أخبار لبنان..الإحتلال يمارس «إرهاب المجازر» بعد تصاعد الضربات الصاروخية..تفاهم لبناني - إيطالي على تنفيذ الـ1701.. وباسيل يلهث وراء جعجع..ورئيس «القوات» يراعي خاطر الكنيسة..رميش في حِمى الجيش بعدما رفضت زجّها في "المُشاغلة"..علاقة «عضوية» تربط الجماعة الإسلامية في لبنان بحركة «حماس».. إسرائيل تشن منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية..بلدات جنوبية ترفض صواريخ حزب الله مع اتساع الانقسام السياسي..جبهة جنوب لبنان على كف التحوّلات..من مانهاتن إلى غزة..يوم دموي يغرق لبنان في مناخات الحرب..القمة العربية بالبحرين تضاف إلى أجندة الأحداث التي يغيب عنها رئيس لبنان..وقف النار في غزة يثير المخاوف اللبنانية من توسعة الحرب..

تاريخ الإضافة الخميس 28 آذار 2024 - 2:04 ص    عدد الزيارات 646    التعليقات 0    القسم محلية

        


الإحتلال يمارس «إرهاب المجازر» بعد تصاعد الضربات الصاروخية..

تفاهم لبناني - إيطالي على تنفيذ الـ1701.. وباسيل يلهث وراء جعجع..ورئيس «القوات» يراعي خاطر الكنيسة..

اللواء...قفز الاهتمام المحلي والدبلوماسي إلى حجم المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي، سواء في غزة او جنوب لبنان، ومخاطر استمرارها على ما يجري عند طرفي الحدود. فبعد الغارة التي ادت الى استشهاد 7 مسعفين من بلدة الهبارية، ارتكبت دولة الاحتلال ليل امس مجزرة مماثلة في بلدة الناقورة، فتحدثت المعلومات عن استشهاد 6 اشخاص في الغارتين على الناقورة وطير حرفا. ولم تتأخر المقاومة في الرد على مجزرة الهبارية، فانهالت صواريخها على مستعمرة كريات شمونة، وتحدثت المعلومات عن قتلى وجرحى في صفوف المستوطنين والجيش الاسرائيلي، فيما شيَّعت البلدة واهالي العرقوب الشهداء الى مثواهم الاخير. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الاتصالات الجارية من أجل حل ديبلوماسي لتطورات جبهة الجنوب غير متقدمة وهي تنتظر ما قد تسفر عنه هدنة غزة، ورأت أن العدوان الإسرائيلي الأخير على بعض المناطق ولاسيما الهبارية قد لا يمر من دون رد من حزب الله، مشيرة إلى أن تهديدات العدو بشأن جبهة الجنوب تتزايد. إلى ذلك، رأت هذه المصادر أن عددا من الملفات المحلية يفترض بها أن يتظَّهر إما حلها أو تأجيلها ولعل أبرزها استحقاق الانتخابات البلدية، في حين أن الحكومة تتجنب التداول بأي تأجيل، أو حتى الدخول في نقاش بالملف، واعلنت أن لا جلسة للحكومة قبل الأعياد. سياسيا، أوضحت المصادر نفسها أن ما من حركة جديدة في الملف الرئاسي والبلاد دخلت في عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي . وسط ذلك، تلقَّى الرئيس نجيب ميقاتي دعوة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة  للمشاركة في إجتماع الدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وذلك يوم الخميس 16 أيار 2024.

ميلوني في بيروت

وفي اطار الاهتمام الاوروبي والدولي بما يجري في الجنوب، وصلت مساء امس الى مطار رفيق الحريري الدولي رئيسة وزراء ايطاليا جورجينا ميلوني واستقبلها الرئيس نجيب ميقاتي، قبل ان ينتقلا الى السراي الكبير، حيث اقيمت لها مراسم استقبال رسمية، قبل عقد المحادثات الرسمية. والغاية المعلنة من الزيارة تفقد الكتيبة الايطالية العاملة في عداد قوات حفظ السلام في جنوب لبنان. وخلال الاجتماع، كرر الرئيس ميقاتي الالتزام بالقرارات الدولية كافة، لا سيما القرار 1701، وضرورة ان تلتزم اسرائيل التزاماً كاملاً بتطبيقه. وعبّر الرئيسان ميقاتي وميلوني عن ارتياحهما لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 2728 القاضي بوقف اطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، وابديا تطلعهما الى أن يتم تطبيقه وأن يتحوّل الى وقف اطلاق نار مستدام. كما شكر الرئيس ميقاتي نظيرته الايطالية على دعم بلادها المستمر  للجيش وتعزيز قدراته لتمكينه من القيام بكل المهام المنوطة له. ورأى أن مساهمة ايطاليا الدائمة في عداد قوات «اليونيفيل» هي تأكيد على التزام ايطاليا بسلامة لبنان واستقراره وصون وحدة اراضيه. وشدد الرئيسان على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الامر الاساسي لتطبيق الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة واطلاق عجلة النهوض الاقتصادي. دبلوماسياً، كشفت وزارة الخارجية انها اودعت الامانة العامة لمجلس الوزراء، بناء على مداولات الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء تاريخ ١٩ آذار ٢٠٢٤، نسخاً من  الرسائل والشكاوى البالغ عددها ٢٢ ضد إسرائيل الموجهة إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولي، عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، منذ بدء الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان في شهر تشرين الاول الماضي. وقد وثق لبنان عبر هذه الشكاوى، خروقات إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي  ١٧٠١، وحث أعضاء مجلس الامن مجتمعين على ادانة هذه الاعتداءات، وطالبهم بلجم انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية والحؤول دون نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق. كما تضمنت أيضا بعض هذه الشكاوى ردود لبنان المفصلة على ادعاءات اسرائيلية تتهم فيها لبنان بخرق القرار ١٧٠١. كذلك طرح لبنان في رسائله الى مجلس الامن الدولي خارطة طريق، وتصوراً لتحقيق استقرار مستدام في الجنوب اللبناني من خلال التطبيق الشامل والمتكامل لقرار مجلس الامن ١٧٠١. سياسياً، اطبق الخواء على الاجواء بالكامل، فلا اهتمام بأي شأن في عطل الاعياد، سواء الجمعة العظيمة والفصح المجيد والفطر السعيد، بدءاً من منتصف الاسبوع الاول من نيسان.

وحسب مصادر على اطلاع، فلا شيء في الأفق، والجمود سيد الموقف.

وعلى المستوى المسيحي، تحدثت بعض المصادر عن سعي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى «خطب ود» رئيس حزب «القوات اللبنانية» عبر التوصل الى تفاهم يشبه التفاهم الذي ادى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية قبل اكثر من سبع سنوات. وحسب المصادر، فهذا التفاهم المنظور، يهدف الى منع وصول النائب السابق سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة الاولى وكذلك قائد الجيش العماد جوزاف عون. وفي هذا المجال، يشار الى ان جعجع استغرب عدم اعتماد الآلية الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً طاولة الحوار التي يدعو اليها الرئيس نبيه بري بأنها ملهاة. واعتبر جعجع في حوار مع تلفزيون لبنان ليل أمس ان لا خط تاريخياً للتيار الوطني الحر، وهو لا يتجنى على باسيل في قول ذلك، مشيراً الى ان التيار العوني استطاع في مطلع التسعينيات تدمير المنطقة الحرة واسقط نحو 1000 قتيل تحت شعار توحيد البندقية، وقال: شارك التيار العوني في السلطة منذ 15 عاماً وما طلع منه شيء. واعتبر ان مشاركة القوات في لقاء بكركي أتى لأسباب، في طليعتها من «أجل الكنيسة» معرباً عن عدم اقتناعه بنتيجة اللقاء. على صعيد الوضع الجنوبي، نقل عن قيادات اسرائيلية في الجيش انه بحاجة الى تجنيد مقاتلين بما لا يقل عن 20 الفاً للاستعداد للحرب في الشمال (اي على الجبهة اللبنانية).

حزب الله يتصدَّى

ميدانياً، اعلن حزب الله تصديه لطائرة مسيرة اسرائيلية في اجواء رب الثلاثين - العديسة واجبر الطائرة على التراجع.. وفيما كشف الجيش الاسرائيلي عن الاغارة على مبنى في طير حرفا وآخر في الناقورة، نعت كشافة الرسالة احد الكشفيين شهيداً في الغارة على مقهى في الناقورة، ويدعى حسين احمد جهير وعلي احمد مهدي من حركة امل - الناقورة وسقط لحزب الله علي عباس يزبك. كما نعى حزب الله الشهيدين المسعفين كامل فيصل شحاذة وحسن حسين حسن اللذين قضيا في الغارة على طير حرفا وعلي محسن عقيل من حزب الله. الى ذلك تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن ان صواريخ حزب الله على كريات شمونة ثقيلة وتحمل رأساً متفجراً كبيراً وتسببت اضراراً فادحة. ونقل عن نائب رئيس بلدتي كريات شمونة ما بقي منها ارض محروقة والمستوطنون لن يعودوا قبل الهدوء التام.

"حزب الله" في مرمى الغارات الإسرائيلية من سوريا إلى لبنان

رميش في حِمى الجيش بعدما رفضت زجّها في "المُشاغلة"

