أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..غضب إسلامي ضد حرق المصحف الشريف في الدنمارك..كيسنجر: أخطر من الأولى الحرب الباردة الثانية..«الأغذية العالمي»: نحتاج 23 مليار دولار لمواجهة أكبر أزمة أمن غذائي..خلافات حادة تخيم على القمة الأيبيرية ـ الأميركية..ترمب يتهم القضاء الأميركي بـ«الفساد»..تجدد الجدل في بريطانيا حول قبول النواب وظائف مربحة..تنديد دولي بخطط بوتين نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا..تركيا تعلن دعمها للمبادرة الصينية لحل الأزمة الأوكرانية..كييف تتهم موسكو باستهداف مبان سكنية في دونيتسك..الرئيس الروسي ينفي تشكيل «تحالف عسكري» مع الصين..فرنسا: خشية من «فوضى» قبل يوم التعبئة العاشر ضد إصلاح التقاعد..

تاريخ الإضافة الإثنين 27 آذار 2023 - 3:51 ص    عدد الزيارات 569    التعليقات 0    القسم دولية

        


غضب إسلامي ضد حرق المصحف الشريف في الدنمارك...

الخارجية السعودية ترفض نشر الكراهية وتدعو لترسيخ قيم الحوار

لندن: «الشرق الأوسط»... استنكرت دول عربية، ومؤسسات إسلامية وعربية بارزة، ما قامت به مجموعة متطرفة في الدنمارك (الجمعة) من حرق للمصحف الشريف أمام السفارة التركية في العاصمة كوبنهاغن. وشدد بيان للخارجية السعودية على «ضرورة ترسيخ قيم الحوار والتسامح والاحترام ورفض كل ما من شأنه نشر الكراهية والتطرف والإقصاء». ونفذ الاعتداء أنصار مجموعة تدعى «Patrioterne Gar Live (Patriots Live)»، حيث تم بث الاعتداء على الهواء مباشرة عبر حساب المجموعة على منصة «فيسبوك». ورفع منفذو الاعتداء لافتات معادية للإسلام، مرددين شعارات مسيئة، وأقدموا على حرق العلم التركي. وأدانت الأمانة العامة لـ«منظمة التعاون الإسلامي» بشدة الاستفزازات المتكررة التي تصدر من قبل نفس الأفراد والمجموعات اليمينية المتطرفة بذريعة حرية التعبير، واعتبرتها «نشراً للكراهية والتعصب، وموجهةً ضد الإسلام والمسلمين». كما أدانت رابطة العالم الإسلامي حرق نُسَخٍ من المصحف الشريف وأعتبرته « مشهدٍ مُشينٍ واستفزازي جديدٍ لمشاعر المسلمين». وندَّد الدكتور محمد العيسى أمين الرابطة، إصرار المتطرفين على تكرار هذه التصرفات الهوجاء بدعوى حرية التعبير، بينما هي في حقيقتها تسيء - في جملة إساءاتها - إلى مفهوم الحريات وقيمها الإنسانية. وجدَّد التحذيرَ من أخطار الممارسات المثيرة للكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية، التي لا تخدم سوى أجندات التطرُّف، والتشويش على صوت العقل وجهود تعزيز الحوار والوئام بين أتباع الأديان. وقال: «مع تثميننا الكبير للتضامن الدولي، الرسمي والشعبي، الواسع مع المشاعر الإسلامية إزاء هذه الجرائم العبثية المشينة، إلَّا أننا نحثُّ الحكومات كافةً على إدراك مخاطر هذه الممارسات الهمجية واللامسؤولة، واتخاذ إجراءاتٍ سريعةٍ وحازمةٍ في مواجهتها». في الوقت ذاته، حذَّر البرلمان العربي من خطورة تكرار مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تؤجج مشاعر الكراهية وتحرض على العنف وتهدد أمن واستقرار المجتمعات. من جانبها، أصدرت الخارجية الكويتية بيان إدانة واستنكار وصفت فيه ما حدث بأنه «خطوة استفزازية جديدة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم، لا سيما في شهر رمضان». وجددت الوزارة في بيانها موقف الكويت «المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية مسؤولية التحرك السريع لنبذ مشاعر الكراهية والتطرف، والعمل على وقف هذه الإساءات المتكررة لرموز ومقدسات المسلمين ومحاسبة مرتكبيها». كما أدانت الإمارات بشدة حرق نسخة من القرآن الكريم في الدنمارك، مؤكدة رفضها «لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية». وأعربت سلطنة عمان، عن استنكارها الشديد لذلك العمل، وشددت الخارجية العمانية على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لترسيخ قيم التسامح والتعايش والاحترام، وتجريم جميع الأعمال التي تروّج لفكر التطرف والبغضاء، وتسيء للأديان والمعتقدات. كما أدانت دولة قطر بأشدّ العبارات، ذلك الفعل، وشدّدت على أن هذه الواقعة التي وصفتها بـ«الشنيعة» تعد «عملاً تحريضياً، واستفزازاً خطيراً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، لا سيما في شهر رمضان المبارك». وحذّرت الخارجية القطرية من أن السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجّج الكراهية والعنف، ويهدّد قيم التعايش السلمي، ويكشف عن ازدواجية معايير مقيتة. فيما استنكرت البحرين ذلك الفعل، داعية إلى وقف مثل هذه «الأعمال الاستفزازية المحرضة على التمييز والعداوة والكراهية الدينية والعنصرية»، واتخاذ ما يلزم لتعزيز قيم التفاهم والتسامح والتعايش السلمي واحترام التنوع الديني والثقافي والحضاري. ووصفت الخارجية الأردنية في بيان لها، إحراق المصحف بأنه «عمل تحريضي وعنصري مرفوض يستفز مشاعر المسلمين، خاصة في شهر رمضان». واعتبرت ذلك «فعلاً من أفعال الكراهية الخطيرة ومظهراً للإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان». ودعت إلى «ضرورة وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة التي تؤجج العنف والكراهية». من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أن حرق المصحف «عملاً عنصرياً وتعدياً سافراً يستفز مشاعر المسلمين حول العالم، خاصة ونحن في شهر رمضان». واعتبرت أن هذا «العمل التحريضي الخطير يؤجج العنف والكراهية»، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والوقوف ضد خطاب الكراهية و«الإسلاموفوبيا الممنهجة». في السياق ذاته، وصفت الخارجية المغربية، الحدث بأنه «فعل شنيع»، معتبرة أنه «عمل استفزازي يمس مقدسات ومشاعر أكثر من مليار مسلم، خاصة في شهر رمضان». ودعت الخارجية المغربية، السلطات الدنماركية إلى «إنفاذ القانون بكل حزم للتصدي لمثل هذه التصرفات التحريضية غير المسؤولة وعدم السماح بتكرارها تحت أي ذريعة».

«قد تبدأ بين الصين والولايات المتحدة»

كيسنجر: أخطر من الأولى الحرب الباردة الثانية

الراي... حذّر وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، من أن الحرب الباردة الثانية ستكون أكثر خطورة من الأولى. وفي معرض رده لصحيفة «موندو» الإسبانية، على سؤال حول ما إذا كانت الحرب الباردة الثانية أكثر خطورة من الأولى، قال كيسنجر: «نعم». وأشار إلى أن الحرب الباردة الجديدة قد تبدأ بين الصين والولايات المتحدة. وأعرب كيسنجر عن اعتقاده بأن كلتا الدولتين، تمتلكان موارد اقتصادية متشابهة، وهو ما لم يكن عليه الحال خلال الحرب الباردة الأولى. ويرى أن الصين والولايات المتحدة تحولتا في الوقت الراهن إلى خصمين، ولا يجوز انتظار أن تتحول بكين نحو الغرب. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقاء مع كيسنجر، إن بدء «حرب باردة جديدة» بين الصين والولايات المتحدة، سيكون بمثابة الكارثة بالنسبة للعالم بأسره. وشدد على ضرورة عودة الولايات إلى السياسة العقلانية والبراغماتية تجاه الصين، وإلى المسار الصحيح مع الالتزام بالبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، والحفاظ على الأساس السياسي للعلاقات الصينية - الأميركية.

