مراوحة سياسية بين فريقي 14 و8 آذار حول مصير الحكومة الحالية، وشكل تلك المقترحة لتخلفها، مع تعثر في حركة الاتصالات والمشاورات الداخلية، في ما عدا مبادرة النائب وليد جنبلاط التي لم تتضح معالمها بعد.
وعلى خط الحوار، نقل زوار عن رئيس الجمهورية مؤشرات سلبية لامكان انعقاد هيئة الحوار الوطني في الموعد المقترح، لكنهم أكدوا لـ"النهار" إصرار الرئيس ميشال سليمان على استمرار التواصل والمشاورات إفرادياً مع الزعماء. وتبقى في أجندته شخصيات أبرزها الرئيس نبيه بري، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وحزب الطاشناق، لاتخاذ القرار المناسب.
وفيما ينتظر اللبنانيون ما يمكن ان يعلنه الرئيس سليمان الخميس في عيد الاستقلال، تغيب جلسة مجلس الوزراء الاربعاء لوجود الرئيس نجيب ميقاتي في باريس، والذي يمكن ان ينتقل الجمعة الى روما لملاقاة رئيس الجمهورية ووفد لبناني كبير سيشارك في الاحتفال بمنح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الشارة الكاردينالية.
لكن غياب الجلسة الحكومية يعجّل في المواجهة مع هيئة التنسيق النقابية التي تعقد اجتماعاً اليوم لوضع خطة التحرك للاضراب العام المقرر ليومي الثلثاء والاربعاء من الاسبوع المقبل في كل المدارس والجامعات والبلديات والادارات العامة، نتيجة احجام مجلس الوزراء عن احالة سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب، على رغم الوعود المتكررة بذلك. واكدت مصادر الهيئة ان لا عودة عن الاضراب لان ثمة نية لتطيير السلسلة.

 

وفي مجلس النواب، تستمر لجان نيابية في عقد جلساتها بدعوة من رئيس المجلس، في ظل مقاطعة كل نواب 14 آذار لأعمالها، ولكل جلسات المجلس، بما فيها الجلسة المقترحة للتضامن مع غزة.

 

واستغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح لـ"النهار" رد فعل قوى 14 آذار على تفكيره في الدعوة الى جلسة نيابية تضامناً مع غزة. وتساءل: "ما هي الجريمة التي ارتكبها نبيه بري وما هو الفخ الذي نصبه لقوى المعارضة؟ هل هي جريمة ان أدعو الى جلسة عامة تمثل كل لبنان في صورة جامعة وإعلان وقفة تضامنية مع الفلسطينيين؟ هل الاجتماع تحت قبة البرلمان جريمة يا إخوان؟ حقاً ان الحياة السياسية هزلت في هذا البلد".

 

أما نائب رئيس المجلس فريد مكاري فقال لـ"النهار" إن "على الرئيس بري ان يختار. فإما انه كان على حق عام 2008، واما أنه على حق في 2012، لا يمكن ان يكون على حق في قول الشيء ونقيضه".
وذكر بأن رئيس المجلس كان يرفض أن يدعو نائب الرئيس الى عقد جلسة نيابية. والأمر نفسه ينطبق على مقرر أي لجنة نيابية، إذ لا يمكنه الدعوة الى جلسة للجنة بدلاً من رئيسها.
واعتبر مكاري أن لقاء الوزراء في مناسبات أو افرادياً لا يشكل تراجعاً عن قرار مقاطعة الحكومة، خلافاً لما يذهب اليه بعض شخصيات 8 آذار.

 

وفيما تنشط الحركة الانتخابية في معظم المناطق، وخصوصاً في كسروان وجبيل والمتن الشمالي، بدا الاهتمام مركزاً على زحلة والبقاع الأوسط، في اليومين الاخيرين، مع تلبية رئيس "الكتلة الشعبية" النائب السابق الياس سكاف دعوة الى المملكة العربية السعودية، ولقائه وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، بناءً على موعد سابق ابلغه إياه السفير لدى لبنان علي عواض عسيري.
ووصف الأخير الزيارة بانها "طبيعية كما كانت زيارات والده"، موضحاً انها "تأتي انطلاقاً من حرص المملكة على التواصل مع جميع الافرقاء اللبنانيين، من دون التدخل في الشأن الداخلي اللبناني أو التحالفات الانتخابية اللبنانية".
وفيما غاب سكاف وزوجته عن السمع منذ عودته مساء السبت، انشغلت الأوساط الزحلية بمجموعة من الأخبار والشائعات، سعى مقربون من سكاف الى ترويجها، وفيها ان سكاف سيلتقي الرئيس سعد الحريري في السعودية، وأن ثمة اتفاقاً انتخابياً على التحالف معه واتفاقاً على تسمية سكاف مرشحين لعدد من المقاعد.
وإذ رفض قريبون من سكاف الخوض في التفاصيل، أو تأكيد الأمر، كما نفيه، علمت "النهار" أن الرئيس الحريري موجود في باريس، وأن أي لقاء لم يحصل بين الرجلين.
وفي معلومات أيضاً أن سكاف اتصل بعدد من حلفائه المحليين عشية سفره الى السعودية وأطلعهم على أجواء الزيارة، وكونها غير موجهة ضدهم، ورحب هؤلاء بالخطوة باعتبار انها تساهم في تنفيس الاحتقان وخصوصاً في الشارع السني في البقاع.
وعلى خط موازٍ، دعا أحد مختاري بلدة علي النهري في البقاع الأوسط احمد فوعاني الى اجتماع للمختارين الشيعة الـ 18 في قضاء زحلة، للبحث في إصدار "موقف موحد برفضهم القاطع لاستقدام أي مرشح للمقعد الشيعي من خارج القضاء الذي يزخر بالشخصيات القادرة على تمثيل الناخبين تمثيلاً صحيحاً". لكن الاجتماع فشل إذ لم يحضر سوى ثمانية من المدعوين، وتفادوا إصدار موقف.
وعلمت "النهار" أن البيان المعد الذي كان يفهم منه انه موجه ضد النائب الشيعي الحالي عن القضاء عقاب صقر، سحب بناء على تدخل جهة حزبية فاعلة، رأت في التحرك دعماً لمرشح آخر هو نائب ووزير سابق من المنطقة. وتمنت الجهة الحزبية على المجتمعين اغفال البيان المعد سلفاً، وتأجيل هذا الملف.

 

وبعد تحرك أهالي المفقودين، وأهالي المخطوفين والسجناء في سوريا السبت، تحركت أمس مجموعات علمانية ويسارية فأطلقت من حديقة الصنائع دعوة الى تجنب الحرب، وعدم زج لبنان في الأزمة السورية. ورفع المشاركون لوحات ولافتات وصوراً من ويلات الحرب السابقة.

