أخبار لبنان..إسرائيل تقصف الضاحية بموافقة أميركية..والهدف فؤاد شكر..المقاومة للعالم: لا كلام خارج الميدان..ضربة الضاحية..هل انتهى «الرد الإسرائيلي» أم اقتربت الحرب الشاملة؟..منع تصوير واعتداءات على صحفيين أثناء تغطيتهم للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت..إسرائيل تقول إنها تفضل حل الأعمال العدائية "من دون حرب واسعة النطاق".."الرد انتهى".. تعليق إسرائيلي عقب ضربة الضاحية الجنوبية..إسرائيل تغتال الرجل الثاني في «حزب الله»..«هيئة البث الإسرائيلية»: مقتل فؤاد شكر متأثراً بجراحه..من هو فؤاد شكر الذي استهدفته الضربة الإسرائيلية؟..واشنطن تحدد موقفها من تمديد مهمة "اليونيفيل" في لبنان..
الأربعاء 31 تموز 2024 - 2:42 ص 425 محلية |
إسرائيل تقصف الضاحية بموافقة أميركية..والهدف فؤاد شكر..
مسيَّرات انقضاضية على مستعمرات الشمال..وفتح الملاجئ في تل أبيب استعداداً للحرب..
اللواء...قصفت اسرائيل بعد السابعة والنصف من مساء امس الضاحية الجنوبية لبيروت، المسؤول البارز في حزب الله فؤاد شكر،الذي أعلن الجيش الاسرائيلي ليلاً أنه تمكن من اغتياله. وتعتبر العملية الإسرائيلية خرقاً للتطمينات التي تلقاها لبنان من واشنطن وعواصم أخرى دخلت على خط التهدئة بعد حادثة مجدل شمس، ومفادها كما اعلن وزير الخارجية أول أمس أن لا بيروت ولا الضاحية الجنوبية ولا المطار على لائحة الأهداف الإسرائيلية. وتسود حالة من الترقب في بيروت بإنتظار رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة القائد العسكري الأبرز للحزب، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية إتخاذ إجراءات إستثنائية تحسباً لرد حزب الله، حيث تم فتح الملاجئ في تل أبيب ومستعمرات الجليل الأعلى، وعقد نتنياهو إجتماعا عاجلا مع كبار القادة الأمنيين لتقييم الموقف وإحتمالات الرد المتوقع على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية بأن الرد الإسرائيلي إنتهى عند هذه الحدود ولا رغبة لتل أبيب بتوسيع نطاق المواجهة وخوض حرب شاملة. ويعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة عند الثامنة والنصف من صباح اليوم في السراي الكبير للبحث في المستجدات الطارئة، واقرار ما ستتخذه لجنة الطوارئ الوطنية، من زاوية توفير المؤن وتعزيز المستشفيات بما يلزم من حاجات صحية. وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الإستثنائي يتناول انفجار حارة حريك ونتائج الاتصالات الديبلوماسية التي تولاها رئيس حكومة تصريف الأعمال في أعقاب حادثة مجدل شمس. ولفتت المصادر نفسها إلى أن المجتمعين يطلعون على متابعة لجنة الطوارىء والإجراءات التي ناقشتها، فضلا عن موضوع حركة الطيران وبعض التفاصيل المتصلة بالبقاء في حال من الجهوزية، ولم تستبعد أن يتناول الرئيس ميقاتي في كلمته أمام المجلس التطورات الأخيرة وزيارات موفدين اجانب إلى بيروت من أجل تفادي قيام حرب شاملة في المنطقة. وقالت إن مجلس الوزراء يقوم بواجباته عند اللزوم حتى وإن كان يحمل صفة تصريف الأعمال. وكان الرئيس نجيب ميقاتي عقد اجتماعاً مع «لجنة الطوارئ الوطنية» وحضره الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وجرى عرض الاجراءات المفترض اتخاذها في حال حدث تطور خطير على صعيد الوضع في الجنوب، وتقديم شكوى لمجلس الامن، وفقاً لما اعلنه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي دان الغارة على الضاحية الجنوبية. وقال ميقاتي تعليقاً على العدوان، ان العدوان برسم المجتمع الدولي، الذي عليه تحمل مسؤولياته، والضغط بكل قوة لالزام اسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية. وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المواطنين البريطانيين الى «مغادرة لبنان الآن». وطالب لامي حزب الله «بوقف اطلاق النار» مضيفاً: نستعد لكل السيناريوهات في لبنان، مشيراً الى ان بلاده «ستسعى لمنع التصعيد بين حزب الله واسرائيل». ومن المتوقع ان يصل لامي مع وزير الدفاع البريطاني غداً الخميس في اطار المساعي لمنع الحرب الشاملة. واصدرت الخارجية الاميركية بياناً دعمت فيه اسرائيل لكنها دعت الى تجنب التصعيد، وتواصل العمل نحو التوصل الى حل دبولماسي. لكن وزير الدفاع الاميركي قال ان «اميركا ستدافع عن اسرائيل اذا تعرضت لهجوم من حزب الله». ورأت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة للإنتخابات الرئاسية كامالا هاريس أن من حق إسرائيل البقاء آمنة، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد حزب الله. لكنها أشارت إلى أنّه يتعين العمل على حل دبلوماسي ينهي الهجمات على حدود لبنان - إسرائيل. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان قصف الضاحية الجنوبية هو خرق للقانون الدولي.
الاستهداف
اذاً، ردت اسرائيل على حزب الله، فاستهدفت بغارة من مسيّرة المسؤول الكبير في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، في حارة حريك، قرب مستشفى بهمن. وادى الحادث الى سقوط مدنيين. وبعد اعلان الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عما جرى، وضع جيش الاحتلال وحداته في حالة تأهب قصوى، وفتحت الملاجئ وسط اسرائيل تحسباً لضربة من حزب الله. وعلى الفور جمع بنيامين نتنياهو كبار ضابط الجيش الاسرائيلي في مكتبه للتداول.. ولم يبلغ نتنياهو اعضاء الحكومة بالهجوم على حارة حريك لعدم ثقته بوزير الامن القومي بن غفير. واعلن مسؤول حكومي لبناني ان شكر نجا من الهجوم الذي استهدفه في الضاحية. وشكر هو هدف مشترك لكل من اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية الذي تتهمه بأنه كان له دور محوري في تفجير ثكنات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في بيروت في 23 ت1 1983، ورصدت الخارجية الاميركية 5 ملايين دولار لمن يعطي معلومات عنه. وادت الغارة الى سقوط 3 شهداء و65 جريحاً، واستقبل مستشفى الساحل 8 جرحى، اصابة احدهم حرجة، وليلاً فرض طوق على مستشفى الرسول الاعظم. وتحدثت السفارة الايرانية في بيروت عن عدد من الشهداء والجرحى، ووصفت العدوان «بالآثم والجبان». وقبل الغارة، عبر مسيَّرة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، قال مصدر قيادي في «حزب الله»: نحن في جهوزية كاملة لمواجهة اي اعتداء، وسنرد حتماً عليه، وقادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد، مستبعداً اجتياحاً برياً، والعدوان يقرر جحم الرد.. والاجتياح البري سيكون حافزاً لنضع اقدامنا في الجليل. وليلاً بدأ حزب الله بالرد على الهجوم على الضاحية الجنوبية باطلاق سرب من المسيَّرات باتجاه الجليل الغربي.
المطار
وبقي الوضع في مطار بيروت الدولي موضع اخذ ورد، على الرغم من اجراءات شركة طيران الشرق الاوسط لجهة تسيير الرحلات الى اليوم، كما قررت تسيير رحلة اضافية الى اثينا، وكانت شركات الطيران العالمية علقت رحلاتها لـ«اجراء احترازي».
المقاومة للعالم: لا كلام خارج الميدان
الأخبار... حتى الثانية من فجر اليوم، لم يكن حزب الله قد أصدر أيّ بيان حول العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، مساء أمس. ولم يعلّق على إعلان العدوّ تنفيذه عملية اغتيال القائد الجهادي الكبير في الحزب فؤاد شكر (السيد محسن). وصمت حزب الله لا يجب إعطاؤه أيّ تفسيرات سياسية أو أمنية، ذلك أنه حتى هذه اللحظة (الثانية صباحاً)، لم يكن الفريق المعني في الحزب قد حصل على دليل يجزم باستشهاد شكر، وهو دليل يحتاج إليه الحزب لأسباب عديدة تخصّه، وهو أسلوب سبق أن اعتمده في حالات مشابهة. وتكفي الإشارة الى أن الحزب لم يعلن عن استشهاد القائدَين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين حتى تيقّن بالدليل العلمي من حصول الاستشهاد. وبالتالي، فإن موقف الحزب أو بيانه لن يصدرا قبل ذلك.وبانتظار الموقف الرسمي لحزب الله، انشغل العالم كله طوال ليل أمس بتقصّي الحقائق حول ما جرى، علماً أن مؤسسات إعلامية عربية ودولية تبنّت الرواية الإسرائيلية حول الهدف والنتيجة، كما صدرت مجموعة مواقف غربية، أبرزها عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، كشفت تورط الولايات المتحدة في العدوان الذي استهدف مبنى سكنياً في منطقة حارة حريك المكتظّة بالسكان، وأدى الى سقوط ثلاثة شهداء (امرأة وطفلان) وأكثر من ستين جريحاً من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، إضافة الى تدمير المبنى المستهدف وتضرر المباني المجاورة. وبينما تباهى العدوّ بفعلته، وحاول تصوير عدوانه على أنه ردّ على حادثة مجدل شمس، إلا أن البيانات التي صدرت عن القيادات العسكرية والسياسية، وما نقلته وسائل إعلام العدوّ، ركّزت على دور شكر في إدارة العمليات من الجبهة اللبنانية التي فتحت بعد «طوفان الأقصى». وهو ما يعيد الأمور الى نصابها الحقيقي لجهة أن هدف العدو الفعلي كان ويبقى متمثّلاً بالسعي الى النيل من قادة المقاومة الذين يقودون عمليات الإسناد لقطاع غزة، وأن حادثة مجدل شمس ليست إلا ذريعة لتبرير العدوان على منطقة الضاحية. وكانت لافتةً مسارعة الجانب الأميركي الى إعلان وقوفه الى جانب إسرائيل، مبرراً العملية، ومعلناً الاستعداد للدفاع عنها في مواجهة أي هجوم من قبل حزب الله، في مواقف تعكس الكذب الأميركي الفاضح، الذي يفرض على المسؤولين الرسميين في لبنان، وعلى كل من يدّعي دور الوسيط، التعلم من الدرس، بأن الوعود الأميركية التي نُقلت بأن العدوّ لن يضرب أهدافاً في بيروت أو الضاحية الجنوبية، لم تكن سوى عملية تضليل لخدمة أهداف العدوّ، علماً أن قيادة المقاومة لم تثق بكل ما نقله مسؤولون أميركيون ووسطاء غربيون سعوا مسبقاً لإقناع حزب الله بعدم الردّ. عملياً، أقفل حزب الله هواتفه مساء أمس، والعبارة الوحيدة التي سمعها كل من حاول، من لبنان أو خارجه، السؤال عن موقف الحزب من العملية، كانت أن «الجواب في الميدان»، وأن لا مجال لأيّ كلام سياسي بعد هذا العدوان، وهو الموقف الذي دفع بعواصم غربية الى «التحسب من اندلاع مواجهة كبيرة على الجبهة اللبنانية مع العدو». اليوم، سيكون هناك كلام واضح من حزب الله، وستصدر التوضيحات الكاملة حول حقيقة ما حصل، وحول تقييم الحزب لهذا العدوان، مع إشارة واضحة تشير إلى وجهة الأمور ميدانياً، علماً أن الحزب رفض في كل المداولات التي سبقت الغارة على حارة حريك تقديم أيّ تعهد أو توضيح أو إشارة الى كيفية تعامله مع أيّ عدوان إسرائيلي، وكان يضع في حساباته سعي العدوّ الى اغتيال قادة عسكريين في المقاومة. لكن صمت الحزب كان مردّه كلاماً سمعه كثيرون في لبنان وخارجه، ومفاده أن ما يجري هو مواجهة واضحة، وأن التوسع في دائرة القتال وطبيعته ومستواه يظلّ رهن قرار العدوّ، سواء لناحية وقف الحرب في حال أوقف عدوانه على غزة، أو لناحية شكل المواجهة مع لبنان في حال قرر توسيع دائرة اعتداءاته على المناطق اللبنانية أو على المقاومة نفسها. الواضح الذي لا يحتاج الى توضيح أو سؤال، هو أن العدوّ فتح الباب أمام مرحلة جديدة في المواجهة، وهي مواجهة ستظل مرتبطة بالعدوان المفتوح والمستمر على قطاع غزة، لكن سيكون لها شكلها الآخر على الجبهة مع لبنان. ولا تحتاج المقاومة في لبنان الى من يمدّها بالمعطيات التي تحتاج إلى أن تكون ضمن حساباتها عندما تقرر شكل التعامل مع العدوّ من الآن فصاعداً. لكن الأكيد أن العدوان على الضاحية، أمس، فتح صفحة جديدة ومختلفة عما كانت عليه الأمور قبل الثلاثين من تموز 2024.
ضربة الضاحية..هل انتهى «الرد الإسرائيلي» أم اقتربت الحرب الشاملة؟
بيروت: «الشرق الأوسط».. سواء نجحت الضربة الإسرائيلية في «تحييد» القائد العسكري المستهدف في «حزب الله» أو لا، يجدر التفكير في تداعيات العملية التي حصلت مساء الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت. فإسرائيل سارعت إلى القول عبر وسائل إعلام عدة إن «الهجوم» على ضاحية بيروت انتهى بالنسبة إليها، وإن الأمر يتوقف الآن على رد فعل «حزب الله». الجو الإسرائيلي يبدو متجهاً نحو الاكتفاء بما تعدّه حكومة بنيامين نتنياهو رداً على ما حصل في بلدة مجدل شمس في الجولان، خصوصاً أن اغتيال مسؤول عسكري كبير في «حزب الله» (يتردد على نطاق واسع أنه فؤاد شكر المستشار العسكري للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله) يُرضي بلا شك الرأي العام الإسرائيلي. اللافت أن واشنطن التي لا تنفك تكرر أنها لا تريد حرباً واسعةً في الشرق الأوسط سارعت إلى إبداء «تفهّم» للعملية الإسرائيلية مع أنها حصلت في ضاحية بيروت، أي عملياً في ما يُعرف بـ«بيروت الكبرى»، بما يخالف الرغبة في حصر الاشتباك في الجنوب. أما على الضفة اللبنانية، فيبدو المشهد مختلفاً لأن «حزب الله» لا يعدُّ نفسه مسؤولاً عما حصل في مجدل شمس، وقد سبق له أن نفى نفياً قاطعاً استهداف البلدة. ومن هنا، تقول مصادر في الحزب إن ما حصل في الضاحية الجنوبية هو اعتداء إسرائيلي وتجاوز متكرر لقواعد الاشتباك القائمة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وليس رداً على شيء. ويسوّقون أمثلة كثيرة على انتهاك إسرائيل لقواعد الاشتباك، منها استهداف صحافيين في بدايات الحرب وقصف مناطق سكنية واغتيال صالح العاروري في ضاحية بيروت. بناءً على ذلك تتسع دائرة التساؤل عن المرحلة المقبلة، فهل يمتنع «حزب الله» عن الرد أم يرد بضربة ويثير رد فعل إسرائيلياً جديداً، وتتدحرج الأمور نحو مواجهة شاملة تُسقط الخطوط الحمر التي رسمها الطرفان بحكم الأمر الواقع. والحرب المحتملة ماذا ستكون؟ هل هي حرب قصف مدمّر متبادل؟ أم أن حرباً برية ستقع ويحصل توغّل بري إسرائيلي في جنوب لبنان؟ ومعلوم أن «حزب الله» يتوعّد في المقابل بتوغّل في أراضي الجليل الأعلى، المنطقة المتاخمة للحدود الجنوبية اللبنانية. وماذا عن حرب إقليمية ممكنة؟ من سيشارك فيها؟ وما هو نطاقها المحتمل؟
في موازاة ذلك، من سيقوم بجهود دبلوماسية لاحتواء الوضع؟ هل هناك غير الدور الأميركي الذي لم ينجح حتى الآن رغم محاولات متكررة وزيارات عدة لآموس هوكشتاين في تهدئة الجبهة اللبنانية الإسرائيلية؟
وبينما قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب، في تصريح تلفزيوني، إنه اتصل بالدوائر المعنية في واشنطن وسمع تأييداً صريحاً للعملية الإسرائيلية، قال سفير لبناني سابق في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية لا تريد توسع الحرب لأن تحولها إلى مواجهة إقليمية هو تطور خطير لا يعلم أحد إلى أين سيقود العالم كله. يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة هي في خضم الأشهر الانتخابية مع كل ما في السباق الحالي من تعقيدات ومفاجآت. أجواء الضاحية الجنوبية - إن جاز التعبير - تؤكد أن «حزب الله» سيرد رداً مدروساً ودقيقاً أياً تكن العواقب، وأن هذا الرد سيكون «نوعياً» واستراتيجياً. خلاصة القول إن ضربة الضاحية نقلت المواجهة إلى مرحلة جديدة يترقبها اللبنانيون بقلق كبير على المصير.
منع تصوير واعتداءات على صحفيين أثناء تغطيتهم للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت
الحرة– واشنطن.. فرض حزب الله طوقا أمنيا محكما في محيط المنطقة التي استهدفها القصف الإسرائيلي بعد ظهر الأربعاء، في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنع وصول الصحفيين والتصوير والتجمع في الموقع. وتعرض عدد من الصحفيين لاعتداءات متفرقة ومضايقات خلال محاولتهم نقل الصورة والوصول إلى مكان القصف الذي أغلق بشكل كامل، في ظل زحمة خانقة في الطرقات والأحياء المحيطة والمؤدية إلى المكان الذي تعرض للقصف. وانتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات لعدم التوجه إلى مكان القصف ومنع التجمع، فيما رُصد تجمهر لمجموعات من الشبان التي أطلقت هتافات موالية لحزب الله من مكان القصف، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام. وطالت الاعتداءات مراسلين ومصورين من بينهم مصور قناة mtv المحلية، داني طانيوس، الذي تعرض لضرب مبرح، إضافة إلى مراسلة القناة نوال بري التي منعت من إكمال رسالتها، كما تعرض مراسل قناة الجزيرة القطرية في بيروت لمضايقات ومنع تصوير في مكان الحادثة حيث أجبر بدوره على وقف رسالته. ولم تتمكن فرق صحفية عدة من الوصول لتغطية الحدث في المكان الذي يعتبر منطقة أمنية مغلقة تحت سلطة حزب الله، وإحدى أبرز مناطق نفوذه وسيطرته حيث يقع العديد من المراكز المعلنة له مثل مركز "مجلس الشورى" وغيرها، التي يمنع فيها التصوير والعمل الصحفي حتى في الحالات الطبيعية، دون التنسيق والحصول على إذن مرفق، وصولاً إلى الإشراف على المحتوى المصور. في تعليقه لموقع "" على الاعتداءات المسجلة، دان المسؤول الإعلامي في مؤسسة "عيون سمير قصير" (سكايز) المعنية بتسجيل وتوثيق الانتهاكات التي تطال الصحفيين وحقوقهم، جاد شحرور، الاعتداءات التي تطال الصحفيين "خاصة وهم يقومون بواجبهم ومهمتهم في نقل الواقع وما يجري على الأرض في ظل هذه الظروف الصعبة." وتابع "خلال الحروب والنزاعات، هناك حسابات يجب الأخذ بها على الأرض ويفترض بالقنوات والوسائل الإعلامية أن يكون لديها مستشارون أمنيون ينصحون بكيفية التعامل مع كل حدث حسب المنطقة والاعتبارات الاجتماعية وغيرها. وللأسف هذا الأمر غير معمول به في القنوات المحلية في لبنان، مما يزيد الخطر على المراسلين الذين يتوجهون إلى مناطق الخطر، مثلما شهدنا اليوم ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت". في المقابل، دعا شحرور الناس في كل المناطق أن يتقبلوا عمل الصحفي لاسيما في هذا الوقت، وأن يفهموا بأن مهمته هي نقل الواقع والصورة، "حتى لو كان هناك اختلاف مع توجهات أو سياسات الوسيلة الإعلامية، خاصة أن العمل الصحفي في الحروب هو ميداني أكثر مما هو سياسي". ولكن في نهاية الأمر "هذه مناطق خاضعة لسلطة أمنية حزبية"، بحسب شحرور، "حيث يشعر السكان فيها بأنهم مسؤولون بدورهم عن نوع من الحماية الأمنية، مما يولد هذا النوع من الاعتداءات المرفوضة والمدانة". وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين". وأفادت مراسلة "" بأن المبنى المستهدف مؤلف من طابقين، وقد دمر بشكل كامل، وأن الغارة تم تفيذها بطائرة من دون طيار أطلقت 3 صواريخ. وحسب مراسل ""، كان القصف دقيقا ومشابها للقصف الذي تم من خلاله استهداف قيادي في حماس بالضاحية سابقا، إذ تم تدمير جانب واحد من مبنى مكون من نحو 8 شقق. وأفادت وكالة فرانس برس عن مقتل شخص نتيجة الغارة الإسرائيلية، فيما نقل عشرات الجرحى إلى المستشفيات، التي سجل فيها طلب كبير للتبرع بالدم من جميع الفئات.
إسرائيل تقول إنها تفضل حل الأعمال العدائية "من دون حرب واسعة النطاق"
الحرة / وكالات – واشنطن.. أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخّر الثلاثاء أنّه يريد تجنّب أيّ حرب أوسع مع حزب الله، لكنّ قوّاته مستعدّة "لأيّ سيناريو". ... وقال المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري في بيان إنّ "عدوان حزب الله المستمرّ وهجماته الوحشيّة تجرّ شعب لبنان والشرق الأوسط بأسره إلى تصعيد أوسع". وأضاف "في حين أنّنا نُفضّل حلّ الأعمال العدائيّة من دون حرب أوسع، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي على استعداد تامّ لأيّ سيناريو". وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت استهدفت قائدا في جماعة حزب الله قال الجيش إنه مسؤول عن هجوم الجولان الذي قتل فيه 12 طفلا وفتى في مطلع الأسبوع. وقال شاهد من رويترز إن دوي انفجار قوي سُمع وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد فوق ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الجماعة اللبنانية المسلحة، في نحو الساعة (1640 بتوقيت جرينتش). وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت استهدفت القائد المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وعدد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين". وأضاف إنه لم تصدر تعليمات جديدة للدفاع المدني في إسرائيل عقب الضربة. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارة الإسرائيلية استهدفت محيط مجلس شورى حزب الله في منطقة حارة حريك في العاصمة. وتعيش بيروت حالة من التوتر منذ أيام تحسبا لهجوم إسرائيلي متوقع ردا على الهجوم على قرية مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله بتنفيذ الهجوم إلا أن الجماعة نفت مسؤوليتها عنه.
وزارة الصحة: 3 قتلى بينهم طفلان و74 جريحا في الغارة الإسرائيلية على بيروت
الحرة / وكالات – واشنطن.. قُتل ثلاثة مدنيّين، هم سيّدة وطفلان، جرّاء الغارة الإسرائيليّة مساء الثلاثاء على الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل حزب الله، وفق حصيلة "غير نهائيّة" أوردتها وزارة الصحّة اللبنانيّة. وأشارت الوزارة في بيان إلى أنّ "العدوان الإسرائيلي" أدّى إلى "سقوط ثلاثة شهداء" هم "سيّدة وطفلة وطفل"، لافتة إلى أنّ "البحث مستمرّ عن مفقودين تحت الأنقاض"، وذلك عدا عن إصابة 74 جريحا "خمسة منهم في حال حرجة". وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت استهدفت قائدا في جماعة حزب الله قال الجيش إنه مسؤول عن هجوم الجولان الذي قتل فيه 12 طفلا وفتى في مطلع الأسبوع. وقال شاهد من رويترز إن دوي انفجار قوي سُمع وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد فوق ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الجماعة اللبنانية المسلحة، في نحو الساعة (1640 بتوقيت جرينتش). وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت استهدفت القائد المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وعدد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين". وأضاف إنه لم تصدر تعليمات جديدة للدفاع المدني في إسرائيل عقب الضربة. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارة الإسرائيلية استهدفت محيط مجلس شورى حزب الله في منطقة حارة حريك في العاصمة. وتعيش بيروت حالة من التوتر منذ أيام تحسبا لهجوم إسرائيلي متوقع ردا على الهجوم على قرية مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله بتنفيذ الهجوم إلا أن الجماعة نفت مسؤوليتها عنه.
"الرد انتهى".. تعليق إسرائيلي عقب ضربة الضاحية الجنوبية
الحرة / وكالات – واشنطن.. قال مسؤول إسرائيلي، إن الرد انتهى، وإسرائيل ليست معنية بتوسيع الحرب، وذلك في أول تعليق عقب الغارة الجوية التي استهدفت قائدا كبيرا في حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء، بحسب ما أورد مراسل الحرة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الغارة الجوية استهدفت القيادي الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، المعروف باسم "الحاج محسن شكر". وتضاربت الأنباء بشأن مصير شكر وما إذا كان قتل بالهجوم. وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان إنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين". وأضاف أنه "في هذا الوقت لا يوجد تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بعد الضربة: "حزب الله تجاوز الخط الأحمر"، وفق ما نقلته فرانس برس. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستواصل المساعي الدبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب الضربة. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، في إفادة صحفية: "نواصل العمل نحو التوصل لحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد".
هجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت وجهود مكثفة لتجنب حرب واسعة
إسرائيل تغتال الرجل الثاني في «حزب الله»
الراي... في ثاني استهداف لمعقل «حزب الله» منذ اندلاع الحرب في غزة والاشتباكات على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، شنّت إسرائيل، مساء أمس، غارة على ضاحية بيروت الجنوبية، مستهدفة عبر مسيّرة القيادي العسكري الكبير في الحزب فؤاد شكر. وأعلن جيش الاحتلال أنه «نفذ ضربة محدّدة الهدف في بيروت استهدفت القائد المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وعدد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين»، في إشارة إلى الهجوم في الجولان قبل أيام الذي سقط فيه 12 قتيلاً. وأظهرت لقطات حجم الدمار في المنطقة المستهدفة الملاصقة لمستشفى بهمن القريب لمقر مجلس شورى «حزب الله» في منطقة حارة حريك. وتضاربت المعلومات بعد الضربة قبل أن يتأكد لاحقاً مقتل شكر الذي وُصف بأنه القائد العسكري الأول لحزب الله في الجنوب وكبير مستشاري الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، والرقم 2 فيه. وبدا جلياً أن إسرائيل أنهت تنفيذ ردها الذي وعدت به وأن الكرة في ملعب الحزب. وبعيد الغارة بـ 3 صواريخ، نُقل عن مسؤول إسرائيلي أمله في أن تكون الضربة هي الأخيرة في هذه الجولة، وسط تواصل الجهود الدبلوماسية المكثفة لتجنب حرب واسعة. وتركزت التساؤلات عن ماهية رد الحزب الذي كان قد وضع معادلة «الضاحية مقابل تل أبيب» لكنه لم ينفذها عند اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري في 2 يناير الماضي، واكتفى برد استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية كبيرة.
«هيئة البث الإسرائيلية»: مقتل فؤاد شكر متأثراً بجراحه
الراي... أكدت هيئة البث العامة الإسرائيلية مقتل القائد الكبير في حزب الله الذي استهدفته ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.وكان مصدر مقرّب من حزب الله، أكد لوكالة فرانس برس، متحفظاً عن كشف هويته، نجاة القيادي العسكري البارز في الحزب. وأشارت معلومات إلى سقوط قتيلين في الهجوم على الضاحية، فيما أفاد إعلام لبناني بمقتل امرأة وإصابة 7 في الضربة الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إننا نفذنا ضربة في بيروت رداً على هجوم مجدل شمس، وأوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزرائه بتجنب التصريح أو التطرق للعملية. في المقابل، أكد إعلام تابع لحزب الله أن الهجوم فشل في اغتيال قيادي بارز بالحزب. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجوم على الضاحية انتهى، وذكرت «يديعوت أحرونوت» أنه لا نية لهجوم إسرائيلي جديد على الضاحية. وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، ذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي شن اليوم الثلاثاء غارة استهدفت منطقة (حارة حريك) بضاحية بيروت الجنوبية. وأكدت الوكالة في خبر مقتضب «انهيار طابقين من المبنى» الذي استهدفته الغارة المعادية في محيط مستشفى (بهمن) بالمنطقة موضحة أن الغارة «نفذت بطائرة من دون طيار أطلقت ثلاثة صواريخ». يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية الجنوبية مواجهات عسكرية يومية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي و«المقاومة» اللبنانية منذ انطلاق عملية (طوفان الأقصى) في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
جيش الاحتلال: تأكدنا من مقتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر
• بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
الجريدة...- وكالات.. أعلن جيش الاحتلال تأكده من مقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وقعت مساء أمس الثلاثاء. وأكد المتحدث باسم الجيش، في بيان، مقتل القيادي بحزب الله فؤاد شكر، في غارة محددة شُنت بناء على معلومات استخباراتية وردت من هيئة الاستخبارات العسكرية، قائلاً «هو القائد العسكري الأعلى في الحزب»...
مصدر مقرب من حزب الله: نجاة القيادي فؤاد شكر من هجمة الاحتلال الانتقامية
هيئة البث العامة الإسرائيلية أكدت مقتله بضربة محددة الهدف في الضاحية الجنوبية
• القيادي البارز مطلوب من واشنطن وعرضت 5 ملايين دولار للوصول إليه
الجريدة....بعد ما قالت مصادر أمنية إنه ضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت. أكد مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس، متحفظاً عن كشف هويته، نجاة قيادي بارز في الحزب مسؤول عن العمليات العسكرية في جنوب لبنان، من الضربة الإسرائيلية التي استهدفته، اليوم الثلاثاء، في الضاحية الجنوبية لبيروت. في حين، قالت هيئة البث العامة الإسرائيلية «راديو كان»، «مقتل القائد الكبير في حزب الله الذي استهدفته ضربة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية». وكان جيش الاحتلال أعلن تنفيذه «ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قصف مجدل شمس وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين». وجاءت الغارة بعد 3 أيام من ضربة صاروخية على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 فتى وفتاة. ونسبت اسرائيل الهجوم إلى حزب الله متوعدة بـ«ضرب العدو بقوة»، في حين نفى حزب الله «أي علاقة» له بالهجوم. وأكد المصدر المقرب من الحزب لفرانس برس «نجاة القيادي فؤاد شكر واسمه العسكري محسن شكر، من الاستهداف الاسرائيلي»، موضحاً أنه يتولى مهام «قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان» ضد إسرائيل. وشكر مطلوب من الإدارة الأميركية التي عرضت عام 2017 خمسة ملايين دولار للوصول إليه. ووصفه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حينها بأنه «أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية» في بيروت عام 1983. واتُهم حزب الله، المدعوم من إيران بتنفيذ الهجوم على مقر المارينز. وأسفرت الضربة الإسرائيلية، وفق المصدر، عن مقتل شخصين. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، عن سقوط عدد من الجرحى، حالة بعضهم حرجة. وندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بـ«العدوان الاسرائيلي السافر»، مضيفاً «لم تشبع آلة القتل الاسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية». وقال إن «العمل الإجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية»، مضيفاً «هو أمر نضعه برسم المجتمع الدولي الذي عليه تحمّل مسؤولياته والضغط بكل قوة لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية». واستهدفت الغارة، وفق ما شاهد مصور لوكالة فرانس برس في المكان، شقة في الطبقة الثامنة من مبنى في حارة حريك، ما أدى الى تدميرها. وشاهد سيارات إسعاف تهرع الى المكان لنقل الجرحى بينما فرض حزب الله طوقاً أمنياً في المنطقة. ويقع المبنى المستهدف وفق الوكالة الوطنية، في محيط مجلس شورى حزب الله في حارة حريك.
إسرائيل تستهدف الضاحية وتعلن انتهاء ضرباتها لبيروت
مسيّرة تقصف مجلس شورى حزب الله والمستهدف الرجل الثاني بعد نصرالله
• معركة غالانت وبن غفير تنفجر بوجه نتنياهو..وأردوغان يصر على التدخل العسكري
الجريدة....على وقع مرحلة حبس أنفاس يعيشها لبنان والمنطقة منذ سقوط الصاروخ على قرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس هجوماً خاطفاً على ضاحية بيروت الجنوبية معقل «حزب الله»، الذي باتت الكرة في ملعبه للرد تحت سقف عدم الانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة. جاء ذلك رغم الدعوات الدولية لضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهة شاملة، مع مساعٍ أميركية لإقناع إسرائيل بعدم ضرب بيروت أو الضاحية الجنوبية، حيث هاجمت طائرة مسيرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ مقر مجلس شورى الحزب بحارة حريك، مستهدفة رئيس غرفة عملياته فؤاد شكر، المعروف باسم «الحاج محسن»، وهو المستشار الأساسي لرئيس الحزب حسن نصرالله. وتشير معلومات إلى أن شكر تسلم مهام القيادي العسكري الراحل عماد مغنية الذي اغتيل أيضاً بهجوم مماثل في 2008 بالعاصمة السورية دمشق. وبينما تسبب الهجوم في انهيار طابقين من المبنى المستهدف، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي: «هاجمنا بشكل دقيق في بيروت القائد المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، والذي قتل العديد من الإسرائيليين»، مضيفاً: «في هذا الوقت لا يوجد تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية». ووسط تضارب المعلومات حول وجود «الحاج محسن» في المبنى من عدمه وبقاء مصيره مجهولاً إلى حين مثول «الجريدة» للطبع، سارعت وسائل الإعلام العبرية إلى إعلان انتهاء ضرباتها الجوية لبيروت باغتيال القيادي العسكري. في المقابل، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الهجوم فشل في اغتيال القيادي البارز في «حزب الله»، خلافاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي، بينما تحدثت معلومات أولية عن سقوط قتيلين وإصابة 6 آخرين. في هذه الأثناء، انفجرت أزمة فوضوية كبرى في وجه رئيس الائتلاف الحاكم في إسرائيل بنيامين نتنياهو، إثر انقسام كبير داخل الجيش والمؤسسة الأمنية يمتد إلى صفوف المواطنين، على خلفية صدامات واجتياح أنصار التيار اليميني المتشدد لقاعدة «سدي تيمان» العسكرية؛ لإطلاق سراح 9 جنود يُحاكَمون بتهمة إساءة معاملة أسير فلسطيني تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي. وشهدت القاعدة شجاراً واشتباكاً بين ضباط الشرطة العسكرية وعناصر قوات الاحتياط، بعد أن حضرت الأولى إلى المركز لاعتقال المشتبه فيهم، في حين اتهم محللون في موقعي «والا» و«معاريف» ميليشيات وبلطجية جهلة بمحاولة «تفكيك الجيش»، الذي اضطر، بحسب وزير الدفاع يوآف غالانت، إلى توجيه 3 كتائب لحماية القاعدة من أعمال شغب قام بها أنصار التيار اليميني بدلاً من إرسالها إلى غزة للقتال. وتصاعدت الأزمة التي تهدد بتفجير الائتلاف الحاكم بعد أن دعا غالانت إلى فتح تحقيق مع وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بتهمة التقاعس عن إرسال الشرطة، التي تخضع لسلطته، من أجل حماية القاعدة من مثيري الشغب المدنيين، الذين اقتحموها ليل الاثنين لإطلاق الجنود المحتجزين. ورد بن غفير بالمطالبة بفتح تحقيق يتهم غالانت بالامتناع عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق التي اجتاحتها حركة حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي، الذي أطلق شرارة حرب غزة. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عناصر إسرائيلية مدنية تحاول تفكيك بوابات 3 قواعد عسكرية خلال الاضطرابات، قيل إنهم من أنصار التيار اليميني المتطرف وبن غفير، في مشاهد وُصِفت بأنها ترمز لـ«تفكك داخل» الدولة العبرية. وبينما سخرت أوساط عبرية من ادعاءات رئيس الحكومة بأنه على بعد خطوة واحدة من النصر الكامل، ورأت أنه على بعد خطوة واحدة من «الحرب الأهلية»، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحاته شديدة اللهجة تجاه الاحتلال، مؤكداً أن «إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقتنا التي تبحث عن أمنها من خلال العدوان والمجازر واحتلال الأراضي، وتتصرف كتنظيم إرهابي». وغداة تهديده بالتدخل عسكرياً ضد إسرائيل، قال أردوغان: «نحن لا نعتدي على حقوق الآخرين، ولا نسمح لأحد بالاعتداء على حقوقنا، ولن نترك إخواننا وحدهم عاجزين في أصعب أيامهم». وأشار إلى أن قادة الغرب والمنظمات المنوط بها ضمان الأمن الدولي يشاهدون الوحشية التي تفوق وحشية هتلر بغزة التي تحولت إلى «أكبر معسكر إبادة في العالم» عن بعد في مشهد يهدد العالم لا المنطقة فقط. جاء ذلك في وقت حذر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، كمال خرازي، إسرائيل من مواجهة ردٍّ وصفه بـ«الشديد» في حال إقدامها على مغامرة بلبنان، داعياً إلى الضغط على الاحتلال لوقف حرب غزة لتهدئة كل الجبهات. فؤاد شكر «الحاج محسن» فؤاد شكر... مطلوب إسرائيلياً وأميركياً يعتبر فؤاد شكر أحد أكثر الوجوه العسكرية بروزاً في «حزب الله»، ويعرف داخل الحزب بـ «الحاج محسن»، وقد حل مكان القائد العسكري الأول في الحزب مصطفى بدر الدين الذي قُتِل في سورية عام 2016، كما أنه من المقربين جداً إلى الأمين العام للحزب حسن نصرالله، فضلاً عن أنه رئيس غرفة العمليات في الحزب، والقيادي الأول في المواجهات ضد إسرئيل. ولعب شكر دوراً أساسياً في الهجوم على مقر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت عام 1983، حيث تم استهداف المقر بشاحنة مفخخة محملة بعشرة أطنان من المتفجرات والوقود، ما أدى إلى مقتل 241 عسكرياً أميركياً، وتلاه بدقائق انفجار كبير في مقر القوات العسكرية الفرنسية بالرملة البيضاء في بيروت أسفر عن مقتل 58 عسكرياً فرنسياً. وكانت الولايات المتحدة عرضت في أكتوبر 2017 مكافأة 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تساعد في إلقاء القبض على شكر. وفي تصريح للصحافيين آنذاك، قال منسّق مكافحة الإرهاب في «الخارجية» الأميركية، نايثن سيلز، إن «حزب الله لا يزال أحد التنظيمات الإرهابية الأكثر خطورة في العالم، وإن المكافآت المرصودة خطوة جديدة لزيادة الضغوط على شكر وتنظيمه». ووصف معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى شكر بأنه المسؤول العسكري الأرفع في الحزب، ويلعب دوراً كبيراً في المعارك التي يخوضها مقاتلوه ضد إسرائيل، ودفاعاً عن الرئيس السوري بشار الأسد.
مقتل 3 مدنيين وقيادي حزب الله فؤاد شكر في قصف إسرائيلي على بيروت
وزارة الصحة اللبنانية تؤكد وقوع 74 جريحاً "5 منهم في حال حرجة"
العربية نت...القدس - فرانس برس.. قُتل 3 مدنيّين، هم سيّدة وطفلان، جرّاء الغارة الإسرائيليّة مساء الثلاثاء على الضاحية الجنوبيّة لبيروت، معقل حزب الله، وفق حصيلة "غير نهائيّة" أوردتها وزارة الصحّة اللبنانيّة. وأشارت الوزارة في بيان إلى أنّ "العدوان الإسرائيلي" أدّى إلى "سقوط 3 شهداء" هم "سيّدة وطفلة وطفل"، لافتة إلى أنّ "البحث مستمرّ عن مفقودين تحت الأنقاض"، وذلك عدا عن إصابة 74 جريحاً "5 منهم في حال حرجة". وأكد الجيش الإسرائيلي أنّ طائرات حربية تابعة له "قضت" على القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبيّة لبيروت الثلاثاء، متهما إيّاه بالمسؤوليّة عن إطلاق صاروخ على مُرتفعات الجولان المحتلّة. وجاء في بيان للمتحدث باسم الجيش: "من خلال عملية تصفية دقيقة قام بها جيش الدفاع، أغارت طائرات حربية في منطقة بيروت بناءً على معلومات استخباراتية وردت من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على المدعو سيد محسن، فؤاد شكر القيادي العسكري الأبرز في حزب الله.. ومسؤول الشؤون الاستراتيجية فيه". وفي وقت سابق لتأكيد الجيش الإسرائيلي، أفاد مصدر مقرّب من حزب الله لوكالة فرانس برس، متحفظاً عن كشف هويته، بنجاة شكر من الضربة الإسرائيلية التي استهدفته الثلاثاء في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت متأخّر الثلاثاء، ‘نّه يريد تجنّب أيّ حرب أوسع مع حزب الله، لكنّ قوّاته مستعدّة "لأيّ سيناريو". وذكر المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري في بيان أنّ "عدوان حزب الله المستمرّ وهجماته الوحشيّة تجرّ شعب لبنان والشرق الأوسط بأسره إلى تصعيد أوسع". وأضاف "في حين أنّنا نُفضّل حلّ الأعمال العدائيّة من دون حرب أوسع، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي على استعداد تامّ لأيّ سيناريو". كما نددت ايران، الثلاثاء، بالضربة الاسرائيلية "الدنيئة" في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إن "العمل الدنيء والمجرم للعصابة الصهيونية الإجرامية في ضواحي بيروت لن يستطيع بالتأكيد أن يحول (...) دون استمرار مقاومة لبنان الأبية في مسارها المشرف بدعم الفلسطينيين المضطهدين والوقوف في وجه عدوان نظام الفصل العنصري الإسرائيلي". وأفادت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، المرشحة الديموقراطية المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية، الثلاثاء، أن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها"، وذلك عقب ضربة استهدفت معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتعليقا على هذه الضربة، قالت هاريس للصحافة إن إسرائيل "لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد منظمة إرهابية، وهذا بالضبط ما يمثله حزب الله". وأعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس-بلاسخارت الثلاثاء عن "قلقها العميق" إزاء الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي على "منطقة مكتظة بالسكان" في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني. واعتبرت المسؤولة الأممية في بيان أن "الحل لا يمكن أن يكون عسكريا". وقالت إنها "على اتصال وثيق مع المحاورين الرئيسيين" في النزاع، ودعت إلى التهدئة.
من هو فؤاد شكر الذي استهدفته الضربة الإسرائيلية؟
الحرة – واشنطن.. واشنطن رصت خمسة ملايين دولار للمساعدة في اعتقاله
أفادت مراسلة الحرة، بأن الضربة الإسرائيلية التي وقعت في الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، استهدفت القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، وهو مطلوب من الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما تحدثت مصادر عن نجاته. وأكد مصدران أمنيان لرويترز أن شكر، وهو رئيس غرفة العمليات في حزب الله، نجا من الهجوم دون إضافات أخرى على الفور بشأن كيفية حدوث ذلك أو موقعه خلال الهجوم. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين". وشكر، المعروف أيضا باسم "الحاج محسن شكر"، مستشار كبير لقائد حزب الله، حسن نصر الله. وذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن الجيش الإسرائيلي قال قبل عدة سنوات إنه يتولى الإشراف على مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله. وهو مطلوب أيضا من الولايات المتحدة لدوره "المحوري" في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت، عام 1983، الذي أسفر عن مقتل 241 من أفراد الجيش الأميركي وإصابة 128 آخرين، وفق بيان سابق لوزارة الخارجية الأميركية. وفي 10 سبتمبر 2019، صنفت وزارة الخارجية الأميركية شكر "إرهابيا عالميا" لعمله لصالح حزب الله. وعمل شكر في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، "مجلس الجهاد"، "وساعد مسلحي حزب الله وقوات النظام السوري في الحملة العسكرية لحزب الله ضد قوات المعارضة السورية في سوريا" وفق برنامج "مكآفات من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية الذي عرض خمسة ملايين دولار للمساعدة في القبض عليه. وكان شكر مقربا للقيادي الراحل في حزب الله، عماد مغنية. وفي تغريدة على أكس قال أفيخاي أدرعي، وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "سيد محسن كان يدير القتال في مواجهة دولة إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر وكان مسؤولًا عن مجزرة الأطفال في مجدل شمس وعن قتل العديد من الإسرائيليين والأجانب على مدار السنين". وتابع أن المنظومة الاستراتيجية التي كان يقودها محسن "مسؤولة عن معظم الوسائل القتالية الأكثر تطوا المتوفرة لدى حزب الله وبشكل خاص الصواريخ الدقيقة، وصواريخ الكروز، وصواريخ الكروز البحرية والقذائف الصاروخية طويلة المدى إلى جانب تطوير وتشغيل المسيّرات لدى حزب الله". وأضاف أدرعي أن محسن كان "قد انضم إلى صفوف حزب الله عام 1985، حيث تولى مناصب عسكرية رفيعة المستوى مختلفة. وفي إطار منصبه، كان عضوًا لدى مجلس الجهاد وهو المنتدى العسكري الأعلى لدى حزب الله".
واشنطن تحدد موقفها من تمديد مهمة "اليونيفيل" في لبنان
ميشال غندور – واشنطن... منذ بدء الحرب في غزة يسجل تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية ...
الحدود اللبنانية الإسرائيلية شهدت اشتباكات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة...
أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، تأييد واشنطن لتمديد مهمة اليونيفيل في لبنان، من دون أي تعديل، مشيرا إلى الاستعداد للبدء فوراً في العمل على التوصل إلى قرار محدد لتحقيق هذه الغاية. وجاءت تصريحات المتحدث رداً على سؤال للحرة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسعى لتعديل مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، لإعطائها صلاحيات أوسع وأقوى. وأوضح المتحدث أن "الولايات المتحدة تدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق، يسمح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى منازلهم". وأكد المسؤول أن "اليونيفيل تلعب دوراً لا يقدر بثمن في هذا العمل". وتتصاعد وتيرة التوتر في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله، في حين تتُهم القوات الدولية العاملة في الجنوب بالوقوف عاجزة عن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والقرارات الدولية الأخرى. واقتربت ولاية اليونيفيل على الانتهاء، إذ يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار بشأنها عبر التصويت في نهاية أغسطس المقبل. وأسفرت ضربة صاروخية عن مقتل 12 طفلا، السبت، في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان. واتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، قائلة إنه نُفد بصاروخ "إيراني الصنع"، إلا أن الجماعة اللبنانية المدعومة من طهران نفت ذلك. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، إنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين"....
وسط تصاعد التطورات.. شركات طيران إضافية تلغي رحلات إلى بيروت
الحرة / وكالات – دبي.. ألغت شركتا إيجيان إيرلاينز اليونانية وكوندور الألمانية للخطوط الجوية، الثلاثاء، رحلاتهما إلى بيروت، بعد قيام شركات أخرى بالفعل نفسه في الأيام القليلة الماضية وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله. وقالت إيجيان إيرلاينز إنها ستعلق رحلاتها حتى يوم الخميس المقبل، بينما ألغت كوندور رحلتها، الثلاثاء، من دوسلدورف. وأعلنت الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) وشركات لوفتهانزا والخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز التابعة لمجموعة لوفتهانزا، الاثنين، إلغاء رحلاتها. كما أعلنت عدة شركات طيران أخرى تعليق أو إرجاء أو إلغاء بعض الرحلات، ومع ذلك أورد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قائمة برحلات وصول، الثلاثاء، لطائرات شركات أخرى مثل بيغاسوس وطيران الإمارات والملكية الأردنية ومصر للطيران والخطوط الجوية الإيرانية والقطرية والاتحاد للطيران. ويواجه لبنان خطر رد انتقامي من إسرائيل منذ أن أسفرت ضربة يوم السبت الماضي على هضبة الجولان المحتلة عن مقتل 12 طفلا وشابا. وتنفي جماعة حزب الله مسؤوليتها عن الهجوم.
