أخبار لبنان..توقُّف المفاوضات يُنذر بمواجهات ضارية.. والوسيط الفرنسي يستنكف!..بكركي تضع الدولة أمام مسؤولياتها وجعجع ينقل التحرّك إلى بروكسل..كيف تكيّفت المقاومة مع واقع الجبهة؟ من الدفاع السلبي إلى «الصياد القاتل».. ترقب لقاء هوكشتاين ولودريان واتهامات لإسرائيل بتسميم «الورقة الفرنسية»..هل تمتد «أظافر نتنياهو» إلى لبنان على وهج أزمته مع أميركا؟..نار الحرب تستعر عند الحدود اللبنانية..«حزب الله» ينتقل من «ضبط النفس» إلى استراتيجية «الضغوط القصوى»..هل يكون جنوب لبنان الهدف التالي للدبابات الإسرائيلية؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 10 أيار 2024 - 3:09 ص    عدد الزيارات 410    التعليقات 0    القسم محلية

        


توقُّف المفاوضات يُنذر بمواجهات ضارية.. والوسيط الفرنسي يستنكف!..

200 نازح إلى سوريا الثلاثاء ومطالبة قطر بإخراج لبنانيات من رفح..وتصعيد قواتي بوجه «مفوضية اللاجئين»..

اللواء....أدخلت مغادرة الوفود المشاركة في مفاوضات «الهدنة» في غزة القاهرة الى الدوحة وواشنطن وتل ابيب كنتيجة لعدم إحداث خرق في الهوة بين المواقف، بعد قبول «حماس» ومأزق الرفض أو القبول لدى حكومة بنيامين نتياهو، الذي وصفته «الدوائر الأميركية» بالمتهور، أدخلت مسألة الترقب، في دائرة الاهتمام البالغ، لرؤية الموقف، اذا ما ركب نتنياهو رأسه مجددا، مع فريق التطرف اليميني في الكابينت، مع تعزيز استنفار جهات المساندة، ووضع آليات لمواجهات اكثر ضراوة ما لم تعاود المفاوضات بأسرع وقت، وتتوقف عملية استهداف رفح، او حصار القطاع على نحو اشد ايلاماً وقسوة. ولئن كان ملف النزوح السوري احتل حجر الزاوية في اللقاءات والتحركات والمذكرات المحلية، من بكركي الى عين التينة، فإن الجمود المتصل بالحركة الديبلوماسية حول القرار 1701، وضع مسألة الاستقرار الجنوبي على فوهة بركان. واستنكف الجانب الفرنسي عن متابعة جهوده. وكشف المساعد السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ان الجانب الفرنسي لم يردّ على رد «الثنائي الشيعي» على المقترح الذي اعدته الخارجية الفرنسية لتطبيق الرار 1701، واعادة الهدوء الى طرفي الحدود بين لبنان واسرائيل. وكشف خليل ان الاوراق التي عرضت على الثنائي فيها «تجاوز لمنطوق القرار 1701»، مشيرا الى ان سعي بعض الموفدين للضغط من اجل فك المسارات عن غزة قوبل برفض من «الثنائي». وقال خليل: ملاحظتنا على الورقتين اننا نريد تثبيت الحدود، وليس اجراء مفاوضات على ترسيم الحدود لانها مرسمة اصلا.

مصير الهبة

في الشأن السوري، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة في تصريح لـ «اللواء» أن أي موقف من موضوع هبة المليار يورو هو ملك المجلس الذي في إمكانه اما إصدار توصية أو موقف، وأشار إلى ان الموضوع اعمق من الهبة إنما اصل المشكلة أي حجم النزوح السوري في بلد صغير ومتعب، مؤكدا أهمية أن تتحول جلسة مجلس النواب إلى مناسبة لإعلان الإجماع على معالجة هذا النزوح ورفض موقف الاتحاد الأوروبي من بقاء النازحين على أرض لبنان واندمامجهم في المجتمعات الموجودين فيها. إلى ذلك قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اجتماع بكركي نجح في الخروج من جعله يرتدي طابعا معينا وبرز توجه للعمل على الالتزام بعودة النازحين إلى سوريا وفق القواعد التي حُكي عنها سابقا. ورأت أن مصير الهبة يُحسم من خلال التوجه في المجلس النيابي.

بري لوفد التكتل: الإجماع عنصر قوة

وفي اطار التحركات لشرح الموقف من النزوح السوري، ابلغ وفد من تكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر) الرئيس نبيه بري ان نواب التكتل سيحضرون الجلسة. وقال الرئيس بري للوفد: هناك اجماع حول الموقف من النازحين وهذا مصدر قوة. واوضح النائب سليم عون باسم التكتل: إن كان الهدف من الهبة المالية الاوروبية عودة النازحين، فنكون على الطريق الصحيح.

200 نازح في الطريق الى بلادهم

وكشف الاجتماع الموسع والمغلق حول النزوح السوري في بكركي عن توجه لتسيير عودة قافلة من السوريين لا تتجاوز الـ200 نازح الاسبوع المقبل. وشارك في الاجتماع الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وزراء الداخلية بسام مولوي، والشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والمهجرين عصام شرف الدين والعدل هنري الخوري والتربية عباس الحلبي، والنائب نعمة افرام، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وممثلين عن الاجهزة الامنية ورئيس المركز الماروني المطران سمير مظلوم، واعضاء المركز الماروني للأبحاث والتوثيق. واكد مولوي نبأ قافلة العودة الطوعية للسوريين، فيما ذهب شرف الدين الى انه على استعداد لزيارة سوريا اذا كلف رسميا بذلك لبحث موضوع العودة، محددا الثلاثاء موعد المغادرة، ومتحدثاً عن 2000 عائد وليس 200 فقط.

تصعيد «قواتي» بوجه المفوضية

وفي موقف تصعيدي، بوجه مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين اتهم وفد من تكل الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) المفوضية بخرق مذكرة التفاهم الموقعة بين المديرية العامة للامن العام وبين المفوضية، والتي نصت (2003) ان «الحل الأنسب لطلب اللجوء، هو إما بتوطينهم في بلد ثالث غير لبنان، او اعادتهم الى وطنهم الاصلي، كذلك ضمن مهلة محددة»، لكن.. «مفوضيتكم السامية ضربت عرض الحائط بتعهداتها، وخصوصاً لجهة عدم اعتماد لبنان بلد لجوء. وجاء في كتاب «القوات»: «عدم التقيُّد بتنفيذ أحكامها يُشكّل خرقاً لموجب تعاقدي دولي، يستدعي إعلان مسؤولية الطرف الذي أخّل باحترام موجباته التعاقدية، فإنه وبتصرُّفكم وتصرّفاتكم المُناقضة لأحكام هذه المذكّرة، تساعدون اللاجئين بغية اندماجهم في المجتمع اللبناني، وتوطينهم خلافاً لأحكام الدستور. ويُعرّضكم للمُساءلة أمام القضاء المختص، مع الإشارة، إلى إمكانية الطلب من الدولة اللبنانية، إقفال مكاتبكم في بيروت، سيما أنه ليس هناك إتفاق بشأن المقرّ كما هو حاصل مع باقي المُنّظمات الدولية أو الفروع القانونية للأمم المُتّحدة. لكن سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان ساندرا دووال اكدت ان مستقبل السوريين هو في سوريا، مشيرا الى ان هبة المليار يورو هي التزام سياسي من الاتحاد لدعم لبنان ماليا، والجزء الاكبر يعود بفائدة على اللبنانيين.

