أخبار لبنان..عقوبات أميركية على أشخاص وشركات في كولومبيا لصلتهم بحزب الله اللبناني.. لودريان لكسر الجمود الرئاسي.. وأسهم قائد الجيش تتقدَّم..لا رد لبنانياً على ادعاء إسرائيل وجود مطار إيراني في الجنوب.."فتح" و"حماس" تتوافقان على خريطة طريق في "عين الحلوة"..مناورة عسكرية مشتركة بريطانية - لبنانية..
الأربعاء 13 أيلول 2023 - 3:19 ص 830 محلية |
عقوبات أميركية على أشخاص وشركات في كولومبيا لصلتهم بحزب الله اللبناني..
الحرة / وكالات – واشنطن.. أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات على أشخاص وشركات في كولومبيا ولبنان، تتهمهم بتمويل حزب الله خصوصا عبر شركة متخصصة في تجارة الفحم. وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن أحد أبرز المشمولين بالعقوبات، وهو، عامر محمد عقيل رضا (مواليد 1960 في لبنان ويحمل الجنسية الكولومبية)، كان ضالعا في الهجوم الذي استهدف مركزا للجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1994 أدى الى سقوط 85 قتيلا. وأدرجت الوزارة سبعة أشخاص وشركات ضمن قائمة العقوبات التي تهدف إلى الحد من أنشطتهم التجارية وقطعهم عن شبكات التمويل، وتتيح مصادرة ممتلكاتهم بموجب القوانين الأميركية. وأشارت الخزانة إلى أن، عامر محمد عقيل رضا، عاد إلى الإقامة في لبنان، لكنه كان ضمن مفاتيح نشاط حزب الله في أميركا الجنوبية لأكثر من عقد من الزمن، وقام خلال تلك الفترة بتنسيق نشاطات تجارية مختلفة لصالح الحزب بما فيها صادرات للفحم من كولومبيا إلى لبنان. وقالت الوزارة إنه "كمتعاون مع الحزب وقيادي، يستخدم عامر ما يصل الى 80 في المئة من إيرادات مؤسسته التجارية لصالح حزب الله". وشملت لائحة العقوبات، سامر عقيل رضا، شقيق عامر، والذي اتهمته الخزانة الأميركية بالضلوع في عمليات تهريب مخدرات وتبييض أموال في عدد من دول أميركا اللاتينية منها فنزويلا وبيليز، ومهدي عقيل حلباوي، الذي يتولى إدارة شركة Zanga SAS لتجارة الفحم. وكان تقرير لمعهد "أتلانتيك كاونسل" الأميركي في عام 2020 عن شبكات في أميركا الجنوبية يشتبه بارتباطها بالحزب اللبناني، أشار إلى أن عائلة رضا المقيمة في كولومبيا، ترتبط بمسؤول فاعل في الحزب هو، سلمان رؤوف سلمان، صنفته الولايات المتحدة "إرهابيا" لاتهامه بالإشراف على هجوم 1994 في بوينوس أيريس. وأشارت الخزانة الأميركية إلى أن عائلة رضا استخدمت تجارة الفحم غطاء لنشاطات مرتبطة بتجارة الكوكايين. كما شملت قائمة العقوبات، علي إسماعيل عجروش، وهو لبناني مولود في قضاء جزين بجنوب البلاد، وشركتي "بي سي آي تكنولوجيز" في كولومبيا المرتبطة بسامر عقيل رضا، وشركة "بلاك دايموند" ومقرها في قضاء بعبدا شرق بيروت. وقال نائب وزير الخزانة، براين نيلسون، إن "خطوة اليوم تؤكد التزام الحكومة الأميركية ملاحقة عناصر حزب الله ومموليه أينما كانوا".
لودريان لكسر الجمود الرئاسي.. وأسهم قائد الجيش تتقدَّم...
قيادات الصف الأول في الفصائل إلى بيروت..وتهديد حكومي بسحب العِلم والخبر من جمعيات النزوح..
اللواء...وضعت الآمال المعلقة على مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان «لكسر حلقة الجمود» واخراج لبنان مما اسمته السفارة الفرنسية «الأفق السياسي المسدود» والذي بدأ مهمة ثالثة، وحاسمة، وربما اخيرة، قبل الانتقال الى وظيفته الجديدة في الرياض، تستمر لغاية يوم الجمعة المقبل، وضعت الآمال على محّك تجاوب الكتل والاطراف اللبنانية مع الدينامية «الخماسية» الجديدة ضمن ما يسمى «بالمساعي الجديدة» لإنهاء الشغور الرئاسي، والعودة الى سكة عمل المؤسسات لإقرار المشاريع والقوانين اليومية للتعافي الاقتصادي والسياسي.
