مشاريع سياحية عملاقة: السعودية تسعى لمكان على خريطة السياحة العالمية...

تاريخ الإضافة الإثنين 15 أيار 2023 - 4:28 م    عدد الزيارات 429    التعليقات 0

        

مشاريع سياحية عملاقة: السعودية تسعى لمكان على خريطة السياحة العالمية...

تساعد السياحة على إعادة تموضع وتشكيل السعودية، لأنها تساعد على تنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد على النفط.

معهد دول الخليج العربية في واشنطن...تشارلز فيليبس

تشارلز فيليبس هو باحث ومستشار مستقل متخصص في التنمية المستدامة في دول الخليج العربية.

يعد القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية محوريًا في خطط رؤية 2030 لتحويل وتنويع اقتصادها. ومع وجود المناظر الطبيعية المتنوعة، ومجموعة من المواقع التراثية قيد الاستكشاف، تهدف المملكة إلى جذب السياح الدوليين الذين ينشدون الترفيه، وتحقيق زيادة كبيرة في عدد السياح المحليين الذين يتنقلون في أرجاء البلاد. كما أن السعودية تخطط لتوسيع السياحة الدينية بشكل ملحوظ.

أهداف طموحة

ذكر وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن المملكة تخطط لاستثمار ما يزيد عن تريليون دولار في قطاع السياحة على مدى السنوات العشر القادمة. وتهدف الحكومة لزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3% في عام 2018 إلى أكثر من 10% بحلول 2030، وتوفير مليون فرصة عمل جديدة في القطاع، فرص العمل هذه ضرورية نظرًا لتزايد أعداد الشباب الباحثين عن العمل في السعودية.

كما وضعت المملكة هدفًا لجذب 100 مليون زيارة سياحية سنويًا بحلول عام 2030. ويشمل هذا 45 مليون زيارة محلية، و55 مليون زيارة دولية. والأهم من ذلك، أن وزارة السياحة تستخدم الزيارات كمعيار رئيسي بدلاً من عدد الزوار، أو الوافدين الدوليين، الذي يعتبر المعيار المعتمد في قطاع السياحة. قد يقوم أحد الزوار بعدة زيارات، علمًا بأن الزيارة يجب أن تكون إقامة لليلة لكي يتم احتسابها. مثلاً، الشخص الذي يزور عشرة مواقع في البلد خلال الرحلة يتم احتسابها عشر زيارات.

وحسب تقرير Lucidity Insights، فإنه بحلول عام 2030، من المتوقع أن تكون 50% من الزيارات للمملكة لغرض الترفيه، يليها 32% للسياحة الدينية، و10% لزيارة الأصدقاء والأقارب، و9% زيارات أعمال. ولأغراض المقارنة، في عام 2019، كان هناك 45 مليون زيارة: 40% منها كانت سياحة لغايات الترفيه، و38% كانت سياحة لغايات دينية، و13% لأغراض زيارة الأصدقاء والأقارب، و9% كانت زيارات عمل.

في هذا الإطار، استقبلت السعودية 17.5 مليون سائح دولي عام 2019. فرنسا، التي تعتبر الأولى في السياحة الدولية، استقبلت 91 مليون زائر دولي في عام 2019. ما يزيد عن النصف (9.3 مليون) من الزوار الدوليين للسعودية عام 2019 كانوا حجاجًا ومعتمرين. هؤلاء الحجاج والمعتمرون الدوليون شكلوا حوالي 40% من حوالي 22 مليون حاج ومعتمر زاروا مكة في عام 2019. النسبة الأخرى هي 60% كانوا حجاجًا ومعتمرين محليين. إن التوسع في إطار الحج يشكل واحدًا من أولويات المملكة. لقد وضعت السعودية هدفًا لها لاستضافة 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030، وهذا وارد ضمن هدفها الشامل المتمثل في 100 مليون زيارة سنويًا.