«الأغذية العالمي»: نحتاج 23 مليار دولار لمواجهة أكبر أزمة أمن غذائي

المديرة الإقليمية للبرنامج قالت لـ «الشرق الأوسط» إن مبادرة البحر الأسود سهلت مرور أكثر من 23 مليون طن من المواد الغذائية

(الشرق الأوسط)... الرياض: عبد الهادي حبتور... كشف برنامج الأغذية العالمي الحاجة إلى 23 مليار دولار هذا العام؛ لمواجهة ما وصفها بـ«أكبر أزمة أمن غذائي» في العصر الحديث، ومساعدة نحو 150 مليون شخص حول العالم. وأكدت كورين فليشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، أن البرنامج نجح في مساعدة 158 مليون شخص العام الماضي، متفادياً انتشار المجاعات والاضطرابات والهجرة الجماعية على نطاق واسع. وقالت فليشر في حوار مع «الشرق الأوسط» إن السعودية تحتل المركز الخامس على لائحة أكبر خمسة متبرعين لبرنامج الأغذية العالمي في المنطقة، مشيرة إلى أن برنامج الأغذية يعول على دعمها المستمر لتحقيق أهدافه داخل المنطقة وخارجها. كما أفادت بأن مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب الأوكرانية عملت خلال نحو ثمانية أشهر فقط على تسهيل مرور أكثر من 23 مليون طن من المواد الغذائية، محذّرة من أن الصراع في أوكرانيا تسبب بحدوث اضطرابات في أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وأدّى لارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتعريض الملايين لخطر الجوع.

علاقات تاريخية مع السعودية

أوضحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية أن شراكة البرنامج مع السعودية تعود إلى أكثر من 45 عاماً، مبينة أن المملكة أعلنت في 2008 عن تقديم منحة تاريخية سخية بمبلغ 500 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي لتمكينه من استكمال مشاريعه الإغاثية، وتوفير الغذاء للملايين من الجياع والمتضررين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وأضافت: «في عام 2014، أسهمت المملكة بأكثر من 200 مليون دولار لتوفير الغذاء للأسر النازحة في العراق، واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا، وأيضاً اللاجئين من جنوب السودان والصومال. وتبوّأت السعودية المركز الخامس على لائحة أكبر خمسة متبرعين لبرنامج الأغذية العالمي في المنطقة لعامي 2019-2018، ونعوّل دائماً على دعمها المستمر لمساعدة البرنامج على تحقيق أهدافه داخل المنطقة وخارجها».

مبادرة تصدير الحبوب

أكدت فليشر أن مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب فتحت ممراً إنسانياً بحرياً لتصدير الحبوب من أوكرانيا، ولعبت الاتفاقية دوراً محورياً في الاستجابة العالمية لمكافحة الجوع، لافتة إلى أنه «لا يمكن الوصول إلى حل حقيقي لأزمة الغذاء العالمية ما لم نتمكن من الاستفادة الكاملة من الحبوب الأوكرانية والأغذية والأسمدة الروسية». وكشفت أنه «منذ توقيع مبادرة البحر الأسود في إسطنبول بتاريخ 22 يوليو (تموز) ومغادرة أول سفينة محمّلة بالحبوب من ميناء أوديسا في الأول من أغسطس (آب)، عمل مركز التنسيق المشترك – الذي يضم ممثلين عن الاتحاد الروسي وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة - على تسهيل مرور أكثر من 23 مليون طن من المواد الغذائية حتى 8 مارس (آذار) الحالي».

15 في المائة زيادة في أسعار المواد الغذائية

وفقاً لفليشر، فقد تسبب الصراع في أوكرانيا بحدوث اضطرابات في أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وأدّى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى تعريض الملايين لخطر الجوع، وعجزت كثير من العائلات عن تحمل تكاليف الوجبات الأساسية. وبالرغم من أن أسعار المواد الغذائية استقرت العام الماضي عند المستويات نفسها المسجلة في أزمتي الغذاء عامي 2008 و2011، حسب فليشر، فإن العالم كان أكثر استقراراً في عام 2008 مقارنة بحاله اليوم، التي نشهد فيها نشوب الكثير من الصراعات في إثيوبيا واليمن وسوريا ونيجيريا منذ عام 2009. وأضافت: «عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، لم يكن العالم قد تعافى تماماً من تداعيات جائحة (كوفيد - 19)، ما يجعله ضعيفاً أمام مواجهة أزمة أخرى، وما زالت أسعار المواد الغذائية العالمية عند أعلى مستوى لها خلال 10 سنوات، على الرغم من انخفاضها الطفيف في الأشهر الأخيرة (...) شهدت 68 دولة زيادة تجاوزت 15 في المائة في أسعار المواد الغذائية المحلية هذا العام، بارتفاع معدلات التضخم إلى ثلاث خانات في لبنان والسودان وفنزويلا وزيمبابوي».

واردات الوقود في اليمن

حسب المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، فإن الهدنة في اليمن التي دامت ستة أشهر في عام 2022، أسهمت في تحسن الوضع الإنساني نسبياً، الأمر الذي يعدّ دليلاً ملموساً على أهمية السلام، وحل النزاعات طويلة الأمد؛ لإنهاء المعاناة الإنسانية، على حد قولها. وبيّنت فليشر أن «إجمالي واردات الوقود عبر ميناء الحديدة ارتفع إلى أربعة أضعاف»، مشيرة إلى أنه «بعد ثماني سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي والصدمات الخارجية، يعاني نحو 17 مليون يمني من الجوع، وعلى الرغم من أن البلاد تشهد استقراراً نسبياً اليوم، فإن الفرصة سانحة لدعم اليمنيين في اتخاذ خطوة حاسمة إلى الأمام». وفيما يخصّ نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين في اليمن، كشفت فليشر أن برنامج الأغذية العالمي يوسع مساعداته النقدية في المناطق اليمنية ذات الأسواق المستقرة بالقدر الكافي لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للمجتمعات. وأضافت: «لدعم هذا النظام، يسجّل البرنامج المستفيدين على منصة جديدة للتسجيل البيومتري. ومن خلال هذا النظام، يتلقى الأشخاص تحويلات نقدية تعادل قيمة السلة الغذائية التي تحصل عليها الأسر، وهو ما سيضخ السيولة الضرورية في الاقتصاد المحلي».

23 مليار دولار لمواجهة أزمة الأمن الغذائي

دقّت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر بقولها إن العالم يواجه أكبر أزمة أمن غذائي في العصر الحديث، مبيّنة أن البرنامج يحتاج هذا العام إلى 23 مليار دولار لمساعدة 149.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وأشارت فليشر إلى أن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه قدّموا العام الماضي مساعدات غذائية وتغذوية ونقدية لعدد قياسي من الأشخاص، يقدّر بنحو 158 مليون شخص، بالاستناد إلى مساهمات قياسية بلغت 14 مليار دولار أميركي تعدّ الأكبر في تاريخ البرنامج. وتابعت: «نجح البرنامج في تفادي انتشار المجاعات والاضطرابات والهجرة الجماعية على نطاق واسع، وتولى نقل الحبوب الأوكرانية إلى البلدان الأكثر حاجةً إليها، فضلاً عن تسهيل نقل الأسمدة الضرورية، وتفادي حدوث مجاعة في بعض المناطق اليمنية».