في 2012/12/31، تنتهي ولاية المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، المنتهية اصلاً في 2011/12/31، وقد مدد له لسنة في انتظار "الظروف المناسبة" لاجراء الانتخابات. وها قد مضت السنة الممددة، ولا يزال قرار اجراء هذه الانتخابات موضع اخذ ورد، وكان احد المواضيع التي نوقشت في الاجتماع الاخير لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ويبدو انه سيكون محور لقاء للمفتي قباني مع الرؤساء السابقين للحكومة، مجتمعين او مع كل على حدة باعتبارهم اعضاء دائمين في المجلس.
واذا كان مفتي الجمهورية سبق ان ألمح الى اجراء الانتخابات في موعدها في مقابل تحفظ من بعض الاعضاء عن اجرائها، فإنه "ينأى بنفسه" هذه الايام عن التطرق الى موضوع الانتخابات، سلباً أو ايجاباً، ولم يتخذ قراراً نهائياً بعد في شأنها في انتظار انتهاء مروحة مشاورات بدأها مع الرئيس ميقاتي.
ويقول احد اعضاء المجلس المتحفظين عن اجراء الانتخابات في هذه الظروف، ان المفتي قباني اشار خلال الاجتماعي الاخير للمجلس الشرعي الى انه، مع تقديره لدقة الظرف، سيجري مشاورات على غير صعيد، قبل اتخاذ القرار النهائي، ونقل عنه قوله: "اعرف ان الوضع قد لا يكون مناسباً، ولكنني اود استمزاج بعض الآراء، وبدءاً برؤساء الحكومة السابقين، وبالتأكيد الرئيس الحالي". ويقول العضو المذكور ان معلوماته تشير الى توافق على التمديد سنة جديدة للمجلس، لاسباب كثيرة ليس أقلها اقتراب موعد الانتخابات النيابية ناهيك عن بروز تنظيمات وجهات متطرفة كثيرة قد تدخل على الخط وتسيس الانتخابات".
فهل "ذهبت" انتخابات المجلس الشرعي الى ما بعد الانتخابات النيابية؟
يقول وزير سابق، وهو احد الساعين الى حل ويحظى باحترام الجميع في المجلس ا لشرعي، ان "مفتي الجمهورية يميل الى اجراء الانتخابات وعدم التمديد مرة جديدة للمجلس الشرعي، ولكنه في الوقت نفسه يحرص على وحدة الصف، ويهمه ان تجري هذه الانتخابات في اجواء ملائمة تمكن المجلس من تأدية دوره الاسلامي والوطني على اكمل وجه، في اطار المحافظة على الدور الوطني الذي اضطلعت به تاريخية دار الفتوى ومؤسساتها".
وفي رأيه ان "الظروف الحالية غير مشجعة، واجراء الانتخابات في ظلها قد يزيد الفرقة والانقسام داخل البيت الواحد" وانه "لا بأس في اتخاذ قرار بالتمديد سنة واحدة، في انتظار ظروف افضل" مع الاشارة الى ان لا مانع قانونياً من اجراء الانتخابات في اقرب وقت وقبل انتهاء سنة التمديد.
ويرى الوزير المذكور ان "تأمين الاجواء المناسبة للانتخابات مسؤولية الجميع، بالابتعاد عن السجالات وكل ما يؤدي الى التفرقة، وهذا يحتاج الى تعاون وإرادة طيبة من الجميع دونما استثناء".

استغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري رد فعل قوى 14 آذار على مجرد تفكيره في الدعوة الى عقد جلسة نيابية عامة تضامنا مع غزة والوقوف مع جراح اهلها واطفالها ودعم صمود مقاوميها، ولا سيما انه كان قد وجّه رسائل عدة الى رؤساء مجالس نيابية واتحادات برلمانية يدعوها الى اعلان تحركات تضامنية مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، فكيف الاحرى بلبنان الذي خبر هذا النوع من المواجهات؟
ورداً على قوى 14 آذار وما اوردته "النهار" السبت يسأل بري امام زواره: ما هي الجريمة التي ارتكبها نبيه بري وما هو الفخ الذي نصبه لقوى المعارضة؟ هل هي جريمة ان ادعو الى جلسة عامة تمثل كل لبنان في صورة جامعة واعلان وقفة تضامنية مع الفلسطينيين؟ لماذا كل هذه الضجة، واين الفخ الذي احضره في الدعوة الى المشاركة في استقبال رئيس ارمينيا الدولة الصديقة التي يربطنا بها الكثير الكثير؟ يا للعجب، انا اشعلت حرب غزة لأنصب الفخ لـ14 آذار؟ ثم للتذكير، لست انا من دعا رئيس ارمينيا الى زيارة لبنان بل ان الرئيس ميشال سليمان هو الذي وجّه الدعوة اليه قبل اشهر.
كذلك يسأل الرئيس بري: الاجتماع تحت قبة البرلمان هل هو جريمة يا اخوان في مثل هذه الظروف التي تستدعي من الجميع الوحدة والتضامن؟ حقا ان الحياة السياسية هزلت في هذا البلد.
كيف يوفقون بين مقاطعة الحكومة وان يتصل الرئيس فؤاد السنيورة بالرئيس نجيب ميقاتي، ويتناول معه قبل ايام التطورات في صيدا؟ كيف يتحدثون مع رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط؟ أليس الاخير جزءا من الحكومة؟ جنبلاط وسطي، وميقاتي ايضا وسطي، مثل رئيس الجمهورية.
وعن اللقاء مع وزراء في الحكومة يقول انهم يلتقون في الاعراس والمناسبات، وليتعلموا من الرئيس امين الجميل الاصول والقواعد السياسية، وهو من حوّل ذكرى استشهاد نجله الشيخ بيار مناسبة وطنية جامعة. الفارق بين الرئيس الجميل والبعض ان الاول يعرف الاصول، ويا للاسف لم يبق امامي الا ان اعتذر من اللبنانيين لأني ادعو الافرقاء الى الجلوس تحت قبة البرلمان.
وختم: لماذا وصلت الحياة السياسية الى هذا الدرك؟

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن المقاومة استعادت المبادرة بسرعة، وبدأت ترد على العدوان، والفضل للمدرسة التي تعلم هذا التكتيك". وقال إن الجمهورية الإسلامية في إيران "لم تقصر في دعم كل مقاوم شريف يريد أن يتخلص من نير الطواغيت والمحتلين، و"فجر 5" وصناعة إيران. وبتقديرنا أن العدو لن يجرؤ حتى على التفكير في الاعتداء على لبنان". واضاف خلال كلمة ألقاها في مجلس عاشورائي نظمه "حزب الله" في بلدة مشغرة: "تعالوا نرتفع إلى مستوى الوضع في غزة ونراجع حساباتنا، فهذا العدو لن يتركنا وعندما تكون، له مصلحة سيعتدي علينا، فإلى أين تلاحقوننا بالحديث عن سلاح المقاومة؟ لولا سلاح المقاومة لم يسمع أحد بغزة. من سيدافع ومن سيتصدى للعدوان الاسرائيلي؟ نكتفي بالقول راجعوا حساباتكم في هذا الموضوع".
وفي موضوع الحكومة قال: "لا تطلبوا منا شيئا غير منطقي، وفي حال لم تعجبكم هذه الحكومة فانتظروا حتى تعجبكم، أو انتظروا حتى تكونوا أنتم قادرين على أن تسقطوها ونحن موافقون. لكنكم تريدون تعطيل البلد، تشلون المجلس النيابي ولا تشاركون في جلسات الهيئة العامة واللجان النيابية وتحملوننا المسؤولية لأننا لا نقبل أن تستقيل هذه الحكومة. نحن شركاء في هذه الحكومة فكيف نستقيل؟ هذه الحكومة إذا توافرت لها الظروف فستنجز المزيد من الانجازات".