نداء الوطن..وسط تصاعد المواجهات بين إسرائيل و»حزب الله»، اختار الأخير أمس بلدة رميش الجنوبية الحدودية كي يضمها الى جبهة «المُشاغلة». وكأنه لم يُكتفَ من الأضرار التي لحقت بالجنوب منذ 8 تشرين الأول، فجرى توسيع الخسائر لتشمل رميش التي لا يزال يقطنها نحو 6 آلاف من سكانها متمسكين بالبقاء فيها. غير أنّ رفض الأهالي توريط بلدتهم في أتون الخراب أدّى الى تدخل الجيش للحفاظ على أمن البلدة. وعلمت «نداء الوطن» أنّ تدخل الجيش تمّ التطرّق اليه في مجلس الأمن المركزي الذي كان مجتمعاً وقت الحادث برئاسة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي. وروى رئيس بلدية رميش ميلاد العلم وقائع ما حصل، فقال إنّ مجموعة حزبية وصلت في سيّارتَين الى البلدة صباح أمس، بهدف إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل من داخل حيّ سكني، فاعترضها أحد السكان. وأوضح «أنّ المشكلة هي في عمليّة إطلاق الصّواريخ من داخل الأحياء السّكنيّة، بينما ليس هناك من مشكلة في حصول ذلك من «المشاعات»، مؤكّداً «أنّنا أكثر النّاس ضدّ العدو الصّهيوني». وفي حين تمنّى العلم أن تكون الرّسالة قد وصلت، أشار إلى أنّه لم يتمّ التّواصل معهم إلّا من قبل الجيش اللبناني، حيث حضرت دوريّة إلى المكان بعد الإبلاغ عن الحادث. ويروي أحد سكان رميش أنه قرابة التاسعة صباحاً تنبّه أهالي أحد أحياء رميش المأهول بالسكان، إلى وجود حركة غريبة لسيارتين مدنيتين زجاجهما داكن ومن دون لوحات تجولان في أحيائه، وتحديداً قرب ثانوية رميش الرسمية ومبنى «الندوة الثقافية». فاقترب من إحداهما أحد الأشخاص ( ف.م). وتبيّن له أن ثمة عناصر تعمل على وضع منصة صواريخ «كورنيت» في هذه النقطة السكنية، فحصل تلاسن مع العناصر وفضّل الإنسحاب، إلا أنه أبلغهم أنه سيتوجه إلى البلدة لإبلاغ الأهالي. وفعلاً انتقل هذا المواطن على الفور الى كنيسة البلدة وباشر قرع الجرس ما أدى الى تقاطر الناس لتبيان الأمر. وسارع بعض الأهالي الى إستدعاء الجيش اللبناني، فحضرت دورية لمتابعة الوضع. كما أقدم بعض الأهالي على إقفال طرق فرعية بين رميش وعيتا الشعب المجاورة، بالسواتر الترابية، في محاولة لمنع المسلحين من إستخدام أراضي البلدة منصة للقصف. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول عناصر من «حزب الله» وفصائل موالية له التسلل إلى بلدة رميش الحدودية بهدف تثبيت منصات صواريخ «الكاتيوشا» وسواها في أراضٍ زراعية وأحراج الصنوبر وتوجيهها نحو الداخل الإسرائيلي. ويذكر أنّ أهالي رميش التي تقطنها حوالى 1200 عائلة، كانت تستعد لإحياء رتبة جناز المسيح في الجمعة العظيمة والإحتفال بيوم القيامة أحد الفصح. وكان أطفال رميش ودبل وعين إبل مشوا في زياح الشعانين الأحد الفائت. وكتبت كتلة «تجدد» النيابية على حسابها على منصة «إكس»: تعريض المدنيين غصباً عنهم في القرى والبلدات الجنوبية لخطر الهجمات الإسرائيلية مرفوض. ندين ما حصل في رميش حيث حاول «حزب الله» إطلاق الصواريخ من جوار البلدة، ونطالب الحكومة بتكليف الجيش وقوات الطوارئ الدولية الحفاظ على أمن اللبنانيين وحياتهم، ونعيد المطالبة بتطبيق القرار 1701 تفادياً لتعريض لبنان لخطر الحرب». كما كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب الياس اسطفان على منصة «إكس»: «رميش صرخت باسم لبنان السيّد الحرّ المستقل». وفي التطورات الميدانية أيضاً، قُتل شخصان وأُصيب ثالث في ضربة إسرائيلية استهدفت مساء أمس منطقة بعلبك، وذلك بعدما استهدفت غارة منفصلة منطقة الهرمل على بعد نحو 130 كيلومتراً من الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وقال مصدر في «حزب الله» لم يشأ كشف هويته لـ»وكالة فرانس برس» إن القتيلَين ينتميان إلى «الحزب». وفي وقت سابق، استهدفت ضربة إسرائيلية وادي فعرا القريب من مدينة الهرمل. وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في منشور على منصة «إكس» إلى أنّ السلطات المحلية «لم تبلّغ عن وقوع إصابات جراء الغارة الإسرائيلية». وأعلن «حزب الله» في وقت لاحق استهداف «ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل بأكثر من 50 صاروخ «كاتيوشا». وفي سياق متصل، قتل ما لا يقّل عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران ومدني في ضربات جوية ليلية استهدفت مواقعهم في منطقة دير الزور بشرق سوريا، على ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأعلنت السفارة الإيرانية لدى سوريا في منشور على منصة «إكس» مقتل أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما حمّلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية «الكيان الصهيوني» مسؤولية الهجوم الذي قضى فيه «بهروز وحيدي في دير الزور». وأوضح المرصد أنّ «الضربات الجوية جرت بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور العسكري» مساء الإثنين. وترددت معلومات أنّ الطائرة كانت تنقل ذخائر لـ»حزب الله». وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس قبل اجتماعه بنظيره الأميركي لويد أوستن في البنتاغون: «نواجه تهديداً وعدواناً غير مسبوقين من»حزب الله» على الجبهة الشمالية، وسنبحث ذلك مع اوستن، فالأمر لم يعد مقبولاً». وعلّق غالانت على إقرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، قائلاً: «وقف الحرب في غزة قد يقرّب حرباً على الجبهة الشمالية مع «حزب الله». وعلى صعيد آخر، يتحدث الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله مساء الجمعة المقبل في إطار إحياء الليلة الأولى من ليالي القدر.

علاقة «عضوية» تربط الجماعة الإسلامية في لبنان بحركة «حماس»

غزة: «الشرق الأوسط».. بين تنظيم «الجماعة الإسلامية» في لبنان الذي قُتل سبعة مسعفين في مركز تابع له في غارة إسرائيلية ليل الثلاثاء - الأربعاء، وحركة «حماس»، علاقة وثيقة تنعكس تعاوناً في القتال في الجنوب اللبناني منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. وقال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، علي أبو ياسين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم (الأربعاء): «كل القوى التي تعمل في الجنوب اللبناني تنسق بين بعضها البعض». ومنذ بدء التصعيد قبل نحو ستة أشهر، أعلنت «الجماعة الإسلامية» مسؤوليتها عن عدة هجمات شنت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل تشمل «عمليات مشتركة مع حماس» بحسب قيادي في الجماعة طلب عدم الكشف عن هويته. وأضاف القيادي في حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «تُنسّق الجماعة ميدانياً مع حماس و(حزب الله) في جنوب لبنان». ويسجل قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين «حزب الله» اللبناني، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانيّة تستهدف مواقع لـ«حزب الله»، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة. في العاشر من مارس (آذار)، أعلنت «الجماعة الإسلامية» مقتل ثلاثة من عناصرها في هجوم ضدّ إسرائيل في جنوب لبنان. وفي 24 مارس، نجا القيادي في «الجماعة الإسلامية» محمد عساف من غارة استهدفت بلدة الصويري في غرب لبنان، حسبما أفاد مصدر أمني «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي الثاني من يناير (كانون الثاني)، قضى اثنان من أعضائها مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في ضربة إسرائيلية استهدفت شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب القيادي الذي اتصلت به «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء. وأدانت «الجماعة الإسلامية» في بيان، الأربعاء، «العدوان الإسرائيلي الجبان والغادر الذي استهدف مجموعة من المسعفين» والذي أسفر عن مقتل سبعة منهم في مركز إسعافي في بلدة الهبّارية بجنوب لبنان تديره «جمعية الإسعاف اللبنانية» التابعة للجماعة. وللعديد من الأحزاب والفصائل في لبنان جمعيات صحية وإسعافية تابعة لها. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن طائرات مقاتلة تابعة له «قصفت مجمعاً عسكرياً» في الهبارية، مضيفاً: «تم القضاء في المجمع على قيادي إرهابي كبير ينتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية ونفذ هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية، وكذلك تم القضاء على إرهابيين آخرين كانوا معه». وأوضح الباحث في مركز مالكوم كير - كارنيغي لـ«الشرق الأوسط»، مهند الحاج علي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «الجماعة الإسلامية في لبنان تعمل كامتداد لحماس». وأضاف: «التنظيمان تجمعهما علاقة عضوية».

«في الخندق نفسه»

وأكّد الباحث أن هذه الحركة السنية «ليست تنظيماً تابعاً» لـ«حزب الله» الشيعي. وشهدت العلاقات سابقاً بين «الجماعة الإسلامية» و«حزب الله» توترات؛ خصوصاً بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011 بسبب تدهور علاقة «حماس» بالنظام السوري. وقال أبو ياسين «كنّا نتباين وما زلنا فيما يخص دخول (حزب الله) في الحرب إلى جانب النظام السوري». غير أن علاقتها بـ«حزب الله» عادت لتتحسّن خصوصاً منذ انتخاب قيادة جديدة لها في سبتمبر (أيلول) 2022 مقرّبة أكثر من «حماس»، على رأسها الأمين العام الشيخ محمد طقوش، بحسب الحاج علي. وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه «أصبحنا اليوم في الخندق نفسه على صعيد الملف الفلسطيني». على المستوى السياسي، لا تتمتع «الجماعة الإسلامية» بثقل كبير حيث يمثلها نائب واحد فقط في البرلمان اللبناني هو عماد الحوت، لكنها حاضرة في المناطق السنية، منها قرى حدودية في منطقة العرقوب بينها الهبّارية، على ما أشار الحاج علي. ويضمّ جناحها العسكري المعروف باسم «قوات الفجر» نحو 500 عنصر، بحسب تقديرات الباحث. وتأسست «الجماعة الإسلامية» في لبنان في مطلع الستينات، وتنتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين وحسن البنّا الفكرية. وأشار القيادي إلى أن الجماعة لم تشارك في الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدّت من عام 1975 حتى 1990، لكنها أسست ذراعها العسكرية «قوات الفجر» عام 1982 لمحاربة اجتياح إسرائيل للبنان، ومن ثم احتلالها للجنوب.

قتلى بينهم عناصر من حزب الله في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان

رويترز.. إسرائيل تشن منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية

قالت مصادر أمنية لرويترز، الأربعاء، إن خمسة أشخاص قتلوا في ضربة إسرائيلية بجنوب لبنان بينهم عناصر من حزب الله. ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله اللبناني، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في قطاع غزة في 7 أكتوبر. وتشن إسرائيل منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية تستهدف مواقع لحزب الله، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة. والأربعاء، أعلن حزب الله قصف مدينة كريات شمونة بشمال إسرائيل بـ"عشرات الصواريخ" ما أدى إلى مقتل مدني، وذلك ردا على غارة جوية استهدفت فجرا مركزا إسعافيا في جنوب لبنان تابعا لـ"الجماعة الإسلامية" المقربة من حركة حماس وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى. من جهتها، أفادت خدمة "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية للإسعاف أن مدنيا قتل إثر إصابة المصنع الذي يعمل فيه في القصف الذي أطلق من جنوب لبنان، مشيرة إلى أن المدني عامل يُدعى زاهر صالح بشارة وعمره 25 عاماً وهو من سكان عين قنية في هضبة الجولان المحتلة. ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل في لبنان 338 شخصا على الأقلّ معظمهم مقاتلون في حزب الله، إضافة إلى 57 مدنياً، بحسب بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. بالمقابل، قتل في الجانب الإسرائيلي 10 عسكريين وثمانية مدنيين بنيران مصدرها لبنان.

«حزب الله»: إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل رداً على ضربات إسرائيلية على لبنان

الجريدة..رويترز.. قالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها أطلقت عشرات الصواريخ على بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل في وقت مبكر صباح اليوم الأربعاء، رداً على ضربات إسرائيلية أدت إلى سقوط قتلى في بلدة الهبارية في جنوب لبنان أمس الثلاثاء. وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في قطاع غزة، وذلك في أكبر تصعيد بين الجانبين منذ القتال الذي استمر شهراً بينهما في 2006. ويقول الجانبان إنهما لا يريدان حرباً شاملة وإنهما منفتحان على عملية دبلوماسية لكن الضربات تصاعدت هذا الأسبوع بعد فترة من وقف القصف عبر الحدود. وقالت مصادر أمنية لـ«رويترز» اليوم إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا في ضربات إسرائيلية بجنوب لبنان بينهم مقاتلون من «حزب الله». وقالت المصادر الأمنية ووسائل إعلام لبنانية رسمية إن خمسة قتلوا في ضربة على قرية طير حرفا الحدودية، وإن ثلاثة آخرين على الأقل لقوا حتفهم في ضربة بعد ذلك بقليل على مطعم في بلدة الناقورة الحدودية. وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن هجوماً صاروخياً اليوم أدى إلى مقتل عامل بأحد المصانع في كريات شمونة بعد دوي صفارات الإنذار. وقال مسعفون من خدمة إسعاف «نجمة داود الحمراء» إنه تم انتشال الرجل من بين حطام المصنع مصاباً بجروح بالغة ثم أُعلنت وفاته في المكان. وقال مصدران أمنيان لبنانيان لـ«رويترز» إن سبعة على الأقل قتلوا في ضربات إسرائيلية على بلدة الهبارية. وأضافا أن الضربات استهدفت على ما يبدو مركز الطوارئ والإغاثة التابع لـ«حزب الله» في البلدة. وندد «حزب الله» في وقت سابق اليوم الأربعاء بالضربات على الهبارية. وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية على جنوب البلاد قتلت بالفعل أكثر من ستة من أفراد الطواقم الطبية والمسعفين. وامتدت حرب غزة إلى خارج القطاع لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط.

لبنان: بلدات جنوبية ترفض صواريخ حزب الله مع اتساع الانقسام السياسي

الجريدة.. بيروت - منير الربيع .. لم يعد لهيب المواجهات المستمرة بين حزب الله وإسرائيل وحده الذي يلفح لبنان، فقد أصبح واضحاً أنه كلما طال أمد الحرب، اتسع الشرخ السياسي اللبناني وتعمق باتجاهات عدة، بعضها يتصل بقرار حزب الله الانخراط العسكري في مساندة غزة في ظل معارضة جزء كبير من اللبنانيين، وبعضها الآخر بسبب التوتر المتصاعد بين الثنائي الشيعي والقوى المسيحية بسب ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما تطفو على ضفاف حرب الاستنزاف في الجنوب التي يبدو أنها ستستمر فترة غير قصيرة مشاكل أخرى اجتماعية واقتصادية. ولا يزال حزب الله يصر على التزامه بقراره إبقاء جبهة الجنوب مفتوحة تحت شعار إسناد غزة، وهو موقف يعترض عليه معظم اللبنانيين الذين يتحسسون المخاطر، لا سيما مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح وربما بعدها نقل المعركة إلى الضفة الغربية أو لبنان، دون استبعاد أن يخوض حرباً في هاتين الساحتين في الوقت نفسه أو بالتدريج حسب الأولويات الإسرائيلية التي لا تبدو واضحة حتى الآن. وتصل رسائل دولية واضحة إلى بيروت، تحذر لبنان من أن إسرائيل لن تسمح بأي انتصار لحزب الله وأن اصرارها على «الانتصار» في غزة يقابله إصرار لتكريس انتصار في لبنان سواء تم ذلك بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية، وهو ما يرفع منسوب القلق من تصعيد في المرحلة المقبلة. ميدانياً، يرى البعض أن الضربات الإسرائيلية في العمق اللبناني، وآخرها امس الأول شمال بعلبك، تهدف إلى إحراج حزب الله الذي يريد تجنب أي رد يسهم في اندلاع حرب واسعة. أما على الشريط الحدودي فتمضي إسرائيل في تركيز ضرباتها بطريقة ممنهجة في بعض البلدات مثل بليدا وعيتا الشعب في مسعى إلى مسح مناطق كاملة في حال أراد الإسرائيليون التوغل براً إلى مسافة بعمق 5 كلم، وهذا ما يتحسب له حزب الله وكان قد تصدى في الأسابيع الماضية لثلاث محاولات تسلل للإسرائيليين. وفي الوقت نفسه تعمل إسرائيل على أكثر من مسار تفاوضي واضعة شروطاً واضحة حول ضرورة انسحاب حزب الله وإبعاد أسلحته الثقيلة عن الحدود بناء على اتفاق. وإلى جانب هذه المحاور تدور حرب سياسية من نوع آخر، وقد تكون ترجمتها العملية ما حصل في بلدة رميش المسيحية حيث رفض الأهالي محاولة مسلحي حزب الله إطلاق صواريخ من أراضي البلدة. وتشير المعلومات إلى أن بلدات جنوبية أخرى إحداها بلدة الماري رفضت كذلك صواريخ حزب الله مما أدى إلى إشكالات بين الأهالي ومسلحي الحزب، لكن سرعان ما تمت معالجة الأمر بعيداً عن الإعلام. كما أفادت معلومات أخرى بوقوع إشكالات بين أهالي بعض البلدات الجنوبية وعناصر من «الجماعة الإسلامية» أرادوا إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وكان لافتاً قصف إسرائيل مركزاً إسعافياً في بلدة الهبّارية تابعاً لـ»الجماعة الإسلامية» المقرّبة من «حماس» أسفر عن سقوط سبعة قتلى، وهو ما رد عليه حزب الله بقصف كريات شمونة شمال إسرائيل مما أدى إلى مقتل مدني. جانب آخر من إشكال رميش قد يكون مرتبطاً بالخلاف على المقاربات السياسية الداخلية، لا سيما في ظل بروز حركة مسيحية نشطة برعاية البطريركية المارونية لإنتاج «وثيقة بكركي» التي تهدف إلى إيجاد تقارب بين القوى المسيحية، وتقديم رؤية وطنية تركز على حياد لبنان عن صراعات المنطقة والالتزام بتطبيق القرارات الدولية، وهي إشارات سياسية يعتبر حزب الله أنها موجهة إليه. ولا يمكن فصل هذه الوثيقة السياسية عن خلاف حزب الله مع القوى المسيحية حول انتخابات رئاسة الجمهورية، وسط ارتفاع في النبرة الاعتراضية على أي رضوخ سياسي أو رئاسي لرغبات حزب الله، تحت وقع التهديد بالانفصال عن «جمهوريته». الإشكالات على الأرض مع حزب الله، بالإضافة الى الخلاف السياسي والرئاسي المستمر معه، مرشحان للتفاقم أكثر في حال طال أمد الحرب والمواجهات، وهذا بحد ذاته ينذر بشر مستطير تبدي جهات عديدة تخوفها منه، لا سيما أنه يذكرها بفترة الانقسام التي سبقت الحرب الأهلية.

توغُل إسرائيلي في الجغرافيا والدم من الهرمل إلى الهبارية

جبهة جنوب لبنان على كف التحوّلات..من مانهاتن إلى غزة

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- إخلاء المدنيين على طرفيْ الحدود وعلى امتداد «المنطقة الميتة» يُجنّب إسرائيل و«حزب الله»... الأخطاء الكبرى

- «إجراءات حديد» لـ «حزب الله» لتقليل خسائره تعترضها... أخطاء تكتيكية

- مَخاوف في بيروت من تحوُّل إسرائيل كـ«الأسد الجريح» وتَهاوي الخطوط الحمر بعد أزمتها مع أميركا

- إسرائيل تُغِير في العمق على تخوم الحدود مع سورية وترتكب مجزرة في الهبارية وتصوّب على «الجماعة الإسلامية»

... قد تنفلش، لن تتوسع، ربما تنزلق وربما لن تتدحرج. هكذا هي، وبعبارة بسيطة، حال الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية المعقّدة التي دخلتْ «الخدمة» في 8 أكتوبر، غداة «طوفان الأقصى»، لحساباتٍ تتصل بخيارات «حزب الله» ومن خلْفه إيران. فهو لم يكن في وارد الانغماس في الحرب المفتوحة في غزة لاعتباراتٍ إستراتيجية عبّرت عنها طهران مراراً، كما لم يكن في إمكان قائد المحور (أي الحزب) إدارة ظهره وغسْل يديه، فلجأ إلى جعل خط التماس القائم منذ 18 عاماً ساحةَ مُشاغَلةٍ للإسرائيليين تحت شعار «مساندة غزة». وبعد مضي أقل من ستة أشهر بقليل على اشتعال الميدان على امتداد نحو مئة كيلومتر من خط النار بين لبنان وإسرائيل وتَحَوُّل طرفي الحدود بعمق ما بين 3 و 5 كيلومترات على المقلبين «مناطق ميتة» يستحيل العيش فيها، تتدافع تطوراتٌ ميدانية لاهبة وأخرى سياسية لا تقلّ ضراوة فوق رقعة خريطة الحرب الأكثر شراسة في الشرق الأوسط منذ نحو 75 عاماً والتي يُشكّل جنوب لبنان واحدة من ساحاتها المتقدمة. فعلى وهج التطور «النادر» والذي سُجل يوم الاثنين في دفاتر مانهاتن عندما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في غزة، بغية إمراره رغم الصراخ الإسرائيلي، رفعت تل أبيب من وتيرة «توحُّشها» على جبهة جنوب لبنان عبر توسيع نطاق ضرباتها الجوية بتنفيذ رابع غارة على بعلبك على مدى ستة أشهر، واصطياد مسيَّراتها لسيارة في الصويري القريبة من «خط الإمداد» على الطريق الدولية إلى سورية ومنها في منطقة البقاع، ثم استهداف وادي فعرة في الهرمل لأول مرة. ولم يكن إنجلى غبار الغارة على منطقة الهرمل، على تخوم الحدود مع سورية، حتى انقشع الضوء فجر أمس الاربعاء على ارتكاب إسرائيل مجزرة ذهب ضحيتها 7 أشخاص وجرح 10 آخرين بعدما استهدفت غارة إسرائيلية مركز «الطوارئ والإغاثة الإسلامية» في بلدة الهبارية (قضاء حاصبيا)، وهو تابع لـ«الجماعة الإسلامية» التي تزايدت مظاهر انخراطها في المواجهة جنوباً عبر ما يُعرف بـ«قوات الفجر». ورغم التفوق الإسرائيلي في الجو، فإن «حزب الله» الذي تولى الرد على النار بمثلها عبر صليات من الصواريخ في اتجاه ثكن في الجولان ومستوطنات في شمال إسرائيل ككريات شمونة ومرغليوت وتل حاي وكف غلعادي وسواها، مازال على تقديراته بأن حجم «الرد المدمر» الذي يتولاه عبر استخدامه صواريخ برؤوس ثقيلة من شأنه إعادة إسرائيل إلى الانضباط في قواعد الاشتباك التقليدية المتعارف عليها.

الرد الموجع

وعكستْ وسائلُ الإعلام الإسرائيلية حجمَ الرد الموجع الذي تولّاه «حزب الله»، فتحدثت عن سقوط قتيل هو زاهر بشاره من عين قنية نتيجة سقوط أحد الصواريخ على مصنع في كريات شمونة، من بين أكثر من 30 صاروخاً سقطت على المستوطنة أحدثت أضراراً في المصنع وبعض المنازل والطرق، وهي الصواريخ التي طالت مقر قيادة اللواء 769 في إحدى ثكن المستوطنة عينها. وكشفت دوائر خبيرة على تماس مع مجريات الجبهة المشتعلة في جنوب لبنان لـ«الراي» ان «حزب الله الذي نجح في التقليل من خسائره البشرية عبر إجراءاتِ تحوّطٍ صارمة لم يُسْقِط من حسابه إمكان حدوث أخطاء تكتيكية ويمكن لإسرائيل الموجودة بـ«غزارة»في الجو عبر الحركة الكثيفة لمسيراتها، الإفادة من الثغر لتحقيق بعض الضربات، وهو ما حدث في الغارة على منطقة الهرمل». ومعلوم ان«حزب الله»اتخذ إجراءات«حديدية»لمنع استخدام الهواتف الذكية وغير الذكية أو حتى استعمال شبكة الاتصالات العائدة له (سلاح الإشارة) ورَفَعَ وتيرة التحوط في الحركة الميدانية لمقاتليه وباشر في مجاراة إسرائيل في حربها الذكية عبر تطوير قدراته على هذا المستوى والزج بها في المواجهة القائمة. ولفتت الدوائر الخبيرة إلى ان«حزب الله»الذي يستبعد انزلاق الحرب المحدودة على جبهة جنوب لبنان إلى مفتوحة لأسباب تتصل بالواقع الإسرائيلي الحالي، لم يُسقط الفرضيةَ الضئيلة بإمكان بلوغ الجنون الإسرائيلي حدّ ركوب مغامرة الحرب الواسعة ضد لبنان، وتالياً هو -أي الحزب– عمل أخيراً على مضاعفة ترسانته من الصواريخ والمسيّرات في إطار استعداده للأسوأ.

هل يقع الأسوأ ويُقتاد لبنان إلى حرب مدمرة على طريقة«يا قاتل يا مقتول»؟

الدوائر الخبيرة عينها تقلل من هذا الاحتمال وهي ترى في إفراغ منطقة النار على مقلبي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية من المدنيين (بين 3 و 5 كيلومترات) عاملاً مساعداً في تقليل خطر ارتكاب الطرفين أخطاء كبرى تستدرج إلى حرب كبرى ما دام لا قرار كبيراً بفتح الحرب على مصرعيها. وتحدثت تلك الدوائر عن نقص تعانيه إسرائيل، التي تخوض حرباً مفتوحة منذ ستة أشهر في غزة، في القدرات العسكرية (دبابات، صواريخ، ذخيرة) خصوصاً ان دولاً كانت تغذي إسرائيل بقطع الغيار ومساعدات أخرى فرملت معوناتها لتل أبيب لأسباب تتصل بالموقف مما يجري في غزة والأفق المسدود أمام المضي بالحرب (كندا مثلاً)، وهو الأمر الذي يُشكّل محور الاتصالات بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والمسؤولين الأميركيين. ورغم المقاربة المُطَمْئنة التي تقدمها هذه الدوائر ذات الصلة بمجريات المواجهة في الجنوب فإن معطيات أخرى «غير مطمئنة» تتقاطر إلى بيروت مصدرها واشنطن وباريس وعواصم أخرى، وغالباً ما تتخذ شكل نصائح أو تنبيه أو تحضير وتُجْمِع على ضرورة أخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، خصوصاً في ظل التوتر غير المسبوق في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب و«تمرد» إسرائيل على القرار الدولي الداعي إلى وقف الحرب في غزة.

«الأسد الجريح»

وثمة مَنْ يعتقد ان إسرائيل، التي يتعاظم الحصار الديبلوماسي والإعلامي عليها لحربها على غزة قد تزداد تشدُّداً على تشدُّد ما يجعلها تتصرف كـ «الأسد الجريح»، الأمر الذي قد يُترجم بهروبها إلى الأمام في إتجاه حرب شاملة على لبنان بذريعة الخطر الذي يُشكّله التنين الشرس على حدودها (حزب الله) واستحالة عودة مستوطنيها إلى الشمال تحت مرمى صواريخ الحزب وعلى مرأى من قوات النخبة فيه (الرضوان). ونقطة الارتكاز في هذه المقاربة ان زمام الأمور قد يفلت من يد الولايات المتحدة التي ألزمت إسرائيل في الأشهر الماضية بخطوط حمر تمنعها من توسيع حربها على لبنان، في ظل تطور الأزمة في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب. وكانت منطقة الهبارية الجنوبية (قضاء حاصبيا) فركت عينيْها على مجزرة ذهب ضحيتها سبعة أشخاص أعلنت «الجماعة الإسلامية» انهم مسعفون سقطوا بغارة اسرائيلية فجر الأربعاء استهدفت مركزاً تستخدمه «جمعية الإسعاف اللبنانية» التابعة لها وجهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها في البلدة. ونُقل عن مسؤول في «الجماعة الإسلامية» أن أكثر من 10 مسعفين كانوا في المركز الإسعافي لحظة استهدافه، مشيراً إلى أنّه تمّ انتشال الجثث من تحت الأنقاض، فيما أوردت»الوكالة الوطنية للإعلام«الرسمية أن 4 مدنيين جُرحوا أيضاً في الغارة. من جهتها، زعمت تل ابيب في ببان للجيش الاسرائيلي أنها استهدفت مبنى عسكريّاً تابعاً للجماعة الإسلامية في الهبارية، وأن الهدف كان قيادياً مركزياً ينتمي إلى التنظيم ولعب دوراً في التخطيط لهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكان مرتبطا بـ «المجموعة الطبية الإسلامية»، معلنة أنه تم القضاء على الهدف مع مسلّحين آخَرين كانوا في المبنى. ورداً على الهجوم أعلن «حزب الله» أنه استهدف صباحاً «مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء ‌‏769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ»، قبل أن تُطلق صليات صاروخية كبيرة باتجاه الأراضي المحتلة ما استدعى تفعيل صافرات الإنذار في العديد من المستعمرات في القطاع الشرقي، في حين أبقت اسرائيل على وتيرة استهدافاتها الواسعة الواسعة النطاق حيث قصفت أطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب. وجاء هذا التصعيد غداة يوم شهد ما بدا عملية «إعادة ضبط» لمعادلات الردع وقواعد الاشتباك بما يتناسب مع ارتقائها الكمي والنوعي المتدحرج، والذي أكثر ما تجلى في استهداف اسرائيل للمرة الأولى أعمق نقطة تبعد عن الحدود الجنوبية للبنان أكثر من 130 كيلومتراً، وتحديداً بلدة زبود ووادي فعرة في السلسلة الغربية القريبة من الهرمل حيث سُمع دوي الانفجارات في محيط المدينة، وتصاعدت سحب من الدخان. وأكّد مصدر أمني لـ «فرانس برس» أن الغارة طاولت منطقة مفتوحة وغير مأهولة تنتشر فيها مواقع تابعة لـ«حزب الله»، على بُعد نحو 20 كيلومتراً من الحدود مع سورية. ورداً على هذا الاستهداف عاود «حزب الله» عملياته التذكيرية بمعادلة «الجولان مقابل البقاع»(والعكس) فقصف هضبة الجولان السوري المحتل وتحديداً «ثكنة يردن (مقر القيادة ‏الرئيسي في زمن الحرب) بأكثر ‏من 50 صاروخ كاتيوشا»، وذلك بعدما كان قصف قاعدة وحدة المراقبة الجوية في ميرون رداً على غارة الصويري (البقاع الغربي) واستهداف بعلبك يوم الأحد. ومساء الثلاثاء، نفذ الطيران الاسرائيلي غارة استهدفت مبنى في محلة «وردين» بين سهل بلدتي إيعات وبوداي في بعلبك، ما أسفر عن سقوط عنصرين من الحزب وجرح مواطن. وأعلن الجيش الاسرائيلي ان طائراته الحربية «أغارت مرة أخرى في عمق لبنان، في منطقة تل وردين على مجمع تستخدمه الوحدة الجوية، والذي يحتوي على مهبط وعدة مبانٍ تابعة لمنظمة حزب الله»...

قصف المسعفين في الهبارية يُدخل المدنيين ضمن قائمة أهداف إسرائيل و«حزب الله»

مقتل عامل سوري في كريات شمونة

بيروت: «الشرق الأوسط» تل أبيب: «الشرق الأوسط».. خرق الاستهداف الإسرائيلي لمركز صحي في الهبارية في جنوب لبنان، قواعد القتال القائمة منذ أربعة أسابيع في المنطقة، ووسعها إلى استهداف المدنيين على الجانبين، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل سبعة مدنيين متطوعين في البلدة التي تُقصف للمرة الأولى، فيما رد «حزب الله» بقصف كريات شمونة، ما أدى إلى مقتل عامل سوري يتحدر من الجولان، وإصابة ثلاثة إسرائيليين بجروح. واستهدفت غارات إسرائيلية فجر الأربعاء، مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في البلدة، ما أدى إلى مقتل 7 متطوعين، وإصابة أربعة آخرين بجروح. وقالت مصادر ميدانية إن هؤلاء مدنيون، يقومون بجهود الإغاثة في البلدة، وهم متطوعون من أبناء البلدة. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية على جنوب البلاد قتلت بالفعل أكثر من ستة من أفراد الطواقم الطبية والمسعفين. وبينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مبنى عسكريّاً تابعاً للجماعة الإسلامية في الهبارية مستهدفاً مسلحاً كان له دور في التخطيط لهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكان مرتبطا بـ«المجموعة الطبية الإسلامية»، نفى المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية في بيان تلك المعلومات. وقالت الجماعة إن المركز يخص جمعية الإسعاف اللبنانية ولا صلة أو علاقة للجماعة به. واستنكرت الجماعة «العدوان الإسرائيلي على مسعفين يقومون بواجبهم في منطقة العرقوب». وطالبت الدولة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالمحاسبة. وندد «حزب الله» بالضربات على الهبارية. وأدان في بيان «العدوان الآثم والجريمة النكراء ارتكبتها قوات ‏الاحتلال الصهيوني بحق المرضى والطاقم الطبي في مركز الجمعية الطبية ‌‏الإسلامية». وأكد الحزب أنه «بشكل قاطع وحتمي هذا ‏العدوان لن يمر دون ردٍّ وعقاب». ولم تمر ساعات على الاستهداف، حتى ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه تم إطلاق أكثر من 30 صاروخا من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنة كريات شمونة ومحيطها في الجليل الأعلى، الأربعاء، وألحق عدد منها أضرارا وتم اعتراض بعضها، فيما سقطت بعضها بمناطق مفتوحة. وأعلن «حزب الله» أنه أطلق عشرات الصواريخ على بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل في وقت مبكر صباح الأربعاء، ردا على ضربات الهبارية. وقال في بيان إن مقاتليه «استهدفوا مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء ‌‏769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ». كما أعلن عن استهداف انتشار ‏لجنود إسرائيليين في محيط شتولا، وداخل خيمة في «حرش راميم»، فضلاً عن استهداف مواقع مسكاف عام ورويسات العلم. وأكدت إسرائيل مقتل شخص في قصف «حزب الله». وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن ضربة بصاروخ الأربعاء أسفرت عن مقتل عامل مصنع في كريات شمونة. وذكرت خدمة إسعاف «نجمة داود الحمراء» أن مسعفين انتشلوا الرجل من بين حطام المصنع وهو مصاب بجروح بالغة ثم أعلنت وفاته في المكان. وأعلن الناطق الإسرائيلي الرسمي، الأربعاء، أن رشق الصواريخ الأخير الذي نفذه «حزب الله» أصاب مصنعا صغيرا للورق يعمل فيه معوقون ومبنى سكنيا في كريات شمونة وتسبب في مقتل شاب وإصابة ثلاثة عمال، وأن الشاب القتيل، هو زاهر بشارة من قرية عين قنية في الجولان السوري المحتل، وأنه كان يعمل سائق شاحنة في المعمل المذكور. وتبين أن العمارة التي يقوم فيها المصنع هي أيضا ملك لمواطن سوري من البلدة نفسها. كما أصيب مبنى لسكن الطلبة الجامعيين. وقال الناطق الإسرائيلي إن مقتل الشاب زاهر بشارة يرفع عدد القتلى المعلن في الجانب الإسرائيلي منذ بداية الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، إلى 18 شخصا، هم 11 جنديا و7 مدنيين. وتتبادل إسرائيل و«حزب الله» إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، وذلك في أكبر تصعيد بين الجانبين منذ القتال الذي استمر شهرا بينهما في 2006. وقال الجانبان إنهما لا يريدان حربا شاملة وإنهما منفتحان على عملية دبلوماسية، لكن الضربات تصاعدت هذا الأسبوع بعد فترة من وقف القصف عبر الحدود.

يوم دموي يغرق لبنان في مناخات الحرب

«حزب الله» يقتل عاملاً في شمال إسرائيل رداً على مصرع 7 مسعفين من «الجماعة الإسلامية»

بيروت - تل أبيب: «الشرق الأوسط».. اشتدت معركة استهداف المدنيين بين «حزب الله» وإسرائيل خلال يوم دامٍ أمس أغرق لبنان في مناخات الحرب. فقد قصف الجيش الإسرائيلي مساء أمس مركزاً للإسعاف في طيرحرفا بجنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط 5 مسعفين ينتمون لـ«الهيئة الصحية الإسلامية» و«جمعية الرسالة للإسعاف الصحي» بين قتيل وجريح، كما أدت غارة أخرى من مسيّرة استهدفت دراجة نارية في الناقورة، إلى إصابة مدنيين كانوا يجلسون في مقهى قريب. وجاء هذا بعدما استهدف الجيش الإسرائيلي، فجر أمس، مركزاً صحياً في بلدة الهبارية بجنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل وإصابة مسعفين من «الجماعة الإسلامية»، بينما رد «حزب الله» بقصف كريات شمونة، ما أدى إلى مقتل عامل يتحدر من الجولان السوري المحتل، وإصابة ثلاثة إسرائيليين بجروح. واستهدفت الغارات الإسرائيلية، مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في البلدة، ما أدى إلى مقتل 7 متطوعين وإصابة أربعة آخرين بجروح. وقالت مصادر ميدانية إن هؤلاء مدنيون يقومون بجهود الإغاثة في البلدة، وهم متطوعون من أبناء البلدة. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية على جنوب البلاد قتلت بالفعل أكثر من 6 من أفراد من الطواقم الطبية والمسعفين. وبينما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مبنى عسكريّاً تابعاً لـ«الجماعة الإسلامية» في الهبارية، مستهدِفاً مسلحاً كان له دور في التخطيط لهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكان مرتبطاً بـ«المجموعة الطبية الإسلامية»، نفى المكتب الإعلامي لـ«الجماعة الإسلامية»، في بيان، تلك المزاعم. وأعلن «حزب الله» أنه أطلق عشرات الصواريخ على بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل في وقت مبكر صباح أمس (الأربعاء)، رداً على ضربات الهبارية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ أصابت مصنعاً صغيراً للورق ومبنى سكنياً في كريات شمونة، وتسببت في مقتل شاب وإصابة ثلاثة عمال، وأن الشاب القتيل هو زاهر بشارة من قرية عين قنية في الجولان السوري المحتل، وأنه كان يعمل سائق شاحنة في المعمل المذكور، كما أصيب مبنى لسكن الطلبة الجامعيين.

تصعيد إسرائيلي في لبنان.. 8 قتلى باستهداف مقهى بالناقورة ومنزل بطيرحرفا

بيروت: «الشرق الأوسط».. في تصعيد إسرائيلي جديد في جنوب لبنان، سقط اليوم (الأربعاء) 3 قتلى في غارة جوية إسرائيلية في بلدة الناقورة الحدودية، فيما سقط 5 قتلى بغارة إسرائيلية أخرى استهدفت منزلا بصاروخين في طيرحرفا. وفي التفاصيل، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اليوم (الأربعاء)، بأن طائرة إسرائيلية قصفت مقهى ببلدة الناقورة في جنوب لبنان مما أسفر عن سقوط 3 قتلى وجرحى. وقالت الوكالة إن عددا من سيارات الإسعاف هرعت على الفور إلى مكان القصف. كانت الوكالة قد ذكرت في وقت سابق من اليوم أن سبعة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة الهبارية في جنوب البلاد، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شخصا قتل في قصف صاروخي من لبنان على شمال إسرائيل. وذكرت الوكالة اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي أغار على مركز جمعية الإسعاف اللبناني في بلدة الهبارية، مما أدى إلى مقتل سبعة من أفراد الطاقم الطبي بداخله وإصابة أربعة مدنيين. وقبل ظهر اليوم، أطلق الجيش الاسرائيلي نيران اسلحته الرشاشة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب بإتجاه اطراف البلدة وعلى الاحراج المجاورة. وافيد عن سقوط قذيفيتن مدفعيتين من مرابض الجيش الاسرائيلي بين بلدتي الطيبة وعديسة . وبعد الظهر، افيد عن غارة اسرائيلية استهدفت أطراف العديسة كما مفرق بلدة الطيبة. وحلقت الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق قرى الجنوب عموما. وسجل مساء غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلا بصاروخين أحدهما لم ينفجر، فيما الثاني دمره بالكامل، وافيد عن سقوط خمس قتلى، بينهم عناصر من «الهيئة الصحية الإسلامية»، بحسب «الوكالة الوطنية». وافادت «الوكالة الوطنية» بأن سيارات الإسعاف توجهت إلى المنزل، الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية في طيرحرفا. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن قتيلين سقتا وفقد ثلاثة إثر الغارة على طيرحرفا. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت متأخر من ليل الثلاثاء أن طائراته أغارت على مبان لـ«حزب الله» في منطقتي طيرحرفا والظهيرة بالجنوب اللبناني. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس» إنه تم رصد إطلاق قذيفتين من لبنان خلال الليل صوب بلدة شلومي شمال إسرائيل وتمت مهاجمة مصادر إطلاق النيران. بالمقابل، أعلن «حزب الله» انه استهدف عند العاشرة صباحا انتشاراً ‏لجنود إسرائيليين في محيط مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية».‏ كما أشار الى أن سلاح القناصة في الحزب استهدف التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام وأصابوها إصابة مباشرة». كما أفاد باستهداف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة. واستهدف قوة ‏مشاة إسرائيلية داخل خيمة في حرش راميم بالأسلحة المناسبة وأوقع أفرادها بين قتيل ‏‏وجريح. أما في ساعات المساء الاولى أطلق الجيش الاسرائيلي من مستوطنة المطلة نيران اسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بغزارة مستهدفة الاحياء السكنية لبلدة كفركلا كما طاولت الرمايات أطراف بلدة العديسة. كما افيد عن تحليق للطيران المسيّر فوق تولين والجوار وبعض المناطق في القطاع الأوسط ومناطق الساحل اللبناني. يذكر انه لأول مرة منذ اندلاع حرب غزة، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بلدتين في البقاع امس الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل اثنين من أعضاء «حزب الله». ويعد ذلك أبعد قصف حتى الآن عن الحدود الجنوبية حيث يتبادل «حزب الله» إطلاق النار مع إسرائيل منذ بداية الحرب. وأكدت إسرائيل شن ضربات جوية قرب رأس بعلبك والهرمل وقالت إن طائراتها استهدفت عدداً من المواقع العسكرية التي يستخدمها «حزب الله» ردا على هجوم صاروخي على إحدى قواعدها قرب الحدود اللبنانية. وشهدت سماء القطاعين الغربي والاوسط وصولاً إلى مشارف مدينة صور، تحليقا كثيفا للطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي استمر حتى ساعات الفجر الأولى. كما أطلق الجيش الاسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، بالإضافة إلى القنابل الحارقة على أحراج بلدتي الناقورة وعلما الشعب. يذكر أن الجيش الاسرائيلي يتعمّد احراق الاشجار المعمرة كالسنديان والزيتون والصنوبر، وأدت القنابل الفوسفورية إلى يباس العديد من المزروعات في سهول قرى الجنوب.

القمة العربية بالبحرين تضاف إلى أجندة الأحداث التي يغيب عنها رئيس لبنان

في ظل الفراغ الرئاسي..ميقاتي شارك في 3 قمم عربية واستحقاقات دولية

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. للسنة الثالثة على التوالي يشارك لبنان في القمة العربية عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية وفي غياب أي مؤشرات لإنهاء الأزمة الرئاسية لأسباب داخلية وخارجية، قبل موعد القمة المحدد في شهر مايو (أيار) المقبل. وتسلّم ميقاتي من موفد ملك البحرين والسفير لدى سوريا وحيد مبارك سيار، دعوة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للمشاركة في اجتماع الدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وذلك يوم الخميس 16 مايو 2024. وعبّر ملك البحرين في رسالته عن الرغبة في «تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وخدمة مصالح الأمة العربية...»، مؤكداً أن «مشاركتكم الشخصية في أعمال هذه القمة المهمة، سيكون لها بالغ الأثر والأهمية في ظل الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة التي يواجهها وطننا العربي في الوقت الحاضر، بما ستقدمونه من فكر نير ورأي سديد لنواصل معاً خدمة قضايا أمتنا العربية وتحقيق تطلعات شعوبها كافة نحو الأمن والاستقرار والرخاء». وهذه وهذه هي المرة الرابعة التي يشارك فيها ميقاتي في القمة العربية على رأس وفد وزاري، منذ بدء الفراغ الرئاسي في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022، إذ صودف أن عقدت القمة العربية الحادية والثلاثون في الجزائر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، بعد تأجيلها لسنتين على التوالي بسبب جائحة فيروس كورونا، وبعد أيام قليلة على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون. وفي عام 2023، شارك ميقاتي أيضاً على رأس وفد وزاري، في القمة العربية التي عقدت في شهر مايو في جدة، حيث تحدث في كلمة له عن الأزمات التي يعاني منها لبنان وعلى رأسها الفراغ في رئاسة الجمهورية، إضافة إلى «أزمة النازحين التي هي أكبر من طاقة البلاد»، مشددا على أن «عودة النازحين لا يمكن أن تتحقق دون تضافر الجهود العربية وإجراء حوار مع سوريا»، داعيا إلى «مشاريع لإنعاش المناطق المهدمة في سوريا ووضع خريطة طريق لعودة اللاجئين». وفي حين كان اللبنانيون يعوّلون على مقررات القمة العربية للدفع باتجاه إنهاء الأزمة الرئاسية، اكتفى البيان الختامي بـ«حث السلطات اللبنانية على مواصلة جهودها لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، حرصاً على انتظام عمل المؤسسات الدستورية، والاستقرار، ولضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية هيكلية للخروج من الأزمة الاقتصادية». وبعد نحو سنة على الشغور في رئاسة الجمهورية، وفشل كل الجهود التي بذلت في هذا المجال، وعقد جلسات للانتخاب انتهت جميعها من دون نتيجة، عاد ميقاتي وشارك في القمة العربية الطارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقمة العربية – الأفريقية اللتين عقدتا في الرياض في نوفمبر 2023. وترأس وفداً وزارياً موسعاً من مختلف الطوائف وهم: وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الاقتصاد أمين سلام، وزير السياحة وليد نصار، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن. وجدّد ميقاتي في كلمته «التزام لبنان الشرعية الدولية، لا سيما القرار 1701»، مشدداً «على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته، وإلزامها بوقف استفزازاتها، وعدوانها على وطننا»، وأكد أن «خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق، والعدالة، وعلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية». وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي مثّل ميقاتي أيضاً لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يفترض أن يشارك فيها كذلك رئيس الجمهورية، وقال في كلمة له «أول التحديات التي يواجهها لبنان تكمن في شغور رئاسة الجمهورية، وتعذر انتخاب رئيس جديد، وما ينجم عن ذلك من عدم استقرار مؤسسي وسياسي، وتفاقم للأزمة الاقتصادية والمالية، وتعسر انطلاق خطط الإصلاح والتعافي»، وكان لقضية النزوح أيضاً حصة من كلمته، حيث لفت إلى أن النزوح السوري يمثل التحدي الثاني بالنسبة إلى لبنان الذي يرزح تحت موجات متتالية من النزوح، طالت تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية كل مظاهر الحياة فيه. وكان لميقاتي أيضاً مشاركة في أول قمة عربية - صينية عقدت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في العاصمة السعودية برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحضور الرئيس الصيني، ومشاركة واسعة من القادة والمسؤولين العرب، ومن ثم في مؤتمر تغيّر المناخ «كوب 28» في دبي. وتمثيل ميقاتي للبنان في المحافل العربية والدولية يأتي انطلاقاً من الدستور الذي ينص على أن صلاحيات رئيس الجمهورية تنتقل إلى الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي. وهذا ما يوضحه الخبير الدستوري والقانوني سعيد مالك، مشيراً إلى أن غياب رئيس الجمهورية، وعدم انتخاب رئيس يلحق بلبنان أذى وضرراً كبيرين، لا سيما على صورته، وتمثيله. ويقول لـ«الشرق الأوسط» «من المفترض أن يتمثل لبنان برئيسه في القمة العربية المقبلة، والقمم المماثلة، لكن في ظل الفراغ الرئاسي يمثل رئيس الحكومة الدولة عملاً بأحكام المادة 62 التي تنص على أنه عند خلو سدة الرئاسة تتولى الحكومة أو مجلس الوزراء وكالة صلاحية الرئيس حتى انتخاب رئيس جديد». ويؤكد في المقابل أنه «إذا كان رئيس الحكومة يمثل لبنان بشخصه فهذا أمر لا يستقيم، أما إذا كان يمثل مجلس الوزراء وكالة عن الرئيس فذلك ممكن عملاً بأحكام الدستور، لكن ذلك لا يغني عن ضرورة الذهاب إلى انتخاب رئيس في القريب العاجل، لا سيما أن هناك تداعيات كبيرة على إطالة الفراغ». ويأتي ذلك في ظل الانقسام اللبناني حول عمل حكومة تصريف الأعمال التي يعتبر البعض أنها تتجاوز صلاحياتها في ظل الفراغ الرئاسي، ويتعرض رئيسها نجيب ميقاتي لانتقادات واسعة، لا سيما من بعض الأطراف المسيحية، والبطريرك الماروني بشارة الراعي. وآخر هذه الانتقادات كانت عبر «التيار الوطني الحر» الذي يشنّ رئيسه النائب جبران باسيل حملة وهجوماً متواصلاً على ميقاتي وقرارات الحكومة، وهو الذي اتخذ قراراً بمقاطعة الوزراء المحسوبين عليه جلسات الحكومة منذ بدء الفراغ الرئاسي. وآخر هذه المواقف عبّر عنها «التيار» إثر الاجتماع الدوري لهيئته السياسية، حيث قال في بيان له إن «التيار ليس متفرجاً إزاء استمرار انتهاك الدستور على يد حكومة لا ميثاقية وناقصة الشرعية بما لذلك من انعكاسات خطيرة على مستقبل الشراكة بين اللبنانيين. كذلك يجهد التيار لوقف المجزرة الدستورية الحاصلة غير أنه لا يلقى التجاوب الكافي من القوى السياسية المعنية بذلك».

وقف النار في غزة يثير المخاوف اللبنانية من توسعة الحرب

مع أنه قوبل بعدم التزام «حماس» وإسرائيل بتنفيذه

هل ينجح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في رهانه على الموقف الأميركي لمنع توسعة الحرب جنوباً؟ (حساب رئاسة الحكومة)

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. أثار قرار مجلس الأمن الدولي الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة موجة من المخاوف اللبنانية حيال احتمال اتساع المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، في ضوء اشتعال الجبهة الحدودية الجنوبية، ليس لأنها لم تكن مشمولة بهذا القرار فحسب، وإنما بسبب التهديد الذي أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت من واشنطن بقوله إن وقف النار في غزة، إذا حصل، من شأنه أن يعجّل المواجهة الكبيرة مع لبنان، بخلاف ما كان يوحي به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنه سينسحب على جنوب لبنان. فقرار مجلس الأمن قوبل برفض من إسرائيل وحركة «حماس» في آن معاً، رغم أنه يفتقد إلى الآلية الواجب اتباعها لضمان سريان مفعوله على أرض الميدان، وكأن المطلوب الالتزام بتطبيقه بالتراضي، بخلاف القرار الدولي 1701 الذي أوصى بتوسعة مهام القوات الدولية «يونيفيل» لتشمل منطقة جنوب الليطاني لمؤازرة الجيش اللبناني لتنفيذه، إضافة إلى أن قرار وقف إطلاق النار لن يمتد إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان، وهذا ما يدعو للسؤال عن طبيعة المرحلة، أكانت سياسية أم عسكرية، التي تلي انقضاء الفترة الزمنية لسريان مفعوله.

ميقاتي يراهن على تطوير الموقف الأميركي

لكن أهمية صدور القرار بتأييد الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي امتنعت عن تأييده من دون أن تستخدم حقها في نقضه، تكمن في أنها المرة الأولى التي لا تضع فيها واشنطن «فيتو» على قرار يتعلق بإسرائيل، ويلزمها بوقف إطلاق النار، وهذا ما يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للتأسيس على الموقف الأميركي، وتطويره، لمنع إسرائيل من اللجوء إلى توسعة الحرب في جنوب لبنان، مع أنه كان يراهن على أن تمرير الهدنة على الجبهة الغزاوية سينسحب على لبنان، ويفتح الباب أمام عودة الوسيط الأميركي أموس هوكستين، سعياً وراء تهيئة الظروف السياسية لتطبيق القرار 1701. وفي هذا السياق، يقول مصدر وزاري بارز إن مرحلة ما بعد صدور القرار كانت مدار تقويم بين الرئيس ميقاتي والمعاونَيْن السياسيَّيْن لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، وللأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، في ضوء المعطيات السياسية التي تواترت حتى الساعة لميقاتي من خلال اتصالاته المفتوحة، لمنع إسرائيل من توسعة الحرب.

«نصف إنذار» أميركي لنتنياهو

ويؤكد المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» أن امتناع واشنطن عن التصويت على القرار، ورفضها في المقابل استخدام الفيتو لإسقاطه، يعني من وجهة نظر جهات دبلوماسية غربية نافذة أنها أرادت توجيه ما يشبه الإنذار لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفريق حربه بضرورة الانصياع لتطبيقه، رغم أن صدوره تزامن مع وقف المفاوضات التي تستضيفها قطر للوصول إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار. ويلفت المصدر نفسه إلى أن واشنطن، بصرف النظر عن امتناعها عن التصويت على القرار، كانت وراء إقراره بلا أي تعديل، وإلا لكانت أوحت لعدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالوقوف ضده، ويرى أن امتناع المؤيدين لها داخل فريق الحرب في حكومة نتنياهو عن الالتزام بتطبيقه يعود بالدرجة الأولى إلى تعذُّر الوساطة الأميركية - المصرية - القطرية في الوصول إلى اتفاق يؤدي للإفراج عن الأسرى، ما اضطرهم لاتخاذ موقف مراعاةً لعائلاتهم. ويؤكد المصدر نفسه أن واشنطن أرادت من خلال موقفها توجيه نصف إنذار إلى تل أبيب، ويقول إن الحكومة اللبنانية تراهن على إمكانية تطوير الموقف الأميركي، إفساحاً في المجال أمام تعويم وساطة واشنطن لتحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل على قاعدة خلق المناخ السياسي المواتي لتطبيق القرار 1701. كما يتعامل المصدر نفسه مع الموقف الأميركي على أنه إيجابي لا بد من تطويره، كاشفاً في الوقت نفسه أن «حزب الله» لا يزال على تعهّده بإبطال الذرائع التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل لتوسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، مع احتفاظه بحق الرد على توسيعها للمواجهة التي أخذت تطول العمق اللبناني وتشمل مناطق في البقاعين الشمالي والغربي، وصولاً إلى تلك الواقعة على الحدود اللبنانية - السورية.

«حزب الله» متناغم مع الموقف الإيراني

فـ«حزب الله» وإسرائيل يتبادلان خرق قواعد الاشتباك، ويقومان بتوسعة المواجهة من دون أن يُستدرج الحزب، كما تقول مصادره، إلى حرب مفتوحة، رغم أن إسرائيل تسعى لاستدراجه، وهو يحتفظ لنفسه بحق الرد على قاعدة الإمساك بالوضع ومنع خروجه عن السيطرة. ويتردد في هذا السياق أن الحزب يتناغم في موقفه مع إيران التي لا تريد الجنوح نحو توسعة الحرب، وتفضّل الإبقاء على خطوط تواصلها مع الولايات المتحدة التي تضغط بدورها للجم إسرائيل ومنعها من توسعتها، وهذا ما أبلغته إلى غالانت، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية، وبحسب ما ينقله عدد من النواب عن معظم سفراء دول الاتحاد الأوروبي، ومنهم مَنْ يأخذ على عاتقه تمرير رسائل في هذا الخصوص إلى الحزب، فيما يُبدون ارتياحهم للقاءاتهم بالرئيس بري، نظراً لدوره الفاعل في ضبط إيقاع المواجهة في الجنوب وتمددها من حين لآخر نحو البقاع. لكن الضغط الأوروبي - الأميركي على إسرائيل للجم اندفاعها نحو توسعة الحرب جنوباً لا يقلل من حجم المخاوف، في حال أراد نتنياهو أن يقلب الطاولة، وهذا ما يُقلق أصدقاء لبنان ويدعوهم للتحسب لقطع الطريق على استدراج الحزب لحرب مفتوحة من شأنها أن تؤدي إلى تعميق الهوّة بينه وبين غالبية القوى السياسية، التي تأخذ عليه الإمساك بقرار السلم والحرب بالإنابة عن الحكومة، مع انقطاع تواصله مع خصومه، فيما لم يبقَ من حليف مسيحي له سوى تيار «المردة»، كما يفتقد إلى تأييد المكون السني الأقوى، والمقصود به تيار «المستقبل»، وهذا ما ينسحب على الحزب «التقدمي الاشتراكي»، وإن كان يدخل معه في ربط النزاع على قاعدة تنظيم الاختلاف من دون أن يتحول إلى اشتباك سياسي.

