت المصادر انه سيكون فرصة ايضاً لتحقيق خرق سياسي على مستوى ماوصفته «حل ازمة مؤسساته الدستورية» عبر التوافق على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة تطلق عمل مؤسسات الدولة بدل حكومة تصريف الاعمال، ومعالجة مسبقة لموضوع الشغور في قيادة الجيش حيث تنتهي ولاية العماد جوزيف عون في شهر كانون الثاني المقبل. اضافت المصادر: ان هناك افكاراً جديدة قد تطرح لمعالجة كل هذه الامور وإخراج مؤسسات الدولة من حالة الشلل، وتصويب وتنظيم وصول المساعدات بسرعة الى مكانها المناسب. والى ذلك، يبقى المهم في المؤتمر، عدا الى الموقف الفرنسي الداعم كلياً وفعليا للبنان من دون خلفيات وتواطؤ من تحت الطاولة، الموقف الاميركي مما سيطرح من حلول ومدى الالتزام بها وامكانية الزام الكيان الاسرائيلي بالتجاوب، لا كما حصل من نقض مبادرة الرئيسين ماكرون وجو بايدن لوقف الحرب ودعم الادارة الاميركية لتصعيد العدوان التدميري على لبنان واغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله. وقالت الخارجية الاميركية انها طلبت من اسرائيل معلومات بشأن الضربة قرب مستشفى في بيروت. وقال البيت الابيض: نجري محادثات يومية مع اسرائيل بشأن لبنان، مطالباً اسرائيل باحتياطات لحماية المدنيين، مشيراً الى ان الدبلوماسية افضل سبيل لتقليل التوترات بالمنطقة.
اكبر نزوح لبناني وعودة السوريين
وحول احتياجات لبنان ووضعه، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان لبنان تعرّض لأكبر أزمة نزوح بتاريخه، وتمكنت المناطق من استيعابها، ورغم الاقاويل فإن الشعب اللبناني لا يزال متماسكاً. وكشف ان 60 الف سيارة تسبب بها النزوح، وهناك 200 طن ضافي من النفايات وان 167 مركزاً للإيواء تم فتحها في بيروت. وكشف مولوي ان الحكومة تتخذ كل الاجراءات لتأمين عودة كل السوريين الى سوريا ومغادرتهم لبنان، وهذا المسار نعمل وسنستمر بالعمل عليه، موضحاً ان 343 الف نازح سوري عادوا الى سوريا. ورفض وزير العمل مصطفى بيرم ان يتم ايواء النازحين في خيم، وقال: لا يمكن ان نسمح لشعبنا بأن يكون في خيم، فكرامة شعبنا فوق كل اعتبار، وطرحت فكرة البيوت الجاهزة. ولفت وزير الطاقة والمياه وليد فياض «بالنسبة لقطاع المياه، حددنا احتياجًا للتمويل بقيمة 161 مليون دولار أميركي، وبالنسبة للكهرباء، 311 مليون دولار أميركي. هذه استثمارات حاسمة لن تعالج الاحتياجات الفورية فحسب، بل ستضمن أيضًا المرونة الطويلة الأجل لأنظمتنا».
باسيل: لم أعد حليفاً لحزب الله
سياسياً، اعلن النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، انه ليس في واقع تحالف مع حزب لله، مشيراً الى ان الحرب القائمة بدأت بهجوم حزب لله على اسرائيل. واعتبر ان حزب لله اخطأ حين عمل على وحدة البيت الشيعي على حساب البيت اللبناني ولبنان يواجه خطر التقسيم. وفي ما خص ترشيح العماد جوزاف عون، اكد باسيل: قائد الجيش لا يملك مشروعاً للبنان، ولا يجمع اللبنانيين، وطرحت على الرئيس بري اسماء عدة للرئاسة وليس مرشحاً واحداً. لكن تكتل لبنان بعد اجتماعه امس اعلن انه لن يوفر جهداً لحماية الوحدة الوطنية، ودعا الحريصين على أمن اللبنانيين ان يتحركوا في الاتجاه نفسه.
جولة اعلامية في مستشفى الساحل
وسط ذلك، نظمت إدارة مستشفى الساحل ظهر امس، جولة تفقدية لوسائل اعلام محلية وعربية ودولية، في أرجائها، بهدف «دحض مزاعم وادعاءات الجيش الإسرائيلي أمس عن وجود أنفاق ومخابئ تحت مبناها الكائن على طريق المطار، تحتوي على ملايين الدولارات من العملات الورقية ومن الذهب». وجال مدير المستشفى مازن علامة برفقة الإعلاميين في أقسام المستشفى للتأكد من خلوها من أي مظهر عسكري. وأبدى علامة قلقه من «إمكان حدوث كارثة انسانية في حال تم اغلاق المستشفى بسبب التهديدات الاسرائيلية، الامر الذي سيتسبب بوفاة الكثير من المرضى، لأن كل المستشفيات في لبنان ممتلئة».
الميدان
ميدانياً، اتخذت عمليات القصف الاسرائيلي ابعاداً تدميرية، لا تبقى ولا تذر، من الابنية والامكنة التي تستهدفها، سواء قرب مستشفى الرئيس رفيق الحريري (وهو مستشفى حكومي) ومرفأ الصيادين في الاوزاي، والاحياء الآمنة في حارة حريك والليلكي وبرج البراجنة امتداداً الى السان تيريز. وتسببت الغارة على منطقة الجناح - محيط مستشفى الحريري التي ادت الى استشهاد 18 شخصاً (بينهم 4 اطفال) فيما ارتفع عدد الجرحى الى ستين شخصاً. كما استهدفت الطائرات الاسرائيلية مأتم عزاء لاحد الشهداء في بلدة تفاحتا (قضاء صيدا - الزهراني) وادت الى استشهاد 9 اشخاص من عائلة واحدة. كما ادت الغارة على منطقة المعالي في بعلبك - الهرمل الى 5 شهداء و10 جرحى.
الاستهدافات
واعلنت المقاومة الاسلامية عن شن هجوم بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة إلياكيم جنوب حيفا، وألحقت بها خسائر مباشرة. واستهدفت المقاومة قوة لجنود العدو اثناء تقدمها باتجاه دبابة الميركافا المستهدفة في اطراف موجه، وحققت اصابات مباشرة. وطالت المقاومة قبة نيريت وقاعدة غاليوت في ضواحي تل ابيب بالصواريخ النوعية، كما اصابت شركة تاع للصناعات العسكرية، وسقطت ايضاً على قاعدة «سيتلاماريس» البحرية شمال غرب حيفا. ولوقت طويل، استمر الجيش الاسرائيلي بالبحث عن مسيرة، اطلقت من لبنان، وعجزت القبة الحديدية و«مقلاع داود» من كشفها، فضلاً عن المروحيات. وفتح الجيش الاسرائيلي تحقيقاً حول اسقاط مسيرة اسرائيلية فوق جبشيت. ونفذت المقاومة امس اكثرمن ٣٥ عملية ضد كيان العدو الاسرائيلي فقصفت المقاومة الإسلامية امس قبة نيريت في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية وقاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا بصلية صاروخية نوعية. و قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية. ودبابة ميركافا في تلة العقبة في رب ثلاثين بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. واعلن المتحدث باسم جيش العدو عن مقتل نائب قائد الكتيبة 9308 لواء ألوان (228) في معركة في جنوب لبنان مع جندي آخر. كما تحدث مصدر عسكري عن ضابطاً في قوات الاحتياط خلال معارك جنوب لبنان. واعلنت ادارة مستشفى «زيف» في صفد انها استقبلت امس 14 جندياً اسرائيلياً بجروح متفاوتة، من جراء القتال على الحدود اللبنانية. وليلاً، جددت اسرائيل تهديداتها على الضاحية الجنوبية، عبر انذار وجهه ادرعي الى حارة حريك، والليلكي وبرج البراجنة، وعلى الفور بدأ الجيش الاسرائيلي بتنفيذ غارات على الضاحية الجنوبية. وليلاً، اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان رئيس المجلس التنفيذي لحزب لله السيد هاشم صفي الدين تمت عملية قتله مع مجموعة اخرى من الشهداء. كما فهم، انه تم انتشال جثمان السيد صفي الدين مع الشهداء الآخرين. واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي عن اغتيال السيد صفي الدين قبل ثلاثة اسابيع.
الأميركيون على قرارهم: لا تسليم لإيران..
الاخبار..هيام القصيفي.... رغم المشهد العام الذي يوحي بحركة دبلوماسية تجاه لبنان، إلا أن ما يظهر في خلفية الصورة هو أن لا اهتمام فوق العادة بالملف اللبناني وسط كلام دوائر غربية عن حرب مفتوحة بلا مهل... في انتظار الضوء الأخضر الأميركي....... يصعب التعامل مع الحرب في لبنان على أنها قصيرة الأمد أو تجاهل شبه اللامبالاة الخارجية، ليس حيال ما يتعرّض له حزب الله فحسب، بل ما يتعرّض له لبنان عموماً قياساً بتجارب ومحطات أمنية كثيرة سابقة. في النقطة الاولى، ثمة تسليم في دوائر غربية متابعة بأن الأزمة اللبنانية مفتوحة من دون أفق، ولا تنحصر بمواعيد كالتي يرسمها البعض لمحطة الانتخابات الرئاسية الأميركية. هذا الموعد، على أهميته، إنما يحدد ومن دون شك معالم أولية لمسار الإدارة الجديدة للسنوات الأربع المقبلة. لكنه يأخذ في الاعتبار أيضاً ما تحقق إسرائيلياً حتى الآن برضى أميركي، سواء من الإدارة الديمقراطية الحالية أو الجمهورية المتوقّعة، كي يبني عليه معالم أولية للحل اللبناني (عدا حرب غزة ونتائجها). أما المعالجة الجذرية لحرب لبنان فدونها مواعيد واستحقاقات متشابكة، تبدأ بتوقيت الرد الإسرائيلي وحجمه على إيران وردّ الأخيرة على إسرائيل، ومدى ما ستأخذه هذه الردود المتبادلة من وقت ومن ساحة اشتباك طويلة الأمد، ولا تنتهي بما يمكن أن يتحقق على الطريق. ولهذه الدوائر قراءات معمّقة في الأهداف التي تحققت حتى الآن أو في طريقها الى التحقق من المنظار الإسرائيلي، ما يجعل من المبكر الكلام عن نهايات قريبة لها، قياساً إلى تجربة حرب غزة التي طوت سنتها الأولى، فيما حرب لبنان لم تبدأ فعلياً إلا منذ شهر تقريباً. والانتظارات الفعلية لم تبدأ بعد، لأن احتمالات المخاطر التي ستنتج تدريجاً بحسب هذه الدوائر، لن يكون من السهل استيعابها على المدى المنظور، وللكلام عن نهايات نهائية للأزمة اللبنانية التي أصبحت أكثر تعقيداً، لأن ما كان يُعدّ من مسوّدة أولية حول الأزمة بشقيها السياسي والاقتصادي وأزمة النظام، تغيّر جذرياً بفعل ما يحيط بوضع حزب الله منذ الحرب، وما تعتبره تجزئة تدريجية للحزب، ما يفترض إعادة كتابة مسوّدة جديدة تأخذ في الاعتبار المشهد الجديد الذي لم يكن متوقّعاً حصوله قبل شهر من الآن رغم حرب الإسناد. لذا يبدو مفهوماً حتى الآن «شبه اللامبالاة» الخارجية تجاه ما يجري في لبنان، لتقتصر المتابعة الخارجية على الحد الأدنى من بعض الاهتمام بالشأن الإنساني، لا أكثر ولا أقل، في انتظار كلمة السر الأميركية.
