القصة الكاملة لـ«الحراك الجنوبي» في اليمن (1) ـ
لقاء «التسامح والتصالح» للفرقاء الجنوبيين الذي تحول إلى «الحراك»
«الشرق الأوسط» تزور الضالع «البؤرة الملتهبة» للمشاكل في جنوب اليمن
صنعاء: عرفات مدابش
بعد توحد شطري اليمن، الشمالي والجنوبي، في 22 مايو (أيار) عام 1990، شهد البلد الموحد ازدهارا ونهضة وحركة تنقلات بين ضفتي الوطن، أولا عبر البطاقة الشخصية، ثم من دونها، ولم يستمر «شهر العسل الوحدوي»، سوى عام أو ربما عامين، قبل أن تدخل البلاد في أزمة سياسية عاصفة، تخللتها موجة اغتيالات لقيادات في الطرف الجنوبي أو الحزب الاشتراكي اليمني، خلفت حينها أكثر من 150 شخصية سياسية وعسكرية وأمنية وحزبية وغيرها، وما لبثت الحرب الأهلية أن اندلعت في 27 ابريل (نيسان) عام 1994، بين شريكي الوحدة؛ المؤتمر الشعبي العام (الشمالي) والحزب الاشتراكي اليمني (الجنوبي)، الأول بزعامة الرئيس علي عبد الله صالح، والثاني بزعامة نائبه، بعد الوحدة، علي سالم البيض، والأول تحالف معه واصطف إلى جانبه حزب التجمع اليمني الإسلامي، المعارض حاليا، المشارك، حينها، في حكومة ائتلافية تتكون من الأحزاب الثلاثة، آنفة الذكر.
حرب «الإخوة - الأعداء»، مالت كفتها لصالح الطرف الشمالي الذي ناصره الإسلاميون من مختلف الاتجاهات، في ظل العداء، حينها، للاشتراكية أو بقاياها، ليس في اليمن فحسب، بل في كل بلدان العالم. انتهت الحرب، وفرَّ الكثير من قادة الحزب الاشتراكي إلى الخارج، وبسطت الحكومة اليمنية السيطرة على الجنوب، غير أنه، وبعد نحو 11 عاما على تلك الحرب، ظهرت حركة سياسية وشعبية، هي - ما يسمى اليوم - بالحراك الجنوبي، وجغرافيتها، من حيث التسمية، المحافظات اليمنية الجنوبية السبع بعد الوحدة، الست قبلها.
هذا الحراك، بدأ فعليا في يناير (كانون الثاني) 2007 بعقد لقاء أو اجتماع ضم شخصيات من تلك المحافظات (عدن، لحج، أبين، الضالع، شبوة، حضرموت، المهرة)، وعقد ذلك اللقاء في جمعية ردفان الأهلية في مقرها بمدينة عدن، العاصمة السابقة لدولة الجنوب التي كانت تعرف باسم «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية»، في حين كانت دولة الشمال أو الشطر الشمالي يعرف بـ«الجمهورية العربية اليمنية»، قبل أن يطلق على الدولة الموحدة اسم «الجمهورية اليمنية».
تلك الشخصيات التي ضمها الاجتماع، كانت مناطقها، في السابق، مختصمة في ما بينها، وتقاتلت في عدة حروب أهلية، كان آخرها في يناير (كانون الثاني) عام 1986، وقد أطلق على ذلك الاجتماع تسمية «لقاء التصالح والتسامح»، ثم تلته عدة لقاءات مماثلة في مناطق كثيرة، هدفت إلى تصفية النفوس لدى الجنوبيين اليمنيين، مما يجيش بها من آثار الحروب والنزاعات السابقة.
لكن الخطوة لم تتوقف عند هذا الحد، بل بدأ الحراك الجنوبي في التشكل عبر خطوات متتالية، فبعد لقاءات التصالح والتسامح، بدأت الشخصيات والقوى التي تقف وراءه، بابتكار الكثير من الأساليب من أجل الوصول إلى المبتغى، فقد شكلت، في البدء، جمعيات للمتقاعدين العسكريين والمدنيين الذين كانوا يشكلون حجر الزاوية في الدولة اليمنية الجنوبية، ثم جمعيات العاطلين عن العمل، وجمعيات للشباب العاطلين، وهلم جرا..