وزير خارجية بريطانيا: رسالتي لمواطنينا في لبنان.. غادروا الآن
الراي.. دعا وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي مواطني بلاده الى مغادرة لبنا، قائلا: «رسالتي لمواطنينا في لبنان غادروا الآن». وقال لامي «نستعد لكل السيناريوهات في لبنان»....
رئيسة وزراء إيطاليا تحذر إسرائيل من السقوط في «فخ» الرد الانتقامي
بكين: «الشرق الأوسط».. ناشدت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، اليوم (الثلاثاء)، إسرائيل، عدم السقوط في «فخ» الرد الانتقامي، قائلة إنها «قلقة للغاية» إزاء الوضع في لبنان وخطر حدوث تصعيد في المنطقة. وأضافت ميلوني في تصريحات خلال زيارة رسمية إلى الصين، إن المجتمع الدولي ينبغي أن يواصل بث رسائل التهدئة. وألقت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية على «حزب الله»، واتهمته بإطلاق صاروخ «فلق» إيراني الصنع، باتجاه بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، الذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً درزياً في ملعب كرة قدم. وهددت إسرائيل برد انتقامي قوي؛ مما أدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، مع ضغوط أميركية تستهدف تحجيم التصعيد غير المنضبط.
أعرب عن الشكر للدول العربية والأجنبية المتضامنة مع لبنان
ميقاتي: تهديدات الاحتلال بحرب شاملة لن تثني اللبنانيين عن الدفاع عن أرضهم
- سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الإسرائيلية في رسالة مفصلة إلى مجلس الأمن الدولي
الراي....قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء، إن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة ضد لبنان والتلويح بحرب شاملة «لن يثني اللبنانيين عن التمسك بحقهم في أرضهم والدفاع عنها بكل الوسائل التي تقرها الشرائع الدولية». ونقلت رئاسة الحكومة اللبنانية في بيان عن ميقاتي قوله إن لبنان يدين كل أشكال العنف والتعرض للمدنيين ويطالب بإيقاف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 كاملا. وأضاف أنه تم إبلاغ موقف لبنان إلى جميع أصدقائه في العالم وإلى الاتحاد الأوروبي، موضحا أنه «سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الإسرائيلية في رسالة مفصلة إلى مجلس الأمن الدولي». وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن الشكر للدول العربية والأجنبية التي عبرت عن تضامنها الكامل مع لبنان إزاء تهديدات الاحتلال وسعيها الدؤوب لإيقاف عدوانه، معتبرا «أن الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال تهدف إلى ضرب معنويات اللبنانيين»....
بو حبيب: لبنان يعتزم تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة
ميقاتي: الهجوم على الضاحية الجنوبية عمل إجرامي
الراي... ندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، بـ«العدوان الإسرائيلي السافر» على الضاحية الجنوبية لبيروت، في أعقاب غارة اسرائيلية استهدفت قيادياً في حزب الله، وفق مصدر مقرب من الحزب. وقال ميقاتي «لم تشبع آلة القتل الإسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية». واعتبر أن «العمل الإجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي»، مضيفاً «نحتفظ بحقنا الكامل بالقيام بكل الإجراءات التي تساهم بردع العدوان الإسرائيلي». من ناحيته، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب اليوم الثلاثاء إن الحكومة تندد بالغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وتعتزم تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة بشأنها. وأضاف لرويترز أنه يأمل في ألا يؤدي أي رد من جماعة حزب الله اللبنانية إلى تصعيد.
مسؤولة أممية تبدي "قلقها العميق" إزاء الضربة الإسرائيليّة في بيروت
الشرق الاوسط...أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس-بلاسخارت الثلاثاء عن "قلقها العميق" إزاء الضربة التي شنها الجيش الإسرائيلي على "منطقة مكتظة بالسكان" في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني. واعتبرت المسؤولة الأممية في بيان أن "الحل لا يمكن أن يكون عسكريا". وقالت إنها "على اتصال وثيق مع المحاورين الرئيسيين" في النزاع، ودعت إلى التهدئة. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من اليوم الثلاثاء إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قتلت أكبر قائد عسكري في حزب الله فؤاد شكر، المعروف أيضا باسم "السيد محسن"، في منطقة بيروت. وذكر البيان أن فؤاد كان بمثابة الذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكان مستشاره لعمليات الحرب. وأضاف البيان "فؤاد شكر أشرف على هجمات حزب الله على إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر"، قائلا إنه مسؤول عن مقتل 12 طفلا في مجدل شمس في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان منفصل إنّ "عدوان حزب الله المستمرّ وهجماته الوحشيّة تجرّ شعب لبنان والشرق الأوسط بأسره إلى تصعيد أوسع". وأضاف "في حين أنّنا نُفضّل حلّ الأعمال العدائيّة من دون حرب أوسع، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي على استعداد تامّ لأيّ سيناريو".
وزير خارجية لبنان: نأمل في رد متناسب من «حزب الله»
بيروت: «الشرق الأوسط».. استنكر وزير خارجية لبنان في تصريح لرويترز، مساء اليوم الثلاثاء، الضربة الاسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت عصر اليوم. وقال: "يستنكر لبنان الضربة الإسرائيلية ويعتزم تقديم شكوى للأمم المتحدة". وأضاف "نأمل في رد متناسب من حزب الله كي تتوقف موجة القتل هذه". وكانت الطائرات الإسرائيلية شنت غارة عصر الثلاثاء، استهدفت مقراً قيادياً لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، أعلنت تل أبيب أنها استهدفت قيادياً رفيع المستوى في الحزب، تردد أنه فؤاد شكر، غير أن وسائل إعلام تابعة للحزب أعلنت أن عملية الاغتيال فشلت.
غالانت بعد ضربة الضاحية الجنوبية: «حزب الله» تجاوز الخط الأحمر
تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، إن «حزب الله» في لبنان «تجاوز الخط الأحمر»، بعد أن نفذ الجيش الإسرائيلي ضربة «محددة الهدف» في ضاحية بيروت الجنوبية، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». جاء ذلك في منشور له على منصة «إكس» بعد دقائق من إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة استهدفت قيادياً في «حزب الله» قال إنه مسؤول عن القصف الصاروخي على بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، السبت، والذي أسفر عن مقتل 12 من الفتية.
تجاوز كبير وحادّ للقواعد
الاخبار.. يهدف الاعتداء الذي شنّه العدوّ الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية، أمس، الى تغيير المعادلات التي تحكم حركة الميدان حتى الآن. ويستند في ذلك الى دعم أميركي صريح ومباشر لهذا الخيار، وإلى إدراكه بأن حزب الله غير معنيّ بنشوب حرب واسعة، حتى لو كان قادراً على إلحاق دمار كبير بالعمق الاستراتيجي الإسرائيلي، ولكون الضربة التي وجّهتها محدودة وموضعية.يشكل هذا الاعتداء ارتقاءً نوعياً في السياسة العدوانية الإسرائيلية بعد فشل الخيارات والرهانات السابقة في ردع حزب الله، وفي تفكيك جبهة لبنان المساندة عن جبهة غزة، وفي إنتاج بيئة عملياتية توفر الأمن للشمال وللمستوطنين. وتعزَّز هذا التوجّه لدى العدوّ مع التطورات السياسية والميدانية في قطاع غزة التي حفَّزته أيضاً من أجل نقل جزء رئيسي من جهوده العدوانية باتجاه لبنان. قبل هذه المحطة، كانت المعطيات والمؤشرات تشير إلى أن العدوّ يُمهِّد لارتقاء نوعي ما في اتجاه لبنان. فإلى جانب المسار العملياتي التصاعدي، توالت المواقف خلال الأسابيع الماضية حول قرب الانتقال الى المرحلة التالية مع حزب الله، على لسان رئيس أركان جيش العدو هرتسي هليفي، مع إبلاغ المنظومة الأمنية للقيادة السياسية استكمال الاستعدادات في مواجهة لبنان، إضافة الى عدد من التقارير والمواقف التي تحدّد موعد الأول من أيلول باعتباره محطة استحقاق رئيسية بالنسبة إلى إسرائيل. في كل الأحوال، العدوان الذي شنّه العدوّ في حارة حريك، أمس، شكّل تجاوزاً كبيراً وحادّاً للقواعد التي تحكم حركة الميدان وتضبطها. فهو استهداف للضاحية التي ظلَّلتها معادلة الردع منذ ما بعد حرب 2006، كما أدى هذا الاعتداء الى سقوط إصابات في صفوف المدنيين، إضافة الى كونه استهدف قيادياً كبيراً في حزب الله، بحسب ما أعلنت التقارير الإسرائيلية. في المقابل، يمكن تقدير بعض ملامح الخيار الذي سينتهجه حزب الله، وهو أن أيّ اعتداء سيُقابله رد حتمي، مهما كان مستوى التهويل والعروض والوساطات في هذا المجال. وليس في فكر حزب الله ونهجه ما يسمح بفرض سابقة تُشجع العدو على تكرارها في محطات لاحقة، وقد تنطوي على رسالة خاطئة تورط العدو والمنطقة في خيارات عدوانية واسعة. كلّ من يطّلع على تجارب حزب الله في المنعطفات الحساسة، يدرك حقيقة أن قرار رد حزب الله وحجمه وأهدافه تحدده قيادة المقاومة. ولن يكون هناك أيّ أثر للوساطات ولا للوفود والرسائل التي توالت في هذا المجال. ولن يطول الوقت حتى تتجلّى هذه الحقيقة مرة أخرى في الردّ على العدوان الإسرائيلي.
المقاومة لن تسمح بفرض سابقة يعمد العدوّ إلى تكرارها
تُظهر المعركة الدائرة منذ نحو عشرة أشهر أن حزب الله نجح الى حدّ كبير جداً في تحييد المدنيين وتوفير مظلة ردع مكّنتهم من الوجود والتحرك في أغلب الجنوب اللبناني، فضلاً عن العمق اللبناني. والتجربة تؤكد أن الحزب يتعامل بحساسية عالية جداً مع أي استهداف للمدنيين. ويمكن الجزم بأنه مستعد للذهاب الى أبعد مدى في حال تجاوز العدو أي خطوط حمر في هذا المجال. وهو لا يثق بالوعود الغربية، فضلاً عن أن كل التجارب في لبنان وفلسطين والمنطقة تؤكد على صوابية هذا النهج. وكشفت التجارب أيضاً عن أنه لولا قدراته على جبي أثمان كبيرة من الداخل الإسرائيلي لاختلفت المعادلة ولشهدنا تعاملاً أميركياً وغربياً مغايراً بشكل جذري مع لبنان. وغزة خير شاهد على ذلك. يُضاف الى ذلك، أن الأميركي يتعامل في أي معادلة يكون أحد أطرافها العدو الإسرائيلي كطرف في جبهة العدو، وليس كوسيط. وكل تاريخ الصراع مع إسرائيل يؤكد هذه الحقيقة بما فيها تجربتا فلسطين ولبنان. ولذلك يلاحظ أنه يجاهر بتبني الموقف الإسرائيلي، بل يحاول تثمير تهويله وانتزاع مطالبه بالوسائط الديبلوماسية. وتجلّى هذا الأمر مجدداً في أعقاب دعوة واشنطن الى عدم الرد والتصعيد بعد العدوان الإسرائيلي في الضاحية، في حين أنها لم تبذل جهوداً جدية لكبح إسرائيل.