ولئن مضى لودريان في يومه الاول، باعتصام الصمت في غالب اللقاءات، إلا انه وحسبما لمس الذين التقوا لودريان فإن الموفد الشخصي لماكرون كان حاسماً لجهة ان الوقت حان لإنهاء الشغور الرئاسي، عبر حشد الدعم لآلية الانتخاب مع بلورة توجُّه يقضي بأن الحوار يمكن ان يحصل من خلال مبادرة الرئيس بري، على ألاّ يخرج النواب من المجلس قبل انتخاب الرئيس. واللافت، على صعيد اللقاءات اللقاء الذي دعا اليه السفير السعودي وليد بخاري في دارته في اليرزة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الخميس للودريان مع النواب السنَّة، لا سيما نواب تكتل الاعتدال الوطني وكتلة لبنان الجديد، وحركة تجدُّد وكتلة النائب فيصل كرامي وبعض النواب التغييريين والمستقلين. ووصفت مصادر نيابية واسعة الاطلاع ان هذا التطور ليس عادياً ويشكل خطوة متقدمة ويؤكد جدّية حراك مجموعة الدول الخمس من خلال تفعيل التعاون المشترك بين الدول الخمس، وربما كان هناك اتفاق ضمني بينها على نقاط او خطوات محددة ستظهر لاحقا من خلال ما سيطرحه لودريان والسفير بخاري، بغض النظر الى ماذا سيؤدي من نتائج. واشارت مصادر سياسية في تقويمها لليوم الأول من زيارة لودريان الى لبنان، بأنه لم يحمل معه اي مبادرة او أفكار جديدة لدفع مسار مهمته قدما الى الامام، بل كان خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والسياسيين، يستمع إلى تقييمهم لمضمون الرسالة التي وجهها إلى رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب ويناقش اجوبتهم عليها، ويتبادل معهم الاراء حول رؤيتهم لكيفية الخروج من الازمة وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الخوض باي اسماء مطروحة . ولاحظت المصادر من فحوى الأسئلة والاستفسارات التي طرحها لودريان، على محدثيه، بأنه لم يدعُ لإجراء حوار يسبق الانتخابات الرئاسية كما تردد، بل يحاول قدر الامكان تقريب وجهات نظر الاطراف المعنيين من بعضهم البعض، واستخلاص المواقف المتقاربة التي يمكن ان تشكل القواسم المشتركة للبناء عليها، والانطلاق منها للمباشرة، بايجاد الحلول لأزمة الانتخابات الرئاسية. واعتبرت المصادر ان البارز في جولة الموفد الرئاسي الفرنسي هذه المرة زيارته لقائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وهي الزيارة التي قفزت الى واجهة مهمته، بما تحمله من معاني ومؤشرات في مسار الاستحقاق الرئاسي، بالرغم من حرص لودريان على عدم التطرق الى اي اسم من اسماء المرشحين الرئاسيين، وحصر نقاشاته باستكشاف مواقف الذين التقاهم بكيفية إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
واستبعدت المصادر ان يصدر اي خلاصة لنتائج
زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الاطلاع على مواقف واجوبة جميع المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين، لتحديد الخطوة التالية بمهمته، التي أظهرت نقاشاته مع من التقاهم بانها تحظى بتاييد ودعم دول اللقاءالخماسي، خلافا لما يحاول البعض الترويج خلاف ذلك.