وفي مارس (آذار) عام 2007، تشكل الحراك الجنوبي في صورته الحالية، ومطالبته بما يسميه «فك الارتباط» بين الشطرين الموحدين في مايو (أيار) 1990، وهو مطلب تصفه صنعاء بأنه «مطلب انفصال»، وهذا الحراك بدأ بسيطا ثم تطور وكبر ونما حتى وصل إلى صورته الحالية، وهي: الاشتباكات المسلحة المتقطعة، التظاهرات الأسبوعية، فكل يوم خميس يتظاهر أنصار الحراك بمناسبة ما سموه «يوم الأسير الجنوبي»، وأيضا للمطالبة مجددا بـ«فك الارتباط»، وبعد عدة محاولات لاختبار مدى التجاوب الشعبي، في جنوب اليمن، مع الإضراب العام والعصيان المدني، جرت تسمية يوم الاثنين من كل أسبوع بـ«يوم للعصيان المدني» من أجل «رفع الحصار عن محافظة الضالع»، المحاصرة أمنيا حاليا. ويتكون «الحراك الجنوبي» في اليمن، من عدة قوى وفصائل رئيسية، هي: المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب، ويضم عدة فصائل بداخله.
الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب.
المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب.
التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج).. في الخارج.
اتحاد شباب وطلاب الجنوب.
وتعد محافظة الضالع التي تبعد عن العاصمة صنعاء بنحو 240 كلم جنوبا، من أكثر البؤر الساخنة في الصراع الدائر في جنوب اليمن، وللحراك الجنوبي تواجد، وهذا ما لمسته «الشرق الأوسط» خلال زيارتها إلى المحافظة أخيرا، كأول وسيلة إعلامية عربية دولية تدخل إلى المحافظة التي تشهد اضطرابات، منذ عدة أشهر.
فعندما اتجهنا بسيارة الأجرة، نحو المحافظة، كان الطريق الذي يمتد من العاصمة صنعاء حتى مدينة يريم في محافظة إب، وهو نصف المسافة إلى الضالع تقريبا، كما هو عليه دائما، مكتظا بالسيارات والشاحنات المغادرة من صنعاء والمتجهة إليها، إلى حد الزحام. غير أنه، وبمجرد أن تنعطف يسارا من مدينة يريم باتجاه الضالع، يتغير المشهد تماما، تبدأ حركة مرور السيارات تقل بصورة تدريجية وغير معتادة في هذا الطريق الذي ينتهي في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، فعلى الرغم من أن عدن هي الميناء الأكبر في البلاد، والمنطقة الحرة والعاصمة الاقتصادية، فإن حركة مرور السيارات وشاحنات نقل البضائع وغيرها نحو صنعاء، أصبحت شبه مشلولة في هذه الطريق بعد أن تزايدت الأوضاع سخونة في الجنوب، وخلال الساعتين من السفر من يريم نحو الضالع، لم نشاهد، ربما، سوى سيارة «بيجو» واحدة، ومثل هذه السيارات الشائع استخدامها في اليمن لنقل الركاب، لا تقر ولا تتوقف، وهي تتنقل بين المحافظات ليل نهار، وعلى جميع الطرق، ومنها هذا الطريق.
ومع التصعيد الحاصل في الجنوب، وتحديدا في محافظة لحج التي تعرض فيها الكثير من المسافرين من أبناء المحافظات الشمالية تحديدا، لأعمال قتل ونهب، وكذا طرد تجار وعمال «شماليين» من مدن المحافظة وإحراق محلات بعضهم، فضل معظم المسافرين وسائقو وسائل النقل العامة والخاصة التجار، السفر من صنعاء إلى عدن والعكس، عبر طريق «سمارة»، أي عن طريق محافظة تعز، رغم المسافة المضاعفة.
هاجس الخوف من السفر شمل محافظة الضالع أيضا، رغم أن أبناء الضالع ينفون قطعيا أن يكون أي مواطن «شمالي»، قد طرد من المحافظة أو تمت مضايقته من قبل عناصر الحراك، وخلال جولة في المدينة في معية عدد من الصحافيين من أبناء المحافظة، أكد الصحافي علي ناجي سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن التجار والعمال من أبناء الشمال، ما زالوا يمارسون أعمالهم بصورة طبيعية، مرجعا أي تصرفات قد تحدث إلى عناصر ربما تنتمي إلى «هيئات الحفاظ على الوحدة اليمنية» التي شكلتها السلطات قبل نحو عام في جميع المحافظات اليمنية.
في مدينة الضالع، ورغم الوضع الاعتيادي، وهو عدم وجود مظاهرات أو عصيانات مدنية للحراك، تشعر بالتوتر الأمني باديا على الجميع، ويفاجأ المسافر إلى هناك بحجم الانتشار الأمني، فبعد تجاوز منطقة سناح، وهي النقطة الحدودية بين شطري اليمن قبيل قيام الوحدة، واليوم تضم المجمع الحكومي وبه مكتب المحافظ، وسوقا كبيرة لبيع القات بالجملة والتجزئة، تجاه الضالع غير البعيدة، تبدأ في مواجهة مسلسل النقاط العسكرية، خلال بضعة كيلومترات فقط، وكي تصل إلى وسط المدينة، تصادف أربع نقاط، وكل واحدة منها يتواجد فيها بضعة جنود وأطقم عسكرية مزودة بسلاح ثقيل، هذا عوضا عن الحواجز الأمنية و«المطبات».
