الكشف عن أسرار عملية اغتيال عماد مغنية....ما هي رسائل خطاب نصرالله؟....جعفري:ردنا ورد حزب الله قد يكون واحداً

جيرو غداً في بيروت... ولا رئيس... والسنيورة: نصرالله ألغى العيش المشترك

تاريخ الإضافة الأحد 1 شباط 2015 - 8:10 ص    عدد الزيارات 2835    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 
جيرو غداً في بيروت... ولا رئيس... والسنيورة: نصرالله ألغى العيش المشترك
المصدر: "النهار"
على رغم وصول رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية المصرية جان فرنسوا جيرو الى بيروت مساء غد الاثنين لجولة استطلاع جديدة ومحاولة لتقريب وجهات النظر في ملف الانتخاب الرئاسي، فان اهتمامات اللبنانيين تتركز على ملفات أخرى بعدما اعتادوا الشغور الرئاسي وتكيفوا معه. وينظر متابعون اى زيارة جيرو على انها تكملة لجولات سابقة قام بها على مختلف العواصم المعنية بالشأن اللبناني. ويؤكدون ان لا امكان لجيرو لتحقيق خرق في الجمود والتعطيل اللذين يحيطان بالملف الرئاسب، وان ايا من العواصم المعنية بالملف غير مستعدة لـ"بيع هذه الورقة الى فرنسا التي تواجه خيبات متتالية في سياستها الشرق أوسطية". ويؤكد هؤلاء ان ايران اذا ما أرادت التعاون في الموضوع، فانها تفضل التعامل مع الادارة الأميركية مباشرة وليس عبر وسطاء، وخصوصاً اذا كان الوسيط فرنسا.
من جهة ثانية، تستمر الردود على مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" الأخيرة، وسط ترقب دولي ومحلي الى مآل القرار 1701 وما اذا كان لبنان مستمراً في التزامه تطبيق بنود هذا القرار الأممي.
وأبرز هذه المواقف صدر عن الرئيس فؤاد السنيورة الذي رأى ان "نصرالله تفرد بموقفه وألغى ارادة اللبنانيين والعيش المشترك"، كما اكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ان كلام نصرالله يأتي "في اطار اصرار الحزب على ضرب الاجتماع الوطني الرافض لأي مغامرة لزج لبنان في أتون حرب جديدة".
وكان لافتاً أيضاً موقف الوزير الكتائبي سجعان قزي الذي اعتبر ان مواقف نصرالله "باسقاط الحدود تنفيذ لمشروع الخميني للمنطقة".
وتأتي هذه المواقف مع غيرها لتطرح أكثر من علامة استفهام حول الحوادث الجارية مع الحزب سواء من المستقبل أو من الكتائب.
ويتحدث مصدر وزاري لـ"النهار" فيقول ان "المطلوب من الحزب توضيح موقفه خصوصاً من القرار 1701 لأن الاخلال به يفي ادخال لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي، وجعله ورقة ايرانية في المفاوضات التي تجريها طهران مع واشنطن".
وتحضر الملفات السياسية على طاولة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل كما الملفات الحياتية التي يتقدمها ملفان هما المرفأ والكازينو. فقد اتخذت قضية ردم الحوض الرابع بعداً جديداً يوحي بالتأزم مما يضر بمصلحة المرفأ خصوصاً اذا ما طال الاضراب الذي يبدأ غداً الاثنين، والذي دعت اليه نقابة مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت وأيدته النقابات العمالية في المرفأ.
وقد نقل ممثلو الأحزاب والمصالح العمالية عن المطران بولس الصياح الذي التقوه أمس، أسفه لمضي العمل في المرفأ رغم الوعود الذي قطعها مسؤولون بوقف العمل الى حين الاتفاق على الحل الأنسب. ويأسف الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي في تصريح لـ"النهار" ان يتحول الأمر طائفياً مذهبياً، مع انه مصلحة وطنية عليا، ويؤكد ان أعمال الردم تضر بحركة المرفأ، رغم توسعة المساحة المخصصة للمستودعات. ويؤكد ان لا حاجة لمساحات اضافية مردومة، لأن المساحات الارضية متوافرة. ويؤكد ان الردم يفيد مجموعة من المنتفضين.
أما ملف الكازينو، فمستمر أيضاً في التصعيد، بعد دخول سياسيين ومسؤولين حزبيين، في خط الدفاع عن المصروفين وأكثرهم ساهم هؤلاء السياسيون في توظيفهم. وقد دخلت أيضاً بكركي في محاولة لتوفير حل مقبول يرفع الظلم عن البعض.
 أمنياً، صد الجيش اللبناني محاولة تسلل للمسلحين الارهابيين على تلة الحمرا في رأس بعلبك. وهي محاولة متكررة للمسلحين في هذا الموقع الذي سقط فيه 8 شهداء للجيش قبل 9 أيام. وقد استهدف الجيش المسلحين بالقذائف الصاروخية في محلة وادي رافق في جرود القاع.
 
