أخبار لبنان..مواجهة شيعيَّة - مسيحيَّة ترفع من حرارة التأزُّم الرئاسي..الراعي ينضم إلى ائتلاف المعارضة والتيار..اتّهام 5 عناصر من «حزب الله» بقتل الجندي الإيرلندي «عمداً»..عون حمى «قيادة» باسيل ومُعارِضوه كرّسوا مشروعية اعتراضهم..تلويحٌ أميركي بعقوبات على بري لـ «احتجازه» الرئيس العتيد.. بري يرفض ضغوط واشنطن..وأزعور يستعد للترشّح..الراعي في مواجهة تعطيل بري: إقفال المجلس مَسخرة..انتقاد أميركي للجيش واحتضان خارجي لأزعور..

تاريخ الإضافة الجمعة 2 حزيران 2023 - 2:58 ص    عدد الزيارات 550    التعليقات 0    القسم محلية

        


مواجهة شيعيَّة - مسيحيَّة ترفع من حرارة التأزُّم الرئاسي....

الراعي ينضم إلى ائتلاف المعارضة والتيار.. وصوان يتَّهم عناصر من حزب الله بقتل الإيرلندي...

اللواء...بين التهديد (أي التهديد الأميركي الأوروبي بفرض عقوبات) والتشويش (اي الماكينة الاعلامية التي تستهدف الخيارات المختلفة)، دفع الرئيس نبيه بري برسائل قاطعة بوضوحها لخصمه التيار الوطني الحر والتقاطعات التي يلجأ إليها لحشر رئيس المجلس، ابرزها استقبال قائد الجيش العماد جوزاف عون، واعلان الاتفاق من عين التينة على التوافق بين بري وعون على توقيع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد الى عميد اي دورة العام 1994 وترقيات دورتي 1995 و1996. ومن الرسائل تجديد التأكيد على ابواب المجلس لم ولن تكون موصدة امام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بحال اعلن عن ترشيحين جديين على الاقل للرئاسة. والتقط التيار الوطني الحر، فصوَّب باتجاه «الثنائي الشيعي»، الذي اعتبر ان اية تسمية سوى النائب السابق سليمان فرنجية هو من قبيل التحدي والمناورة، وبالتالي فالسعي لاحراج رئيس المجلس دونه صعوبات، لا تقدِّم ولا تؤخر بصرف النظر عن آليات إخراج ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور الى العلن، حسب المصادر المتابعة «للتورم» في العلاقة بين الرئيس بري والنائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر.. وفي الوقت، الذي تستعد فيه المعارضة المسيحية مع التيار الوطني الحر الى اعلان دعم ترشيح ازعور غداً او مطلع الاسبوع المقبل، دخل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الخط، بعد عودته من فرنسا والفاتيكان، كاشفاً ان هذين البلدين «طلبا مني ان اعمل داخلياً مع باقي المكونات، وسنتكلم مع الجميع من دول استثناء، حتى مع حزب الله، والحراك سيبدأ من اليوم (اي زمن). وربط الراعي بين الاتفاق على شخص من قبل المكوّنات المسيحية، و«على هذا الاساس تحركت لان لبنان لم يعد يتحمل». كاشفاً عن ارتياح باريس والكرسي الرسولي للتوافق المسيحي والآن سيبدأ العمل» غامزاً من قناة رئيس المجلس «إذا اعتبر ان على رئيس المجلس الدعوة الى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية، ولكن نحن نتميز بمخالفة الدستور». وهذا الموقف المتوتر بين بكركي وعين التينة، والغالبية المسيحية، والثنائي الشيعي، عبَّر عنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، الذي اعلن ان «لبنان يصنع في لبنان، وليس في الطائرة، والسيادة الوطنية على ابواب مجلس النواب وليس بالاوراق المحمولة جواً». ومع هذا التأزم الداخلي، كشف النقاب عن زيارة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى المملكة العربية السعودية الخميس المقبل (8 حزيران) للمشاركة في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وحسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، فإن الزيارة ستكون مناسبة للتطرق الى الاولويات الفرنسية وتلك المشتركة». وقد يكون الملف اللبناني من ضمنها حكماً بعد القمة العربية في جدة قبل اكثر من اسبوعين. واعتبرت مصادر سياسية امكانية توصل مكونات المعارضة مع التيار الوطني الحر، الى اتفاق فيما بينها على مرشح رئاسي خلال الأيام المقبلة، بأنها خطوة مهمة، من شأنها اخراج ملف الانتخابات الرئاسية من الجمود واعادة تحريكه الى الامام مجددا وقالت:اذا تكللت المشاورات الجارية بين مكونات المعارضة والتيار العوني بالنجاح بالاتفاق على مرشح موحد للرئاسة،تكون قد اسقطت ذرائع الثنائي الشيعي، بالاستمرار في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، بحجة أنه لايوجد مرشح للمعارضة حتى يحدد رئيس المجلس جلسة لانتخاب الرئيس الجديد. وكشفت المصادر بأن الاتفاق الموعود للمعارضة والتيار على اسم المرشح الرئاسي، أحرج الثنائي الشيعي، واضعف مرشحه للرئاسة،رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الحدود الدنيا، واحيا الآمال بخطوات سريعة لانجاز الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، بينما لوحظ في البيان الذي اصدره رئيس المجلس النيابي بالامس استياء واضحا من خطوة اتفاق المعارضة عكسته النبرة العالية للبيان . وفي المجريات، تكثفت مساعي اطراف المعارضة والتيار الحر بهدف بلورة آلية للتقاطع على اسم ازعور، كما استمر الحراك الرئاسي من قبل بعض النواب والقوى، حيث ان النائب المستقل الدكتور غسان سكاف التقى امس السفير المصري ياسر علوي، «حيث تمت مناقشة آخر التطورات السياسية والجهود الرامية لتجاوز الجمود الحالي وإتمام الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية». وسيلتقي سكاف مطلع الاسبوع المقبل كلا من سفراء السعودية وقطر وفرنسا. وقال سكاف لـ «اللواء»: ان الجانب المصري يستطلع الاجواء ويتريث لحين اتضاح صورة الامور، وهو يواكب الامور ويتابع التحضير للقاء الخماسي الذي سيعقد في الدوحة اوائل حزيران الحالي. كما ان اطراف المعارضة تنتظر امرين: نتيجة لقاءات البطريرك بشارة الراعي في باريس والفاتيكان، وهل سيدعو الرئيس نبيه بري المجلس الى جلسة انتخابية بعد التقاطع على اسم الوزير ازعور. واعلن حزب الكتائب انه «في اطار الجهود التي تقوم بها قوى نيابية معارضة وتغييرية لمواجهة منطق تخيير اللبنانيين بين الرضوخ او الفراغ، عقد ممثلون عن كتل الجمهورية القوية والكتائب والتجدد وعدد من نواب التغيير اجتماعاً، لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة اتفاق رئاسي بينها وبين كتل اخرى تقاطعوا معهم على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وتم التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه بما يدفع باتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي وإنقاذ لبنان من أزمته». وسرت معلومات على لسان مصادر معارضة عن امتعاض بعض اطرافها من الاتفاق بين الاحزاب المسيحية الثلاثة على إسم الوزير السابق، من دون الرجوع إلى حلفائهم الآخرين. وسألت «كيف يُمكن أنّ ننتخب شخصاً لم يتواصل معنا، ولم نتحاور معه، ولم نتناقش معه برنامجه السياسيّ ورؤيته الإقتصاديّة؟» وربما لن تُوافق عليه وقد يكون لدى البعض منها تحفّظات على إسم ازعور. ولهذا قرر الاجتماع مساء امس عبر تطبيق زوم مع عدد من نواب التغيير. لكن الذي حصل حسبما علمت «اللواء» ان ازعور اتصل ببعض نواب التغيير فرادى وتداول معهم في موضوع ترشيحه والافكار التي يحملها سياسيا واقتصاديا، لكن النواب لن يتخذوا قرارا بترشيحه من عدمه قبل التواصل مع باقي اطراف المعارضة والتيقن من جدية ترشيحه وهل اتفاق اطرافها نهائي، وعدد الاصوات التي يمكن ان يحصل عليها، ليبنوا على الشيء مقتضاه. كما عقد نواب التغيير اجتماعاً في وقت لاحق للبحث في ترشيح ازعور، وقالت مصادرهم لـ«اللواء»: ان الاجواء ايجابية وسنتابع النقاش لمتابعة اي تطور يحصل.