في اليوم التالي وجدنا أن الشارع الرئيسي للمدينة يتضمن ثماني نقاط، بخلاف الانتشار الأمني الملحوظ بسيارات وملابس مدنية، وخلال التجوال في المدينة وأطرافها، أبرز ما يلاحظ هو تلك الدبابات المنتشرة على سفوح التبات الجبلية المحيطة بالمدينة من كل الاتجاهات، وهنا يشكو أبناء المنطقة من هذا الانتشار الأمني والعسكري، الذي بدأ بعد حرب صيف عام 1994 الأهلية المشار إليها، لكن المواطنين يقولون إن نصب الدبابات وإظهارها بالصورة التي هي عليها اليوم، وكذا الإجراءات الأمنية المشددة، لم تكن كذلك في السابق، وأنها كانت محدودة، وليس كما هو الحال اليوم، وينتقد بعضهم هذه الخطوات التي أقدمت عليها السلطات.
وتصنف الحكومة اليمنية الحراك الجنوبي على أنه «حركة انفصالية» تريد أن «ترجع بعجلة التاريخ إلى الوراء»، أي العودة عن الوحدة الاندماجية والفورية التي جمعت الشطرين في دولة واحدة، وتتهم قادة الحراك في الداخل والخارج بـ«العمالة» لجهات ودول، عادة لا يتم ذكرها بالاسم، وذلك في إطار «مؤامرة» على الوحدة اليمنية.
وتنسب السلطات لقوى الحراك الكثير من أعمال القتل وقطع الطريق التي يتعرض لها مواطنون شماليون في المحافظات الجنوبية والشرقية، على يد مسلحين لم تتضح، حتى اللحظة، انتماءاتهم أو أهدافهم، في ظل جدل في الشارع اليمني بين من يزعم دعم أجهزة أمنية رسمية للمسلحين، وبين من يعتقد أنهم الجناح المسلح للحراك الجنوبي.
القصة الكاملة لـ«الحراك الجنوبي» في اليمن (2): «
الشرق الأوسط» في وسط «العصيان المدني».. ومسؤول الحزب الحاكم: القتلة هم المتصالحون والمتسامحون
أحمد عبادي: «الحراك الجنوبي» و«القاعدة» يلتقيان في عداء السلطة
صنعاء: عرفات مدابش
يوم الاثنين الذي وافق الـ5 من أبريل (نيسان) الماضي، كان اليوم الأول في الأسبوع الأول الذي قررت قوى وفصائل «الحراك الجنوبي» تنفيذ «عصيان مدني» في محافظات جنوب اليمن، وبصورة أسبوعية، وذلك احتجاجا على ما يسمى «حصار الضالع عسكريا»، رغم أن بعض المراقبين يشككون في ذلك الهدف، وخصوصا أن موضوع العصيان المدني طرح، قبل ذلك، أي قبل حصار الضالع، ويقولون إن الهدف من مثل هذا العصيان المدني أو الإضراب العام، هو «جس نبض مدى تجاوب المواطنين في تنفيذ فعاليات مستقبلية أكبر وأعظم».
صادف هذا اليوم أن «الشرق الأوسط» موجودة في الجنوب، في الضالع، في ذلك الصباح، بدت المدينة أشبه بمدينة أشباح لخلوها من المواطنين، باستثناء الانتشار الأمني الكثيف جدا وبضعة مواطنين يتجولون في الشوارع بحذر شديد، لكن المحال التجارية كانت مغلقة، لن تستطيع أن تحصل حتى زجاجة ماء أو كوب شاي، والغريب أن دعوة «الحراك الجنوبي» كانت موجهة إلى أنصاره فقط، لكن المؤسسات الحكومية والبنوك والمدارس وغيرها، كانت جميعها، مغلقة، وشبه أحدهم الضالع في ذلك اليوم، بأن نهارها يشبه، كثيرا، أي نهار في شهر رمضان الكريم عندما تخلو الشوارع وتغلق المحال التجارية.
لكن الأمر الأبرز والأهم والفارق البيّن، هو ذلك الانتشار الأمني، غير الاعتيادي، الذي لا يمكن معه، لصحافي، إلا بصعوبة بالغة، أن يخرج كاميرته ويلتقط صورة لذلك السُبات، شبه التام، كما أن إجراء أي مقابلة مع أي شخص، في الشارع، أمر مستحيل، فالجنود من الجيش والأمن متوترون ومشحونون، وأي حركة اعتيادية تعنى الرد عليها بالرصاص الحي، وأي شخص، ولو كان غريبا عن المنطقة، يعتبر مشتبها به، والأمر الأصعب من ذلك أن الكثير من «المدنيين» المنتشرين في شوارع المدينة فوق السيارات والدراجات النارية، غالبيتهم، عناصر أمنية ومخابراتية، كما حدث عندما حاولنا تصوير طريق مقطوع من قبل مسلحين في «الحراك» وبعيدا عن الوجود الأمني، فجأة كان اثنان من المخابرات في زي مدني - شعبي يمنعوننا من هذا الحق المكفول في الدستور والقوانين للجميع، وبخاصة للصحافيين.