سلاح الجو الإسرائيلي يستأنف تدريباته لزيادة الجاهزية لحرب بالشمال

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، أن سلاح الجو استأنف برنامجه التدريبي السنوي بعد تجميده منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وفق ما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن بيان للجيش على «تلغرام». وقال الجيش إن التدريبات ستركز على زيادة الجاهزية للحرب في الشمال، وتشمل تنفيذ ضربات داخل «أراضي العدو». وتابع البيان أن «سلاح الجو الإسرائيلي جمد برنامجه التدريبي السنوي في بداية الحرب (على غزة) وجرى توجيه جميع الموارد والاهتمام إلى المجهود الحربي. وفي الأسابيع القليلة الماضية، عادت القوات الجوية الإسرائيلية تدريجياً إلى التدريب، وتمت الموافقة الآن على البرنامج التدريبي للسنة الحالية». وأشار البيان إلى أن التدريبات التي تشارك فيها جميع تشكيلات سلاح الجو الإسرائيلي «ستركز على زيادة جاهزية سلاح الجو للحرب في الساحة الشمالية وفي ساحات أخرى، وذلك من خلال تخطيط وتنفيذ السيناريوهات المتصلة بخصائص المناطق والتهديدات المختلفة، وتنفيذ ضربات قوية وبعيدة المدى، والتحليق في عمق أراضي العدو، كما ستُجرى تدريبات مفاجئة لمختلف الوحدات». وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني بعد اندلاع الحرب بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

مصادر بالجيش الإسرائيلي: لا نهاية للحرب في غزة أو لبنان دون اتفاق دبلوماسي

القدس: «الشرق الأوسط».. نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر بالجيش الإسرائيلي قولها، اليوم (الأربعاء)، إن الحرب التي تدور رحاها في غزة أو لبنان لن تحل من دون اتفاق دبلوماسي أو أكثر، وفق «وكالة أنباء العالم العربي». وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه حقق إنجازات عسكرية كبيرة على الجبهتين، لكن التحركات الدبلوماسية على المستوى السياسي ستكون ضرورية لترجمة تلك المكاسب العسكرية إلى تقدم واستقرار على المدى الطويل. وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه في غياب خطة متكاملة لإدارة غزة بعد الحرب، فإن عناصر «حماس» تستطيع العودة بسهولة إلى المناطق التي سيطر عليها خلال القتال مثلما حدث في «مجمع الشفاء الطبي» في شمال القطاع. كان المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أكد أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 200 مدني واعتقل عشرات الأطباء والممرضين والطواقم الإدارية منذ بدء عمليته العسكرية في «مجمع الشفاء الطبي». ودخلت القوات الإسرائيلية المجمع لثاني مرة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويقول الجيش الإسرائيلي إن «مجمع الشفاء» متصل بأنفاق تستخدم قاعدة لحركة «حماس».

إسرائيل تفقد السيطرة على التصعيد؟..

الأخبار ... حملت التطورات الميدانية على الجبهة الشمالية في الساعات الماضية تحولاً في التقدير الإسرائيلي الخاص بوضعية حزب الله. فبعد أن روّج المستوى العسكري الإسرائيلي لنظرية أن الحزب تلقّى ضربات استراتيجية كبيرة أثّرت على حركته على طول الجبهة، أتت عمليات الردّ الأخيرة التي نفّذتها المقاومة في الجولان وميرون خصوصاً لتبدّل هذا التقدير، مع إعلان المتحدث باسم جيش العدو أن «عمق لبنان يتحول إلى منطقة حرب، وحزب الله بدأ يخاطر»، كاشفاً عن رصد إطلاق 110صواريخ من لبنان على إسرائيل في اليومين الماضيين.وفيما تحدّث قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو عن «مواصلة اتّباع نهج هجومي لتغيير الوضع الأمني في المنطقة الشمالية ليستطيع السكان العودة إلى المنطقة الشمالية بأمان»، وقال بعد ضرب كريات شمونة: «جاهزون من الليلة للتصرّف على الحدود اللبنانية، وعازمون على تغيير الوضع الأمني في المنطقة الشمالية»، عاد الحديث عن «حتمية» العملية العسكرية البرية ضد لبنان. ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين إسرائيليين أنه «لا مفر من عملية عسكرية برية لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم». وترافق ذلك مع حديث في الإعلام العبري عن أن الجيش الإسرائيلي قرّر تغيير سياسة الرد في لبنان، ورفع شدة الضربات واتساعها مقابل كل هجوم لحزب الله، مع استعداد أكبر للحرب. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مسؤول إسرائيلي رفيع أنه «بعد رفح ستكون هناك عملية برية في الشمال. إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم تستوجب عملية سنقوم بها بعد الانتهاء من رفح وليس بالتوازي». لكن، بخلاف الربط الإسرائيلي بين التصعيد وإعادة الأمان لعودة المستوطنين إلى الشمال، يقرأ حزب الله عودة الحديث عن التصعيد على أنه فشل للمساعي الإسرائيلية للسيطرة على التصعيد من أجل فرض قواعد اشتباك جديدة يمتلك فيها الكلمة الفصل في الميدان. وعلى غرار ضربات كريات شمونة رداً على مجزرة الهبارية، وميرون والجولان رداً على اعتداءات العدو في البقاع، وخصوصاً قصف القاعدة ميرون التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود بهذا النوع من الصواريخ وما يحمله من دلالات في حسابات العدو، يستعد حزب الله لمواجهة أي توسيع إسرائيلي للتصعيد من خلال نوعية الأهداف والذخائر التي سيستخدمها في إطار متصاعد مرتبط بمستوى التوسيع الإسرائيلي.

يستعد حزب الله لمواجهة أي توسيع إسرائيلي للتصعيد بتصاعد في نوعية الأهداف والذخائر

وواصل حزب الله عملياته أمس، ورداً على ‏مجزرة الهبارية، قصفَ مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء ‌‏769 في ثكنتها بعشرات الصواريخ.‏ كما استهدف انتشاراً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستعمرة شتولا وموقع ‏رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وقوة ‏مشاة للعدو داخل خيمة في حرج راميم والتجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام، وتصدى لمُسيّرة ‏إسرائيلية في أجواء رب ثلاثين - العديسة. ونعى حزب الله المقاومين علي عباس يزبك (الناقورة) وعلي محسن عقيل (الجبين) وحسين علي زهور (يحمر الشقيف). كما نعت المديرية العامة للدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية المسعفَين كامل فيصل شحادة (دير انطار)، وحسن حسين حسن (مزرعة مشرف). كما نعت حركة أمل المقاوم علي أحمد مهدي (الناقورة)، وجمعية كشافة الرسالة الإسلامية المسعف حسين أحمد جهير (الناقورة).

«حرب المعادلات» بين المقاومة وجيش العدوّ

الاخبار..علي حيدر.. لم تخرج الاعتداءات الإسرائيلية أخيراً، بما فيها في البقاع، عن «حرب المعادلات» بين حزب الله وجيش العدو. لكنها محاولة إسرائيلية محسوبة ومضبوطة لإحداث تعديل فيها، من دون التدهور نحو مواجهة واسعة.في المقابل، كان ردّ حزب الله مدروساً أيضاً لمنع العدو من فرض معادلة أحادية. وأُدخلت مستوطنات جديدة ضمن دائرة النار للمرة الأولى، رداً على تصعيد العدو في العمق والأهداف في سياق محاولة إنتاج معادلة ردّ. تسليم العدو بمعادلات الردع التي أرساها حزب الله والحذر الشديد في محاولات خرقها، أتى بعد محطات وتحولات في وعي مؤسسات القرار السياسي والأمني في كيان العدو، وهو حصيلة سنوات من الصراع و«مغامرات محسوبة» ما كان لمعادلات الردع أن تتشكّل من دونها. فمنذ أن سلَّم العدو بعجزه عن الحسم العسكري مع حزب الله، وجد نفسه مُلزماً باعتماد سياسة عملياتية أكثر حذراً. وبعد تعاظم قدرات المقاومة إلى مستويات تهدد عمقه الاستراتيجي، بعناصره العسكرية والصناعية ومنشآته، كان محكوماً بقيود يصعب تجاهلها، وأمام اعتبارات تتقدّمها حسابات الكلفة والجدوى. هذه المعادلات وفّرت مظلة أمنية للبنان في أخطر المراحل التي مرت بها المنطقة، ونجح حزب الله في تثميرها بمواصلة تطوير قدراته استعداداً لمواجهة متغيّرات تنطوي على تهديدات استراتيجية ووجودية. وتجلّت قوة ردع الحزب الاستراتيجية والعملياتية في محطات مفصلية في لبنان والمنطقة، وبلغت مستوى قياسياً عندما فرض على العدو قواعد اشتباك، وثبت حتى الآن، أنه نجح في احتواء وكبح طوفان التداعيات التي توالت بعد طوفان الأقصى في الساحتين الإسرائيلية والإقليمية. النتيجة المباشرة والتأسيسية التي حقّقها حزب الله في الحرب الحالية أنه فرض على العدو قواعد اشتباك ضمن نطاق جغرافي محدّد، التزم الطرف الآخر بمقتضياتها، وتبلورت في ظلها نتائج تشكل ضغطاً متواصلاً ومتصاعداً على قيادة العدو وجمهور المستوطنين. في مواجهة هذا التهديد، كانت أمام قادة العدو مروحة خيارات رَاوحت بين الذهاب إلى خيار دراماتيكي (وصولاً إلى الحرب)، أو توسيع نطاق المواجهة العسكرية (من دون حرب)، أو اعتماد سياسة الاحتواء. منذ الساعات الأولى، درست قيادة العدو استغلال طوفان الأقصى لشنّ حرب مفاجئة على حزب الله. لكنّ هذا الخيار سقط، كما أصبح معلوماً، بسبب مخاوف من تداعياته على الداخل الإسرائيلي وانقسام القيادة الإسرائيلية والموقف الأميركي. واستمر ارتداع العدو عن هذا الخيار طوال المعركة المستمرة منذ نحو ستة أشهر، وانعكس ذلك التزاماً صريحاً بقواعد اشتباك المقاومة. التداعيات على العمق الإسرائيلي ساهمت أيضاً في استبعاد العدو خيار توسيع نطاق المعركة جغرافياً إلى مديات أوسع مما هي عليه، وانسحب ذلك على حدة النيران ووتيرتها وطبيعة الأهداف. وساهم الأداء العملياتي لحزب الله في توفير الظروف الملائمة لذلك، كبحاً وتأطيراً، إضافة إلى خشية العدو من التدحرج إلى السيناريو الأول الذي استبعده، وحرص الأميركي على تجنب التورط في حرب كبرى لن يبقى بعيداً عنها. في الموازاة، يدرك قادة العدو أن الاكتفاء بسياسة الاحتواء بدرجاتها الدنيا، يساهم في تعميق مأزق الردع الذي تهشّم نتيجة طوفان الأقصى، وأن التزام خيار الاحتواء يوفّر لحزب الله هامشاً أوسع في رفع مستوى الضغوط الميدانية. أمام هذه الخيارات، والقيود التي تواجه كلاً منها، عمد العدو إلى الرمي بثقله التكنولوجي والاستخباري والعملياتي، لتعزيز الضغوط الميدانية على حزب الله لثنيه عن مواصلة عملياته وفي الوقت نفسه تجنب التدحرج إلى مواجهة عسكرية كبرى. بعبارة أخرى، استغل العدو مجموعة مزايا تتسم بها هذه المعركة، أهمها أن حزب الله في موقع المبادر ابتداءً، وحرصه على تنفيذ عملياته من خارج القرى، ما يعرّض مجموعاته للكشف، فيما العدو مُحصَّن ويتمتع بتفوق تكنولوجي وجوي... والأهم أن حزب الله حريص على إبقاء نطاق المعركة جغرافياً ضيقاً، علماً أن اتساعها يمنح المقاومة هامشاً أوسع ويوفّر لها حصانة كبرى... لكنه فضّل تقديم التضحيات لتقليص الأضرار على المدنيين. مع ذلك، لم ينجح العدو في التأثير على إرادة حزب الله وقراره بإسناد غزة، وعلى مواصلة العمليات ضد قوات الاحتلال، رغم التضحيات الكبيرة. فاستنجد بالإدارة الأميركية التي وجّهت رسائل تهويل وتهديد وقدّمت إغراءات، وانتدبت للمهمة مبعوثها عاموس هوكشتين... إلا أن كل المحاولات فشلت بفعل التمسك بثابتة مفادها أنْ لا وقف للعمليات قبل وقف الحرب على غزة، وبعدها يتم الحديث عن الأمور المتصلة بجنوب الليطاني. نتيجة ذلك، تفاقمت الضغوط الداخلية في كيان العدو، وتحوّلت جبهة لبنان إلى جبهة استنزاف على كلّ المستويات، وفشلت المسارات السياسية والردعية. وبدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أي رهانات لدى قادة العدو وفي واشنطن، مع إعلانه بأن الجبهة ستبقى مفتوحة مهما طال الوقت إسناداً لغزة. في ضوء هذه السياقات والقيود، ارتقى العدو إلى مرحلة جديدة لفرض معادلة رد يهدف من خلالها إلى تعزيز الأثمان التي يجبيها من حزب الله، على أمل ردعه وتقويض إرادته على مواصلة العمليات. إلا أنه لجأ إلى هذا الخيار من موقع الرد وليس الخيار الابتدائي، إدراكاً منه لمخاطر التوسيع الابتدائي للمعركة. في المقابل، من الواضح أن رسائل حزب الله الميدانية والسياسية، أظهرت أيضاً لقيادة العدو فشل رهاناته حتى الآن، وأثبت حزب الله أيضاً أن حرصه على تجنب الحرب، لا يقيّده عن الرد بما يعزز معادلة حماية لبنان وعمق المقاومة، على قاعدة «بتوسّع بنوسّع». ويعني ذلك أن مواصلة العدو هذه السياسة ستُقابل أيضاً بتوسيع مدروس وهادف... في معادلة محكمة تساهم في محاصرة العدو بمراوحة ميدانية ضاغطة عليه من الشمال في أكثر من اتجاه، وتصبّ في نهاية المطاف إسناداً لغزة وتعزيزاً لموقع لبنان والمقاومة في معادلة ما بعد الحرب.