الاعتمادات والرواتب

معيشياً، وفي ما خص رواتب القطاع العام غير المؤمنة لشهر حزيران، قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان: تبلّغتُ من جهاتٍ معنيّة أن لا اعتمادات للجيش والقوى الأمنية في اليومين المقبلين ومسألة الرواتب بالغة الأهمية، ومشاركة «لبنان القوي» في أي جلسة تشريعية لهذا الغرض تدرس في ضوء ضرورات المرحلة. اضاف: بالمبدأ كان يُفترض على الحكومة أن تحيل موازنة 2023 إلى المجلس منذ أشهر ولكنني وبسبب الظروف الاستثنائية سأبدأ باتصالات مع مختلف الكتل لمحاولة التوصل إلى صيغة لصرف الإعتمادات اللازمة لرواتب القطاع العام. في الاثناء، أصدر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل قراراً تحت الرقم 391/1 تاريخ 1 حزيران 2023 حدّد بموجبه «آلية تنفيذ المرسوم رقم 11227 تاريخ 18/4/2023 المتعلق بإعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي بحيث يدفع هذا التعويض المؤقت اعتباراً من منتصف شهر حزيران من سلفة الخزينة المعطاة الى وزارة المالية بموجب المرسوم رقم 11301 تاريخ 18/4/2023، وذلك عن شهري أيار وحزيران للمتقاعدين وعن شهر أيار للعاملين في الخدمة الفعلية من مدنيين وعسكريين، بحيث لا يقلّ هذا التعويض لموظفي الإدارات العامة والمتعاقدين عن /8.000.000/ ل.ل. وعن /7.000.000/ل.ل. بالنسبة للعسكريين الذين سيتم احتساب هذا التعويض لهم على أساس الراتب والمتممات العسكرية، على ألا يزيد في مطلق الأحوال هذا التعويض المؤقت عن /5.000.000/شهرياً، وقد تضمن أيضاً هذا القرار الشروط الواجب توفرها من أجل استحقاق هذا التعويض لا سيما بالنسبة لعدد أيام الحضور الفعلي وكيفية مراقبة دوام الموظفين وكذلك الآلية الواجب اعتمادها من أجل إعداد الجداول المتعلقة بتسديد هذا التعويض المؤقت» .

سنترالات أوجيرو

على الصعيد الخدماتي، بدأت سنترالات «اوجيرو» تطفئ محركاتها تباعا بسبب نفاد المازوت. وقال وزير الاتصالات جوني القرم: من المتوقّع أن يتمّ تنفيذ القرارين المتعلّقين بالاتصالات بين اليوم والغد، والمشكلة الحقيقيّة تكمن في إلغاء الموازنة الملحقة الخاصة بنا. اضاف: في حال تم تحويل الأموال والاعتمادات اليوم سيؤمَّن المازوت وتعود السنترالات إلى العمل تباعاً. وفي السياق، تلقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، رسالة من شركة تسويق النفط العراقي التابعة لوزارة النفط تبلغه بالمضي قدماً في مضاعفة كمية الفيول اويل الشهرية المخصصة للبنان بموجب الاتفاقية السارية المفعول، من 80 ألف الى 160 ألف طن ابتداء من شهر تموز. وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي لفيّاض، «تأتي هذه الخطوة بعد المشاورات التي أجراها وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض والاجتماعات التي قام بها مع الجانب العراقي وكان آخرها في الشهر الماضي مع رئيس الوزراء السيد محمد السوداني ووزير النفط حيان عبد الغني وما تبعها من قرار لمجلس الوزراء العراقي.  وتحقق هذه الزيادة في الكمية فرصة لمضاعفة الطاقة الكهربائية التي تنتجها محطات الانتاج العاملة على الغاز اويل والفيول، وذلك لتلبية حاجات اللبنانيين من التغذية الكهربائية خلال الصيف. ومن شأن وصول الكمية الجديدة أن يخفف الحاجة الى استيراد مادة «الديزل أويل» من قبل الشركات اللبنانية المستوردة لصالح المولدات الخاصة» .

اتهام حزب الله

وفي تطور جديد بقضية حادثة بلدة العاقبية، اتهم القضاء العسكري خمسة عناصر من حزب الله، أحدهم موقوف، «بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي. واتهم القرار الاتهامي، الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، «عناصر تنتمي إلى حزب الله بتأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرميّ واحد».وأكّد صوان أن « أفعالَ كلّ من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام» . وخلص القرار، يقع في ثلاثين صفحة، الأشخاص المذكورين بـ»القتل عمداً». وأحال الجميع على المحكمة العسكرية لمحاكمتهم، كما سلّم صوان نسخة عن القرار الاتهامي إلى قوة اليونيفيل.

اتّهام 5 عناصر من «حزب الله» بقتل الجندي الإيرلندي «عمداً» ديسمبر الماضي

بيروت – «الراي».... اتّهم القضاء العسكري خمسة عناصر من حزب الله، أحدهم موقوف، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، والذي أسفر عن مقتل جندي إيرلندي، وفق ما أفاد مصدر قضائي اليوم الخميس. وقُتل الجندي الإيرلندي شون روني (23 عاماً) وأصيب ثلاثة آخرون من زملائه بجروح في 14 ديسمبر الماضي، في حادثة تخللها إطلاق رصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية في جنوب البلاد. وبعد أقل من أسبوعين، سلم حزب الله، القوة السياسية والعسكرية النافذة، الجيش مطلق النار الأساسي. وبحسب «فرانس برس» فقد وجّه القرار الاتهامي، الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، اتهاماً لعناصر تنتمي إلى حزب الله بـ«تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرميّ واحد». وأكّد أن أفعالَ كلّ من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام». وخلص القرار، الذي يقع في ثلاثين صفحة، الى اتهام الأشخاص المذكورين بـ«القتل عمداً». وإذ أحال صوان الجميع إلى المحكمة العسكرية لمحاكمتهم، وسلّم نسخة عن القرار الاتهامي إلى قوة اليونيفيل. وأظهرت تسجيلات بالصوت والصورة لكاميرات مراقبة ضُبطت في محيط موقع الاعتداء، وفق القرار الاتهامي «بشكل واضح محاصرة الدورية المعتدى عليها من كلّ الجهات، ومهاجمتها من قبل مسلّحين، وقد سمع بعضهم يقولُ: «نحن من حزب الله»، وينادون بعضهم عبر الأجهزة اللاسلكية. وكان القضاء اللبناني ادعى مطلع العام على سبعة أشخاص بجرائم «إطلاق النار تهديداً من سلاح حربي غير مرخص وتحطيم الآلية العسكرية وترهيب عناصرها». وسارع حزب الله إثر مقتل الجندي الإيرلندي برصاصة اخترقت رأسه من الخلف إلى تعزية قوة اليونيفيل. ودعا على لسان مسؤول فيه إلى عدم اقحامه في الحادثة «غير المقصودة». ثم عمد الى تسليم مطلق النار الأساسي في إطار تعاونه مع التحقيق الذي أجرته مديريّة المخابرات في الجيش. ولم تحدّد قوة اليونيفيل تفاصيل الحادثة التي وقعت خارج نطاق عملياتها، فيما أورد الجيش الإيرلندي أن سيارتَين مدرعتَين فيهما ثمانية أفراد، تعرّضتا «لنيرانٍ من أسلحة خفيفة» أثناء توجّههما إلى بيروت. في سياق متصل، أفاد مصدر واسع الاطلاع لـ«النهار» اللبنانية أن القرار صدر بحق 5 أفراد، وهو قرار اتهامي قبل إحالتهم إلى النيابة العامة. وأوضح المصدر أن الاتهام صدر بحق أربعة أفراد غيابياً وموقوف وحيد سبق أن سلم نفسه إلى الأجهزة الامنية. ونفى المصدر أن يكون الاتهام قد سمّى «حزب الله» بالاتهام أو اشار إلى انتماء المتهمين الحزبي.

عون حمى «قيادة» باسيل ومُعارِضوه كرّسوا مشروعية اعتراضهم

لبنان.. «ترشيح» أزعور أيْقظَ خلافاتٍ نائمة داخل التيار الوطني الحر

|بيروت – «الراي» |... منذ ما قبل انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، و«التيار الوطني الحر» محكومٌ بمواجهةٍ داخلية بين رئيسه النائب جبران باسيل وعددٍ من نواب «التيار» الذين لا يتوافقون معه. لكن رئاسة عون بقيتْ الرادع الأساسي الذي يمنع المعترضين على أداء باسيل من إبداء معارضتهم جهاراً. وما أن خَرَجَ عون من القصر، حتى ظهرتْ بعض مَلامح الانقسام الحاد علانية. وليست قضية فصل النائب السابق زياد أسود وما تبعها من ردات فعل، بعد خسارة «التيار الوطني» مقاعده النيابية الثلاثة في جزين، سوى إحدى علامات الصراع الحاد، الذي اضطر معه عون إلى مرافقة باسيل إلى جزين قبل نحو شهر لتوجيه رسائل واضحة للتيار ضدّ أسود الذي ردّ بدوره على باسيل منتقداً إياه بشدة. كشفت الانتخابات النيابية الأخيرة كثيراً من المشكلات الداخلية، كما حصل مع النائب إلياس أبو صعب الذي أدار معركته منفرداً، بعدما تيقّن من أن باسيل يصبّ الأصوات التفضيلية لمصلحة المرشح ادي معلوف الذي خسر مقعده. واستمر الخلاف بين بو صعب وباسيل حتى قبل ترشّح الأول لنيابة رئاسة المجلس النيابي، وتردّد حينها أن باسيل كان معترضاً على تسويةٍ قام بها بو صعب مع رئيس البرلمان نبيه بري لانتخابه نائباً لرئيس المجلس، قبل أن يُضطرّ رئيس «التيار» إلى السير بالتسوية. منذ سبعة أشهر، تاريخ انتهاء عهد عون، سعى باسيل إلى إبقاء حماية «الجنرال» له حاضرة عند كل استحقاق، سواء في الحوار مع «حزب الله» أو في الموقف من انعقاد جلسات حكومة تصريف الأعمال، عدا عن حل الخلافات الداخلية في صورة غير ملتبسة لمصلحته. لكن قضية انتخاب رئيس للجمهورية أخذت بعداً استثنائياً في علاقة نواب «التيار الوطني الحر» المعترضين على إدارة باسيل للملف، وكشفت عمقَ الخلافات التي ظلت نائمةً بفعل حضور عون وتأثيره السياسي والمعنوي. اعتقد النواب المعترضون منذ البدء أن باسيل كان يناور منذ اللحظة الأولى من أجل إبقاء اسمه على لائحة المرشحين، قبل أن يعلن «حزب الله» والرئيس بري أن مرشحهما هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ويأخذ هؤلاء على باسيل ان الإصرار على وضْع اسمه في لائحة المرشحين والتلويح مراراً بأنه سيعلن ترشيحه، والعمل مع إحدى الدول على تسوية أوضاعه ورفع العقوبات الأميركية عنه، عوامل ساهمت في تأخير حضور «التيار» في الملف الرئاسي ولا سيما في العلاقة مع «حزب الله» الناخب الأكبر في هذه العملية. ويأخذ عليه هؤلاء كذلك أنه يتفرّد في إدارة الملف الرئاسي ولا سيما في الأسابيع الأخيرة حيث بدأ مفاوضات مع حزب «الكتائب» وعبْره مع حزب «القوات اللبنانية» وحَصَرَ قنوات الحوار بدائرة صغرى من القريبين منه، بعدما حُدد الإطار الحواري بين النائب جورج عطالله عن «التيار» وفادي كرم عن «القوات». ظلت الخلافات محصورةً بطابع داخلي، إلى أن بدأت المفاوضات الجدية تقترب من تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. اسمُ الأخير أحدثَ ردات فعل لدى نواب معترضين عليه، ربْطاً باعتقادهم انه كان من فريق الرئيس فؤاد السنيورة، إضافة إلى دوره في وزارة المال، ولم يكن سهلاً على هؤلاء الذين يفاخرون بما يُعرف بـ «الإبراء المستحيل» (اسم كتاب)، الإنقلابَ 180 درجة على عملية تفنيدِ مرحلة السنيورة ومَن يعتبرونه ربيبته. وبدأت الخلافات تظهر إلى العلن، مع اعتراض مجموعة من النواب في شكل صريح على إدارة باسيل واتجاهه إلى التوافق مع المعارضة على إسم أزعور. وحاول رئيس «التيار» بدايةً احتواء المشكلة داخلياً، وتجاهل اعتراض نحو ستة إلى سبعة نواب على تسمية أزعور، فسرّع من وتيرة اتصالاته مع المعارضة التي كانت تطالبه بحسْم موقفه إما سلباً أو إيجاباً. زاد ضغطُ «القوات اللبنانية» على «التيار الوطني» لإعلان موقف واضح وصريح، فطرح باسيل تسمية مرشحيْن اثنين بدلاً من واحد، وتَوافَقَ مع حزب «الكتائب» على ذلك، لكن «القوات» رفضتْ وأصرت على الاتفاق على اسم واحد لأنه بذلك يمكن خوض معركة صلبة وليس تشتيت الجهود الأمر الذي يربك النواب المعارضين لتسمية «الثنائي الشيعي» لفرنجية. ومع اقتراب حسْم باسيل لتسمية أزعور، خرجت أصوات كتلة نيابية من «التيار» لتعترض علانية، تزامناً مع كلام حول وضع اسم النائب إبراهيم كنعان، على لائحة بكركي، وهو المرشّح الوحيد من «التيار» الذي تبنّى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إسمه. لم يكن اجتماع التكتل الأخير بحضور الرئيس عون، الأوّل الذي شهد مواجهةً بين باسيل والنواب المعترضين، إذ سبقه أكثر من لقاءِ مكاشَفة ومصارَحة حاول خلالها باسيل وضع الجميع أمام مسؤولية التوافق على إسم أزعور كخيار نهائي. لكنه اصطدم برفْض هذه المجموعة الموافقة عليه، وإبلاغه برفض التصويت له. فكان الحل، تحت الضغط الذي تمارسه المعارضة على باسيل لحسم موقفه، اللجوء إلى خيار الإستعانة بعون وبكلامه المباشر مع النواب المعترضين علّ بذلك يمكن أن يسحبوا إعتراضهم. وجهة نظر باسيل ان «التيار» لا يمكن أن يخوض معركة الرئاسة تاركاً المجال للإتيان بفرنجية. اعتراضُه على موقف «حزب الله» يقابله اعتراضه على موقف النواب الذين يجارون في أدائهم الحزب في التضييق عليه والسماح بوصول رئيس «المردة». وعليه كان حاسماً في موقفه من المعترضين، ولا سيما بعد ورود اسم كنعان في اللائحة البطريركية، وبعد ما اعتبره «تمرداً من النواب الذين لم يصبحوا نواباً إلا باختيارهم وبأصوات التيار وليس بجهودهم الإفرادية» وهو كلام ردده عون لاحقاً في الاجتماع الأخير. واقع ما جرى ان المواجهة وإن بصوت هادىء أفضت إلى نتيجة سلبية. لم يستطع عون إقناعَ المعترضين بخيار أزعور، ولا هم تمكّنوا من تغيير رأي قيادة «التيار» في التوافق مع المعارضة على خيارها. لكن الطرفين حصلا على ما يريدان. باسيل حصل على غطاء عون ومباركته للاتفاق مع المعارضة، لكنه حصل كذلك على عذر الانسحاب المبكّر من أي اتفاق مع قوى المعارضة بحجة وجود اعتراضٍ داخلي، والفريق المعترض حصل على مشروعية تحوّله فريقاً معارضاً وبحضور عون، وتسجيل اعتراضه من دون مواربة. لكن النتيجة العملية تبقى في صندوق الإقتراع، هل سيقبل النواب المعترضون بوضع اسم أزعور التزاماً بقرار القيادة، كما صرح النائب سليم عون - أشدّ المعترضين قسوةً على اسم ازعور ولكن مع الالتزام بقرار القيادة - أم لا، كما هي حال النواب المعترضون الآخَرون. وإذا كان باسيل لم يخرج منتصراً من المواجهة داخل «بيته الحزبي»، فإن المعترضين أيضاً لم يتمكنوا من فرض إيقاعهم وخصوصاً أن تسرّب الأصوات تحت هالة عون صعْب أن يحصل. وما زال للرئيس السابق معارك تستوجب حضوره أكثر بعد حسْم تسمية أزعور... والطريق بين باسيل والمعترضين طويلة.

