أخبار لبنان..هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت لتسوية الأزمة الحدودية..خطط الإيواء أمام مجلس الوزراء غداً.. وتجدُّد السجال الرئاسي بين برّي و«القوات»..لا تستقبلوا الوسيط الإسرائيلي..الموفد الأميركي عائد إلى لبنان مهدّداً بالحرب الكبرى..لبنان..صالة انتظارٍ كبرى لمُراسلي «الحرب» من كل العالم... «حزب الله»: مصمّمون على رد ميداني مؤلم ورادع مهما كانت التداعيات..نصائح دبلوماسية لـ«حزب الله» بإعطاء فرصة لمحادثات وقف النار..لبنان يستعدّ للحرب بمراكز إيواء في مناطق آمنة.."شظايا قاتلة" تضرب موسم السياحة اللبناني..والخسائر بالمليارات..7 إجراءات أنجزها العدوّ ميدانياً لمواجهة ردود محور المقاومة؟..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 آب 2024 - 3:52 ص    عدد الزيارات 498    القسم محلية

        


زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب الأردن وسوريا ولبنان..

لندن: «الشرق الأوسط».. قال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن زلزالا بقوة 4.8 درجة ضرب الأردن وسوريا في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين وشعر به السكان في كلا البلدين وفي لبنان. وأضاف المركز أن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات. وذكر المركز في وقت سابق أن قوة الزلزال بلغت 5.46 درجة لكنه خفضها بعد دقائق. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن مركز الزلزال قرب مدينة حماة. وشعر السكان في أنحاء سوريا بالزلزال، وقال أشخاص في مدينة أعزاز شمال البلاد إن الهزة الأرضية أعادت إليهم ذكريات الزلزال المميت الذي وقع العام الماضي وأودى بحياة الآلاف في شمال سوريا وتركيا المجاورة. وقالت منظمة الدفاع المدني السوري العاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إنها نشرت عناصرها في عدة مناطق للاستجابة لأي حالة طوارئ محتملة، لكنها لم تتلق تقارير عن أي أضرار حتى الآن. كما شعر السكان في مختلف أنحاء لبنان بالهزة.

هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت لتسوية الأزمة الحدودية..

خطط الإيواء أمام مجلس الوزراء غداً.. وتجدُّد السجال الرئاسي بين برّي و«القوات»...

اللواء....انشغلت الدوائر اللبنانية، سواءٌ في المقاومة أو البيئات السياسية الرسمية وخلافها بتفجير الخلاف بين رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع فيها يوآف غالانت، على خلفية النظرة الى مصير الحرب، والمسؤول عن تعطيل صفقة التبادل والهدنة المتوقفة في غزة، على وقع تصعيد اسرائيلي وردّ مماثل من حزب الله الذي امطر فجر امس المستعمرات الشمالية بما لا يقل عن 30 صاروخاً رداً على القصف الذي استهدف معروب (قضاء صور) وادى الى سقوط جرحى من ابناء البلدة. ولم يكن الوضع مختلفاً لدى الجانب الاسرائيلي، فنقلت «القناة 12» الاسرائيلية عن مصادر امنية، عدم وضوح ردّ حزب الله، وعما اذا كان سيسبق الرد الايراني ام لا. ووصف وزير الدفاع الحرب على لبنان بالمغامرة، كاشفاً عن اقتراحه في 11 ت1 الماضي خلال اجتماع الكابينت الحربي شن هجوم على لبنان، قوبل بالرفض، اما الآن فهو يرفض شن حرب واسعة بدءاً من الجنوب. في غمرة حالة الترقب المتعب والمملّ، اعلن في اسرائيل (القناة 12) ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيصل تل ابيب لاستئناف جهوده لتسوية الازمة بين لبنان واسرائيل. وحسب معلومات على صلة بالجهات الرسمية، فإن هوكشتاين سيزور لبنان خلال الايام المقبلة. وحسب مصدر مطلع فإنه في ضوء ما سيحصل في مفاوضات الخميس بين الوسطاء واسرائيل، بانتظار اعلان «حماس» موافقتها على ارسال ممثل لها الى المفاوضات، فإن آلية عمل هوكشتاين ستكون على سكة معالجة الشق المتعلق بجبهة الحرب بين حزب الله واسرائيل. وفي اطار الاتصالات لدرء الخطر استقبل الرئيس ميقاتي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو مساء امس في دارته، وتم البحث في الوضع في لبنان والمنطقة والجهود الرامية الى وقف العنف والتوترات. وحثّ رئيس الوزراء الكندي مواطنيه على مغادرة لبنان، ويؤكد أن خطر التصعيد حقيقي.

لا تطمينات بإحتواء التصعيد

وفيما ما زال شبح الحرب يخيم على لبنان والمنطقة، اكد مصدر وزاري مطلع عن قرب لـ «اللواء» ان الحكومة التي تتابع منذ اشهر تطورات المواجهات القائمة، وان رئيسها نجيب ميقاتي الذي ما زال يتابع اتصالاته مع الدول المعنية بوضع المنطقة من اجل وقف الحرب، لم يتلقيا اي تطمينات من الدول التي تقوم بمساعي التهدئة بنيّة الكيان الاسرائيلي وقف التصعيد أو مواصلته الاعتداءات والاغتيالات ضد المدنيين. ويكفي ان بيانات قيادات ومسؤولي اسرائيل تدل على رغبتها بعدم وقف الحرب في غزة ولا بوقف التصعيد ضد لبنان. واوضح المصدر الوزاري ان كل ما يتلقاه لبنان هو ان ما تقوم هذه الدول مجرد «دعوة جميع الاطراف الى وقف التصعيد والعودة الى المفاوضات»، لكن من دون تحقيق اي نتيجة تذكر. واشار رداً على سؤال الى ان الحكومة تقوم بما عليها عبر لجنة الطوارىء الوزارية بالتحضير لإستيعاب أي حدث طارىء او عدوان اسرائيلي، وتعمل على توفير المقومات الضرورية للمواطنين، على صعيد الغذاء والدواء والخدمات الاساسية واستنفار القطاع الصحي. وفي السياق، أكد الرئيس ميقاتي استمرار الوزارات والادارات اللبنانية كافة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الاجراءات والخطوات المطلوبة في اطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل. وشدد في الوقت ذاته على أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وقال: إن ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي اعلناها الاسبوع الفائت، تحدد الاسس الواضحة للحل وابرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. واوضح رئيس الحكومة «ان الرسالة الابلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الإستقرار والأمن في جنوب لبنان».

إجراءات المحافظات

وكان قد عُقد امس اجتماع وزاري في السرايا الحكومية برئاسة ميقاتي، ضم وزير الداخلية والبلديات  بسام مولوي، منسّق لجنة الطوارىء وزير البيئة ناصر ياسين، الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى، ومحافظي المناطق، وبعد الاجتماع قال الوزير ياسين: هدف هذا الاجتماع التأكد من جهوزية خلايا الأزمة والطوارئ الموجودة على مستوى المحافظات وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة لتعزيز هذه الخلايا، وكل ذلك في إطار التحضير والتعزيز في حال توسعت الاعتداءات إلى المناطق غير الجنوبية. ودعا الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء الى جلسة غداً الاربعاء لمناقشة جدول اعمال من 46 بندا، ابرز ما فيها: عرض وزيرالبيئة منسق لجنة الطوارىء الحكومية للإجراءات والتدابير المتعلقة بخطة الطوارىء الوطنية. وعرض خطة ادارة ملف النازحين السوريين وتيويم الخطوات والاجراءات ذات الصلة اضافة الى تكليف وزير المهجرين متابعة موضوع اعادة النازحين في شقه المتعلق بالعودة الطوعية.اضافة الى بنود إجرائية وادارية ومالية وقبول هبات للوزارات. ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان مجلس الوزراء يبحث في التحضيرات المتصلة بلجنة الطوارىء في حال حدوث أي سيناريو سلبي في البلاد، وقالت إن المجتمعين يستعرضون الوقائع والمعطيات والأمكانات، دون إغفال التذكير بالاتصالات الديبلوماسية من أجل تجنيب لبنان الحرب. ولفتت هذه المصادر إلى أن الرئيس ميقاتي سيطلع المجلس على اجواء هذه الاتصالات وسيؤكد أهمية التضامن والوحدة، معلنة أن موضوع فتح حساب مالي أو غير ذلك لزوم خطة الطوارىء قد يطرح خصوصا أن هناك أرقاما تقديرية حول التكلفة المطلوبة من أجل التحسب لها.