خلافات حادة تخيم على القمة الأيبيرية ـ الأميركية

القادة اتفقوا على «ميثاق أخضر» للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية

الشرق الاوسط...مدريد: شوقي الريّس.. بعد سنوات من التعثّر في الانطلاق كمشروع للتكامل الاقتصادي والاجتماعي، والخلافات العميقة التي أوشكت غير مرة على إجهاضه، خرجت مجموعة البلدان الأيبيرية ـ الأميركية، التي تضمّ 22 دولة ناطقة باللغتين الإسبانية والبرتغالية في أوروبا وأميركا اللاتينية، من القمة الأخيرة التي عقدتها نهاية الأسبوع الماضي في سانتو دومينغو بمجموعة من الاتفاقات والقرارات التي تمهّد لمرحلة وصفها الأمين العام للمجموعة، أندريس آلاماند، بأنها «نقطة تحول تاريخية في مشروع طموح تعلق عليه آمال كبيرة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة». وشارك في قمة المجموعة، التي تأسست بمبادرة من إسبانيا في العام 1991، ثلاثة عشر من رؤساء الدول الأعضاء، وكان أبرز الغائبين عنها الرئيسين المكسيكي والبرازيلي، إلى جانب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي اعتاد أن يتغيّب عن القمم الإقليمية الأخيرة. وفيما كان تغيّب لويس إينياسيو لولا عائداً لإصابته بنزلة صدريّة اضطرته أيضاً لتأجيل زيارته الرسمية للصين، فإن امتناع مانويل لوبيز أوبرادور عن المشاركة في هذه القمة التي ترعاها إسبانيا، سببه الفتور في العلاقات بين الرئيس المكسيكي والعاهل الإسباني فيليبي السادس منذ أن رفض هذا الأخير الردّ على رسالة أوبرادور التي يطالبه فيها بالاعتذار عن التجاوزات التي ارتكبها الإسبان خلال المرحلة الاستعمارية. ورغم أن التوافق هو القاعدة لاتخاذ القرارات في القمة ويقتضي توازنات صعبة، تمكّنت المجموعة من التوصل إلى اتفاقات حول عدد من القضايا الشائكة، مثل تحديد موقف مشترك من الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث إن نيكاراغوا وفنزويلا وكوبا وبوليفيا والسلفادور لم تؤيد قرار إدانة الاجتياح الروسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويدعو قرار القمة للتوصل إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم استنادا إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما فيها احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، لكن من غير الإشارة إلى أوكرانيا. وكان الرئيس التشيلي غابريل بوريتش صرّح بأنه اتصّل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، وأعرب له عن دعم بلاده له، فيما قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو «من غير المقبول أن ننتقد اجتياحاً ونهلل لآخر». وطغت الخلافات بين القادة على القمة. فقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز: «كلنا نبحر على متن سفينة واحدة، ولا نجاة لأحد وحده»، فيما وجّه الرئيس التشيلي انتقادات قاسية ضد رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا واصفاً نظامه بالاستبداد العائلي، فيما قال الرئيس الكولومبي إن رئيس البيرو السابق بيدرو كاستيّو كان مفترضا أن يكون بين المشاركين في القمة «لولا الانقلاب الذي أطاحه»، لتردّ عليه وزيرة خارجية البيرو بقولها إن «بيدرو كاستيّو ليس هنا لأنه هو الذي قام بمحاولة انقلاب على الشرعية، ولو كان هنا لكان بينكم طاغية». لكن هذه الخلافات السياسية العميقة لم تكن حائلاً دون التوافق على قرارات هامة، مثل خطة عمل للتعاون االأيبيري ـ الأميركي، وميثاق الحقوق الرقمية، واستراتيجية الأمن الغذائي، والميثاق الأخضر للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وفي طليعتها التنوع البيولوجي والمياه العذبة التي تملك بلدان المجموعة ثلاثة أرباع الاحتياط العالمي منها. وشدد جميع المشاركين في القمة على أن التغيّر المناخي هو أخطر التحديات العالمية في الوقت الراهن، وأنه فرصة لتعزيز التكامل الاقتصادي الذي ما زال شبه معدوم بين بلدان المجموعة، إذ لا يزيد حجم التجارة البينية فيها عن 19 في المائة من مجموع مبادلاتها التجارية، وفقا لبيانات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لمنطقة أميركا اللاتينية والكاريبي. وقال الرئيس الأرجنتيني فرنانديز: «ما زال اتحادنا خطابياً أكثر من أي شيء آخر. نتحدث كثيراً، لكننا لا نفعل سوى القليل من أجل التكامل الاقتصادي الحقيقي»، فيما شدّد العاهل الإسباني فيليبي السادس على أن المجموعة لم تعد تقف عند القمم الدورية التي تنظمها الحكومات، بل أصبحت تملك قدرة ذاتية على التفاعل والنمو استناداً إلى شبكة واسعة من اللقاءات والمنتديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعقدها منظمات المجتمع المدني. ومن المواضيع التي استحوذت على جانب كبير من الاهتمام في القمة، الوضع المتردي في هاييتي الذي قال مضيف القمة، رئيس جمهورية الدومينيكان لويس أبي نادر، إن مسؤوليته تقع على عاتق الأسرة الدولية، وإن السبيل الوحيد لمساعدة هذا البلد هو إحلال السلام فيه مهما كان الثمن، «لأن تدهور الأوضاع الاجتماعية والمعيشية والإنسانية والأمنية فيه بلغ مستويات مخيفة». وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في ختام القمة أن الاتحاد الأوروبي سيطرح حزمة من الاستثمارات الاستراتيجية للمنطقة، إبّان القمة التي ستعقد منتصف يوليو (تموز) المقبل في بروكسل بين أوروبا وأميركا اللاتينية، وذلك في مستهلّ الرئاسة الدورية الإسبانية للاتحاد. وللمساعدة على التحضير لتلك القمة التي يعوّل عليها الاتحاد الأوروبي كثيراً لتنشيط علاقاته مع بلدان المنطقة، كانت المجموعة قد دعت المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بورّيل إلى المشاركة في قمة سانتو دومينغو، حيث دعا حكومات الدول المشاركة إلى انتهاز الرئاسة الإسبانية للاتحاد من أجل إنجاز الإصلاحات المعلقة لإبرام الاتفاقات التجارية والاقتصادية المجمدة بين الطرفين.

ترمب يتهم القضاء الأميركي بـ«الفساد»