بري مرتاح لعملية شبعا "النظيفة" وموقف الحكومة: إسرائيـل دقّت الباب... وتلقّت الجواب في المزارع
النهار..رضوان عقيل
لم تلقَ العملية العسكرية النوعية التي نفذها "حزب الله" في عمق مزارع شبعا الردود القاسية والمتوقعة من صقور قوى 14 اذار، نظراً الى الدقة المتناهيةِ التي اعتمدها في اتمام هذا الفعل الذي فاجأ الاسرائيليين اولا، وتوقف عنده الخبراء العسكريون قبل السياسيين. ولا يعني هذا الكلام ان المعارضين للحزب وسياساته في لبنان وسوريا يسلمون بما اقدم عليه غداة الضربة القاسية التي تعرض لها في ريف القنيطرة السورية ورد عليها بالقسوة نفسها.
وتمثل نجاح الحزب في تمكنه من عدم خرق القرار 1701، والذي كان بمثابة "ضربة معلم" أبعدت عنه الكأس المرة التي كانت ستؤذيه في الداخل والخارج وتحرجه امام الحكومة وكل من لا يلتقي معه. لذلك اختار بعناية ساحة مزارع شبعا المحتلة، ليرد على التحدي الاسرائيلي وشريط خروقه المتكررة في اجواء لبنان وبره وبحره منذ عام 2006 الى اليوم من غير ان يلتفت الى القرار الاممي المذكور.
ورفعت عملية شبعا معنويات افرقاء 8 آذار ودرجات شعورهم بالثقة والمواجهة. ولدى سؤال رئيس مجلس النواب نبيه بري عن بعض الانتقادات اللبنانية التي وجهت الى المقاومة من جراء عمليتها الاخيرة، يفتح "معلّقة" الخروق الاسرائيلية ويدعمها بذكر التفاصيل ويحيلها على "الحرصاء على السيادة" والمدافعين عن الـ1701 واحترامه، الذين ينظرون الى مسار الامور والتطورات الامنية بعين واحدة، وكيف يسكتون عن تلك الخروق والانتهاكات اليومية من زرع العبوات واجهزة التنصت في عدلون وغيرها من المناطق واغتيال كادر في المقاومة في الضاحية الجنوبية، وصولاً الى عملية القنيطرة "كل هذا سيحصل والمقاومة ستسكت". يتابع بري: "لا يا اخوان. المقاومة لن تخرق الـ1701، وهي نفذت ضربتها في ارض محتلة، وهذا من حقها".
وبعد تبلغه بوقوع العملية سارع الى اجراء سلسلة من الاتصالات مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وقيادة "حزب الله". وبقي على خط ساخن مع قيادة الجيش التي كانت بدورها على اتصال مع "اليونفيل" في الجنوب. وبعد وضوح الصورة في مزارع شبعا وتلقي الاسرائيليين صدمتهم ابلغوا القوة الدولية انهم سيتوقفون عن اطلاق القذائف في اتجاه الاراضي اللبنانية في الجنوب، اذا توقف "حزب الله" عن التصعيد، وهذا حصل. وتلقى بري من "اليونفيل" ان الاسرائيليين يحتاجون الى نحو 20 دقيقة لابلاغ ضباط وحداتهم في مكان وقوع العملية والمواقع المحيطة بها ومناطق اخرى على الحدود للتوقف عن استهداف البلدات الجنوبية.
وفي خلاصة هذه العملية التي توصل اليها رئيس المجلس: "دقوا الباب وتلقوا الجواب". ويضيف: "ليست المرة الاولى التي يخرق فيها الاسرائيليون قواعد الاشتباك. وليدلني (المعارضون للعملية) اين حصل خرق المقاومة". ويصف العملية بـ"المدروسة والنظيفة" وجرت على ارض محتلة "ومن حق اللبنانيين القيام بهذا الواجب".
وفي المقابل، يعبر بري عن ارتياحه الى المسار الذي سلكته الامور عقب العملية والطريقة التي لجأ اليها "حزب الله"، فضلاً عن الاتصالات "المتشعبة والمتنوعة" التي واكبها وقام بها وسلام ووزارة الخارجية وقيادة "اليونفيل" والولايات المتحدة الاميركية "وجرى بذل جهود مشكورة" لعدم تفاقم الاحداث وحصر عملية شبعا بالحدود التي انتهت اليها.
وفي رأيه ان على اسرائيل ان تتعلم من هذا "الدرس" وان لا تقدم مرة اخرى على تجاوز" قواعد الاشتباك" واستهداف المقاومين وزرع العبوات وخرق السيادة اللبنانية.
ويعزو "سكوت" رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الرد، لا لانه لا يهوى الحرب وفتح الجبهات، بل الى اسباب تخص معركته الانتخابية في الكنيست اذ يطمح الى احتلال اكبر عدد من مقاعده، الى ان اوقعته عملية "حزب الله" في ارباك جديد لم يستطع ان يستوعبه بسهولة.
ومن هنا يراقب الحزب جيدا - بحسب قياديين في 8 آذار - الخريطة الممتدة من شاطئ الناقورة الى آخر نقطة في مزارع شبعا وسط شعاع يصل الى الجولان ومراقبة تعاطي قوة "الاندوف" التابعة للامم المتحدة في هذه المنطقة والتي لم يستطع جنودها الوقوف في وجه انتشار مسلحي "جبهة النصرة" ومعارضين سوريين آخرين.
ويتابع الحزب بدقة دعم الاسرائيليين لـ"النصرة" في الجولان واقدامهم في الاشهر الاخيرة على السماح لعناصرها بالتغلغل في هذه المنطقة الحساسة وتوفير تل ابيب مظلة حماية لهؤلاء من نيران الجيش السوري، وان طموح هذه الجماعات هو اقامة شريط من الجزء المحرر في الجولان وصولاً الى شبعا في العرقوب، الامر الذي اقلق قيادة "حزب الله" ودفعها الى المزيد من عمليات الاستطلاع والمراقبة في القنيطرة وسواها و"فتح العيون" اكثر على هذه المنطقة. ولم يأت تحذير السيد حسن نصرالله من فراغ حيال تطبيق هذا المخطط على ارض الواقع والتخوف من خرق "قواعد الاشتباك" في الجولان والتي أعلن أنه في حل منها إذا أقدمت إسرائيل على استهداف أي من كوادر الحزب ومقاوميه.
وبعد عملية القنيطرة وما حملته من رسائل فانه "كان لا بد من الرد" الذي ترجمت مفاعيله على ارض مزارع شبعا المحتلة.
 
الكشف عن أسرار عملية اغتيال عماد مغنية
النهار..المصدر: الواشنطن بوست- ترجمة نسرين ناضر
في 12 شباط 2008، كان عماد مغنية، قائد العمليات الدولية في "حزب الله"، يسير في شارع هادئ ليلاً في دمشق بعد تناوله العشاء في مطعم مجاور. وعلى مسافة قريبة، كان فريق من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) في العاصمة السورية يرصد تحركاته.
وعندما اقترب مغنية من سيارة رباعية الدفع مركونة في موقف للسيارات، انفجرت عبوة مزروعة في إطار احتياطي في مؤخر السيارة، وتطايرت الشظايا ضمن دائرة ضيقة، فلقي مصرعه على الفور.
وقد تولّى عملاء من الموساد الإسرائيلي موجودون في تل أبيب وعلى تواصل مع العملاء على الأرض في دمشق، تشغيل جهاز التفجير عن بعد. يقول مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية: "لقد جرى التخطيط للعملية بحيث كان بإمكان الولايات المتحدة أن تعترض وتقوم بإلغائها، لكن لم يكن بإمكانها التنفيذ".
أضاف أن الولايات المتحدة ساعدت على صنع القنبلة، واختبرتها مرات عدة في منشأة تابعة لوكالة الـ"سي آي أيه" في كارولينا الشمالية للتأكد من عدم اتساع رقعة الانفجار ومن عدم وقوع أضرار جانبية، قائلاً: "فجّرنا على الأرجح 25 قنبلة كي نتأكد من حسن سير العملية".
هذا التعاون الوثيق جداً بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية شكّل مؤشراً عن أهمية الشخص المستهدَف الذي تبيّن ضلوعه على مر السنين في بعض أبرز الهجمات الإرهابية التي شنّها "حزب الله"، وعلى رأسها الهجوم عى السفارة الأميركية في بيروت والهجوم على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين.
لم تعترف الولايات المتحدة قط بالمشاركة في قتل مغنية الذي ألقى "حزب الله" تبعته على إسرائيل. حتى الآن، لم تظهر تفاصيل كثيرة عن العملية المشتركة بين الـ"سي آي أيه" والموساد لقتله، أو كيف جرى التخطيط لتفجير السيارة أو ما هو بالضبط الدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة. فما عدا مقتل أسامة بن لادن عام 2011، شكّلت هذه المهمة واحدة من أبرز العمليات السرية العالية المخاطر التي نفّذتها الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة.
كما أن التدخل الأميركي في عملية اغتيال مغنية، والذي أكّده خمسة مسؤولين سابقين في الاستخبارات الأميركية، واجه عراقيل قانونية في الولايات المتحدة.
فقد روى المسؤول السابق أن إقناع السلطات بقتل مغنية كان عملية "صعبة وطويلة. كان علينا أن نريهم أنه يشكّل تهديداً مستمراً للأميركيين"، مشيراً إلى أنه لمغنية تاريخ طويل في استهداف الأميركيين بدءاً من دوره في التخطيط لتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983.
تابع المسؤول: "صدر القرار بأنه يجب أن يكون لدينا إثبات دامغ بأن العملية هي دفاع عن النفس".
لطالما كانت هناك شكوك حول تورّط الولايات المتحدة في مقتل مغنية. في كتاب "الجاسوس الطيب" (The Good Spy) عن المسؤول المخضرم في الـ"سي آي أيه"، روبرت آيمس، ينقل الكاتب كاي بيرد عن مسؤول استخباري سابق قوله بأن العملية "خضعت في شكل أساسي لإشراف السي آي أيه" وبأن "فريقاً من فرق العمليات السرية في السي آي أيه هو الذي نفّذ الاغتيال".
عملت وكالة الـ"سي آي أيه" وجهاز الموساد معاً لمراقبة مغنية في دمشق طيلة أشهر قبل اغتياله، وتحديد المكان الذي يجب أن توضَع فيع العبوة، بحسب المسؤولين السابقين في وكالة الاستخبارات الأميركية.
يقول جيمس برنازاني الذي كان قائد الوحدة المسؤولة عن "حزب الله" في مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) في أواخر التسعينات والذي أصبح لاحقاً نائب المدير لشؤون إنفاذ القوانين في مركز مكافحة الإرهاب في الـ"سي آي أيه": "كان مغنية ومجموعته مسؤولَين عن مقتل عدد كبير من الأميركيين". أضاف برنازاني الذي تقاعد من الـ"إف بي آي" عام 2008 ويقول إنه لم يكن على علم بالتخطيط لاغتيال مغنية: "لم نشح قط بنظرنا عن حزب الله، لكننا كنا منهمكين جداً بمراقبة القاعدة".
وجاءت عملية استهداف مغنية في وقت كانت الـ"سي آي أيه" والموساد يعملان معاً عن كثب لإحباط الطموحات النووية السورية والإيرانية. وكانت الـ"سي آي أيه" قد ساعدت الموساد على التحقق من أن السوريين يعملون على بناء مفاعل نووي، ما دفع بإسرائيل إلى شن غارة جوية على المنشأة عام 2007. كانت إسرائيل والولايات المتحدة تبذلان جهوداً حثيثة في ذلك الوقت لتعطيل البرنامج النووي الإيراني.
 