بخاري في كليمنصو

رئاسياً، وبعد عودته من فرنسا وقطر،استقبل النائب السابق وليد جنبلاط سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، وجرى استعراض الوضع في لبنان، وجمود الملف الرئاسي، على الرغم من مساعي اللجنة الخماسية لإنهاء الشغور في المركز الاول في الجمهورية.

جعجع

وميّز رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بين ما أسماه الثورة السورية التي ما يزال يدعمها و«قبول السوريين على ارضنا» فهذا شيء آخر، واعتبر ان جريمة باسكال سليمان «ما قطعت» والنتيجة الاولى هي ما يحصل مع اللاجئين السوريين، داعيا لفتح البر لعودة السوريين . وفي الموضوع الرئاسي كرر جعجع لم ولن نقبل بسليمان فرنجية، وقبلنا المرشح الثالث الا ان الفريق الآخر لم يقبل ونحن نريد رئيسا يحمي مصالح الشعب اللبناني. ورفض تقصير ولاية المجلس النيابي، في هذا الظروف، واتهم الثنائي بتعطيل الانتخابات الرئاسية، ويتحدث عن حوار، وفتح جبهة الجنوب من دون اي حوار مع احد، مشيرا الى رفض طاولة الحوار لعدم خلق اعراف لا نريدهما. وكشف عن المشاركة في جلسة الاربعاء لنستفهم من الرئيس بري عن تفاصيل الهبة، ان كانت لابقاء السوريين او مساعدات للقيام باصلاحات. على الارض، نظم «التيار الوطني الحر» تحركا احتجاجيا للمطالبة باعادة النازحين السوريين في ساحة جبران خليل جبران المواجهة لمبنى الاسكوا في بيروت، وسط انتشار امني. ورفع المشاركون الاعلام اللبنانية واعلام التيار وشعارات «لبنان للبنانيي مش لشعب تاني»، «لبنان مش للبيع»، ووزعوا شيكا رمزيا بقيمة 14الف ليرة هي حصة كل لبناني من هبة الاتحاد الاوروبي المفترضة.

طلب مساعدة قطرية لإخراج لبنانيات من رفح

في اطار يتعلق بتطور الوضع في رفح، طلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب من السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني المساعدة القطرية لإخراج نساء لبنانيات وعائلاتهن عبر معبر رفح، ما زالوا عالقين منذ بدء العدوان على غزة، بالرغم من كافة محاولاتنا السابقة لإيصالهم الى بر الامان». معلناً بعد لقائه بالسفير ترحيب لبنان بالدولة القطرية لإخراج لبنان من أزمته الرئاسية.

الوضع الميداني

ميدانياً، بعد استهداف الاحتلال سيارة «رابيد» كان بداخلها مناصرون من حزب الله، في بلدة بافليه، وادى الى استشهاد اربعة، بينهم ثلاثة من حزب الله، نعاهم لاحقا، ردت المقاومة باستهداف منظومة اسرائيلية فنية مستحدثة، في موقع راميا، واصابتها اصابة مباشرة. واعلنت المقاومة ايضا استهداف آلية عسكرية في موقع المالكية بالاسلحة المناسبة.

بكركي تضع الدولة أمام مسؤولياتها وجعجع ينقل التحرّك إلى بروكسل

"مفوضية اللاجئين" تنضم إلى "رشوة المليار" وتحرّك نيابي لوقف عملها في لبنان

نداء الوطن...مثل كرة الثلج، تكبر يوماً بعد يوم حملة الاعتراض على «رشوة المليار» الاوروبية، وقد أخذت أمس بعداً غير مسبوق تمثّل بتحرك نيابي مباشر استهدف وقف «ممارسات» مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان التي تتخطى دورها بتمويل بقاء النازحين السوريين في لبنان. واقترن هذا التحرك بتهديد يتمثل بإمكانية الطلب من الدولة اللبنانية «إقفال» مكاتب المفوضية في بيروت. وعلمت «نداء الوطن» من أوساط ديبلوماسية أنّ الجهات المعنية في المفوضية دافعت عن نفسها في وجه الاتهامات بأنها تدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان، بحجة أن «المساعدات ليست محصورة بالسوريين، بل يستفيد منها اللبناني أيضاً من خلال دعم الوزارات والمشاريع والبنى التحتية. كما أنّ لبنان بأمس الحاجة اليها في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ عام 2019 ولغاية اليوم». وأضافت هذه الجهات بحسب الأوساط الديبلوماسية أنّ «تدفق النازحين السوريين الى لبنان، هو نتيجة حاجة اللبنانيين الى السوريين، وبالتالي فمن أبقى السوريين في لبنان، ليس المساعدات التي توفرها المفوضية، بل الوظائف المتاحة لهم». وتابعت جهات المفوضية قائلة «إنّ إعادة النازحين الى سوريا، دونها استحالة تتعلق بنظام الأسد الذي لا يسهل العودة، وبإعادة الإعمار في سوريا الذي لم يحصل. ومن عاد من النازحين طوعاً الى سوريا عاد مجدداً الى لبنان لعدم وجود وظائف لهم هناك». أما بالنسبة الى ترحيل النازحين الى بلد آخر، فقد تم في سنة واحدة ترحيل 9 آلاف نازح فقط الى أنحاء مختلفة في العالم من اصل مليوني نازح في لبنان، بحسب هذه الجهات. ودافعت الجهات نفسها عن المفوضية بالقول إنها ليست ضد فكرة إقفال الحدود بين لبنان وسوريا، كما أنها ليست ضد فكرة عدم عودة النازح مجدداً الى لبنان، لأنّ هذا الأمر لا يرتبط بالمفوضية، بل بالأجهزة الأمنية اللبنانية. وأشارت الى «تراجع تمويل المفوضية، ولم يعد بامكانها إعطاء العائلة السورية النازحة شهرياً سوى 115 دولاراً، وهو مبلغ لا يكفي لبقائها في لبنان، بل إنّ الوظائف التي تتوافر لها هي التي تبقيها في لبنان». وفي خلاصة الموقف كما استشفته الأوساط الديبلوماسية أنّ مفوضية اللاجئين تنظر الى لبنان بصفته «بيئة حاضنة لفرص العمل والفوضى واللاقانون واللاحدود». وبالتالي تعتبر «أنّ هذه مشكلة لبنان وليست مشكلة المفوضية». وفي سياق متصل، قام وفد من نواب تكتل «الجمهورية القوية»، باسم حزب «القوات اللبنانية» ورئيسه سمير جعجع والتكتل، بتقديم كتاب إلى المكتب الإقليمي للمفوضية في بيروت، بشخص ممثل المفوضية إيفو فرايسن. وشرح الوفد، «موقف «القوات» من قضية الوجود السوري غير الشرعي في لبنان»، وطالب المفوضية بوقف «الممارسات التي تتعارض مع المرسوم الذي أصدرته الحكومة اللبنانية في 30/10/2003، وقضى بإبرام مذكّرة التفاهم الموقّعة بين المديرية العامة للأمن العام، وبين المفوضية، حول التعامل مع المتقدّمين بطلبات اللجوء لدى مكتب المفوّضية في لبنان الذي لا يعدو كونه بلد عبور وليس بلد لجوء». وفي موازاة ذلك، وفي قراءة لطاولة بكركي التي انعقدت أمس، قالت مصادر كنسية لـ»نداء الوطن»، إنّ الاجتماع الأول حقق أهدافه وحوّل قضية النزوح من مسيحية الى وطنية. وأتى إيفاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ممثلاً عنه الى بكركي وهو وزير الداخلية بسام المولوي بمثابة تأكيد على «البعد الوطني لملف النزوح، كما أنّ بكركي نجحت في وضع الدولة بوزاراتها وأجهزتها أمام مسؤولياتها وعدم ترك التفلت الحاصل رهن حصول قرار دولي يسمح بالعودة». وهذه النقطة كانت عنوان تشدّد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، إذ إنّ بكركي مع فصل عودة النازحين عن حل الأزمة السورية. ومن ناحية ثانية، لم تقتصر الطاولة على طرح النظريات، بل وصلت الى حد مناقشة كيفية متابعة الموضوع على الأرض وبدء عملية العودة، وشكل حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون رسالة واضحة في دحض كل الكلام على أنّ ضغوطاً فرنسية وأوروبية تمارس على القائد وبقية الأجهزة، خصوصاً بعد هبة المليار يورو من أجل وقف الاجراءات في حق السوريين المخالفين. وتشدد المصادر الكنسية على أنّ بكركي «ستذهب في المواجهة حتى النهاية مهما اشتدت الضغوط متحصنة بقرار مسيحي شامل وبقرار وطني أيضاً». وفي الإطار نفسه، كشف جعجع عن تنظيم تحرك شعبي في بروكسل، في 27 أيار الجاري، تزامناً مع اجتماع الدول المانحة، للمطالبة بمنح المساعدات للسوريين داخل بلدهم وليس في لبنان. ودعا الى مشاركة الاغتراب اللبناني في هذا التحرك. وأعلن عن اجتماع لـ»تكتل الجمهورية القوية» قبل يومين من جلسة 15 ايار النيابية لاتخاذ قرار المشاركة فيها من عدمه. من جهة ثانية، استقبل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مساء أمس السفير السعودي وليد البخاري، في حضور رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» النائب تيمور جنبلاط، وعضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، حيث كان عرض لمجمل الأوضاع والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