كلفة الإيواء

وكشف وزير البيئة ورئيس لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين عن تجهيز 1399 مدرسة ومهنية لإيواء النازحين على غرار ما حصل في العام 2006. وتحدث عن سيناريوهات ثلاثة: حرب شاملة ترفع الكلفة الى 100 مليون، ونزوح بحدود ربع مليون الحاجة الى 250 الف دولار، واذا استمر الوضع على حاله في مائة الف نازح من الجنوب تحتاج فقط الى 25 مليون دولار. وفي اطار التحركات الدبلوماسية زار امس سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في مكتبه. وجرى التأكيد على اهمية تطبيق القرارات الدولية، ونوّه مولوي بوقوف المملكة العربية السعودية، الى جانب لبنان بصورة دائمة. رئاسياً، انتقد الرئيس نبيه بري من يضيّع وقته مراهناً على اضعاف حزب الله وحركة امل بعد الحرب، معرباً عن استعداده للدعوة الى جلسة حوار او تشاور اذا كان المعنيون جاهزون للتجاوب، على قاعدة «حوار فرئاسة». وجددت «القوات اللبنانية» رفضها لدعوة بري وقالت (الدائرة الاعلامية) ان الدستور لا ينص بأي شكل من الاشكال على حوار يسبق الانتخابات الرئاسية، واما الدستور يقول بوضوح ان الانتخابات تحصل على قاعدة جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، ولا وجود لما يسمى من قبيل العرف «حوار». وقالت: إن الانتخابات مسؤولية مجلس النواب عن طريق الاقتراع حتى انتخاب رئيس للجمهورية، متهماً محور الممانعة بتعطيل انتخابات الرئاسة، داعياً الرئيس بري الى جلسة انتخاب رئاسية وان تترك اللعبة الديمقراطية الانتخابية تأخذ مجراها. الى ذلك، عادت العلاقة الى التوتر بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، على خلفية اقدام الاول على التمديد للعميد بيار صعب، والذي يحال الى التقاعد الشهر المقبل. وتقدم احد الضباط بمراجعة امام مجلس شورى الدولة للطعن بقرار التمديد.

«ما بدنا الحرب»

والابرز لجهة رفض الحرب، ظهرت لوحات إعلانية تحمل شعارات، منها «بيكفّي - تعبنا»، انتشر أغلبها في المناطق المحسوبة على قوى وأحزاب المعارضة وبعض أحياء العاصمة بيروت، تعبيراً عن حالة اعتراض على «حرب المساندة» التي فتحها «حزب الله» في جنوب لبنان، المرشّحة أن تأخذ البلد إلى حربٍ واسعة في ظلّ ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله» واغتيال قادة كبار من الحزب. اللافت في الأمر أن هذه الشعارات ما زالت «يتيمة الأب»، إذ لم تتبنَّها أي من قوى المعارضة، ولا حتى المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية التي تنادي دوماً بتحييد لبنان عن صراعات وحروبٍ لا يقدر على تحمّل نتائجها وتبعاتها، لكن بغض النظر عمّن يقف خلفها، تعتبر المعارضة أن هذه الشعارات تمثل رأي معظم اللبنانيين.

الوضع الميداني

ميدانياً استهدف الجيش الاسرائيلي شيحين والجبين، كما هاجم بالمدفعية وادي حامول،رامية وعيتا الشعب، وليلاً اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا. واستهدف حزب الله موقع حانيتا بقذائف المدفعية، كما استهدف موقع المالكية بالاسلحة الصاروخية كذلك استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.

لا تستقبلوا الوسيط الإسرائيلي

الموفد الأميركي عائد إلى لبنان مهدّداً بالحرب الكبرى: لا تستقبلوا عرّاب الخداع هوكشتين

تقرير الأخبار....وفق قاعدة أن «ضرورات الأنظمة لا تعطّل خيارات الأمة»، كان منطقياً أن يسود القلق الأوساط الداعمة للمقاومة من موافقة أركان الحكم في لبنان على استقبال الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين غداً في بيروت. القلق الممزوج بالغضب لا يعود فقط إلى أن الرجل كان شريكاً في عملية سياسية رافقت العملية الأمنية والعسكرية التي أدّت إلى اغتيال القائد فؤاد شكر قبل أكثر من عشرة أيام، بل إلى أن جميع المؤشرات لا تعكس وجود أي جديد نوعي في سلوك الإدارة الأميركية حيال جرائم العدو المستمرة في فلسطين ولبنان والمنطقة.وبحسب ما سرّبت مصادر رسمية لبنانية، فإن هوكشتين الذي وصل أمس إلى تل أبيب، سيسعى من جديد إلى ضخ مزيد من رسائل الترغيب والترهيب في لبنان، وهو لا يحمل حلاً باعتبار أن العدو لا يظهر أي رغبة فعلية في وقف الحرب على قطاع غزة. وهذا ما يثبت قرار المقاومة في لبنان باستمرار عمل جبهة الإسناد من جهة، ولا يعدّل أساساً في قرارها الرد على اغتيال شكر. وبالتالي، فإن استقبال الضابط الإسرائيلي الذي لا يخشى اتهامه بالعمل لمصلحة العدو، يشكّل طعنة في غير مكانها. وربما يُفترض بأهل الحكم تكليف موظف باللقاء معه، ولو أن المؤشرات والسوابق لا تقول بذلك، فكيف وبعض المسؤولين اللبنانيين يتبجّحون بأنهم «على صداقة مع هوكشتين الذي يعرف ملفاتنا جيداً». ورغم إصرار جهات رسمية على أن هوكشتين لم يتعهد بشيء في اتصالاته الأخيرة عشية اغتيال شكر، إلا أن تبادل الرسائل الذي تم عبر أكثر من جهة، لا يدع مجالاً للشك، عند المقاومة وغيرها، بأن هوكشتين شارك في عملية تضليل من خلال نقل رسائل «تطمينية» بأن بيروت والضاحية ستكونان خارج دائرة الاستهداف بعد حادثة مجدل شمس، رغم أن المقاومة التي لا تركن أساساً لأي كلام أميركي لم تأخذ بهذه التطمينات، وصار واضحاً لديها الظروف التفصيلية التي رافقت نجاح العدو في الوصول إلى مكان وجود شكر وتنفيذ عملية الاغتيال. ولم يكُن مرّ وقت على إعلان وزارة الدفاع الأميركية إرسال غواصة إلى الشرق الأوسط، وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى المنطقة، حتى جاء التحرك العاجل لهوكشتين الذي وصل إلى تل أبيب مساء أمس، على وقع تقديرات الجانبين الأميركي والإسرائيلي بأن رد محور المقاومة سيحصل في الساعات الـ 24 المقبلة. وتأتي هذه الزيارة في وقت حرج ودقيق جداً، بعدما كان هوكشتين «علّق» مهمته منذ آخر زيارة له للبنان قبل حوالي شهرين، اقتناعاً منه بأن لا مجال لأي اتفاق مع لبنان قبل وقف الحرب على غزة. وفيما ذكرت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن هوكشتين أتى لاستئناف جهوده لتسوية الأزمة بين لبنان وإسرائيل، قالت مصادر مطّلعة في بيروت إنه «سيزور بيروت غداً» للقاء كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، علماً أن «الملف تخطى مهمته وأصبحت الأمور في مكان آخر». وأضافت المصادر أن «هوكشتين يحمل مبادرة جديدة للتهدئة وفي جعبته أفكار لمنع الانفجار الكبير، لكنّ أحداً لا يعلم مضمونها حتى الآن».

شارك في عملية تضليل بأن بيروت والضاحية ستكونان خارج دائرة الاستهداف بعد حادثة مجدل شمس

وفي الإطار، توقفت المصادر عند مسألتين أساسيتين تحوطان بالرد المتوقّع على اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران والقائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وهما: الأولى، أن الزيارة تأتي عشية 15 الجاري، وهو الموعد المحدد لاستئناف مفاوضات الهدنة التي يعتقد الجانب الأميركي أن بإمكانها أن تكون الطعم الذي يؤخر الرد أو تجعل منه رمزياً. والثانية، تزامن الزيارة مع حملة التهديد والتهويل التي تمارسها الولايات المتحدة على المحور من خلال استقدام سلاحها وطائراتها لدعم الكيان، والعمل على حشد تحالف يضم دولاً عربية لرد الردّ أو التخفيف من الخسائر التي سيتعرض لها الكيان. ويمكن القول، بحسب المصادر نفسها، إن الإدارة الأميركية بعدما لمست إصرار المحور على تنفيذ الرد وعدم النقاش في أي نقطة قبل ذلك، فعّلت «دبلوماسيتها» في ربع الساعة الأخير لاحتواء النار التي قد تحرق المنطقة بأكملها. ورجّحت أن يكرر المبعوث الأميركي رسائله التي سبق أن حملها، وتضمنت تهديداً وتحذيراً بأن إسرائيل ستدمّر لبنان في حال اندلاع الحرب وأن ليس في مصلحة لبنان الذهاب إليها. كما سيذكّر بالوضع الاقتصادي المهترئ وعدم قدرة لبنان على تحمل أعباء الحرب! ...وفيما ذكرت قناة «كان» العبرية أن حزب الله نقل رسالة عبر مسؤولين أجانب بأنه مصمّم على الرد على اغتيال شكر، ولكنه غير معنيّ بتصعيد يؤدي إلى حرب شاملة، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى «أننا نراقب التطورات في الشرق الأوسط بالتركيز على حزب الله وإيران، ونأخذ كل التهديدات بجدّية، ومستعدّون بشكل كبير سواء من حيث الهجوم أو الدفاع»، فيما حذّر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من أن «هناك خطراً حقيقياً من تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله» وأن «على الكنديين مغادرة لبنان ما دام ذلك ممكناً لأن أوتاوا قد لا تتمكن من إجلاء الجميع إذا ساء الوضع» حسب وكالة «رويترز».