اليوم الأول
وفي اليوم الاول لوصوله، باشر لودريان لقاءاته امس ويستكملها خلال اليومين المقبلين، بلقاء الكتل والنواب المعنيين كافة. وزار الموفد الفرنسي الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو ومستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، والسفير بطرس عساكر. وخلال الاجتماع جدد الرئيس ميقاتي التأكيد «أن بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان واتمام الاصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي». بدوره أكد الموفد الفرنسي انه آت الى لبنان لاكمال مهمته، ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها. وأمل في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل. ثم زار لو دريان والسفير ماغرو رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وخلال اللقاء قال لودريان لبرّي: ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار. بعد اللقاء أكد الرئيس نبيه بري «أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الفرنسي لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان». ومن مفارقات الزيارة الحالية اللقاء في مكتب قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حيث أطلع لودريان على التحديات التي يواجهها الجيش، لا سيما لجهة النزوح السوري والوضع المتأزم في مخيم عين الحلوة. وحسب مصدر مقرّب فإن العماد عون ارتفعت اسهمه مؤخراً كمرشح تسوية، لا سيما لدى اطراف في المجموعة الخماسية. وليلاً، التقى لودريان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في اطار جولاته، واستمع الى شرح مطوّل من باسيل حول شروطه للمشاركة في الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، على ان تكون الجلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس وليس جلسات متتالية، مع جدول اعمال واضح، يتعلق بالانتخاب. وسبق زيارة ميرنا شالوحي لقاء بين لودريان والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية بحضور نجله طوني، والوزير السابق روني عريجي، وحسب معلومات المردة تركز البحث على «سبل إتمام الانتخابات الرئاسية في ظل جميع الأزمات الضاغطة والملحة. كما تمّ التأكيد على أهمية الحوار كمدخل أساسي وضروري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت». ويلتقي الموفد الفرنسي صباح اليوم حسب معلومات «اللواء» وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة في مكتب النواب بحارة حريك يضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية النائب السابق عمار الموسوي. ويزور «الرئيس» وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمورجنبلاط في كليمنصو. كما يزور لودريان معراب بعد ظهر اليوم الاربعاء للقاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ويلتقي نواباً مستقلين في قصر الصنوبر يوم الخميس كما يتناول الغداء مع عدد آخر من النواب المستقلين.ويزور لودريان البطريرك الراعي قبل ظهر غد. وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه من الصعوبة بمكان تحديد نتيجة زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت منذ الآن إنما المكتوب يقرا من عنوانه لجهة إبقاء لودريان على طرحه المتصل بالحوار، وأشارت الى أنه لن تتظهر أية إشارة بشأن مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الانتهاء من جولاته على القيادات السياسية معتبرة ان السقف الذي وضع منذ زيارته الأخيرة لم يتبدل. إلى ذلك رأت المصادر نفسها ان اللقاءات التي عقدها المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا مع عدد من الشخصيات اللبنانية هدفت إلى تبادل وجهات النظر دون الخوض في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي وفرض توجه معين لاسيما أن هناك قرارا في عدم التدخل بالشؤون الخاصة لكن هناك استعدادا دائما لمساعدة لبنان لتجاوز أزمته كما أن هناك حرصا سعوديا على الاسراع في إنجاز الأستحقاق الرئاسي. وأعلنت أن موضوع التفاهم المحلي على رئيس للبلاد لا يزال غير قائم.
قرار الموازنة
حكومياً، اعلن الرئيس ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء امس اقرار موازنة العام 2024، معتبراً انها المرة الاولى منذ العام 2002، تقر فيها الموازنة في مواعيدها الدستورية، واصفاً ذلك بالانجاز الكبير، واصفاً هذا الانجاز «بالبطولي». وردّا على سؤال عن إلغاء استيفاء بعض الرسوم بالدولار الأميركي، قال ميقاتي: «كان لدينا لقاء بالأمس مع صندوق النقد الدولي الذي نصح بأن تبقى الواردات بالليرة اللبنانية، لأنه عندما تدخل الواردات الى المصرف المركزي فهو يشتري الدولارات بطريقة منظمة أكثر من العشوائية التي تنتج عن شراء المواطن الدولارات لدفع ضريبته، لا سيما في ظل وجود منصة بلومبرغ التي أقرّيناها في مجلس الوزراء وهي منصة دولية شفافة».