قبل أن نغادر مدينة الضالع، كنا قد ضربنا موعدا للقاء صحافي مع العقيد غازي أحمد علي محسن، مدير أمن محافظة الضالع، وهو يمني جنوبي من محافظة شبوة ومن جماعة تسمى «الزمرة»، وهي الجماعة التي فرت من جنوب اليمن إلى شماله في أعقاب أحداث يناير (كانون الثاني) عام 1986 في الجنوب، ووالده حاليا محافظ لمحافظة المحويت الشمالية، لكن حينما وصلنا إلى مبنى إدارة أمن المحافظة لم يكن موجودا، وبعد أن عدنا إلى العاصمة، صنعاء، اعتذر لـ«الشرق الأوسط» عن عدم إجراء أي حوار صحافي، لأن وزير الداخلية اليمني، اللواء مطهر رشاد المصري، يمنع المسؤولين الأمنيين من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، على حد قوله.
تلك الأجواء بعثت في نفوسنا الرعب واضطررنا إلى مغادرة الضالع، وخصوصا أننا لم نحصل على أي ضمانات أمنية لزيارة المنطقة التالية وهي مدينة الحبيلين، عاصمة مديريات ردفان الخمس في محافظات لحج، وهي أكثر المناطق، اضطرابا أمنيا في الجنوب، حاليا.
وفي الحوار التالي الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع أحمد عبادي، مسؤول حزب المؤتمر الشعبي العام، الحاكم، في محافظة الضالع، نتطرق إلى جملة من القضايا الجوهرية والمفصلية التي يتحدث فيها عن «الحراك» ومن يقف وراءه وقضايا سياسية وأمنية أخرى، فإلى نص الحوار:
> في البدء ما موقفكم في المؤتمر الشعبي العام من «الحراك الجنوبي»؟
- أولا أريد أن أوضح شيئا، وهو أن المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الحاكم في اليمن، ولكنه هنا في الضالع، حزب معارض، والحزب الحاكم هو «تكتل المشترك»، وعلى كل حال، فما يسمى بـ«الحراك الجنوبي» ولد من رحم أحزاب «المشترك» (المعارضة)، وتحديدا من الحزب الاشتراكي، ومن البارزين في «الحراك» هو صلاح الشنفرة، عضو مجلس النواب الذي انتخب باسم «المشترك».
ومن الملاحظ أنه تم استغلال بعض الظروف التي كانت مواتية كالفقر والجفاف في المحافظة، والبطالة، وارتفاع الأسعار وغيرها من العوامل التي استغلت، و«الحراك» بدأ في بادئ الأمر يطرح أنصاره مطالب حقوقية كمستحقات العسكريين والمتقاعدين وفعاليات للتنديد بنهب الأراضي في عدن، و«الحراك» استغلوا هذه القضايا وغيرها واستغلوا الديمقراطية وبدأت الفوضى، بقطع الطرق وإحراق الإطارات في الشوارع وإطلاق النار.
> لكن جماعة «الحراك» ينفون أي علاقة أو صلة بطرد المواطنين الشماليين أو قتلهم أو نهبهم؟
- هل تتوقع أن يقولوا لك إنهم هم القتلة؟ هذا شيء بديهي، القاتل يقتل والناس يرونه وينكر، وإذا اعترف يقول لك «كنت سكران».
> بم تفسر تمكن «الحراك» من إقامة مسيرات وعصيانات مدنية رغم التشديد الأمني الذي نلحظه؟
- من الملاحظ أن ما سموه العصيان، الذي اعتبر ناجحا، يرجع إلى أن مسلحي «الحراك»، ومنذ اليوم الذي يسبق العصيان، تجدهم بأسلحتهم ويمرون يهددون أصحاب المحال التجارية بأنه إذا لم يلتزموا بالعصيان ويغلقوا محلاتهم، فإنهم سوف يقومون بقتلهم وإحراق محلاتهم، ونفس الحال مع إدارات المدارس.. وسبق وأطلقوا النار على إحدى مدارس البنات، أما بالنسبة للنقاط العسكرية فهي لمنع دخول السلاح إلى المدينة، وذلك حرصا من الدولة وخشية أن يحدث اقتتال بين المواطنين أنفسهم، ومدينة الضالع تعتبر مدينة ريفية، أصلا، وليست كالمدن الحضرية.