بدء العدّ العكسي لـ «الإعلان المتزامن» عن دعْم المعارضة والتيار الحر ترشيح أزعور

تلويحٌ أميركي بعقوبات على بري لـ «احتجازه» الرئيس العتيد

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الراعي: ارتياح في الفاتيكان وفرنسا للتوافق المسيحي على اسم والآن سيبدأ العمل

- بري لن يدعو لجلسة انتخاب إلا «بحال أُعلن عن ترشيحيْن جدييْن على الأقلّ وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا ينفع»

- إعلان تبنّي ترشيح أزعور من «التيار الحر» موقف سياسي محسوم بمعزل عن الترجمة في صندوقة الاقتراع

هي مسألة ساعات وتدخل الانتخابات الرئاسية في لبنان فصلاً جديداً في سياق لعبة «عضّ الأصابع» التي ستشتدّ تحت عنوان فتْح أبواب البرلمان (للجلسة رقم 12) التي ستطرقها غالبية المعارضة مع «التيار الوطني الحر» بمرشّحٍ مشترك هو الوزير السابق جهاد أزعور الذي لم يعتقد «حزب الله» والرئيس نبيه بري أنه سيتحوّل ورقةً تقلب الطاولة والقواعد التي اعتقدا أنهما أرسياها لإدارة الأزمة الرئاسية على قاعدة «ان كل الطرق توصل الى انتخاب سليمان فرنجية». وكانت الكواليس السياسية أمس تشهد وضع اللمسات الأخيرة على كيفية إعلان تبنّي ترشيح أزعور من المعارضة والتيار الحر، وسط معلوماتٍ لـ «الراي» عن أن الاتجاه هو لحصول «إعلان متزامن» من مختلف القوى الداعمة له من دون أن تحصل مَشهديّة جامعة، باعتبار أن تقاطُع مؤيّدي هذا الترشيح من «على الضفتين» جاء على قاعدة تَراجُع كل منهما خطوة نحو شخصية حيادية من دون أن تتبدّل الاصطفافاتُ السياسية نحو تَحالُف أو جبهةٍ جديدة. وفيما كان أزعور يُجْري مشاوراتٍ عن بُعد مع عدد من النواب التغييريين ويناقش معهم نقاطاً تدخل في سياق برنامجه في حال وصوله إلى سدة الرئاسة، فإنّ اقترابَ المعارضة و«التيار الحر» من الإعلان الرسمي عن تبنّي هذا الخيار الذي تطوي معه غالبية المعارضة صفحة ترشيح النائب ميشال معوّض، بدا أنه أرْبَك بوضوح فريق الممانعة الداعِم لفرنجية والذي كان انبرى إلى ما يشبه «الهروب إلى الأمام» قبل أيام واصفاً اعتماد أزعور من قِبَل «تقاطُع المعارضة - التيار» مناورةً للإطاحة بزعيم «المردة» قبل أن يتظهّر أمس أن هذا الفريق بات للمرة الأولى منذ الأزمةِ الرئاسية في موقعٍ دفاعي بعدما نجح خصومُه السياسيون في «اقتناص» افتراق التيار الحر عنه على خلفية رفْضه السير بفرنجية وتحويل الـ «لاءين» (من المعارضة والتيار) إلى «نعم» على اسم محدّد. وإذ أكدت أوساط واسعة الاطلاع ضمن الفريق الذي يواكب عمل «خلايا» التحضير لإعلان دعْم أزعور لـ «الراي» أن لحظة التبنّي الرسمي ستكون بمثابة مفصل جديد في هذا الملف، رفضتْ استباق الأمور بالحديث عما إذا كان كل التكتل النيابي لرئيس التيار جبران باسيل سيصبّ لمصلحة أزعور حين تدقّ ساعة الانتخاب في ساحة النجمة «فنحن نسير خطوة خطوة، وما سيحصل بالترشيح سيشكّل أولاً عامل ضغط على الرئيس بري للدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسية في أسرع وقت». وفي السياق نفسه، اعتبرت مصادر سياسية أن الترشيح الرسمي المرتقَب لأزعور سـ«يقلب الأدوار» بحيث تنتقل كرة تعطيل الاستحقاق وتجميد الدعوة لاستكمال جلسات الانتخاب من ملعب المعارضة التي كانت تُرشق من «الممانعة» بأنها غير قادرة على الاتفاق على اسم بعدما استنفذ ترشيح معوض أهدافه وبأنها تجاهر بأنها لن تؤمّن نصاب أي جلسة يكون فوز فرنجية فيها مضموناً، إلى ملعب «حزب الله» والرئيس بري الذي سيكون في موقع الممتنع عن فتْح البرلمان سواء لانتخاب أزعور أو أقلّه لتنافُس «على المنخار» بينه وبين فرنجية.

عقوبات أميركية

وفي رأي الأوساط أن امتناعَ بري عن تحديد موعد لمثل هذه الجلسة، بحجة أن ترشيح أزعور مناورة أو «غير جدي» سيضعه هذه المرة في مواجهة مع الخارج الذي يتقاطع على ترْك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها تحت قبة البرلمان، وهو المناخ الذي ساد حتى في لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وصولاً لموقف متقدّم جاء من واشنطن حيث عاد التلويح بـ «عصا» عقوبات على معرقلي الاستحقاق الرئاسي وبينهم على بري الذي تبرز للمرة الأولى دعوات لشموله بـ «العقاب». وكان بارزاً في هذا الإطار، ما أعلنته مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف من «اننا نعمل مع الأوروبيين لدفْع البرلمان اللبناني إلى القيام بواجبه في انتخاب رئيس للبلاد»، مؤكدة أن «إدارة بايدن تنظر في إمكان فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين على خلفية عدم انتخاب رئيس». وإذ نقلت تقارير لبنانية ربْطاً بما أعلنتْه ليف أن هناك لائحة تضم 19 شخصية لبنانية على رأسها بري قد تصْدر بحقها عقوبات عن وزارة الخزانة بموجب «قانون ماغنيتسكي» إذا ثبت تورطها في تعطيل عمل البرلمان كي لا يُنتخب رئيس للجمهورية في غضون هذا الشهر، تزامن موقف ليف مع الكشف عن رسالة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري وجّهها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايكل مكول والعضو المنتدب غريغوري ميكس إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن للتعبير عن القلق البالغ إزاء الأزمة السياسية والاقتصادية المتصاعدة في لبنان في ظل الفراغ الرئاسي. وأكدت الرسالة «ان على الطبقة السياسية في لبنان أن تتغلب على اختلافاتها عاجلاً وأن تلتزم بالسعي نحو تحقيق مصالح شعب لبنان. وعلى البرلمان أن يتجاوز أشهراً من عدم التوافق لانتخاب رئيس جديد بشكل عاجل وخالٍ من الفساد والتأثيرات الخارجية غير المشروعة». وشددت على «أن على الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين أن يكرروا بصوت واحد ضرورة أن ينتخب البرلمان رئيساً من هذا القبيل وندعو أيضاً الإدارة الأميركية إلى استخدام كل السلطات المتاحة، بما في ذلك فرض عقوبات إضافية على أفراد محدَّدين يساهمون في الفساد ويعرقلون التقدم في البلاد، للإيضاح للطبقة السياسية في لبنان أن الوضعَ الحالي غير مقبول». وبدا واضحاً أن الملف الرئاسي دَخَل مرحلة جديدة من «التدافع الخشن» السياسي في ظلّ صعوبة تَصَوُّر رضوخ «حزب الله» وبري لضغط المعارضة وترْكها تحدّد «المكان والزمان المناسبيْن» للمعركة الرئاسية في جولتها «الحاسمة» التي لن يقبل فيها الحزب حتى بإطاحة ترشيح فرنجية ومساواته بأزعور بحال لم ينل أي منهما أكثرية 65 صوتاً في الدورة الثانية ما يُخشى أن يمهّد لـ «خيار ثالث» يَعتبر فريق الممانعة أن ثمة دولاً تحبّذه مثل قائد الجيش العماد جوزف عون. وكان بري أمس واضحاً في تأكيد أنه لن يسلّم للضغوط وهو أعلن في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي «أن أبواب المجلس النيابي لم تكن ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، في حال أُعلن عن ترشيحين جدييْن على الأقل للرئاسة وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع لاسيما مع رئيس المجلس».

الراعي: الشعب ليس بقطيع

في موازاة ذلك، كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعلن «الشعب اللبناني ليس بدجاج ولا بقطيع ولا يحق لأحد هدم لبنان وأن يلعب بمصير الشعب وقد أصبحنا مسخرة الدول بسبب بعض السياسيين». وقال الراعي أمام وفد نقابة الصحافة «الفاتيكان وفرنسا طلبا مني أن أعمل داخلياً مع باقي المكوّنات وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء حتى مع حزب الله. والحِراك سيبدأ من اليوم». واعتبر أن «على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور»، لافتاً إلى أن «ما فهمتُه ان هناك اتفاقاً على شخص من المكونات المسيحية وعلى هذا الأساس تحركتُ لأن لبنان لم يعد يتحمل». وأكد «لمسنا خلال جولتنا على الفاتيكان وفرنسا ارتياحاً للتوافق المسيحي على اسم والآن سيبدأ العمل».

قبلان: لبنان يُصنع في لبنان

ورداً على كلام الراعي وما قيل عن أنه حمل معه الى باريس لائحة بأسماء رئاسية، أعلن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان البيان «أننا شركاء وطن وصنّاع سيادة وحماة دولة وبلد ولسنا عبيداً، ولبنان يُصنع في لبنان وليس في الطائرة، والسيادة الوطنية على أبواب مجلس النواب وليست بالأوراق المحمولة جواً، وتاريخ لبنان شاهِد». وذكّر قبلان بأن "تاريخ الرئيس بري باللعبة البرلمانية يساوي مصالح لبنان الوطنية تماماً يوم كان لبنان معروضاً في البازار وعلى عينك يا تاجر، وكفانا تنظيراً للتوقيت وإعطاءً لدروس منتهية الصلاحية، لأن الوقت تاريخ، ونبيه بري أستاذ الوقت الإنقاذي للبنان والتاريخ شاهد». وقال إن «الدستور ليس مجرد وثيقة ورق، بل إدارة احترافية لأهمّ مؤسسة وطنية ونضالٌ شامل وخيارٌ مقاوِم وقيادة مشهودة لأخطر جبهة دستورية بهدف حماية المفهوم الحقيقي لمعنى وجود الدولة ودستورها ومصالحها ومؤسساتها وقرارها الحر ومرشّحها الضامِن لموقع الرئاسة بل مصالح هذا الوطن الذي يَعمل البعض على طبخه ما وراء البحار». وأضاف «لبنان ومرشح سيادته الرئاسي لن يكون إلا في مجلس النواب رمزَ السيادة اللبنانية وبمقدار المصالح الوطنية، وصبرنا طويل ووطنيتنا مضرب مثل ونحن في موقع القوة الوطنية التي يشهد لها العالم»....

لبنان: بري يرفض ضغوط واشنطن..وأزعور يستعد للترشّح

وفد من «التجارة» الكويتية يلتقي هيئات اقتصادية في بيروت ويبحث التعاون

الجريدة...رغم المواقف المتأرجحة للقوى المعارضة لترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله وحركة أمل للرئاسة، لجهة دعم الوزير السابق جهاد أزعور، تُجرى استعدادات لترشيح الأخير رسمياً للرئاسة بحلول غد السبت، حسبما كشف عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور، أمس. جاء ذلك، فيما جددت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، بربارا ليف، أمس الأول، التلويح بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون الانتخابات الرئاسية، في إشارة ضمنية الى رئيس مجلس النواب نبيه بري. في المقابل، أشار مكتب بري الاعلامي إلى أنّ «رئيس مجلس النواب جدد تأكيد أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، في حال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة، وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع، سيّما مع رئيس المجلس». ويقول مراقبون إن معيار بري للمرشح الجدي معيار استنسابي، فهو لن يدعو الى جلسة إذا كان مرشح المعارضة غير قادر على تحصيل 65 صوتاً في الدورة الثانية، هذا في حال توافر النصاب الدستوري، أي 86 نائباً. بدوره، أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي، في تصريحات أمام وفد من نقابة الصحافة بعد عودته من زيارة الى الفاتيكان وباريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه «على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية، ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور»، مشيرًا إلى أنه «أصبحنا مسخرة للدول بسبب بعض السياسيين، ولا يحق لأحد أن يلعب بمصير الشعب، ولا يحقّ لأحد أن يهدم لبنان». وذكر البطريرك الماروني أن «الفاتيكان وفرنسا طلبا منّي أن أعمل داخليًّا مع بقية المكوّنات، وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء، وحتى مع حزب الله، والحراك سيبدأ من اليوم». وفيما قال أبوفاعور إن ترشيح قائد الجيش مطروح منذ البداية، ولا علاقة لذلك بتحرير المواطن السعودي وزيارة السفير السعودي وليد البخاري له في وزارة الدفاع باليرزة، زار عون بري، أمس، في مقره بعين التينة، وتوافقا، بحسب المعلومات، على توقيع مرسوم ترقية ضباط من رتبة عقيد إلى عميد، أي دورة عام 1994 وترقيات دورتَي 1995 و1996، ويواجه ترشيح عون معضلتين أساسيتين الأولى، رفض زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل له، والشكوك الكبيرة لدى حزب الله من أن تتكرر تجربة ميشال سليمان، وينظر بشكّ الى علاقة عون مع واشنطن. على صعيد آخر، نفّذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، أمس، وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، أحرقوا خلالها الإطارات، للمطالبة باستكمال التحقيق في ملف الانفجار. وتوقف التحقيق في انفجار المرفأ منذ أكثر من سنة ونصف السنة، في انتظار تعيين قضاة محاكم التمييز ليكتمل نصاب الهيئة العامة لمحكمة التمييز، التي ستبّت دعاوى ضدّ المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ، القاضي طارق البيطار. وجرت محاولات لتعيين قاض بديل عن القاضي البيطار، المكفوفة يده بدعاوى مقدّمة ضده، لكنّ هذه المحاولات لم تنجح. إلى ذلك، أجرى وفد اقتصادي كويتي برئاسة الوكيل المساعد لوزارة التجارة والصناعة د. محمد الجلال أمس، لقاءات في لبنان مع وزارة الاقتصاد والهيئات الاقتصادية اللبنانية ومجلس رجال الأعمال اللبناني- الكويتي. وخلال استقباله الوفد الكويتي بحضور المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبوحيدر، أمس، وجّه وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام «الشكر للكويت ودعمها بلدها الشقيق لبنان»، مضيفا: «حضوركم معنا يثبت هذا الموضوع ويرسخه باعتبار ان الزيارة بداية طريق طويل من التعاون، كما تمثل حرص واهتمام الكويت الذي لطالما كان موجودا وما زال، وتأكدنا من ذلك بعد مشاركتنا في القمة العربية في جدة، من سمو ولي العهد، ان الكويت هي دائما الى جانب لبنان في كل المجالات وداعمة له دائما». وأضاف: «نحن اليوم نقول، إن هذه الزيارة هي بداية طريق إيجابي وطويل مع الكويت للتعاون في مجالات عدة»، لافتا إلى أن الزيارة تتميز بأن هناك شراكة مع منظمة الأسكوا التي تدعم الكويت عملها في لبنان ومشاريع وزارة الاقتصاد في ادارات عدة حيوية ترتبط بعمل الوزارة الأساسي، وتحديدا موضوع حماية المستهلك. ونحن نتطلع للعمل معكم». أما د. الجلال، فقال، إن «االشعب اللبناني شعب قوي ويحب بلده، وإذا مرت هذه الازمات على أي بلد آخر لأصيب بالانهيار. ونحن متفائلون، ونأمل ان تكون هناك اجتماعات اخرى في وزارة التجارة، وان تكون هناك زيارة قريبة للكويت». بدوره، أكد أبوحيدر «عمق العلاقات التاريخية بين لبنان والكويت التي عمرت اهراءات لبنان عام 1970»، مشيرا الى انه «بعد الشروع في قانون المنافسة نحاول الحصول على دعم تقني من الجانب الكويتي بما يتعلق بموضوع حماية المستهلك ومكافحة الغش والاحتكارات». وشدد أبوحيدر على «عمق العلاقة التاريخية بين لبنان والكويت، وكذلك بين لبنان والدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بشكل عام». كما التقى الوفد الكويتي مجلس رجال الأعمال اللبناني- الكويتي برئاسة أسعد صقال في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، بحضور أبوحيدر، وجرى البحث في سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ورحب صقال بالوفد الكويتي في «بلدهم الثاني لبنان وفي العاصمة بيروت التي تفتح ذراعيها لأشقائها العرب، خصوصاً الخليجيين والكويتيين». وقال «نقدر عالياً زيارتكم ووقوف الكويت الشقيقة الى جانب بلدنا»، مؤكداً «عمق علاقة بلدينا التاريخية، وأواصر الأخوة الراسخة في قلب ووجدان كل لبناني». وبعدما عرض صقال للوفد المهام التي يقوم بها مجلس رجال الأعمال اللبناني- الكويتي والأهداف التي يسعى لتحقيقها، تحدث عن أبرز المحطات التي وقفت فيها الكويت الى جانب لبنان، آملاً ان تحقق الزيارة أهدافها المرجوة، والتأسيس لصفحة جديدة من التعاون الاقتصادي الثنائي. وشكر الجلال أعضاء المجلس على استقبالهم، وأشاد بدور مجلس رجال الأعمال اللبناني- الكويتي في تنمية العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، وتمنى للبنان أن يستعيد عافيته في وقت قريب. وأشاد في الوقت نفسه بالقدرات التي يتمتع بها القطاع الخاص اللبناني، مؤكدا استعداد «التجارة» الكويتية للتعاون في المجالات التي من شأنها دعم الاقتصاد اللبناني. بدوره، أكد أبوحيدر الشراكة القوية مع دول الخليج خصوصاً الكويت، مشددا على أن لبنان لا يمكن أن يكون إلا في أفضل العلاقات مع الدول العربية، خصوصاً الدول الخليجية. وأمل أبوحيدر عودة العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن، معولاً على الوجود الخليجي والكويتي في لبنان خلال موسم الصيف المقبل، «الأمر الذي يزيد لبنان واللبنانيين فرحاً وسعادةً بهم وبوجودهم».

تخطّي أزعور الـ68 صوتاً يُخرج فرنجية ويوتِّر "الثنائي"

الراعي في مواجهة تعطيل بري: إقفال المجلس مَسخرة

نداء الوطن...كرّت أمس سبحة الاستحقاق الرئاسي، واكتسبت من خلال المواقف الصريحة جداً التي أعلنها البطريرك بشارة الراعي حول زيارته الاخيرة للفاتيكان وباريس، ما يشبه وضعية كرة الثلج التي تعاظمت بفعل ردود فعل الثنائي الشيعي، فكشفت ان مرشح المعارضة جهاد أزعور على قاب قوسيْن أو ادنى من تخطي حاجز الـ65 صوتاً صعوداً الى 68 صوتاً، الامر الذي يكرس إخراج مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية من السباق. ومن عيّنات مواقف البطريرك الراعي امام وفد نقابة الصحافة امس في بكركي:

- "كان على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة قبل شهرين من انتهاء الولاية ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور.

- الفاتيكان وفرنسا طلبا منّي أن أعمل داخلياً مع باقي المكونات، ولمست خلال جولتي ارتياحاً للتوافق المسيحي على اسم مرشّح للرئاسة.

- الشعب ليس بدجاج ولا بقطيع، ولا أحد يحقّ له هدم لبنان، فأصبحنا مسخرة الدول بسبب بعض السياسيين.

- التواصل مع رئيس البرلمان نبيه بري هو دائم، وسنتصل به أيضاً للتداول في الملف الرئاسي، كما سنتكلّم مع الجميع من دون استثناء، حتى مع "حزب الله"، والحراك سيبدأ من اليوم".

وأتى ردّ الرئيس بري سريعاً على البطريرك الراعي، فذهب مجدداً من خلال بيان مكتبه الاعلامي الى التمسك بنهج التعطيل وإقفال ابواب المجلس أمام الجلسة الـ12 لإنتخاب رئيس للجمهورية، بربط الجلسة بـ"الاعلان عن ترشيحين جديّين على الأقل للرئاسة"، وانه "خلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيما مع رئيس المجلس". وأتبعت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" بيان بري النهاري بالتأكيد مساء انه "لا يزال في الميدان مرشح جدي واحد هو فرنجية، أما كلام المتعارضين عن مرشح للمعارضة هو جهاد أزعور، فلم يترجم على ارض الواقع بعد"، ما يعني ان فتح ابواب البرلمان في خبر كان. في المقابل، أجرى أزعور اتصالات هاتفية امتدت لساعات مع عدد من النواب التغييريين ليجيب على أسئلتهم التي تتعلق بالاصطفافات السياسية والموقف من إنتفاضة 17 تشرين، والموقف من سلاح "حزب الله" والقضاء وانفجار مرفأ بيروت وخطة التعافي الاقتصادي والخروج من الازمة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي. الى ذلك، ظهرت توقعات بأن تعلن المعارضة خلال الساعات المقبلة ترشيح أزعور وسط بوانتاج يفيد بأن عدد النواب من مؤيدي ترشيح أزعور وصل الى 68 نائباً إستناداً الى انضمام نواب "اللقاء الديموقراطي" الذي يترأسه النائب تيمور جنبلاط الى مؤيدي أزعور. كما تحدثت معلومات عن مسعى لاصدار بيان مشترك بين المعارضة وتكتل "لبنان القوي" غداً السبت، للاعلان عن دعم ترشيح أزعور للرئاسة. وبدا من خلال هذه المعطيات، ان الثنائي الشيعي دخل مرحلة التوتر الشديد، فكان من معالمها الفورية تكليف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الرد على البطريرك الراعي في بيان، بالقول إن بري وحركة "أمل" والمقاومة "ضمانة وجود لبنان وعنوان سيادته واستقلاله وعيشه المشترك...".

بري يربط الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للبنان بالإعلان عن مرشحين جدّيين

بيروت: «الشرق الأوسط».. وضع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري شرطاً للدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الإعلان عن مرشحين جديين على الأقل لرئاسة الجمهورية، في رد منه على الضغوط والتهديدات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها. ورفض بري ما وصفه بـ«التهديد»، مؤكداً في المقابل «أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في حال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة»، مضيفاً: «وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيما مع رئيس المجلس». ويأتي موقف بري في ظل كل الضغوط والانتقادات التي توجه له على خلفية عدم دعوته إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الذي كان يدعو حيناً المعارضة للاتفاق على مرشح، ويرمي حيناً آخر كرة مسؤولية التعطيل في مرمى الأحزاب المسيحية لعدم اتفاقها على مرشح، وبالتالي فإن هذه الضغوط تتزايد اليوم مع اتفاق المعارضة بما فيها الأحزاب المسيحية على مرشح واحد هو الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. من هنا ترى مصادر نيابية في المعارضة أن من المهم أن يلتزم بري بما يقوله مع توجه إعلانها عن اتفاقها على أزعور، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «انطلاقاً مما يقوله رئيس البرلمان ننتظر منه أن يدعو فوراً بعد إعلان المعارضة الرسمي عن مرشحها، إلى جلسة وليفز من يحصل على أعلى نسبة من الأصوات». وآخر الضغوط الخارجية على بري كانت تلك التي أعلنت من الولايات المتحدة الأميركية، حيث قالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إن الإدارة الأميركية تنظر في فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين بسبب عرقلتهم انتخاب رئيس للبلاد. وقالت ليف إن الإدارة «مستاءة إلى حد كبير من الوضع الحالي في لبنان، وهي تتعاون مع شركائها المحليين والأوروبيين لدفع البرلمان اللبناني لتنفيذ مهامه»، معتبرة أن «ممثلي الشعب اللبناني المنتخبين فشلوا في القيام بعملهم، كما أن رئيس البرلمان فشل في عقد جلسات منذ يناير (كانون الثاني) للسماح للنواب بطرح مرشحين للرئاسة والتصويت عليهم لاختيار رئيس». ورد النائب مارك ضو على بري معتبراً أن فتاوى رئيس المجلس تمثّل اعتداءً على المجلس والدستور. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «رئيس المجلس النيابي يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية عمداً عبر عدم دعوته لعقد جلسة انتخابية متسلّحاً (بفتاوى) لا أساس دستورياً لها، خدمةً لمصالحه ولفرض مرشّح الثنائي». وأضاف: «على رئيس المجلس الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس وفقاً للأطر الدستورية، فيما تقع المسؤولية على النواب أن يقرّروا من هم المرشحون الجدّيون وأن يختاروا مرشّحهم».