رفض الاتهامات الموجهة ضده واعتبرها «تسييساً» للقانون

واشنطن: «الشرق الأوسط»... انتقد الرئيس السابق دونالد ترمب نظام القضاء في الولايات المتحدة، واصفاً إياه بـ«الفاسد» ومشككاً في نزاهة الادعاء العام خصوصاً في القضايا المرفوعة عليه. وأكد ترمب، في تجمع انتخابي عقده بتكساس أول من أمس، أن كافة الادعاءات المرفوعة ضدّه هي بلا أساس، نافياً ارتكاب أي مخالفات وسط تحقيقات في نيويورك وجورجيا وواشنطن. ووصف ترمب التحقيقات بأنها جهود ذات «دوافع سياسية» لعرقلة محاولته الرئاسية لعام 2024 خلال تجمعه الحاشد في واكو بتكساس، مضيفاً: «الادعاء هو أداتهم الجديدة، وهم على استعداد لاستخدامها على مستويات لم يسبق لها مثيل في بلدنا». وطالب ترمب أنصاره بوقف مساعي الإدارة الأميركية الحالية، قائلاً: «يجب أن نوقفهم ويجب ألا نسمح لهم بخوض انتخابات أخرى». وظهر خلف الرئيس السابق لافتات رفعها أنصاره، كُتب عليها شعار حملة ترمب وعبارة «مطاردة الساحرات»، فيما وصف ترمب التحقيقات بأنها «هراء»، وقال إن المدعين المحليين في مانهاتن ومقاطعة فولتون هم «أتباع» الديمقراطيين. وقال: «لقد فعل خصومنا كل ما في وسعهم لسحق أرواحنا وكسر إرادتنا، لكنهم فشلوا. لقد جعلونا أقوى». وكان التجمع في مطار واكو الإقليمي بمثابة عودة إلى التجمعات الضخمة الشبيهة بتلك التي أقامها في عامي 2016 و2020. وجاءت عودة الرئيس السابق إلى نشاطه الانتخابي المفضل في الوقت الذي يواجه فيه تحقيقات في مدينة نيويورك بشأن محاولته إسكات ممثلة إباحية حول علاقة جمعته بها كما تدّعي الاتهامات ضده، وفي جورجيا حيث يواجه اتهامات بمحاولة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كما كشفت الوثائق الخاصة بوزارة العدل ووثائق سريّة من مكتب التحقيقات الفيدرالي. ونشرت شبكة «سي إن إن» معلومات تقول فيها إن حملة تفتيش مجمع ترمب مارا لاغو في فلوريدا، وما نتج عنها من جمع الوثائق السرية التي نقلها الرئيس السابق معه بعد خروجه من البيت الأبيض، تشير إلى محاولاته تغيير نتيجة انتخابات 2020 الرئاسية ودوره في تمرد 6 يناير (كانون الثاني) 2021. ويُعتقد أن التحقيق الذي أجراه المدعي العام لمقاطعة مانهاتن ألفين براغ، في دور ترمب في خطة دفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز تقترب من مراحلها النهائية. لم يقتصر ترمب على مهاجمة القضاء في تجمع تكساس، بل وجّه سهامه لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي يبدو أنه يتقدم ببطء نحو إعلان ترشيحه للرئاسة، ويعد أحد أقوى الأسماء الجمهورية. وحصل ديسانتيس منذ عام 2018 على دعم الجمهوريين لحكم فلوريدا لفترة ثانية، وأعيد انتخابه بأغلبية ساحقة العام الماضي. وقال ترمب إنه كان «عدوانياً للغاية» في اتخاذ تدابير السلامة العامة في وقت مبكر من جائحة فايروس كورونا، وأن الحكّام الجمهوريين الآخرين في ولايات مثل ساوث كارولينا وساوث داكوتا وتينيسي كان أداؤهم أفضل. وأضاف ترمب عن حاكم ولاية فلوريدا الذي لا يزال يقف في صف ترمب ضد الادعاءات الموجهة ضدّه: «لست من أشد المعجبين به، إنه تلميذ لبول رايان... لهذا السبب أراد قطع الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية».

تجدد الجدل في بريطانيا حول قبول النواب وظائف مربحة

لندن: «الشرق الأوسط»... تجدد الجدل في بريطانيا، أمس، حول ممارسة النواب في مجلس العموم وظائف ثانية مربحة، بعدما صُوّر عضوان في البرلمان وهما يتفاوضان على مهمة لتقديم المشورة لشركة كورية جنوبية، مقابل 10 آلاف جنيه إسترليني يومياً. ونصبت منظمة «ليد باي دونكيز» التي عُرفت بحملاتها المناهضة لـ«بريكست»، فخاً للنائبين عن حزب المحافظين، والوزيرين السابقين: مات هانكوك الذي شغل منصب وزير الصحة خلال فترة انتشار وباء «كوفيد-19»، وكواسي كوارتنغ الذي شغل منصب وزير المال لفترة وجيزة في خريف 2022. ومن القانوني في المملكة المتحدة أن يزاول أعضاء البرلمان عملاً بالإضافة إلى منصبهم، وليس هناك قيود على قيمة الدخل الذي يمكنهم كسبه، ولكن يجب عليهم التصريح عنه في سجل عام. وقالت «ليد باي دونكيز» في مقطع فيديو على «تويتر»، إنها أرادت إجراء «تجربة» في خضم أزمة ارتفاع كلفة المعيشة. وأوضحت: «في حين يحتاج الناس إلى نوابهم أكثر من أي وقت مضى، هل يقبل عضو في البرلمان عملاً يهدف إلى الترويج لمصالح شركة أجنبية؟ وكم يرغب أن يتقاضى عليه؟». واتصلت المنظمة بعشرين نائباً، وقالت لهم إن شركة كورية جنوبية ترغب في تطوير أنشطتها بالمملكة المتحدة، وإن العمل يتطلب حضورهم 6 اجتماعات لمجلس الإدارة كل عام. وهذه الشركة وهمية قامت المنظمة بابتكارها. وفي حين لم ترد غالبية النواب، باشر مات هانكوك وكواسي كوارتنغ مفاوضات عبر تطبيق «زوم». وسئل هانكوك: «هل لديك تعريفة يومية؟» فأجاب: «حالياً نعم، عشرة آلاف جنيه إسترليني». وسبق أن واجه مات هانكوك انتقادات لدى مشاركته في الخريف في برنامج لتلفزيون الواقع في أستراليا بينما كان نائباً في البرلمان. من جهته، أجاب كواسي كوارتنغ بأنه لن يقبل بأقل من 10 آلاف دولار شهرياً، قبل أن يراجع المبلغ ويطلب 10 آلاف جنيه إسترليني يومياً. وفي سبتمبر (أيلول)، قدّم كواسي كوارتنغ، وزير المال آنذاك، ميزانية أحدثت عاصفة في الأسواق المالية. وأقصي من حكومة ليز تراس بعد بضعة أسابيع. وبينما لم يعلق كوارتنغ على فيديو «ليد باي دونكيز»، قال متحدث باسم مات هانكوك إنه احترم القوانين. ورداً على سؤال على قناة «سكاي نيوز»، أوضح وزير إعادة التوازن الإقليمي مايكل غوف، أن «المقترحات تبقى ضمن القانون». وأضاف: «المهم هو معرفة ما إذا كان نائب يرقى إلى مستوى توقعات ناخبيه». من جهتها، اعتبرت النائبة عن حزب العمال، لوسي بأول، أن «النيابة وظيفة بدوام كامل». وأضافت: «لا أعتقد أن أي شخص يمكنه مشاهدة هذا الفيديو من دون أن يشعر بالاشمئزاز»، لافتة إلى وجود «مشكلة» في القواعد الحالية.

تنديد دولي بخطط بوتين نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا

برلين تحذر من «ترهيب» روسي... و«الناتو» يتحدث عن تطور «خطير»... وكييف تدعو إلى جلسة لمجلس الأمن