وأنت تقول لي إنك شاهدت عددا كبيرا من النقاط العسكرية في المدينة، لكنك لو تحركت إلى أطرافها فستجد أن هناك نقاطا لجماعة «الحراك» أنفسهم وهم بأسلحتهم ويمنعون السيارات من المرور.
> أنتم في حزب المؤتمر كحزب معارض في هذه المحافظة، ألم تدخلوا في حوار مع أحزاب «المشترك» أو مع «الحراك»؟
- بلى.. لقد التقينا أكثر من مرة بأحزاب «المشترك» وكنا نخرج بنتائج إيجابية، فمثلا التقينا معا قبل عدة أسابيع واتفقنا على عدد من النقاط أهمها ما يتعلق بالجانب الأمني، كيف نؤمن المنطقة ونرفض الأعمال الفوضوية وعدم إطلاق النار من جوار المنازل وفي المقابل أجهزة الأمن لا تطلق النار، لكن كل ذلك لا ينفّذ.
> هل لديكم إحصائية عن ضحايا الصراع خلال السنوات الأخيرة؟
- نعم لدينا إحصائية.. ولكن لا تحضرني حاليا، وبالمناسبة مدير عام مديرية الضالع نشر بعض الأرقام مؤخرا، غير أن أحزاب «المشترك» اعترضت على ذلك وطالبت وقامت بسحب الثقة منه بحكم امتلاكها الأغلبية في المجلس المحلي أو البلدي (أعيد إلى العمل بقرار من نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، والمجلس المحلي يعلق أعماله حاليا احتجاجا على ذلك).
> هل أفهم منك أن «المشترك» هو «الحراك» و«الحراك» هو «المشترك»؟
- نعم كان كذلك في بادئ الأمر، لكن «المشترك» بدأ مؤخرا يشعر بالخطر، لقد حذرناهم منذ البداية وقلنا لهم إن هؤلاء لا يقتنعون بكم أو بنا، لأن عندهم جنون العظمة وجنون الحكم، لأن بعضهم أو آباء بعضهم كانوا في الماضي يحكمون، ومن الصعب أن يسمحوا للآخرين بالوصول إلى مواقع قيادية أمنية أو عسكرية أو مدنية، وطبعا الكثير من الشباب الذين يتظاهرون، إذا جلست مع أحدهم، تجده في النهاية يبحث عن وظيفة، لكن هناك مجموعة بسيطة لها ارتباطات مع علي سالم البيض (الرئيس الجنوبي السابق) أو غيره، هي التي تقف وراء ما يجري.
> قيادات «الحراك» تقول إن مظاهراتهم سلمية لكن قوات الأمن تقوم بقمعهم.. ما تعليقك؟
- يا أخي.. دائما في تصريحاتهم يعلنون أنهم سيخرجون في مسيرات سلمية، لكن يحدث عكس ذلك، وأنا على استعداد أن أعطيك كاسيتات وهم يتظاهرون ويحملون الـ«آر بي جيه» والكلاشنيكوف والقناصات والقنابل، وهؤلاء هم نموذج لما يسمى «الحراك السلمي»، وعلى سبيل المثال، من الذي قتل وجرح العسكر؟ هل قتلوا أنفسهم بأنفسهم؟ لنكن واقعيين.. فنحن في المؤتمر الشعبي العام لدينا شفافية وإذا أردنا تجاوز أي أزمة فيجب أن نتحدث بالواقع.
> هل لديكم أسماء معينة متهمة بـ«المساس بالوحدة الوطنية»؟
- كمثال، صلاح الشنفرة.. وهم أصلا يدعون إلى الانفصال، وأحزاب «المشترك» هي الآن في حسرة داخل المحافظات الجنوبية لأنه (المشترك) بدأ بالتعاون مع «الحراك» بترديد قصة، شمالي جنوبي، والآن يلهث وراء «الحراك» من أجل الشعبية، لكنهم لا يستمعون إليه أو إلينا.
> ما الخطورة التي تستشعرونها من تصنيف المواطنين بين شمالي وجنوبي؟
- فيها خطورة كبيرة، عندما أحقد عليك كشمالي أو جنوبي دون أن أعرف ما السبب، فقط لأنهم زرعوا في داخلي صورة مشوهة بأن هذا شمالي، وزرعت هذه الفكرة في عقول الشباب والمراهقين ووصل الأمر إلى داخل المدارس، وهناك معلمون استغلوا الطلاب داخل الفصول الدراسية ويسألون الطلاب من منكم شمالي ومن منكم جنوبي؟ هذه أمور خطيرة على البلد وبحاجة إلى بذل جهود من كل الخيرين وفي مقدمتهم أئمة وخطباء المساجد.