«الإصبع على الزناد»... والعدسات في المرصاد

لبنان.. صالة انتظارٍ كبرى لمُراسلي «الحرب» من كل العالم

الراي... | بيروت - من زيزي اسطفان |

- نقاط التغطية «الإستراتيجية» حُددت وتمرْكُز مبكّر على تخوم الضاحية الجنوبية

- فنادق في الجنوب وبيروت تغصّ بـ «جيش» من الصحافيين الأجانب والعرب

- «خطط ب» لتوفير الإنترنت في كل الظروف وأطقم صحافية جاهزة في قبرص لـ «التدخل»

- نحو 700 صحافي ومراسل من جنسيات عربية وأجنبية في لبنان وكثيرون تَهافتوا في الأسبوعين الأخيرين

ليس مبالَغَةً قولُ إن لبنان تحوّلَ صالةَ انتظارٍ كبرى لمُراسلين من مختلف دول العالم يترقّبون، كما أبناء «بلاد الأرز» وعموم المنطقة، حلولَ «الساعة صفر» لردّ «حزب الله» وإيران على إسرائيل لاغتيالها قبل أسبوعيْن القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران. وفيما أنظارُ العالم كانت شاخصةً على الردّ وهل يكون بين 12 و13 الجاري، أي في التوقيت نفسه وضمن المهلةِ عيْنها التي تطلّبتْها هندسةُ إيران ضرْبتها المباشرة في 13 أبريل الماضي التي لامستْ «خدّ» إسرائيل على خلفية استهداف قنصليّتها في دمشق، فإنّ وضعيةَ «الإصبع على الزناد» لكلٍّ من «حزب الله» وإيران لتنفيذ «الثأر»، معاً وبالتزامن أو كلاً بمفرده، واكبتْها يدٌ على زر الكاميرا وعدساتٌ بالمرصاد لـ «جيشٍ» من صحافة عربية وأجنبية أكملت الجهوزيةَ لتكون على الموعدِ عندما تنطلق صافرة بدء الردّ الذي لا أحد يملك جواباً حاسماً حول هل ستكتفي إسرائيل باعتباره حقق «التعادل بالدم»، أم سيكون فاتحةَ أيام قتالية خارج الضوابط المعتمَدة منذ 7 أكتوبر أو مرحلةٍ من الضربات المتبادلة ستتدحْرج على جبهتيْ لبنان وإيران. وعلى وقع تقديراتٍ بأنّ ثمةَ «فصْل مساراتٍ» بين ردّ «حزب الله» وإيران وبين الاستئناف المفترَض للمفاوضات حول وقف النار في غزة بعد غد، رغم الـ «لعم» من حركة «حماس»، زاد مراسلو وسائل الإعلام العالمية «تزييتَ» كاميراتهم التي باتت «مصوَّبةً» على الأرض، في بيروت وعلى مشارف الضاحية الجنوبية كما في الجنوب اللبناني، لتكون على أهبة الاستعداد لنقْل الحَدَث مباشرة.

صحافيون... يتهافتون

... كلهم مستنفَرون والتحضيراتُ اللوجستية أُنجزت، وجزء كبير منها يَستعيد «بروتوكولاتٍ» سابقة اتُخذت إبان حرب الـ33 يوماً في يوليو 2006 وكأنها اليوم تجربةٌ مكرَّرة وإن بمراسلين جدد ومعدّات أكثر تطوراً. ففي الوقت الذي ضربت المناخات الحربيةُ الموسمَ السياحي مع مغادرة السياح الأجانب (كما المغتربين) لبنان على وجه السرعة على وهج تحذيراتِ سفاراتهم بوجوب ترْك «بلاد الأرز» الآن وليس غداً، شهدت بيروت حركةً لافتة معكوسة للوافدين من العاملين في مختلف وسائل الإعلام العالمية خصوصاً منذ مجزرة مجدل شمس واتّهام إسرائيل لحزب الله بالوقوف ورائها والتوعّد بردٍّ عليها أتى مركّباً في الضاحية الجنوبية وطهران. وظهرتْ طلائعُ هذا الحضور و«التدفّق» بعيد الضربة الإسرائيلية التي استهدفتْ الضاحية وأدّتْ الى اغتيال شكر (30 يوليو) حين هَرَعَ مُراسِلون ومصوّرون تابعون لمحطات أجنبية وعربية إلى المكان لتغطية الحدَث. فكان مفاجئاً رؤية ميكروفونات محطة CNN في معقل «حزب الله» الى جانب قنوات عالمية أخرى لم تعتد سابقاً التواجد في بيروت. ويؤكد أحد المصوّرين اللبنانيين الموجودين دائماً في قلب الحَدَث لـ «الراي» «بتنا نرى جنسيات كثيرة وبأعداد كبيرة على الأرض ونشهد وجوداً لمحطات أجنبية غير معهودة. وهذا الحضور أثار حفيظة البعض في الضاحية الجنوبية حيث تهجّم عدد من الشبان على مراسلة محطة أميركية معروفة».

فنادق ممتلئة وبيوت مستأجرة

وعقب استهداف الضاحية ودخول لبنان والمنطقة في مدارِ ردٍّ حتمي، ازداد التهيؤ الإعلامي لِما سيكون. وبعدما نصبت وكالة «رويترز» كاميراتها في أحد الفنادق في بلدة «سن الفيل» الواقعة على تلة صغيرة مطلة على بيروت والضاحية الجنوبية استعداداً لنقل أي ضربة او غارة إسرائيلية على المنطقة، ركّزت محطة «الجديد» اللبنانية كاميراتها أيضاً على تلة في منطقة بعبدا المشرفة بشكل كامل على الضاحية الجنوبية تُعرف باسم «المعهد الأنطوني» وكانت إبان حرب يوليو 2006 نقطةَ تجمُّع للصحافة الأجنبية تنقل عبرها صورةَ ما يتعرض له معقل «حزب الله». ويبدو أن هذه النقطة تعود اليوم لتشكل محطة «استراتيجية» لوسائل الإعلام الأجنبية. وفي تواصلٍ لـ «الراي» مع مراسلين لبنانيين موجودين في الجنوب منذ بدء «حرب المساندة» لغزة، أكدوا أن المنطقةَ تشهد توافداً كبيراً لوسائل الإعلام الأجنبية. وتروي إحدى المراسلات التي تعمل في محطة عربية أن الصحافيين المتمركزين في الجنوب منذ بداية الحرب تعوّدوا الإقامة في الفندق الموجود إما في بلدة رميش وإما إبل السقي وإما في مرجعيون، مع حضورٍ لهم في استراحة صور التي يَعتبرونها «خطةً بديلة». ولكن اليوم تقول المراسلة، فإن هذه الفنادق أصبحت ممتلئة بالأجانب، من أميركيين وأوروبيين وأتراك وآسيويين وروس وغيرهم، حتى ان بعض المحطات الأجنبية لجأت الى استئجار بيوت في المنطقة لطواقمها. كما إن إدارات العديد منها أمّنتْ لهم خدمة «واي فاي» من خارج لبنان ليتمكّنوا من التغطية واستخدام الإنترنت في مختلف الظروف. وثمة أطقم تقنية موجودة في قبرص وجاهزة للانتقال الى لبنان عند أي طارئ إضافة الى أطقم اتّخذت من بيروت والمناطق القريبة منها، مثل المتن، مراكز لها. وهذا الحضور الكثيف لم يمر مرور الكرام عند بعض اللبنانيين الذين رأوا فيه وجوداً استخباراتياً أجنبياً. حتى ان أحد المواطنين نشر تغريدة على منصة «اكس» كتب فيها:«مراسلون أجانب في لبنان يتنقلون بسيارات مصفّحة مع حرّاس أجانب وأجهزة اتصالات مباشرة مع الخارج. بلد مستباح لكل جواسيس العالم».

يدركون حساسية المنطقة

المراسلون الأجانب وأطقم العمل المُرافِقة لهم من مصوّرين وفنيين الموجودون في الجنوب اللبناني يَعرفون عملهم جيداً ومع مَن يتعاطون، ويدركون حساسيةً المنطقة كما خطورة ردات الفعل الإسرائيلية. فهم لم ينسوا بعد مقتل المصور عصام العبدالله وإصابة مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية كريستين عاصي ومعها المصور ديلان كولنز بقصفٍ من دبابة إسرائيلية، ولا مقتل المراسلة الشابة فرح عمر ومعها المصور ربيع المعماري باستهداف إسرائيلي. ولذلك هم يتخذون احتياطاتهم جيداً كما يروي مراسل أحد القنوات اللبنانية وينسّقون بشكل مباشر مع الجيش اللبناني و«اليونيفيل» كما مع حزب الله للحصول على تصاريح للدخول الى القرى والبلدات المستهدَفة او التي تشهد حدثاً أمنياً أو عسكرياً. ورغم حماستهم لتغطية ما يتعرّض له الجنوب والخروج بتقارير وتحقيقات صحافية مختلفة لنقلها الى الرأي العام في بلدانهم، فإن المراسلين الأجانب باتوا كما المراسلين المحليين يتهيّبون الخطَر ويتجنّبون التواجد في النقاط المتقدّمة التي لم يعد باستطاعة اي صحافي الدخول إليها إلا في حالات التشييع وبعد أخذ موافقة أكثر من جهة. وعدا ذلك فهم ينقلون رسائلهم من أماكن مطلة على القرى الحدودية كما يحاولون نقل معاناة الناس في القرى الجنوبية. لكن رغم وجودهم بعيداً عن مناطق الاشتباكات المباشرة واعتياد بعضهم على تغطية الحروب، إلا ان الكثير من المراسلين الأجانب يشهدون في الجنوب اللبناني على أحداث مخيفة لا شك تترك فيهم أثراً لا يُنسى. فقد شاهد مراسل «فرانس برس» في صيدا عند مدخل مخيم عين الحلوة - أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان - سيارة اندلعت فيها النيران وروى أن سيارات الإطفاء عملت على إخمادها قبل أن ينتشل المسعفون جثة متفحمة من السيارة تبيّن لاحقاً أنها تعود الى مسؤول الأمن لدى حركة حماس في «عين الحلوة» سامر الحاج.