كيف تكيّفت المقاومة مع واقع الجبهة؟ من الدفاع السلبي إلى «الصياد القاتل»

الاخبار..ابراهيم الأمين.. السخونة الواضحة على الجبهة اللبنانية مع قوات الاحتلال لها بعدها المهني والميداني الخاص. هذا لا يعني أنها تقع خارج السياق السياسي للمرحلة الصعبة من البحث حول مستقبل الحرب على غزة. لكنها تعكس في جانب أساسي منها نتيجة لجولة جديدة من المواجهة العسكرية المستندة إلى جهد استخباراتي يحتاج بدوره إلى ظروف وعناصر ليس من السهل توفّرها تحت النار.خلال ثلاثة أشهر من المواجهة، أطلقت المقاومة في لبنان أكبر عملية تكيّف مع الوقائع الجديدة. خططها السابقة لـ«طوفان الأقصى» لم تشتمل على مواجهة كالتي تدور الآن، وكانت الجهوزية النوعية لوحدات المقاومة العسكرية تنطلق من خطتين، واحدة دفاعية لها معطياتها في ظل احتمال إقدام العدو على شن حرب على لبنان، وثانية هجومية تقوم على احتمال أن تبدأ المقاومة الحرب ضد العدو، سواء أكان رداً على اعتداء ما أم حتى من دونه. وفي الحالتين، كانت برامج التدريب تقوم على أسس مختلفة. من لم يفهموا بعد أن المقاومة في لبنان فوجئت بعملية «طوفان الأقصى»، ربما تساعدهم الوقائع الميدانية على فهم الأمر. ومرة جديدة، لم يصب سوء المقاومة لأن حماس أطلقت عملية نوعية من دون تشاور أو تفاهم مسبق، لا بل سرعان ما لمست فوائد ما قامت به المقاومة الفلسطينية. فعلى مدى الفترة السابقة، أُتيح لحزب الله اكتساب تجربة غير مسبوقة، لم يكن في الإمكان التخطيط لها في سياق الاستعداد لمواجهة أوسع أو أكثر شمولية مع العدو. في الخطب العلنية كما في الجلسات المغلقة، يؤكد حزب الله أنه لا يخطط لحرب شاملة أو مواجهة من دون ضوابط مع العدو. ويشدّد، من خلال مواقفه السياسية، والأهم من خلال برنامج عملياته العسكرية، أنه يقود جبهة إسناد للمقاومة في غزة، ويوفر كل ما تتطلبه جبهة الإسناد. وهي مهمة تجري وسط قواعد أكثر خصوصية، تستهدف أساساً تحييد المدنيين اللبنانيين إلى أبعد الحدود، وتضييق رقعة الاشتباك العسكري بما يقلّص حجم الضرر عليهم. وقد نجح الحزب، خلال ستة أشهر ونصف شهر، في قيادة عمل عسكري نوعي يزعج العدو ويربكه، فيما تمضي بقية البلاد في حياتها اليومية. التكيّف الذي أنجزه الحزب تمثّل في المرحلة الأولى بإعادة نشر مجموعات المقاومة في الجبهة الأمامية بطريقة تحاكي بصورة عملانية المناخ الحربي الواسع القائم في هذه الرقعة، أي ما يؤمّن وصول المجموعات إلى نقاط الاستطلاع وتحديد الأهداف وفحصها، ثم تمكين المقاتلين من تنفيذ المهام التي تحتاج إلى قواعد عمل لا تشبه العمليات الفدائية التقليدية التي يعرفها الناس على قاعدة «اضرب واهرب». ذلك أن المتطلبات اللوجستية للعمليات، وطريقة التنفيذ، تحتاج إلى أسلحة من نوع مختلف عن تلك التي اعتاد الناس مشاهدتها. كما أن هذا النوع من المواجهة يحرم المقاومة من الكمائن التقليدية التي تحتاج اإى نصب شرك متفجّر على طريق تسلكه آلية أو مجموعة مشاة. على العكس من ذلك، فإن المقاومة في المواجهة الحالية تقوم على مبدأ الهجوم المتواصل. وحصل خلال مرة أو اثنتين أن حاول العدو إرسال قوات في مهام استطلاع، فجرى التصدي لها من خلال شرك تفجيري دفاعي. لكنّ الغالبية الساحقة من عمليات المقاومة ذات طابع هجومي، حتى ولو كانت تستهدف نقاطاً ثابتة لقوات الاحتلال في مواقع أو مراكز أو بنى مدنية يستخدمها جنود الاحتلال. والدفاع السلبي الذي يعتمده المقاومون في مواجهة العدو، احتاج إلى آليات عمل جديدة، في مواجهة التطور التقني الهائل في سلاح الاستطلاع والتعقّب من قبل جيش الاحتلال. وقد أدى تعطيل غالبية أجهزة التجسس الثابتة إلى ضرر كبير في حركة العدو، لكن سلاح الجو المُسيّر المتطور جداً لدى قوات الاحتلال، والمبني على «داتا» معلومات هائلة تمّ جمعها خلال 17 عاماً، سمح لقوات الاحتلال بفرض قواعد عمل جديدة على عناصر المقاومة، سواء لناحية مواقع الانطلاق أو التثبيت أو طريقة الوصول إلى نقطة العمل وآلية التنفيذ والابتعاد عن ردة الفعل السريعة لأسلحة العدو. هذه العملية التي تشمل الدفاع السلبي ومن ثم العمل الهجومي، مرّت بفترات طويلة قبل أن تتحول إلى قاعدة فعّالة في عمل المقاومة، خصوصاً بعدما فرضت عملياتها وقائع ميدانية مختلفة على جيش الاحتلال، فاضطرته لإخلاء غالبية مواقعه، ولانتشار مع برنامج دفاع سلبي جعل الجنود لا يخرجون من نقاط معينة لأيام، وحدّ من حركة التنقل بين المواقع، وجعل اجتماعات ميدانية كثيرة لقوات الاحتلال تحصل في مناطق مفتوحة، ما مكّن المقاومة من استخدام وسائل رصد خاصة، بعضها معلوم وبعضها سيبقى غير معلوم إلى أمد، واستعادة زمام المبادرة على صعيد جمع المعلومات حول حركة قوات الاحتلال، قبل أن يُترك للقيادة الميدانية اختيار الهدف الأفضل، وتحديد نوعية السلاح الأنسب، واختيار المقاومين القادرين على تحقيق النتيجة المرجوّة. ولم يحصل سابقاً أن قامت المقاومة بمغامرات على حساب حياة مقاتليها، لكنها تحمّلت وزر العمليات الخطيرة التي كان لا بد من تنفيذها ولو كانت المخاطر مرتفعة، وهو ما يبرز في حجم التضحيات الكبيرة التي قدّمتها منذ 8 تشرين الأول الماضي.