في نبأ من باريس أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وصل مساء أمس  إلى العاصمة الفرنسية، في زيارة رسمية تستمر حتى بعد غد الأربعاء المقبل، يقابل خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وكبار المسؤولين.
ويرافق ميقاتي في زيارته وفد وزاري. ومن المقرر ان تبدأ لقاءاته الرسمية اليوم.

تفقد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري مخيّم الاعتصام أمام منزل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس حيث قال ان "هذا الاعتصام هو صرخة مدوّية لاسقاط الحكومة، لأننا نعتبر أنفسنا جزءاً أساسياً من الربيع العربيّ، ولنا الحق في المطالبة باسقاطها، والتحرك السياسي الذي نظمّناه في مخيميّ بيروت وطرابلس جاء في لحظة سياسية وشرارة ميدانية معيّنة وسيكبر مع الوقت ليصل الى النتيجة المتوخاة". وأضاف: "هذا التحرك نقطة الانطلاق لتحريك الماكينة التابعة لقوى 14 آذار وتيار المستقبل من أجل إسقاط الحكومة أو الاعداد للاستحقاقات المقبلة، خصوصاً أن معركة الانتخابات النيابية المقبلة في طرابلس خصوصاً هي المعركة الأساس والأم والتي ستحدد وجه لبنان". وكان الحريري مثّل الرئيس سعد الحريري في احتفال بعقد قران كريمة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار.

في مواسم الانتخابات النيابية، يتركز الاهتمام في دائرة زحلة المختلطة طائفياً ومذهبياً وبالتالي سياسياً، على الصراع على المقاعد النيابية الزحلية السبعة، بين فريقي الانقسام السياسي العمودي في البلد منذ عام 2005.
وفي تفصيل المعركة الانتخابية الزحلية، فإن الصراع الانتخابي المسيحي الموزع على زعامات واحزاب هو ما يسيل حبر التحليلات والاخبار الصحافية، بخاصة الكاثوليكي منه على زعامة اللائحة والكتلة المناطقية، والماروني على ترؤس اكبر كتلة برلمانية وطنية. في المقابل، فان التركيز على كل من الطائفتين السنية والشيعية، المستقطبتين بغالبيتهما الساحقة لـ"تيار المستقبل" من جهة وائتلاف "حزب الله – حركة "امل" من جهة أخرى، ينحصر بدورهما كرافعتين لحلفائهما المسيحيين، بما يحجب مأزقاً حقيقياً في التمثيل الصحيح للطائفتين في ظل هذا الاستقطاب، بحيث ان فوز احدى اللائحتين يحرم طائفة بأكملها التمثيل النيابي، يضاف اليه مأزق تعيشه الطائفة الشيعية، هو ان المقعد الشيعي في زحلة شغله منذ عام 2005 نائب من خارج القضاء، بل ان التنافس في الانتخابات الاخيرة انحصر بين مرشحين من خارج القضاء.
المأزق الشيعي بتغييب المرشحين الشيعة من قضاء زحلة لمصلحة مرشحين من خارجها، والمعني به اولاً الحزبان الشيعيان صاحبا القرار ترشيحاً واقتراعاً، طرح نفسه من خلال الاجتماع الذي دعا اليه احمد فوعاني احد مختاري بلدة علي النهري مساء الجمعة في مكتبه، المختارين الـ 18 الشيعة في قضاء زحلة، للبحث في اصدار موقف موحّد "برفضهم القاطع استقدام اي مرشح للمقعد الشيعي في دائرة زحلة من خارج القضاء الذي يزخر بالشخصيات القادرة على تمثيل الناخبين تمثيلاً صحيحاً، مع الاحترام والتقدير لجميع المرشحين من خارج القضاء"، على ما جاء في مشروع البيان الذي لم يبصر النور.
فقد فشل الاجتماع، ليس لانه لم يحضر سوى 8 من المختارين المدعوين الى جانب صاحب الدعوة فحسب، بل لأنهم أخذوا النقاش الى الجانب الشكلي للموضوع على حساب مضمونه، وتوزعت مواقف المجتمعين بين تقديم الحجج او التزام الصمت لتفادي اصدار موقف. لكن في كل الاحوال، فإن الاجتماع أظهر الى العلن، تململاً في الطائفة الشيعية من ان يكون مرشحها دون سواه من مرشحي المذاهب الاخرى في دائرة زحلة الانتخابية من خارج القضاء، وذلك قبل اشهر من موعد الانتخابات، خلافاً للدورتين السابقتين حيث كان هذا التململ يظهر، وان بخفر عند تشكيل اللوائح. لكن قصر الوقت بين تأليف اللائحة وموعد الانتخابات، وحدّة المعارك الانتخابية، كانا يحتمان الانضباط خلف القرار الحزبي وانهاء النقاش.
وسواء صحّ ان الغرض من الاجتماع يهدف الى قطع الطريق على مرشح بعينه، او انه يخدم مرشحاً آخر، فإن صدور موقف عنه كان من شأنه ان يضع سقفاً ليس للمرشحين فحسب بل ايضاً للأحزاب الشيعية التي يعود اليها اولاً قرار ترشيح احدهم او دعمه. طرح النقاش الذي بدأ ولم يكتمل، اشكالية القرار والالتزام، فالناخب الشيعي في زحلة يلتزم غالبيته قرارات القيادتين الحزبيتين الشيعيتين، لكن ماذا لو اتخذ ممثلوه المحليون المنتخبون قراراً؟ هل تلتزمه القيادتان، مع ما قد يسببه الامر من احراج بينهما؟ هذا ما لم يشأ ان يختبره المختارون، ممن حضروا ومن تخلفوا عن الحضور، وخصوصاً انه بالنسبة الى بعضهم الانتخابات ليست يقيناً ومثلها التحالفات، فلماذا تحمل من الآن تبعات اتخاذ موقف؟

فازت الاحزاب في انتخابات نقابة المحامين في بيروت وكادت ان تحقق فوزاً ساحقاً بفارق 65 صوتاً نالها المرشح المستقل وجيه مسعد بدعم من اصوات محامي "تيار المستقبل" وأصوات "قواتية".
وتصدرت هذا الفوز قوى 14 آذار بوصول اثنين من مرشحيها المحامي توفيق النويري من "المستقبل" الذي حلّ في المرتبة الاولى حاصداً 1770 صوتاً، والثاني المحامي فادي مسلم الذي نال 1641 صوتاً بفارق 129 صوتاً، وحل ثالثاً مرشح "التيار الوطني الحر" المحامي جورج نخله الذي نال 1527 صوتاً، بينما حلّ رابعاً المحامي مسعد ونال 1432 صوتاً. وحل المرشح المستقل جورج راغب حداد عضواً رديفاً ونال 1197 صوتا بفارق 77 صوتاً عن المرشح الثالث في لائحة 14 آذار المحامي روجيه خوري المدعوم من حزب الكتلة الوطنية.
وتشير النتائج الى ان المعركة كانت سياسية بامتياز وشهدت اصطفافاً حزبياً لا مثيل له، ضاعت بفعل ضراوتها اصوات المستقلين واختلطت بحابل المناصرين لكل من فريقي المنافسة في بهو قصر العدل: قوى 14 آذار وقوى 8 آذار. وبيّنت ان شبه اجماع النقباء السابقين للمحامين على مرشح مستقل لم يأت بالنتيجة المرجوة من خلال دعمهم المرشح حداد والمدعوم علناً من لائحة "التيار الوطني الحر" الى جانب المحامي طارق الخطيب المدعوم ايضاً من جانب لا بأس به من المحامين المستقلين ومرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي ميشال عاد.
وترجم حدة المعركة توافد المحامين بكثافة الى قصر العدل، خصوصاً العنصر الشبابي، وبلغ الزحف ذروته ظهراً قبيل اقفال صناديق الاقتراع، وتبين ان عدد المحامين الذين شاركوا في الانتخابات وأدلوا بأصواتهم وصل الى 4036. واظهرت نتائج الفرز التزام كل فريق لائحته الاساسية غير المكتملة. وتوزعت الاصوات بالنسبة الى المرشح الرابع في لائحة 14 آذار وذهبت في الغالب لمصلحة مسعد لقطع الطريق على لائحة 8 آذار ولا سيما المرشح السني الخطيب وتأمين فوز النويري.
وثمة تحالفات اظهرته نتائج الفرز من طريق تبادل الاصوات. فصوّت قسم من محامي حركة "امل" لمرشح "المستقبل" المحامي النويري في مقابل تصويت محامي "المستقبل" لمرشح الحركة في لجنة صندوق التقاعد المحامي علي فواز الذي فاز بعضوية هذه اللجنة. وتبعاً لذلك يمكن تفسير فارق الاصوات بين الفائز الاول النويري في لائحة 14 آذار ومرشح "القوات" الذي حل ثانياً. كما صوّت قسم من محامي "امل" للمرشح العوني المحامي نخله. ويمكن ملاحظة هذه المشاركة في فارق الاصوات بين نخلة والمرشح الثاني على لائحة "التيار الحر" المحامي الخطيب الذي نال 1110 أصوات.
وثمة مفارقة في هذه الانتخابات ان مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي المحامي نشأت حسنية ترك وحيداً في ساحة المعركة وحرمته القوى السياسية الفاعلة في المعركة الانتخابية من الطرفين اصواتها فنال 625 صوتاً. ووفقاً لنتائج عملية الفرز بات مجلس النقابة، الذي يتألف من 12 عضواً بمن فيهم النقيب، يتشكل من ثلاثة "قواتيين"، وعونيين اثنين، وعضو من كل "تيار المستقبل" وحركة "امل" وحزب الكتائب، واثنين مستقلين والنقيب.
ونال سائر المرشحين عبده لحود 961 صوتا، فادي حنين 884 صوتا، ميشال عاد 648 صوتا، سعيد علامة 581 صوتا، جورج نجم 143 صوتا، فادي معلوف 139 صوتا، محمد عفرة 135 صوتا. ووجدت بنتيجة الفرز 52 ورقة بيضاء. وألغيت 31 ورقة.
وصوّت المحامون في الجولة الانتخابية على خمسة مقاعد في لجنة صندوق التقاعد وفاز بها المحامون سمير شبلي 2017 صوتا، الكتائبي بيار الحداد 1691 صوتا، جوزف صفير 1456 صوتا، سعد رنو 1334 صوتا، ومرشح حركة "امل" فواز 1046 صوتا.
وكانت الجمعية العمومية للمحامين المسجلين في نقابة بيروت التأمت صباحا في دورتها الانتخابية الثانية برئاسة النقيب نهاد جبر وحضور النقباء السابقين للمحامين والاعضاء وسط تدابير امنية داخل قصر العدل ومحيطه تولتها مجموعة حماية قصر العدل بإمرة الرائد احمد حاج دياب. وبعد عملية الاقتراع اقفلت الصناديق عند الثانية عشرة والنصف. وأعلنت اولا نتائج انتخاب الاعضاء على شاشات عملاقة. وقرابة الرابعة والنصف اعلنت نتائج الفائزين لعضوية لجنة صندوق التقاعد. وعلى الاثر قال جبر للمحامين: "في كل ثالث احد من تشرين الثاني، تلقّنون الجميع درس الديموقراطية وتمارسون الحق الحضاري في الانتخاب الحر الخالي من كل ضغط إلا ضغط الضمير وحسن الاختيار. قلت العام الماضي في مثل هذا اليوم إنني نقيب المحامين الى اي جهة انتموا، ها انا اليوم ارحب بالاعضاء الجدد داعيا اياهم الى ان يكونوا ممثلين لمصلحة النقابة من دون سواها وارحب بهم في مجلسهم مرتدين الثوب الاسود خالعين ثوب السياسة عند دخولهم المجلس، هدفهم الوحيد المحامي ومصلحته".
وأضاف: "في مهرجان الحرية والديموقراطية اليوم (امس)، التي تنفرد نقابتنا باحيائه كل سنة، بانعقاد هذه الجمعية وباسمها احيي شعب غزة البطل ونضاله في وجه العدوان البربري الاسرائيلي. وادعو جميع النقابات وسواها من الجمعيات الناشطة مدنيا، كما اتحادات المحامين الدوليين في الخارج وخصوصا اتحاد المحامين العرب الى اتخاذ المواقف المعبرة عن التضامن مع الاخوة في غزة، نصرة لحق الانسان في العيش الكريم والحر في وطنه ومجتمعه، داعيا الزعامات والقيادات والمسؤولين، الى "التضامن بدل التنافر، والعمل لاخراج الوطن من مآسيه والنظر الى حالة شعبنا التي باتت تدمي القلوب". وعاهد على "ان نقابة المحامين في بيروت ستبقى القلعة المنيعة دفاعا عن الحريات والكرامة الانسانية والوطنية".
 