> هل هناك علاقة بين «الحراك» والإرهاب و«القاعدة» وأريد إجابة صريحة؟
- «الحراك» و«القاعدة» قد يلتقيان في تحديد العدو والخصم، أي في عدائهما للسلطة، لكن لكل منهما مفاهيمه ورؤاه الخاصة به، وعقيدتهما وأهدافهما مختلفة، لكن قد يلتقون من أجل زعزعة الأمن والاستقرار أو من هذا القبيل.
> قبل انطلاق «الحراك»، حدث تصالح وتسامح في الجنوب بين خصوم الأمس، ولكن من يدعم «الحراك» من الداخل أو من الخارج؟
- بالنسبة للتصالح والتسامح، هو باختصار قاتل يسامح قاتل، وفي اعتقادي إذا كنا صادقين في التصالح والتسامح، فعلينا أولا أن نتصالح مع أبناء الأشخاص الذين ذبحناهم منذ بداية السبعينات وحتى عام 1986، فقدنا هامات كبيرة، مثلا من كانوا في حادثة الطائرة الدبلوماسية (تحديدا في 30 أبريل 1973)، وتلك الحادثة أعتبرها شخصيا مذبحة، فهل الذين قالوا إنهم تصالحوا وتسامحوا والذين اقتتلوا في 13 يناير 1986، حضر معهم، في تصالحهم، بعض أسر الشهداء؟
> هل أفهم أنك تقول إن حادثة الطائرة كانت مدبرة؟
- نعم كانت مدبرة دون شك، ولا يستطيع أي أحد أن يخفي ذلك، وتلك الحادثة قتلت اليمن الديمقراطي حينها.
> إذن ما هو الحل في اعتقادك للوضع القائم في اليمن حاليا؟ وهل تعتقد أن الجنوب يمكن أن ينفصل في يوم من الأيام؟
- بالنسبة للانفصال فهو أمر فيه صعوبة، دون شك، صعب صعب، لكن في الوقت نفسه، يجب علينا أن نشخص المشكلات القائمة بصدق وأمانة، ولا بد من حلها.
> البعض يعتقد أن الفساد القائم في البلاد أسهم في ظهور «الحراك الجنوبي»، وربما حراكات أخرى في مناطق أخرى قادمة.. ما تعليقك؟
- يا أخي.. الذين نهبوا الأراضي، مثلا، هم قلة قليلة، لكن لماذا لا نشخص هذه المشكلة؟ والأخ الرئيس علي عبد الله صالح دعا أكثر من مرة إلى الحوار، ونتمنى أن تطرح مثل هذه القضايا على طاولة الحوار. والمشكلة أن المعارضة في اليمن تطرح دائما السلبيات فقط ولا تطرح المعالجات ولا تعترف بإيجابيات الطرف الآخر، كما أنهم يرفضون الجلوس لمناقشة هذه المشكلات، وهذه مشكلة في حد ذاتها.
> ألست معي في أن من الصعوبة بمكان أن يقبل من كانوا حكاما، كقادة عسكريين أو سفراء أو وزراء، أن يُرموا إلى الشارع ويحل مكانهم آخرون من مناطق أخرى؟
- أنا لست مع هذا الطرح، ولكن فعلا هناك أخطاء وكانت هناك قيادات من المحافظات الجنوبية، إن لم تكن ككل، مثلا من الضالع، قتلوا أو ماتوا ونحن منذ ما بعد الحرب عام 1994، نحاول في «المؤتمر» الحاكم أن نضع أولادهم كمسؤولين، بينما باقي المؤتمريين والوحدويين في الجنوب الذين انخرطوا في صفوف المؤتمر الشعبي العام، وحموا الوحدة في 1994، لم يحصلوا على شيء ومعظم القيادات حاليا من القيادات الاشتراكية السابقة.
> كم يبلغ عدد أعضاء وكوادر المؤتمر الشعبي في الضالع، مثلا؟
- أعتقد أن الرقم حق تنظيمي لا نقوله أو نصرح به.
> والنسبة؟
- النسبة «كويسة» جدا، وعليك أن ترجع إلى نتائج الانتخابات.
> نتائج الانتخابات تقول إنكم أصبحتم أقلية ومعارضة في هذه المحافظة؟
- ارجع إلى نتائج الانتخابات وستعرف نسبة وجود «المؤتمر» في الضالع.
> كقيادي في الحزب الحاكم ما هي قراءتك لمستقبل الجنوب؟
- قراءتي للوضع في اليمن كله أنه لا بد من حوار ووضع الحلول المناسبة وإخراج البلد من أزماته.