«ثوان قليلة» هو عنوان معركة أمنية - عسكرية تخوضها المقاومة لتحقيق تقدّم في حرب المُسيّرات والدفاع الجوي

في الآونة الأخيرة، بدا أن المقاومة وجدت علاجاً بقي بعيداً عن الإعلام لأحد التحديات المهمة في هذه المواجهة، والمتمثّل بالمُسيّرات الأكثر خطورة في منظومات طيران العدو. وقد نجح «العلاج» الجديد في إسقاط ثلاث مُسيّرات نوعية، وفي إجبار سلاح جو العدو على الابتعاد عن الأجواء اللبنانية لوقت طويل. كما طوّر الحزب في أسلحته المضادة للدروع، ما مكّنه من تخصيص كل هدف بما يناسبه من الأسلحة المضادة للأفراد أو الآليات، وصولاً إلى تلك المخصّصة للتحصينات. وباتت المقاومة قادرة بصاروخ واحد على إخراج آلية من الخدمة نهائياً، أو تدمير منشأة عسكرية أو مدنية يستخدمها الجيش، وتعريض أي مجموعة جنود للعدو للموت أو الإصابة. وهذه العمليات ما كانت لتتم لولا استعادة المقاومة السيطرة الكاملة على المشهد الميداني المباشر، أي القدرة على الإحاطة الاستخباراتية بحركة العدو على طول الحافة، وفي العمق حيث تتمركز قيادات القرار الميداني والأمني. وهي إحاطة جعلت المقاومة تدير بعناية استخدام سلاح المُسيّرات الانتحارية (الانقضاضية) التي تحوّلت في الفترة الأخيرة إلى الصياد القاتل، حيث تصعب نجاة من تصيب مكان وجوده، سواء في خيمة أو مبنى أو شقة أو آلية. وهي عملية تتطلب عملاً أمنياً - تقنياً يسمح للمُسيّرة بالانطلاق من نقطة مناسبة والوصول اإى الهدف بطريقة تمنع تفعيل منظومات الدفاع الجوي بسرعة لتعطيل العملية برمّتها. والحديث هنا يدور عن ثوان في بعض الحالات، كما يستفيد المقاومون من خبرة على إدارة حركة المُسيّرات ضمن وقائع الجغرافيا الحدودية بين لبنان وفلسطين، بما يعيق مهمة أنظمة الرادارات الإسرائيلية، علماً أن المقاومة باتت قادرة على توفير عناصر الإلهاء للقبة الحديدية، وهو ما يضطر جيش الاحتلال للدفع بالطيران الحربي لملاحقة المُسيّرات. وفي هذه الحالة، تبرز أهمية الوقت القصير جداً، بين انطلاق المُسيّرة والوصول إلى هدفها. تعمل المقاومة استناداً إلى واقع أن استعداد العدو للجبهة الشمالية لم يكن عادياً. وتمكن هنا الإشارة إلى التصريحات الأخيرة للرئيس السابق لأركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي خلال لقاء مع يهود أميركيين، إذ قال ما حرفيته: «الجيش الإسرائيلي لم يعتبر غزة تهديداً وجودياً. كانت الاستراتيجية على الأرض تقضي بالتركيز على إيران والساحة الشمالية»، مضيفاً: «من الصعب التصديق أنه من خلال القنوات الدبلوماسية سنحقق الوضع المنشود في الشمال والخيار الآخر هو عملية عسكرية».

لبنان: ترقب لقاء هوكشتاين ولودريان واتهامات لإسرائيل بتسميم «الورقة الفرنسية»...