واشنطن غير مستعجلة والملف اللبناني ليس أولوية لديها
ورغم أن مشهدية مؤتمر باريس قد يراد منها إظهار بعض الاهتمام بلبنان، إلا أن واقع الحال ليس كذلك، إذ لا يمكن القول إن ما يحصل حرّك العواصم المتابعة عادة لمثل هذا النوع من الحروب، ولا حتى لمثل المحطات اللبنانية الأمنية السابقة. ما تقوم به الجامعة العربية وقطر ومصر والسعودية والإمارات، حتى الآن بحسب دبلوماسيين، ينحصر فقط بالمساعدات الإنسانية، وتأكيد ثوابت هذه الدول لجهة الحفاظ على لبنان وإجراء الانتخابات الرئاسية وكل ما يستتبع ذلك من عدة الشغل السياسية التقليدية. أكثر من ذلك، يقين هؤلاء أن ما ينتظره لبنان لن يأتي إلا من جانب واشنطن، والعواصم العربية سلّمت بذلك، ولا سيما أن لكل منها اهتماماً متمايزاً عن الأخرى بملف غزة كمصر وقطر بما يتقدّم على الملف اللبناني، فيما السعودية تسحب كل تدخل فاعل لصالح ما بعد وقف النار، في حين دخلت الإمارات بخطوات واضحة على الملف تحضيراً للأرضية كذلك لما بعد وقف النار. في حين أن دولاً غربية غضّت النظر عن كل ما يجري في لبنان لجهة حجم الاستهدافات التي تعرّض لها حزب الله وتأثيراتها وحصرت اهتمامها بمتابعة نقاشات وقف النار عبر النافذة الأميركية، وما تحرك منها فعلياً إنما تحرك بفعل مشاركة بلاده في القوات الدولية ليس أكثر. أما التعويل على مؤتمر باريس لكسر الاحتكار الأميركي، فيبدو للطرفين الغربي والعربي في غير محله، ولا سيما في ظل علامات الاستفهام التي لا تزال تظلل علاقة باريس بإيران وحزب الله. لكن السؤال: هل حددت واشنطن فعلاً ما تريده للبنان، كي تبني هذه الدول على الشيء مقتضاه، وتحدد استراتيجتها تجاه لبنان؟........ما هو متداول عبّر عنه تماماً وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن بحصر جولته في المنطقة بملف الأسرى الإسرائيليين وإنهاء حرب غزة. وهذا يعني ترحيل الملف اللبناني إلى وقت آخر، إظهاراً لموقع واشنطن في مفاوضات وقف النار والتي ليست مستعجلة عليها. ولا شك في أن واشنطن تأخذ مداها في هذه المفاوضات في انتظار جلاء أكثر لواقع التطورات العسكرية، في وقت تتصرف وكأن الملف حقيقة ليس أولوية لديها. زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين، قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي جو بايدن، واحتمال انتقاله إلى القطاع الخاص مجدداً، فيما يجول بلينكن في المنطقة، دلالة على أن لا ثغرة مفتوحة حتى الآن في مفاوضات وقف النار، وأن الزيارة مجرد إبقاء خيط التواصل قائماً بحده المعقول بما يتعدى الإطار الدبلوماسي التقليدي عبر السفارة الأميركية. وفق ذلك تنبثق من مداولات دبلوماسية، عربية وغربية، خشية واقعية، بأن من المبكر وضع مواعيد نهائية لمفاوضات وقف النار. فالطرف الأكثر تأثيراً وقدرة عليها، أي واشنطن وليس إسرائيل، غير مستعجل. وتالياً، لا علاقة لذلك بالاهتمام الإنساني أو بالحالة المتدهورة، لأن ما يقال منذ أشهر في واشنطن لا يزال هو نفسه، لا تسليم لإيران ولا تقديم جوائز ترضية من الحساب اللبناني. وحرب أيلول وما بعده ترسّخ هذه الفكرة أكثر في الميزان الأميركي.
انتشال جثمان هاشم صفي الدين المرشح لخلافة زعيم حزب الله حسن نصر الله
الجريدة...أفادت تقارير لبنانية، اليوم الثلاثاء، بانتشال جثة هاشم صفي الدين القيادي الكبير في حزب الله. وذكرت وسائل إعلام أنه تم انتشال جثته بالمريجة ومعه 23 شخصاً. ويعد صفي الدين المرشح لخلافة زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة للاحتلال يوم 27 أكتوبر الماضي. ونفذ جيش الاحتلال، في 4 أكتوبر، غارة في الضاحية الجنوبية لبيروت وصفت بـ«الأعنف» منذ اغتيال نصر الله، وقال إن المستهدف هو هاشم صفي الدين المرشح لخلافة حسن نصر الله.
غارت إسرائيلية على الضاحية.. وحزب الله يستهدف حيفا
الحرة – واشنطن.. أعلن حزب الله الثلاثاء قصف قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب حيفا بمسيرات، بعد ساعات من غارات إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، وتسببت في سقوط بناية سكنية مكونة من 11 طابقا. وقال التنظيم في بيان إنه أطلق مسيرات، مساء الثلاثاء، على قاعدة إلياكيم، جنوب حيفا، واستهدف 7 دبابات ميركافا عبر الحدود. وأفاد مراسل الحرة في القدس بسماع صافرات الإنذار في مدينة حيفا ومناطق أخرى، شمالي إسرائيل. وتحطمت في وقت سابق اليوم طائرة مسيرة للجيش الإسرائيلي بعد استهدافها في منطقة جنوب لبنان، وفق مراسل الحرة. وتأتي هذه التطورات بعدما تجددت الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بوقوع ثلاث غارات إسرائيلية على منطقة الشياح- الغبيري، استهدفت إحداها مبنى سكنيا من 11 طابقا فسقط في لحظات، وتسبّب بتصاعد سحابة كثيفة من الغبار، وفق لقطات لفرانس برس. وقالت الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، إن 63 شخصا على الأقل قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على لبنان خلال اليوم الماضي مما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 2530. وأضافت أن أكثر من 11800شخص أصيبوا في الضربات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023. ودان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء، الضربة الإسرائيلية "المروعة" التي وقعت الاثنين قرب مستشفى حكومي في بيروت، مطالبا بـ"تحقيق سريع وشامل". وشنّت إسرائيل ليل الإثنين سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها بعد إنذارات إخلاء للسكان. ووقعت إحدى الغارات عند محيط مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وهو أكبر المستشفيات الحكومية في لبنان. وقال تورك: "روّعتني الغارة الإسرائيلية قرب مستشفى رفيق الحريري الجامعي في منطقة الجناح المكتظة بالسكان في بيروت"، داعيا إلى "احترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي بشأن حماية المدنيين". وقتل 18 شخصا، بينهم 4 أطفال، وأصيب 60 بجروح في الغارة، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وألحقت الغارة أضرارا طفيفة بالمستشفى، لكنها أدت إلى انهيار أربعة أبنية مأهولة بالقرب منه.
مطالبات لبنانية بحماية القطاع الصحي من القصف الإسرائيلي
في أعقاب تعرض مستشفى رفيق الحريري لأضرار جراء قصف إسرائيلي، طالب مسؤولون في القطاع الصحي اللبناني، الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المنشآت الطبية. وقال وزير البيئة ورئيس اللجنة الوطنية للطوارئ في لبنان، ناصر ياسين، اليوم، إن البلد يحتاج إلى 250 مليون دولار شهريا لمساعدة أكثر من مليون نازح، وذلك قبل مؤتمر يعقد الخميس في باريس لحشد الدعم للبنان. وأضاف الوزير لرويترز أن تعامل الحكومة، بدعم من مبادرات محلية ومساعدات دولية، لم يغط سوى 20 في المئة من احتياجات نحو 1.3مليون نازح يقيمون حاليا في مبان عامة أو مع أقاربهم. وكان المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكستين، أجرى محادثات مع مسؤولين لبنانيين في بيروت، الاثنين، بشأن شروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله. وقال هوكستين في مؤتمر صحفي إن الجانبين لم يلتزما بقرار الأمم المتحدة 1701 "بالشكل الكافي". وينص القرار، الذي أنهى آخر جولة من الصراع بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، أن يكون جنوب لبنان خاليا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية. وأخفقت الجهود الدبلوماسية حتى الآن في وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام والصراع الناجم عنها بين حزب الله وإسرائيل، الذي احتدم بشدة في الأسابيع القليلة الماضية بعد تبادل إطلاق النار في الغالب عبر الحدود الجنوبية للبنان على مدى عام.
المستعجلون يتصرّفون أن الحكومة ورئيسها «في الجيبة»: الداعمون لعون يرسمون له دوراً يفوق مجلس الوزراء
الاخبار..ابراهيم الأمين.....الجهود الأميركية لفرض استسلام على لبنان من خلال القبول بترتيبات أمنية، وفق شروط العدوّ جنوباً، لا تركّز على الجانب المتعلق حصراً بالاتصالات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. إذ إن واشنطن ترغب في الاستثمار السياسي، وتجد نفسها أمام مطالبات ملحّة من القوى اللبنانية «الحليفة» لها، التي «تريد المساعدة في التخلص من حزب الله»، وإنشاء «جبهة داخلية تلاقي الطلبات الأميركية من خلال برنامج يقوم على فكرة فرض رئيس جديد للجمهورية من دون انتظار موافقة حزب الله». ويبدو أن الجهات الفاعلة في هذا السياق لا تزال تقتصر على من تجمّعوا في معراب الى جانب قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وسط مخاوف عبّر عنها مرجع رسمي بارز، من تورط بعض هؤلاء في «أعمال استفزازية تهدف إلى خلق فوضى أمنية». ...... عملياً، يعرف الأميركيون أنه لم تتشكل بعد أيّ «جبهة لبنانية واسعة». فزعيم الغالبية الدرزية وليد جنبلاط يجد نفسه أقرب الى «تحالف بري – ميقاتي»، ويرفض جبران باسيل وسامي الجميل، كل من موقعه، العمل ضمن جبهة واحدة مع سمير جعجع، مع اكتشاف السفارة الأميركية، في ما يتعلق بالنواب «التغييريين»، أن ثلاثة منهم يمكن الوثوق بهم، وهم: مارك ضو وبولا يعقوبيان ووضاح الصادق........ مع ذلك، فإن الجهات اللبنانية «المستعجلة» تعتقد بأنها من يتحكّم بجدول الأعمال الأميركي. وبعض المجانين بين هؤلاء لا يريدون سماع أيّ رأي آخر، حتى ولو كان من فريقهم السياسي. لذلك، عبّر «جماعة معراب» عن استغرابهم من تحذير بعض وجوه «شيعة السفارة» السفيرة الأميركية ليزا جونسون، من أن «الحملة العسكرية الإسرائيلية والحملة السياسية تصيبان كل الطائفة الشيعية وليس حزب الله وحده». وبينما يعمل «جماعة معراب» بنصيحة رجلهم الراحل لقمان سليم بأن الشيعة لن يستفيقوا إلا بعد نكبة تصيبهم جميعاً، نصح «شيعة السفارة» الأميركيين، بخطوات «تساعد في إحداث اختراق داخل الطائفة، بعدم وضع كل الشيعة في سلّة واحدة مع حزب الله وحركة أمل». ويردّد بعض «شيعة السفارة» أن جونسون «تتعامل بجدية مع ملاحظاتهم، وأنها طلبت من حلفاء لها بين الناشطين والمسؤولين المحليين الانتقال بالحديث الى مرحلة احتضان الشيعة والفصل بينهم وبين حزب الله». ولكن لأن جونسون «واقعية»، لم تقدم أيّ وعد بأن إسرائيل ستميّز في ضرباتها. وهي «سمعت من بعض رجالها الخلّص، أنه يجب إدراك المخاطر الكبيرة التي ستنجم عن أيّ محاولة لعزل الشيعة، لأن الوقائع اللبنانية لا تسمح بذلك، وأيّ محاولة لفرض وقائع ستؤدي الى انهيار بقية مؤسسات الدولة، وفي مقدّمها الجيش اللبناني». ونقل عن أحد «أركان شيعة السفارة» قوله إن الطريقة المتبعة ستقود الى حالة من الفوضى «التي تناسب حزب الله بقوة، وخصوصاً أنه يتمتع بقدرات بشرية وعسكرية ومالية كبيرة جداً»...... مع ذلك، فإن جميع اللاعبين المحليين الساعين الى استثمار الحرب يركّزون على الملف الرئاسي. لكن حملة الضغوط الهادفة الى انتخاب فوري لرئيس الجمهورية تلقّت ضربة، ليس فقط من معارضي الخطوة محلياً، بل حتى من قبل الأميركيين أنفسهم. إذ كان لافتاً أن الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين تجنّب ملف ترشيح العماد جوزيف عون في محادثاته مع بري وميقاتي. وهو يعتقد أن الملف سيكون جزءاً من أيّ اتفاق يتعلق بنهاية الحرب، علماً أن هوكشتين، الذي يرغب في أن يكون ملف الرئاسة بيده حصراً، قال مراراً «إن الملف يخصّ أكثر من جهة في لبنان والمنطقة والعالم».