ما هي رسائل خطاب نصرالله؟
المصدر: "النهار"... أسرار شبارو
"لن نلتزم بقواعد الاشتباك بعد الآن، سنردّ في أيّ مكان وزمان وكيفما كان، الواجب الوطني والأخلاقي والشرعي يفرض علينا الردّ" وغيرها من القواعد الجديدة التي طرحها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الذي جاء بعد يومين من العملية التي نفّذها الحزب ضد رتل عسكري اسرائيلي في منطقة مزارع شبعا ردًّا على عملية القنيطرة.
من مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية وُجِّهت الرسائل إلى الداخل والخارج، نُسفت معادلات واستُحدث غيرها، وأُدخل لبنان في مرحلة جديدة. الخطاب الذي غلب عليه الطابع العسكري حلّله الخبيران العسكريان هشام جابر والياس حنا لـ"النهار".
"خطاب السيد رسم بوضوح مستقبل الصراع في المنطقة، وبعد أن كان الصراع بين حزب الله واسرائيل يقتصر على الجبهة الشمالية لاسرائيل والجبهة الجنوبية للبنان من الناقورة حتى منطقة الخيام، اليوم توسّع ووصل إلى القنيطرة وربما إلى حماه السورية". رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر شرح "عندما يقول السيد نحن لن نبدأ الحرب ولا نريدها، هذه تسمّى عسكريًّا الضربة الاولى لإشعال حرب. كلنا نعلم أن اسرائيل تخشى 100 ألف صاروخ وأكثر موجودين في الجنوب. وبعبارة السيد، رسالة إلى الاسرائيليين انه لا يوجد ما يدعو للرعب، فطالما انتم لم تبدأوا الحرب نحن لن نبدأ بها، والصواريخ لن تنطلق من الجانب اللبناني، لكن كل عملية عدائية سنردّ عليها حتماً في المكان والزمان الذي نريد".
قواعد الاشتباك
قواعد الاشتباك التي اعتبرها أمين عام حزب الله انها لا تعنيه، شرحها جابر بالقول "قواعد الاشتباك القديمة كانت ردعًا مقابل ردع احتراماً للقرار 1701، أي أن حزب الله كان يُشكّل قوة ردع في وجه أي عدوان اسرائيلي، هذا الأمر توسّع مع الخطاب الأخير، حيث أضيف اليه ردّ مقابل أي عدوان، لكن حتماً ليس إطلاق للصواريخ. لم يعد هناك قواعد واضحة وملزمة، الجولان وكل الجبهات باتت مفتوحة، كما أضاف السيد قضية جبهة النصرة التي لم تكن واردة سابقاً وشبهها بجيش لبنان الجنوبي، وأكد التزامه بالمقاومة التي ستقوم بالجولان، وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق إليها ففي العام 2013 في ذكرى افتتاح إذاعة النور مرّر السيد نصرالله موقفاً قال فيه اننا ندعم كل مقاومة شعبية لتحرير الجولان، قال حينها كلمة ندعم لكن في خطابه لم يقل للاسرائيليين ان كانت المقاومة ستذهب إلى هناك أم لا".
وبالنسبة للخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد الياس حنا فإن خطاب السيد نصرالله كان عسكريًّا بامتياز، و"لم يتكلم إلا عسكرياً، ويمكن اختصار ما هدف اليه بنقطتين الأولى تغيير قواعد اللعبة، وهذا شيء طبيعي فبعد كل احتكاك وكل معركة، الواقع الجديد يفرض القواعد الخاصة به. ثانياً عندما يقول السيد إنه لم يعد هناك قواعد للعبة هذه الكلمة بحدّ ذاتها هي قواعد للعبة، الهدف منها اتباع سياسة الغموض الكاملة وسياسة خداع العدو، كما كان يقول الرئيس الايراني أحمدي نجاد مراراً بمحو اسرائيل عن الخريطة في حال هاجمت ايران، هذا يسمّى الذهاب إلى حد اللاعقلانية في الاستراتيجية أي استراتيجية حافة الهاوية المتقدمة، كي لا يعلم العدو كيفية الردّ ما سيخلق قلقاً لديه، ويجعله يهتم بالامن والواقع، أكثر كل ذلك يخلق ردعاً معين".
حرب استنزاف
الخطاب يشير إلى ان المرحلة القادمة ستحمل في طياتها حرب استنزاف مفتوحة. وشرح جابر "عملية أمنية مقابل عملية أمنية أو عملية عسكرية محدودة، وأكّد ان اسرائيل لن تشنّ حرباً على لبنان كونها غير جاهزة إطلاقاً لتبعات هذه الحرب، والساحة باتت مفتوحة جغرافياً من الناقورة إلى الجولان، ويمكن أن تكون داخل فلسطين، كون السيد تحدّث كثيراً عن فلسطين وعن الحلف بامتزاج الدم الايراني - السوري - اللبناني -الفلسطيني، ما يعني انه من الممكن ان يكون هناك عمليات داخل فلسطين، ليس بالضرورة على يد حزب الله بل على علم منه".
القرار 1701 والتهوّر
وأضاف "كلام نصر الله يلغي القرار 1701، والاشتباكات باتت مفتوحة من اللبوني إلى القنيطرة. والمقاومة قامت السنة الماضية بعملية في اللبوني أصابت فيها اسرائيليين، كما قامت بعملية في مزارع شبعا نهاية العام الماضي".
وبالنسبة له جمع نصرالله بين الحكمة والشجاعة، وهذا أمر ليس سهلاً وفي خطاب نصرالله رسالة انه ليس متهوّراً. وشرح: "كان باستطاعة المقاومة أن تأسر جنوداً في عمليتها الأخيرة، لكن الاوامر كانت واضحة وصريحة مسبقاً، أن تكون العملية بهذا الحد فقط، لأنه بأسر جنود اسرائيليين تكون المقاومة قد رفعت السقف ولا أحد يعلم ردة فعل نتنياهو لذلك كان قرار السيد حكيماً".
 