هل يمكن تحقيق ذلك؟

بالنسبة لدولة بدأت في استخدام التأشيرات السياحية عام 2019، فإن أهداف قطاع السياحة طموحة إلى أبعد حد. وعلى الرغم من حالة التشكيك، فإن السعودية تسير في طريقها لتحقيق أهدافها السياحية، ومن المتوقع أن تتجاوز الكثير من هذه الأهداف. لقد تم فعليًا تجاوز أهداف السياحة الداخلية بشكل كبير. كان للعديد من السكان السعوديين خيارات سفر دولية قليلة في ظل قيود السفر المفروضة بسبب جائحة كورونا، وكان لديهم فضول للتعرف على البلاد مع افتتاح وجهات سياحية جديدة.

حسب وزير السياحة، سجلت الدولة 93.5 مليون زيارة سياحية عام 2022، بما فيها 77 مليون زيارة داخلية و16.5 مليون زيارة دولية، كانت الكويت والبحرين وباكستان ومصر وإندونيسيا والهند من بين البلاد الرئيسية للسياحة القادمة للمملكة. في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2022، حققت السعودية أعلى نسبة تغير سنوي في عدد الوافدين الدوليين بين دول مجموعة العشرين. وذكر وزير السياحة في يناير/كانون الثاني أن الدولة تهدف لجذب 25 مليون زيارة دولية عام 2023.

مع قيام الصين بتخفيف قيود فيروس كورونا على السفر الدولي، يمكن للسياح الصينيين أن يشكلوا في نهاية المطاف نسبة كبيرة من الزيارات الدولية للمملكة. ومن المحتمل تعديل العديد من الأهداف الرسمية للسياحة للبلاد، والتي كانت قد أعلنت عنها بعد إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، نظرًا للنجاحات الأخيرة.

الوجهات السياحية

تم طرح تساؤلات حول إمكانية السعودية في تقديم مشاريع لوجهاتها السياحية الطموحة. ومع ذلك، هناك تقدم ملموس يتم تحقيقه، والتقدم يسير كما ينبغي للاستعداد لتدفق أعداد كبيرة من السياح. في واحدة من أولى الإشارات الرئيسية الكبيرة على التقدم، تم إصدار لقطات بطائرة مسيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2022 تظهر أعمال حفر كبيرة جارية للتحضير للبناء في موقع مدينة نيوم، وهي منطقة مستقبلية قيد التطوير في شمال غرب المملكة. هذا التحديث كان مرحبًا به من دولة تبدو فيها التطورات غامضة للمراقبين الأجانب في كثير من الأحيان. يوجد الكثير من الأمثلة على التقدم الملموس في المشاريع في أرجاء المملكة، وبدأت بعض الوجهات فعليًا باستقبال السياح.

العلا 2020

كانت العلا هي أول وجهة سياحية رئيسية يتم افتتاحها في المملكة، وهي واحة قديمة ومنطقة أثرية في شمال غرب السعودية. تشكل المنطقة موطنًا للمقابر المنحوتة في الصخر وواحات النخيل والمناظر الطبيعية التي تشبه موقع البتراء الأثري المعروف في الأردن وصحراء وادي رم المجاورة. كانت العلا معبر رئيسي على طريق تجارة البخور القديم. تشتمل المواقع العديدة في المنطقة على القبور النبطية في منطقة الحجر (المعروفة أيضًا بـ “مدائن صالح”)، والتي تم تصنيفها كأول موقع للتراث العالمي لليونيسكو في المملكة عام 2008.

شكلت الحكومة الهيئة الملكية لمحافظة العلا في عام 2017 للمحافظة على المنطقة وتطويرها. وبعد إغلاقها في وجه الأجانب بشكل كبير ولسنوات عديدة، بدأت العلا في استقبال الزوار عام 2020. ومنذئذٍ، تم افتتاح عدد من الفنادق والمخيمات الراقية، ويستقبل مطار العلا، الذي تم تأهيله حديثًا، رحلات منتظمة من باريس ودبي. وتهدف محافظة العلا لجذب مليوني سائح في العام مع حلول عام 2035. وكمؤشر على الاهتمام المتزايد بالمنطقة، فقد اختارت مجلة كوندي ناست ترافيلر (Condé Nast Traveler) العلا لتكون واحدة من “عجائب الدنيا السبع” لعام 2023.