حصيلة زيارة الراعي لباريس: لا انتخابات قريباً وعودة إلى الحوار

الاخبار...أظهرت الساعات الماضية أن المستجدّ الأساسي في الملف الرئاسي، بعد زيارة البطريرك بشارة الراعي للفاتيكان وفرنسا، هو إعادة فتح قنوات الحوار بين كل الأطراف، في ضوء توجه «القوى المسيحية البارزة» إلى الاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور مقابل ترشيح ثنائي أمل وحزب الله للوزير السابق سليمان فرنجية. فيما لا أجواء توحي بقرب دعوة المجلس النيابي لعقد جلسة انتخاب. وعلمت «الأخبار» أن مقربين من بكركي كانوا ناقشوا الملف الرئاسي مع مسؤولين في الفاتيكان، مع طلب واضح بالتدخل لدى باريس من أجل إفساح المجال أمام جولة جديدة من الحوار لتوفير مناخ توافقي على مرشح للرئاسة، وعدم حصر مساعيها بحث النواب على السير في تسوية انتخاب فرنجية.

ماكرون للراعي: التوافق المسيحي مهم لكنه غير كاف لانتخاب رئيس

وقالت المصادر إن الراعي تعمّد زيارة روما أولاً للاطلاع على نتائج الاتصالات بين الفاتيكان وباريس، وتبلّغ بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستمع إلى رأيه في شأن جولة جديدة من الحوار، وسيشرح له الموقف الفرنسي من تسوية فرنجية. علماً أن ماكرون أوفد إلى بيروت قبل أسبوعين، المصرفي اللبناني سمير عساف الذي التقى الراعي وأبلغه تقديم موعد الدعوة الفرنسية من الأسبوع الأول من حزيران إلى الثلاثين من الشهر الماضي. وبحسب مطلعين، لمس الراعي من لقائه ماكرون تأثيراً واضحاً لمساعي الفاتيكان الذي «أبلغ مسؤولون فيه الجانب الفرنسي بأن على باريس عدم تجاهل مصالحها التاريخية في لبنان، والأخذ في الاعتبار عدم تجاوز المسيحيين في اختيار الرئيس المقبل». وعُلم أن باريس أبدت اهتماماً بالأخبار الواردة عن اتفاق القوى المسيحية على مرشح واحد، وهي تنتظر الإعلان النهائي عنه، لكنها تريد تهدئة المناخات الداخلية ووقف التصعيد وفتح الباب أمام جولة جديدة من الاتصالات. إلا أن الفرنسيين لم يبلغوا الراعي صراحة بتراجعهم عن موقفهم، رغم عدم ممانعتهم إفساح المجال أمام حوار وطني لبناني. وهذا ما عبّر عنه الراعي أمس، أمام وفد من نقابة الصحافة، بقوله إن «الفاتيكان وفرنسا طلبا مني أن أعمل داخلياً مع بقية المكونات»، مشيراً إلى «تواصل دائم مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وسنتصل به أيضاً للتداول في الملف الرئاسي، كما سنتكلم مع الجميع من دون استثناء، بمن فيهم حزب الله. والحراك سيبدأ من اليوم». وعلمت «الأخبار» أن الراعي سيرسل موفدين إلى القوى السياسية، وأن بكركي تنتظر أيضاً قيام الفاتيكان باتصالات موازية مع الجهات الخارجية المؤثرة في الملف اللبناني، إضافة إلى اتصالات ستتولاها فرنسا مع قوى لبنانية وخارجية، لا سيما السعودية. وقالت مصادر سياسية إن «الراعي تلقى نصيحة من الفاتيكان بعدم الذهاب بعيداً في معاداة حزب الله أو الطائفة الشيعية»، وإن المسؤولين في الكرسي الرسولي أكدوا أن «الملف الرئاسي يجب أن يُبحث بالتوافق مع كل المكونات اللبنانية». ووفق المعلومات التي بدأت تتوافر عن لقاء البطريرك بماكرون فإن الأخير كانَ واضحاً وصريحاً، بعدَ عرض الراعي لآخر التطورات المتعلقة بالاتفاق المسيحي على مرشح، بأن «هذا الأمر مهم، لكنه غير كاف لانتخاب رئيس» وأن «الأمور في البلد تحتاج إلى توافق مع القوى السياسية». وبناء على هذه الرسالة التي عادَ بها الراعي إلى بيروت، أطلق كلامه الذي لم يخل من نبرة حادة، وأكد فيه أنه «لا يحقّ لأحد أن يلعب بمصير اللبنانيين، والشعب ليس بدجاج ولا بقطيع. ولا أحد يحقّ له هدم لبنان، أصبحنا مسخرة الدول بسبب بعض السياسيين». وبينما أشيعت معلومات عن إمكانية أن «يتوجّه الراعي إلى رئيس مجلس النواب في عظة الأحد لدعوته إلى فتح مجلس النواب»، اتخذ إعلانه عن بدء حراك سياسي بُعداً بالِغ الجدية. ومن المتوقع أن تشكّل نهاية الأسبوع الجاري اختباراً لهذا الحراك، في وقت بدأت قوى سياسية تطرح تساؤلات عما إذ كان سيؤثر في المشاورات بينَ قوى المعارضة قبلَ الإعلان عن ترشيح أزعور. وثمة ما يلفِت إليه المطلعون، وربما يلعب دوراً في تجميد هذه المشاورات أو تخفيف اندفاعتها لا سيما عند رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بخاصة أنه كانَ أمل تغييراً في الموقف الفرنسي يدعم الموقف المسيحي ويعيد خلط الأوراق في الداخل ويدفع ثنائي حزب الله وحركة أمل إلى التراجع عن ترشيح فرنجية.

نصيحة من الفاتيكان بعدم الذهاب بعيداً في معاداة حزب الله أو الطائفة الشيعية

في موازاة ذلك، تستمر الورشة السياسية المعقدة بينَ قوى المعارضة (الثلاثي الماروني إلى جانب التغييرين والمستقلين) للتوصل إلى اتفاق نهائي حول أزعور وإيجاد المخرج الملائم للإعلان عن ترشيحه وانتخابه، بعدَما أظهرت وقائع اليومين الأخيرين أن ترشيحه في مواجهة فرنجية سينقل الملف الرئاسي إلى شكل آخر من المواجهة، وأن المعركة أضحت أمراً محسوماً. وفي هذا الإطار، تقول أوساط سياسية أن «الثنائي ماضٍ في دعم فرنجية حتى النهاية ولن يتراجع ولا يفكر في خطة بديلة، وهو ينظر بجدية إلى ترشيح أزعور ويدرس كيفية التعامل معه»، نافية أن «يرفض بري الدعوة إلى جلسة، فإعلان ترشيح أزعور سيشكل إحراجاً له بحيث لن يكون قادراً على تجاهل الدعوات إلى عقد جلسة». وقالت الأوساط إن «البحث انتقل جدياً، من قبل الطرفين، إلى كيفية إدارة المعركة من داخل الهيئة العامة»، وبمعزل عن «الأصوات التي يؤكد طرفا الصراع أنها مضمونة لمصلحة هذا المرشح أو ذاك، هناك قنبلة موقوتة متمثلة بالنواب الذين لم يكشفوا موقفهم أو أولئك الذين لا يزال قرارهم ملتبساً وغير مضمون، وهم من يعمل كلا الطرفين على استمالتهم».