جعفري:ردنا ورد حزب الله قد يكون واحداً
الحياة...طهران – محمد صالح صدقيان
اعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري عملية شبعا «الحد الأدنى من الرد علی العمل الإجرامي للكيان الصهيوني»، فيما رأی نائبه العميد حسن سلامي أن لإيران ردها الخاص علی إسرائيل، علی خلفية استهداف العميد محمد علي الله دادي الذي قتل في الغارة الإسرائيلية في بلدة القنيطرة .
وقال جعفري علی هامش مشاركته في احتفال لتأبين ضحايا عملية القنيطرة أول من أمس الجمعة، إن «الردّ الإيراني وردّ المقاومة، وعلى رأسها حزب الله قد يكون رداً واحداً »، معتبراً أن الردّ الأخير في مزارع شبعا كان أحد الصفعات المؤلمة.
وأوضح أن عملية شبعا أكدت جاهزية المقاومة لمواجهة أي حركة جنونية من قبل العدو الإسرائيلي بجميع الأصعدة، وأدخلت الرعب في قلوب الصهاينة.
وقال عبد الله صفي الدين رئيس مكتب حزب الله في طهران، في حفل التأبين، إن «عائلة مغنية كانت من العوائل التي قضت حياتها تماماً بالجهاد ومكافحة العدو الإسرائيلي»، مشدداً على أن «هذه العائلة العملاقة قدمت الكثير من الشهداء على نهج المقاومة والحفاظ على القيم الأخلاقية والإسلامية، وأبرزهم الشهيد الخالد عماد مغنية ونجله المجاهد جهاد مغنية».
من جهة أخرى، اعتبر نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي، أن الكيان الصهيوني أصغر شأناً بكثير من أن يشكل تهديداً لإيران، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعد نفسها لمواجهة القوى العالمية.
وقال العميد سلامي: «إننا نحتفظ بحق الرد علی العدوان الصهيوني الغادر الذي استشهد خلاله العميد محمد علي الله دادي وسائر شهداء المقاومة»، لافتاً إلی «أننا لن نُغلق أي صفحة، ولكن ليس من المحدد أيضاً موعد الرد ومكانه، كما أن الرد سيكون مستقلاً ومرتبطاً في الوقت ذاته برد فعل الكيان الصهيوني».
وزاد أن عملية حزب الله أثبتت رد الفعل السريع والإرادة السياسية القوية وصلابة المقاومة ووجود إرادة حديدية لدى حزب الله للرد على أي عملية تنفذ ضده، موضحاً أن العمليات الخاصة بحاجة إلى برامج معقدة وفترة زمنية طويلة، وحينما تنفذ عمليات الرد بالمثل بهذه السرعة، فذلك دليل على ذروة اقتدار المقاومة. وأشار إلی أن إيران تحضر نفسها لحرب مع القوى العالمية، «وأن الكيان الصهيوني أصغر شأناً بكثير من أن يشكل تهديداً لإيران».
 
