«اليونيفيل» أجرت تمريناً على الفرار من «ملعب النار» عندما تقتضي الحاجة

حرب الـ 2010 بين إسرائيل و«حزب الله» برّية وحدودها ... مدينة صيدا

تاريخ الإضافة الخميس 13 آب 2009 - 12:31 م    عدد الزيارات 3265    التعليقات 0    القسم محلية

        


خاص - «الراي» |

بدا اخيراً وكأن «الحرب النائمة» بين اسرائيل و«حزب الله» على شفير «الساعة صفر» ... تقارير عن مناورات اسرائيلية متواصلة في الداخل وعلى الحدود مع لبنان، وتقارير مماثلة عن استعدادات عسكرية بوتيرة عالية لـ «حزب الله» جنوب نهر الليطاني وشماله. تهديدات للقادة الاسرائيليين وبـ «مكبرات الصوت» بحرب مدمّرة على كل لبنان، وتوعّدات من قادة «حزب الله» بجعل حرب يوليو 2006 مجرد «مزحة» وبمعادلات جديدة تجعل الضاحية الجنوبية لبيروت مقابل تل ابيب.
امام هذه «الصحوة المفاجئة» لـ «الحرب النائمة»، تصبح الاسئلة الاكثر إلحاحاً هي: متى تقع الحرب وفي اي «توقيت»؟ مَن يكبس على الزر اولاً؟ واين ستدور؟ بأي سلاح وما سيناريواتها المحتملة؟
مصادر وثيقة الصلة بـ «حــــزب الله» قــــالــــت لـ «الراي» ان الحرب حتمية لكنها مستبعدة في وقت قريب، مشيرة الى ان تعاظُم التهديدات الاسرائيلية يعود لأهداف «تكتيكية» ترتبط بحسابات داخلية وخارجية لحكومة تل ابيب وربما بالسعي لاستنهاض الضغوط على «حزب الله».
وكشفت المصادر ان الحرب الاسرائيلية المقبلة، المرجحة في العام 2010، ستكون برية وحدودها صيدا (عاصمة جنوب لبنان)، لافتة الى ان الاسرائيليين «استخلصوا» من تجربة حرب يوليو ان الحرب الجوية ومهما كانت قاسية لا يمكن ان تبدّل من الوقائع الميدانية او تؤدي الى تغيير قواعد اللعبة.
وذكرت المصادر عينها أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك كان كشف صراحة عن عزمه على زج خمس فرق من جيشه في حرب الهدف منها القضاء على بنية «حزب الله» وإبعاده عن شمال فلسطين المحتلة، ما يعني ان الحرب ستكون برية في الدرجة الاولى، اضافة الى الدور الذي سيلعبه سلاح الطيران ولكن عن بُعد.
وفي تقدير تلك المصادر ان الاسرائيليين يعتقدون ان توغلاتهم البرية حتى صيدا تمكّنهم من تعطيل القدرة الصاروخية للحزب التي ستكون بحكم «الساقطة عسكرياً» في قبضة الاحتلال بعد الزج بجيشه والعمل على تدمير المخابئ والملاجئ المحصنة في الجنوب.
واشارت المصادر الوثيقة الصلة بـ «حزب الله» الى ان الحرب تشكل «حاجة» للاسرائيليين الذين يجدون في تعاظُم قوة «حزب الله» خطراً استراتيجياً اكثر مما هم مولعون بالانتقام لهزيمتهم في حرب يوليو 2006، كاشفة عن ان الاسرائيليين «يرغبون» في الاطمئنان الى مسألتين قبل القيام بمغامرتهم الجديدة هما:
> ضمان عدم وجود قيادة عسكرية لبنانية متعاونة مع الحزب لأن من شأن ذلك الحفاظ على قدرة «الامداد والإسناد» لدى الحزب.
> الحاجة الى قطع الرئة التي يتنفس منها الحزب عبر تحييد سورية لقطع خط الامداد والتواصل مع ايران.
واذ قللت المصادر عينها من شأن الكلام عن ان توقيت الحرب يتصل بالملف الايراني «لان ايران قادرة في حال تعرضها لحرب اسرائيلية على الرد وهي تملك صواريخ اكثر دقة وأبعد مدى من التي يملكها الحزب»، لم تستبعد مشاركته في الحرب اذا تحولت اقليمية واستهدفت سورية على وجه الخصوص.