كلاوس تستنجد بالقوى الامنية لقمع المحتجين: فلسطينو لبنان في مواجهة مفتوحة مع ادارة «أونروا»

الاخبار..تقرير فاتن الحاج ... فتحت قيادة تحالف القوى الفلسطينية واتحاد المعلمين الفلسطينيين معركة كسر عظم مع إدارة وكالة «أونروا» لإجبارها على التراجع عن إجراءاتها العقابية غير المسبوقة «والمنصاعة لابتزاز السفارة الأميركية وبعض السفارات الأوروبية»، بحقّ موظفين فلسطينيين، على خلفية انتماءاتهم السياسية وتحت غطاء خرق الحيادية، وفي مقدّمهم رئيس اتحاد المعلمين فتح الشريف الذي أوقف عن العمل لثلاثة أشهر، قابلة للتجديد، من دون راتب. وأعلنت للغاية برنامج تحرّكات احتجاجية متصاعدة، بدأ بتنفيذ اضراب شامل، هذا الأسبوع، حيث أقفلت المدارس ومكاتب المناطق ومكاتب المخيمات، ما عدا المؤسسات الصحية، على أن يجري نهاية الأسبوع تقييم للموقف والتحضير لبرنامج الأسبوع المقبل.وفيما تسعى قوى التحالف إلى تأمين الدعم السياسي للتحركات في صفوف الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، ظلّل الانقسام الفلسطيني المعركة مع الوكالة. وبعد مشاورات جرت خلال اليومين الماضيين، وصدور البيان المشترك عن جميع الفصائل بادانة قرارات ادارة الوكالة في بيروت، امتنعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، باستثناء الجبهة الشعبية عن المشاركة في التحركات، وسط مؤشرات لدى قيادة حركة فتح في لبنان برفض المواجهة المفتوحة، على خلفية رفضها للأشكال المطروحة للتحرك. على الصعيد اللبناني، نقلت مصادر فلسطينية مطلعة عن مسؤولين في حركة امل وحزب الله امتعاضهما من اداء المديرة العامة لوكالة اونروا دوروثي كلاوس، وزياراتها السياسية الخارجة عن اطار عملها، مؤكدين السعي لمواجهتها ومواجهة مشاريعها. الالتزام بالإضراب بدا كبيرا في الأسبوع الأول، رغم محاولات إدارة الوكالة إفشال التحركات من خلال دعوة الموظفين إلى العمل من المنزل أو فتح المكاتب. وعلمت «الاخبار» ان مديرة الوكالة اجرت اتصالات مع الاجهزة الامنية اللبنانية بطلب منع الاحتجاجات واقفال مكاتب الوكالة، لكن الاتصالات المقابلة التي جرت مع الاجهزة نفسها، منعت تعطيل التحرك، ومع ذلك لم يسلم المشاركون في الاعتصام الحاشد أمام مقر الوكالة في بيروت من المفرقعات التي رماها حرس الوكالة بهدف اثارة البلبلة وإفشال الخطوة، إلا أن القوى الأمنية المولجة بحماية المكان أمسكت بزمام الأمور ومنعت حدوث أي مواجهة. واستنكر أمين سرّ تحالف القوى الفلسطينية مسؤول الجبهة الشعبية أبو كفاح غازي إجراءات «أونروا»، معلناً التمسك بحق العودة والنضال مع غزة. وطالب نائب الأمين العام لحزب البعث، علي غريب، باسم الأحزاب اللبنانية، وزير الخارجية عبد الله بوحبيب باستدعاء كلاوس وسؤالها عن الزيارات التي تقوم بها لأطراف لبنانية لديها موقف معروف من العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال عضو اتحاد المعلمين، ماهر طوية، إنه لا سقف للتحركات ضد الإجراءات العقابية للوكالة. وأعلنت الطالبة هنادي أبو صهيون أن ثانوية دير ياسين ستبقى مقفلة حتى عودة مديرها فتح الشريف الذي قال لـ«الأخبار» إن «القضية ليست نقابية، إنما سياسية بامتياز، وهي امتداد لحرب الإبادة في غزة»، مؤكداً «أننا نرفض الخضوع للتهديدات وابتزاز السفارات، فنحن موجودون في الوكالة منذ 29 عاماً، أي قبل المفوض العام فيليب لازاريني وكلاوس، ومن حقنا الانتماء السياسي ومناصرة قضايا شعبنا، وإذا خيّرونا بين الوظيفة وتحرير فلسطين، فسنختار الوظيفة وتحرير فلسطين، وكل هذه الإجراءات لا تعنينا».

«فتح» استجابت لبيان الاعتراض ولكنها رفضت المشاركة في الاعتصامات والتحركات الشعبية

على خط مواز، اعلنت الحكومة الألمانية، بعد قرار توقيف شريف، التبرع بـ 45 مليون يورو لوكالة اونروا في لبنان وسوريا والاردن والضفة الغربية ما عدا غزة، في محاولة لدحض الحديث عن الدور الالماني المشبوه، واستثنت غزة لعدم إغضاب اسرائيل. اما التطور الأبرز منذ تبليغ شريف القرار الخميس الماضي، فكان بيان صدر، أخيراً، عن إدارة «أونروا» ادّعت فيه أن ما ينشر معلومات مغاير للواقع، مبررة القرار بحق شريف بوجود «تقارير بشأن أنشطة مزعومة قام بها تنتهك الإطار التنظيمي للوكالة الذي يحكم سلوك الموظفين». وأكدت أن على كل الموظفين أن «يلتزموا بسياسات الوكالة وقوانينها وأنظمتها، ولا يطلب منهم أن يتخلّوا عن مشاعرهم الوطنية أو قناعاتهم السياسية والدينية»، مشيرة إلى أنه «بقبول التعيين كموظفين لدى أونروا، يتعهد موظفو الوكالة بأداء وظائفهم وتنظيم سلوكياتهم وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة وسياساتها، والمشاركة في أي نشاط سياسي يجب أن يكون متسقاً مع نزاهة الوكالة وسمعتها بما في ذلك مبادئ عملها، ويجب ألا ينعكس سلباً عليها». وكان ردّ من اتّحاد المعلّمين، رأى فيه أن خلفية الإجراء الإداري المذكورة في البيان «غير دقيقة وتفتقر إلى الموضوعيّة والصدقيّة، لأنّ الرّسالة التي وُجّهت إلى المربي الشريف كان الانتماء السّياسي في طليعتها». وسأل: «بأيّ حقّ قانونيّ وإداريّ تشكّل إدارة أونروا لجنة للتّحقيق في هذه القضيّة، وتلتئم اللجنة مُباشرة عقب تشكيلها للبحث في خلفيات القضيّة والمزاعم المقدّمة، ثم تصدر قرارات نافذة، وتنفّذ هذه القرارات وتضعها موضع التطبيق، كلّ ذلك في يومٍ واحد وهو 20 آذار 2024؟».



السابق

أخبار وتقارير..هجوم موسكو يهز طاجيكستان..ويسلّط الضوء على التطرّف بآسيا الوسطى..روسيا تتهم استخبارات غربية بمساعدة منفذي «هجوم موسكو» ..اثنان من المشتبه بهم سافرا «بحرية» بين تركيا وروسيا..الصين ترفض اتهامات بالتجسس الإلكتروني من أميركا وبريطانيا ونيوزيلندا..اعتبار 6 مفقودين في عداد القتلى في حادث انهيار جسر بالتيمور..ألمانيا تشدد الرقابة على الحدود خلال «يورو 2024»..وزير بريطاني يواجه السجن بسبب أفغانستان..اليابان منحت عدداً قياسياً من الأشخاص صفة لاجئ خلال عام 2023..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..استقالة مسؤولة في الخارجية الأميركية "بسبب دعم واشنطن لإسرائيل"..واشنطن: عملية عسكرية محدودة في رفح يمكنها القضاء على قادة حماس المتبقين..واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على ممولين لحركة حماس..إسرائيل تعود لاستخدام تكتيك «القرع على السطح» في رفح..ضربات إسرائيلية شديدة على غزة..ومعارك قرب 3 مستشفيات..هيرتسوغ يدعو لاستمرار الحرب..«كل شيء يبدأ وينتهي مع السنوار»..إسرائيل مهّدت لـ «الإبادة الجماعية» منذ 1948..«حماس» تغيّر تكتيكاتها..والضيف يخرج عن صمته..ما مغزى حديث نتنياهو عن «هامان مصر» قبيل اجتياح «رفح»؟..خبيرة الأمم المتحدة لغزة: تلقيت تهديدات..مقتل 3 وإصابة 4 برصاص القوات الإسرائيلية في جنين..«الأونروا»: مقتل 13750 طفلاً في الحرب الإسرائيلية على غزة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,602,481

عدد الزوار: 6,956,947

المتواجدون الآن: 63