كييف - برلين - لندن: «الشرق الأوسط».. ندّدت دول ومنظمات، أمس الأحد، بالخطط التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت لنشر صواريخ نووية «تكتيكية» على أراضي بيلاروسيا. وقد وجهت وزارة الخارجية الأوكرانية انتقادات لاذعة لتلك الخطط، ودعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لمواجهة التهديد المحتمل. وقالت الوزارة في بيان إن «أوكرانيا تنتظر إجراءات فعّالة من قبل المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة الابتزاز النووي الذي يمارسه الكرملين». وأضافت «نطالب بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي فوراً من أجل هذا الغرض»، داعية مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للضغط على بيلاروسيا من خلال تهديدها بـ«عواقب وخيمة» إذا قبلت بنشر أسلحة نووية روسية. كما ذكر أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف أن خطط روسيا لنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا سيزعزع استقرار تلك الدولة، واتهم موسكو باحتجاز مينسك «رهينة». وقال دانيلوف إنها «خطوة صوب زعزعة استقرار» بيلاروسيا، مضيفا أنها تفاقم مستوى «النظرة السلبية والرفض الشعبي» لروسيا وبوتين داخل بيلاروسيا. وكتب على «تويتر» «لقد أخذ الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية». أما ميخايلو بودولياك مستشار المكتب الرئاسي في كييف فكتب في تغريدة أن الخطوة الجديدة لبوتين تظهر أنه «يعترف بخوفه من خسارة الحرب في أوكرانيا». وأضاف بودولياك أن «بوتين يؤكد أيضا أنه متورط في جريمة، حيث إنه ينتهك معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية». بدورها، نددت الحكومة الألمانية بـ «محاولة جديدة للترهيب النووي من موسكو». وقال مسؤول في الخارجية الألمانية، طلب عدم الكشف عن هويته: «لن ندع أنفسنا ننحرف عن مسارنا» بسبب هذه التهديدات. وأضاف أن «المقارنة التي أجراها الرئيس بوتين مع صواريخ حلف شمال الأطلسي النووية خاطئة، ولا يمكن استخدامها مبررا»، مشيراً أيضاً إلى أن بيلاروسيا «تخالف» التزامها بالبقاء أرضاً خالية من الأسلحة النووية. وانتقد حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس الأحد، روسيا بسبب حديثها «الخطير وغير المسؤول» عن الأسلحة النووية، على خلفية خطط بوتين لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. وقال متحدث باسم «الناتو» إن «حلف شمال الأطلسي متيقظ، ونراقب الوضع عن كثب. لم نرصد أي تغييرات في الوضع النووي لروسيا من شأنها أن تقودنا إلى تعديل وضعنا». وقلّلت واشنطن، القوة النووية العظمى الأخرى في العالم، من شأن المخاوف المتعلقة بإعلان بوتين وإمكانية استخدام موسكو للأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا. وقال المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية في بيان: «رأينا تقارير عن إعلان روسيا وسنواصل مراقبة هذا الوضع. لم نر أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي». وذكر مسؤول في الإدارة الأميركية أن موسكو ومينسك تتحدثان عن نقل أسلحة نووية منذ فترة. ويشير مصطلح الأسلحة النووية «التكتيكية» إلى الأسلحة التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة وليس الأسلحة ذات القدرة على إبادة المدن. وليس واضحا عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع؛ نظرا لأن هذا الأمر محاط بالسرية منذ الحرب الباردة. ووصف معهد «دراسة الحرب» الأميركي إعلان الكرملين عن خططه لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا بأنه غير ذي صلة بخطر التصعيد إلى حرب نووية. وقال: «بوتين يحاول استغلال مخاوف الغرب من التصعيد النووي من خلال نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا». ونقلت وكالة «رويترز» عن خبراء قولهم إن أهمية هذا التطور تكمن في أن موسكو كانت تفخر حتى الآن بأنها على عكس واشنطن لم تنشر أي أسلحة نووية خارج حدودها. وأعلن بوتين السبت أن روسيا ستنشر أسلحة نووية «تكتيكية» في بيلاروسيا، وأنه تم تجهيز عشر طائرات استعداداً لاستخدام هذا النوع من الأسلحة. وقال بوتين في مقابلة عبر التلفزيون الروسي: «لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها». قال بوتين إن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يطلب منذ فترة طويلة نشر تلك الأسلحة. وعلى الرغم من أن جيش بيلاروسيا لم يقاتل رسميا في أوكرانيا، فالعلاقات العسكرية بين موسكو ومينسك وثيقة جدا. وسمحت مينسك لموسكو باستخدام أراضيها لإرسال قوات إلى داخل أوكرانيا العام الماضي، وكثفت الدولتان التدريبات العسكرية المشتركة. وشبه بوتين خططه بما فعلته الولايات المتحدة من نشر أسلحة في أوروبا، مشيرا إلى أن بلاده لن تنقل السيطرة على تلك الأسلحة لمينسك. وقال بوتين: «لن نسلم (الأسلحة). والولايات المتحدة لا تسلم (الأسلحة) أيضا لحلفائها. نحن بالأساس نفعل الأمر ذاته الذي يفعلونه منذ عقد». لكن تلك ستكون المرة الأولى منذ منتصف التسعينات التي تنشر فيها روسيا مثل تلك الأسلحة خارج أراضيها. وذكر بوتين أن روسيا ستكمل بناء منشأة لتخزين الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا بحلول الأول من يوليو (تموز)، مضيفا أن موسكو لن تنقل فعليا التحكم في تلك الأسلحة إلى مينسك. وقال إن روسيا نشرت بالفعل عشر طائرات في بيلاروسيا قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية، كما نقلت عددا من أنظمة الصواريخ التكتيكية من طراز إسكندر القادرة أيضا على حمل تلك الأسلحة. ووجّه مسؤولون في روسيا مرارا تهديدات مبطنة باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا في حال حصول تصعيد كبير. وبرر بوتين هذا القرار بنية لندن في إرسال ذخائر باليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخرا عن مسؤولة بريطانية. وكتب ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية في تغريدة أمس الأحد أن بوتين «يعترف بأنه يخشى الهزيمة (في الحرب) وأن كل ما يمكنه فعله هو بث الخوف». كما اتهم الرئيس الروسي «بانتهاك معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية». وخلال إعلانه، أكد بوتين أن هذا الانتشار في بيلاروسيا سيتم «دون انتهاك اتفاقياتنا الدولية بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية». ويعتبر لوكاشينكو الذي يحكم بيلاروسيا منذ 30 عاما تقريبا، حليفا رئيسيا لبوتين. وفي فبراير (شباط) 2022 سمحت مينسك للكرملين بشن عملية غزو أوكرانيا من أراضيها. وانتشرت مخاوف منذ ذلك الحين من احتمال انخراط بيلاروسيا في الهجوم الروسي إلا أن لوكاشينكو أكد أنه لن يقدم على ذلك «إلا في حال تعرض بيلاروسيا لهجوم».

تركيا تعلن دعمها للمبادرة الصينية لحل الأزمة الأوكرانية

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... أعلنت تركيا دعمها لمبادرة السلام الصينية لحل الأزمة الأوكرانية، حال اتخاذها أساساً للمفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن بلاده ستدعم مبادرة السلام الصينية، لحل الأزمة الأوكرانية، إذا وضعت كأساس للمفاوضات. وأضاف كالين، في مقابلة تلفزيونية ليل السبت – الأحد، أن الغرب تجاهل المبادرة الصينية كي لا يمنح الثقة لبكين، وحتى لا ينسب إليها الفضل في إنهاء الصراع، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا، في سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، محسوبة بشكل سيئ، ودفعت روسيا والصين نحو مزيد من التقارب. ويرى كالين أن الغرب عمد إلى تجاهل زيارة الرئيس الصيني، شي جينبينغ، إلى موسكو الأسبوع الماضي، بهدف تقويض عواقب هذه الزيارة. وكانت روسيا قد أعربت عن ترحيبها بالمبادرة الصينية لحل الأزمة الأوكرانية، وقالت إنها تقدر موقف الصين «المتوازن» من القضية الأوكرانية، مؤكدة أن «رؤيتنا ورؤية الصين هي نفسها إلى حد كبير». كما عدت أوكرانيا مبادرة الصين علامة جيدة، وإشارة لرغبتها في المشاركة بالجهود العالمية؛ لوقف الحرب. وبينما رحبت أوروبا، أيضاً، بالمبادرة الصينية، شككت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الحياد الذي تبديه الصين، وقالت إن الولايات المتحدة قلقة من قيام الصين بتعميق علاقاتها مع موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، ورأت هاريس أن «أي خطوة من الصين تهدف إلى تقديم دعم فتاك إلى روسيا من شأنها فقط مكافأة العدوان، ومواصلة عمليات القتل، ومزيد من التقويض لنظام قام على أساس القواعد». وفي ذكرى مرور عام على الحرب الروسية - الأوكرانية، أعلنت الصين مبادرتها لحل الأزمة، ومن أبرز نقاطها: احترام سيادة جميع الدول، لا يمكن ضمان الأمن الإقليمي من خلال تعزيز أو توسيع الكتل العسكرية، لا بد من وقف القتال، ومنع أزمة أوكرانيا من الخروج عن السيطرة، تعزيز خفض التصعيد بشكل تدريجي، والوصول إلى وقف شامل ونهائي لإطلاق النار، الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيدة القابلة للتطبيق لحل أزمة أوكرانيا، يجب منع الانتشار النووي، وتجنب أي أزمة نووية، لا بد من الحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية، ومعارضة أي هجمات مسلحة على منشآت نووية، معارضة تطوير واستخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية من قبل أي دولة، في ظل أي ظروف ورفض أي عقوبات أحادية غير مصرّح بها من قبل مجلس الأمن. وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في اتصال هاتفي السبت، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التطورات المتعلقة بالحرب الروسية - الأوكرانية. ووفق الرئاسة التركية، عبّر إردوغان عن الشكر لبوتين لموقفه الإيجابي بخصوص تمديد اتفاقية إسطنبول لشحن الحبوب عبر البحر الأسود، وأكد أن تركيا تولي أهمية لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، عبر المفاوضات في أقرب وقت. وسبق أن أكد إردوغان أن تركيا ستواصل جهودها لإعادة روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات. وقال، في كلمة خلال مشاركته في القمة الطارئة لمنظمة الدول التركية في أنقرة الخميس قبل الماضي: «سنواصل حتى النهاية جهودنا لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وتركيا على استعداد للوساطة من أجل إحلال سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا». كما بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الروسي سيرغي شويغو، في اتصال هاتفي الأربعاء، تطورات الحرب الروسية الأوكرانية. وأعرب أكار عن سعادته إزاء التعاون فيما يخص تمديد مبادرة الحبوب التي أسهمت بشكل كبير في حل أزمة الغذاء العالمية، مؤكداً أهمية استمرار شحن الحبوب دون انقطاع. وتم تمديد اتفاقية إسطنبول الرباعية، الموقّعة بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في 22 يوليو (تموز) 2022 بشأن إنشاء ممر آمن لخروج الحبوب والأسمدة والمنتجات الزراعية من أوكرانيا وروسيا إلى العالم، لمدة 60 يوماً، بداية من 19 مارس (آذار) الحالي، وهو التمديد الثاني للاتفاقية بعد تمديدها في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 لمدة 120 يوماً. وتمسكت روسيا هذه المرة بالتمديد 60 يوماً فقط؛ حتى تتأكد من تنفيذ الشق الخاص بخروج صادراتها من الحبوب والأسمدة والمنتجات الزراعية أسوة بما حدث مع أوكرانيا، حيث سمحت الاتفاقية بخروج 25 مليون طن من الحبوب عبر 3 من موانئها على البحر الأسود.