انتقاد أميركي للجيش واحتضان خارجي لأزعور

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .. تململ أميركي من عدم تسجيل رد فعل للجيش على مناورة حزب الله

بانتقال المعارضة والتيار الوطني الحر إلى مرحلة جديدة، بعد سبعة أشهر من الفراغ، بدأ يتسرب كلام أميركي وخارجي مختلف عن المرحلة السابقة. لكنه يحتاج وقتاً لبلورة أسلوب التعامل مع خيار ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور... حتى الأيام الأخيرة، كانت معلومات مطلعين على مشاورات عواصم اللقاء الخماسي، تتحدث عن تسوية تنتهي لمصلحة قائد الجيش العماد جوزيف عون. الإحاطة الأميركية الدائمة بالمؤسسة العسكرية ورعاية قطر لها، أعطتا صدقية لهذا الإطار المتحرك منذ أشهر، والذي كان يفترض أن يصبّ، بعد تعذر انتخاب مرشح ثنائي أمل وحزب الله ومرشح معارضيه، لمصلحة عون. وكان هذا السيناريو الأكثر تداولاً إلى ما قبل اتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر على اسم المرشح جهاد أزعور. لكن الساعات الماضية حملت إشارات يفترض التوقف عندها ملياً. أظهر استماع لجنة العلاقات الخارجية الفرعية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف إشادة بالجيش وضرورة دعمه، ما اعتبره مؤيدو قائد الجيش من الإشارات المكملة لدعم الإدارة الأميركية لوصوله رئيساً للجمهورية. لكن ما لم يقل علناً، هو أنه خلال انعقاد اللجنة، لمس حاضرون وجود إشارات إلى تململ أميركي وفي أوساط حاضرين نافذين من الجيش اللبناني، على خلفية المناورة التي نفّذها حزب الله أخيراً. ومنذ المناورة، زاد الانتقاد للجيش الذي لم يكن له أي رد فعل، وهذا ليس أمراً بسيطاً في عرف من يطالبهم الجيش بدعمه وتمويل أنشطته. علماً أن جواً أميركياً بدأ، منذ الآن، يتحدث عن أن التجديد للقوات الدولية وعرض التقرير الدوري حول القرار 1701 سيأخذ هذه السنة منعطفاً مهماً، في ضوء المناورة، وبعد مقتل جندي إيرلندي من القوات الدولية في كانون الأول الماضي. وإذا كان هذا الكلام يتردد أميركياً للمرة الأولى، إلا أنه يأتي في توقيت دقيق لبنانياً، وفي اللحظة التي لوحت فيها واشنطن بفرض عقوبات على معرقلي إجراء الانتخابات الرئاسية. تزامناً مع هذا الموقف المستجدّ، جاء ترشيح المعارضة والتيار الوطني الحر للوزير السابق جهاد أزعور ليطرح حيثية أخرى، تتخطى إمكان حصول تسوية مبكرة على طرف ثالث، أكان قائد الجيش أو غيره، وتتعلق بتحول هذا الترشيح كرة ثلج خارجية ما من شأنه أن يغيّر المعادلة القائمة بمقاربة الوضع اللبناني برمّته. وبدأ الكلام تصاعدياً من خارج لبنان، على تقاطع مع مشاورات تجريها عواصم اللقاء الخماسي، عن اتجاه محتمل لاحتضان واشنطن اسم أزعور، وفقاً لمواصفات سبق أن حددتها للمرشح الرئاسي. وهذا يتزامن مع تحرك دوائر أميركية نشطت في اتجاهات مصرفية ومالية وسياسية وأمنية معاً، واحتمال توسعه ليشمل الفاتيكان والسعودية، وفق المعيار ذاته. فالفاتيكان بدأ يفرز بجدية قنوات الاتصال الخاصة بلبنان بعيداً من تلك التي كانت تتحرك لمصلحة تسوية مع حزب الله، وعدم ممانعة دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وفي الآونة الأخيرة، صار عصب اللقاءات المتعلقة بلبنان يمر حصرياً عبر أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. وهذا وحده كاف لإعطاء إشارات حول تغير ما في نهج اعتمدته الديبلوماسية الفاتيكانية منذ أشهر. وإذا كان الفاتيكان يشدّد في لقاءاته على خطوة جمع المسيحيين وضرورة انتخاب سريع لرئيس الجمهورية، فإن ما نقل إليه أخيراً صب في هذا المنحى. والأمر نفسه ينسحب على السعودية. فحلفاء الرياض من المسيحيين يتحدثون عن عدم تدخلها في موضوع ترشيح فرنجية وامتناعها عن الضغط عليهم. في المقابل، فإن الثقل المعول عليه هو الأصوات السنية التي تراهن عليها الأحزاب المسيحية لتصب لأزعور. وهناك شبه اطمئنان إلى أنها ستكون تدريجاً معه، وأن السعودية في حال تدحرج مسار ترشيح المعارضة خارجياً في منحى واحد، ستصبح أقرب إلى أن تجهر بموقفها أكثر من أي وقت سابق. علماً أن أصواتاً سنية وازنة من داعمي أزعور لا تزال على تواصل إيجابي مع الرياض، بخلاف بعض المحيطين السابقين بالرئيس سعد الحريري الذين نشطوا لتطويق ترشيح المعارضة لأزعور على خلفية الخلاف مع الرئيس فؤاد السنيورة. مع أن هناك جزماً من المعارضة بأن الحظر لا يزال سارياً على هذا الفريق بعدم التدخل في انتخابات الرئاسة، ما يعطي لمؤيدي أزعور مجالاً أوسع للتحرك عربياً وخليجياً.

جو أميركي عن أن التجديد للقوات الدولية سيأخذ هذه السنة منعطفاً مهماً بعد مناورة حزب الله

يبقى الموقف الفرنسي الذي تعبر عنه إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانزعاج من المسار المستجدّ الأخير. فيما جرى تطويق مماثل لما حصل سابقاً بعد مباركة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لفرنجية إثر لقائه الرئيس سعد الحريري. ومجرد اصطفاف القوى المسيحية الثلاث الأساسية، ومعها بكركي، خلف مرشح واحد ضد مرشح الإليزيه، فهذا يجعل عمل الديبلوماسية الفرنسية أقرب إلى الفشل وليس مجرد انتكاسة. وفقاً لذلك، من الصعب التعاطي بأن ترشيح أزعور سينتهي في غضون أيام، كما يعول معارضوه الذين تحدثوا عن أيام قليلة ويصبح الترشيح «وراءنا». وإذا كان ترشيح النائب ميشال معوض استمر سبعة أشهر، مع كل الانقسامات التي شهدها ملف الرئاسة، فكيف يمكن أن ينتهي ترشيح أزعور مع التحول المفصلي الذي أحدثه بتبني المعارضة والتيار له خلال أيام. ورغم أن الساعات القليلة الماضية حولت الأنظار عن مغزى الاتفاق بين المكونات السياسية المعارضة والتيار، نحو ما يجري داخل التيار من خلافات حول الترشيح، إلا أن الحركة الديبلوماسية والسياسية الخارجية نشطت للتعاطي بجدية مع هذا التحول. وفي حين أن حزب الله علق على الترشيح من زاويتين مختلفتين، واحدة شديدة اللهجة وأخرى أكثر اعتدالاً، إلا أنه في الحالتين، ثمة استحقاق أساسي يواجهه الحزب، ولا يتعلق بموقف واشنطن. فأي تبنّ سعودي تحديداً لأزعور، سيكون من الصعب التعامل معه كأنه لم يكن، في ظل مناخ التفاهم السعودي - الإيراني. إلا إذا صح الكلام في دوائر سياسية عن تراجع في منسوب هذا التفاهم وانعكاسه لبنانياً. وفي الانتظار، ستكون محطات ترشيح أزعور من الآن وصاعداً عرضة لكثير من الالتباسات والتوقعات التي قد لا تكون إيجابية.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..رئيس فاغنر يطالب بالتحقيق مع كبار مسؤولي وزارة الدفاع الروسية..الجيش الروسي يعلن تدمير «آخر» سفينة حربية أوكرانية..ماكرون يعيد حساباته ويضبط خطابه السابق حول روسيا وبوتين و«الناتو»..ميدفيديف يتوعد المسؤولين البريطانيين..«أهداف مشروعة» لضربات روسيا..ألمانيا تحظر عمل 4 قنصليات روسية..ثلاثة قتلى في هجوم جوّي على كييف..غروسي يحذر من الوضع «الخطير للغاية» في محطة زابوريجيا..«النواب الأميركي» يقر اتفاق رفع سقف الدين..إصلاح التقاعد الفرنسي..النقابات تتحرك بمطالب جديدة..بلينكن: «حان وقت» انضمام السويد إلى «الناتو»..شقيقة زعيم كويا الشمالية تتعهد بإطلاق المزيد من أقمار التجسس..بكين تندد بـ«استفزاز» أميركي بعد حادثة طيران فوق بحر الصين الجنوبي..

التالي

أخبار سوريا..«واشنطن بوست»: إيران تخطط لتصعيد الهجمات ضد القوات الأميركية في سوريا..تقارير تركية: واشنطن زوّدت «الوحدات الكردية» بنظام «هيماراس» الصاروخي..«الإدارة الذاتية» تجلي مئات السوريين من السودان..دمشق تفتتح ثلاثة مراكز وصومعة لتسلم القمح في القامشلي..«لوبي» عربي في واشنطن: لا رَجعة عن عودة سوريا..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,056,072

عدد الزوار: 6,976,976

المتواجدون الآن: 63