الضاحية تستعيد مشاهد تموز 2006: قصف وشهداء وأبنية مدمّرة
الاخبار..فؤاد بزي... في تمام السابعة وأربعين دقيقة، وقع ما كان أهل الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت ينتظرونه منذ أيام، ودوّى انفجار وصلت أصداؤه إلى حدود منطقة خلدة والجبل وبيروت. سريعاً، يمّمت الضاحية وجهها ناحية حارة حريك مع تصاعد أعمدة الدخان، وتحديداً إلى المنطقة المحيطة بمستشفى بهمن، حيث يوجد عدد غير قليل من المراكز الحزبية المعروفة، مثل مبنى كتلة الوفاء للمقاومة، وعدد من مكاتب المساعدات الاجتماعية الخاصة التي تعجّ بالمراجعين، فضلاً عن مسجد ومكتبة الحسنين، في وقت كان فيه مئات المصلّين يتدفقون على المسجد لتأدية صلاة المغرب.مع توالي الدقائق، تدفق سيل الدراجات النارية صوب المستشفى، وبدأت الصور بالتوالي. المستهدف هو مبنى الربيع المحاذي لمدخل الطوارئ في مستشفى بهمن، حيث يقع في شارع ضيق لا يكاد يتسع لسيارتين ذهاباً وإياباً، والنتيجة انهيار الجزء الغربي من المبنى بشكل شبه تام، وتضرر عدد كبير من البيوت والمحال والسيارات، فضلاً عن انهيار جزء من سور المستشفى وبوابة الطوارئ فيها. لم تتمكن سيارات الإسعاف، من كلّ أنحاء الضاحية، من الوصول خلال اللحظات الأولى من الاستهداف، وقد ملأ الغبار الأجواء. ومع ساعات الغروب، غرق الشارع المستهدف في ظلام دامس، والسيارات التي خرجت من الشوارع في لحظات حلّت مكانها مئات الدراجات النارية التي أقفلت كلّ السبل، ولولا قيام عناصر الحماية الحزبية بإطلاق النار في الهواء، لما تمكنت سيارات فوج إطفاء الضاحية من الوصول للمباشرة برفع الأنقاض. في الحصيلة الأولية، وصل عدّاد الجرحى إلى 60 توزعوا على مستشفيات المنطقة: بهمن والساحل والرسول الأعظم، أما عدد الشهداء، فوصل إلى 3، هم: الشهيدة وسيلة بيضون التي كانت تجلس على شرفة منزلها، والطفلان: حسن وأميرة فضل الله اللذان تردّد أنهما فُقدا خارج المبنى قبل أن تجدهما فرق الإنقاذ تحت الأنقاض. لا تزال ذاكرة سكان المنطقة غضّة، إذ يذكر معظم الذين تجمهروا في شوارع حارة حريك وبئر العبد أمس حرب تموز عام 2006، ومشاهد الدمار المرافقة لها. لم يستغرب أهل الضاحية دفع هذا الثمن، وهم منذ أيام ينتظرون تنفيذ العدو تهديداته، من دون أن يستبعدوا ضرب الضاحية. لكنهم، وحتى ساعة متأخرة من الليل، حبسوا أنفاسهم على وقع الأخبار الآتية عبر وسائل التواصل حول هوية المستهدف بالضربة، وفي انتظار «بيان صادر عن المقاومة الإسلامية»، يعلن النبأ اليقين، بعدما تجرّأ العدوّ على ما لم يفعله منذ 18 عاماً.
لبنان في مواجهة الضربة الإسرائيلية يشكو الفراغ وحاجته لشبكة أمان
إلى متى يبقى مكشوفاً سياسياً وقواه منقسمة على نفسها؟
الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. الجهود المبذولة من قبل رئيسَي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لقطع الطريق على رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، المهدِّد بتوجيه ضربة غير مسبوقة إلى «حزب الله» على خلفية تحميله مسؤولية الصاروخ الذي أصاب بلدة مجدل شمس الواقعة في هضبة الجولان السورية المحتلة، وإن كانت ضرورية، لكنها لا تكفي لتأمين شبكة أمان سياسية للبنان لاستيعاب التداعيات المترتبة على الرد الإسرائيلي، ما لم يتبدل المشهد السياسي الحالي بانخراط المعارضة ومحور الممانعة في تحرك مشترك يؤدي إلى تحصين الساحة الداخلية بإطلاق مبادرة سياسية جامعة لدرء الأخطار التي تهدد البلد. فالتهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة إلى «حزب الله»، تستدعي من جميع الأطراف الخروج من دائرة الانتظار وحالة الارتباك المسيطرة على البلد، من دون أن يعني ذلك من وجهة نظر سياسية محايدة أن المطلوب توفير الغطاء السياسي لـ«حزب الله» الذي سيضطر إلى الرد على الضربة الإسرائيلية، بمقدار ما أن اتساع الهوّة بين محور الممانعة والمعارضة بات يستدعي تأجيل الدخول في تصفية الحساب مع «الحزب» على قاعدة أنه تفرّد بقراره في مساندة «حماس» من دون العودة إلى الدولة التي هي صاحبة القرار في السلم والحرب.
«محاسبة» الحزب بعد «الضربة»
وبكلام آخر، يرى مصدر سياسي محايد أنه ليس المطلوب تبرئة «الحزب» من تفرّده بقراره في ظل الانقسام في البلد، «وإنما هناك ضرورة لترحيل محاسبته إلى وقت لاحق ريثما يتمكن لبنان من تجاوز الآثار السياسية للضربة الإسرائيلية التي باتت وشيكة»، وفق مصادر دبلوماسية غربية في لبنان، وبالتالي؛ فإن مروحة الاتصالات الخارجية لتأمين شبكة أمان للبلد تبقى ناقصة ما لم تَلقَ التجاوب المطلوب من «أهل البيت»؛ أكانوا في المعارضة أم محور الممانعة. ويدعو المصدر المحايد، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، إلى «الترفع عن تبادل الاتهامات، بإطلاق مبادرة سياسية جامعة تتناغم مع الجهود الدولية والإقليمية لمنع إسرائيل من توسعة الحرب بذريعة توجيه ضربة مؤذية إلى (حزب الله)؛ لأن ما سيصيب لبنان من أكلاف سياسية ومادية لن يبقى محصوراً في (الحزب)؛ وإنما سيطول جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية وميولهم السياسية». ويلفت المصدر نفسه إلى أنه لا يكفي الركون إلى الضغوط الدولية التي تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية لـ«تنعيم» حجم الرد الإسرائيلي وتقنينه، ما لم تبادر حكومة تصريف الأعمال، بالتنسيق مع الرئيس بري الذي يتولى حالياً التفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان، إلى طرح تصور متكامل يكون بمثابة خريطة طريق لا تبقى محصورة بعناوين عامة، ويؤكد أن الوزير بوحبيب طرح مجموعة من الأفكار تستدعي تبنيها لحشر إسرائيل أمام المجتمع الدولي، خصوصاً أن نتنياهو يصر على توجيه ضربة إلى «الحزب» للتفلُّت من الضغوط التي تمارس عليه للتوصل إلى وقف النار في غزة الذي يُفترض أن ينسحب على الجنوب.
انفتاح المعارضة على ميقاتي
ويسأل: «ما المانع من أن تبادر المعارضة إلى الانفتاح على الرئيس ميقاتي ما دامت علاقتها بالرئيس بري مأزومة، وإبداء استعدادها للانخراط في مبادرة من شأنها الالتفاف على اتهام محور الممانعة لرئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع بالمراهنة على ما ستؤول إليه المواجهة المشتعلة بين إسرائيل و(حزب الله) لعلها تضعفه» ويرى المصدر السياسي المحايد أن مبادرة المعارضة للانفتاح على الرئيس ميقاتي أكثر من ضرورية لإحداث خرق للجمود السياسي المسيطر على الداخل اللبناني، «وبذلك يكون حزب (القوات) اختار الوقت المناسب لدحض التهمة الموجهة إليه من محور الممانعة، ويؤكد أنه من غير الجائز أن يبقى البلد مكشوفاً، بالمفهوم السياسي للكلمة، جراء انقطاع التواصل بين قواه السياسية، فيما المطلوب وبإلحاح تعليق تبادل الحملات، ريثما تؤدي الاتصالات إلى توفير الشروط لتأمين شبكة أمان للبنان تلتقي مع الجهود الدولية والإقليمية لمنع نتنياهو من التصرف بحرية في رده على (حزب الله)». ويحذر المصدر ذاته مما يترتب على البلد من أضرار جسيمة على كل المستويات في ظل تمدد الفراغ الرئاسي وانتقال عدواه إلى القوى السياسية، ويقول إن «المعارضة والممانعة تتحملان مسؤولية عدم ملء الفراغ بإطلاق مبادرة لمواكبة الضغط الدولي لمنع نتنياهو من توسيع ضربته لـ(حزب الله)»، ويدعو الممانعة إلى «الكف عن كيل الاتهامات لمن يخالفها الرأي بانتقاده (حزب الله) على تفرده في مساندته (حماس) من دون العودة إلى الدولة، ووضع الآخرين أمام الأمر الواقع».
الاقتداء بموقف جنبلاط
وإذ يشيد المصدر بـ«الموقف الشجاع والاستثنائي للرئيس السابق لـ(الحزب التقدمي الاشتراكي)، وليد جنبلاط، الذي تجلى بقطع الطريق على المشروع الإسرائيلي لإحداث فتنة شيعية- درزية في محاولة من تل أبيب للتحريض على (حزب الله) بتحميله مسؤولية الصاروخ الذي استهدف بلدة مجدل شمس»، فإنه يدعو الجميع إلى «الترفع عن المهاترات والاقتداء بموقفه الذي أدى لوأد الفتنة». ويكشف عن أن «المعارضة تقف حالياً أمام اختبار للنيات، أسوة بمحور الممانعة، يتطلب منها المساهمة بلملمة الوضع والانفتاح على ميقاتي، ما دامت المتاريس السياسية ما زالت مرفوعة بينها وبين بري»، ويؤكد أنه آن الأوان لتحسم موقفها، وأنه «لا مانع من تواصلها مع ميقاتي لحثه على إطلاق مبادرة لا تتعارض وتفاوض بري مع الوسيط الأميركي». ويبقى السؤال: إلى متى يبقى البلد متروكاً للقضاء والقدر في ظل تصاعد الانقسام السياسي؟ وماذا يمنع أن تبادر المعارضة بملء إرادتها إلى الاحتكاك الإيجابي بميقاتي لإيجاد خريطة الطريق لملء الفراغ السياسي القاتل، وصولاً لتوحيد الموقف الذي يعيد الاستقرار للجنوب تحت مظلة الالتزام بتطبيق القرار «1701»؟
فهل يبادر ميقاتي إلى فتح قنوات للتواصل مع المعارضة لإنضاج موقف موحد يشكل نقطة التقاء بين تعدد الآراء بداخلها، والمدرجة على جدول أعمال اجتماعاتها، في مقابل استعداد محور «الممانعة» للتخلي عن إصداره الأحكام المسبقة على خصومه، بأن يقول ماذا يريد ليكون في وسع لبنان الرسمي أن يتقدم من المجتمع الدولي بتصور متكامل لتطبيق القرار «1701»، وهذا يتطلب من «حزب الله» تأييده دون تحفظ؛ لأنه لا مبرر للتعامل معه بقلق ما دام أنه كان في عداد مؤيديه عند صدوره، وهو يشكل نقطة ارتكاز للخيار الدبلوماسي لوقف الحرب جنوباً.
المعارضة اللبنانية تنتقد الحكومة في «مفاوضات الحرب»: موقفها مخزٍ
«الاشتراكي» و«الاعتدال» يثنيان على جهودها
الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. لا ترى المعارضة أن الحكومة اللبنانية تقوم بما يلزم لإبعاد الحرب عن لبنان، رغم تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية، عبد الله بوحبيب، على القيام بجهود دبلوماسية وسياسية، وهو الذي يثني عليه؛ في المقابل، أفرقاء آخرون، عادّين أن ميقاتي، إضافة إلى رئيس البرلمان نبيه بري، يقومان بما عليهما فعله في هذا الإطار. ولفت الوزير بوحبيب، الثلاثاء، إثر لقائه ميقاتي، إلى اتصالات يجري العمل عليها لمنع توسع الحرب، وذلك بعدما كان قد أقرّ في حديث لقناة «سي إن إن عربية»، في رد على سؤال، بعدم القدرة على «التحكم في (حزب الله)». وقال: «لا أعتقد أن بإمكاننا التحكم بـ(حزب الله)، لكننا نتواصل معهم دائماً... والخيار بالنسبة لنا هو بين السيئ والأسوأ».