الثنائي يرفض انتخاب رئيس تحت النار ومخاوف سنّية من تجاوز الطائف
وبحسب ما بات معلوماً، فإن لقاء عين التينة الذي جمع بري وميقاتي وجنبلاط، كان يمكن أن يضم أيضاً رئيس التيار الوطني. لكن الأخير لديه مقاربة لا تجعله ينخرط تماماً مع فريق لديه معه مشكلات كبيرة في إدارة أمور البلاد. كما أن ميقاتي وجنبلاط، أقلّه، ليسا شديدي الترحيب بضمّ باسيل وحده من الجبهة المسيحية. إلا أن التوافق معه ثابت على أنه لا يمكن انتخاب رئيس في ظل استمرار الحرب، وأنه لا يمكن لهذا التحالف، بما يمثل سياسياً ونيابياً، أن يقبل بأن تفرض الولايات المتحدة أو أيّ جهات خارجية اسماً على مجلس النواب، في تكرار لما حصل عام 1982. في هذه الأثناء، كان ثنائي أمل وحزب الله قد تفاهم مع المرشح سليمان فرنجية للتأكيد على استمرار ترشيحه. لكن فرنجية، الذي يسأل عن تأثير التطورات على معركته، نصح الحلفاء بعدم التنازل تحت الضغط القائم حالياً، وأنه شخصياً سيستمر بموقفه رغم كل الضغوط التي يتعرّض لها مباشرة، أو من قبل بعض المحيطين به. وقد شكل موقف فرنجية مفاجأة غير سارّة لفريق قائد الجيش الذي كان يحصر خصومه الجديّين بباسيل، وبأن الأخير هو من يقود الحملة المضادة داخل لبنان وخارجه. حتى إن داعمي عون يحمّلون باسيل مسؤولية تحريض أقطاب الكنيسة على عدم السير في خيار عون، لأنه يشكل تحدياً لقسم غير قليل من اللبنانيين. وينظر المقربون من قائد الجيش بقلق الى احتمال «حصول تفاهم أولي بين باسيل وأطراف لقاء عين التينة، على اعتبار أن الرئيس التوافقي يشمل لائحة لا تضم سليمان فرنجية ولا جوزيف عون أيضاً». ومع ذلك، يتحدث هؤلاء عن أن موقف بري وجنبلاط «غير نهائي، وسيكون قابلاً للتغيير مع الوقت ومع حصول ضغوط سعودية وأميركية». ومع ذلك، فإن داعمي عون «يحاولون معرفة ما قصده رئيس المجلس بالحديث عن أن ترشيح عون يتطلب تعديلاً دستورياً وأنه أمر صعب حصوله الآن»، لأنهم «ناموا على سابقة انتخاب العماد ميشال سليمان بعد اتفاق الدوحة، حين جرى الأخذ برأي الوزير السابق بهيج طبارة بأن مسألة المهل (شرط انقضاء مدة زمنية بعد استقالة موظفي الفئة الأولى) تصبح ساقطة في حالة الشغور الرئاسي والحاجة الملحّة الى ملء الموقع.
ماذا عن الحكومة؟
يقول مرجع سياسي بارز إن المشكلة مع المستعجلين لا تتعلق بموقع الرئاسة فقط، لأن هؤلاء «يعتقدون بأن مشكلة لبنان ستحلّ بمجرد انتخاب رئيس للجمهورية، وهم يتجاهلون العقبات الأكثر خطورة، المتعلقة بنوعية الحكومة الجديدة، والتي تفرض ورشة كبيرة تبدأ بالمعركة على اسم رئيسها لتصل الى مهمتها السياسية ونوعية الائتلاف النيابي الذي ستمثله، الى جانب المعارك على الحقائب الوزارية الرئيسية». ويلفت المرجع إلى أن «المتحمسين» للانتخابات الرئاسية يتصرفون وكأن هناك تعديلاً مرتقباً لاتفاق الطائف، أو كأن رئيس الجمهورية المقبل سيكون بمقدوره إدارة الحكم واتخاذ القرارات الأساسية متجاوزاً مجلس الوزراء، ومتناسين أن وصول أي شخص الى سدة الرئاسة في لبنان لا يوفر الحلول الحقيقية، لأنها تحتاج الى مخارج لا تصدر إلا عن مجلس الوزراء، كما أنها تحتاج الى تغطية فعلية من مجلس النواب. ولفت المرجع إلى أن خطورة الأمر نابعة من كون «المستعجلين» يعتقدون بأن الولايات المتحدة ستفرض أيضاً اسم رئيس الحكومة الجديد، وهم يتصرفون وكأن البلاد سقطت بيد الأميركيين، وهم لا يقدّرون خطورة الأمر، كما لا يدققون في طبيعة الإشكالات التي ستبرز عند الجماعات اللبنانية الأخرى. ولفت المرجع الى ما قاله رئيس الحكومة لقناة «العربية»، قبل يومين، عن أن اتفاق الطائف هو الركيزة الثابتة لمعالجة إدارة البلد، وإشارته المباشرة الى عدم العبث به. وقد فهم حديث ميقاتي على أنه إشارة صادرة من «العقل العميق للسنّة في لبنان»، حيث يسود الانطباع بأن الضغوط التي أبعدت سعد الحريري عنوة عن لبنان، تسببت بضرب التمثيل القوي لرئاسة الحكومة، وأن هناك من يريد جعل موقع رئيس الحكومة هامشياً. وهو أمر سيؤدي الى مشكلة كبيرة تأخذ بعداً طائفياً، علماً أنه طالما «يتمتع ثنائي أمل وحزب الله» بتمثيل الغالبية الساحقة من الشيعة في لبنان، وأن زعيم الأغلبية الدرزية وليد جنبلاط وخصمه المحلي طلال أرسلان يدعمان التحالف مع الثنائي، فإن البلاد ستكون مقبلة على مشكلة تجعل رئيس الجمهورية الجديد من دون أي قدرة على الفعل».
ما الذي يقلق قائد الجيش؟
لليوم الثالث على التوالي، شهدت منطقتا اليرزة والفياضية وطريق الشام المؤدية إليهما زحمة سير خانقة نتيجة تدابير أمنية مشدّدة، اتخذها الجيش اللبناني الذي نصب حواجز دقّقت في الهويات، في كل الطرق المؤدية إلى وزارة الدفاع ومقر قائد الجيش، وأدّت إلى حبس الآلاف في سياراتهم منذ الظهر حتى السابعة مساء. ولم تُعرف أسباب هذه التدابير الفجائية في منطقة عسكرية تضم عدداً من المدارس ومستشفى. وزاد الطين بلّة أن الزحمة تزامنت مع القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في الطيونة، ما أثار الهلع بين العالقين في الزحمة. وقد حاول عناصر عسكريون بعد تفاقم الوضع تنظيم المرور عبثاً. ولم تُفلح المراجعات لتبيان أسباب التدابير العسكرية بعدما عزا المعنيون الأمر إلى «السلطات العسكرية العليا».