النازحون
وقال ميقاتي: «بالأمس اتخذنا في جلسة مجلس الوزراء قرارات حول موضوع النازحين، واستغربت اليوم التعليقات الصحافية التي تتعاطى مع هذا الموضوع بسخرية أكثر من الجدّية التامة التي تم التعاطي بها مع هذا الملف، من قبل الحكومة ومن فريق العمل الذي يتعاطى بموضوع النازحين وقيادة الجيش عبر القيام بسلسلة من الاجراءات من ضبط الحدود ومكافحة شبكات التهريب وضبط عمل المنظمات غير الحكومية، وطلبنا من وزير الداخلية أن يرفع تقارير بشأنها الى مجلس الوزراء فورا، حتى ولو اضطررنا ان نسحب منها العلم والخبر، والايعاز الى البلديات بضبط الوضع، وتشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية لزيارة سوريا، وهو أبلغني هذا الصباح بأنه ينتظر من السلطات السورية تعيين موعد له لزيارة دمشق برفقة المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى لبحث هذا الموضوع. على كل حال فان وزير الخارجية سيغادر هذا الأسبوع إلى نيويورك وسيحصل لقاء بينه وبين معالي وزير الخارجية السوري هناك للاتفاق على الخطوات التالية التي يجب أن تتخذ». وفي وقت لاحق، عمَّمت وزارة الداخلية والبلديات على المحافظين في المحافظات الثماني على ان تبلغ الى القائمقامين تعممياً، يطلب اليهم الإفادة عن اي تحركات وتجمعات مشبوهة تتعلق بالنازحين السوريين، واجراء مسح فوري، وتكوين قاعدة بيانات والطلب من الجمعيات كافة، لا سيما الاجنبية التنسيق مع البلديات والوزارات والاجهزة الامنية والعسكرية تحت طائلة سحب العلم والخبر منها، وذلك بناءً على تقارير ترفع للاجهزة لا سيما الأمن العام. وأعلن الجيش اللبناني ان وحداته تمكنت من احباط محاولة تسلل 1250 نازحاً سورياً عند الحدود اللبنانية - السورية.
عين الحلوة
أمنياً، بقي الوضع المتوتر في عين الحلوة على رأس الاهتمامات، فبعد وصول المسؤول الفلسطيني عزام الاحمد، وصل امس نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج موسى ابو مرزوق الى لبنان، في زيارة تستغرق عدة ايام للمساهمة في معالجة الوضع المتأزم في عين الحلوة. وتوقعت مصادر فلسطينية وصول قيادات اخرى للمساهمة في المعالجة. وفي التطورات الميدانية شنت حركة فتح مساءً هجوماً غير مسبوق على محور حطين، في محاولة للسيطرة على مركز تجمع القوى المناوئة لها في المخيم.
واتسعت رقعة الاشتباكات عصراًحيث امتدت من حي الطيره، الرأس الاحمر والبستان، الى الطوارئ، مع استعمال قذائف وإلقاء قنابل.كما شهد حي حطين إطلاق نار كثيف، واستُخدم سلاح القنص في منطقة البركسات. وافيد عن «سقوط ثلاثة جرحى في تجدد الاشتباكات، في وقت وصل فيه الرصاص الطائش الى قرب المصرف المركزي في مدينة صيدا، حيث اصيبت شقق سكنية وتحطم زجاج احداها. وأصاب الرصاص الطائش بعد الظهر والعصر، بعض الشقق السكنية في شارع دلاعة.وسُجل سقوط قذيفة قرب مطعم ماكدونالدز عند الطرف الجنوبي للمدينة، وسقط رصاص بشكل كثيف على حي الجامعة اللبنانية. وقذيفة صاروخية قرب احدى المطابع، من دون تسجيل أي اصابات، في وقت انعدمت الحركة في شكل شبه تام في صيدا الآن. وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا - الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات مخيم عين الحلوة من جهة ثانية، أعلن رئيس بلدية صيدا حازم بديع، أنه وبالتعاون والتنسيق مع وكالة الأونروا، تم اليوم إجلاء عائلات فلسطينية ولبنانية وسورية ومكتومي القيد (خط السكة) نزحت إلى بلدية صيدا منذ بدء الإشتباكات في مخيم عين الحلوة الأسبوع الفائت، حيث تم نقلهم بواسطة باصات تابعة للوكالة إلى مدرسة بيت جالا في سبلين . وقد واكب عمليات الإجلاء عدد من المنسقين في الأونروا وشرطة بلدية صيدا بإمرة المفوض بدر القوام، وعدد من متطوعين ومتطوعات في هيئات إغاثية محلية ودولية. وبلغ عدد العائلات التي نزحت إلى البلدية نحو 80 عائلة في ذروة الإشتباكات، ثم إنخفض العدد تدريجا إلى 70 عائلة: ( 23 فلسطينية – 19 لبنانية – 8 سورية - 18 مكتومي القيد) . وقد آثر جزء من عائلات مكتومي القيد التوجه إلى منازل أقرباء لهم في منطقة صيدا، بإنتظار إستقرار الوضع في مخيم عين الحلوة وتوقف الإشتباكات بشكل نهائي. وفي اطار المعالجات، إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه ظهر اليوم، النائب أسامة سعد وعرض معه آخر التطورات في مخيم عين الحلوة وسبل وقف المعارك ومعالجة نتائجها. وزار اللواء بيسري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي اكد أن «أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان هو من أمن لبنان ولا ينبغي التقاتل بين الإخوة الفلسطينيين، ودار الفتوى يؤلمها ما يحدث من اشتباكات في مخيم عين الحلوة وسقوط قتلى وجرحى»، داعياً إلى وحدة الصف وتوجيه البندقية الى المحتل لأرض فلسطين وعلى أرضها ومن أجل تحريرها تكون المقاومة،» مناشدا الفصائل الفلسطينية «التنسيق مع الأجهزة اللبنانية المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار على الساحة اللبنانية وخصوصاً في المخيمات الفلسطينية».