الجريدة... بيروت - منير الربيع ....يجد لبنان نفسه أمام ثلاثة مشاهد أولاً في جبهة الجنوب، وثانياً في القاهرة حيث تنعقد المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، وثالثاً قضية اللاجئين السوريين. ففي الجنوب، تستمر المواجهات في منحاها التصاعدي مع تغير ملحوظ في آليات القتال من حزب الله، الذي أصبح يركز على استهداف المباني المدنية، مع استمرار إسرائيل بالاغتيالات وآخرها قتل أربعة من الحزب. هذا المنحى التصعيدي قابل لأن تتزايد وتيرته في المرحلة المقبلة ما دامت الحرب على غزة مستمرة، خصوصاً في حال اندلاع معركة كبيرة في رفح. في موازاة ذلك، تتواصل التهديدات الإسرائيلية حول حرب واسعة ضد حزب الله تغير الوقائع على الأرض، لا سيما في ظل الضغوط التي يمارسها سكان المستوطنات الشمالية على حكومة بنيامين نتنياهو للعودة إلى منازلهم. في السياق، تنقسم آراء المسؤولين والخبراء اللبنانيين، كذلك الدبلوماسيين الأجانب والعرب في بيروت، بين من يتوقع أن تشن إسرائيل حرباً واسعة في جنوب لبنان، وبين من يعتبر أن الهدوء سيحل في الجنوب حتماً، إذا توقف النيران في غزة. إلى ذلك، ينتظر لبنان ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية حالياً في القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة وانسحابها على الساحة اللبنانية، وتأثير كل ذلك على المبادرتين الفرنسية والأميركية. ويترقب اللبنانيون لقاء منتظراً بين المبعوثين الرئاسيين الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان إيف لودريان، يهدف إلى التنسيق وتقريب وجهات النظر وتكامل المساعي الفرنسية الأميركية للوصول إلى اتفاق حول جنوب لبنان يعيد الهدوء ويرسي قواعد اشتباك جديدة. في الوقت نفسه، تنقسم الآراء في لبنان حول حقيقة الموقف من المبادرة الفرنسية، خصوصاً بعد تسليم الردّ اللبناني للسفارة الفرنسية في بيروت على الورقة التي تقترح حلاً لوقف إطلاق النار والتصعيد في الجنوب. يرى البعض أن الرد اللبناني الذي تضمن أكثر من عشر ملاحظات، بعضها يتعلق بمضمون وبنود الورقة وبعضها الآخر يتعلق بالصيغة اللغوية المعتمدة، يعني ضمناً رفضاً لأي دور فرنسي واستمراراً للرهان على هوكشتاين. في المقابل، يلفت آخرون إلى أن لبنان قدم ملاحظاته إلى باريس بهدف التفاوض وللوصول إلى صيغة مرضية للطرفين حرصاً منه على استمرار الدور الفرنسي. ويؤكد مصدر رسمي لبناني هذا التحليل، مشيراً إلى أن بيروت ترغب في دور أجنبي إلى جانب واشنطن، وفرنسا بحكم علاقتها الوجدانية مع لبنان يمكن أن تلعب هذا الدور، وأن أي حضور لباريس في المفاوضات سيسهم في إراحة الموقف اللبناني ومساعدته، مع تأكيده أن الجانب اللبناني اقترح بالفعل تعديلات على الورقة الفرنسية. ويشير المصدر رداً على الكلام الذي تكاثر حول بروز أجواء سلبية من لبنان تجاه دور فرنسا فيقول: ليس لبنان من أثار الأجواء السلبية الرافضة للدور الفرنسي، بل لبنان طالب بتعديلات بعد تسليم الورقة رسمياً، أما الحقيقة فالإسرائيليون هم غير متحمسين لأي دور لفرنسا وهم يحاولون عرقلة المبادرة من خلال وضع شروط قاسية، لأن إسرائيل لا تريد الوصول إلى حلّ إلا من خلال الأميركيين لأن هناك توهماً إسرائيلياً بإمكانية تحقيق تغيير كبير في القواعد العسكرية في جنوب لبنان. على مستوى آخر، يرتفع منسوب الحملة ضد حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي انطلاقاً من عنوان قبولها هبة المليار يورو من الاتحاد الأوروبي، التي يصفها معارضو الحكومة، لاسيما «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ»، أكبر حزبين مسيحيين، بأنها رشوة لقاء إبقاء اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية. في هذا السياق، بدأ التيار الوطني الحرّ تحركاً سياسياً وشعبياً من خلال تظاهرات واحتجاجات للضغط على الحكومة لعدم قبول الهبة والعمل على فتح مسار إعادة اللاجئين الى سورية أو فتح الحدود أمامهم للذهاب إلى أوروبا.

غالانت كرّس وحدة الأهداف في الشمال والجنوب: سنقضي على «حماس» و«حزب الله»

هل تمتد «أظافر نتنياهو» إلى لبنان على وهج أزمته مع أميركا؟

الراي.. | بيروت - وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- غارة صور استدعت رداً واسعاً من «حزب الله» على سقوط 3 من عناصره

عزّز منحى «الهروب إلى الأمام» الذي عبّرتْ عنه تصريحاتٌ إسرائيلية رداً على تعليق واشنطن شحنةً من أكثر من 3000 قنبلة كان يفترض وصولها إلى تل أبيب مع تلويحٍ أميركي بمراجعة صفقات أسلحة أخرى، القلقَ الكبيرَ في بيروت من أن يسعى بنيامين نتنياهو لكسْر حلقة الضغط المتصاعد من الولايات المتحدة لوقف العمليات في رفح وللسير باتفاق الهدنة في غزة، عبر اندفاعةٍ في الميدان لا توفّر جبهة جنوب لبنان في «اختبار نارٍ» لـ «بلاد العم سام» على حافة «الخط الأحمر» الذي تؤكد أنه ثابِت لجهة دعم إسرائيل «ولو كانت هناك خلافات».

إحباط إسرائيلي

ومن خلف الإحباط الإسرائيلي العميق من الخطوة الأميركية والمَخاوف التي عبّرت عنها تل أبيب، من أن تفهمها «حماس» على أنها تشجيعٌ على «رفض أي مرونة في المفاوضات»، تلمّستْ أوساط واسعة الاطلاع في بيروت تَصَلّباً مضاداً هو الأعلى في تل أبيب حيال أهداف حرب غزة مع حرصٍ على إحداث «ربْطِ مصير» واحد بين جبهتيْ الجنوب والشمال وبين تدمير «حماس» و«حزب الله». وفيما كان يُكشف أن نتنياهو أكد رداً على الرئيس الأميركي جو بايدن «أنّ إسرائيل تقاتل بأظافرها إذا اضطرّت»، وسط ما يشبه تفعيل «منظومة دفاع ديبلوماسية» في تل أبيب بوجه «الطلقة التحذيرية» الأميركية، أكمل وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، الذي كان توعّد لبنان أول من أمس بـ «صيف ساخن»، رسْمَ اللوحة المخيفة التي يُخشى معها أن تدفع «بلادُ الأرز» ثمنَ «المكاسرة»، وإن غير القابلة لبلوغ حدّ كسْر الجرّة، بين واشنطن وتل أبيب، تماماً كما كان يُخشى أن تكون ثاني ضحايا أي تَطابُق أميركي – إسرائيلي حيال توجيه ضربة واسعة لـ«حزب الله» كانت قاب قوسين غداة «طوفان الأقصى» وفتْح «جبهة المشاغَلة» من الحزب.

«عكس السير»

فغالانت الذي تَوَجَّهَ «لأعدائنا وأصدقائنا» بأنه «لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل وسنحافظ على وجودها مهما كان الثمن»، أكد «سنحقق أهدافنا في الشمال والجنوب وسنقضي على حماس وحزب الله»، وهو ما تعاطتْ معه الأوساط المطلعة في لبنان على أنه بالغ الخطورة خصوصاً إذا قيس بالبُعد العميق والمعطى غير العادي الذي شكّله ما تراه تل أبيب «ضغطاً» في الاتجاه الخطأ من واشنطن نحوها عوض أن يكون على «حماس»، وعنصراً «عَكْسَ سير» للتلاقي الأميركي – الإسرائيلي على هدف «القضاء على الحركة». ومن هنا، رأتْ الأوساط أن إسرائيل في محاولتها استيعاب «الصدمة» الأميركية - التي لابدّ أن تنعكس تشدُّداً على تَشدُّدٍ في مفاوضات الهدنة - حرصتْ على تظهير اندفاعةٍ مزدوجة على جبهتيْ «حماس» و«حزب الله»، وسط دعوة هذه الأوساط لعدم التقليل من جدية مثل هذا التطور الذي رافقتْه تل أبيب بالتذكير بـ«الخطر الوجودي» الذي تواجهه منذ 7 أكتوبر، ما يرفع المخاطر من أن تعودَ إلى محاولة فرْض أمرٍ واقعٍ بالقوة العسكرية تضع معه واشنطن أولاً أمام «ساعة الحقيقة»، فإما نحن وإما حماس وحزب الله.