ولم تشأ تلك المصادر الكشف عن المزيد من توقّعاتها حول «بنك الأهداف» المحتمل لاسرائيل، لكنها كشفت عن ان الحزب قام بعملية تبديل واسعة النطاق لمخازن الاسلحة والمخابئ وكل ما يتصل بعمله اللوجستي بعدما كشفت عملية تهاوي شبكات التجسس لمصلحة اسرائيل عن «خرق خطر» عبر احد القريبين من الجو الداخلي للحزب، ومن غير المستبعد القيام بعمليات تبديل اضافية.
ولماذا حال الجهوزية الدائمة وكأن الحرب على الابواب ما دام «حزب الله» يستبعد حرباً قريبة؟ تجيب المصادر القريبة من الحزب، الذي ينشط للوفاء بوعده بالانتقام لاغتيال مسؤوله العسكري عماد مغنية، انه يبقي على أهبة الاستعداد في صفوفه لملاقاة ما يصفه بـ «الموفّقية» في الوصول الى احد الاهداف التي يريدها انتقاماً لاغتيال «الحاج رضوان»، اي الحاج عماد مغنية.
ورغم ان هذه المصادر لم تشأ تأكيد المعلومات عن ان «امراً ما» حال دون هذه «الموفّقية» في أذربيجان والقاهرة، فإنها لمحت الى ذلك من خلال قولها ان «حزب الله»، الذي لم ينجح حتى الان في اصطياد هدف يليق بالمستوى العسكري لمغنية، لن يتهاون في العمل للوفاء بوعده.
وهكذا فإن الحزب الذي يعمل للحرب وكأنها واقعة غداً لم يعد يأبه كثيراً لطائرات الـ «M.K» الاسرائيلية، التي تقوم بعمليات رصد فوق الجنوب، فهو يعمد الى حفر المخابئ والخنادق امام الملأ، غير مكترث لا للاسرائيليين ولا لقوات «اليونيفيل» المعززة العاملة في جنوب لبنان. هذه القوات التي بدأ ينتابها الشعور بأنها وفي اي لحظة ستجد نفسها «بين ناريْن».
وعلمت «الراي» ان «اليونيفيل» أجرت اخيراً «بروفة» لعملية هروب من «ملعب النار» اذا نشبت الحرب، فتبيّن انها تحتاج الى خمسة ايام للفرار بنفسها والمغادرة. وربما لهذا السبب استبعدت المصادر الوثيقة الصلة بـ «حزب الله» امكان تعرض اسرائيل لمطار رفيق الحريري الدولي، اقله في الاسبوع الاول من الحرب بغية تمكين القوات الدولية من الرحيل. اما في حال تعذُّر مغادرتها جواً عبره، فإنها تنفذ «الخطة ب» من خلال نزوحها عبر البحر.
وفي اشارة الى عدم استبعاد تنفيذ اسرائيل لتهديداتها بتدمير البنى التحتية اللبنانية في الحرب المقبلة، كشفت المصادر عن وجود «محطات كهرباء» وصلت من دولة اقليمية تحسباً لمثل هذا الاحتمال وسيتمّ وضعها «في الخدمة» اذا قامت اسرائيل بتدمير المنشآت الكهربائية.
ولفتت المصادر عينها الى ان الحرب لن تكون نزهة بالنسبة الى الاسرائيليين، فـ «حزب الله» نجح في تطوير قدرته الصاروخية نوعاً وكماً، وأصبح يملك صواريخ قادرة على التفوق على التعديلات التي أجريت على الجيل الرابع من دبابات «الميركافا»، وسيستخدم تكتيكات مفاجئة في التعامل مع الغزو البري.
وقال شهود عيان لـ «الراي» ان عطلة الصيف سمحت لـ «حزب الله» بتجنيد المزيد من الشبان في جنوب لبنان. وصار مشهد الشبان الذين تقلّهم الفانات في السادسة من كل صباح مألوفاً في قرى الجنوب، حيث ينخرطون في عمليات حفر الخنادق، وهذه المرة داخل القرى والدساكر، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الحرب ستكون برية، وربما تقتضي المناورات العسكرية جرّ الاسرائيليين للدخول الى أرض الجنوب لإيقاع اكبر الخسائر بهم.

المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,743,997

عدد الزوار: 6,963,711

المتواجدون الآن: 69