وزارة الإعلام تسهل ولا تتدخل

وزارة الإعلام اللبنانية تسهل للصحافيين الأجانب مَهمة المجيء الى لبنان وتوفّر لهم كل التسهيلات الإدارية الممكنة وتطلب منهم في المقابل الالتزام الدقيق بصحة المعلومات التي يقدمونها. وفي لقاء مع رئيس قاعة المراسلين العرب والأجانب في وزارة الإعلام اللبنانية محمد ملي شرح لـ «الراي» أن عدد الصحافيين الأجانب والعرب في لبنان يُعَدّ اليوم بالمئات وربما تخطى 700 ولا يمكن ضبط العدد بالتحديد نظراً الى حركة المغادرة والعودة المستمرة للكثيرين منهم، وذلك تبعاً لقانون إقامة الأجانب الذي يفرضه القانون اللبناني أو لمتطلبات عملهم. ويؤكد ملي أن عدد الصحافيين الأجانب أكثر من العرب «لأن عدداً كبيراً من المحطات العربية لها مكاتب في بيروت مع موظفين دائمين. وقد بدأ الأجانب بالتوافد منذ بداية الأزمة في أكتوبر، لكن الأعداد ازدادت بشكل واضح في الأسبوعين الأخيريْن». عملية قدوم الصحافيين الأجانب والعرب الى لبنان تَستوجب الحصول على تصريح مسبق من وزارة الإعلام. ويقول المسؤول عن هذه التصاريح محمد ملي إن المتقدمين لنيل التصاريح كانوا يطلبون تصريحاً موقتاً لأسبوع او اثنين «واليوم الصحافيون يطلبون تصريحاً لشهر مع إمكان التمديد وذلك حسب الفيزا أو الإقامة التي نالوها، وبعضهم يغادر ثم يعود لأن الإجراءات تتطور وفق تطوّر الأوضاع». لكن أهمّ ما يؤكد عليه ملي أن وزارة الإعلام لا تمنح أي تصريح قبل التأكد من كافة المعلومات وصحّتها، أي ما هي وسيلة الإعلام الأجنبية التي يمثّلها المراسل أو المصوّر وجنسيتها وعنوانها، ومن ثم رقم جواز سفر الصحافي الأجنبي وعنوان إقامته في لبنان ورقم هاتفه ووظيفته. ويمكن تقديم الطلب مسبقاً وملء الاستمارة عبر البريد الإلكتروني لتسهيل أمر الحصول على التصريح. على أن ثمة معوقات تمنع الحصول على تصريح إذ إن الوزارة بحسب ملي لا تمنح التصاريح إلا للعاملين في وسائل إعلام مطبوعة أو مرئية أو مسموعة مثل محطات التلفزيون والإذاعات، أما كل ما هو اونلاين او رقمي فلا يتم إعطاء تصريح للعاملين فيه. وكذلك يُمنع التصريح عن الصحافيين الذين يعملون لحسابهم الخاص free lancer اذ إن الموافقة على التصريح تقتضي ان يكون الطلب باسم المؤسسة الإعلامية التي توجّه رسالة موقّعة باسمها. ويكون التنسيق كاملاً بين قاعة المراسلين العرب والأجانب في وزارة الإعلام وبين الأمن العام اللبناني وهو الجهة الرسمية المكلّفة بمنح التأشيرات والإقامات في لبنان. ويقول ملي إنه «تتم مقارنة مدّة التصريح مع تاريخ بدء الفيزا وانتهائها، وكل تمديد في الأمن العام للإقامة يستوجب طلب تصريح ثانٍ، وعادة لا يخدم التصريح الممنوح لأكثر من شهر إلا إذا كان الصحافي حاصلاً على إقامة لمدة ثلاثة أشهر كما هي الحال بالنسبة للأردنيين أو الأتراك مثلاً. وكذلك تعمل غرفة الصحافة الأجنبية على مساعدة الصحافيين في الحصول على إجازة عمل وإقامة لمَن يرغب، مع إسداء النصائح الضرورية حول المعاملات والأوراق المطلوبة. كذلك يتم العمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني لا سيما في ما خص الحصول على موافقة للتوجه الى أماكن القتال في الجنوب حيث يُطلب الى الصحافي الأجنبي الحاصل على تصريح وزارة الإعلام التواصل عبر البريد الإلكتروني مع الجيش اللبناني وتقديم جواز سفره مع الفيزا الممنوحة له وصورة عن الوصل المالي الذي تم تحويله وهو بقيمة 50 دولارا».

محظوظون؟

وتبعاً لخبرته الطويلة مع الصحافة الأجنبية في لبنان يروي ملي أن بعض الصحافيين الأجانب يَعتبرون القدوم الى لبنان فرصةً ويفرحون بمهمتم فيه كونهم يحبّون البلد وأهله وكل ما فيه. ويقول «لا شك ان الاهتمام بالوضع اللبناني والتهافت على المجيء الى بيروت اليوم ازداد من مختلف دول العالم، من الشرق الأقصى، من اليابان وكوريا والصين عبر وكالة شينخوا الرسمية، وروسيا كما من أوروبا والأميركيتين وتركيا، ويحاول الصحافيون موافقةَ موعدِ قدومهم مع مواعيدِ شركات الطيران الآتية الى لبنان. علماً أن وكالة الصحافة الفرنسية لم تَعُدْ توفِد أي مراسلين إلى الجنوب منذ إصابة المصوّرة كريستينا عاصي ومصوّر الفيديو في الوكالة نفسها ديلان كولنز».

ضوء في قلب العتمة

رغم ما يَعنيه هذا التهافت من اضطرابٍ في أحوال لبنان ووقوفه على شفير الحرب إلا أن حضورَ مئات الصحافيين الأجانب الى بيروت ربما يكشف عن وجهٍ آخَر أقل قتامة وسط المشهد العام. فهؤلاء ينفقون مبالغ مالية لبنان في أمسّ الحاجة إليها. إذ أولاً يدفعون رسْم تأشيرة الدخول ثم رسْم الحصول على الإقامة او تجديدها، كما أنهم يقيمون في فنادق كبرى في العاصمة ولا سيما في مناطق الحمرا، الأشرفية، والجميزة مار مخايل. وغالباً ما يستعينون بمُرافق خاص يطلق عليه اسم fixer لمساعدتهم على إتمام المعاملات والتنقل في لبنان، كما يستعينون بسيارات وسائقين، وقد يستأجرون بيوتاً، ويرتادون المطاعم، إضافة الى ما ينفقونه من مصروف شخصي.

«حزب الله»: مصمّمون على رد ميداني مؤلم ورادع مهما كانت التداعيات..

بيروت: «الشرق الأوسط».. أكّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» اللبناني الشيخ علي دعموش، أن «المقاومة مصمّمة على رد ميداني مؤلم ورادع، ولا عودة عن ذلك مهما كانت التداعيات»، حسبما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية». ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» (وكالة لبنان الرسمية)، الاثنين، عن دعموش قوله خلال احتفالية تأبينية، إن «غزة ولبنان، بفعل ثبات المقاومة وصلابتها فيهما، يؤكدان كل يوم عجز العدو وفشله في الميدان، ولذلك هو لجأ ومن أجل التعويض عن فشله الميداني إلى الاغتيالات... وعنوان المعركة التي يخوضها العدو اليوم هو الفشل والعجز والتخبط». وحمّل أميركا وبريطانيا وألمانيا مسؤولية ما يحدث، لتزويدها إسرائيل بالسلاح. وعدّ أن «على العدو أن يدرك أنه لن يفلت من العقاب على جرائمه في غزة وفي المنطقة، لا سيما على جريمتيْه في طهران وبيروت باغتياله القائدين الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية، فالرد آتٍ وحتمي ولا تراجع عنه». وأشار دعموش إلى أن ما يجب أن «يعرفه الصهاينة أن المقاومة لن تكتفي بالضربة النفسية، وإنما مصمّمة على رد ميداني مؤلم ورادع، ومن خارج الضوابط المعتمدة في المعركة». ولفت إلى أن «اعتداء العدو على الضاحية كان من خارج الضوابط المعتمدة. وعليه أن ينتظر العقاب من خارج الضوابط المعتمدة، ولن يفلت منه مهما تأخّر رد المقاومة»، لافتاً إلى أن «هذا القرار اتخذته المقاومة، ولا عودة عنه مهما كانت التداعيات، وتنفيذه وتفاصيله وتوقيته تخضع لظروف الميدان وتوافر الفرص، وتقدير ذلك كله إنما هو بيد قيادة المقاومة التي تتصرّف بكل هدوء ووعي وحكمة، وتتحرّك تحت سقف مصالح الناس والمصالح الوطنية»...