المعارضة: لا يجوز أن تكون الدولة ساعي بريد
وفي ظل كل ما يحدث، يرفض حزب «الكتائب اللبنانية» أن تكون الدولة ساعي بريد، معبّراً في الوقت عينه عن أسفه «للمجزرة التي حصلت في مجدل شمس وذهب ضحيتها أطفال وشباب أبرياء سقطوا نتيجة الإصرار على اللعب على حافة الهاوية وتخطي كل الخطوط الحمر والاستهزاء بكل التحذيرات الداخلية والخارجية». وقال في بيان له بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي (الثلاثاء): «بعدما بات لبنان ومعه المنطقة على حافة انفجار أمني وعسكري، يلجأ (حزب الله)، وكما درجت العادة، إلى التلطّي خلف الدولة التي أصبحت أداة طيّعة في يده يستعملها متى دعت الحاجة ويحمّلها مسؤولية التفاوض بما ارتكبه من أفعال دون أن يتورع عن إيفاد مسؤول العلاقات الخارجية لديه ليملي إرشاداته على وزير خارجية لبنان»، في إشارة إلى الاجتماع الذي عقد الاثنين بين بوحبيب ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عمار الموسوي. ورأى «الكتائب» أنه «لا يجوز أن تكون الدولة ساعي بريد بين ميليشيا والمراجع الخارجية؛ بل إن وظيفتها الوحيدة هي الحفاظ على السيادة والقانون وكرامة اللبنانيين، فتكون سيدة قرارها في السياسة كما في الحرب». ومن هنا دعا «الكتائب» «المجموعة الوزارية (الحكومة) إلى استدراك الوضع والإقلاع عن تغطية أي ارتكابات تساق تحت اسم حماية اللبنانيين والدولة في مشهد بات مدعاة للسخرية»، مؤكداً في الوقت عينه أن «الجيش اللبناني هو الوحيد؛ دستوراً وفي كل القوانين الداخلية والقرارات الدولية، المخوّل حماية لبنان وأبنائه وصون الحدود». بدوره، يصف عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب رازي الحاج موقف الحكومة حيال كل ما يحدث منذ بدء الحرب في الجنوب، بالـ«مخزي»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أن أعلن (حزب الله) فتح جبهة الجنوب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان موقف الحكومة موقف المستقيل والذي ليس بيده حيلة، وأقر حينها ميقاتي بأن الجميع يدرك أن قرار السلم والحرب ليس في الحكومة». ويضيف: «وتدريجياً بسبب الضغط الذي يمارسه (الحزب) على الحكومة، تحول موقفها إلى مبرر ومسهّل لما يقوم به، وصولاً إلى الموقف الذي صدر إثر حادثة مجدل شمس والذي ظهر كأن الحكومة تتوسط عبر القنوات الدبلوماسية كي يكون الرد محدوداً وأن يكون في المقابل رد (حزب الله) على الرد محدوداً بدوره»، من هنا يصف الحاج هذا الموقف بـ«المخزي» ويدل على أن «الحكومة أصبحت رهينة خيارات (حزب الله) وفقدت كل حس بالمسؤولية الوطنية وبمسؤولية الحفاظ وحماية لبنان، بعدما كان (حزب الله) اتخذ قرار الحرب من دون العودة إليها». ويعدّ أنه كان على الحكومة أن تقوم بدورها، وأن «تؤكد على الموقف الاستراتيجي لتطبيق القرار (1701)، ونشر الجيش في الجنوب، والضغط على (الحزب) لتنفيذ القرار، والطلب من المجتمع الدولي الضغط؛ من جهته، على إسرائيل لتطبيقه»، مؤكداً أن «هذا هو الموقف الأفضل الذي يحمي لبنان من الأخطار ومن الحرب».
«الاشتراكي» و«الاعتدال» يثنيان على جهود الحكومة
في المقابل، يرى بعض الأفرقاء أن حكومة تصريف الأعمال تقوم بواجباتها في المساعي لإبعاد الحرب عن لبنان، لا سيما في ظل الفراغ الرئاسي المستمر منذ 21 شهراً وانعكاسه على المؤسسات في لبنان. وفي هذا الإطار، أثنى عضو كتلة «الحزب التقدمي الاشتراكي» هادي أبو الحسن على الجهود التي يقوم بها رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بالتعاون مع رئيس البرلمان، نبيه بري، لدرء الأخطار عن لبنان وعدم جره إلى حرب، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أما في ما يتعلق بالإجراءات الحكومية التي كانت قد تمثّلت منذ بداية المواجهات عبر تأليف خلية أزمة ووضع خطط عملية، فالمشكلة (الأساس) أنها كانت تحتاج إلى التمويل، لذا لا بد اليوم من إعادة تفعيل عمل هذه الخلية وتأمين كل المستلزمات المطلوبة لمواجهة أي عدوان إذا حصل». من جهته، دعم «تكتل الاعتدال الوطني»، في بيان له، «الموقف الرسمي اللبناني الذي يعبر عنه دولة رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، والداعي إلى تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة والانتهاكات المتكررة لجنوب لبنان». وتمنى «التكتل» أن تؤتي «الاتصالات الرسمية التي يجريها دولة رئيس الحكومة، والدبلوماسية اللبنانية ممثلة في وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، مع عدد من الدول الصديقة للبنان ثمارها، وأن تردع الضغوطُ الدولية جنون حكومة العدو، وتمنع توسع رقعة الصراع الذي بدأ يتحول إلى صراع إقليمي». ورأى التكتل أن «هذا الظرف الدقيق الذي يمر به البلد يتطلب منا جميعاً الوحدة والتضامن، ونبذ التراشق الإعلامي، وترك الخلافات السياسية جانباً؛ لحماية لبنان من شرّ عدو لم يفرق يوماً بين مدني وعسكري في قصفه وتدميره».
الأحزاب المسيحية: حرب وانتخابات نيابية تحت سقف واحد
الاخبار..تقرير هيام القصيفي ... منذ ما قبل مجدل شمس، ساد اعتقاد واقعي بأن حزب الله يمسك بالوضع الداخلي، ليس عبر القبض على قرار الحرب والسلم فحسب، ولا فقط في ملف رئاسة الجمهورية العالق منذ نحو سنتين، إنما في التفاوض باسم لبنان في أي اتصالات ترسم مستقبله من ضمن ما يرسم للمنطقة بعد حرب غزة.منذ الفراغ الرئاسي، أمسك الحزب بالوضع الرئاسي، وتفرّد معه بملفات تفاوض الترسيم البحري والعلاقات مع فرنسا، ومع واشنطن بالواسطة. وما إن وقعت 7 تشرين الأول، حتى تقاطرت وفود غربية وعربية إلى لبنان لاستطلاع موقفه، مباشرة أو بالواسطة. وتدريجياً كان الحزب، يفرض إيقاعه السياسي، وتمشي خلفه الحكومة، في كل ما يتعلق بإدارة ملف الجنوب وما ينتج منه والاقتراحات التي وضعت على الطاولة في إطار وقف الحرب. ومع هذا الإيقاع، رفع الصوت في الشهرين الأخيرين تجاه ما كان يحصل في «المقلب الآخر» من احتفالات ومهرجانات تغنت بها قوى سياسية على أساس «الثقافة» المختلفة. وكلما رفع الحزب الصوت أكثر ، بالغ كل القائمين على هذا الجو الاحتفالي في تزيين ما يحصل في إطار منظارين مختلفين كرّسا في الأشهر الأخيرة رؤيتين اجتماعيتين وثقافيتين، بحسب وجهتي نظر متناقضتين. لكن بقدر ما انغمس هذا الفريق في احتفالياته، بدا وكأنه يتجاوب مع استدراج الحزب له إلى مساحة الانكفاء عن المواجهة السياسية والغرق بعيداً من محور الاتصالات الإقليمية والدولية التي كرّست، قبل مجدل شمس، الحزب مفاوضاً وحيداً في الشأن الداخلي. وهذا ما أثبتته الساعات الأخيرة. مفتاح المهرجانات في يد فريق ومفتاح الاتصالات الدولية والإقليمية للجم التدهور في يد فريق آخر. مع مجدل شمس، تحول الحزب مجدداً إلى واجهة الحدث الإقليمي والدولي. بين اتصالات عبر إيران ومحلياً عبر الحكومة والرئيس نبيه بري وقنوات الاتصال المعتمدة ، أعاد الإمساك بالوضع الداخلي وتحولت كل الأنظار إليه، لمعرفة ردود فعله حول الرد الإسرائيلي، وما سيليه، واحتمال توسّع الحرب لأنه يمتلك وحده لبنانياً مفتاح الحرب والسلم، قبل الدخول في مرحلة جديدة، من المبكر تلمّس ملامحها.
في المقابل ماذا يفعل الفريق الآخر، من حلفاء الحزب وخصومه؟
مع غياب القيادة السنية الفاعلة في أوقات حساسة من الواقع الداخلي، بخلاف ما كانت عليه في مراحل الفراغ الرئاسي من جهة والاستحقاقات المتتالية وآخرها حرب تموز، تتوجه الأنظار تلقائياً إلى القوى السياسية المسيحية المعارضة أو الموالية لحزب الله. في المشهد العام، وفي اللحظة التي ينتظر فيها الجميع موقف الحزب سواء من الرد الإسرائيلي أو من الشروط التي تضعها واشنطن وبعض الدول الأوروبية الفاعلة أو العربية في ما يتعلق بمرحلة ما بعد غزة، لا تتصرف هذه القوى على أن الخطر واقعي إلى درجة إعادة رسم المشهد اللبناني برمته. وتحصر هذه القوى برمجة عملها بحدود الداخل من دون أن يكون لها ثقل أساسي يمكن الاتكال عليه في محافل دولية، على غرار ما كانت تقوم به البطريركية المارونية أيام الراحل البطريرك مارنصرالله بطرس صفير، في اللحظات المفصلية الكثيرة التي لعب دوراً فيها خارجياً في كل عواصم القرار. لا بل إن كل الاتصالات الخارجية تقفز فوق القوى المسيحية برمتها، ولا سيما أن هذه القوى نفسها تتصرف، قبل 7 تشرين وما بعده، منتظرة التحولات التي ستأتي بها التسويات من دون أن يكون لها قرار أساسي فيها، كما الشروط التي تضعها واشنطن وباريس والسعودية على تسوية رئاسة الجمهورية. والأدهى في الأسابيع الأخيرة، تبدو وكأنها تعيش زمن الانتخابات النيابية لا أكثر ولا أقل.
تحصر القوى المسيحية عملها بحدود الداخل من دون أن يكون لها ثقل أساسي في محافل دولية
لا يمكن النظر إلى جولات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والتي دأب عليها أيام الفراغ السياسي، إلا من منظار انتخابي بحت. خلافه مع نواب حاليين أو سابقين في التيار معارضين له لا يحمل في طياته سوى بذور انتخابية وقياس مدى صلاحية عدائهم أو فصلهم على هذا الأساس. الجولات التي يقوم بها وكأنها عشية الانتخابات النيابية، فيما الحرب الدائرة جنوباً واحتمالات التصعيد الإسرائيلي تزيد كل يوم مع مجدل شمس أو من دونها. القوات اللبنانية ليست أفضل حالاً، وإن كانت تعتبر نفسها أمّ الصبي في التركيز فحسب على معركة رئاسة الجمهورية وتوجيه الرسائل المتتالية إلى الرئيس بري، من دون تحييد البوصلة الانتخابية في تبادل التراشق بينها وبين التيار الوطني الحر، كما يفعل هو ذلك. يتصرف الطرفان انتخابياً، في اللحظة التي تشتعل فيها المنطقة وترسم سيناريوهات عن مستقبل التقاطعات الإقليمية والتحولات التي ترتسم من العراق إلى سوريا ربطاً بما يُعدّ لما بعد غزة. ومع ذلك، هناك من يتصرف وكأن حدود اللعبة الإقليمية محصورة بعدد المقاعد التي سيخسرها التيار لمصلحة القوات، أو المقاعد التي سيحصّلها التيار إذا استغنى عن معارضيه داخل التيار وخارجه. على هذا المقدار من الانغماس في الشأن المحلي والحزبي، يصبح من الصعب، بعد ذلك، ألّا يُنظر إلى قيادات الصف الأول كوليد جنبلاط الذي ينجح حيث يفشل الآخرون، في أدق ظرف إقليمي، في الحفاظ على دور محوري وعلى التعامل مع المخاطر بأهميتها.