القصة الكاملة لـ«الحراك الجنوبي» في اليمن (3):
قيادي اشتراكي لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن للسلطة القضاء على الحزب.. فهو شوكة في حلقها
عبد الحميد طالب: الاشتراكيون لن يتخلوا عن الحراك السلمي الديمقراطي
عرفات مدابش
لا تكاد مناطق كثيرة في جنوب اليمن، تخرج من أزمة فعالية: مظاهرة، أو عصيان مدني، أو تشييع لجثمان أو جثامين ضحايا في صراعات أو مواجهات مع قوات الأمن، حتى تدخل في الصراع نفسه، أثناء تشييع جثمان قتيل، يسقط آخر، واحد أو أكثر، وهلم جرا، في أجندة الصراع في جنوب اليمن الذي باتت الحياة اليومية فيه شبه مشلولة، على الرغم من محاولات السلطات الفاشلة، في إحياء تلك المناطق وإعادة الحياة إليها.
كان الحزب الاشتراكي اليمني هو الحزب الحاكم والوحيد في جنوب اليمن بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، حيث غادر آخر جندي بريطاني جنوب اليمن في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967 وحتى عشية قيام الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي في 22 مايو (أيار) 1990.
وحكم «الاشتراكي» جنوب اليمن، بالنظرية الاشتراكية، وخاض حروبا كثيرة من أجل قيام الوحدة، وتبنى الجبهة الوطنية للديمقراطية، في الشمال من أجل إسقاط النظام هناك، عبر الكفاح المسلح، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع الشطري، ومن ثم قيام الوحدة بين الشطرين، عقب أحداث يناير (كانون الثاني) الدامية بسنوات قليلة.
حاليا، في الجنوب، تنزل أعلام دولة الوحدة، باعتبارها «غير مقبولة»، غير أن القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني، محمد غالب أحمد، يكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن علم «الجمهورية اليمنية»، هو في الأصل، علم «الجبهة القومية» التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.
وبالطبع لم يكن «الاشتراكي» بتلك التسمية، بل كان يحمل اسم «الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل» ثم «التنظيم السياسي - الجبهة القومية»، ثم «التنظيم السياسي الموحد - الجبهة القومية»، قبل أن يعلن اسم الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1978، ويظم جميع هذه الفصائل الجنوبية والشمالية.
وبعد أن خرج «الاشتراكي» من الحكم عقب خسارته في حرب صيف 1994، بدأت الكثير من الأوراق تفقد منه، وشيئا فشيئا احتل الحراك الجنوبي، مكانة الحزب في الجنوب، على الرغم من أن معظمهم إن لم يكن جميع قيادات وأنصار وجماهير الحراك، نابعة من رحم الحزب الاشتراكي، الذي يعتقد البعض أنه، اليوم، بين سندان التمسك بالقانون والوحدة ومطرقة فقدانه لجماهيره مع مرور الوقت، لأنه لم يتبن مطالبها.
وخلال زيارة «الشرق الأوسط» لمحافظة الضالع، التقت وحاورت أحد قيادات الحزب الاشتراكي، وهو عبد الحميد طالب، عضو اللجنة المركزية، الذي أفرج عنه مؤخرا من الاعتقال بتهمة مساندة الحراك الجنوبي، ومن دون إطالة.. لنقرأ الأسئلة والإجابات التي توضح الكثير من الجوانب حول خفايا الصراع والحراك في جنوب اليمن.
* كيف تنظر إلى مستقبل الحزب الاشتراكي اليمني بعد أن سحب الحراك الجنوبي البساط من تحت أقدامه؟
- في البداية أتقدم بالشكر والتقدير إلى كل شريف يحب بلده ويكون حريصا على مستقبله. وبالنسبة إلى مستقبل الحزب الاشتراكي اليمني وحسب السؤال المطروح بأن البساط سحب من تحت أقدامه، ففي رأيي الشخصي وأنا عضو في لجنته المركزية، فلا خوف على الحزب الاشتراكي ولا شيء يسحب من تحت أقدامه حتى يمكن القول بأن هناك خوفا عليه، لأن السلطة قد عملت بكل ما في وسعها من أجل القضاء على «الاشتراكي» ولم تتمكن من تحقيق ذلك الهدف، وخير دليل على ذلك شنها حرب صيف 1994 الظالمة ضد الحزب الاشتراكي، ولكن «الاشتراكي» ظل حيا يرزق، على الرغم مما قامت به السلطة بعد حربها على الجنوب في 1994، وظل الحزب شوكة في حلقها ومن يتحالف معها اليوم، تحت أي اسم كان. وخير دليل على ذلك أن أكثر من 80 في المائة من الحراك هم أصلا أعضاء في الحزب الاشتراكي، ولا يمكن للاشتراكيين أن يتخلوا عن الحراك السلمي الديمقراطي، بعد أن رفضت السلطة مطالب «الاشتراكي» فيما بعد 1994 لإصلاح مسار الوحدة وإجراء إصلاحات سياسية شاملة، وحذر «الاشتراكي»، حينها، مما وصلنا إليه اليوم.