لبنان: ثلاثية «حزب الله» الجديدة تهدد «قواعد اللعبة» السياسية
نائب في كتلة المستقبل لـ «الشرق الأوسط» : كلام نصر الله ينسف مصداقية الحزب ومن شأنه تأزيم الوضع السياسي
بيروت: كارولين عاكوم
تعكس المواقف اللبنانية على كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الأخيرة تهديدا لـ«قواعد اللعبة السياسية» الحالية بعد إعلانه عن سقوط «قواعد الاشتباك» في الصراع مع إسرائيل وفتح «حدود الجبهات» بين لبنان وسوريا وإيران، وذلك بعد انطلاق الحوارات الثنائية بين الأطراف المتخاصمة ولا سيّما «المستقبل»، و«حزب الله» في موازاة «التعايش القسري» على طاولة مجلس الوزراء.
ويوم أمس، جدّد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، التأكيد على موقف نصر الله، بالقول: «رد الجمهورية الإسلامية هو ذاته رد (حزب الله)، نحن و(حزب الله) واحد وأينما أريقت دماء شهدائنا في الجبهات فإن ردنا سيكون واحدًا». وأضاف: «هذا الرد سيكون ساحقًا وأكثر قوة ولن يكون فقط عند حدودهم بل في أي مكان يوجد فيه إسرائيلي أو أحد من أتباعها». واعتبر أنّ الرد الذي قام به «حزب الله» على اعتداء القنيطرة كان جزءا صغيرا من الرد الذي كان بانتظارِ الصهاينة.
وبينما رأى البعض أن قول نصر الله: «إن امتزاج الدم اللبناني والإيراني على أرض سوريا يعبر عن وحدة القضية والمصير ووحدة المعركة»، يعني إطلاق «ثلاثية جديدة» إضافة إلى ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، اعتبره رئيس كتلة المستقبل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، كلاما متسرعا ويلغي إرادة الشعب اللبناني التي التزمت القرار 1701، مضيفا: «لن نتخلى عن قضية فلسطين ولن نسلم الراية لمن يريد خطفها أو الاستيلاء عليها». وقال: «نحن شاركنا في البلد على أساس التساوي في الحقوق والواجبات وليس مقبولا أن هناك من يحاول تحويله إلى شريعة الغاب»، مشددا على أننا «نتمسك بحق المواطنة، فكلام نصر الله يحاول أن يفرض منطق السلاح والتجربة في لبنان ومن اتبع هذا الطريق كان مصيره الفشل وإلحاق مزيد من الخسائر باللبنانيين».
بدوره، رأى النائب في «كتلة المستقبل»، أحمد فتفت، أنّ الحكومة مضطرة لـ«التعايش القسري» في ظل الوضع اللبناني السياسي وغياب رئيس للجمهورية. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كلام نصر الله ينسف، كما في كل مرةّ، مصداقية الحزب ومن شأنّه تأزيم الوضع السياسي بعدما كان الحوار بينه وبين (المستقبل) انطلق لتهدئة الأوضاع وتنفيس الاحتقان والتشنّج وإذا به أول من أمس يعيد الأمور إلى ما كانت عليه»، سائلا: «ألم يطح إطلاق الرصاص في سماء بيروت عند إطلالة نصر الله بكل هذه المحاولات؟ وهل (حزب الله) معني بالحوار؟»، مضيفا: «في كل الأحوال نحن وضعنا سقفا لهذا الحوار وسنرى إلى أين سيذهب وما هي نتائجه».
واعتبر فتفت أنّ كلام نصر الله، كما المسؤولين الإيرانيين، يعكس أنّ القرار والسلاح إيراني والتنفيذ من مسؤولية «حزب الله».
مع العلم، أنّ ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» كانت العائق الأساسي قبل تشكيل حكومة تمام سلام الحالية، إلى أن توصل الأفرقاء إلى استبدالها بـ«حق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي»، بينما كان التأكيد على الالتزام بالقرارات الدولية وتحديدا القرار 1701 بندا أساسيا في الحكومة التي يشارك فيها «حزب الله» بوزيرين.
من جهته، رأى مستشار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، العميد وهبي قاطيشا، أنّ نصر الله عاد إلى لغة الاستكبار والتهديد مستغلا العملية التي نفذها الحزب في مزارع شبعا للاستقواء على الداخل والخارج. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كل التهديد الذي أطلقه نصر الله ولا سيما المتعلق بسقوط قواعد الاشتباك وتجاوز القرارات الدولية، غير قابلة للتطبيق»، مضيفا: «وخير دليل على ذلك، أنّه وبعد العملية طمأن إسرائيل عبر الأمم المتحدة أنه لا يريد التصعيد، لأن ذلك سينعكس عليه سلبا».
وفي الإطار نفسه، اعتبر وزير الإعلام رمزي جريج، المحسوب على حزب الكتائب اللبنانية، أنّ وحدة اللبنانيين وتضامنهم يحمي لبنان، مؤكدا أنّ «الحكومة ملتزمة ببيانها الوزاري الذي تنازل فيه الحزب عن ثلاثيته وربط كل عمل مقاوم مشروع بمرجعية الدولة، كما أنّها متمسكة بمرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم وبالمواثيق الدولية والقرار 1701». وأضاف: «أن عملية (حزب الله) في مزارع شبعا لم تكن لتحرير مزارع شبعا التي يمكن تحريرها بشتى الوسائل ومنها الدبلوماسية وثبتت الخرائط الدولية ملكية لبنان لها ولا تزال أرضا محتلة، والعملية صارت في أرض محتلة ضد عملية القنيطرة».
 