لبنان: حزب الله لن يفاوض تحت النار وفرنسا تحذّر من حرب أهلية
إسرائيل تكثّف غاراتها على بيروت وتقترب من المستشفيات
• باسيل: الحزب ارتكب خطأ ولم نعد حلفاءه
الجريدة....غداة زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، التي لم تحقق أي اختراق ملحوظ في المساعي الدبلوماسية لوقف الحرب في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، قال الحزب إنه لن يتفاوض تحت النار، وإن «القول الفصل للميدان»، فيما برز تحذير فرنسي من احتمال انزلاق لبنان إلى حرب أهلية، دون وجود أي أفق لحل الأزمة السياسية المتمثلة بشكل رئيسي بفراغ موقع رئاسة الجمهورية منذ عام 2022 وتصاعد الضغوط الأهلية والاجتماعية والأمنية الناجمة عن الحرب، فضلاً عن توسيع إسرائيل عدوانها الجوي والبري. وفي مؤتمر صحافي في مقبرة الروضة بالضاحية الجنوبية لبيروت، أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف، إنه «لا مفاوضات تحت النار، وما لا يؤخذ بالنار لا يؤخذ بالسياسة»، وذلك رداً على تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال فيه إنه «لا تفاوض إلا تحت النار». وهاجم عفيف خصوم الحزب في الداخل اللبنانيين بعنف قائلاً: «ظننتم لوهلة أنّ الأمر قد انتهى، وقد استتب نظام سياسي تديره عوكر (مقر السفارة الأميركية)، نظام سياسي وأمني وقضائي جديد في لبنان، وأنّ الموفد الرفيع إياه آتٍ ليقدّم لكم بالدم والبارود وأشلاء الأطفال طبق السلطة الموعودة ورئاسة الجمهورية الموعودة». كما شنّ هجوماً لاذعاً على وسائل إعلام لبنانية وعربية، واعتبر أن «مؤسسة القرض الحسن» التي استهدفتها إسرائيل بعنف في اليومي الماضيين، هي «مؤسسة مدنية مرخصة»، وهي ليست المسؤولة عن دفع رواتب مقاتلي حزب الله أو تمويل عملياته، كما حمّل إسرائيل مسؤولية الأسرى من مقاتلي الحزب الذين قبضت عليهم إسرائيل في معارك بجنوب لبنان، مشدداً على أن «خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه، وقد لحقت بالعدو خسائر جسيمة بالأرواح والدبابات». وأكد المتحدث أن حزب الله هو المسؤول بشكل «كامل وتام وحصري» عن استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا بمسيّرة قبل أيام مهدداً باستهدافه مجدداً، وذلك بعد أن وجهت إسرائيل اتهامات لإيران بالمسؤولية عن الهجوم. وسمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس بنشر صور عن الاضرار في منزل نتنياهو. وبحسب «القناة 12» الإسرائيلية، أصابت المسيّرة نافذة غرفة نومه. جاء كلام عفيف بعد تصريحات لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية التابعة للحزب النائب محمد رعد دعا فيها إلى «تقنين الدبلوماسية والاحتكام الى الميدان». وقال رعد لصحيفة «الأخبار» الموالية لحزب الله: «الميدان هو الحَكَمُ وله القول الفصل، وكُل كلام آخر بعيد عن هدف النصر على العدو، سواء مع موفدي الخارج أو مع أهل الداخل، يحسن تقنينه أو التريث في البتّ به وتقرير المُناسب إزاءه، لأن اللحظة الراهنة مُتغيرة ومُتحركة، ويجدر أن لا يُقال الكلام إلا ارتكازاً إلى قواعد ثابتة». من ناحيته، قال نتنياهو أمس، إن «سكان الشمال سيعودون إلى ديارهم وهذه مهمة أخذتها على عاتقي ولن تزحزحني عنها أي ضغوط محلية كانت أم خارجية». وأظهر استطلاع للرأي نشر أمس، أن 70 في المئة من سكان الشمال لا يرغبون بالعودة الآن. تحذير فرنسي إلى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، إن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان يمثّل «ضرورة لأمننا الجماعي»، محذّراً من انهيار هذا البلد ومن خطر اندلاع «حرب أهلية وشيكة» فيه. وقال الوزير الفرنسي، في تصريح لقناة «إل سي إي» التلفزيونية، «إن موقفنا، في الوقت الراهن، قائم خصوصاً على تخوّف من حرب أهلية وشيكة في لبنان». ودعّم الوزير تحذيره بالإشارة إلى المجتمعات النازحة و«الديناميات القوية جداً بين المذاهب وإضعاف حزب الله الذي هو نبأ سار، لن نقول عكس ذلك». وأضاف «ترون بالفعل أنّ لبنان يمكن أن ينهار بعد أكثر». وفيما كشف تقرير لـ «فايننشال تايمز» أن القوات الإسرائيلية اعتدت على قوات اليونيفيل الأممية 12 مرة منذ بدء الحرب، أعرب لوكورنو عن أسفه «لعدم اتّخاذ الجيش الإسرائيلي على الدوام التدابير الأمنية اللازمة في عملياته». وشدّد الوزير الفرنسي على أنّ «تعاقب الانتصارات التكتيكية من خلال تحييد عدد معيّن من الإرهابيين، لا يوفر آفاقاً جلية وتلقائية لأمن إسرائيل على المديين المتوسط والطويل». باسيل وتقاطع كلام الوزير الفرنسي مع تصريحات لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لقناة «العربية» كان أدلى بها قبل أيام لـ«الجريدة» يحذر فيها من «خطر حقيقي لفتنة داخلية وخطر وجودي لتقسيم لبنان». وقال باسيل، إن «التيار الوطني الحر»، وهو واحد من أقوى حزبين مسيحيين إلى جانب القوات اللبنانية، لم يعد في موقع تحالف مع حزب الله وأن الخلاف وقع على موضوع إسناد غزة. ورأى أن حزب الله أسقط عن لبنان حجة الدفاع عن النفس بإسناد غزة وأضعف نفسه وتسبب بخسارة لبنان لقوته. وحمل باسيل الحزب ما وصفه بـ «الخطأ الاستراتيجي بسياسة وحدة الساحات»، لافتاً إلى أن الحرب القائمة بدأت بهجوم حزب الله على إسرائيل. واعتبر أن هذه السياسة تصب في مصلحة دول أخرى وليست لمصلحة لبنان. وقال إن على إيران أن تحارب إسرائيل مباشرة وليس عبر طرف آخر، وكشف باسيل أن تياره ليس في وضع تحالف مع حزب الله. وفيما يتعلق بأزمة انتخاب رئيس للبلاد، قال باسيل، إنه طرح على رئيس مجلس النواب نبيه بري عدة أسماء وليس مرشحاً واحداً، ورأى أن قائد الجيش جوزيف عون لا يملك مشروعاً للبنان ولا يجمع اللبنانيين. وتأتي التحذيرات الفرنسية ومخاوف باسيل في وقت تتصاعد التوترات الداخلية على خلفية الضغوط الكبيرة التي تسببت بها الحرب على الجبهة الداخلية اللبنانية الهشة. واشتبك نازحون أمس الأول مع القوى الأمنية التي حاولت إخلاء مبنى اقام فيه نازحون دون إذن ملّاكه. وهذه حادثة من عشرات الحوادث التي تتكرر يومياً منذ أسابيع. استهداف ميدانياً، شن الطيران الحربي أكثر من مئة غارة على مناطق متفرقة في لبنان ليل الاثنين ـ الثلاثاء ويوم أمس. وتكثفت الضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت رغم تصريحات أميركية متكررة بأن واشنطن لا تريد أن ترى غارات منتظمة على العاصمة اللبنانية. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس ارتفاع حصيلة غارة إسرائيلية على محيط مستشفى رفيق الحريري في بيروت إلى 13 قتيلاً و57 جريحاً. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف هدفاً تابعاً لـ«حزب الله» قرب المستشفى، وإنه لم يكن يستهدف المستشفى الذي لم يتأثر جراء القصف. كما زعم الجيش الإسرائيلي أن مستشفى الساحل يضم مخازن تحت الأرض تابعة لحزب الله، مضيفاً أنه «استهدف عتاداً بحرياً لحزب الله كان معداً لضرب سفن حربية وأهداف استراتيجية في عرض البحر»، وأنه «تمت مهاجمة القاعدة المركزية للقوة البحرية لحزب الله في بيروت والتي استخدمت مركز عمل حيوي لحزب الله لتخزين قطع بحرية سريعة وإدارة تجارب وإرشادات للقوة البحرية في التنظيم». في المقابل، أطلق «حزب الله» أكثر من 100 صاروخ باتجاه مناطق مختلفة، بينها قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا وموقعين في ضواحي تل أبيب أحدهما قاعدة تابعة لوحدة استخبارات عسكرية إسرائيلية. كما تواصلت العمليات البرية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي الذي يسعى حسب تقارير إلى إقامة منطقة أمنية بعمق 5 كيلومترات عبارة عن «أرض محروقة» غير قابلة للسكن. ووزع الجيش الإسرائيلي أشرطة مصورة لتدمير عشرات المباني في عدة قرى على الحافة الأمامية للحدود في عيتا الشعب وبنت جبيل وغيرها، فيما قال الحزب إنه استهدف دبابات إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي اللبنانية وحقق إصابات. وأقرّ الجيش الإسرائيلي أمس بإصابة نحو 25 جندياً في العمليات أمس الأول بلبنان.
مقتل 3 عسكريين إسرائيليين بينهم نائب قائد كتيبة وإصابة 20 بمعارك غزة ولبنان
الجريدة...الجزيرة نت.. أعلن جيش الاحتلال مقتل نائب قائد كتيبة وجندي وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة خلال معارك بجنوب لبنان، لترتفع حصيلة اليوم الثلاثاء إلى 3 قتلى و20 مصاباً في قطاع غزة ولبنان. وقالت وسائل إعلام عبرية إن نائب قائد الكتيبة «9308» أفيرام هريب (42 عاماً) قُتل في معركة بجنوب لبنان. وقبل ذلك، قال جيش الاحتلال - في بيان نشره بحسابه على منصة إكس مساء الثلاثاء - إن «الجندي (احتياط) ساعر إليعاد نفارسكي (27 عاماً)، من تل أبيب، مقاتل في الكتيبة 508، لواء (7338) أديريم (مدفعية)، قُتل خلال القتال في الشمال». وأضاف البيان أنه في الحادثة ذاتها، أصيب 3 جنود احتياط من الكتيبة 508 بجروح خطيرة، مشيراً إلى أنه تم إجلاء الجنود لتلقي العلاج في المستشفيات وإبلاغ عائلاتهم. وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده من لواء ناحال في حادث عملياتي قرب حدود قطاع غزة، وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة خلال معركة في جنوب لبنان. والثلاثاء أيضا، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن 16 جندياً إسرائيلياً أصيبوا في معارك بجنوب لبنان اليوم وتم إخلاؤهم إلى مستشفى زيف في صفد بالجليل الأعلى. من جهتها، قالت مستشفى زيف في صفد «استقبلنا اليوم 14 مصاباً جراء القتال في الجبهة الشمالية مع لبنان». وبلغت الحصيلة المعلنة لقتلى جيش الاحتلال منذ بداية الحرب 751 ضابطاً وجندياً، من بينهم 356 منذ بداية الاجتياح البري لقطاع غزة في 27 أكتوبر 2023، في حين بلغ إجمالي عدد المصابين 5043 ضابطاً وجندياً بينهم 2362 منذ الاجتياح البري للقطاع، وفق آخر تحديث نشره الموقع الرسمي للجيش، وهي أرقام تشكك في صحتها كثير من الجهات. وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن الاحتلال إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي، نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه. وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 2546 شهيداً و11 ألفاً و862 جريحاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
لبنان: نحتاج 250 مليون دولار شهرياً للتعامل مع أزمة النازحين
المبادرات المحلية والمساعدات الدولية لم تغط سوى 20% من احتياجاتهم
الجريدة....قال وزير البيئة ورئيس اللجنة الوطنية للطوارئ في لبنان، ناصر ياسين، اليوم الثلاثاء إن بلده يحتاج إلى 250 مليون دولار شهرياً لمساعدة ما يربو على مليون نازح بسبب الهجمات الإسرائيلية، وذلك قبل مؤتمر يعقد يوم الخميس في باريس لحشد الدعم للبنان. وأضاف لرويترز أن تعامل الحكومة، بدعم من مبادرات محلية ومساعدات دولية، لم يغط سوى 20 بالمئة من احتياجات نحو 1.3 مليون نازح يقيمون حالياً في مبان عامة أو مع أقاربهم. وقال ياسين إن هذه الاحتياجات من المرجح أن تتزايد إذ تدفع موجات الغارات الجوية اليومية المزيد من الناس إلى مغادرة منازلهم بينما تبذل الحكومة اللبنانية جهوداً لإيجاد سبل لإيوائهم. وأردف قائلاً «نحن بحاجة إلى 250 مليون دولار شهرياً» لتغطية تكاليف الخدمات الأساسية من الغذاء والمياه والصرف الصحي والتعليم للنازحين. وتحولت مدارس ومجزر قديم وسوق للمواد الغذائية الطازجة ومجمع سكني شاغر إلى ملاذات جماعية خلال الأيام الماضية. وقال ياسين «نعمل على تحويل أي شيء، أي مبنى عام، هناك الكثير الذي يتعين القيام به». ويقضي وزير البيئة معظم وقته الآن في مقر الحكومة مع فريق الأزمة، ومنهم ممثلون لوزارات لبنانية أخرى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصليب الأحمر اللبناني.
نتنياهو «يرمي بالنار» مَساعي وقف الحرب لِما بعد الانتخابات الأميركية..
«عقيدة» التدمير الشامل «تجوب» لبنان..وهل تتحوّل الحرب «ثقباً أسود»؟..
الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- إسرائيل تترجم شعار «لا تفاوض إلّا تحت النار» و«حزب الله» يتريّث «لا تفاوُض تحت النار»
- مجزرة الجناح نحو مئة ضحية وجريح والمخاوف تتعمّق من انفلات الجنون الإسرائيلي
- 13 شهيداً من عائلة آل معتوق في النبطية
على طريقة «أراكم بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية»، هَدَم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة الضئيلةَ التي تحاول معها واشنطن عبر وزير خارجيتها انتوني بلينكن وموفدها الرئاسي آموس هوكشتاين ردْمَ الفجوة السحيقة في الطريق إلى وقفٍ قريب لـ «حرب لبنان الثالثة» قبل أن تتحوّل «ثقباً أسود» يمكن أن «يبتلع» المنطقة برمّتها في حال أصرّت تل أبيب على اعتماد إستراتيجية «إزالة التهديد لأجيال آتية» على مختلف الجبهات... كما في لبنان كذلك في إيران. وليس بالكلام وحدَه الذي أطْلقَه قبيل اجتماعه بوزير الخارجية الأميركي الذي زار إسرائيل وأعلن فيه «سيعود سكان الشمال إلى ديارهم وهذه مهمة أخذتُها على عاتقي ولن تزحزحني عنها أي ضغوط محلية كانت أم خارجية»، قام نتنياهو بتأكيد المؤكد لجهة أن لا تَفاوُض إلا تحت النار وأن مَهمة هوكشتاين ما زالت بعيدة عن إحْداث أي خَرْقٍ لن يلوح بصيصَه قبل 5 نوفمبر الأميركي وربما يصبح أكثر تعقيداً بعده، بل شكّلت اندفاعةُ القتل و«عقيدة» التدمير الشامل والتوحّش ضد المدنيين - التي تكشَّفت خصوصاً ابتداء من ليل الاثنين واستُكملت أمس - ترجمةً «بالنار» لقرارٍ بأن وقتَ إخماد الحريق بشروطه لم يَحِن وأنه سيَمْضي لمزيدٍ من جولات الدمار والدم (حصد في 24 ساعة 80 شهيداً و250 جريحاً) لتحصيل «إنجازاتٍ» إضافية في الميدان. وفي حين كانت الرقابةُ العسكريةُ الإسرائيلية تسمح بنشْر صور لمنزل نتنياهو في قيساريا تُظْهِر تَضرُّر نافذة غرفة نوم أصابتْها إحدى ثلاث مسيّرات استهدفته السبت الماضي وأعلنت «القناة 12» الإسرائيلية أن إحداها التي أطلقها (حزب الله) «أصابتْ بشكل مباشر منزل رئيس الوزراء الخاص وألحقت أضراراً خارجية ولم تَخترق المنزل بسبب التحصينات»، وإذ خَرَجَ مسؤولُ العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف أمس ليؤكد «المقاومةُ الإسلامية تعلن مسؤوليتَها الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيساريا واستهداف منزل مجرم الحرب وزعيم الفاشية الصهيونية (...) وإن لم تصل إليك أيدينا في هذه المرة فإنّ بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان»، تعمّقتْ المَخاوف مما سيحمله الأسبوعان المقبلان الفاصلان عن انقشاعِ الرؤية حيال مَن سيفوز بمفتاح «البيت الأبيض». وفي ظلّ اقتناعٍ بأن تل أبيب ستَرْفعُ مستوى الحرب «الشاملة» على «حزب الله» وفق ما لاحَ من استهدافها فروع «القرض الحسن» ثم كسْرِها الفاضح لـ «وعْدِ» تحييد بيروت التي ضُربت في محلة الجناح حيث وقعتْ مجزرةٌ ليل الاثنين قرب مستشفى رفيق الحريري الحكومي (أدت لسقوط 18 ضحية بينهم 4 أطفال و60 جريحاً في حصيلة غير نهائية)، وتلويحها ببدء ضرب مستشفياتٍ في الضاحية، فإن «حزب الله» أعطى إشارات إضافيةً إلى أنه سيسعى إلى تعزيز وضعيةِ «الصمود» في الميدان لاعتباراتٍ تتصل بحرب لبنان وفي الوقت نفسه المضيّ في «إيلام» اسرائيل باستهدافاتٍ نوعية بخلفيةِ ردع تل ابيب عن «إيذاء» إيران بالضربة المرتقَبة والتي من شأن حصولها «خارج التوقّعات» إدخالَ المنطقة برمّتها في مرحلة مختلفة تماماً وربما وضْعُها في مرمى انفجارٍ يصعب تقدير ارتداداته في المكان والزمان. وفي وقت أعلن وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن لديه ممثلاً خاصاً مستقراً في بيروت و«يُجْري يومياً محادثات مع المسؤولين»، في تعبيرٍ جديدٍ عن «الإدارة المباشرة» من طهران لمرحلةِ الحرب وما بعدها في لبنان والتفاوض حولها، والتي تسعى إيران لإسباغ صفة «المواكبة» عليها رغم إشاراتِ امتعاضٍ معلَنة من لبنان الرسمي حيال «محاولة تكريس وصاية مرفوضة علينا» وتأكيد أن «الحكومة هي مَن تفاوض باسم لبنان» (رداً على مواقف لرئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف)، عَكس موقفان لـ «حزب الله» أمس، رفْضاً لأيّ تفاوض تحت النار أو استعجالِ التفاهم قبل «تصحيح الميزان» في الميدان، بعدما أَكْثَر الحزبُ من تظهير استعادة عافيته في الهجمات الصاروخية، في تطورٍ يربطه خصومه بـ «كبسة زرّ» من إيران التي تملك «التحكم والسيطرة» على أسلحة نوعية تُعتبر «احتياطاً استراتيجياً» لحماية «رأسها» في زمن العواصف.
استطلاع أولي بالنار
فمحمد عفيف أكد من قلب الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعرضت لأكثر من 12 غارة ليل الاثنين واستُهدفت نهار أمس بغارات إحداها في الغبيري خلال عقْد مسؤول الإعلام مؤتمره الصحافي فيها، أن الأفكار التي طرحها هوكشتاين «لم تكن سوى استطلاع أولي بالنار لموقف المقاومة على وقع المجازر والدماء، وثقتنا بالرئيس نبيه بري تامة وكاملة ونؤكد موقفه القاطع لا مفاوضات تحت النار وما لا يؤخذ بالنار لا يعطى بالسياسة (...) والنار بالنار والدم بالدم والحديد بالحديد». وإذ أقر بوجود أسرى من الحزب لدى اسرائيل لم يحدد عددهم أعلن «لن يطول الوقت بإذن الله حتى يكون لدينا أسرى من جنود العدو وبعد الحرب ستكون هناك مفاوضات غير مباشرة لاستعادة أسرانا». أما رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، فقال (صحيفة الأخبار) إن «الميدان هو الحَكَمُ وله القول الفصل، وكُل كلام آخر بعيد عن هدف النصر على العدو، سواء مع موفدي الخارج أو مع أهل الداخل، يحسن تقنينَه أو التريث في البتّ به وتقرير المُناسب إزاءه، لأن اللحظة الراهنة مُتغيرة ومُتحركة، ويجدر ألا يُقال الكلام إلا ارتكازاً إلى قواعد ثابتة». وكانت الضاحية الجنوبية، ومعها منطقة الجناح، ومحلة الأوزاعي التي استُهدفت ليل الاثنين للمرة الأولى منذ بدء الحرب، بقيت محورَ العدسات وفق الآتي:
مجازر إسرائيلية
- ارتفاع حصيلة مجزرة الجناح التي أدّت الى تدمير عدد من الأبنية بالكامل على رؤوس مَن فيها، وسط مَخاوف من إمعان اسرائيل في خرق القوانين الدولية، والتمادي في استهداف بيروت وربما الدفع إلى وقف حركة الطيران في مطارها وفق ما عبّرت عنه الغارة على الأوزاعي ومينائها قرب المرفق الجوي الوحيد في لبنان. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن مقاتلاته استهدفت القاعدة المركزية للقوات البحرية لـ«حزب الله» في بيروت «حيث توجد زوارق عسكرية سريعة ومركز تدريب كانت مخصصة لاستهداف سفن البحرية الإسرائيلية، وكذلك أهداف بحرية وإستراتيجية في المياه الإقليمية الإسرائيلية»، إضافةً لاستهداف مستودعات أسلحة ومراكز قيادة تابعة للحزب. - الجولة التي نفّذتْها إدارة مستشفى الساحل أمس لوسائل اعلام محلية وعربية ودولية، في أرجائها، بهدف «دحض مزاعم وادعاءات الجيش الإسرائيلي عن وجود أنفاق ومخابئ تحت مبناها الكائن على طريق المطار، تحتوي على ملايين الدولارات من العملات الورقية ومن الذهب». وجال مدير المستشفى مازن علامة برفقة الإعلاميين في أقسام المستشفى، الذي تم إخلاؤه ليل الاثنين، للتأكد من خلوها من أي مظهر عسكري. وأبدى علامة قلقه من «إمكان حدوث كارثة انسانية في حال تم اغلاق المستشفى بسبب التهديدات الاسرائيلية، الامر الذي سيتسبب بوفاة الكثير من المرضى، لأن كل المستشفيات في لبنان ممتلئة». وتعمّد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي «مواكبة» الجولة بتغريدة توجّه فيها الى «الإعلاميين الذين يشاركون الان في الجولة داخل مستشفى الساحل في حارة حريك. انتقلوا إلى الاماكن المحددة التي كشفنا عنها ولا تضيعوا وقتكم على المسرحيات داخل الأقسام الطبية. انزلوا إلى ملجأ حزب الله الخاص (...) فتحتيْ الدخول والخروج في عمارة الأحمدي وعمارة سنتر الساحل. اذهبوا إلى هناك». - تجدُّد الغارات المدمّرة على الضاحية، وكانت أعنفها أمس على مبنى من 10 طبقات في محلة الطيونة سوّاه صاروخ بالأرض في ثوانٍ.
عدوان واسع على النبطية
وهذا المنحى الجهنّمي انسحب أيضاً على مناطق أخرى في البقاع والجنوب متسبباً بضحايا وخراب، كما حصل في مدينة النبطية التي تعرّضت بعد ظهر أمس لاوسع عدوان جوي اسرائيلي هو الثالث في أقل من اسبوعين، ما أدى إلى سقوط 13 شهيداً من عائلة آل معتوق. فبعد تدمير سوقها التجاري ومبنى البلدية ومجمعات سكنية وتجارية، نفذت الطائرات الحربية أمس زناراً نارياً من الغارات التي استهدفت شارع المصارف ومفرق الراهبات وشارع حسن كامل الصباح. وفي لحظاتٍ لا تتجاوز النصف دقيقة دُمرت بالكامل العديد من المباني السكنية والتجارية وعشرات المحال التجاري والمقاهي. وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية تَسبّب عصف الغارات بأضرار فادحة في الشارع الممتد من تمثال الصباح وحتى سنترال النبطية وأمكن تسجيل تدمير شامل لمحطة الصبوري وللمباني المحيطة بها والعديد من المكاتب والشركات. وبدا الشارع ساحة حرب مرعبة، اقفل الردم والركام السير عليه، وارتفعت سحب الدخان والغبار في كل مكان.
رد «حزب الله»
في المقابل، زاد «حزب الله» من نوعية ووتيرة ضرباته بالتوازي مع خوضه مواجهات ضارية على الحافة الحدودية حيث يحاول الجيش الاسرائيلي التعمق في توغّله على مختلف المحاور، وسط إعلانه أمس مقتل ضابط وإصابة 3 جنود بجروح خطرة «خلال القتال في الشمال». وإذ أسقط «حزب الله» أيضاً مسيرة هرمز 450 فوق بلدة جبشيت بصاروخ أرض - جو وشوهدت تحترق، أصيب ستة إسرائيليين بجروح خطيرة ومتوسطة جراء صواريخ أطلقت من لبنان على منطقة كيبوتس نيوت مرخادي في الجليل الأعلى. وفي الوقت الذي أكد الحزب قصف قبة نيريت في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن «سقوط صاروخ قرب مستوطنات ملاصقة للخط الأخضر شرق تل أبيب» متحدثة عن «دوي انفجارات ضخمة في سماء المدينة» ووقْف حركة الطيران بالكامل في مطار بن غوريون. وكانت أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن «صفارات الإنذار دوّت وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى وهرتسليا وقيساريا ومناطق جنوب حيفا». وأعلن «حزب الله» في بيانات له استهداف «قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية»، وقاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غربي حيفا.