نصائح دبلوماسية لـ«حزب الله» بإعطاء فرصة لمحادثات وقف النار

كي تبقى مجزرة غزة حاضرة وتتفاعل دولياً

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. كشفت مصادر لبنانية بارزة عن أن التواصل بين جهات دبلوماسية، وتحديداً مصرية وقطرية وغربية متعددة الجنسية، وبين قيادة «حزب الله» لم ينقطع، سعياً إلى إقناعها بتحييد استئناف المحادثات لوقف النار في قطاع غزة، المقررة الخميس المقبل، بدعوة من الرئيسين الأميركي جو بايدن، والمصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن الرد الذي يُعد له الحزب على إسرائيل لاغتيالها القيادي العسكري فؤاد شكر. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الجهات تلاقت على إسداء النصائح إلى الحزب بإعطاء فرصة لاستئنافها لعلها تكون مواتية، بخلاف المحادثات السابقة، للتوصل إلى وقف النار، خصوصاً أن الدعوة تأتي للمرة الأولى من القادة الثلاثة مما يضع مصداقيتهم على المحك أمام المجتمع الدولي الذي لم يتردد في تأييدهم. وأكدت المصادر اللبنانية أن قيادة الحزب استمعت ملياً إلى الأسباب الموجبة التي أملت على مصر وقطر ودول أوروبية، على رأسها فرنسا، التحرك في إطار تأمين أكبر حشد دولي مؤيد لمبادرة القادة الثلاثة من دون أن تُسرّ لممثليها بالجواب الشافي بتأكيدها أن من حقها الرد على إسرائيل لاغتيالها شكر، كونها تجاوزت الخطوط الحمر وتمعن في خرقها قواعد الاشتباك، ويعود لها اختيار التوقيت المناسب وتحديد طبيعة الرد الذي سيكون دقيقاً ومدروساً، من دون أن تتطرق إلى تزامنه مع الرد الإيراني على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، أو أن يسبقه أو يليه تاركةً كلمة الفصل للميدان. وعلمت «الشرق الأوسط» أن المتصلين بقيادة الحزب أجمعوا على ضرورة تهيئة الأجواء أمام استئناف المحادثات لوقف النار في غزة بعدم مبادرتها إلى توقيت الرد قبل انعقادها لتفادي اتهامها بتعطيلها، بدلاً من أن تشكّل فرصة قد لا تتكرر لحشر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في الزاوية، خصوصاً أن للحزب مصلحة في التوصل إلى وقف الحرب على القطاع، وهو بادر إلى مساندة «حماس» للضغط على تل أبيب لوقف عدوانها.

ضرورة التريث

وأكد هؤلاء أنه لا ضرر يمكن أن يلحق بالحزب في حال استجاب للدعوات العربية والغربية بضرورة التريث إلى ما بعد التأكد مما سيصدر عن استئناف المحادثات ورد فعل نتنياهو عليها، ما دام أنه يحتفظ بحق الرد، ورأوا أنه لا مصلحة بإصدار الأحكام المسبقة لئلا يُتهم بأنه يتعمّد تخريب ما يمكن أن تتوصل إليه. وتوقفوا أمام المجزرة التي ارتكبها نتنياهو بقصفه المدرسة في حي الدرج في غزة التي أثارت موجة إدانات عربية ودولية غير مسبوقة، ونصحوا الحزب بالتمهل في الرد لإعطاء فرصة لردود الفعل بأن تتفاعل وتتعامل الدول بجدية مع انعقاد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة الثلاثاء، بطلب من الجزائر، ورأوا أنه لا مصلحة للحزب في حرق مثل هذه الورقة التي تحاصر إسرائيل التي تبحث حالياً عن الذرائع للتهرب من مسؤوليتها حيالها.

مفاعيل المجزرة

وشدد هؤلاء على أن الرد في هذه الحال سيؤدي إلى صرف الأنظار عن المفاعيل السياسية المترتبة على المجزرة، وبالتالي سيوفر ذريعة لنتنياهو ليرد على الرد، مما يفتح الباب أمام خفض منسوب الاهتمام الدولي بتحميله مسؤولية مباشرة، خصوصاً أنه ارتكبها قبل أقل من أسبوع من موعد استئناف المحادثات، كأنه أراد تمرير رسالة اعتراضية لمن يعنيهم الأمر أراد من خلالها التفلُّت مسبقاً مما سيصدر عنها، في حال توصلت لوقف النار في غزة. لذلك يبقى القرار لـ«حزب الله» الذي لن يتفرّد بالرد، كما تقول المصادر، لا بل سيبادر للتنسيق مع إيران، بصرف النظر عمّا إذا كان رده سيسبق الرد الإيراني أو يعقبه، ويعود له التقدير السياسي في ضوء النصائح التي أُسديت له والتي «تتناغم» مع التحذيرات الأميركية لطهران التي يُفترض أن تأخذ بعين الاعتبار المواقف التي صدرت عن المملكة العربية السعودية والأردن بعدم السماح لأي طرف بخرق مجالهما الجوي الذي يشكل اعتداء على سيادتهما، وذلك في رسالة واضحة لطهران وتل أبيب على السواء تؤكدان فيها وقوفهما على الحياد. وعليه، لا بد من السؤال: هل يأتي الرد قبل استئناف المحادثات؟ أم أن التريث يبقى سيد الموقف استجابةً للنصائح الأوروبية والعربية لـ«حزب الله» على الأقل إلى حين التأكد من أنها جدية هذه المرة وستحقق الهدف المرجو منها بوقف النار في غزة، وأنها لن تراوح، كسابقاتها، مكانها وتدور في حلقة مفرغة، مما يعني أن لبنان سيدخل في مرحلة سياسية جديدة غير تلك القائمة اليوم بحثاً عن تسوية تعيد الهدوء المستدام إلى الجنوب ما دامت مساندة «حزب الله» لـ«حماس» حققت أهدافها بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع ولم يعد من مبرر للربط بين جبهتي غزة والجنوب. ومع أن استقراء طبيعة الموقف الإيراني يبقى خاضعاً لما سيقرره الحزب، كما يقول مصدر دبلوماسي غربي، فإن عدم الترابط في الرد، في حال حسما أمريهما ولم يعد أمامهما من مفرٍّ لوضعه على نار حامية، بالمفهوم السياسي للكلمة، لا يقلّل من أهمية الشراكة في تحملهما تبعاته على المستويات كافة إذا ما استبقا بردهما استئناف المحادثات المدعومة هذه المرة من أكبر حشد أممي وتلقى دفعاً أميركياً غير مسبوق يُفترض أن يشكل كاسحة ألغام لتفجير ما يُعدّه نتنياهو من عبوات سياسية وأمنية لتعطيلها قبل أن يحين موعد انعقادها.