كييف تتهم موسكو باستهداف مبان سكنية في دونيتسك

لندن ترجح إرسال طهران مزيداً من الطائرات المسيّرة إلى روسيا

موسكو - كييف: «الشرق الأوسط»... فيما أعلنت موسكو أمس الأحد أن قواتها شنت هجمات في مناطق عدة بأوكرانيا، اتهمت كييف القوات الروسية باستهداف مبان سكنية في شرق البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت مواقع عسكرية في خاركيف الواقعة شمال شرقي أوكرانيا، ودونيتسك (شرق) وزابوريجيا وخيرسون (جنوب) وأنها كبدت الجانب الأوكراني خسائر كبيرة. وبدوره، قال آندري يرماك كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية إن القوات الروسية دمرت أيضا بنايتين سكنيتين في ضربة صاروخية على مدينة أفدييفكا في منطقة دونيتسك شرق البلاد، دون أن يفصح ما إذا كان الأمر أسفر عن قتلى أو مصابين. ولم يتسن التحقق من شأن هذه التطورات الميدانية من مصادر مستقلة. وأظهرت أوكرانيا بعض التفاؤل في الأيام القليلة الماضية بشأن وضعها في معركة شرسة تدور منذ أشهر للسيطرة على مدينة باخموت شرق البلاد. وباخموت هدف رئيسي لروسيا في مسعاها للاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية الأوكرانية بالكامل. وعبر القادة الروس في وقت ما عن ثقتهم بأن المدينة ستسقط قريبا لكن مثل هذه الادعاءات تراجعت بسبب شراسة القتال. وقال القائد العام للقوات الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني السبت إن القوات الأوكرانية تمكنت من إحباط هجوم روسي على باخموت وحولها مشيرا إلى أن الوضع مستقر في المنطقة. وذكرت هيئة الأركان العامة أمس الأحد أن القوات الأوكرانية صدت 85 هجوما روسيا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية في عدة مناطق على الجبهة الشرقية بما في ذلك منطقة باخموت التي تشهد معارك ضارية على مدى الأشهر القليلة الماضية. في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأحد إنه بعد توقف أسبوعين، نشرت روسيا ما لا يقل عن «71 طائرة مسيّرة إيرانية» ضد أهداف أوكرانية، مما يشير إلى أن موسكو تلقت طائرات مسيّرة جديدة من إيران لاستخدامها ضد أوكرانيا. وقال مسؤولون بريطانيون في التحديث اليومي للاستخبارات العسكرية إن إطلاق النار يشير إلى أنه من المرجح أن تكون روسيا «قد بدأت في تلقي إمدادات بأعداد صغيرة من طائرات شاهد المسيّرة». ويُعتقد أن هناك موقعين لإطلاق الطائرات المسيّرة: من منطقة بريانسك في شمال شرقي أوكرانيا ومن منطقة كراسنودار في الشرق. وقالت الوزارة البريطانية «هذا يسمح لروسيا بالمرونة في استهداف قطاع كبير من أوكرانيا وخفض وقت التحليق للوصول لأهداف في شمال أوكرانيا»، مضيفة «من المرجح أيضا أن تكون محاولة أخرى لإرهاق الدفاعات الجوية الأوكرانية».