الدرعية 2022

في ديسمبر/كانون الأول 2022، بدأ مشروع الدرعية السعودي العملاق في استقبال الزوار لوجهاته الأولى. مدينة الطريف التي بنيت في القرن الثامن عشر من الطوب اللبن، والتي صنفت كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 2010، ومنطقة المطاعم الفاخرة المجاورة لـ مطل البجيري. الدرعية، التي هي في الأصل واحة تقع على بعد 11 ميلاً شمال غرب الرياض، كانت موطن الأسرة السعودية. توجد حاليًا على الحافة الغربية لمدينة الرياض الحديثة، والتي توسعت بسرعة خلال العقود الأخيرة. في مدينة الطريف، توجد بقايا القصور الملكية والمساجد والمنازل، وتوجد فيها المتاحف والتجارب التفاعلية التي تبرز التاريخ السعودي.

تتولى هيئة تطوير بوابة الدرعية وشركة الدرعية قيادة وادرة هذا المشروع، والذي سيكون بمثابة مشروع متعدد الاستخدامات له طبيعة ثقافية وتراثية وعصرية، ويمتد على حوالي 5.4 ميل مربع. هناك العديد من المناطق الحديثة في الدرعية قيد الإنشاء حاليًا، ومن المتوقع أن يتم افتتاحها على مراحل حتى عام 2030. سيتم إنشاؤها على الطراز المعماري العربي النجدي التقليدي، وستكون معظم المنطقة صديقة للمشاة. عند اكتمال المشروع، من المتوقع أن تكون الدرعية أكبر مدينة مبنية من طوب اللبن في العالم.

تمثل الدرعية حقبة جديدة للمملكة يجتمع فيها المستقبل والماضي، بينما تعيد الدولة تصورها لسرديتها الوطنية ومكانتها في العالم. الموقع هو في قلب الهوية الوطنية السعودية الجديدة التي برزت خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى هذا المنوال، يتم الترويج للدرعية على أنها أيقونة وطنية. كما أن هناك تركيزًا فيها على الاستدامة بشكل كبير، من خلال شعار “مدينة الأرض”. يسعى القائمون على التطوير لجعل الدرعية مكانًا منتظمًا لتجمع سكان الرياض، حيث حددوا هدفًا لجذب 27 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030. لا تمثل السياحة الهدف الوحيد، وسيشمل التطوير أكثر من 18 ألف وحدة سكنية راقية، إضافة لمحلات البيع بالتجزئة والمكاتب الواسعة.

البحر الأحمر 2023

من المقرر افتتاح أول الفنادق ضمن مشروع وجهة البحر الأحمر في عام 2023، والذي هو قيد التطوير على طول الساحل الشمالي الغربي للسعودية. يتمركز المشروع حول بحيرة الوجه، والتي بها رابع أكبر حاجز للشعاب المرجانية في العالم، وتشتمل على أرخبيل مكون من 90 جزيرة. كذلك، فإن الموقع الذي تزيد مساحته على 10800 ميل مربع يشتمل على صحراء شاسعة ومناظر بركانية. بحلول عام 2030، من المتوقع أن يتم تطوير 22 جزيرة وبناء 50 فندقًا. وخلافًا لعمليات التطوير في دبي، فإن هذه الجزر طبيعية، ويعمل المشروع على التركيز بشكل كبير على الحفاظ على البيئة، وتحسين الحياة البحرية المحلية.

تتولى مسؤولية المشروع شركة البحر الأحمر الدولية، وهي تهدف لاستقبال مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030. تشير تقارير متابعة التقدم التي صدرت في ديسمبر/كانون الأول 2022 إلى أن أكثر من 400 ألف لوح شمسي قد تم تركيبها في مزرعة الألواح الشمسية في المنطقة، وأظهرت صور فبراير/شباط اكتمال المدرج في مطار البحر الأحمر الدولي الجديد. في مارس/آذار، نشرت شركة البحر الأحمر الدولية فيديو لعدد من الفلل المستقبلية على شكل كبسولات يتم تركيبها على إحدى الجزر.