لبنان يستعدّ للحرب بمراكز إيواء في مناطق آمنة

بعيدة عن نقاط الخطر ومجهّزة بالحد الأدنى

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. استكملت الحكومة اللبنانية خطة طوارئ كانت أعدّتها لمواجهة الحرب الإسرائيلية المحتملة على لبنان، ووضعت أجهزتها الإدارية والصحيّة واللوجيستية كافة في جاهزية تامّة، لتنفيذ خطّتها التي ترتكز بالدرجة الأولى على تحويل مدارس ومعاهد رسمية إلى مراكز إيواء، وتجهيزها بالمعدات اللازمة لاستقبال النازحين فيها. وخلال اجتماع وزاري عقد في السراي الحكومي، عدّ وزير البيئة، ناصر ياسين، الذي يرأس «لجنة الطوارئ ومواجهة الكوارث»، أن هدف الاجتماع هو «التأكد من (جهوزية) خلايا الأزمة الموجودة في كلّ المحافظات، وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة إلى خلايا إضافية». وأوضح أن البحث مع المحافظين «تركز على مراكز الإيواء، حيث وضعنا لائحة بهذه المراكز بالتعاون مع وزارة التربية التي تتعاون من خلال مجموعة عمل». وأكد ياسين أن «اللجنة» بالتعاون مع وزارة التربية «تحضّر عدداً إضافياً من المدارس لاستخدامها عند الضرورة، وهناك عشرات المدارس التي يتم التأكد من (جهوزيتها)، وتوفير الأمور الأساسية التي يجب أن تكون مؤمنة لكي تتحول إلى مراكز إيواء». وشدد وزير البيئة على أن هذه المراكز «ستجهّز بالفرش وعوامل النظافة والأمور الغذائية الأساسية، من خلال تأمين التمويل لها عبر الخزينة، وبالتعاون مع مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية التي تلعب دوراً وتحضر نفسها لتكون أكثر (جهوزية) في حال حصول اعتداءات واسعة، لتكون شريكاً أساسياً في تنفيذ خطة الطوارئ». وعن قيمة التمويل الذي تحتاجه اللجنة، لفت إلى أنه «إذا حصلت حالة نزوح كما في عام 2006؛ أي نزوح نحو مليون لبناني، فسنحتاج إلى مائة مليون دولار شهرياً، وهذا الرقم يجب أن يؤمن عبر فتح اعتمادات وسلف لتمويل الحالات الطارئة بالحد الأدنى، والطلب من المنظمات الدولية الدعم». وكان وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، أصدر قبل يومين مذكرتين وجههما إلى المدير العام لـ«التربية»، جاء فيهما: «بناء على التنسيق القائم بين وزارة التربية والتعليم العالي، و(لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية)، وبعد التقييم الأولي الذي قامت به اللجنة المذكورة، نطلب منكم القيام بما يلزم لجهة وضع المدارس والمعاهد التالية بتصرف (لجنة تنسيق مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية)؛ وهي: متوسطة بكا الرسمية في راشيا (البقاع الغربي)، ومدرسة سرجبال الرسمية، ومدرسة مرستي الرسمية في الشوف (جبل لبنان)، ومدرسة المحامي حنا الخوري جرجس الشالوحي الرسمية في بلدة دار بعشتار في الكورة (شمال لبنان)، و«مجمّع الرئيس نبيه برّي» في منطقة بئر حسن (بيروت)، ومعهد زغرتا الفني، والمعهد الفندقي في طرابلس (شمال لبنان)». وتعكف «لجنة الطوارئ» على إجراء جداول بمراكز الإيواء وقدرة كلّ مركز على الاستيعاب. وأوضح مصدر في «اللجنة» لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمة معايير اعتمدتها اللجنة لاختيار المراكز والمناطق؛ أولّها أن تكون بعيداً من نقاط الخطر، ولديها قدرة على استيعاب النازحين، والحدّ الأدنى من التجهيزات المطلوبة، مثل مساحة المبنى والغرف ودورات المياه، وسهولة الوصول إليها من مناطق النزوح المستهدفة بالغارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى سهولة وصول وخروج فرق الإغاثة منها وإليها»، لافتاً إلى أن «كل المراكز التي اختيرت تتوفّر فيها الشروط المذكورة». وتجري «لجنة الطوارئ» تقييماً دقيقاً للقدرة الاستيعابية لكلّ من المراكز المشار إليها، وتحدث المصدر عن «إجراء جردة بعدد الغرف في كلّ مركز، وتجهيز كلّ غرفة لتكون قادرة على احتواء ما بين 8 و10 أشخاص فيها، وتوفير الفرش والأغطية ومواد النظافة والمواد الغذائية لها، وتحضير مطابخ مشتركة»، مشدداً على أن الخطة «تقضي في المرحلة الأولى بالعمل على استيعاب نحو مليون شخص، مع احتمال أن يكون العدد مضاعفاً إذا تطورت الأمور نحو الأسوأ».

مؤازرة حزبية

في موازاة اهتمام الدولة، تراقب بعض الأحزاب السياسية ما يحدث، وتتحضّر ميدانياً لمؤازرة الأجهزة الرسمية على الأرض، فقد أشار أمين السرّ العام في «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ظافر ناصر، إلى أن الحزب «أنشأ خلايا في مناطق الشوف (جبل لبنان) مخصصة لاستقبال النازحين ومن ثم توزيعهم على مراكز الإيواء، بالتنسيق مع وزارة التربية والإدارات الرسمية». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(الحزب الاشتراكي) موجود على الأرض، وسيتابع توزيع المساعدات من قبل الدولة على النازحين في مراكز الإيواء، وإذا تطلّب الأمر تقديم المساعدات، فهو مستعدّ لذلك». وتحدّث أيضاً عن «وجود تنسيق مع (حزب الله) الذي وضع خطة متكاملة لدعم الناس في بدايات أيام النزوح، وأعتقد أن ذلك يجري بالتعاون مع أجهزة الدولة». أما حزب «القوات اللبنانية»، فلا يملك الإمكانات والقدرات الكافية لإغاثة النازحين وإيواء جزء منهم، لكنه يسعى إلى تخفيف أعباء النزوح في مناطق وجوده، على حدّ تعبير رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» شارل جبور، الذي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال وجودها في قرى جنوبية، قامت (القوات اللبنانية) بواجبها في مساعدة عائلات نزحت من بلدات حدودية، والآن سنحاول تقديم الدعم الإنساني على قدر استطاعتنا»، عادّاً أن «إيواء النازحين يقع بالدرجة الأولى على عاتق الدولة، ومن غير المقبول ترك اللبنانيين لقدرهم، كما حصل مع الفلسطينيين في غزّة». وحمّل جبور «حزب الله» مسؤولية «ما آلت إليه الأمور». وقال: «الفريق الذي اتخذ قرار الحرب ولم يأبه لمصير الناس، كان الأجدر به قبل إعلان الحرب وضع خطّة لمواجهة آثار هذه الحرب وتداعياتها، وحماية المدنيين من بيئته ومن جميع المكونات اللبنانية، وهذا لم يحصل للأسف».

«الصحة» اللبنانية: 3 جرحى في غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا

الراي..أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان إصابة ثلاثة أشخاص بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت ليل أمس بلدة كفركلا، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.

"شظايا قاتلة" تضرب موسم السياحة اللبناني..والخسائر بالمليارات..

الحرة....أسرار شبارو – بيروت.... ماذ ينتظر الموسم السياحي في لبنان؟....

أصيب الموسم السياحي في لبنان بـ"شظايا قاتلة" نتيجة التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، وتبادل التهديدات بين الطرفين. جاء ذلك بعدما نعى الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية، جان بيروتي "الموسم السياحي قبل أن يبدأ". وفي حديث إذاعي، أشار بيروتي إلى أن الموسم السياحي انتهى مع تسجيل خسائر تفوق 3 مليارات دولار، وانخفاض نسبة إشغال الفنادق إلى ما دون 20%. وأكد أن المرحلة تتطلب قراراً اقتصادياً خاصاً، نظراً لاحتمال استمرار الوضع في حرب استنزاف طويلة الأمد. وقطع العديد من المغتربين اللبنانيين، والسياح الأجانب، إجازاتهم وعادوا إلى بلدانهم، خوفاً من رد محتمل من حزب الله على مقتل القيادي في الحزب، فؤاد شكر، الذي استهدف في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة لبنان، فيما تم تعديل وتغيير جدولة الرحلات الجوية لعدد من شركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية المستخدمة لهذا المرفق الحيوي الهام، كما علقت بعض شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى بيروت، مثل مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية التي أعلنت اليوم تمديد تعليق رحلاتها حتى 21 أغسطس الجاري.

تحديات البقاء

"يتزايد أعداد اللبنانيين الذين يغادرون البلاد، نتيجة أجواء القلق والخوف من اندلاع حرب شاملة، حيث قلب التصعيد العسكري الأخير جميع التوقعات"، كما يقول نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، خالد نزهة، مؤكداً أن قطاع المطاعم في لبنان، "يعكس التحديات التي تواجه البلاد". ويشكل قطاع السهر والمطاعم والملاهي الليلية نقطة جذب متميزة في لبنان، ويشير نزهة في حديث إلى موقع "الحرة" إلى أنه "حتى الآن لا تتوفر أرقام دقيقة عن حجم الخسائر التي تكبدها هذا القطاع، إلا أن الاعتماد الأساسي كان على اللبنانيين المغتربين"، موضحاً أن الأولويات الحالية للبنانيين "تنصب على الصحة والتعليم والدواء والتموين، مما يضع قطاع المطاعم في وضع غير طبيعي". ويواجه قطاع المطاعم في هذه المرحلة "تحديات كبيرة بينها الحفاظ على القوى العاملة ومنع هجرة الموظفين"، وفي هذا السياق يشير نزهة إلى أنه "تم افتتاح أكثر من 50 مطعماً جديداً، استند أصحابها إلى الحركة الايجابية التي تبلورت في العام 2023، والآن تواجه هذه المشروعات تحديات كبيرة في ظل غياب الدعم الحكومي وارتفاع التكاليف التشغيلية". وفي الأول من يوليو، شهدت بيروت إطلاق الحملة الوطنية للسياحة لصيف 2024 تحت عنوان "مشوار رايحين مشوار"، وذلك برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ودعوة من وزير السياحة وليد نصار، في احتفال أقيم في واجهة بيروت البحرية. وخلال الحفل، ألقى الرئيس ميقاتي كلمة أكد فيها على قوة إرادة اللبنانيين في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أنه متفائل بالأيام القادمة وأن الحلول ستأتي رغم الصعوبات، وأضاف "إرادة اللبناني أقوى من أي مشكلة، وهو مصر على الحياة". كما تطرق ميقاتي إلى التحذيرات الصادرة من بعض الدول لرعاياها بعدم زيارة لبنان، مشدداً على أن من اتخذ هذا القرار قد يرغب في قرارة نفسه بالعودة إلى لبنان، مؤكداً أن العرب والأجانب يحبون لبنان، "ونحن نحبهم". من جهته، أشار الوزير نصار إلى أن البلاد تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك الوضع الأمني المضطرب في الجنوب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الفراغ الرئاسي الذي يؤثر على عمل المؤسسات الدستورية، مؤكداً على أهمية السياحة كأحد القطاعات الرئيسية التي تدعم الاقتصاد الوطني، ومشيراً إلى دورها في خلق فرص العمل وتعزيز النشاط الاقتصادي.

