قطر تؤكد دعمها وقف القتال في السودان... وانتهاج الحوار لتجاوز الخلافات..
قطر تؤكد دعمها وقف القتال في السودان... وانتهاج الحوار لتجاوز الخلافات..
الشيخ تميم التقى البرهان في الدوحة
الدوحة: «الشرق الأوسط».. أكدت قطر دعمها الجهود الرامية لإنهاء القتال الدائر في السودان؛ «حفاظاً على وحدته وأمنه واستقراره». وأجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مباحثاته مع رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى الدوحة (الخميس) في ثالث محطة خارجية له منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ قرابة 5 أشهر. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ تميم عقد مع البرهان جلسة مباحثات رسمية بقصر لوسيل (الخميس)، حضرها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، كما حضرها من الجانب السوداني، علي الصادق علي وزير الخارجية المكلف، والفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل مدير عام جهاز المخابرات العامة. وتم خلال الجلسة بحث مختلف التطورات في السودان، حيث أطلع رئيس مجلس السيادة الانتقالي أمير قطر على مستجدات الأوضاع والتحديات التي يواجهها السودان. وقالت الوكالة إن أمير قطر، جدد خلال الجلسة، «تأكيد موقف دولة قطر الداعي إلى وقف القتال في السودان، وانتهاج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات، وتطلعها إلى انخراط كل القوى السياسية السودانية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار». كما ثمّن أمير قطر «الجهود الإقليمية والدولية والمساعي الحميدة الهادفة لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان». من جانبه، عبر البرهان عن شكره وتقديره لأمير قطر «على موقف دولة قطر الداعم للسودان حكومة وشعباً، وبما يخدم الاستقرار والتنمية فيها». كما تناولت الجلسة بحث سبل دعم وتنمية العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً. وكان البرهان وصل إلى الدوحة (صباح الخميس) في «زيارة عمل»، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء القطرية، في ثالث محطة خارجية له منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ قرابة 5 أشهر. وكان في استقباله في مطار الدوحة وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي. وفي وقت سابق (الخميس)، أفاد المجلس السيادي الانتقالي الذي يتولى البرهان رئاسته، أنه «سيجري خلال الزيارة، مباحثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأوضاع في السودان». وكان البرهان غادر من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، حيث المطار الوحيد الذي يعمل حالياً منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادته، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقطر هي المحطة الخارجية الثالثة للبرهان منذ بدء النزاع. وقد زار مصر في 29 أغسطس (آب)، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين، ثم زار (الاثنين) دولة جنوب السودان، والتقى رئيسها سلفا كير. وتأتي زيارات البرهان في ظل تقارير عن وساطات للتفاوض بينه وبين دقلو خارج البلاد؛ سعياً لإيجاد حلّ للنزاع الذي تسبب بمقتل نحو 5 آلاف شخص، وتهجير 4.8 مليون سواء داخل البلاد أو خارجها. وكانت وساطات سعودية - أميركية أثمرت خلال الأشهر الماضية عن اتفاقات لوقف إطلاق النار، كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) مبادرة إقليمية لم تثمر. ولا تظهر المعارك الميدانية أي أفق للحل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد. ومساء الأربعاء، أصدر البرهان مرسوماً دستورياً قضى بحل قوات «الدعم السريع» متهماً إياها بـ«التمرد»، وارتكاب «انتهاكات جسيمة» ضد المواطنين، و«التخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد».