أخبار لبنان..صندوق النقد يطالب برّي بتشريع الإصلاحات..وكرّ وفرّ بين الاغتيالات وقصف المواقع..إسرائيل تلوّح باجتياحٍ بري للبنان و«حزب الله» يُفرج عن..مفاجآت..تدارُك أزمة بين بيروت والمفوضية العليا للاجئين..هوكشتين يكبّر حجره: الخط الأزرق هو الـحدود!..انتخاب الرئيس من «حوار» برّي لا من «تشاور» الخماسية..المصارف طالبت بتحميل الدولة ٥٠ مليار دولار..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 أيار 2024 - 4:22 ص    عدد الزيارات 271    التعليقات 0    القسم محلية

        


«المفوضيَّة» تسحب كتاب النازحين وتمتثل للقانون..

صندوق النقد يطالب برّي بتشريع الإصلاحات..وكرّ وفرّ بين الاغتيالات وقصف المواقع..

اللواء..فرض الحدث الإيراني نفسه على الوسط اللبناني، فأعلن الرئيس نجيب ميقاتي الحداد لثلاثة ايام. وارسل الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله ومسؤولين سياسيين وروحيين برقيات تعزية ومواساة للمرشد الايراني السيد علي خامنئي، كما جرت الاحوال مع عواصم عربية واسلامية ودولية. ومع ذلك، بقي الحدث الجنوبي في الصدارة.. مع اشتداد الغارات المعادية من قبل «دولة الاحتلال» على المناطق والقرى الجنوبية من الناقورة الى ميس الجبل وحولا، الامر الذي دفع بالمقاومة الى الرد بصواريخ بركان، فاستهدفت الفرقة 91 في ثكنة برانيت وموقع الراهب، وموقع للجيش الاسرائيلي عند المدخل الشمالي لقرية الغجر..

بري وقوانين إصلاح المصارف

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التشاور بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم يصل بعد إلى نقطة الالتقاء حول الملف الرئاسي أو التفاهم على خطة مستقبلية في هذا الصدد ،وأشارت إلى ان التوافق في بعض الاستحقاقات لم ينسحب بعد على الرئاسة، مع العلم أن هناك اتصالات تتم وإن أي تراجع من الثنائي الشيعي عن دعم النائب السابق سليمان فرنجية قد يدفع إلى إعادة التفاهم على واقع جديد خصوصا أن لدى التيار مرشحين يمكن أن يطرحهم في الوقت المناسب، وبعض الأسماء تحظى بموافقة الثنائي إذا عمل عليها. إلى ذلك، أكدت المصادر ان اللجنة الخماسية لم تعط أية إشارة بشأن مشاوراتها المستقبلية أو حتى أي موعد نهائي لحراكها في سياق التأكيد على بيانها السابق. إلى ذلك، جدد الرئيس نبيه بري امام رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان رنستو راميريز ريغو والممثل المقيم للصندوق في لبنان فريدريكو ليما ان المدخل لاعادة الثقة بالقطاع المصرفي وبالنظام المالي العام يكون بضمان اعادة الودائع كاملة لاصحابها مهما تطلَّب ذلك من وقت. يشار الى ان وفد البعثة اثار مع بري انجاز التشريعات المطلوبة، حول اصلاحات الوضع المالي، عبر قانون السرية المصرفية وهيكلة المصارف.

سحب كتاب المفوضية

وسحبت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين الـUNHCR الكتاب الذي وجهته الى وزارة الداخلية والبلديات يوم الجمعة الماضي، بناءً لطلب وزير الداخلية. ولفتت الى انها تواصل التزامها بكونها شريكاً داعماً وشفافاً في لبنان، وقالت سنواصل دعوتنا لزيادة المساعدات المقدمة الى لبنان، وجددت التزامها بالتعاون بشكل بناء مع الحكومة اللبنانية. وأتت خطوة سحب الكتاب بعد اجتماع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع ممثل المفوضية ايفو فرايسين ومطالبته بسحب الكتاب واعتباره بحكم الملغى. ونبه بو حبيب فرايسين ان التخاطب يكون عبر وزارة الخارجية، ولا يجوز تجاوز الصلاحيات المنوطة بالوزارة وعدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان والتزام مذكرة التفاهم الموقعة مع المديرية العامة للامن العام 2003، ويستلم داتا النازحين كاملة، واعتبار لبنان ليس بلد لجوء بل بلد عبور، محذراً من اعادة النظر بالتعامل مع المفوضية اذا استمرت التجاوزات. وفي الاجراءات على الارض، اقفلت شعبة الامن القومي في المديرية العامة للامن العام 270 محلاً في جبل لبنان يديرها سوريون. وازالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني كمبات مخيمات النازحين على ضفاف نهر الليطاني، بما فيها الحمامات التي زرعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. كما جرى تفكيك مجمع الواحة في بلدة ددة الكورة والمخيم الملاصق له باشراف محافظ الشمال رمزي نهرا. واوضح فرايسين لـ(L.B.C.I) ان ليس لدى المفوضية مخطط الى دمج او تجنيس اللاجئين السوريين في لبنان، مؤكداً ان هدفنا تطوير الظروف المناسبة في سوريا مما يسمح بعودة اعداد اكبر من السوريين. وفي تعميم جديد اصدره للمحافظين، طالب الوزير بسام مولوي بمنع النازحين السوريين من استثمار الاراضي الزراعية وخلق تنافس مع المستثمر اللبناني.

جعجع: بري شيخ المعطِّلين

وعشية دورة الاتصالات التي تزمع اللجنة الخماسية المباشرة بها، تحدث رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن اتصالات تجري من تحت الطاولة، بين جبران باسيل وحزب الله ممكن ان تؤدي الى اتفاق على رئيس خنفشاري، معلناً السعي لمنع وصول هذا المرشح الذي سيتفق عليه باسيل مع حزب الله. وعن النصيحة التي يوجّهها الى اللجنة الخماسيّة، قال رئيس «القوات»: «أعضاء اللجنة الخماسية صادقون، وإذا أرادوا الوصول الى نتيجة، فعليهم الذهاب الى صلب المشكلة، وهي عدم دعوة بري الى جلسة بدوراتٍ متعدّدة، لا بل هو يكتفي للأسف بجلسات فولكوريّة لأنّنا نعلم جميعاً بأنّ لا أحد يملك قدرةً على إيصال رئيس من الدورة الأولى، ولكنّ الأمر سيكون متاحاً في الدورتين الثانية أو الثالثة. وبالتالي عليهم أن يدركوا مكمن الداء، وهو تعطيل الرئيس بري للانتخابات الرئاسيّة». وسئل: «الرئيس بري هو إذاً «شيخ المعطّلين» لا «شيخ المهضومين»؟ فيردّ: «واحدة لا تلغي الأخرى». وفي كلام اتهامي غير مسبوق اكد رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب سجيع عطية ان «السياسيين بمعظمهم يسرقون الكهرباء، والاملاك البحرية، وقطاع الكهرباء هو باب رزق للمفايا التي تسيطر على كل شيء في لبنان، اذ تبلغ قيمة الفيول للقطاع الخاص ومولدات الكهرباء وما شابه 2 مليار دولار في السنة.

العسكريون لتدارك انهيار الأمن

معيشياً، وعلى ابواب نهاية الشهر، واستحقاق الرواتب للموظفين ومعاشات التقاعد للمتقاعدين طالبت لجان الرتباء والافراد المتقاعدين العسكريين في بيان، رئيس مجلس النواب ورؤساء الكتل والنواب ورئيس الحكومة والوزراء، بـ«وضع خطة لإعادة دراسة سلسلة الرتب والرواتب على اساس سعر الصرف للدولار للموظفين في القطاع العام جمعاء مدنيين وعسكريين في الخدمة الفعلية والتقاعد». وسألت: «هل يجوز ان تفوق رواتب القطاع الخاص الـ 1200 دولار وهذا حق له، والقطاع العام رواتبه ما بين 240 و400 دولار؟ هل هذا عدل وقانون وشرع؟ يا زعماء الأمة ألا تقرأون على مداخل قصور العدل بأن العدل أساس الملك؟». وحذر من تدمير الامن والاجهزة الامنية مع فرار عسكريين من جميع الرتب بسبب انهيار الرواتب، فضلاً عن التعويضات المذلة لنهاية الخدمة. وفي احتفال تكريمي يقيمه حزب الله للرئيس ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امين عبد اللهيان، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الخامسة من بعد ظهر الجمعة في 24 الجاري.

الوضع الميداني

ميدانياً، شن العدو الاسرائيلي سلسلة غارات ادت الى سقوط 5 شهداء وعدد من الجرحى، وردت المقاومة بصواريخ بركان زلزلت المواقع الاسرائيلية. وشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية المعادية غارتين متتاليتين على حي سكني وسط الناقورة واطلقت عددا من الصواريخ قبل ظهر امس ودمرت الغارات هذه منزلين، وألحقت أضرارًا بمنازل أخرى. ثم اغارت مسيّرة على محيط تواجد فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية وافيد عن اصابة أحد المدنيين نقلته كشافة الرسالة الاسلامية الى أحد مستشفيات المنطقة. واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا اطراف الناقورة (حامول) بالقذائف المدفعية.واغار الطيران الحربي الاسرائيلي مستهدفاً بلدة ميس الجبل. ومساءً، شنّ العدو الاسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة العديسة، وكذلك قصفت بلدة عيتا الشعب بصاروخين. ورد حزب الله بشن 11 عملية قصف ضد مواقع اسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات.

«اليونيفيل» في بريقع

وفي تطور، يثير اكثر من علامة استهفام، ما الذي يدفع بدورية لليونيفيل بالمرور ببلدة غرب النبطية، وتبعد عن مجرى الليطاني ما لا يقل عن 20 كلم، وفي منطقة لا تخضع لعمليات اليونيفيل، الامر الذي ادى بأهالي بلدة بريقع بمنع دورية تابعة لليونيفيل من اكمال سيرها في شوارع البلدة.

«الصياد 2 - سي» فاجأت تل أبيب... وهكذا ترصّدت «بَصْمتها»

إسرائيل تلوّح باجتياحٍ بري للبنان و«حزب الله» يُفرج عن..مفاجآت

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- بن غفير يقترح «أن تجتاح إسرائيل لبنان لتدمير حزب الله بالكامل»

رغم استدارة «الرادارات» في غير مكانٍ إلى تَعَقُّبِ ملابساتِ تَحَطُّم طوافة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومصرعه مع الوفد المرافق وفي مقدّمه وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، فإن جبهةَ جنوب لبنان استمرّت على وتيرتها اللاهبة وسط عمليات متلاحقة شنّها «حزب الله» على معسكرات ومواقع ومبان للجيش الإسرائيلي الذي مضى قدماً في «غارات الاغتيال» وتدميره الممنهَج لقرى الحافة الحدودية وقصف حقولها بالفوسفور لجعل الحياة مستحيلة في الشريط الذي تريده تل أبيب أرضاً محروقة ومنزوعة السلاح. وفيما أعلن لبنان الحداد الرسمي على رئيسي لمدة 3 أيام مع تنكيسِ الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، «وتُعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الأليم»، فإنّ الحدَث الإيراني الذي تحوّل محطَّ اهتمامٍ إقليمي وعالمي في ذاته وربْطاً بما بعده والذي أُغرق بفرَضيات المحللين، التي راوحتْ بين حادث قضاء وقدَر بفعل سوء حال الطقس و«الاكتئاب الحراري» الذي حوّل منطقة وجود المروحية «بقعة مميتة» أو حادث مدبَّر، لم يحرف الأنظارَ في لبنان عن جبهة الجنوب المفتوحة على شتى السيناريوهات. وفي موازاة المنازلات اليومية الدائرة منذ أكثر من 225 يوماً بين «حزب الله» وإسرائيل، فإن الوقائعَ العسكرية انطبعتْ في الفترة الأخيرة بارتقاءٍ نوعي في استهدافاتِ الحزب وإن تحت عنوان مقارعة معادلة «التصعيد قبل التهدئة» التي تلوّح بها تل أبيب بمعادلة مضادة هي «التصعيد لحفظ الردع حتى لا يتوهّم العدو ولو لبُرهة أنه أصبح قادرًا ومهيّئًا للانقضاض على لبنان». ولم يكن عابراً ما كَشَفَه الميدان أخيراً عن واحدةٍ من المفاجآت «الكثيرة» التي تحويها ترسانة «حزب الله» ويحوطها بسرية «حديدية» وتسعى إسرائيل إلى تَرَصُّد أي زجٍّ بها في المواجهات، وذلك للتعامل مع التطورات «فوق العادية» التي يُمْليها انضمام وسائل قتالية جديدة إلى أرض المعركة أو أجوائها على حد سواء. وفي الإطار، تحدّثت مصادر مُراقِبة عن كثب لمجريات الحرب في جنوب لبنان عن أن «حزب الله» أزاح الستارة أخيراً عن منظومةٍ صاروخية أرض - جوّ تُعرف بـ «الصياد 2 - سي» يصل مداها إلى أكثر من 75 كيلومتراً وفي إمكانها ان تطول أي طائرة حربية كما المسيَّرات الأكثر تطوراً، وهي المنظومة التي استخدمتْها إيران في 2019 حين أسقطت طائرة الاستطلاع الأميركية طراز «آر كيو-4 غلوبال هوك» والمعروفة باسم «النسر العالمي للارتفاعات العالية والبعيدة المدى». وتحدث هؤلاء عن أن الإسرائيليين الذين أجْروا تحقيقاتٍ كثيفةً بعد إسقاط «حزب الله» لمسيّرتيْ هيرمس 450 و900، تمكّنوا من بلوغ بَصمة «الصياد 2 - سي» وقاموا أخيراً بمحاولة استهدافه لحظة إعداد الحزب لاطلاقه مجدداً، بعدما أدركوا أن هذه المنظومة تنطوي على تقنياتٍ تجعلها كاسرةً لأي معادلات سابقة ولا تملكها دول عديدة في العالم. ولم يكن «حزب الله» أعلن كعادته عن امتلاكه منظوماتٍ من هذا الطراز وذلك لتفادي تَعَقُّب إسرائيل لـ «بَصْمتها»، وهو - وبحسب المصادر عيْنها - يُخْفي مفاجآتٍ أخرى عدة لن يبوح بها وستشقّ طريقها إلى الميدان عندما تدعو الحاجة، على غرار زجِّه أخيراً بمسيَّرةٍ انقضاضيةٍ تحمل صاروخيْن، تطلقهما قبل أن تتوجّه برأسها المتفجّر إلى الهدف، ما يعني أن هذا السلاح هو عبارة عن ثلاثة صواريخ في آن. ومن هذه الزاوية صارت وقائع الميدان ويومياته الساخنة تحت معاينةٍ لصيقة أكثر، وهي انطبعتْ أمس بضرباتٍ إسرائيلية في الجنوب كما في ريف حمص، وأدّت إلى سقوط عناصر من «حزب الله» نعى حتى أولى ساعات العصر 3 منهم. فقد أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة الناقورة مستهدفاً منزلين قرب مقر البلدية قبل أن يستهدفَ محيط وجود فريق من الدفاع المدني في الهيئة الصحية، ليشنّ بعدها غارة على بلدة ميس الجبل وسط تقارير عن سقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى في المنطقتين. ولم يقلّ دلالة الإعلان عن مقتل ستة من مجموعات موالية لطهران بضربات إسرائيلية وسط سورية، بعد تقارير عن غارة استهدفت شاحنة داخل أحد المراكز الأمنية في منطقة القصير السورية وأخرى تحدثت عن «هجوم إسرائيلي على ريف حمص استهدف نقطتين بينهما مواقع عسكرية». في المقابل أعلن «حزب الله» تنفيذ سلسلة عمليات أبرزها استهدافه «‏بالصواريخ الموجَّهة مركزاً للجيش الإسرائيلي على المدخل الشرقي لقرية الغجر وقد أصابت بشكل ‏مباشر مكان استقرار وتجمع ضباط العدو وأوقعتْهم جميعاً بين قتيل وجريح، وقد شوهدت عملية نقل الإصابات ‏من المكان»، وقبْلها ردّه على الاعتداء على ‏‏الناقورة عبر ضرب ثكنة برانيت «بصاروخ بركان ثقيل ‏‏ما أدى إلى تدمير جزء منها وإصابة عدد من جنود العدو واشتعال النيران فيه». وترافق صخب «الأرض الملتهبة» مع تصعيد كلامي في تل أبيب عبّرت عنه دعواتٌ لتوغّل بهدف «إنشاء منطقة أمنية يبقى فيها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان»، وصولاً لاقتراح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أمس «أن تجتاح إسرائيل لبنان لتدمير حزب الله بالكامل»، بعد تقارير صحافية نقلت عن مصادر عسكرية أن «الجيش الإسرائيلي جاهز لشن هجمات ضد حزب الله، والقتال في لبنان يتطلب استخدام كثير جداً من النيران واجتياحاً سريعاً إلى الداخل اللبناني»...

سحبتْ كتابها بعد توبيخٍ من وزارة الخارجية اللبنانية

تدارُك أزمة بين بيروت والمفوضية العليا للاجئين

استهداف مقر حزب الكتائب اللبنانية..

| بيروت - «الراي» |... على وقع المخاطر الكبرى الماثلة جنوباً لم تسترح ملفات داخلية بدت مرشّحة لمزيد من التفاعلاتِ ذات الطابع السياسي وحتى الأمني. وفي حين برز تطور أمني خطير شكّله إطلاق النار مساء الأحد على مقرّ حزب الكتائب اللبنانية (من قوى المعارضة) في الصيفي، أطلّت ملامح أزمة بين بيروت والمفوضية العليا للاجئين، سرعان ما تم تدارُكها، وذلك على خلفية ما كُشف عن كتاب وجّهته لوزارة الداخلية اللبنانية واعتُبر محتواه تأنيباً لها على الإجراءات التي باشرتْها الأجهزة الأمنية والبلديات بوجه النزوح السوري غير الشرعي - بما في ذلك مصادرة الدراجات النارية التي يقودها نازحون من دون أوراق ثبوتية - والتي اعتبرتْها المفوضية «ممارسات لاإنسانية». وفي ما بدا تثبيتاً لسقف موقف لبنان في مؤتمر بروكسيل (بعد أسبوع) استدعى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ممثل مفوضية اللاجئين ايفو فرايسن، وأبلغ إليه وجوب «سحب الرسالة التي وجّهتْها المفوضية لوزير الداخلية، واعتبارها بحكم الملغاة»، مطالباً إياه أيضاً بـ «عدم التدخل في الصلاحيات السيادية للبنان، والتزام القوانين اللبنانية لجميع المقيمين على الأراضي اللبنانية من أفراد ومنظمات». وفيما دعا وزير الخارجية إلى «تسليم داتا النازحين كاملة من دون إبطاء، في مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري»، حذّر من أنه «في حال عدم التقيد بما ورد أعلاه والتمادي في تجاوز حدود الاختصاص، ستكون الوزارة مضطرة الى إعادة النظر بتعاملها مع المفوضية، أسوة بما اتخذته دول أخرى من اجراءات في حق المفوضية لدى قيامها بتجاوزات مماثلة». ولم يتأخر رد المفوضية التي أعلنت في بيان لها سحب الكتاب الذي كانت وجّهته إلى «الداخلية» اللبنانية يوم الجمعة، موضحة أنه «تم إرساله وفقاً للإجراءات المتّبعة مع النظراء الحكوميين المعنيين وبما يتماشى مع المسؤوليات المنوطة بالمفوضية عند بروز قضايا تتعلق بالفئات الضعيفة في لبنان، بما فيها اللاجئون». وشدّدت على «التزامها بكونها شريكاً داعماً وشفّافاً في لبنان. وأنها ستواصل دعوتها لزيادة المساعدات المقدَّمة إلى لبنان وتعبئة الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الملحّة للفئات الأكثر ضعفاً»، مؤكدة «أهمية قيام المجتمع الدولي بإعطاء الأولوية للحلول الدائمة للاجئين للمساعدة على تخفيف الضغوط في لبنان، بما في ذلك من خلال تهئية ظروف في سورية أكثر مؤاتية للعودة». وجدّدت المفوضية، التزامها بالتعاون بشكل بنّاء مع الحكومة اللبنانية.

هوكشتين يكبّر حجره: الخط الأزرق هو الـحدود!

الاخبار..فراس الشوفي .. مرّ الخطاب المقتضب الذي ألقاه المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة إلى المنطقة عاموس هوكشتين في العشاء السنوي لـ«مجموعة الدعم الأميركي من أجل لبنان» (American Task Force on Lebanon) من دون أن يلقى الاهتمام الرسمي المطلوب، رغم خطورته.مساء الثلاثاء الماضي، وأمام أعضاء الجالية اللبنانية في واشنطن وشخصيات من «ATFL»، قال هوكشتين كلاماً خطيراً حيال رؤيته لـ«الحل» في جنوب لبنان، حين طرح «تطبيق 1701 عبر تحويل الخط الأزرق إلى خط حدودي». ولم يقف هوكشتين عند هذا الحدّ، بل أضاف فكرةً تمسّ مباشرةً بالسيادة اللبنانية وتنسف مساراً تاريخياً من الوقائع المدوّنة والاتفاقيات الدولية، حين طرح أنه «يجب علينا أن نضع حدوداً (بين لبنان وفلسطين المحتلة) للمرّة الأولى، إذا كان بإمكاننا فعل ذلك في البحر فباستطاعتنا فعل ذلك في البرّ».

اللافت، أن البحث عن فيديو الكلمة الكاملة لهوكشتين لم يعد متوفّراً على الموقع الإلكتروني لـ«ATFL»، بل جزء بسيط وعام من كلمته من ضمن فيديو طويل عن وقائع العشاء.

عملياً، كشف هوكشتين، حامل الجنسية الإسرائيلية إلى جانب جنسيته الأميركية والذي سبق أن خدم في جيش الاحتلال، إمّا عن جهله بالوقائع في جنوب لبنان وتفاصيل الحدود الجنوبية، أو عن تعمّده تفجير ملف دبلوماسي وسياسي وعسكري يضيف إلى الحرب المندلعة في الجنوب أسباباً أخرى، غير ارتباطها بالمعركة في غزّة. وإذا كان هوكشتين، عضو الحزب الديموقراطي وحامل سرّ الرئيس الأميركي جو بايدن، يبحث عن تحقيق إنجازات وهميّة تُسَجَّل لرئيسه قبيل الانتخابات بعد إخفاقات غزّة وانتفاضة الجامعات الأميركية، فإنه بذلك التوصيف غير الدقيق قد أبعد الحلول لا قرّبها. عملياً، نسف المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة أساس السجال حول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة حالياً، حين اقترح تحويل الخط الأزرق إلى خط حدودي، إذ إن الخط الأزرق هو مجرد خط انسحاب سجّلته الأمم المتحدة وتشوبه شوائب كثيرة كخط انسحاب أصلاً، حيث لا تزال إسرائيل تحتل عليه 13 نقطة، بالإضافة إلى احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر. أما المسألة الثانية، فهي اعتبار الترسيم البحري منتهياً بين لبنان وفلسطين المحتلّة، رغم أن الملفّ ناقص، انطلاقاً من مطالبة لبنان بانسحاب الجيش الإسرائيلي من نقطة «ب 1» والتي تحدّد الحدود البحرية. وما تجاوز البحث في خط الطفافات، إلّا دليل غير معلن على أن «الاتفاق» الحدودي البحري بحد ذاته غير مُنجز، خصوصاً أن ملف التنقيب عن الغاز في الجانب اللبناني لا يزال عالقاً، والعودة إلى التوتر في المنطقة البحرية واردة في أي لحظة. والمسألة الأهم، «تكبير الحجر» باعتبار هوكشتين نفسه أنه يجد حدوداً بين لبنان وفلسطين المحتلّة. فالحدود موجودة أصلاً بين لبنان وفلسطين، ومحدّدة منذ اتفاقية بوليه ـ نيوكومب الموقّعة عام 1923، ثم مرّةً ثانية في اتفاقية «الهدنة» بين لبنان وإسرائيل، الموقّعة في 23 آذار من عام 1949. وفات هوكشتين أن حقل «كاريش» نفسه يقع في مقابل المياه الدولية التابعة لـ«دولة فلسطين» المعلنة في قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947، والتي حدّدت حدودها الشمالية بناءً على الحدود الدولية المعترف بها بين لبنان وفلسطين. وهي غير «دولة فلسطين» التي يعد بها بايدن الفلسطينيين زوراً على أنقاض غزّة والضّفة الغربية.

طرح هوكشتين ينمّ إما عن جهله بالوقائع أو عن تعمّده تفجير ملف دبلوماسي وسياسي وعسكري

البحث عن «نصر حدودي» في جنوب لبنان بهذه الأفكار، يعيد البحث إلى أصل فكرة «الحل الشامل» التي يبحث الأميركيون دائماً عنها. فهل تستطيع الولايات المتحدة، أو هل ترغب، في إجبار إسرائيل على وضع حدود دولية في دستورها؟ أم أنه يحقّ لـ«الدولة اليهودية الوحيدة» كما أسماها بايدن أن تتوسّع وأن يرضخ الآخرون لقوتها كما يتوهّم هوكشتين بطرحه الأخير؟ وكيف يمكن الوصول إلى «الحلّ الشامل» (بحسب المفهوم الأميركي)، إذا كان الرئيس دونالد ترامب قد أيّد «السيادة» الإسرائيلية المزعومة على الجولان السوري المحتلّ ولم يتخذ بايدن أي خطوة معاكسة على عكس كل القرارات الدولية، فيما يحيّد هوكشتين البحث في الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا؟

الأجدر، الآن، قبل البحث عن أي اتفاق حدودي في الصراع الوجودي، إيقاف المذبحة بحق الفلسطينيين، على الأقل لتحقيق ما وعد به هوكشتين في كلمته بـ«استعادة الاستقرار على الخط الأزرق».

بيان الخماسية «مُخيِّب»

«مخيّب للتوقّعات»، هكذا وصفت مصادر بارزة بيان اللجنة الخماسية الذي أصدرته الخميس الماضي، ودعا الكتل السياسية إلى «مشاورات محدودة النطاق والمدة لتحديد مرشح أو قائمة قصيرة من مرشحي الرئاسة ثم الذهاب فوراً إلى جلسة انتخابية بجولات متعددة لانتخاب الرئيس الجديد»، محدّداً مهلة لإنجاز هذه المشاورات في نهاية أيار الجاري. ولفتت المصادر إلى أن البيان «عبارة عن تجميعة من الآراء التي سمعها السفراء خلال اجتماعاتهم بالكتل السياسية مع توصية بالالتزام ببيان الدوحة»، مشيرة إلى أن «الملف الرئاسي أصبح أكثر تعقيداً، بسبب تمسك الأطراف بمواقفها بشأن الحوار بين رافض ومؤيّد، والخلاف حول الجهة التي ستدعو إلى الحوار فضلاً عن شكل الجلسات، مفتوحة أم متتالية». وفيما كثرت التحليلات حول مدى تأثير الحدث الإيراني الأخير على مجريات الأحداث في المنطقة ومن بينها لبنان، أكّدت المصادر أن «الملفات في لبنان ستبقى مجمّدة وربما ستتعثّر أكثر بانتظار ما ستؤول إليه التطورات»، نافية ما أشيع عن تحرك ستشهده الأيام المقبلة لسفراء الخماسية، إذ إن «السفيرة الأميركية ليزا جونسون غادرت لبنان في إجازة»، ولا شيء يؤكد ما تردّد عن زيارة سيقوم بها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان بين نهاية أيار وأول حزيران، مع ترسّخ القناعة الخارجية بعدم جدوى أي تحرك قبل انتهاء الحرب في غزة. وهي الخلاصة التي وصلَ إليها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين قبل فترة عندما أبلغ متصلين به بأن لا زيارة قريبة له إلى لبنان «فلا شيء قابلٌ للبحث حالياً». أما عن مبادرات العواصم الأخرى، خصوصاً ما يقوم به القطريون على صعيد دعوة مسؤولين لبنانيين للتباحث معهم في ملف الأزمة اللبنانية وتحديداً الرئاسية، فقالت مصادر مطّلعة إن لا تعويل على الحراك القطري ولا الزيارات التي تحصل إلى الدوحة، والجميع سلّم بأن المفاوض الأساسي هو الأميركي. وكشفت أن عدداً من الشخصيات التي تمّت دعوتها لزيارة قطر غير متحمّسة للذهاب من بينها رئيس القوات سمير جعجع.

انتخاب الرئيس من «حوار» برّي لا من «تشاور» الخماسية

الاخبار..نقولا ناصيف ...حوار برّي بشروطه ومواصفاته حول طاولة المجلس لا في صالوناته

غزة ثانية وُلِدت. سيُقال قريباً ان انتخاب الرئيس سيطول اشهراً اضافية لانشغال ايران، احد ابرز المؤثرين فيه، بعد مصرع رئيسها بالانتقال الداخلي للسلطة وانتظار انتخابها رئيساً جديداً تعود بعدذاك الى ملفاتها الاقليمية والدولية، منها انتخاب رئيس للبنان ليس في اولوياتها ... اكثر من تفسير أُعطي لبيان اجتماع سفراء الدول الخمس الخميس الفائت، لم يرسل اي منها اشارات ايجابية جدية الى قرب انتخاب رئيس للجمهورية. وجد فيه بعضٌ اول إشهار عجز السفراء الخمسة عن إحداث خرق في المأزق والشغور المستمر، فشهدوا في ما ادلى به البيان بما يملكون ان يفعلوا. بعضٌ ثان رأى فيه توجيه اصابع اتهام الى الثنائي الشيعي واحراجاً موجّهاً الى رئيس البرلمان نبيه برّي على انه الفريق الذي يعرقل الاستحقاق. بعضٌ ثالث لاحظ ان البيان اكتفى بما عنده دونما إبراز مقترحات جديدة على غرار ما فعل قبلاً، عندما لمّح مرة الى عقوبات على المتسببين بعرقلة انتخاب الرئيس ومرة الى مواصفات وثالثة الى الايحاء بمرشح مستقل. خامس اجتماعاتهم اكمل دورة التناوب على استضافتهم في مقارهم تباعاً ليس الا.اما المحسوب في مرحلة ما بعد بيان الخميس، فلا يختلف عما رافق الاستحقاق في الاشهر الطويلة المنصرمة من الشغور:

1 - لا اجتماع وشيكاً للسفراء الخمسة من الآن الى 15 حزيران على الاقل، ريثما تعود السفيرة الاميركية ليزا جونسون الذاهبة في اجازتها السنوية الى بلادها.

2 - برّي جاهز لتوجيه دعوة الى حوار بالشروط التي سبق ان حددها مراراً وبمواصفات الحوار: انعقاده في ساحة النجمة، تتمثل فيه الكتل بممثل او اثنين عنها، توجّه الدعوة اليه من الامانة العامة للمجلس، يترأسه رئيسه الا اذا اراد اخلاء مقعده لنائبه الياس بو صعب.

3 - الموقف المعلن يومياً لدى كتل المعارضة، ونوابها فرادى، انها لا تشارك في حوار بالمواصفات التي يدعو اليها برّي. تقبل بأقل من نصفه: تشاور لا حوار، تقترن الدعوة اليه بتحديد جلسة بدورات متتالية - لا جلسات بدورات متتالية - يصير على الاثر الى انتخاب الرئيس اياً يكن مآل التشاور الذي يسبقه.

4 - على طرف نقيض مما تدلي به المعارضة، ليس الحوار الذي ينادي به برّي الا ما يعنيه المصطلح في ذاته: حوار، لا تشاور في قاعات جانبية وصالونات سياسية متفرقة. جلوس الافرقاء جميعاً الى طاولة واحدة للخوض الجدي في الاستحقاق. ما يقوله رئيس المجلس انه لا يمانع في استبدال كلمة «حوار» بكلمة «تشاور». على ان المقصود اولاً واخيراً هو الشروط والمواصفات المطبقة على هذا وذاك.

5 - جدول اعمال الحوار الذي يدعو اليه برّي يقتصر على الخوض في سبل التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية بخياريْن على الاقل: مرشح متوافق عليه او مرشحان يتنافسان من ضمن معايير الاطمئنان التي يطلبها كلا الاصطفافين المتناقضين.

يؤول ذلك الى وضع هذا الحوار في سياق الانقسام الحالي:

فريق كالثنائي الشيعي وحلفائه يقول انه يريد رئيساً يطمئن اليه في المهمة المنوطة به وهي ان لا يطعن المقاومة في ظهرها، ويعيد تصويب العلاقات اللبنانية - السورية لا سيما ما يرتبط بوجود النازحين السوريين في لبنان، والاستراتيجيا الدفاعية، انتهاء بالمعالجات الاقتصادية. لذا يتمسك بترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية على انه الوحيد الذي يبعث فيه الاطمئنان في مقاربة حلول المعضلات هذه.

فريق ثان يغلّب المواصفات على المهمة والاسم هو بعض سفراء الدول الخمس خصوصاً الفرنسيين الذين يوكلون المواصفات هذه الى الموفد الرئاسي الخاص جان ايف لودريان على انه اول مَن اطلق الدعوة اليها واجرى مشاورات عدة في بيروت بناء عليها.

فريق ثالث يغلّب الاسم على المهمة والمواصفات كالذي تمثله كتل المعارضة المسيحية باقتراحها في العلن على الاقل، مذ جلسة 14 حزيران 2023، الوزير السابق جهاد ازعور مرشحاً توافقياً او منافساً لفرنجية، وتقارب انتخاب الرئيس على انه استحقاق دستوري في ذاته منفصل عن اي اجراء آخر الى ان يُنجز.

الخماسية معلقة الاجتماعات الى ما بعد عودة جونسون من اجازتها

6 - من السذاجة الاعتقاد ان رئيس المجلس سيوجّه دعوة الى جلسة ليس معروفاً سلفاً مَن يُنتخب للمنصب. ذلك المقصود بالاصرار على الحوار على انه مدخل الى انتخاب الرئيس. بذلك تصبح المدة المخصصة للحوار ثانوية. خلافاً لما اورده بيان السفارة الاميركية باسم السفراء الخمسة عندما تحدث عن «مشاورات محدودة النطاق والمدة»، يقف الحوار الذي يطالب به برّي في مقلب معاكس: ليس حواراً شكلياً ولا عابراً تبريراً لانعقاد جلسة الانتخاب بدورة او اكثر، بل قاعدة الاتفاق على الرئيس المقبل توافقاً او انتخاباً. ذلك ما يفرّق الحوار عن التشاور.

7 - في الاشهر الماضية من الشغور الرئاسي تيقن الافرقاء جميعاً ان اياً منهم، في ظل موازين القوى القائمة حالياً، لا يملك ان يُحْدث خرقاً يكسر شروط الآخر ويرغمه على الذهاب الى جلسة انتخاب مرشحه. السفراء الخمسة بدورهم، دونما ان يتوهموا بما يمكنهم ان يفعلوا، تحققوا هم ايضاً من عدم قدرتهم على إحداث الخرق بما في ذلك استنباطهم الكلام عن مرشح ثالث يصير الى التوافق عليه. ليس لهم ان يرشحوا احداً وأظهروا اخفاقهم في تبريد الرؤوس الحامية في الاصطفافين المتناقضين إما بحمْل الثنائي الشيعي على التخلي عن رئيس تيار المردة او حمْل خصومه على القبول به. للسفراء الخمسة ايضاً مآزقهم الوافية بما لا يحيلهم كتلة واحدة متراصة متماسكة مهابة: فيهم مَن يتحدث مع الافرقاء جميعاً كالفرنسيين والقطريين والمصريين، وفيهم مَن لا يتحدث مع حزب الله والتيار الوطني الحر كالاميركيين، وفيهم مَن لا يتحدث مع حزب الله وفرنجية كالسعوديين. لكل مَن هؤلاء نزوع الى مرشح دون آخر، من دولهم ايضاً دخلت في السباق الرئاسي اسماء جديدة.

المصارف طالبت بتحميل الدولة ٥٠ مليار دولار | صندوق النقد: صارحوا المودعين بالحقيقة

الاخبار..محمد وهبة .... لم ينجم عن اليوم الأول لزيارة وفد صندوق النقد الدولي للبنان ما يوحي بأن موسم التفاؤل سيحلّ قريباً. بالعكس، ما رشح عن لقاءات وفد الصندوق أمس، يشي بأن وقت الحلّ لم يأت بعد. فممثلو الصندوق يتحدثون عن تقاعس القوى السياسية في مقاربة الحلّ، ووصل بهم الأمر إلى الإشارة إلى أن إقرار الحكومة لمشروع معالجة أوضاع المصارف، سيكون نصيبه النوم في أدراج المجلس النيابي. قناعة ممثلي الصندوق، أن هذه القوى ليست جاهزة لمعالجة ملف توزيع الخسائر. أحد موظفي الصندوق قالها بصراحة أمس: «لماذا لا يبادر أيّ من المسؤولين السياسيين إلى مصارحة المودعين بأن الأموال لن تُدفع في المدى المنظور؟ فمن اللافت رؤية أن اللبنانيين يتعايشون مع ما حصل بينما المسؤولون لا يبدون اهتماماً بالتقدّم خطوة في اتجاه الأمر». وكان وفد صندوق النقد برئاسة ارنستور راميريز ريغو، زار أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم وزير المال يوسف الخليل وبعدهما حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وعلى الغداء، كان وفد الصندوق ضيفاً على مائدة مجموعة من أصحاب المصارف، وناقش معهم الكثير من التفاصيل التي تتمحور حول خطّة معالجة أوضاع المصارف. تقول مصادر مطّلعة، إن دوافع الزيارة التي يقوم بها وفد الصندوق لا تنحصر في إطار «مهمة البعثة الرابعة» التي تأجّل تنفيذها لأسباب مختلفة، بل إن الصندوق تلقّى الكثير من الرسائل السياسية والمصرفية التي تطلب منه التدخّل وممارسة الضغوط على القوى السياسية من أجل وضع خطّة عملانية تتضمن بندين أساسيين: معالجة أوضاع المصارف، وتحريك النشاط الاقتصادي. وتحدّث الوفد عن أن مهمته باتت تقتضي إقناع مجلس النواب بالتعاون مع الحكومة من أجل إقرار مشروع جديد لمعالجة أوضاع المصارف (إعادة هيكلتها ضمناً). تطرّق النقاش بحسب المصادر إلى أن النسخة الأخيرة من المشروع التي أُعدّت بين ثلاثة أطراف: مستشار رئيس الحكومة نقولا نحاس، نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، لم تبصر النور لأنها ليست صالحة، ولا سيما أنّ لدى منصوري تحفّظات عليها (الواقع أن منصوري كان يتبناها، لكنه تحفّظ عليها بعد بروز تحفّظات من مراجع سياسية عليها). وفي هذا الإطار، قالت المصادر إن وفد الصندوق أجرى نقاشات محورها ما لمسه من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشأن استعداد هذا الأخير للسير بالمشروع بصيغة جديدة. إلا أن أصحاب المصارف تحدّثوا عن قناعتهم بأن إقرار رئيس الحكومة ليس كافياً باعتبار أن «المجلس لن يوافق على المبادئ التي توافق عليها المصارف». بهذا المعنى، يبدو أن ميقاتي أقرب إلى إقرار مشروع توافق عليه المصارف، لكن ليست هناك جهوزية في مجلس النواب للسير بمشروع كهذا. فالمشروع الذي قد تتوافق عليه المصارف مع الحكومة، يقوم على تحميل الدولة خسائر بقيمة 50 مليار دولار، وهو أمر يتطلب، بحسب أحد موظفي الصندوق «مصارحة المودعين بأن الخسائر واقعة لا محالة وأنه لا يمكن في المدى المنظور ردّ الودائع». لذا، ينقل عن ممثلي الصندوق، إبلاغهم المصارف، أن لديهم تحفّظات تجاه «رمي المسؤولية والعبء الكبير على الدولة التي يبدو أنها في وضع مالي دقيق؛ فهي من جهة ستقترض من الصندوق، ولا يمكنها بالتالي تسديد قروض الصندوق بالتزامن مع تسديد ما سيتم تحميلها من ودائع، فضلاً عن أن قدرتها على الجباية باتت محدودة جداً ولا يمكن زيادتها أكثر من ذلك بسهولة، كما أنه سيكون على عاتقها تنشيط الاقتصاد لأنه لا يمكن القيام بذلك من دون مساهمة الدولة». وفق المصادر، فقد اطّلع وفد صندوق النقد على «وضع مأساوي للإدارة العامة» بشكل يدفعه إلى القول بأنها إدارة غير منتجة نهائياً.

سيكون على عاتق الدولة ردّ قرض الصندوق وتحريك الاقتصاد

وامتنع ممثلو صندوق النقد عن إبداء رأيهم التفصيلي بمشروع معالجة أوضاع المصارف الذي اقترحته الحكومة ثم سحبته من التداول، إذ يعتقدون أن ما «يُتفق عليه بين الحكومة والمجلس النيابي هو ما يوافق عليه الصندوق»، لكنهم يشيرون إلى اطّلاعهم على مسوّدة مشروع تقوم على أنه يجب سداد ودائع بقيمة 85 مليار دولار في مقابلها تسليفات لدى المصارف بقيمة 3 مليارات دولار (بالعملة الأجنبية) ونحو نصف مليار دولار (بالليرة) وأن يتم تشجيع المصارف من قبل المصرف المركزي على ضرورة تحفيز المقترضين على سداد ودائعهم وليس بالضرورة بـ«الفريش». والخطّة التي اطّلع عليها الصندوق، تقتضي شطب الفوائد الإضافية التي مُنحت للمودعين بما يزيد على 2% تُحتسب اعتباراً من عام 2015 وقيمتها الإجمالية 8 مليارات دولار، على أن يُشطب أيضاً مبلغ 7 مليارات دولار هو حصيلة الأموال غير المشروعة المودعة في المصارف والتي لا جهوزية لدى أصحابها لكشف السرية المصرفية عنها. وفي المقابل، ستدفع المصارف نحو 10 مليارات دولار من موجوداتها، وسيدفع مصرف لبنان مبلغاً مماثلاً ما يكفي لسداد 85% من الودائع ضمن سقف الـ100 ألف دولار، وبالتالي سيبقى مبلغ 50 مليار دولار سيُلقى على عاتق الدولة سواء عبر صندوق أو خلافه. إزاء هذا الأمر، كرّر المصرفيون موقفهم من الأزمة التي يحاولون التملّص من أي مسؤولية عنها ورميها على الدولة، إذ أبلغوا وفد الصندوق بأنه ليست لديهم القدرة على دفع مبلغ أكبر من الـ10 مليارات دولار، وأن التهديد باستقدام مصارف أجنبية ليس مفيداً لأن الأمر يعني «إغلاق المصارف المحلية»، ويطالب هؤلاء بأن تتحمل القوى السياسية مسؤولياتها في تسديد الـ50 مليار دولار، وهم يدركون بأن معالجة أوضاع المصارف حالياً تتم من خلال معالجة المصارف الصغيرة من خلال أداة «الإدارة المؤقتة» ووضع اليد عليها بواسطة الهيئة المصرفية العليا، لكنهم يريدون من لجنة الرقابة على المصارف أن تعدّل آليات تخمين المحافظ العقارية التي سيتم احتسابها في رؤوس الأموال.



السابق

أخبار وتقارير..الجنائية الدولية تطلب إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو..إيران تشيّع رئيسي ومرافقيه غداً..وخامنئي يكلف مخبر مهام «الرئاسة»..فرق البحث تعثر على حطام مروحية رئيسي..و"لا أثر لأحياء"..مسيرة تركية رصدت مصدر حرارة يعتقد أنه حطام طائرة الرئيس الإيراني..فرق البحث اقتربت من موقع رصدته مسيرة..ولا أثر لمروحية رئيسي..مسيرة تركية وفريق إنقاذ روسي للبحث عن مروحية رئيس إيران..حرب النجوم الجديدة..«البنتاغون» يستعد لمواجهة في الفضاء..روسيا تصعِّد هجومها على خاركيف وسط اتهامات بـ«استهداف المدنيين»..بريطانيا تدعو الدول الغربية إلى السماح باستخدام أسلحتها في القرم..إسبانيا تستدعي سفيرتها من الأرجنتين إلى أجل غير مسمّى..3 أولويات فرنسية لتهدئة أزمة كاليدونيا الجديدة..«الأمم المتحدة» تحذر من وقوع «فظائع» جديدة في ميانمار..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..ماذا تعني ملاحقة «الجنائية الدولية» لنتنياهو والسنوار؟ ومن أبرز الزعماء الصادر بحقهم مذكرات اعتقال؟..غضب كبير في تل أبيب..واكتراث أقل لدى «حماس» بعد طلبات «الجنائية»..بايدن يرفض «مساواة» المحكمة الجنائية إسرائيل بـ«حماس»..سوليفان يعد السلطة الفلسطينية بالضغط على إسرائيل لصرف الأموال المحتجزة..إسرائيل تتعمق بفيلادلفيا وتتراجع في جباليا مع اشتداد المواجهات..معبر رفح معضلة لإسرائيل بعد السيطرة عليه وإغلاقه..


أخبار متعلّقة

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,703,180

عدد الزوار: 7,174,594

المتواجدون الآن: 150