هكذا استعدّ «حزب الله» للحرب وسيناريواتها... قبل عملية المزارع
تحليل / نفض الغبار عن أسلحته «الاستراتيجية»
الرأي...كتب - إيليا ج. مغناير 
أدرك الذين تابعوا عن كثب مجريات الوضع في المنطقة بين عمليتيْ القنيطرة ومزارع شبعا، ان الوقائع على خط المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل كانت تشي بـ «قرْع طبول» الحرب. فبُعيْد الغارة الإسرائيلية على القنيطرة في 18 يناير، التي أودت بجنرال من الحرس الثوري الايراني و6 من الحزب، تصاعدتْ «قرْقعة السلاح» قبل ان ينفّذ الحزب، الأربعاء الماضي، عمليّته النوعية والمركّبة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، في ضوء قراره بالردّ عبر اصطياد هدفٍ اسرائيلي ما.
وعلمت «الراي» قبل تصاعُد الدخان من مركبات الدورية الاسرائيلية في المزارع، ان بعض أهالي الذين سقطوا في غارة القنيطرة كانوا في انتظار الهجوم - الردّ الذي أجّل انتظار حدوثه موعد إطلالة الامين العام للحزب، اول من أمس، ليعطي هذا التأجيل فرصة لـ «موفقيةٍ ما» تتيح لنصرالله الخروج بخطاب ناري ضد اسرائيل يحذّرها فيه من «اللعب بالنار».
وفي معلومات خاصة لـ «الراي» ان الحزب أعدّ العدّة لاحتمال حرب كبيرة قبل تنفيذ ضربته، وكان يعي بإعلانه البيان «رقم واحد» الذي تبنى فيه مسؤوليته عن عملية المزارع، ان الحرب يمكن ان تبدأ، وربما يكون ذاهباً الى حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، وهو ما اتّضح لاحقاً عندما قامت اسرائيل بتمشيط الأودية والمرتفعات مباشرة بعد عملية المزارع، فردّت وحدات المدفعية في الحزب وبالمثل على المناطق المحيطة بالمواقع الاسرائيلية إنفاذاً لأوامر مسبقة بالرد على مصادر النار وعدم التوقف الا اذا توقف القصف الاسرائيلي، الأمر الذي أبقى التراشق المدفعي بين الطرفين لبعض الوقت، بحسب ما اكدته مصادر في أرض المعركة.
وعلمت «الراي» ان المعنويات للخوض في حرب ضد اسرائيل كانت مرتفعة، ومهما كان اتجاه الامور فهي لن تفاجئ الحزب المتحسّب لكل النتائج. فالمعركة بالنسبة له على مستوى أجوائها وقراراتها والاستعداد لها ولنتائجها ليست بجديدة ولم يؤثر فيها وجود قوات من الحزب في سورية منذ 2013 لأن هذه القوات تعيش في حال حرب دائمة وليس صعباً عليها فتح جبهة اخرى، لان الأمر لا يتطلب تغيير او سحب قوات من هنا او هناك، وان الحزب المنتشر على مساحة 100 ألف كيلومتر مربع في سورية لن يعاني من إضافة بضعة كيلومترات (الحدود اللبنانية - الاسرائيلية) الى مسرح عملياته القائم حالياً.
وبحسب معلومات «الراي» فان لدى الحزب منظومة البقع في جنوب لبنان والبقاع وحاصبيا حيث ينتشر أولاد القرى والمدن أنفسهم داخل البيئة التي ولدوا وترعرعوا فيها، وهم على دراية بنقاط القوة فيها وأمكنة الاحتماء والدفاع والهجوم، اضافة الى ان هؤلاء لم ولن يغادروا مراكزهم مهما ازداد تدخل ووجود وانتشار الحزب خارج الحدود اللبنانية مثل سورية والعراق. اما بالنسبة الى القوات الموجودة في سورية فهي وحدات مشاة متنقلة ومحمولة كانت أنشئت قبل اعوام على مستوى وحدات صغيرة لتواجه اي تهديد داخلي (مثل 7 مايو 2008)، وتم تعزيزها ونقلها الى سورية لانتفاء المصلحة الحربية لها في لبنان، وهكذا أصبح للحزب جسم كامل يخوض عمليات هجومية على مستوى فرقة عسكرية (اي 3 ألوية)، وهذه القوة النوعية المجرّبة والفائضة هي التي تخشاها اسرائيل وتخاف ان تندفع اذا طُلب منها الدخول الى اسرائيل.
وقد استعدّ الحزب للمعركة - كما علمت «الراي» - عبر إعطاء الأوامر للوحدات الصاروخية في جنوب لبنان المسؤولة عن الصواريخ المتوسطة (مثل غراد وخيبر) الذي يصل مداها الى 75 كيلومتراً، وللوحدات الصاروخية الإستراتيجية في البقاع الأوسط والشمالي (صواريخ فاتح 110 وزلزال) التي تحمل 500 كيلوغرام من المتفجرات ويصل مداها الى 350 كيلومتراً، وذلك استعداداً للمعركة الكبرى. وكذلك وُضعت قوات المشاة الخاصة على أهبة الاستعداد وأنجزت غرفة العمليات المشتركة في سورية ولبنان خططها، وأخذت في الاعتبار احتمال دخول قوات اسرائيلية من محاور عدة أبرزها الجولان، حيث كان من المتوقع ان تقطع قوات التقدم الاسرائيلية المعبر الحدودي في المصنع وتستفيد من وجود «جبهة النصرة» في المناطق المحاذية للحدود لتدفع بقواتها لإغلاق المعبر الدولي البري بين لبنان وسورية لقطع التواصل، متوهّمة بأنها تضرب خط إمداد الحزب بين البلدين.
وعملت قيادة المقاومة على أساس سيناريو محتمل قد تعمد من خلاله اسرائيل الى الدفع بقواتها ليس في الجولان بل ايضاً في جنوب لبنان من محاور عدة مثل محور الناقورة ومحور القطاع الاوسط (من الغندورية والنبطية)، غير ان المقاومة جهّزت نفسها على النحو الذي يجعل هذا التقدم بمثابة كارثة تلحق بالجيش الاسرائيلي على مستوى الأفراد والمعدات، لان هذا الجيش لن يعبر طريقاً مفروشة بالورود بل بالنسفيات وبالسلاح المضاد للمدرعات والآليات وبوحدات خاصة تملك معرفة جيدة بالأرض.
وتؤكد مصادر «الراي» انه في حال حصول حرب كبيرة فان «شكل الدمار الذي سيلحقه الجيش الاسرائيلي بجنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع سيكون كارثياً وشبيهاً بما حلّ في حرب الـ 2006 وستكون هناك أعداد كبيرة من النازحين، وصورة ما حصل قبل نحو 9 أعوام لا تزال حاضرة في اذهاننا، الا انه وفي المقلب الآخر، ستتغير الصورة كلياً عما حدث في حرب الـ 2006 اذ ستتوقف حركة الملاحة الجوية والبحرية في اسرائيل وسيكون هناك نزوح كثيف بأعداد لم تشهدها اسرائيل في تاريخها اذ سيتوجّه المدنيون الى الحدود مع الاردن ومصر للهروب من القوة الصاروخية الدقيقة والمدمّرة التي ستصيبهم على طول وعرض الخريطة الجغرافية، وستُستهدف القطاعات المدنية والعسكرية في اسرائيل لتعيش حالة ارباك كاملة من دون اي أفق واضح في المنطقة، وستدخل سورية على الخط ايضاً - رغم الحرب الدائرة هناك - لتنخرط في المعركة بصواريخها الاستراتيجية ذات القوة التدميرية الهائلة لان ليس لديها اي شيء تخسره، وخصوصاً ان اراضيها ستكون مسرحاً للعمليات العسكرية في السلسلة الشرقية وفي الجولان والقنيطرة وعلى مقربة من دمشق العاصمة».
المعركة بين الحزب واسرائيل مستبعدة، بسبب معرفة اسرائيل بقدرات الحزب وباستعداده لخوض الحرب اذا فُرضت عليه بشكل متدحرج ومرن كما رأينا في مزارع شبعا، فالقصف جوبه بالقصف المقابل والتهدئة بالتهدئة، الا ان الامين العام للحزب، وضع أسساً جديدة لقواعد الاشتباك، لاغياً هذه القواعد من جهته.
والسؤال: ماذا سيحصل اذا ضربت اسرائيل قافلة او مستودع سلاح للحزب في سورية؟ كما قال السيد نصرالله فإنه سيردّ على اسرائيل، فهل ستردّ على الردّ ليردّ هو من جديد على ردّ الردّ؟
 