«حزب الله ارتكب خطأ إستراتيجياً ولسنا في تحالف معه حالياً"
باسيل: إيران تحارب باللبنانيين
| بيروت - «الراي» |... أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أن «حزب الله أسقط حجة الدفاع عن النفس عن لبنان من خلال إسناده للقضية الفلسطينية في غزة»، مؤكداً أنه «يختلف مع الحزب بشأن هذا الإسناد»، ومشيراً إلى أن «الحزب أضعف نفسه وأدى إلى خسارة قوة لبنان». وفي حديث إلى قناتي «العربية» و«الحدث»، اتهم باسيل «حزب الله بخطأ إستراتيجي يتمثّل في سياسة وحدة الساحات»، معتبراً أنها «تصب في مصلحة دول أخرى وليس لبنان». وأكد ضرورة أن تحارب إيران إسرائيل بشكل مباشر بدل استخدام طرف آخر، ولافتاً إلى أن «إيران تحارب بحزب الله واللبنانيين». وأشار باسيل إلى أن التيار الوطني الحر «ليس في وضع تحالف مع حزب الله في الوقت الحالي»، مشدداً على أن «الحرب القائمة بدأت بهجوم حزب الله على إسرائيل، ما وضع لبنان أمام خطر فتنة داخلية وخطر وجودي»....
غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية إثر طلبات إخلاء إسرائيلية
بيروت: «الشرق الأوسط».. استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية، مساء اليوم الثلاثاء، إثر طلبات إخلاء إسرائيلية على ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بعد ساعات على ضربة سوت مبنى كاملاً بالأرض في معقل «حزب الله» قرب العاصمة اللبنانية. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، استهدفت اثنتان من الغارات منطقة الليلكي في ضاحية بيروت الجنوبية قرب ملعب رياضي. وأظهرت لقطات أعمدة دخان تتصاعد في سماء المنطقة بعد أكثر من ساعة على طلب إخلاء أحياء عدة في الضاحية الجنوبية التي تقصفها إسرائيل بانتظام منذ تصعيد حملتها على لبنان في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي. كان الجيش الإسرائيلي قد وجه في وقت سابق من مساء اليوم إنذارات بالإخلاء إلى سكان مبانٍ في ثلاث مناطق ضمن الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، محذراً من أنه سيستهدفها «على المدى الزمني القريب». ونشر المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر «إكس» خرائط لمبانٍ في حارة حريك والليلكي وبرج البراجنة، متوجهاً إلى سكانها والقاطنين قربها بالقول: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)... من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».
مصدر دبلوماسي فرنسي: لا عودة لما كان عليه الوضع في السادس من أكتوبر
70 دولة و15 منظمة دولية تشارك في مؤتمر دعم لبنان الخميس
الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبونجم.. 70 دولة و15 منظمة دولية ستكون حاضرةً الخميس في باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي أطلق فكرته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشهر الماضي، وتنظمه فرنسا بالتشارك مع الأمم المتحدة. وستكون كلمة الافتتاح للرئيس ماكرون، تليها كلمة رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بينما سيتحدث قائد الجيش العماد جوزف عون للمؤتمرين عن بعد. وحسب وزارة الخارجية الفرنسية، فإن الأوضاع اللبنانية لا تتيح له الخروج من لبنان. ومن المرتقب أن يصدر عن المؤتمر الذي سيغيب عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية آخرون، وبعضهم بسبب حضوره مؤتمر قمة «البريكس» في روسيا بيان ختامي. وتوسعت باريس في إرسال الدعوات التي تمت تلبيتها على مستويات مختلفة، لكنها استثنت دولتين هما روسيا وإيران. ولم توفر الخارجية لائحة متكاملة للحضور. إلا أنها أعلنت الجمعة الماضي أن الدعوات وجهت لدول الاتحاد الأوروبي ولدول أوروبية خارجيه كبريطانيا ولمجموعة العشرين وللدول العربية الشريكة والأخرى المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط. وتوفر مشاركة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها والعدد الكبير من الدول المشاركة للمؤتمر صفته «الدولية» ما يرفع نظرياً، من جهة، سقف التوقعات. إلا أن الغوص على الوضعين الدولي والإقليمي وعلى مجريات الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حزب الله» منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) يدفع إلى الكثير من الحذر لجهة ما سيتمخض عنه المؤتمر، فيما حرصت المصادر الدبلوماسية في باريس، الثلاثاء، على عدم الغوص في أرقام المساعدات والالتزامات المالية والعينية المرتقبة.
محاور المؤتمر الأربعة
أصبحت أهداف المؤتمر واضحة وعناوينها أربعة: أولها، توفير المساعدات الإنسانية للنازحين وللقطاعات الرئيسية المتضررة كالتعليم والصحة، وثانيها دعم القوى المسلحة اللبنانية، تحديداً الجيش الذي يحتاج تقريباً لكل شيء، وثالثها الدفع باتجاه إيجاد حل دبلوماسي للصراع القائم راهناً. وأخيراً، دعم السيادة اللبنانية والدفع باتجاه إعادة تفعيل عمل الدولة التي تعيش مع فراغ على رأس الجمهورية وحكومة مستقيلة منذ عامين وبرلمان لا ينعقد إلا في المناسبات. وتعدُّ باريس أن المؤتمر «يحل في لحظة حرجة حيث تبرز الحاجة لتعبئة دولية لصالح لبنانّ في أزمته الراهنة التي أفضت إلى نحو 2000 قتيل و10000 جريح ونزوح ما لا يقل عن 750 ألف شخص. وهذه الأرقام، كما هو واضح، تتفاقم يوماً بعد يوم. والقراءة الفرنسية للوضع اللبناني بالغة السوداوية، كما برزت في الحوار الذي أجري ليل الاثنين - الثلاثاء مع وزير الجيوش (الدفاع) سيباستيان لو كورنو الذي نبه من انزلاق لبنان إلى «حرب أهلية وشيكة» بسبب النزوح الكثيف وما سماه «الديناميات الطائفية».
باريس: لا عودة لما كان عليه الوضع سابقاً على الحدود
بيد أن مصدراً دبلوماسياً رفيعاً سعى للتخفيف من وطأة ما جاء على لسان وزير الدفاع بالإشارة إلى أن كلامه «أخرج من سياقه» أو أن «كلامه تخطى فكره». إلا أنه أكد أن «ثمة قلقاً فرنسياً من التوترات الطائفية المرتبطة بحركة النزوح الكثيفة»، وأن الصفة الغالبة على الوضع اللبناني هو «هشاشته الكبيرة» ما يعظم من دور الجيش ومهمته المزدوجة. ولا تبخل باريس في تفصيل المساعدات المنتظرة التي يحتاج إليها الجيش، وهي «حياتية» مالية وعينية من جهة و«عسكرية» من جهة أخرى، والمقصود بها تسليحية، إذ «يتعين علينا أن نوفر للجيش القدرات» الضرورية لتنفيذ مهماته مع الإشارة إلى أن الجيش «ليس جزءاً من الحرب الدائرة وسيبقى بعيداً عنها» رغم القتلى والجرحى الذين أصيبوا في صفوفه بسبب الضربات الإسرائيلية. ولا تتوقع باريس، إلى جانب الدعم الإنساني ودعم الجيش، الكثير من المؤتمر، رغم المشاركة الكبيرة التي سيحظى بها. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في باريس إن مستوى الحضور الأميركي سيشكل علامة بارزة على ما يمكن أن يصدر عن المؤتمر في الجانب الدبلوماسي، أي لجهة الدفع باتجاه تسوية دبلوماسية للحرب الدائرة بين إسرائيل و«حزب الله». ويحصل المؤتمر فيما البيت الأبيض حرك مبعوثه آموس هوكشتاين ووزير الخارجية إلى المنطقة. واللافت أن باريس ما زالت ساعية لإعادة تفعيل المبادرة الفرنسية - الأميركية التي أطلقها الرئيسان ماكرون وجو بايدن أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي والداعية إلى هدنة من 21 يوماً تفتح الباب لاتصالات دبلوماسية لتسوية النزاع، فيما الطروحات التي يحملها الدبلوماسيان الأميركيان لم تعد تلحظ المبادرة المذكورة. ومع ذلك، أكد المصدر الدبلوماسي أن باريس «تنسق» تحركاتها مع ما يقوم به الجانب الأميركي. وبأي حال، فإن بين المقاربتين الأميركية والفرنسية نقطة تلاقٍ، وهي أن باريس، كما واشنطن، تتمسك بتنفيذ القرار 1701 العائد للعام 2006، وهي تعدُّ أنه «لن تكون هناك عودة إلى ما كان عليه الوضع (على الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية) في السادس من شهر أكتوبر» الماضي. وأضاف المصدر الدبلوماسي الفرنسي أن بعضهم قد يعتقد أن توقف الحرب سيعني مسح ما حصل منذ أكثر من عام. إلا أن أمراً كهذا لن يحصل. ودعت باريس «حزب الله» لأن يأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار. يبقى أن فرنسا تريد توظيف المؤتمر لإحداث اختراق ما في ملف الفراغ الرئاسي الذي سيكون بلا شك بنداً رئيسياً في البيان المنتظر. وفي هذا السياق، أوضح المصدر الفرنسي أن الطرح الذي تتبناه باريس والداعي إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وحتى من غير وقف لإطلاق النار، يمكن أن يكون عاملاً مساعداً على التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأن من شأنه أن يساعد لبنان ليكون حاضراً بقوة في الاتصالات والمفاوضات الجارية، التي ستجرى لاحقاً إزاء كامل الملف اللبناني. وكشف المصدر أن باريس مواظبة على التواصل مع «حزب الله»، وإن كانت الأمور أكثر صعوبة اليوم. وكذلك تواصل الحوار مع إيران على مختلف المستويات، كما أن علاقاتها بإسرائيل، رغم التوتر الذي شابها في الأسابيع الأخيرة، عادية، والدليل على ذلك التواصل الأسبوعي بين ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين إسرائيليين احتياطيين إثر قصف «حزب الله» للشمال
القدس: «الشرق الأوسط».. قُتل جنديان إسرائيليان احتياطيان، وأُصيب ثلاثة آخرون، الثلاثاء، بينما خاض الجيش الإسرائيلي معارك ضد «حزب الله» في لبنان، وأطلقت الجماعة، المدعومة من إيران، عشرات القذائف على شمال إسرائيل، حيث أدى تسلّل طائرة من دون طيار إلى إرسال مليون شخص إلى الملاجئ لمدة ساعة. وحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قُتل أحد الجنود، وهو الرائد (احتياط) أفيرام هريف، 42 عاماً، نائب قائد كتيبة 9308، من دوليف، أثناء القتال في جنوب لبنان. والجندي الآخر هو الرقيب أول (احتياط) ساعر إلياد نافارسكي، 27 عاماً، من كتيبة 508، التابعة لفوج المدفعية 7338 «أديريم»، من تل أبيب، قُتل في وابل من الصواريخ على شمال إسرائيل. وقال الجيش في بيان إن 3 جنود آخرين من كتيبة المدفعية أُصيبوا بجروح خطيرة في وابل الصواريخ. حيث تم إطلاق 10 صواريخ من لبنان على منطقة نيوت مردخاي في بانهاندل الجليل وسط الهجوم، وفي فترة ما بعد الظهر تم إطلاق وابل منفصل من حوالي 30 صاروخاً من لبنان على الجليل الأعلى والغربي. وقالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء إن شظايا الزجاج أصابت رجلاً يبلغ من العمر 32 عاماً بجروح طفيفة، وتم نقله إلى المستشفى.