تعمل شركة البحر الأحمر الدولية على تطوير مشروع أمالا الذي يمثل وجهة ساحلية فخمة تقع على بعد حوالي 80 ميلاً شمال البحر الأحمر. سيشمل ذلك منطقة مساحتها 1500 ميل مربع، ومن المقرر افتتاح المرحلة الأولى للمشروع منتصف عام 2024.

حصلت نيوم على أكبر قدر من الاهتمام الدولي من بين كل المشاريع السعودية العملاقة. بامتدادها على 10 آلاف ميل مربع، فإن المنطقة الجديدة تساوي تقريبًا مساحة بلجيكا، وهي أكبر من الكويت. للمشروع مجموعة من الأهداف، بما فيها تطوير الصناعات المستقبلية والطاقة النظيفة والابتكارات في الحياة الحضرية. تهدف نيوم لأن تصبح وجهة سياحية رئيسية، وتسوق نفسها على أنها “المشروع السياحي الأكثر طموحًا في العالم”.

كما هو متوقع، أثار مستوى الطموح الذي يميز المشروع نوعًا من التشكيك، ومع ذلك فإن أعمال التطوير تتواصل. في يناير/كانون الثاني، أصدر مخططو نيوم أول فيلم عن التقدم في المشروع يعرض لقطات لأعمال ضخمة تجري في أربعة مواقع رئيسية للمشروع العملاق في المنطقة: ذا لاين وتروجينا وسندلة وهاكاثون أوكساچون. وعلى الرغم من عدم اكتمال نيوم، إلا أنه يمكن زيارتها. وتقدم شركة السعودية للطيران رحلات مباشرة حاليًا من مطار خليج نيوم إلى دبي ولندن.

ستكون جزيرة سندلة منتجعًا فاخرًا والوجهة الأولى التي سيتم افتتاحها في نيوم عام 2024. أما تروجينا، المقرر اكتمال العمل فيها في 2026، فستكون وجهة سياحية جبلية في وسط نيوم. سوف تشتمل على بحيرة صناعية ضخمة للمياه العذبة، وقرية تزلج شتوية في الهواء الطلق، والتي ستكون الأولى في منطقة الخليج. بشكل عام، يوفر المناخ البارد والمرتفعات الجبلية درجات حرارة متجمدة وسقوط ثلوج خفيفة في الشتاء. بمساعدة الثلج الصناعي، الذي يقوم الفنيون في نيوم باختباره في الموقع، من المقرر أن يمتد موسم التزلج الرئيسي في هذه الوجهة من ديسمبر/كانون الأول إلى مارس/آذار. ومن المقرر أن يستضيف الموقع الألعاب الشتوية الآسيوية في 2029، ويهدف إلى أن يصل لـ 700 ألف زائر بحلول 2030.

من المتوقع أن تكون ذا لاين المصممة على شكل مدينة خطية طولها يزيد على 100 ميل، وارتفاع 500 متر وعرضها 200 متر، منطقة جذب فريدة للسياح. وستشتمل هاكاثون أوكساچون، مركز نيوم الصناعي وميناؤها الرئيسي، على أكبر هيكل عائم في العالم. أيضًا، تعتبر منطقة نيوم موطنًا للمحميات الطبيعية والمواقع الأثرية القديمة، مثل مقابر مدين.

وجهات سياحية وفرص ترفيهية أخرى

تسعى عدد من الوجهات السياحية الأخرى إلى جذب السياح، بما فيها البلدة القديمة في جدة (البلد)، وواحة الأحساء في المنطقة الشرقية (وهي أكبر واحة مكتفية ذاتيًا في العالم)، والباحة (وهي منطقة وادي غابات شاهقة الارتفاع وموطن للقلاع الحجرية التاريخية)، وجبل سوداح (وهو أعلى قمة في المملكة على ارتفاع 3015 مترًا)، ومزارع المدرجات الجبلية في الجنوب.