فازت "لائحة الضمير المهني" على نحو شبه كامل، المدعومة من قوى "14 آذار" برئاسة ربيع حسونة في انتخابات نقابة الصيادلة، إذ انعقدت امس الجمعية العمومية للنقابة لانتخاب نقيب و8 اعضاء للمجلس التنفيذي.
ونال حسونة 1790 صوتا في مقابل 1659 لمنافسه علي صفا الذي ترأس "لائحة حقوق الصيدلي" المدعومة من قوى "8 آذار". وفاز الى حسونة لعضوية المجلس التنفيذي من "لائحة الضمير المهني" دوري بدوره (1743 صوتا) وليليان صعب (1719) وندى سعاده (1702) ورنده عون 1679 وشادي ابي مالك (1678) وبسام حنينة (1676).
وفاز من اللائحة المنافسة "حقوق الصيدلي"، فادي خوري (1736 صوتا) وكريكور سحاقيان (1724).
وأكد حسونة: "ان المعركة كانت ديموقراطية بامتياز، وان الرابح فيها هي نقابة الصيادلة التي اكدت اليوم تضامنها وخطها الرسالي بعيدا من مهنة التجارة لتقديم الدواء السليم للمريض، عبر العلاقة الانسانية التي تحرص النقابة على اقامتها بين الصيدلي والمواطن وخصوصا المريض".

دعا عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي قوى 14 آذار الى "الحوار وحل المشكلات الاساسية من اجل وحدة متينة وقوية".
وقال خلال مجلس عاشورائي في بلدة كفرملكي: "نحرص على عودة الاخوة اللبنانيين بكل فئاتهم وأحزابهم وتياراتهم من 14 آذار وغيرها، ونقول لهم تعالوا نتحاور ونتلاق من اجل وحدة متينة قوية اثبتت جدارتها ونجاعتها بوجه العدو الصهيوني. هذه القوة تبنى من خلالها استراتيجية دفاعلية لنتمكن جميعاً من الدفاع عن وطننا، وكفى تشرذم وغرق في اتون الفتنة الطائفية والمذهبية. نقول لمن غرق ان كل الاموال التي تأتيكم لا تكفي لانقاذ لبنان في يوم من الايام بل ليست صالحة للدفاع عنه وهي ستعبث فيه اكثر فأكثر وتزرع الفتنة في وطننا لأن من لم يدفع الاموال في سبيل المقاومة ويدفع المال في زواريب داخلية لا يريد القوة انما يريد التفتيت والتشرذم والفرقة. وهذا امر سنبتعد عنه وندير له الظهر ونتنبه لمقاومة الظلم والعدوان الاسرائيلي، وهذا ما تعلمناه من الامام الحسين ومن حفيده الامام القائد السيد موسى الصدر".

 

كذلك ألقى عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" قبلان قبلان كلمة في مجلس عاشورائي في بدنايل، جاء فيها: "ان اسرائيل فشلت في لبنان رغم اسلحتها المتطورات، واليوم تعمل الى سلاح الفتنة، وهو أفتك سلاح يمكن ان يستعمل اذا انزلق اليه المجتمع. سلاح اسرائيل يمكن ان يجابه ويقاوم، اما سلاح الفتنة والشرذمة والتفتيت الذي يحاولون زرعه فهو اخطر سلاح يمكن ان يستعمل في المواجهة، واي انزلاق الى الفتنة هو خدمة مجانية للمشروع الاسرائيلي، ومن اجل ذلك نحن في مشروع المقاومة في "امل" و"حزب الله" والقوى الاسلامية آلينا على أنفسنا أن نواجه هذا المشروع والا ننزلق اليه (…)".
واكد عضو المكتب السياسي في الحركة محمد خواجة في كلمة ألقاها في مجلس اللبوة (بعلبك) "موقف الحركة الرد على الخطاب الفتنوي بخطاب توحيدي، لاننا لا نخاف على وحدتنا الوطنية والاسلامية، وقد تعلمنا في مدرسة الامام الصدر ووفق منهج الرئيس بري اننا متنازلون في الداخل من اجل مصلحة وطننا ووحدتنا، واي تنازل يكون لمصلحة الوطن وليس لمصحلة الأعداء".

اكد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش في مجلس عاشورائي في صور ان "من يشنون الحملات على المقاومة في لبنان وعلى الجمهورية الاسلامية في ايران باعتبار انها تريد استخدام القضية الفلسطينية وسيلة لنفوذها والمقاومة في لبنان لتعزيز دورها الاقليمي يرتكبون مغالطة (…) واذا كانت نصرة المقاومة تعطي نفوذاً، ففي امكانهم ان يحصلوا على هذا النفوذ بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين". اضاف: "في الحقيقة انهم يريدون ان يبرروا تقاعسهم، والا تدرك الشعوب حقيقة الصراع، واشغالها تارة بإثارة العصبية المذهبية وتارة بالحديث عن الفارسية والعربية، في حين انهم لا يتوسلون الا ارضاء السيد الاميركي والدفاع عن بقائهم على كراسيهم. ولولا وقوف الجمهورية الاسلامية في ايران بجانب المقاومة في لبنان ودعمها للمقاومة في فلسطين، لما تعرضت لما تتعرض له من حصار وضغوط وحروب تشن عليها بكل الوسائل (...)".

 

كذلك ألقى وزير الزراعة حسين الحاج حسن كلمة في مجلس في بلده النبي ايلا البقاعية جاء فيها "ان احياء عاشوراء ليس احياء مذهبياً او لقضية مذهبية، بل هو احياء لمعركة الحق ضد الباطل، وان ما حصل في كربلاء حدث اليوم على ارض الواقع في غزة (...)".
 

أنّى توجّهت في منطقة وادي التيم هذه الأيام، تطالعك خيم هنا وخيم هناك للعمال السوريين وعائلاتهم، منتشرة كالفطر في كل مكان، في محيط القرى وحقولها وبساتينها، إضافة الى البيوت المستأجرة والكاراجات التي تحولت بيوتاً للسكن، حتى أن عدد هؤلاء في بعض قرى الوادي بات يزيد عن عدد سكانها. وهؤلاء جميعاً خارج إطار اللاجئين الذين جرى احصاؤهم رسمياً والذين بلغوا حتى اليوم 115 ألفاً. صحيح أن معظم هؤلاء العمال يعملون حالياً في قطاف موسم الزيتون وفي المعاصر، إلاّ أن هذا الموسم ينتهي في كانون الأول المقبل ويبدأ فصل الشتاء البارد والمثلج وتتعطل معه كل الأشغال في هذه المنطقة الزراعية حتى نيسان المقبل، ومعها يتعطّل هؤلاء. فماذا يفعلون؟ وماذا تفعل الدولة بهم، خصوصاً أن عدداً منهم ألحقوا أولادهم بمدارس هذه القرى؟
إنها معضلة سنواجهها خلال الأشهر القليلة المقبلة، إذا لم تكن هناك خريطة طريق رسمية لمعالجتها، قبل أن تتحوّل هذه المناطق مشاعاً، خصوصاً بعدما تبين أن هؤلاء منقسمون سياسياً بين مؤيدين للنظام في سوريا وبين معارضيه.