نتنياهو لبلينكن: هناك حاجة لإحداث تغيير سياسي وأمني في لبنان
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن هناك حاجة إلى إحداث تغيير أمني وسياسي في لبنان للسماح للإسرائيليين النازحين بالعودة بأمان إلى منازلهم في شمال إسرائيل. وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه التقى بلينكن لمدة ساعتين ونصف الساعة، الثلاثاء، وكان الاجتماع ودياً ومثمراً، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقال نتنياهو أيضاً إن إسرائيل تعمل جاهدة على إعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وإن القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار «قد يكون له تأثير إيجابي على عودة الرهائن، وتحقيق جميع أهداف الحرب واليوم التالي لها». وبحث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس، الثلاثاء، في آلية حكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وأعرب عن أمله في أن يسهم مقتل زعيم «حماس» في الإفراج عن الرهائن. وجاء في بيان أصدره مكتب نتنياهو عقب المحادثات أن الطرفين تباحثا في مسألة حكم غزة بعد انتهاء الحرب. وشدّد رئيس الوزراء على أن القضاء على زعيم «حماس» يحيى السنوار قد يكون تأثيره إيجابياً على صعيد عودة الرهائن المحتجزين في غزة منذ أكثر من عام. وكان هذا الاجتماع هو الأول في جولة من «المناقشات المكثفة» التي سيعقدها بلينكن في الشرق الأوسط.
لبنان يحرز نجاحاً دبلوماسياً في اليونيسكو ومجلسها التنفيذي يتبنى مشروع قرار بالإجماع
باريس: «الشرق الأوسط».. اعتمد المجلس التنفيذي لليونيسكو في دورته الـ220 بتاريخ 21/10/2024، بإجماع أعضائه ومن دون أي تعديلات، مشروع قرار تقدمت به بعثة لبنان لدى اليونيسكو، تحت عنوان «تقييم الوضع الراهن في لبنان فيما يخص مهمة اليونيسكو». ويعد ما حصل بمثابة نجاح للبنان، بفضل اعتماد بعثته لدى المنظمة الدولية دبلوماسية مرنة ومواظبة، خصوصاً في ظل الانقسامات التي تعتمل المجلس التنفيذي عند طرح أي مشاريع قرارات تتناول الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً على خلفية الحرب الدائرة فيه على جبهتين: غزة ولبنان. ونص القرار الذي دعمته 66 دولة على آلية محددة من ثلاث مراحل ستتبعها اليونيسكو:
أولاً: تقييم الوضع وتحديد حاجات لبنان.
ثانياً: رسم خطة عمل من قبل أمانة اليونيسكو.
ثالثاً: إنشاء صندوق طوارئ يؤمّن تنفيذ خطة العمل، وتموّله الدول الأعضاء.
وحدد القرار ثلاث أولويات هي: القطاع التربوي والعلمي، والتراث ولا سيما المواقع اللبنانية المدرجة على لائحة التراث العالمي مثل بعلبك وعنجر وصور، والإعلام وسلامة الصحافيين. وأكد مندوب لبنان لدى اليونيسكو السفير مصطفى أديب في الكلمة التي ألقاها رفض لبنان للحرب، ودعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحماية الشعب اللبناني والتراث وحرية الإعلام. فيما أعربت 40 دولة مشاركة طلبت الكلام عن تضامنها مع لبنان وقلقها حيال التصعيد الإسرائيلي، وطالبت باحترام القانون الدولي الإنساني وتنفيذ القرار 1701 ووقف إطلاق النار، كما حذرت من الاعتداء على قوات «اليونيفيل». وبالتوازي مع اعتماد هذا القرار، دعت بعثة لبنان لدى اليونيسكو إلى عقد جلسة استثنائية للجنة المنبثقة عن البروتوكول الثاني عام 1999 لمعاهدة لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلّح، بغية تفعيل الحماية المعززة التي تنص عليها المعاهدة لصالح المواقع الأثرية اللبنانية. وتقدمت البعثة أيضاً بطلب إضافة بند عن حماية الصحافيين في لبنان على جدول أعمال الدورة الـ34 لأعمال المجلس الحكومي الدولي للبرنامج الدولي لتنمية الاتصال (IPDC) التابع لليونيسكو، والمولج بتعزيز سلامة الصحافيين.
غالانت لبلينكن: من المهم أن تقف الولايات المتحدة مع إسرائيل بعد ضرب إيران
القدس: «الشرق الأوسط».. أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال اجتماعهما في تل أبيب، الثلاثاء، أنه من المهم أن تقف الولايات المتحدة مع إسرائيل بعد ضرب إيران. وحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال غالانت، وفقاً لمكتبه: «إن الموقف المشترك للولايات المتحدة مع إسرائيل بعد هجومنا على إيران من شأنه أن يعزز الردع الإقليمي ويضعف محور الشر». ومن المتوقع على نطاق واسع أن تضرب إسرائيل إيران بعد أن أطلقت طهران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). وبعد اجتماعهما الثنائي، انضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء هرتسي هاليفي، والمدير العام لوزير الدفاع إيال زامير ومسؤولون دفاعيون كبار آخرون. وبينما ناقش الحاضرون القتال في قطاع غزة، حضّ غالانت على استبدال «كيانات إقليمية ومحلية أخرى» بـ«حماس»، وفقاً لمكتبه. وفيما يتعلق بلبنان، قال غالانت إن إسرائيل «ستواصل مهاجمة جميع وحدات المنظمة الإرهابية بشكل منهجي»، حتى بعد انتهاء العملية البرية، ليتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم وتنسحب قوات «حزب الله» من جنوب لبنان.
«تفاوض بالنار» بين لبنان وإسرائيل... ونتنياهو يتجاهل الضغوط «لتحقيق أهداف الشمال»
القصف يلامس بيروت... وصواريخ «حزب الله» في محيط تل أبيب 4 مرات
الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... يضغط كل من الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بالنار؛ لتحسين الشروط التفاوضية إزاء الحرب القائمة في لبنان، حيث صعّدت إسرائيل استهدافاتها للضاحية الجنوبية من بيروت ولمدن حيوية في الجنوب، فيما كثّف «الحزب» رشقاته الصاروخية باتجاه تل أبيب وحيفا، بعد ساعات من زيارة المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، إلى بيروت، التي ردّ عليها «الحزب» بالقول إن «ما لا يؤخذ إلا بالنار، لا يعطى بالسياسة». وطرح الموفد الأميركي في بيروت حلاً كاملاً ومستداماً للأزمة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، قائماً على آليات لتطبيق القرار «1701»، رد عليه الجانب اللبناني بالتمسك بالقرار الذي جمّد التوتر الحدودي لمدة 17 عاماً. وكانت إسرائيل استبقت الزيارة برفع سقف شروطها ومطالبها الأمنية في المنطقة الحدودية، وهو ما رفضه «الحزب».
نتنياهو و«حزب الله»
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عزمه على «تحقيق الأهداف المرسومة في شمال البلاد»، مشدداً على أن «أي ضغوط محلية أو خارجية لن تؤثر على مسار العمليات». وأضاف خلال تصريحات له: «سكان الشمال سيعودون إلى ديارهم، وهذه مهمة التزمتُ بها، ولن أتنازل عنها مهما كانت التحديات». في المقابل، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، محمد عفيف، خلال مؤتمر صحافي، إنّ الأفكار التي طرحها هوكستين «لم تكن سوى استطلاع أولي بالنار لموقف المقاومة على وقع المجازر والدماء»، مضيفاً أنّ «ثقتنا بالرئيس نبيه بري تامة وكاملة، ونؤكد على موقفه القاطع: لا مفاوضات تحت النار، وما لا يؤخذ إلا بالنار لا يعطى بالسياسة». وفي رد على وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، من أنه «لا مفاوضات إلا تحت النار»، قال إن جواب «الحزب» هو: «النار بالنار، والدم بالدم، والحديد بالحديد». وتوعد بأن قصف الشمال والعمق الإسرائيلي «سوف يتواصل وتزداد قوته نوعاً وكمّاً مع الوقت»، وأوضح أنّ المعدل اليومي للعمليات الهجومية والدفاعية في تصاعد مستمر وصل إلى 25 عملية يومياً.
قصف محيط بيروت
ولجأت إسرائيل إلى النار للضغط على المفاوض اللبناني، حيث كثفت غاراتها الجوية على الضاحية عشية وصول هوكستين ليل الأحد، ووسعت غاراتها إلى محيط المستشفى الحكومي في بيروت، وساحل منطقة الأوزاعي بمحاذاة مدرج مطار بيروت، وشنت غارات أخرى في عمق الضاحية ليل الاثنين، فضلاً عن استهداف منطقة الغبيري التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن أحياء العاصمة اللبنانية ظهر الثلاثاء، إضافة إلى قصف مربعات سكنية بمدينة النبطية، والحوش على أطراف مدينة صور. وتعرضت مدينة النبطية «لأوسع عدوان جوي إسرائيلي»، وفق ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، حيث نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي «زناراً نارياً من الغارات التي استهدفت (شارع المصارف) و(مفرق الراهبات) و(شارع حسن كامل الصباح)». وفي لحظات لا تتجاوز نصف الدقيقة، «دمر بالكامل كثيراً من المباني السكنية والتجارية وعشرات المحال التجارية والمقاهي، وبدا الشارع ساحة حرب مرعبة، وأوقف الردم والركام السير عليه، وارتفعت سحب الدخان والغبار في كل مكان». كما استهدف صباحاً عدداً من المجمعات السكنية والتجارية في حي كسار الزعتر، ودمرها بالكامل. أما في منطقة الحوش الواقعة شرق مدينة صور، فقد شن الطيران سلسلة غارات، بعد تحذيرات كان قد أصدرها الجيش الإسرائيلي. وقال إنه استهدف مقار لـ«الحزب».
تحول في مسار الحرب
وتمثل تلك الضربات تحولاً في مسار الحرب، وفي رقعة الاستهدافات التي وسعتها إسرائيل؛ لتكريس ضغط إضافي على المفاوض اللبناني. وقالت مصادر لبنانية مواكبة لتحولات القصف، إن «الضغط بالنار» لا يقتصر على توسعة رقعة الاستهدافات التي تقترب أكثر من بيروت وأحيائها المكتظة ومرافقها الحيوية، ومن ضمنها المستشفيات الواقعة على أطراف بيروت، بل يتمثل في «إيجاد آلية ضغط اجتماعي» إضافية على المفاوض اللبناني «من خلال موجات النزوح اليومية الناتجة عن إنذارات الإخلاء»؛ وكانت أبرزها يوم الأحد قرب مراكز «القرض الحسن»؛ المستهدفة منها وغير المستهدفة، والثانية ليل الاثنين من منطقة الأوزاعي المكتظة.