* ما مدى صحة ما يقال عن أن «الاشتراكي» هو الحراك والحراك هو «الاشتراكي»؟
ـ في اعتقادي أن هذا السؤال هو الإجابة عن السؤال الذي سبقه، فمن المعروف عن حكم الحزب الاشتراكي اليمني لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لأكثر من 25 عاما، أن الأعداء شهدوا له قبل الأصدقاء، بإرساء دولة النظام والقانون الذي تفتقر إليه، اليوم، دولة الوحدة الفاشلة، وأقول فاشلة بشهادة المجتمع الدولي. وللأسف إننا نتشدق، اليوم، باسم «دولة» على الرغم من أن اليمن ليس دولة كمفهوم وإنما عصابة، تحكم اليمن بكل ما تعنيه كلمة عصابة.
* كيف تنظر إلى ما يمكن أن يصل إليه الحراك في الجنوب عموما؟ وماذا عن خيار القوة أو الكفاح المسلح؟
ـ ما يمكن أن يصل إليه الحراك في الجنوب عموما هو أمر طبيعي، فكل ما يدور في الجنوب هو انعكاس طبيعي لما تمارسه عصابة صنعاء ضد أبناء المحافظات الجنوبية، على الرغم من أنه كان من الطبيعي أن تقوم سلطة حرب 1994 الظالمة التي قامت باحتلال المحافظات الجنوبية بقوة السلاح، كان بإمكانها بعد انتهاء الحرب أن تجري إصلاحات، ومنها إعادة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى الخدمة كما تفضل الأخ رئيس الجمهورية في إحدى مقابلاته بالمطالبة بإعادة جيش صدام بعد غزو أميركا للعراق إلى الخدمة، كان الأولى به أن يقوم هو بإعادة جيش اليمن الديمقراطي إلى الخدمة بعد غزوه للجنوب. وكما نصح الفلسطينيين بفتح باب الحوار بين الفصائل الفلسطينية كان عليه أن يفتح الحوار مع الجنوبيين وبالذات الحزب الاشتراكي.
وأما خيار القوة أو الكفاح المسلح فهذا في رأيي الشخصي غير مجد للحراك ولكن هذا هو المطلب الذي تريد السلطة أن تجر الحراك إليه، لكون السلطة تملك القوة العسكرية والعتاد العسكري ومستعدة أيضا أن تدمر الجنوب بكامله لبقاء هذه السلطة على الكرسي. ولكن في اليمن كل شيء جائز وهوية سلطة صنعاء شن الحرب على شعبها ويمكن لها أن تقوم باختراقات للحراك من أجل استخدام القوة، وأنصح الحراك ألا ينجر إلى هذا المنزلق الخطير، ولكن تمادي السلطة في إغفالها للقضية الجنوبية، لا يعني أن الشعب في الجنوب سيظل صامتا، وخاصة أن لنا تجارب في طرد الاستعمار البريطاني الذي استعمر الجنوب أكثر من 129 عاما.
* السلطات تعتمد أسلوب القوة والقمع لإجهاض الحراك.. فهل يمكن أن يكون مجديا؟
ـ القوة لا تولد إلا القوة، والعنف، أيضا، يولد العنف، فمهما كانت قوة السلطة اليوم لا يمكن أن تستمر لأن القوة في حاجة إلى تعزيز اقتصادي، واقتصاد اليمن يوميا يتدهور، فمهما تمادت السلطة في استخدام القوة، لا يمكن أن يفيدها بشيء، وخاصة أن المجتمع الدولي الذي يمنحها المال يراقب أوضاعنا الداخلية، وآخر تحذيرات المجتمع الدولي في المؤتمرات الأخيرة وكلها باشتراطات، حيث لم يلاحظ أي تقدم في أوضاع اليمن الداخلية وسلطتنا تكذب بأنها تحارب الإرهاب وتجري إصلاحات ولكن عمر الكذب قصير ومفضوح.
* ولماذا يطالب الجنوبيون بفك الارتباط أو الانفصال، وهناك طرق مثل الانتخابات المحلية والنيابية للتعبير عن مطالبهم؟
ـ هذا أمر طبيعي، فالشعب الجنوبي يطالب بذلك نتيجة لما يعانيه من ظلم وقهر، وبحسب قوله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، وأما الحديث عن طرق الانتخابات المحلية والنيابية للتعبير عن مطالبهم، فهذا والله كذبة كبيرة، لأننا في اليمن نتغنى بالديمقراطية فقط، ولن نمارسها، لأن السلطة تمتلك كل شيء وتسخره من أجلها، من مال عام ووظيفة عامة وكل ممتلكات البلد، والمعارضة تشم الهواء وتنافس السلطة بقميصها!