تراجع ملحوظ

لم يعد لبنان، كما يشير الباحث في المعهد اللبناني لدراسات السوق خالد أبو شقرا، "بلداً سياحياً بالمعنى التقليدي، حيث بات يستقطب المغتربين بشكل أساسي بدلاً من السياح العرب والخليجيين والأجانب". ويوضح أبو شقرا، في حديث لموقع "الحرة"، أن "السياح الذين يزورون لبنان هم غالباً من العراقيين لأغراض الاستشفاء، بالإضافة إلى بعض الأردنيين والسوريين الذين يعملون في الخارج ويأتون لقضاء الوقت في لبنان أو الانتقال إلى بلدنهم". ويشير إلى أن لبنان فقد عائدات السياحة الكبيرة التي حققها في السنوات الماضية، "إذ بلغت عامي 2010 و2011 نحو 11 مليار دولار، وهو ما يعد آخر فترة حقق فيها لبنان عائدات سياحية مرتفعة"، مؤكداً أن معظم العائدات التي تُذكر اليوم "مبالغ فيها، كـ 6 مليارات دولار العام الماضي، وتوقع ما يفوق 3 مليارات دولار هذا العام، وذلك لأن العدد الأكبر من الزوار هم من المغتربين، وبالتالي لا ينفقون كما يفعل السياح عادةً". هذا الانخفاض في السياحة يمكن ملاحظته، كما يقول أبو شقرا "في تراجع عدد السيارات المؤجرة في لبنان من نحو 25 ألف سيارة إلى حوالي 8 آلاف سيارة، بالإضافة إلى انخفاض نسب الإشغال الفندقي التي لا تتجاوز في أفضل الأحوال 25-30%.". تراجع السياحة في لبنان ليس سببه الاضطرابات الأمنية والمشكلات السياسية، بل يعود أيضاً بحسب الباحث في المعهد اللبناني لدراسات السوق إلى "سببين رئيسيين: أولاً، ارتفاع كلفة السفر إلى لبنان نتيجة احتكار شركة طيران الشرق الأوسط، التي تستحوذ على حوالي 40% من حركة الركاب وتفرض أسعاراً مرتفعة. وثانياً، ارتفاع تكلفة السياحة في لبنان بسبب التكاليف التشغيلية العالية على الفنادق والمؤسسات السياحية، خاصة مع ارتفاع تكاليف الكهرباء والمياه". كما أن "تدهور البنية التحتية في لبنان من طرقات وكهرباء وأمن وقضاء عادل ومؤسسات عامة"، يعد بحسب أبو شقرا "من العوامل التي تجعل لبنان وجهة غير جذابة للسياح". وشهد مطار بيروت الدولي خلال شهر يوليو الفائت انخفاضاً بعدد الركاب بنسبة 18.7% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حين بلغ إجمالي عدد المسافرين 751,034 راكباً. من بينهم 411,320 وافداً إلى لبنان، مسجلين تراجعاً بنسبة 18.3% مقارنة بيوليو 2023، في حين بلغ عدد المغادرين 339,250 راكباً، بتراجع قدره 19%. أما الركاب الذين عبروا المطار في طريق الترانزيت، فقد بلغ عددهم 464 راكباً، مسجلين تراجعاً بنسبة 19.8%. كما سجلت الرحلات الجوية التجارية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية التي استخدمت المطار خلال شهر يوليو انخفاضاً بنسبة 13.44% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ إجمالي عدد الرحلات 5664 رحلة. من بينها 2832 رحلة وصول إلى لبنان، بتراجع نسبته 13.42%، ومثلها 2832 رحلة إقلاع من لبنان، مسجلة انخفاضاً بنسبة 13.47%.

متطلبات النهوض

الأضرار الناتجة عن هذا التراجع الكبير، يشير أبو شقرا، إلى أن "صندوق النقد العربي أكد أن كل زيادة بنسبة 1% في الإيرادات السياحية يمكن أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.36%، بالتالي تقدر خسائر لبنان من عوائد السياحة على مدار السنوات الماضية بمليارات الدولارات، مما حرم البلاد من زيادة ناتجها المحلي الإجمالي الذي لا يتجاوز الآن 20 مليار دولار". لابد، كما يشدد أبو شقرا "من التخلص من الاحتكارات الأساسية التي تؤدي إلى تراجع السياحة في لبنان، وتوسيع دور القطاع الخاص بالتعاون مع البلديات لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة البديلة، مما يؤدي إلى تخفيض التكاليف على المؤسسات السياحية وزيادة جذب السياح من الخارج". من جانبه، يعرب نزهة عن أمله أن يتجاوز لبنان بسلام هذه المرحلة الصعبة "مما يساهم في عودة المغتربين وانتعاش قطاع المطاعم، مشدداً على أن "اللبنانيين يمتلكون إرادة قوية للنهوض أياً تكن الأزمات التي تواجههم". يُذكر أن إسرائيل وجماعة حزب الله، المصنفة إرهابية، تتبادلان القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود، منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، الذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة. ومع اغتيال شكر، تصاعدت المخاوف من توسّع رقعة الحرب لتشمل لبنان والمنطقة بأكملها.

7 إجراءات أنجزها العدوّ ميدانياً لمواجهة ردود محور المقاومة؟ «هلوسة» إسرائيلية بـ 7 أكتوبر جديد

الاخبار..ابراهيم الأمين ... «اللايقين» كان سمة عقد من التقييم للوضع على الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال، والصفة التي رافقت كل حديث عن احتمال الانفجار. وبعيداً عن المؤشرات السياسية والميدانية الصلبة، فإن لعبة النوايا لا تساعد أحداً على تهدئة النفوس.بعد عملية «طوفان الأقصى»، في 7 تشرين الأول الماضي، صُدم العدو بما فعلته «حماس»، إذ جاءت العملية مخالفة لكل أنواع التقدير السياسي والأمني والعسكري. بعدها، وجدت إسرائيل نفسها أمام واقع جديد، وقرّرت أن تتصرف وفق المثل الشعبي «لا تنم بين القبور ولا ترَ أحلاماً موحشة»، وهو ما دفع إلى اقتراح أركان العسكر والأمن على الحكومة، بعد أربعة أيام على عملية «حماس»، شنّ هجوم على لبنان، بحجة استباق أي محاولة من حزب الله للقيام بعملية مشابهة لطوفان الأقصى. وحتى في تلك اللحظة، كان العدو أسير السمة نفسها: اللايقين!...... أمس، سُرّبت مواقف لوزير الحرب يؤاف غالانت قال فيها، أمام نواب من لجنة الشؤون الخارجية والأمن، إنه هو من اقترح العملية ضد لبنان في 11 تشرين الأول الماضي، وإنه لا ينصح بها اليوم. وهو ما يعيدنا إلى تسريبات أوسع عن ذلك الاجتماع، عندما أمسك غادي آيزنكوت بيد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في اجتماع الكابينت، وتوسّل إليه بأن يقول رأيه، وأن الحرب مع لبنان تمثل مغامرة كبيرة. ولاحقاً، تباهى رئيس الأركان السابق بأنه منع إسرائيل من ارتكاب خطأ استراتيجي بشنّ الحرب على لبنان، ومنع تحقق حلم قائد «حماس» يحيى السنوار بإشعال كل الجبهات دفعة واحدة. العودة إلى وقائع تلك الأيام توضح سبب امتناع بنيامين نتنياهو عن السير في خيار الحرب ضد لبنان، كون الرجل كان، ولا يزال، يركّز على هدف آخر. صحيح أنه برّر موقفه بأن المعركة مع لبنان ستكون قاسية. لكنه قال أيضاً إنه لا يوجد مبرر ولا هدف مشروع للحرب. وفي المقابل، طلب من جميع المسؤولين في الكيان أن ينضموا إليه في معركة «محو العار الذي تمثّل في كارثة 7 أكتوبر»، وفي باله برنامج عمل آخر، لا يزال محل تطبيق منذ أكثر من عشرة أشهر، وهدفه الوحيد، تدفيع الفلسطينيين ثمن عملية طوفان الأقصى بإسقاط فكرة حقهم في تقرير المصير. لكنّ نتنياهو الذي تذرّع بالحرب على غزة، لعدم مهاجمة حزب الله، عاد بعد عشرة أشهر من القتل من دون تحقيق السقف الأدنى من أهدافه، ليناقش مسألة الحرب مع لبنان. وهو يفعل ذلك الآن من زاوية أن الترابط بين أطراف محور المقاومة يشتد يوماً بعد آخر، وأن حلفاء «حماس» في الشمال باتوا يشكلون خطراً على المهمة المركزية. وأضاف إليها الضرر الناجم عن جبهة الإسناد اللبنانية، فقرّر المغامرة من خلال تنفيذ عملية اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، قبل أن يبعث برسالة إلى رأس المحور، باغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران. اليوم، تواجه إسرائيل تهديدات يتعامل معها الكيان بجدية كبيرة، تدفع جمهور الكيان إلى مزيد من الانتظار المصحوب بتوتر وقلق. فكل رسائل الطمأنة من الجيش لمنع انتشار الذعر لم تؤدّ غرضها، لأن سكان الكيان يشاهدون الحشود العسكرية العالمية الآتية لحماية إسرائيل، ويخشون ما هو أبعد من رد إيران وحزب الله، بل يتلمّسون أطراف حرب واسعة يسعى إليها البعض في هذه المنطقة من العالم. مع الإشارة إلى أن جمهور الكيان مقتنع، كما قياداته العسكرية والأمنية، بأن أي ضربة من جانب إيران أو حزب الله لن تستهدف مدنيين أو منشآت مدنية. ولأن الخشية موجودة أساساً عند جيش الاحتلال، أمكن خلال الأيام القليلة الماضية جمع معطيات حول بعض ما قام به جيش العدو:

أولاً: التعبئة العامة بدرجة تحاكي ما حصل عشية الهجوم على غزة، مع فارق أن الاستنفار يشمل كل أسلحة واختصاصات العدو، والشروع في عملية هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان، بإفراغ جميع الثكن والمواقع العسكرية الواقعة ضمن شعاع يمتد إلى شمال تل أبيب، من الجنود ومن بعض المعدات، بما فيها مقرات تابعة للأجهزة الأمنية وسلاح الاستخبارات ومراكز مدنية تخدم الجيش، مع التشديد على منع الجنود من التجمع في أي موقع عسكري معروف، واللجوء إلى عمليات تمويه أكبر في كل مناطق تواجد قوات العدو.