قصف تل أبيب
في المقابل، يتبع «الحزب» الاستراتيجية نفسها، من خلال تكثيف الضربات باتجاه مدن حيوية في العمق الإسرائيلي؛ إذ بدا لافتاً، خلال أقل من 12 ساعة، إعلانه عن قصف محيط تل أبيب 4 مرات، فقد قال، في بيان صباح الثلاثاء، إنه استهدف «قبة نيريت» في ضواحي تل أبيب بـ«صواريخ نوعية»، كما أعلن عن استهداف قاعدة «غليلوت» التابعة لـ«وحدة الاستخبارات العسكرية 8200» في ضواحي تل أبيب «بصلية صاروخية نوعية»، بعد استهداف مماثل للموقع نفسه مساء الاثنين. وتبنى قصف شركة «تاع» للصناعات العسكرية في ضواحي تل أبيب بـ«صواريخ نوعية». كما أعلن «الحزب» عن استهداف قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غربي حيفا بصلية صاروخية نوعية، وأطلق أخرى باتجاه مستعمرة حتسور، و«صلية صاروخية كبيرة باتجاه مستعمرة بيت هعميك». وتتزامن توسعة مروحة القصف الصاروخي وفي الجنوب، مع اشتباكات ومعارك عسكرية بالمنطقة الحدودية، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى التوغل، فيما يعلن «الحزب» عن قصف تجمعاته على مداخل القرى وفي المواقع العسكرية الحدودية الملاصقة. ويواصل الجيش الإسرائيلي تفجير المنازل في القرى والبلدات التي يدخل إليها، كان آخرها تفجير منازل في بلدة عيتا الشعب. وقالت مصادر مواكبة للعمليات العسكرية في الجنوب إن الجيش الإسرائيلي يدخل ليلاً إلى الأحياء في تلك القرى، وتعمل فرق الهندسة على تفخيخ المنازل، قبل أن ينسحب ويفجّرها في النهار. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بوقوع اشتباكات عنيفة على محور بلدة الطيبة، وهي قرية واقعة على الخط الثاني من الحدود خلف مركبا، إضافة إلى القتال على محاور أخرى قرب العديسة ورب تلاتين.
باسيل يتبرأ من «حزب الله»: أسقط عن لبنان حجة «الدفاع عن النفس»
«الكتائب» يرفض أن تنتهي الأمور بالعودة إلى الوضع السابق
بيروت: «الشرق الأوسط».. وجّه رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، انتقادات لافتة لحليفه السابق «حزب الله»، عادّاً أنه «أسقط عن لبنان حجة (الدفاع عن النفس)، وأضعف حاله، وكشف قوته العسكرية»، معلناً أن تياره «ليس في وضع تحالف مع (الحزب)». ويأتي موقف باسيل، الحليف السابق لـ«حزب الله»، مع ارتفاع المواقف التي تحمّل «الحزب» مسؤولية وصول الوضع في لبنان إلى ما هو عليه اليوم، بعدما اتخذ القرار منفرداً بفتح جبهة الإسناد مع غزة. وحمّل رئيس «التيار»، في حديث لقناة «العربية»، إسرائيل مسؤولية العدوان على لبنان و«الحزب» مسؤولية الخطأ الاستراتيجي الخاص بـ«وحدة الساحات»، مؤكداً أن سياسة «وحدة الساحات» هي لمصلحة دول أخرى وليست لمصلحة لبنان. ورأى باسيل أن «(حزب الله) أسقط عن لبنان حجة (الدفاع عن النفس) بإسناد غزة»، عادّاً أنه «أضعف حاله، وكشف قوته العسكرية، فيما بات لبنان كله مكشوفاً للاعتداءات الإسرائيلية». وأعلن أنه لم يعد في وضع التحالف مع «حزب الله»، قائلاً: «اختلفنا مع (حزب الله) بسبب الحرب الحالية، ولسنا اليوم في وضع تحالف معه»، عادّاً أن «(حزب الله) أخطأ عندما عمل على (وحدة البيت الشيعي) على حساب لبنان». وفي حين لفت إلى أن إيران «تحارب بـ(حزب الله) وباللبنانيين»، عبّر عن خوفه من الفوضى في لبنان، قائلاً: «نحن أمام خطر فتنة داخلية، ولبنان أمام خطر وجودي وتقسيمي، وأدعو إلى اللامركزية الإدارية وليس التقسيم». وفيما قال إنه لن يدعم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، عدّ أن قائد الجيش العماد جوزيف عون «لا يملك مشروعاً لإنجاح لبنان، ولا يجمع اللبنانيين». وفي هذا الإطار، عدّ حزب «الكتائب اللبنانية» أن المرحلة التي يمرّ بها لبنان من أخطر المراحل في تاريخه، وأن من شأنها أن تشكل مفصلاً في رسم صورته لأجيال مقبلة. وأكد في بيان له، بعد اجتماع المكتب السياسي برئاسة رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل، أنه «بعد كل النزاعات والصعوبات، لن يرضى، تحت أي ظرف من الظروف، أن تنتهي الأمور بالعودة إلى الوضع السابق من انعدام الدولة بكامل مظاهرها، وتجيير قرارها إلى دول قريبة وبعيدة، وإلى انتشار السلاح بعدما أثبت على مر عقود أنه المصدر الأول لمصادرة قرار الدولة، والاستيلاء على مقدراتها، وقهر اللبنانيين وتعريضهم لشتى أنواع الاحتلالات». من جهته، جدد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية»، الوزير السابق ريشار قيومجيان، التأكيد على أن «الحل في لبنان اليوم هو بتطبيق القرار (1701)»، عادّاً، في حديث تلفزيوني، أن «المطلوب أن تظهر الحكومة جدية ومصداقية في تطبيقه، وألا نتذاكى على المجتمع الدولي، بل أن نطبق الـ(1701) بكل مندرجاته وما يتضمنه من قرارات مثل (القرارين) (1559)، و(1680)». وشدد على أن «المطلوب من (الحزب) تسليم سلاحه ومواقعه للجيش اللبناني، في أول خطوة جدية، وحينها تعمل الحكومة على تعزيز نشر الجيش في الجنوب وكل الشعب اللبناني سيكون خلفه».
استهداف إسرائيل الجيش اللبناني..«أخطاء عسكرية» أم رسائل ترهيب لإبعاده عن الحدود؟..
سقوط 25 جندياً خلال الحرب بينهم 10 خلال قيامهم بمهامهم
الشرق الاوسط...كارولين عاكوم.. يطرح استهداف إسرائيل جنود الجيش اللبناني وآلياته علامة استفهام حول أهدافها، ولا سيما في ظل الحديث الجدي اليوم حول دور الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة والوعود التي أطلقها المسؤولون اللبنانيون لجهة تطبيق القرار 1701 وزيادة عدد الجنود والضباط عند الحدود اللبنانية إلى عشرة آلاف. فالجيش الجيش اللبناني خسر منذ بدء الحرب بجنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، من جنوده 25، بينهم 10 سقطوا خلال قيامهم بعملهم، حيث تم استهدافهم إما بشكل مباشر أو قُتلوا نتيجة قصف على مقربة منهم، وهو ما يطرح علامة استفهام حول هدف هذا الاستهداف. وكان آخر هؤلاء، ثلاثة عسكريين قُتلوا باستهداف آليتهم العسكرية بشكل مباشر، ونعتهم قيادة الجيش، الاثنين، مشيرة إلى «أنهم استُشهدوا الأحد، من جراء استهداف العدو الإسرائيلي الآلية العسكرية في منطقة عين إبل». لكن الجيش الإسرائيلي قال، الاثنين، إنه لم يكن على علم بأن الآلية التي استهدفها تابعة للجيش اللبناني. وأشار إلى أنه «قصف شاحنة الأحد، كانت قد دخلت منطقة كان قد استهدف فيها سابقاً شاحنة تابعة لـ(حزب الله) وكانت تنقل قاذفة وصواريخ»، لافتاً إلى أن جنوده «لم يكونوا على دراية أن الشاحنة الثانية تابعة للجيش اللبناني»، وأضاف: «الجيش الإسرائيلي لا يعمل ضد الجيش اللبناني، ويعتذر عن الملابسات غير المرغوب فيها»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية». وقبل نحو عشرة أيام كانت إسرائيل قد استهدفت أيضاً مركزاً للجيش في منطقة كفرا في الجنوب؛ ما أدى إلى سقوط شهيدين، لتعود بعدها وتقول إن قواتها لم تكن على علم بوجود منشأة للجيش اللبناني. وهذه التوضيحات لا تعفي إسرائيل من مسؤوليتها عن مقتل العسكريين، ولا سيما أنها تتجاوز كل الخطوط الحمر، وفق ما يؤكد مصدر عسكري يقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الاستهدافات المتكررة للجيش اللبناني «قد تكون رسائل من إسرائيل لمنع تواجد عناصره وتحركاتهم عند الحدود على غرار ما يفعل مع قوات (يونيفيل)، ومن الواضح أنه بحجة المنطقة الآمنة التي يسعى لإقامتها يريد منطقة مهجورة ومحروقة، وبالتالي لا يمكن أن يردعه أي شيء ولا يرى أمامه أي خطوط حمراء». ويوجد اليوم عند الحدود الجنوبية نحو 4500 عسكري، كانت مهمتهم بشكل أساسي مراقبة تطبيق القرار 1701 والخروق التي تحصل، وكان قد أعيد انتشارهم بالتراجع ما بين 3 و4 كيلومترات، عند بدء التصعيد الإسرائيلي بإعادة تموضع العناصر في مراكز خلفية محصنة ومجهزة للدفاع إذا ما حصل أي تقدم للجيش الإسرائيلي»، بحسب المصدر. وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، خلال جلسة لمجلس الوزراء في بداية الشهر الحالي، أنه كلّف قائد الجيش العماد جوزف عون «القيام بما يراه مناسباً من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية في ضوء العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان». وفي هذا الإطار، يؤكد العميد المتقاعد وليد عون، أنه «لا يمكن القول اليوم إن هناك قراراً واضحاً من إسرائيل لضرب الجيش اللبناني، ولا سيما أنها لا تستهدف مراكز ونقاطاً ثابتة». ويذكّر عون في حديثه لـ«الشرق الأوسط» باستهداف إسرائيل ثكنة للجيش اللبناني في منطقة الجمهور في جبل لبنان عام 2006؛ بحجة اشتباهها بقاعدة صواريخ، حيث ذهب ضحية الاعتداء أكثر من 20 عسكرياً، إضافة إلى القصف الذي يطال مدنيين ومسعفين في حربها اليوم ضدّ «حزب الله»، من هنا، يرى أن إسرائيل، لتحقيق أهدافها لا تضع في الحسبان أي أمور أخرى، وبالتالي اذا تواجد الجيش على مقربة من هدف لها لن تتوانى عن استهدافه، بغض النظر عن النتائج. وفي حين يرى عون أن هذه الاستهدافات إذا استمرت لا شك أنها تنعكس سلباً على الجيش الذي يفترض أن يكون في المرحلة المقبلة القوة الأساسية المتواجدة على الحدود وفق القرار 1701، يلفت إلى أن دور الجيش اللبناني خاضع للقرار السياسي والحكومة اللبنانية هي التي تكلّفه بهذا الأمر، موضحاً «واليوم الجيش ليس مكلفاً مواجهة العدو، وفي هذا الإطار أتت إعادة انتشاره قبل أسابيع، وهو الذي كان يقوم بمهمة المراقبة على الحدود ولا يستطيع عناصره الدفاع عن أنفسهم في النقاط المتواجدين فيها». ويضيف: «الجيش اللبناني مكلف - بحسب قانون الدفاع الوطني - الدفاع عن الأراضي اللبنانية، لكن إذا لم يكن مكلفاً ذلك في بلد تركيبته السياسية مثل لبنان هذا الأمر سيتحول مواجهة داخلية بدلاً من أن تكون مواجهة مع العدو». ومع تأكيده أنه إذا اتخذ القرار السياسي فلا بد وأن يقوم الجيش بواجبه والتضحية للدفاع عن أرضه وتطبيق القرارات الدولية رغم ضعف قدراته وعدم تسليحه، بغض النظر عن النتائج، يقول: «الواقعية تفرض علينا الإقرار بتفوق إسرائيل عسكرياً حتى لو تم تسليحه، لكن عند احترام الاتفاقيات الدولية ووجود القرار السياسي الواضح لا يمكن أن يكون هناك ذرائع وحجج لإسرائيل ليحصل ما حصل اليوم».