أقام المستشار العام لــ"حزب الانتماء اللبناني" أحمد الاسعد مجلساً عاشورائياً في مكتبه في الحازمية، والقى كلمة، قال: "(...) نصيحتنا لحزب الله أن يقدم استقالته من صفة المقاومة التي أصبحت هي الأخرى مزورة، ليس لأن صلاحيتها انتهت فحسب، بل كذلك لأن الفساد بات معششاً على اطرافها وفي قلبها، ولأن وجودها اصبح هو الداء. فبدل أن يكون الشيعة في طليعة مشروع الدولة، ها هي الاحزاب التي تصادر قرارهم، تجعل منهم ورقة في يد النظام الايراني، وشبيحة في خدمة النظام السوري.
أما التوترات بين الشيعة والسنة والتي يحكى عنها فهي غير موجودة ولم توجد أصلاً، فالتوترات اليوم هي بين "حزب الله" وليس الشيعة من ناحية،وبين معظم اللبنانيين من ناحية أخرى.
اضاف: "يدور الجدل السياسي حالياً على ضرورة استقالة الحكومة والمجيء بحكومة بديلة. صراحة، نحن نعتقد أن اسقاط الحكومة ليس حلاً، وأن أي تغيير أساسي لن يكون ممكناً في هذه المرحلة، أياً يكن من يتولى السلطة حالياً في لبنان. وبالتالي، نرى ان لا جدوى فعلية من مطلب اسقاط الحكومة. وما نفع أن تتغير الحكومة، فيما السلاح غير الشرعي هو الحاكم الفعلي للبلد؟
لا يمكن أن تؤدي اللعبة السياسية الى اي نتيجة فعلية ما دام ثمة من يلعب بمصير البلد بسلاحه. ونحن متأكدون أن لا شيء يمكن ان يتغير في لبنان ما دام السلاح غير محصور في أيدي الجيش اللبناني.
وبالتالي، إن مطلب قوى 14 آذار يجب أن يكون اسقاط السلاح غير الشرعي، وليس مجرد اسقاط الحكومة، ففي هذا السلاح تكمن المشكلة الحقيقية للبنان، ووحده حل هذه المشكلة سيفتح فصلاً جديداً في تاريخ بلدنا (...)".
كذلك القى القاضي محمد هاني الجوزو كلمة وكان ممثلاً لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.

أمس كان موعد احتفالي لاقباط مصر وللأقباط المنتشرين في العالم، اذ نقلت الشاشات منذ السابعة صباحاً احتفال تولي الانبا تواضروس الثاني مقاليد البطريركية القبطية. الاقباط معروفون بأنهم شعب مصر القديم. ولكن ماذا عنهم في لبنان؟

قبل مئات السنين، وطئت أقدامهم أرض الفينيقيين ناقلين اليها حضارة فرعونية من قلب بلاد النيل الشاسعة الخصبة. كان حضورهم آنذاك نتيجة لتبادل تجاري بين البلدين. واليوم بعدما  بات لأحفاد الفراعنة المسيحيين طائفة معترف بها رسمياً في لبنان، يجد الأقباط فيه ملاذاً في ظلّ حكم "أخواني" وتأثير سلفي شديد يخشون بنتيجتهما على الحريات في مصر.
وفي وضع شائك يعانيه الأقباط في مصر منذ زمن بعيد، يأمل الأقباط في لبنان لا سيما مع تنصيب الانبا تواضروس الثاني بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ118، أن ينعم الله عليهم بدوام الإستقرار الذي لمسوه في لبنان. كيف يعيشون هنا؟ وكم يبلغ عددهم؟ وأي استقرار ينشدون؟
يعود الحضور القبطي الى العلاقات القديمة بين الشعبين المصري واللبناني، وثمة آثار فرعونية هنا تدلّ الى وجودهم. أما الأقباط الذين يقيمون حالياً في لبنان، فيُرجع راعي طائفة الأقباط الأرثوذكس في لبنان الأب رويس الأورشليمي، توافدهم اليه الى مرحلة ثورة 1952 المصرية عندما أمّم الرئيس جمال عبد الناصر بعض أملاك الأغنياء، فما كان من هؤلاء إلا أن غادروا مصر ولجأوا الى لبنان واستقروا فيه وهم يشكلون نسبة كبيرة من عدد الأقباط هنا، والباقون وافدون للعمالة في لبنان، وتؤدي الحرية الدينية هنا دوراً في استقطاب الأقباط بأعداد كبيرة على خلاف بقية الدول العربية، ففي لبنان نحو خمسة آلاف قبطي، ترعاهم كنيسة الأقباط الوحيدة في لبنان وهي كنيسة السيدة العذراء ومار مرقس الرسول للأقباط الأرثوذكس في جسر الباشا - سن الفيل"، مع الإشارة الى وجود كابيلا لهم في زغرتا ومدفن وحيد في منطقة الحدت، والعمل جار لتشييد دير لهم في منطقة البربارة في جبيل يضم كنيسة وقاعة للمحاضرات.
قسم من الأقباط نال الجنسية اللبنانية قديماً، وآخرون حازوها عام 1994 بموجب قانون التجنيس رقم 5274 الذي صدر في عهد الرئيس الياس الهراوي، وبقي عدد من الطلبات معلقاً بسبب الخلافات الكثيرة على قانون منح الجنسية اللبنانية. وعدد الأقباط المجنسين لبنانياً غير واضح تماماً، فوفق الأورشليمي "يوم صدور قانون التجنيس لم تكن الطائفة القبطية معترفاً بها في لبنان، ومعظم الأقباط حينها انضووا تحت لواء طوائف أخرى كالروم والكاثوليك والسريان والموارنة وغيرها، وبعد الاعتراف بالطائفة القبطية عام 1996، انتقل عدد من المجنّسين الى الطائفة القبطية وآخرون بقوا في الطوائف التي تسجلوا بها". ويقول راعي الأقباط إن "بعضهم متزوج من لبنانيات ولديهم إقامات زوجية ويشاركون في الحياة اللبنانية، ومثلهم الوافدون بداعي العمل ويحملون إقامات عمل". كما يلفت الأورشليمي الى أمنية غير المجنسين في الحصول على الجنسية اللبنانية لو أُتيحت لهم الفرصة.
 

الشماس إسحق حبشي قبطي مصري انتقل الى لبنان منذ أكثر من 12 عاماً ولم يحصل على الجنسية اللبنانية علماً أنه تقدّم بطلب لملحق التجنيس الذي صدر عام 1997، والى اليوم لم يبت الملف بعد. يتحدث حبشي عن وضعه بنوع من الرضى، فهو يعمل شماسا في الكنيسة القبطية وعضو في جمعية "عدل ورحمة" التي تُعنى بشؤون السجناء، وحاصل على اقامة لبنانية.
وماذا عن البقية؟ هل ينسحب رضى حبشي على جميع الأقباط في لبنان؟، "هم يعملون في مجالات شتى ويكافحون لتأمين معيشتهم وعائلاتهم، ويلقون معاملة أفضل من تلك التي يلقونها في بلدهم الأم. لديهم كمسيحيين مساحة الحرية التي ينشدونها، علماً أن الدولة لا تقدّم شيئاً الى الأقليات في لبنان وطوائف الأقليات المسيحية الستة ممثّلة بنائب واحد في البرلمان اللبناني على رغم المطالبات بتمثيل كل طائفة على حدة". وعن انعكاس أوضاع مصر في ظل حكم "الإخوان" وتنصيب البابا الجديد، يقول الاب رويس إن الوضع هناك لا ينعكس على وضع أقباط لبنان، "فالأقباط في مصر اعتادوا الجهاد والتحمّل، وهنا اعتادوا الحرية ولم يعودوا قادرين على العيش في مصر. انهم مرتبطون جذرياً بمصر لأن عائلاتهم هناك، لكن ثمة فصلا بين حياتهم في كلا البلدين ويفكرون في الاستقرار في لبنان". وفي ظل الظروف الراهنة مصرياً، يتوقع الأورشليمي لجوء المزيد من الأقباط الى لبنان.
وعما ينقص الأقباط في بلدهم الثاني، يطلب الأورشليمي من الدولة اللبنانية "أن تلقي بنظرة اهتمام على الأقباط هنا، فهم يعانون كثيراً في مصر ويقصدون هذا البلد فيحبون الاستقرار فيه. نأمل في تسهيل معاملاتهم في الأمن العام لناحية الإقامات، فمعظهم يدخل بتأشيرة دخول سياحية وهي بطبيعة الحال لا تخوّل حاملها حيازة إقامة في لبنان، على نقيض من يدخل خلسة وذلك صعب حالياً في ظل الحوادث التي تشهدها سوريا".
وإذ يقول حبشي إن الأقباط عموماً يلاقون ترحيباً في لبنان ويشعرون أنهم في بلدهم، مع تحفّظه عن التحدث عن التمييز في معاملة الأقباط مدرجاً إياه في خانة الاستثناءات القليلة التي تحصل في أي مكان، يشير الى أمر مهم بالنسبة إليهم وهو "عدم تمكّن الأقباط من الفئة الثالثة أي العمال المقيمين هنا وعددهم كبير، من دعوة عائلاتهم لزيارتهم، والذريعة عدم قدرتهم على إعالة أسرهم وتأمين مساكن لهم، في مقابل السماح بذلك لمن ينتمون الى الفئتين الأولى والثانية أي الأطباء والمهندسين". مع الإشارة الى أن حبشي مقيم مع زوجته وولديه في لبنان في شكل استثنائي بحكم عمله الكنسي.
 

أحفاد الفراعنة

كلمة قبط فرعونية مشتقة من "هاكبتاح" الهيروغليفية، اي اسم إله ممفيس وهي القاهرة حالياً، وبشطب الحرفين الأولين والحرفين الأخيرين منها يبقى "كبت" الإسم الذي كان يُطلق على شعب المنطقة المتعبّد لـ"هاكبتاح"، ومنه أُخذت كلمة "Egypt" التي أطلقها الإغريق على مصر وهي بدورها مشتقة من "مصرايم" ابن حام ابن نوح أول من سكن أرضها. وشعب "كبت" أي الأقباط اليوم، هم أحفاد الفراعنة وسكان مصر الأصليين وفقا لما يكرر راعي الأقباط الأورشليمي.

الطائفة 18
 

في أرقام غير رسمية، يُحكى عن ألفي قبطي في لبنان حصلوا على الجنسية اللبنانية في حين لا يزال ثلاثة آلاف آخرون ينتظرون التجنيس. وتجدر الإشارة إلى أنه في العام 1996، أصبحت الطائفة القبطية الطائفة رقم 18 بعد انضمامها الى الطوائف الرسمية المعترف بها، كما أصبحت طوائف الأقليات المسيحية ستة مع انضمام الأقباط الى السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك واللاتين والكلدان والآشوريين.

عكار - "النهار"
ذكر التقرير الاسبوعي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان عدد النازحين السوريين الى لبنان بلغ 122 ألفاً يتلقون الحماية والمساعدة من خلال الجهود التي تبذلها المفوضية والشركاء في الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ولفت التقرير الى ان 88794  نازحا سجلوا اسماءهم لدى المفوضية، وهناك  33,500 نازح  على اتصال بالمفوضية لتسجيل اسمائهم.
والنازحون وفق التقرير موزعون على الشكل الآتي : شمال لبنان 47116 نازحاً، البقاع 36175 نازحاً. في بيروت والجنوب وجبل لبنان: 5503 نازحين.
وفي التقرير الجديد ان معدل عدد النازحين الذين يصلون الى  لبنان كل اسبوع يفوق الـ 6 آلاف.

قد يشكّل التوافق السياسي المفاجئ الذي افضى الى تعيين هيئة إدارة قطاع النفط، الانطلاقة الفعلية لانضمام لبنان الى نادي الدول النفطية، ولا سيما ان المسوحات تُستكمل جنوبا وعلى طول الشاطئ، فيما اطلقت شركة "سبكتروم" اول جولة "رود شو" في الاسواق الخارجية.