«حرب البحار»

وعلى وقع مؤشراتٍ إلى قرب توسيع الحوثيين «حربَ البحار» في اتجاه المتوسط والسفن المتّجهة عبره لإسرائيل في سياق زيادة الضغط من محور الممانعة لفرْملةِ أي جنوحٍ إسرائيلي نحو عملية كبيرة في رفح، كما التظهير المتجدّد لـ«وحدة الساحات» ومفعولها بحال أي ارتدادٍ شامل في اتجاه «حزب الله»، شخصت الأنظار أكثر على الميدان جنوباً غداة أعنف جولةٍ من المواجهات الضارية. ومع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في هجوم بقذائف الهاون شنه حزب الله على موقع عسكري قرب بلدة المالكية الشمالية الأربعاء (هو من وحدة جمع المعلومات القتالية رقم 869، التابعة لحرس الحدود)، نفّذت إسرائيل صباح أمس عبر طائرة مسيّرة غارة بأكثر من صاروخ على سيّارة في منطقة بافليه - صور كان بداخلها 4 أشخاص قضوا فيها وأفيد أن 3 بينهم هم من «حزب الله» (قوة الرضوان) الذي نعى لاحقاً 3 عناصر.

غارة إسرائيلة

وأعلنت المديريّة العامّة للدفاع المدني اللبناني أنّ عناصر منها «عملوا على إخماد حريق شبّ داخل سيّارة نوع «رابيد»، استهدفتها غارة جوّيّة إسرائيليّة على طريق عام بافليه - صور، ما أسفرَ عن سقوط أربعة شهداء، حيث قام العناصر بسحب جثامينهم، وتولّت جهات أخرى نقلهم إلى المستشفى». وفي حين تراجعت وتيرة الاعتداءات حتى عصر أمس قصفاً وغاراتٍ على بلدات الجنوب، ساد حبْس الأنفاس حيال ردّ «حزب الله» على عملية بافليه التي اعتُبرت خارقة لقواعد الاشتباك وإن التي تتمدّد تباعاً.

«سرايا القدس»

وبعد عمليات ضد تجمعات وقواعد عسكرية إسرائيلية في مستعمرة نطوعة وموقع راميا، برز عصراً إعلان أن مسيّرة انقضاضية آتية من لبنان انفجرت بهدف إسرائيلي داخل مستعمرة المطلة بعد محاولات اعتراضية للقبة الحديد والطيران الحربي، قبل أن تدوي صافرات الإنذار في عدد كبير من المستعمرات ويُعلن عن استهداف مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد بمسيّرات وصواريخ. وكان مساء أول من أمس، شهد نعي «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية 3 من عناصرها سقطوا في الجنوب (الخيام) «أثناء أدائهم لواجبهم القتالي»، وهم من «كتيبة الشهيد علي الأسود – ساحة سورية».

«كرة ثلج»ملف النزوح السوري تكبر: طاولة وازنة في بكركي و..الأرض تحركت

قبل 6 أيام من الجلسة التي دعي إليها البرلمان اللبناني لمناقشة هبة المليار يورو من الاتحاد الأوروبي لـ «بلاد الأرز» والتي رُشقت من قوى سياسية وازنة في المعارضة والموالاة بأنها «رشوة» لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، استمرّت الحركة خلف الأبواب المغلقة وعلى المنابر وانزلقت إلى الشارع تحت هذا العنوان الآخِذ في التحول «كرة ثلج» لا تخلو بعض جوانبها من مزايدات. وفي حين كان «التيار الوطني الحر» ينفّذ أول تحرّك على الأرض في حديقة الإسكوا – رياض الصلح عصر أمس، «تمسّكاً بلبنان ووجوده، ورفضاً لكل المحاولات الخارجية لتصفية قضية النزوح السوري على أرضه، وتحفيزاً لاستكمال التحركات والخطوات العملية لتحقيق عودة النازحين إلى بلادهم»، في موازاة رفْع نواب تكتل «القوات اللبنانية» ورقةً للمفوض السامي لشؤون اللاجئين حول ملف الوجود السوري وعلى قاعدة أن «لبنان غير مهيأ أن يكون بلد لجوء»، ارتقى الاهتمام بهذه القضية مع الطاولة المقفلة التي عُقدت في مقر البطريركية المارونية وترأسها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ورغم أن مداولات الطاولة بقيت بعيدة عن الكاميرات، فإن مشاركة وزير الداخلية بسام مولوي ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء الآخرين وقائد الجيش العماد جوزف عون وممثلين لقادة الأجهزة الأمنية وعدد من المحافظين، عَكَسَت أن هذا الملف يزداد تَوَهُّجاً وسط خشيةٍ من أن يتحوّل اصطدامُ الحلول الممكنة له بشبكة تعقيداتٍ ترتبط بالجوانب السياسية الدولية للأزمة السورية وحساباتِ كل من عواصم القرار ونظام الرئيس بشار الأسد باباً لـ«رياح ساخنة»، تهبّ على لبنان، في السياسة وربما أمنياً خصوصاً في ظل الاحتقان المتصاعد بوجه النازحين وتَشابُك النزوح الشرعي مع غير الشرعي وعدم قدرة السلطات على إدارة هذه القضية الشائكة في شكلٍ حازم وبضوابط تبقى «خاصرتُها الرخوة» حدود سائبة تجعل أي عمليات ترحيل ولو «قانونية»وكأنها في سلّة مثقوبة. وفي حين أعلن وزير المهجرين عصام شرف الدين قبيل اجتماع بكركي أن «الثلاثاء المقبل عند السادسة صباحاً تنطلق أول قافلة سوريين إلى بلدهم وتضم 2000 سوري»، أوضح الوزير مولوي «أن الهبة الأوروبية لم تُبت بعد كلياً»، قائلًا: «ستسمعون قريباً بقافلة عودة طوعية للسوريين إلى بلدهم نعمل عليها وسندافع عن لبنان ونطبق الإجراءات اللازمة والتعاميم نُفّذت بنسب متفاوتة بين البلديات ولن نقبل ببقاء السوريين غير الشرعيين».

غوتيريس «يفعّل» القرار 1559 كـ «ناظِم» للانتخابات الرئاسية في لبنان

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن «القلق إزاء عدم إحراز تقدم في تنفيذ أحكام القرار 1559»، مشيراً إلى «أن اشتداد تبادل اطلاق النار عبر الخط الأزرق، خلال الفترة المشمولة بالتقرير، بين حزب الله والميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية الأخرى وجيش الدفاع الإسرائيلي يثير قلقاً بالغاً»، ولافتاً إلى «أن احتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية كبيرة ومتطورة خارج سيطرة حكومة لبنان واستخدامه لها ما زالا يشكلان مصدر قلق بالغ». وقال غوتيريس في التقرير نصف السنوي الذي قدمه إلى مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1559 (الصادر في 2004 وطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان في إشارة للجيش السوري حينها وبحل جميع الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها وبسط سيطرة الحكومة على جميع الأراضي اللبنانية): «إن الدعوات الصادرة عن فئات عدة من السكان اللبنانيين من أجل التنفيذ الكامل للقرار 1559 ورفْضها حيازة السلاح خارج نطاق سلطة الدولة تشير إلى أن احتفاظ حزب الله بالسلاح لايزال مسألة مثيرة للانقسام داخل المجتمع اللبناني». وكرر حضّ «الحكومة والجيش في لبنان على اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع حزب الله والجماعات الأخرى من الحصول على الأسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج نطاق سلطة الدولة في انتهاك للقرارين 1559 و1701». واعتبر أن «الضربات التي يشنّها جيش الدفاع الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية تقوّض الأمن وتزيد من حدة التوترات». على أن البارز في التقرير مقاربته الأزمة الرئاسية المتمادية في لبنان منذ 1 نوفمبر 2020 بـ «تفعيله» البند في القرار 1559 الذي نص حينها على «تأييد عملية انتخابية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية المقبلة تجري وفق قواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي»، وهو البند الذي أريد منه آنذاك منْع التمديد الذي عاد وحصل (بعد نحو 24 ساعة) للرئيس اميل لحود ما فَتَح على البلاد «بوابةَ جهنم» من اغتيالات سياسية، كان أبرزها للرئيس رفيق الحريري وكوكبة من قادة ما عُرف بـ«ثورة الأرز». فغوتيريس اعتبر أنه «لا يمكن معالجة الأزمة المتعددة الجوانب في لبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وتنفيذ إصلاحات شاملة»، داعياً القادة اللبنانيين «إلى تغليب المصلحة الوطنية والعمل معاً للخروج من المأزق السياسي الذي طال أمده لِما فيه مصلحة جميع الطوائف والناس في لبنان». وناشد النواب اللبنانيين «الاضطلاع بواجبهم الدستوري في انتخاب رئيس جديد من دون مزيد من التأخير في انتخابات رئاسية حرة نزيهة وفقاً للقواعد الدستورية اللبنانية الموضوعة من دون تدخل أو نفوذ أجنبيين تماشياً مع القرار 1559»...