ثانياً: إعادة توزيع منصات القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي الأخرى، وفق خريطة جديدة، إذ نُقل قسم كبير منها لنصبه بالقرب من مواقع يعتبرها العدو استراتيجية أو ذات حيوية مركزية بالنسبة إلى الكيان. وهذا يعني، ببساطة، أن على جمهور العدو معرفة أن قيادته العسكرية تهتم بحماية بعض الأسلحة النوعية أكثر من اهتمامها بالتجمعات السكانية الواسعة، وهو ما يتناقض مع سردية الاحتلال عن أن المقاومة قد تستهدف تجمعات مدنية.

لجأ العدو إلى تدابير عسكرية وعمليات إخلاء هي الأولى في تاريخ الكيان وفعّل اتفاقات التعاون مع دول عربية وغربية لمواجهة الردود

ثالثاً: وضع برنامج عمل مختلف لسلاح الجو الإسرائيلي، مع إرسال عدد كبير من المُسيّرات الاستطلاعية والهجومية فوق المناطق اللبنانية على مدار الساعة، فيما تعمل مُسيّرات خاصة بالجيشين الأميركي والبريطاني في مواقع أخرى في المنطقة. وتغذي هذه المُسيّرات غرف القيادة بالمعلومات المُحدثة كل ساعة عن ما يوصف بـ«التحركات الخاصة» لقوات إيران أو حزب الله.

رابعاً: تذخير المقاتلات الحربية واستنفارها بصورة مفتوحة للتصدي لأي هجوم مفاجئ أو لعمل استباقي هدفه إحباط هجوم يجري تفعيله من قبل حزب الله، وإعادة التواصل مع «بلدان صديقة» لتفعيل تفاهمات سابقة، تتعلق باحتمال لجوء العدو إلى أراضي هذه الدول، أو مطاراتها العسكرية في حالة الحرب الكبرى، أو في حال تعرض مطارات العدو للضرب.

خامساً: إطلاق أكبر عملية استنفار في الضفة الغربية خشية حصول عمليات نوعية بالتزامن مع أي هجوم يشنه حزب الله أو إيران من الخارج، واستنفار في غلاف غزة أيضاً، خشية أن تكون المقاومة الفلسطينية تستعد بدورها للقيام بعمليات نوعية تزامناً مع الهجوم من الشمال، بما في ذلك، الطلب إلى سكان المستوطنات في الضفة اتخاذ الاحتياطات اللازمة خشية تعرضهم لهجمات منسّقة من جانب خلايا للمقاومة يتم تشغيلها من قبل حزب الله أو إيران.

سادساً: رفع مستوى التنسيق بين أجهزة العدو الأمنية والعسكرية وبين القواعد الأميركية والبريطانية والفرنسية والقوات الألمانية في كل المنطقة، خصوصاً في السعودية والأردن وسوريا والعراق وقبرص واليونان وجنوب أوروبا ومياه البحر المتوسط، وتبادل المعطيات ساعة بساعة، في سياق مناورة مفتوحة للتدرب على شكل التعاون في مواجهة الهجمات المنتظرة من إيران ولبنان والعراق واليمن.

سابعاً: الشروع في «تفعيل صامت» لخطة طوارئ داخلية هدفها الاستعداد لمواجهة أيام قتالية أو جولة غير محدودة من التراشق. وتستند هذه الخطة إلى فرضية أن يكون الرد غير مقتصر على ضربة واحدة أو يوم واحد، أو أن يكون هناك رد من إسرائيل، ما يقود إلى توسع المواجهة. وهذه الخطة ستنعكس في حال تحولها إلى أمر واقع بلبلة لا يمكن العدو التكهن بنتائجها على صعيد جمهوره.

خلال الأيام القليلة الماضية، قال مراقبون أجانب يعملون في منطقتنا إنهم يلاحظون «عسكرة غير مسبوقة في شرق المتوسط»، ما يعطي الانطباع بأن المنطقة مقبلة على مواجهة كبيرة جداً، وهو احتمال قائم إذا لم يعمد الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى لجم إسرائيل وإقناعها بأن عليها تقبل ثمن جرائمها في لبنان وإيران، علماً أن الأميركيين ينشطون بقوة لتحقيق اختراق في المفاوضات، ويأملون أن تتجاوب معهم «حماس» أولاً، ويطلبون من مصر وقطر إقناعها بتقديم تنازلات إضافية، لمساعدتهم على إقناع نتنياهو وحكومته بصفقة تحقق وقفاً لإطلاق النار، ولو لمرحلة أولى تمتد لستة أسابيع. كما عاد الأميركيون إلى الحديث عن «وديعتي بايدن»، سواء الشفهية التي نُقلت إلى «حماس» وتتمثل في استعداد الرئيس الأميركي جو بايدن للتصريح بالتزامه بالعمل لعدم العودة إلى الحرب، أو تلك الخطية التي يقول قادة العدو إنهم انتزعوها من بايدن نفسه، والتي تسمح لهم بالعودة إلى الحرب متى وجدوا أن الصفقة لا تسير وفق الاتفاق... في هذه الأثناء، يتسلى الجميع بمحاولة فك أحجية الرد من جانب إيران وحزب الله، علماً أن هناك ماكينات إعلامية متوثّبة للتعامل مع الحدث، بين حدَّي اتهام إيران والمحور بتصعيد الحرب، أو التقليل من أهمية الرد واعتبار إسرائيل الطرف المنتصر!.

وحدهم أهالي غزة، لا يعرفون أين ينامون، وهل سيطلع الصباح عليهم أحياء، قبل أن يلجأوا إلى تمرين العدّ علّهم لا ينقصون، وسط حفلة جنون دموية، تجعل من الصعب على أحد في العالم أن يتحدث عن مستقبل مع هذا الكيان ومع هذا النوع من البشر!



السابق

أخبار وتقارير..بوقود احتياطي وبطاريات ليثيوم..كيف تستعد إسرائيل لانتقام إيران؟..نتنياهو يهاجم غالانت.."يضر بفرص التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى"..تحمل "الكريستال"..الجيش الأردني يواصل إسقاط مسيرات المخدرات..موسكو تهدد بردّ قاس على توغل أوكرانيا في كورسك..موسكو تُعلن وقف التوغل الأوكراني..ترامب يتّهم الحكومة الإيرانية باختراق حملته الانتخابية..بايدن: نحن عند منعطف في تاريخ العالم.. وترامب خطر على «الأمن الأميركي»..عرب أميركيون يرهنون دعم هاريس بوقف حرب غزة..وحظر «أسلحة إسرائيل»..أعمال العنف في آيرلندا الشمالية تصدم المسلمين وتؤجج المخاوف من انقسامات طائفية..أميركا تعرض «العفو» عن مادورو مقابل تنازله عن السلطة..قتيل و11 جريحاً بانفجار بمنطقة ذات غالبية شيعية في كابل..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..«حماس» مقتل رهينة إسرائيلي وإصابة امرأتين في واقعتين منفصلتين بغزة..مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بالضفة..ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 39897 شهيداً و92152 مصاباً..إجراءات عاجلة في الدولة العبرية استعداداً للهجوم الإيراني المرتقب..السلطة الفلسطينية ترفض «تمويه» وجودها في معبر رفح..القصف الإسرائيلي يقتل أكثر من 100 فلسطيني خلال يومين بغزة..إسرائيل اعتقلت 10 آلاف فلسطيني من الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر..الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي قنصاً في خان يونس..الجيش الإسرائيلي يمدد «جحيم غزة»..غالانت يهدد إيران بعمليات «لم تحدث في أي وقت مضى» حال الرد..«كارثة غزة» والوضع في المنطقة على أجندة بوتين وعباس.."شبح الانتقام الإيراني" يهبط بالشيقل وبورصة تل أبيب..فيتش تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل..ما تخشاه إيران.. كيف سترد إسرائيل على "الهجوم الانتقامي"؟..

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat...

 الجمعة 13 أيلول 2024 - 11:00 ص

..The Islamic State in Somalia: Responding to an Evolving Threat... An Islamic State branch has a… تتمة »

عدد الزيارات: 170,733,187

عدد الزوار: 7,612,934

المتواجدون الآن: 0