الرئيس الروسي ينفي تشكيل «تحالف عسكري» مع الصين

أكد أن الأمر يقتصر على تعاون وتطوير تدريبات مشتركة

موسكو - لندن: «الشرق الأوسط».. نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، وجود تحالف عسكري مع الصين، وأكد أن علاقات روسيا مع بكين تقتصر على التعاون فقط. وقال بوتين، في مقابلة مع قناة «روسيا 24» التلفزيونية، إن روسيا والصين تعملان على تطوير التعاون، بما في ذلك على المسار العسكري، لكنه أكد أن هذا «ليس تحالفاً عسكرياً»، وفق وكالة أنباء «تاس» الروسية. وأضاف بوتين، عندما سئل ما إذا كان التعاون بين موسكو وبكين يشكل تهديداً للغرب «هذا غير صحيح على الإطلاق». وقال بوتين: «نحن لا ننشئ أي تحالف عسكري مع الصين. نعم نتعاون أيضا على مسار التعاون الفني العسكري ولا نخفيه، لكنه يتسم بالشفافية، ولا يوجد شيء سري هناك». وأضاف بوتين أن موسكو تعمل أيضا على تطوير التعاون العسكري مع بكين، بما في ذلك التدريبات المشتركة. وقال بوتين: «بالمناسبة، ليس فقط مع الصين، ولكن مع دول أخرى أيضا. نواصل ذلك الآن، على الرغم من التطورات في دونباس وزابوريجيا وخيرسون. كل شيء يتسم بالشفافية، لكنه ليس تحالفاً عسكرياً». من ناحية أخرى، أشار الرئيس الروسي إلى أن المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي «الناتو» يقول صراحة إنه يخطط لتطوير العلاقات مع دول آسيا - المحيط الهادي ويخطط لإنشاء «ناتو» عالمي. وقال بوتين إن فكرة إنشاء «الناتو العالمي» بمشاركة دول آسيا والمحيط الهادي تشبه التحالف العسكري لقوى المحور خلال الحرب العالمية الثانية. وأضاف بوتين «ماذا تفعل الولايات المتحدة؟ إنهم ينشئون المزيد والمزيد من التحالفات. وهذا يعطي أسبابا للمحللين السياسيين الغربيين ليقولوا إن الغرب يبني (محاور) جديدة». ورأى بوتين أن «المحللين الغربيين، وليس نحن، هم الذين يقولون إن الغرب بدأ في بناء محور جديد شبيه بالمحور الذي أنشأته في الثلاثينات الأنظمة الفاشية في ألمانيا وإيطاليا واليابان ذات النزعة العسكرية». وساعدت القمة الأخيرة بين الرئيسين بوتين وشي، في موسكو، في إعطاء انطباع بوجود جبهة موحدة ضد الولايات المتحدة، إلا أن التوترات الكامنة كانت أيضا واضحة. وحول النتائج التي حققتها القمة لكل من الجانبين قال توماس غراهام الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي ومستشار شؤون روسيا السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، في تحليل نشره مجلس العلاقات الخارجية، إنه من خلال فخامة الزيارة الرسمية، سلط الرئيسان بوتين وشي الضوء على تحالفهما الاستراتيجي المتنامي، والذي يستهدف قلب النظام الدولي القائم على القواعد الذي تقوده الولايات المتحدة، لصالح عالم متعدد الأقطاب. ورغم أن القمة أظهرت بوضوح الجانب الرمزي لها دون تحقيق نتائج ملموسة، فقد حققت أهداف كل من الرئيسين. وأشار غراهام إلى أن بوتين رحب بإظهار أن روسيا ليست معزولة ولا يمكن عزلها عن العالم، وهي تعزز العلاقات مع إحدى القوتين العظميين في العالم. ومن خلال عرض العلاقات التجارية المزدهرة والكشف عن خطط لتوسيعها، أكد بوتين الثقة في أن روسيا يمكن أن تظل صامدة في مواجهة العقوبات الغربية الصارمة. من ناحية أخرى، أكد قرار شي باختيار موسكو لتكون وجهة أول زيارة خارجية يقوم بها في ولايته الثالثة كرئيس للصين التزامه القوي إزاء روسيا وبوتين بشكل شخصي، فقد استغل القمة لتأكيد عزم الصين على تحقيق مصالحها الوطنية في تحد للضغوط الأميركية الاقتصادية والدبلوماسية المتصاعدة، موضحاً أن الصين لن تتخلى عن شريكها الاستراتيجي في مواجهة ادعاءات الولايات المتحدة بأنها تقود العالم. وقد كانت هذه رسالة حاسمة لجمهوره الداخلي الذي يزداد قومية، وكذلك لمنطقة الجنوب العالمي، حيث يواجه النظام الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة ضغوطا. ورأى غراهام أن شي أوضح ببراعة أن الصين هي الشريك المهيمن. ولم يكن أمام بوتين خيار سوى قبول مقترح شي بأن تستخدم روسيا اليوان بدلا من الروبل، في التجارة مع الجنوب العالمي لتقليص دور الدولار الأميركي في التجارة العالمية. كما أعرب شي طواعية عن دعمه لإعادة انتخاب بوتين في عام 2024 رغم أن الرئيس الروسي لم يعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في نهاية القمة، كان شي متحفظا في وصف العلاقات الثنائية أكثر من بوتين، الذي كان حريصا على تحديد كل المجالات التي تعتزم فيها الدولتان تعزيز التعاون في الأعوام المقبلة. وقد ترك هذا انطباعا واضحا أن روسيا تحتاج الصين أكثر مما تحتاج الصين روسيا. وفيما يتعلق بتأثير القمة على الحرب في أوكرانيا، اعتبر غراهام أنه لا شيء في القمة أظهر أن ديناميكية الحرب قد تتغير. وكما كان متوقعا، استمرت بكين في تقديم دعم دبلوماسي قوي لموسكو، وكررت الرواية الروسية التي ترى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو السبب في الصراع. وعلى الرغم من مخاوف واشنطن، لم يقدم شي أي دليل على أن الصين مستعدة لتزويد روسيا بدعم عسكري فتاك قد يحسن بشكل جذري فرص روسيا على أرض المعركة. وأشار بوتين إلى أن خطة السلام التي تتألف من 12 نقطة التي طرحتها الصين مؤخرا يمكن أن تكون أساسا للمفاوضات، إلا أنه لم يقترح بوتين أو شي أي خطوات عملية يمكن أن تعطي أهمية فعلية لقائمة من الكلمات المهدئة حول احترام السيادة وتجنب التصعيد، والبحث عن حل دبلوماسي للصراع. وقال غراهام إن حقيقة الأمر هي أن الصين تستفيد من الجمود العسكري، حيث إن عدوان روسيا يصرف انتباه الولايات المتحدة ومواردها عن منطقة المحيطين الهندي والهادي، بينما تجبر العقوبات الغربية روسيا على اللجوء إلى الصين كشريان حياة اقتصادي لها. وتستغل الصين مأزق روسيا للحصول على الموارد الطبيعية المهمة، خصوصاً النفط والغاز بأسعار مخفضة. ووفقاً لهذه الحسابات، قدم شي لبوتين دعماً معنوياً ومادياً كافياً لكي يتمكن من مواصلة القتال، لكنه أقل كثيراً مما يلزم لمنح روسيا الأفضلية. في الوقت نفسه، واصل الصينيون العمل على إبرام صفقات تجارية صعبة. والجدير بالملاحظة أنه لم يتم الإعلان عن أي اتفاق لبناء خط أنابيب غاز «قوة سيبيريا» ثان، الذي وصفه بوتين بأنه «صفقة القرن». وبدلا من ذلك، تمت الإشارة ببساطة إلى أن هناك حاجة إلى التفاوض على مزيد من التفاصيل، حيث تستكشف الصين البدائل. وفيما يتعلق بالتوترات القديمة أو الكامنة بين الصين وروسيا، وتأثير قمة بوتين وشي على هذه التوترات، أشار غراهام إلى أنه باستثناء فترة وجيزة بعد سيطرة الشيوعيين على الصين في عام 1949، كان كل من روسيا والصين خصمين وليسا شريكين، وحتى نهاية الحرب الباردة، كانت روسيا إلى حد بعيد القوة العظمى.

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بالستياً باتجاه بحر اليابان

سيول: «الشرق الأوسط»... أطلقت كوريا الشمالية، صباح اليوم (الاثنين)، صاروخاً بالستياً واحداً على الأقل، حسبما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، هو الأحدث في سلسلة من اختبارات الأسلحة خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، إن «كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً غير محدد باتجاه البحر الشرقي»، في إشارة إلى المسطح المائي المعروف أيضاً باسم بحر اليابان. من جهته قال خفر السواحل الياباني، إن القذيفة التي يُعتقد أنها صاروخ أطلقته كوريا الشمالية سقطت بالفعل.