تدريب جوي
وفي تطور عسكري لافت، وهو الاول من نوعه، حسب بيان السفارة البريطانية، أن 65 عسكرياً من فوج المظلات، سيشاركون في مناورات مشتركة، بتمرين عسكري، سمي بـ«بيغا سوس - سيدار (Pegasus cedar) مع زملائهم من فوج المجوقل اللبناني بدعم من سلاح الجو، لمواجهة بيئة مليئة في التحديات.
لا رد لبنانياً على ادعاء إسرائيل وجود مطار إيراني في الجنوب
الحكومة صامتة... و«حزب الله» يتجاهل
بيروت: «الشرق الأوسط»... انتهجت الحكومة اللبنانية سياسة الصمت في التعامل مع الادعاءات الإسرائيلية وآخرها إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الاثنين، أن إيران تنشئ مطاراً في جنوب لبنان لإتاحة شن هجمات على إسرائيل. ولم يتطرق مجلس الوزراء الذي انعقد الثلاثاء لما أورده غالانت وعرضه صوراً جوية لما قال: إنه مطار بنته إيران بهدف تحقيق «أهداف إرهابية» ضد إسرائيل، كاشفاً عن أنه يقع بالقرب من قرية بركة جبور ومدينة جزين اللبنانيتين، وهما على بعد نحو 20 كيلومتراً شمال بلدة «المطلة» على الحدود.
أيوب: أراضٍ «محتلة»
وأوضحت عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائبة غادة أيوب، أن «المنطقة التي تمت الإشارة إليها واقعة في قضاء جزين، ومنذ نحو 30 عاماً هناك أراضٍ فيها محتلة يُمنع على أصحابها دخولها واستثمارها بحجة أنها تضم قواعد عسكرية ومناطق تدريب لـ(حزب الله)». وقالت أيوب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بعد المعلومات المتداولة عن وجود مطار عسكري فيها تابع لإيران فقد بات الموضوع مرتبطاً بالسيادة اللبنانية، وعلى الحكومة والأجهزة الأمنية أن ترد رسمياً على الادعاءات؛ لأنها وفي حال صحّت تؤدي إلى مخاطر أمنية وعسكرية كبيرة».
سعيد: ليس هامشياً
من جهته، رأى رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد، أنه «ليس غريباً أن يكون لـ(حزب الله) أو لإيران مطار عسكري على الأراضي اللبنانية؛ نظراً لوضع اليد الكاملة لطهران على لبنان، إنما الغريب هو الصمت المطبق من الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إزاء هذه المعطيات». وشدد سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «وجوب إجابة الأطراف المعنية على مجموعة من الأسئلة، سواء إذا ما كان المطار يقع في منطقة عمليات القرار 1701 أم لا؟ هل يعلم الجيش اللبناني بوجوده وما هو موقف الحكومة اللبنانية من الموضوع؟»، وأضاف: «هذا الخبر ليس هامشياً وقد يكون بإطار التحذير الإسرائيلي، بمعنى أنه إذا طالت بعض المسيّرات العمق الإسرائيلي فستتحمل حكومة لبنان المسؤولية». وإذ أكد سعيد أن «(حزب الله) تنظيم خارج عن الشرعية اللبنانية ولا يجوز أن يحمل سلاحاً لا برياً ولا بحرياً ولا جوياً ولا سلاح إشارة، ويفترض وفق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية أن يسلم سلاحه بشكل كامل للدولة اللبنانية»، استهجن «لجوء الحزب لإنشاء مطار عسكري جنوب البلاد فيما يرفض إنشاء مطار مدني لأسباب تجارية وإنمائية شمالاً». وتساءل البعض عن سبب عدم توجيه إسرائيل ضربة لهذا المطار ما دامت قادرة على تحديد موقعه بدقة. وعدّ رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي، أن «إسرائيل لا تريد أن تقصفه - أقله الآن -؛ لأنها تعمل على إحراج الدولة اللبنانية ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وتبني حججاً تبرر حرباً مستقبلية»، مرجحاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون المطار الذي أشار إليه غالانت «قاعدة للطائرات المسيّرة». وأضاف: «أعتقد أن (حزب