الجيش الإسرائيلي: صواريخ أُطلقت من لبنان تسبب حريقاً في بلدة شلومي الحدودية

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق عدة صواريخ من لبنان على مناطق مختلفة في شمال إسرائيل؛ ما تسبب في نشوب حريق في بلدة شلومي الحدودية. وبحسب موقع «تايمز أوف إسرائيل»، توجه رجال الإطفاء إلى مكان الحادث ويعملون على إخماد الحريق. في هذه الأثناء، قال الجيش إن طائرات مقاتلة إسرائيلية أسقطت طائرتين مسيرتين كانتا متجهتين نحو إسرائيل من لبنان. ويقول الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت أيضاً مبنى يستخدمه «حزب الله» في عيتا الشعب بجنوب لبنان.

«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

بيروت: «الشرق الأوسط».. قال «حزب الله» اللبناني، إنه قصف موقعاً للجيش الإسرائيلي في المالكية جنوب لبنان في ساعة مبكرة اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنه حقق «إصابات مؤكدة». وأوضح «حزب الله» في بيان، أن القصف يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‌‌‏والشريفة». وأضاف: «بعد رصد ‏وترقب لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية استهدفها مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية.. بقذائف المدفعية وحققوا ‏إصابات مؤكدة».

نار الحرب تستعر عند الحدود اللبنانية

مقتل 6 عناصر لـ«حزب الله» وجندي إسرائيلي في المواجهات

بيروت: «الشرق الأوسط».. قُتل 6 عناصر من «حزب الله»، بين مساء الأربعاء والخميس، فيما أعلن عن مقتل جندي إسرائيلي في هجوم نفّذه الحزب على أحد المواقع العسكرية، وسط تطور لافت في وتيرة العمليات العسكرية للحزب ونوعيتها. وأكد أكثر من مصدر مقتل 4 عناصر في «حزب الله» في غارة إسرائيلية، استهدفت سيارتهم الخميس في جنوب لبنان، فيما لم يعلن الحزب إلا عن 3 منهم. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بـ«سقوط شهيدين وجريحين، أحدهما في حال الخطر جراء غارة استهدفت سيارة نقل صغيرة من طراز (رابيد) على طريق بافليه (قضاء صور)»، في حين أكد «الدفاع المدني» ومصدر أمني سقوط 4 قتلى في الغارة، ليعود «حزب الله» وينعى 3 عناصر في صفوفه. وأشار الدفاع المدني اللبناني إلى «سقوط 4 شهداء»، وأن فرقه تعمل على «إخماد حريق شبّ داخل سيارة من نوع (رابيد) استهدفتها غارة جوية إسرائيلية على طريق عام بافليّه». وقال المصدر الأمني اللبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «قُتل 4 من مقاتلي (حزب الله) في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار على سيارتهم من نوع (رابيد) في (بلدة) بافليّه» التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل. ولاحقاً، نعى «حزب الله» 3 من عناصره، هم علي أحمد حمزة من بلدة دبعال وسكان بلدة المجادل في جنوب لبنان، وأحمد حسن معتوق من بلدة صير الغربية، وحسين أحمد حمدان من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد ساعات على نعيه عنصرين مساء الأربعاء. هما مصطفى علي عيسى من بلدة الدلّافة في البقاع الغربي، وحسن محمد إسماعيل من بلدة كفرفيلا الجنوبية. والعنصران اللذان قتلا الأربعاء، كانا قد سقطا في غارة أخرى على بلدة العديسة الحدودية، إضافة إلى 3 عناصر في «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية)، قتلوا الأربعاء، في غارة استهدفت منزلاً في بلدة الخيام جنوب لبنان. وهي المرة الأولى التي ينعى فيها «حزب الله» عناصر له، منذ نحو أسبوعين، حيث لم يعلن عن تسجيل خسائر في صفوفه، بعدما كانت قد شهدت المرحلة السابقة تفاوتاً في أعداد الخسائر بين فترة وأخرى. ولاحقاً، أعلن الحزب أنه شنّ هجوماً بطائرة انقضاضية استهدفت القيادة العسكرية لإدارة القوات الإسرائيلية في مستعمرة كفار جلعادي. كما أعلن عن استهداف مستعمرة شلومي بـ«صاروخ ثقيل». في المقابل، وبعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن عن مقتل 3 من جنوده هذا الأسبوع في الشمال، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عنه، الخميس، تأكيد مقتل أحد جنوده في هجوم لـ«حزب الله» على موقع عسكري قرب موقع المالكية جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الجندي هو حايم سابخ، وعمره 20 عاماً. وفي سياق المواجهات التصعيدية المتواصلة بين الطرفين، أعلن «حزب الله» عن استهداف مقاتليه بعد ظهر ‌‏الخميس «إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخراً في موقع ‏راميا بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها».‏ كذلك أعلن «حزب الله» عن استهدافه «مركزاً ‏قيادياً مستحدثاً للعدو الإسرائيلي في مستعمرة نطوعة بقذائف المدفعية». وبعد الظهر، أفاد مراسل قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بأن «مسيرة انقضاضية قادمة من لبنان انفجرت بهدف للعدو داخل مستعمرة المطلة بعد محاولات اعتراضية للقبة الحديدية والطيران الحربي»، لافتاً إلى «أحد الصواريخ الذي أطلقته الطائرات الحربية أثناء محاولات اعتراض المسيرة الانقضاضية انفجر في أطراف مدينة الخيام محدثاً دوي غارة جوية»، وأفاد كذلك باستهداف محيط مستعمرة شلومي بصاروخ ثقيل. يأتي ذلك بعدما كان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، قد حذّر الأربعاء من أن الأشهر المقبلة «قد تكون صيفاً ساخناً» على الجبهة الشمالية، قائلاً إن هناك حاجة إما إلى اتفاق دبلوماسي أو حل عسكري لاستعادة الأمن. وكان «حزب الله» قد تبنى تنفيذ أكثر من 10 هجمات ضد أبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي، وتحركات جنود ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل، أطلق في عدد منها مسيّرات انقضاضية وصواريخ موجهة. ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود، يعلن «حزب الله» مراراً استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و«إسناداً لمقاومتها». ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي، يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. وأسفر التصعيد عن مقتل 399 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم ما لا يقلّ عن 257 من مقاتلي «حزب الله» و77 مدنياً، وفق حصيلة «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً و9 مدنيين.