تعمل السعودية على إطلاق العديد من المشاريع الترفيهية المتوقع لها أن تجذب السياح. وتشمل هذه المشاريع قدية، وهي مدينة ترفيهية ضخمة قيد الإنشاء قرب الرياض، ومهرجانات المواسم السعودية في أرجاء البلاد، ومهرجان ساوند ستورم للموسيقى الراقصة الإلكترونية السنوي الذي تنظمه شركة ميدل بيست، والأحداث الرياضية العالمية، مثل سباق الجائزة الكبرى للفورميولا ون، وبطولة العالم للملاكمة في الوزن الثقيل.

السعودية كوجهة سياحية

ساعدت الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية البارزة في السنوات القليلة الماضية في السعودية على تحسين مكانة السياحة، وتسهيل السفر لكل من الزوار المحليين والدوليين. شمل ذلك تحولاً كبيرًا في معايير النوع الاجتماعي، وتوسعًا جوهريًا في حقوق المرأة مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل خمس سنوات فقط (لقد خصص موقع روح السعودية الحكومي “Visit Saudi” الآن نصائح للمسافرات بمفردهن)، إضافة لتخفيف الكثير من الممارسات والتقاليد المشددة (وشمل ذلك إلغاء الشرطة الدينية في البلاد.) أيضًا كانت هناك زيادة في التدريب ومشاركة القوى العاملة المحلية في القطاع السياحي. وبرغم ذلك، فهو لا يزال قطاعًا وليدًا، وسيكون هناك حاجة إلى قدرات تدريبية وبنية تحتية أكبر من أجل توفير كل الخدمات والنقل والإقامة اللازمة لأعداد كبيرة من السياح. تتضمن التطورات الحديثة الأخرى إطلاق سلسلة من التوسعات الشاملة في المطارات، والإعلان عن شركات طيران جديدة – شركة طيران الرياض.

إن العمل على تحسين الفهم المتعلق بالوجهات السياحية المختلفة في البلاد سيكون مهمًا لإعادة تشكيل التصورات عن السعودية كوجهة سياحية، ومفتاح لجذب المزيد من الزوار الدوليين. سيكون نقل ثراء السعودية الثقافي وتراثها للعالم أمرًا مهمًا، خصوصًا أنه كان ينظر لها لمدة طويلة على أنها مجتمع مغلق نسبيًا ووجهة غير معروفة. لقد تم تحقيق تقدم تدريجي في هذا الصدد. وفي دفعة لمكانتها كلاعب سياحي دولي ووجهة تراثية، تم انتخاب السعودية، في يناير/كانون الثاني لترأس لجنة التراث العالمي لليونيسكو لعام 2023.

إن شكل المنافسة مع الوجهات الإقليمية الأخرى، مثل منطقة الجذب السياحي الشهيرة دبي، سيبقى يشكل سؤالاً رئيسيًا. يمكن للمملكة هنا أن تركز على مزاياها التنافسية. أحد الأشياء التي تجعل الوجهات السياحية السعودية متميزة هو التركيز القوي على الطبيعة والتراث. بصفتها الدولة الـ 13 الأكبر عالميًا، فإن الوجهات السياحية في السعودية تقدم تنوعًا مهمًا للغاية، يتمثل في مناظر طبيعية متنوعة عبر مساحة هائلة الاتساع من الأرض اليابسة.

في نواحٍ كثيرة، لا تستطيع السعودية تحمل الفشل في استراتيجيتها للتنويع الاقتصادي. تواجه المملكة مستقبلاً سوف يتسم في نهاية المطاف بتراجع الطلب الدولي على النفط وأسعار أقل للنفط. هذه الحقيقة تشير لأهمية الدفع بقطاع السياحة في البلاد للأمام، ويفسر اهتمام الحكومة الجدي بشأن مثل هذه المشاريع الطموحة جدًا، والمضي قدمًا لتحقيقها. يمكن لهذه المشاريع أن تضع السعودية على خريطة السياحة العالمية وتجعلها وجهة ضرورية للزيارة. ومع ذلك، للنجاح في جذب أعداد كبيرة من السياح الدوليين خلال السنوات القادمة، ستحتاج السعودية للتركيز على مزاياها التنافسية، والاستمرار في تهيئة السياق لاستقبال تدفق جديد من الزوار.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,198,324

عدد الزوار: 6,940,108

المتواجدون الآن: 130