نساء في كابل ينظمن احتجاجات ضد حظر «طالبان» تعليم الفتيات

«هيومان رايتس ووتش» طالبت بإعادة فتح المدارس والجامعات للأفغانيات

لندن - إسلام آباد - كابل: «الشرق الأوسط».. نظمت أكثر من 12 امرأة مسيرات في الجزء الغربي من العاصمة الأفغانية، كابل، الأحد، احتجاجاً ضد حظر حركة «طالبان» تعليم الفتيات والنساء، وهن يهتفن «التعليم من حقنا». وذكر كثير من وسائل الإعلام الأفغانية، التي تعمل من خارج البلاد، مثل قناة «أفغانستان إنترناشونال» التلفزيونية وصحيفة «هاشت-اي-سوب» على الإنترنت، أن قوات «طالبان» تدخلت وأوقفت المسيرة. وتظهر مقاطع فيديو، تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، بضع عشرات من النساء الشابات، يتجادلن مع قوات «طالبان» ويهتفن بشعارات دعماً لتعليم الفتيات. وقالت واحدة من الناشطات في مقطع فيديو: «إننا نواجه موقفاً نفسياً وعقلياً سيئاً منذ أكثر من عام ونصف العام». ودعت ناشطات أخريات «طالبان» إلى عدم تسييس التعليم. في غضون ذلك، أصدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية تقريراً أمس، تطالب فيه الحكومة المؤقتة الأفغانية برفع الحظر عن تعليم الفتيات وإعادة فتح المدارس والجامعات للفتيات والنساء في أفغانستان. ويلقي التقرير الضوء على أن النظام الحالي يتعين عليه الكف عن التعدي على مستقبل الفتيات والنساء والبلاد، مضيفاً أن أفغانستان، حالياً، هي الدولة الوحيدة التي تمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، طبقاً لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد. وأعربت المنظمة الحقوقية عن قلقها إزاء الموقف السلبي للعالم، في التعامل مع «طالبان»، وكيف أن التمييز القائم على الجنس، للجماعة، يؤثر بالسلب على مستقبل النساء والفتيات في أفغانستان. وقالت سحر فترات، الباحثة المساعدة في قسم حقوق المرأة بالمنظمة الحقوقية: «نظام طالبان جعل أفغانستان الدولة الوحيدة، التي تمنع النساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية. لقد تعهدوا باحترام حقوق الإنسان وحقوق النساء والفتيات بشكل خاص. غير أنه مع بدء العام الدراسي الجديد، أعادوا الفتيات المراهقات إلى منازلهن». وفي لندن، تعيش سيدة أفغانية تحدثت ضد «طالبان»، حالة من القلق على حياتها، بعد أن رفضت وزارة الداخلية البريطانية منحها تأشيرة إقامة جديدة، وأشارت إلى ضرورة عودتها إلى أفغانستان، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية، الأحد. وتدعو الأفغانية مريم أميري، التي تعيش حالياً في غلاسكو، الحكومة إلى إعادة النظر في قرارها، حيث تقول إن زوجها، وهو أيضاً من أفغانستان، كان يعمل مع القوات البريطانية، وإن عودة أي منهما إلى أفغانستان لن تكون آمنة. من جانبها، قالت النائبة البرلمانية أليسون تيوليس، إن نصيحة وزارة الداخلية بأن أميري يمكنها أن تعود إلى العيش في أفغانستان، تتسم بـ«الخطورة»، ولا تعكس التغييرات التي طرأت على البلاد منذ أن صدرت أول تأشيرة لها في عام 2016. وجاء في إشعار قرار وزارة الداخلية، الذي اطلعت عليه وكالة أنباء «بي إيه ميديا»، أن أميري لا تفي بمتطلبات الحد الأدنى للدخل، وأن وزير الداخلية لم يرَ أي دليل على وجود «عقبات لا يمكن التغلب عليها» أمام أميري وزوجها، من أجل مواصلة حياتهما الأسرية معاً في أفغانستان. وكانت «طالبان» عادت إلى السلطة في أفغانستان عام 2021 بعد انسحاب القوات الغربية.

فرنسا: خشية من «فوضى» قبل يوم التعبئة العاشر ضد إصلاح التقاعد

باريس: «الشرق الأوسط»... حذّرت الحكومة والنقابات الفرنسية من خطر حدوث «فوضى» في ظلّ احتقان على خلفية إصلاح نظام التقاعد، فيما يستعد الرئيس إيمانويل ماكرون لاستقبال قادة تحالفه الحاكم غداً (الاثنين). وتواصلت الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد، أول من أمس، في عدة مدن، حيث تظاهر مئات الأشخاص قبل يوم التعبئة الكبيرة العاشر الثلاثاء. شارك في يوم التعبئة السابق، الخميس الماضي، ما بين مليون (وفق الشرطة) و3.5 مليون شخص (وفق النقابات) في عدة تظاهرات شابتها حوادث عديدة من أبرزها اعتداء على مركز شرطة في لوريان (غرب) وإحراق شرفة مقر البلدية في بوردو (جنوب غرب) واشتباكات وحرائق في باريس. إضافة إلى المتظاهرين المتطرفين، تطاول الاتهامات بالعنف قوات الأمن لدرجة أن مجلس أوروبا أعرب عن قلقه من «الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجّين». وعلاوة على التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد، تحولت جهود المنظمات البيئية ضد إنشاء خزانات مياه ضخمة في سانت سولين (وسط غرب) إلى كابوس أمس. فقد اندلعت صدامات عنيفة بين مجموعة من المتظاهرين والشرطة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة على الأقل بجروح خطرة، بينهم شخص بين الحياة والموت. في هذا الجو المشحون، وبعد شهرين من بدء التعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد الذي تم اعتماده من دون تصويت في البرلمان، تترقب فرنسا يومها العاشر من التعبئة. ويستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، غداً، رئيسة الوزراء إليزابيت بورن ومسؤولي الغالبية البرلمانية الداعمة له من قادة أحزاب ووزراء وبرلمانيين. وقد أعرب ماكرون عن استعداده للتفاوض مع النقابات بشأن كل الموضوعات باستثناء إصلاح نظام التقاعد. في ظل هذا التشدد من كل الأطراف، تحمل السلطة بعض خصومها مسؤولية الاحتقان. وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران: «المحتجون غاضبون وعلينا سماعهم»، لكن لا علاقة لهم «بالمشاغبين الذين يأتون لنشر الفوضى في البلاد». لكن الأمين العام للنقابة الإصلاحية «سي إف دي تي» لوران بيرجيه رفض تصريح فيران واعتبر أن «من العبث المخاطرة بإغراق فرنسا في الفوضى». وقال رئيس «التجمع الوطني» جوردان بارديلا، اليوم، إن «إيمانويل ماكرون يسعده هذا الاضطراب وهذه الفوضى».



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..مشاورات مصرية - أوروبية تتناول أمن المتوسط والهجرة غير الشرعية..تركيا: تطبيع العلاقات مع مصر سينعكس إيجاباً ليبياً وفلسطينياً..جدل مصري ـ إثيوبي حول قرب إتمام «سد النهضة»..إثيوبيا تستعد للملء الرابع بسد النهضة.. 20 ضررا على مصر والسودان..البرهان: على الجيش التوقف عن دعم الديكتاتوريات..ليبيون يترقبون تفعيل «الخطة العشرية» الأميركية..وتحذير من «عقد الصفقات»..سعي فرنسي ـ إيطالي لدعم تونس في ضبط الهجرة غير النظامية..الإعلان عن مقتل 43 عنصراً من «الشباب» الصومالية..النيابة الجزائرية تطلب السجن 5 سنوات للصحافي إحسان القاضي..تشاد: عفو رئاسي عن 380 متمرداً..

التالي

أخبار لبنان..قلق دولي وعربي من الانحدار الطائفي في لبنان..طي صفحة «الساعة».. وميقاتي أمام خيار الاعتكاف..باريس تستعجل "أي حلّ" لبناني..وماكرون يعتزم زيارة الرياض..الحكومة كسرت "فرمان" برّي: دولة الباطل "ساعة"!..ميقاتي يتراجع عن «فتنة التوقيت»..ميقاتي بعد مجلس الوزراء الاستثنائي: لم أتصوّر الردود الطائفية البغيضة..بوصعب لـ «الشرق الأوسط» : باسيل أخطأ في رد فعله..تفاقم التضخم يزيد مخاطر الأمن الغذائي في لبنان..البخاري يُطمئِن «حلفاءه» وليف تحذّر: عقوبات على المعرقلين..صفقة المطار: القرار عند ديوان المحاسبة | جدل قانوني..وأسئلة عن المالك والوسطاء..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..انفجارات في شبه جزيرة القرم وأنباء عن هجوم بمسيرات..روسيا تضاعف الإنفاق الدفاعي ليتخطى 100 مليار دولار..السجن 19 عاماً للمعارض الروسي نافالني..أردوغان: الرئيس الروسي يزور تركيا الشهر الجاري..أوكرانيا تواصل نقل الحرب إلى روسيا..ركان الجيش الأميركي يغادر منصبه مع استمرار عرقلة تعيينات «البنتاغون»..الكرملين: نريد من أميركا الأفعال لا الأقوال للعودة إلى اتفاق الحبوب..الدنمارك: سنتخذ إجراءات تحول دون تكرار حوادث حرق المصحف..قضية الوثائق السرية.. ترمب يدفع ببراءته من تهم جديدة..استثمارات الصين في أميركا تصل لأدنى معدل منذ 17 عاما..إغلاق عدة مساجد بعد أعمال شغب بالقرب من نيودلهي..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,046,960

عدد الزوار: 6,749,631

المتواجدون الآن: 113