«حزب الله» ينتقل من «ضبط النفس» إلى استراتيجية «الضغوط القصوى»

ترقب زيادة عمليات «محور الممانعة» مع بدء اجتياح رفح

هل يكون جنوب لبنان الهدف التالي للدبابات الإسرائيلية؟

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. بات واضحاً أن ما قبل انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح لن يكون إطلاقاً كما بعده، بما يرتبط بالوضع على جبهة جنوب لبنان. فـ«حزب الله»، ومن خلفه محور «الممانعة» الذي ينتمي إليه، اتخذ قراراً بزيادة الضغط العسكري على إسرائيل، في مسعى للحد من عملياتها في رفح، باعتبار أن سقوط المعقل الأخير لحركة «حماس» في غزة سيعني عملياً خسارة هذا المحور الحرب، كما أنه سيمهد، بحسب الخبراء، لعملية واسعة تشنها إسرائيل ضد «حزب الله». ومنذ إعلان تل أبيب السيطرة على معبر رفح وبدء عملياتها شرق المدينة، بالتزامن مع ترنح مفاوضات الهدنة، كثّف «حزب الله» بشكل غير مسبوق عملياته باتجاه شمال إسرائيل، بهدف إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين، ما يطرح علامات استفهام كبيرة عمّا إذا كانت طهران وحلفاؤها سيعمدون لتوسيع القتال على الجبهات في مسعى استباقي لمنع سقوط رفح.

استراتيجية «الضغوط القصوى»

ويُخشى أن يؤدي الأداء العسكري الجديد لـ«حزب الله» إلى جر المنطقة ككل إلى الحرب الموسعة التي تريدها تل أبيب وتسعى إليها منذ فترة، في مقابل اعتماد محور «الممانعة» طوال المرحلة الماضية ما أسماه استراتيجية «ضبط النفس». ويقول مصدر مطلع على جو «حزب الله»، إنه «تم فعلياً الانتقال من سياسة ضبط النفس إلى استراتيجية الضغوط القصوى؛ بهدف تثبيت معادلات الردع في آخر مرحلة من مراحل الحرب على غزة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأداء العسكري الحالي مدروس جداً؛ كي لا يؤدي إلى حرب موسعة لطالما أرادتها إسرائيل».

«حزب الله» الهدف التالي

ويشير العميد الركن المتقاعد بسام ياسين إلى أن «حزب الله» وإيران وحلفاءهما «كانوا واضحين منذ البداية، بحيث أكدوا أنه لن يتم السكوت عن معركة رفح، لذلك سيحصل ضغط من كل الجبهات، وبخاصة جبهة الجنوب اللبناني، من دون أن تتدخل إيران بشكل مباشر؛ لأن ذلك سيعني حينها حرباً بين دولتين»، موضحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «كلما زاد الضغط على رفح سيكون هناك ضغط إضافي مما يسمى جبهات الدعم، وإن كان ذلك لا يؤثر من الناحية العسكرية على رفح؛ إذ إن لكل منطقة وحداتها القتالية، إنما التعويل على أن يؤدي سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين إلى ضغط من قبل الرأي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية للتهدئة والسير مجدداً بالهدنة». ويرى ياسين أنه «في حال انتصرت إسرائيل في غزة، فـ(حزب الله) سيكون الهدف التالي، لذلك سيبذل هو وإيران قصارى جهدهما لمنع سقوط رفح»، لافتاً إلى أن «ضغطه العسكري مدروس بما لا يؤدي إلى جر البلد ككل والمنطقة إلى حرب، وإلا لكنا وجدناه يطلق 10 آلاف صاروخ يومياً». ويضيف: «لذلك نرى اليوم نوعاً من التوازن في القصف؛ لأن الإسرائيلي كذلك لا يريد اليوم الحرب، وهو يخطط لها بعد الانتهاء من غزة».

تطوير التكتيكات

في المقابل، يرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما) رياض قهوجي، أن «(حزب الله) لجأ مؤخراً إلى تغيير وتطوير التكتيكات المعتمدة لإيقاع خسائر أكثر في الجانب الإسرائيلي، لكنه لم يوسّع القصف ولا يسعى إلى الحرب الموسعة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نتنياهو هو الذي كان وما زال يسعى لتوسعة الحرب لمصالح حزبية وشخصية، وهو إذا وجد نفسه مضغوطاً في جبهة رفح، فسيعمد لتجميدها للانتقال إلى جبهة لبنان، كما أنه إذا حقق أهدافه في رفح، ومنها تحرير الأسرى، فقد ينتقل أيضاً إلى توسعة العمل على الجبهة الشمالية». ويضيف: «الجانب الإيراني يسعى لاحتواء الأمور بعدما أيقن أن سياسة توحيد الساحات لم تأت بالنتائج المرجوة، إنما بالعكس، خلقت مشكلة له عند كل جبهة، خاصة بعد الاحتكاك المباشر بينه وبين إسرائيل، لذلك ما يهمه راهناً هو احتواء ووقف هذه الحرب».



السابق

أخبار وتقارير..متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في جامعة أمستردام..موظفون بالاتحاد الأوروبي يحتجون على حرب إسرائيل في غزة..الشرطة تخلي اعتصاماً تضامنياً مع غزة في جامعة جورج واشنطن..الحراك الطلابي الدولي يتوسع.. طلبة إسبانيا يعتصمون دعماً لفلسطين..أوكرانيا تقر تجنيد المساجين..بعد هجوم جوي روسي على منشآت طاقة بأوكرانيا..إعلان حالة التأهب في ليبيتسك..التوتر بين روسيا وأوروبا يقترب من الذروة اتفاق أوروبي على استخدام أموال موسكو لمساعدة كييف..لندن ستطرد الملحق الدفاعي الروسي بتهمة التجسس..وموسكو تتعهد بالرد المناسب..الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين..الرئيس الصربي يعلن أمام نظيره الصيني: تايوان هي الصين.."تحذير لم يٌسمع".. أوروبا تتحرك بمواجهة "التجسس الصيني"..صربيا تعتبر الصين «الشريك الأفضل» وشي يخاطب «أوروبا الشرقية» من بودابست..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف التصدير؟..محادثات هدنة غزة..تحفظات إسرائيلية والجولة "انتهت"..«حماس»: «كرة الهدنة» في ملعب إسرائيل بالكامل..البنتاغون: بدء إيصال المساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام..اشنطن: هيكل حكم جديد بغزة بديل أفضل لعملية كبيرة في رفح..بعد تهديد بايدن..نتانياهو: سنقاتل بأظافرنا.. الرئيس الأميركي هدد بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا اجتاحت رفح..مصر والأردن: الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية الحل الوحيد للصراع..«أسلحة حرب المدن»..ُشعلها بين بايدن ونتنياهو..بن غفير ينشُر كلمة بايدن وبجانبها رمز قلب حب وكلمة «حماس»..الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاقها..ماذا نعرف عن العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات إلى غزة؟..

A Gaza Ceasefire..

 الأحد 9 حزيران 2024 - 6:33 م

A Gaza Ceasefire... The ceasefire deal the U.S. has tabled represents the best – and perhaps last… تتمة »

عدد الزيارات: 160,704,949

عدد الزوار: 7,174,674

المتواجدون الآن: 143