رغم التحفظات التي عرقلت تعيين هيئة إدارة القطاع ورافقتها بعد ذلك، يستبشر اللبنانيون بتجاوز هذه "العقبة" التي من شأنها اعطاء إشارات إيجابية الى العالم مفادها تصميم لبنان على تكثيف خطواته نحو اكتشاف ثروته الغازية والنفطية، بدليل تعجيل خطواته في ظل توزع المهمات العملانية على اكثر من خط. فهل سيتيح التوافق السياسي على هذا الملف "نهاية سعيدة" في ظل تقديرات اولية ترجّح بأن نجاح لبنان في استغلال 90% من ثروته الغازية المقدرة بنحو 21,4 تريليون قدم (ما يعادل 3,5 مليارات برميل من النفط) في المناطق الممسوحة من "سبكتروم"، يكفيه لتوليد الطاقة لنحو 120 سنة؟
بعد نحو أسبوعين على تعيينها، باشرت هيئة إدارة قطاع النفط مهمتها التي ستتركز على اعداد سلسلة مشاريع مراسيم سترفعها الى وزير الطاقة جبران باسيل ليتولى بدوره رفعها الى مجلس الوزراء. وتتوزع المراسيم المطلوبة كالآتي:
1- مراسيم فنية وتقنية، مثل تقسيم البحر الى مربعات.
2- مراسيم بيئية تعنى بالصحة والسلامة العامة.
3- مراسيم تعنى بإدارة العائدات وأخرى ضريبية ومالية، لتحدد حصة الدولة ونسب الربحية للشركات وكيفية تسديد الضريبة وآليات الدفع.
4- مراسيم إدارية تختص بطريقة إدارة الشركات، حيال تمثيلها عبر فرع اجنبي او شركة أجنبية وسبل التعامل مع مراكز الشركات والسجل البترولي المختص بتسجيل حقوق الاستثمار والتطوير في قطاع النفط. ومعلوم ان لبنان قرر وفق قانون الإطار المختص بالأنشطة البترولية الصادر في تشرين الثاني 2011، ان يمنح حق استثمار كل مربع الى كونسورسيوم من 3 شركات تتعاون في ما بينها لتخفيف كلفة التنقيب والاستخراج، على ان تتوزع حقوق كل منها بحسب نسبة مشاركتها في مجال الاستثمار.
واذا كان وزير الطاقة اعلن ان الوزارة ستطلق دورة تراخيص اولى قبل نهاية السنة، فهل ستنجح الهيئة في امتحانها الاول وتعدّ كل المراسيم المطلوبة؟
تشير مصادر مطلعة الى أن معظم المراسيم أعدت مع قانون الإطار التنظيمي (تشرين الاول 2011)، وثمة نصوص أعدت مع الاستشاري النروجي، وتمت مراجعتها بدقة من استشاري ثان مستقل ومن الفريق الذي مثّل الوزارات المعنية (المال والبيئة والطاقة وفريق رئيس الحكومة)، وقد ترجمت الى العربية بما يسهل على الهيئة قراءتها ومراجعتها وتعديلها ان ارتأت ذلك، مما يعني انه يفترض الا تستغرق الكثير من الوقت لإصدارها، ولا سيما ان ثلاثة اعضاء من الهيئة (وسام الذهبي ووسام شباط وغابي دعبول) كان سبق لهم ان عملوا في اطار الاعداد للقانون قبل صدوره.
عمليا، بدأت الهيئة عقد اجتماعات مكثفة بعد التئامها للمرة الاولى اثر يومين على تعيينها، ويفترض ان تفنّد النصوص وتوافق عليها بعد اضافة كل تعديلات ممكنة قبل ان ترفعها الى وزير الطاقة. وستتولى الهيئة ايضا انجاز الاتفاق النموذج Exploration & Production Agreement   يحكم العلاقة بين الدولة والشركات النفطية، والذي انجز بالتعاون مع الاستشاري النروجي وآخر والفريق الوزاري، وسيكون له دور اساس في جولة التراخيص لانه يحدد شروط استدراج عروض الشركات الاجنبية.
وتعوّل المصادر على التزام مهلة نهاية السنة لاطلاق دورة التراخيص، الامر المنوط بمجلس الوزراء في استحقاق مهم يجب الا تعوّقه الخلافات السياسية او البيروقراطية الادارية، لان الشركات الاجنبية كانت تدرك عدم جدوى اي دورة للتراخيص من دون تعيين هيئة القطاع. أما وقد انجزت الحكومة هذا الاستحقاق، فيفترض الا تتأخر في ارسال اشارات جدية الى المجتمع النفطي محافظة منها على الجدية في التعامل مع هذا الملف، وايضا على الثقة بان القطار النفطي انطلق فعلا في لبنان.

 

وعلى خط آخر، تستكمل وزارة الطاقة عمليات المسح البحرية بعد انجاز اكثر من ثلثي المنطقة الاقتصادية الخالصة، وقد بدأت باستكشاف المساحة المتبقية منها والبالغة نحو الف كيلومتر مربع لتغطي بذلك طول الحدود الجنوبية من العقد الموقع مع "سبكتروم". في اواخر شباط 2013، يكون لبنان مسح اكثر من 60% من المياه الثلاثي الابعاد. واستكمالا، كلفت الوزارة شركة PGS مسح المنطقة المحاذية للشاطئ والتي يراوح عمقها بين 800 و1200 مترا، وعلى مساحة 2100 كيلومتر مربع، علما ان المسح سيبدأ منتصف كانون الاول ويحتاج الى شهرين لانجازه بغية تجهيز المعلومات اللازمة مع بدء دورة التراخيص.

 

وكانت "سبكتروم" اعلنت النتائج الاولية لمسوحاتها الزلزالية الثلاثية والثنائية البعد في المنطقة الاقتصادية من الخالصة، في تقرير قدمته في 17 تشرين الاول في لندن خلال ندوة متخصصة.
لكن، ثمة تحفظات عن تلك النتائج، اذ رغم كونها واعدة وتؤكد دراسات وزارة الطاقة التي اختارت لذلك اجراء مسح ثلاثي البعد بعد اول ثنائي، يجب عدم اغفال رغبة "سبكتروم" في تسويق المعلومات الى اكبر عدد ممكن من الشركات، اضافة الى ان تحليل المعلومات لنحو 2300 كيلومتر مربع تحتاج عادة مع اي استشاري خبير الى ما بين 3 و4 اشهر، بينما استطاعت "سبكتروم" انجازها في خلال اسبوعين. ورغم ذلك، لا يمكن التأكد من وجود كل الكميات المرصودة الا بعد بدء عملية التنقيب.
في المقابل، لا بدّ من الاقرار بأن "سبكتروم" تستند الى تشبيه المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان بمناطق اسرائيل، اذ ان الطبقات الجيولوجية شبيهة بمثيلاتها في حقل تمار في اسرائيل ولا سيما لجهة طبيعة الخزانات النفطية  Stratigraphic Trap، علما ان سماكة الترسبات Sediments في الجزء الشمالي من حوض شرق المتوسط (المياه اللبنانية) تفوق ما هو موجود في جنوبها. علما ان تحليل بيانات "سبكتروم" غطى طبقة جيوليوجية واحدة انجزت بسرعة، بينما تعمل وزارة الطاقة على درس 6 طبقات مختلفة والتي لم تؤكد بعد حجم الثروات، مما يعني احتمال وجود مخزون اكبر مما قدّرته "سبكتروم".
في اي حال، فان دراسات "سبكتروم" تتحدث عن مخزون غاز في المناطق الممسوحة منها بكميات تصل الى 21,4 تريليون قدم مكعب او ما يعادل بالحجم نحو 3,5 مليارات برميل نفط وفق معادلة 6 آلاف قدم مكعب تساوي برميل نفط. لذا، يقول الخبراء ان انتاج 90% من الغاز الموعود الذي مسحته "سبكتروم" ضمن 2000 كلم2 في الجنوبية الغربية من اجمالي 22,700 كيلومتر مربع للمياه الاقتصادية اللبنانية (لاستحالة انتاجه كليا بحسب التجارب العالمية)، يكفي حاجة لبنان لانتاج الطاقة لنحو 120 سنة. فهل يتحقق حلم لبنان مع الوصول الى تلك المرحلة؟