الخطوط الجوية اللبنانية: تأخير 5 رحلات اليوم وغداً من أصل 32 رحلة
بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت شركة «طيران الشرق الأوسط» (الخطوط الجوية اللبنانية)، في بيان، اليوم (الثلاثاء)، عن تأخير 5 رحلات ليومي 31 - 30 يوليو (تموز) الحالي، من أصل 32 رحلة، لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع المخاطر التأمينية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وأفادت الشركة، في بيان، أن «رحلاتها ليومي 31 - 30 يوليو 2024 ستبقى على مواعيدها، باستثناء بعض الرحلات التي تم تأخير عودتها، إلى 31 يوليو 2024 صباحاً، بدلاً من وصولها بعد منتصف الليل، وذلك لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع المخاطر التأمينية على الطائرات بين لبنان والخارج». وقالت الشركة إن «الرحلات التي تم تأخير مواعيد عودتها من 30 يوليو 2024 إلى صباح 31 يوليو 2024 هي 5 من أصل 32 رحلة». من جهتها، تعتزم شركتا الطيران «إير فرانس» و«ترانسافيا فرانس» استئناف رحلاتهما إلى بيروت يوم الأربعاء انطلاقاً من فرنسا، وفق ما أفاد متحدّث باسم مجموعة «إير فرانس - كاي إل إم»، اليوم (الثلاثاء)، وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت الشركتان أعلنتا الاثنين تعليق رحلاتهما إلى لبنان ليومين، على خلفية مخاوف من تصعيد عسكري بين إسرائيل و«حزب الله». وأوضح المتحدث أنه «في هذه المرحلة، من المرتقب استئناف الرحلات الجوية بين باريس - شارل ديغول، وبيروت، في 31 يوليو (تموز) 2024، بالنسبة لـ(إير فرانس)»، لافتاً إلى أن هذا القرار «ينطبق أيضاً على (ترانسافيا فرانس)» التي تسيّر رحلات إلى لبنان انطلاقاً من باريس ومرسيليا وليون ونيس. وأشار المصدر إلى أنه «تم اتّخاذ تدابير تجارية تتيح للزبائن من أصحاب الحجوزات لرحلات من بيروت أو إليها مرتقبة، قبل 4 أغسطس (آب) 2024، تأجيل سفرهم أو إلغاءه من دون أي تكاليف». وتبادلت إسرائيل و«حزب الله» اللبناني الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ اليوم، بعد أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بردّ «قاسٍ» على ضربة في الجولان المحتل، نُسبت للحزب وأسفرت عن مقتل 12 فتى وفتاة، ما أثار مخاوف من تمدّد الحرب الدائرة في قطاع غزة إلى لبنان، أو المنطقة بأسرها. إضافة إلى «إير فرانس» و«ترانسافيا»، علّقت شركات طيران عدة رحلاتها إلى بيروت، من بينها الألمانية «لوفتهانزا»، حتى 5 أغسطس. كذلك، أعلنت الخطوط الجوية الملكية الأردنية وشركة الطيران التركية «صن إكسبرس» تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 30 يوليو ضمناً.
بعد التهديدات بالحرب... «نداء عاجل» من «مستوردي المواد الغذائية» في لبنان
بيروت: «الشرق الأوسط».. أصدرت نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان، برئاسة هاني بحصلي، بياناً اليوم، أطلقت فيه ما عدّته نداءً عاجلاً للوزارات والإدارات المعنية، وناشدتها فيه «في ظل الظروف الدقيقة والاستثنائية التي يمرّ فيها لبنان، اتخاذ إجراءات استثنائية وسريعة لتعجيل تخليص معاملات السلع الغذائية المستوردة الموجودة في مرفأ بيروت وتسليمها إلى أصحابها تمهيداً لتخزينها في المخازن في الداخل اللبناني بعيداً عن أي مخاطر، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي للبنانيين». ويعيش لبنان واللبنانيون منذ مساء السبت الماضي مخاوف من الحرب، إثر التهديد الإسرائيلي بشنها على لبنان، بعد إطلاق صاروخ «فلق» إيراني الصنع باتجاه بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، والذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً درزياً في ملعب كرة قدم، واتهام إسرائيل «حزب الله» بإطلاق الصاروخ وتوعدها بالرد. وأعلنت النقابة أن «مطالبتنا اليوم ليست شكوى بحق الوزارات والإدارات المعنية لجهة وجود تقصير يحصل في موضوع المعاملات وإخراج البضائع، إنّما من أجل لفت انتباه المسؤولين المعنيين في الدولة لضرورة اتخاذ تدابير سريعة لنقل السلع الغذائية التي وصلت إلى مرفأ بيروت إلى أماكن آمنة». وأشارت إلى أن «إنجاز معاملات إخراج السلع الغذائية من المرفأ مرتبط بوزارات الزراعة والاقتصاد والتجارة والمالية والصناعة وبالجمارك والمختبرات وغيرها». وأكدت أن «هذا الموضوع يتطلّب تنسيقاً وتعاوناً كاملاً بين كل هذه الجهات لوضع خطة طوارئ لإخراج البضائع ونقلها إلى المستودعات»، مقدّرة «تعاون النقابة الوثيق والبَنّاء مع كل الجهات المذكورة من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين». ويتوافد اللبنانيون على المحال التجارية للتموين، وهو ما سُجّل في اليومين الأخيرين في مختلف المناطق، رغم التطمينات التي تؤكد توفّر المواد الغذائية بكميات كبيرة، إلا إذا كانت الحرب شاملة على غرار حرب عام 2006.
كيف تؤثر الانتخابات الأميركية على ملف الرئاسة اللبنانية والحرب مع إسرائيل؟
إنهاء الشغور الرئاسي مؤجل حتى إشعار آخر
الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. يعتقد كثير من اللبنانيين أن الانتخابات الأميركية ستكون أشبه بحدث مفصلي يرسم ملامح مستقبل لبنان، سواء من خلال حسم مصير الحرب المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل، أو من خلال اتضاح مصير رئاسة الجمهورية اللبنانية المعلّقة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وللمصادفة، فإن آخر انتخابات رئاسية في لبنان حصلت عشية الانتخابات الأميركية، وبالتحديد حين انتخب الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر 2016. وقد ربط البعض في حينه بين الاستحقاقين، علماً بأن تحولات داخلية هي التي أدت لكسر حلقة الجمود التي دامت عامين ونصف العام، وفرضها «حزب الله» من خلال رفعه شعار «عون أو لا أحد». ويعتقد متابعون عن كثب للتطورات على جبهة الجنوب التي اتخذها «حزب الله» في التاسع من أكتوبر 2023 جبهة إسناد ودعم لغزة، أنه في حال كان هناك قرار إسرائيلي بتوسعة الحرب على لبنان، فإن ذلك سيحصل قبل موعد الانتخابات الأميركية، أي في الوقت الضائع الحالي، إذ إن الرئيس الأميركي جو بايدن بات أقل تشدداً في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد قراره الانسحاب من السباق الرئاسي.
قوة أميركية ناعمة
ولا يرى النائب في كتلة «الكتائب اللبنانية» سليم الصايغ تغيراً كبيراً تجاه لبنان مع تبدل الإدارات في أميركا إن حصل، مشدداً على أن «الحدث لا يتم في واشنطن إنما على أرض الواقع في الميدان، وفي فلسطين تحديداً». ويشير الصايغ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أميركا تعمد راهناً إلى تحفيز لبنان بطريقة ناعمة لإنتاج الإصلاحات وتفعيل الديمقراطية، بينما تضع ثقلها في تأمين إنتاج النفط عبر ترسيم الحدود البحرية، وتأمين حدود إسرائيل عبر الضغط لاستكمال تثبيت الحدود البرية. أما بالنسبة لضبط النفوذ الإيراني، فإن كل الإدارات الأميركية تستعمل القوة الناعمة أمام دولة تستعمل كل قوة ممكنة لتعزيز سيطرتها، ما يعني أن أي سيناريو في جنوب لبنان، سلمياً كان أم حربياً، أو لا هذا أو ذاك كما هو حاصل الآن، سيؤدي إلى نتائج كارثية ما لم يتم مقاربة معضلة لبنان من خلال تحديد للمسألة الشرقية الجديدة: كيف سيتم ضبط النفوذ الممانع في المنطقة مع تفادي الحرب أو الفوضى؟»، واستطرد: «كيف لـ(حزب الله) وإيران أن يقبلا بتحجيم نفوذهما من دون أثمان يطالبان بها؟». وفي ملف الرئاسة، يستبعد الصايغ أن يتحرر هذا الملف إلا بشرط من اثنين: فإما إقناع إيران بتحريره بوصفه مدخلاً للاعتراف بها كأنه جزء من النظام الإقليمي سياسياً وعسكرياً، أو تغيير الوقائع على الأرض بالكامل من خلال حرب تشنها إسرائيل تخلط أوراق المنطقة، وتعود إلى تركيب الشرق الأوسط الجديد.
فرصة لتوسعة الحرب الآن
من جهته، يستغرب رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيجما»، رياض قهوجي، ربط البعض توسعة الحرب على لبنان بقرار أميركي، مشدداً على أن «أي قرار لتوسعة الحرب هو قرار إسرائيلي وليس أميركياً. أما دعم واشنطن فمهم، وسيأتي سواء أكان الرئيس الأميركي المقبل يحبذ التوسعة أم لا». ويرجح قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا كان قرار توسعة الحرب متخذاً، فسيحصل بين شهر أغسطس (آب) وشهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أي قبل موعد الانتخابات الأميركية المقبلة، خاصة بعدما باتت حظوظ كامالا هاريس توازي حظوظ دونالد ترمب، أضف إلى ذلك الفتور السائد في علاقة هاريس - نتنياهو، وإعلان ترمب صراحة أنه سيكون الرئيس الذي سينهي الحروب، ما يعني أن مصلحة نتنياهو هي ببدء الحرب الموسعة اليوم ما دام أن بايدن بات متساهلاً بعد انسحابه من السباق الرئاسي، وبالتالي فإن إسرائيل لن تجد أي مقاومة أميركية فعلية لهذا القرار».
الممانعة تريد هاريس
ولم يعد خافياً أن المحور الذي تتزعمه طهران يفضل فوز مرشح ديمقراطي في الانتخابات الأميركية، وهو ما تؤكد عليه الدكتورة بريجيت خير، الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة، لافتة إلى أن «كامالا هاريس تظهر انفتاحاً على إيران، أي هي سائرة في هذا الملف على خطى بايدن الذي أسقط كثيراً من العقوبات على طهران، حتى أنها ذهبت أبعد بمقاطعة خطاب نتنياهو في الكونغرس. بالمقابل، فإن فوز ترمب لن يعني حرباً موسعة، إنما سيعني تقويضاً إضافياً لسلطة إيران». وعن ملف الرئاسة اللبنانية، تقول خير لـ«الشرق الأوسط»: «محور الممانعة يسيطر على مجلس النواب بواسطة رئيسه نبيه بري، وما يسعى إليه الآن من خلال الوساطة التي يقودها المبعوث الأميركي آموس هوكستين، هو أن يقبض ثمن تحرير رئاسة الجمهورية، علماً بأنه لن يقبل أصلاً بأن يصل أي رئيس إلى قصر بعبدا، إلا إذا كان محسوباً على فريقهم السياسي لضمان استمرارهم بالتحكم بالبلد، لا بل أبعد من ذلك، فإن مخطط الممانعة يقول بالسيطرة على الرئاسات الثلاث».