الطفيل ثكنة للنظام و"حزب الله"... أهلها في الشوارع والدولة نائمة
 المصدر : خاص موقع 14 آذار... خالد موسى
منذ أكثر من شهرين، تشرد أكثر من 5000 آلاف مواطن لبناني من بلدة الطفيل الواقعة على الحدود اللبنانية – السورية بقاعاً والمتداخلة جغرافياً مع الأراضي السورية، الى خارج بلدتهم عبر طرق ترابية. الأهالي انتشرو في مخيمات في عرسال وسعدنايل ومنهم من ذهب الى العاصمة بيروت، وثمة من لم يجدوا مأوى لهم وهم اليوم ينامون في شوارع بيروت وأزقتها الداخلية ليلاً ويتسولون نهاراً من أجل تأمين لقمة يسدون بها رمقهم وتدعهم يعيشون نهارا آخرا، لعل الدولة تنظر اليهم بعدما باتوا وقريتهم منسيين".
الصلح: الى متى ستبقى الدولة صامتة؟
"منذ أكثر من شهرين، تحولت البلدة الى منطقة عسكرية تابعة الى النظام السوري و"حزب الله" ولم يبق في البلدة سوى ثلاثة أشخاص بينهم مختار البلدة، فهؤلاء رفضو الخروج" بحسب ما أكده مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد الصلح في حديث خاص لموقع "14 آذار".
ولفت الى أن "أهالي البلدة المنسية يعيشون مأساة حقيقية في المخيمات، فهم يعيشون على التسول وإنتظار أن تلتفت اليهم أي من المنظمات الدولية من أجل مساعدتهم"، مشدداً على أن "بلدة الطفيل أصبحت ثكنة عسكرية ومنطقة محتلة من النظام السوري وحزب الله، والدولة اللبنانية في حالة صمت عن ذلك، فإلى متى ستبقى صامتة عن الموضوع من دون أن تتحرك، فالطفيل هي جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية ومن مساحة لبنان".
وأسف الصلح "كون الدولة لا تعير أي اهتمام جدي لهذه المنطقة، مع العلم أن أهالي البلدة قاموا بزيارات الى المسؤولين من دون اي جدوى"، مشيراً الى أن "دار الفتوى لم تألو أي جهد في مساعدة أهالي البلدة وهي مستمرة في ذلك حتى هذا اليوم، وستستمر في بذل أقصى جهدها من أجل مساعدة أهالي تلك البلدة المنسية وخصوصاً أولئك الموجودين في المخيمات في بلدة عرسال".
الرفاعي: الطفيل جرح دائم وأهلها يعيشون في وضع مزري
من جهته، وصف الشيخ بكر الرفاعي المتابع لهذا الملف، في حديث خاص لموقعنا، ما يجري في بلدة الطفيل بـ "الجرح الدائم"، كاشفاً عن أن "أهالي البلدة يعيشون في وضع مزري جداً ويعتاشون من المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية للاجئين".
ولفت الرفاعي الى أن "أهالي البلدة توزعوا على المناطق اللبنانية كافة، فمنهم من هو موجود في عرسال ومنهم من انتقل الى العيش في بلدة سعدنايل وكذلك منهم من ذهب الى العاصمة بيروت للسكن هناك"، مشيراً الى أن "هناك مخيم في عرسال مخصص فقط لأهالي بلدة الطفيل ونعمل على تأمين مستلزمات أهلنا في هذا المخيم".
وأوضح الرفاعي أن "أي أحد من البلدة إن أراد الدخول الى مدرسة لبنانية أو الى الجيش اللبناني فهو يحتاج الى شهادة من الدولة السورية، وهم غير قادرين على الإتيان بها، فيجب أن يمنحوا هؤلاء عناية خاصة من الدولة اللبنانية"، مطالباً "الجهات الدولية المناحة لإغاثة اللاجئين السوريين بإغاثة أهالي الطفيل على غرار ما يقدمونه للنازحين السوريين، وكذلك الدولة اللبنانية بالإلتفات الى هؤلاء المواطنين فهم لبنانيون ومن أرض لبنانية".
متابعة عن كثب
مصادر وزارة الداخلية والبلديات، اعتبرت في حديث خاص لموقعنا أن "وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يتابع عن كثب موضوع بلدة الطفيل، وهو لم ولن يألو جهداً في مساعدة أهلها وتأمين كل ما يطلبونه"، مشيرة الى أن "بلدة الطفيل تقع على خط نار في الداخل السوري، ولذلك تعرض أهلها الى ما تعرضوا له".

المصدر: مصادر مختلفة

خيارات دمشق الضيقة في «وحدة الساحات» مع لبنان..

 الأحد 2 حزيران 2024 - 6:53 م

خيارات دمشق الضيقة في «وحدة الساحات» مع لبنان.. هل تعتمد «الحياد» كما في غزة أم تكرر سيناريو 2006… تتمة »

عدد الزيارات: 159,146,166

عدد الزوار: 7,125,860

المتواجدون الآن: 92