الله) لم يعد يبالي بأي رد فعل من داخل لبنان أو خارجه لعلمه بالعجز التام أمام القوة التي بات يمتلكها داخلياً وهو يحضّر لتشريع وجوده العسكري الذي بات أقرب لجيش نظامي منه إلى حركة مقاومة». من جهته، وضع مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، ما يحصل في إطار «التصعيد المتبادل بين الإسرائيليين والإيرانيين ومحاولة طهران تجميع أوراق الضغط في المواجهة على أكثر من جبهة، خاصة وأن إنشاء قاعدة عسكرية جنوب لبنان يشكّل تهديداً أساسياً للأمن الإسرائيلي وورقة أساسية يمكن لعبها». وأضاف نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بعد شعورها أن الوضع في سوريا لم يعد يصبّ في مصلحتها ستمسك إيران أكثر فأكثر بالورقة اللبنانية، وليس ما تقوم به في المخيمات الفلسطينية من خلال السعي لبسط سيطرتها من خلال (الجهاد الإسلامي) و(حماس) والجهات المناوئة لـ(فتح)، إلا دليلاً على ذلك».
«حزب الله»: تقارير مفبركة
وتجنّب «حزب الله» في بيان أصدره الثلاثاء الرد على الاتهامات الإسرائيلية، لكنه استفاض بالرد على تقارير إعلامية وصفها بـ«المفبركة» أفادت بقيام مسؤولين فيه بأعمال تهريب أسلحة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وعدّ الحزب في بيان أن «هذه الافتراءات والتحركات تُشكّل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية اللبنانية كافة والتي تتواجد وحداتها داخل حرم المطار، وهدفها الضمني تحميل (حزب الله) مسؤولية أي أعمال يمكن أن تُصيب المطار لاحقاً، وتشويه صورة الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتوتير الأجواء في وقت يشهد مطار رفيق الحريري الدولي حركة استقبال ومغادرة كثيفة تضجّ بالحياة».
"فتح" و"حماس" تتوافقان على خريطة طريق في "عين الحلوة"
لودريان ينطلق تحت سقف "الخماسية" ولا تطابقَ مع "حوار بري"
نداء الوطن...إستبقت باريس أمس الجولة الثالثة من مهمة مبعوثها الرئاسي جان ايف لودريان في لبنان بالإعلان أنها تأتي «بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر»، وفق البيان الذي وزعته السفارة الفرنسية في بيروت. ومن وحي هذا البيان، كرّر لودريان أمام من التقاهم أمس ضمن زيارته التي تستمر حتى الجمعة المقبل، أنه لن يكون له أي موقف من المبادرات المطروحة قبل انتهاء الزيارة. وأتى الموقف الفرنسي ليبدّد كل الترويج عن تطابق مهمته مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكرّر الأخير تمسّكه بمبادرته التي خلطت الحوار بالانتخابات الرئاسية ما ينطوي على ضرب الدستور بعرض الحائط. وفي شريط لقاءاته أمس، زار لودريان عين التينة حيث التقى الرئيس بري، الذي أكد أن «وجهات النظر متطابقة مع لودريان، لأن لا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الازمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان»، على ما ذكرت قناة «المنار» التابعة لـ»حزب الله». والتقى لودريان في السراي الحكومي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ثم زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، فرئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، وأخيراً رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وأبلغت النائبة ندى البستاني «نداء الوطن» بعد مشاركتها في لقاء باسيل ولودريان: «كانت وجهات النظر متوافقة. ومن أهم النقاط، موضوع جلسة الانتخابات الرئاسية المفتوحة، وهذا هو مطلب «التيار». وأكد لودريان أن لا مرشح رئاسياً لدى فرنسا. والجميع ينتظرون انتهاء جولة لودريان لمعرفة الخطوات المقبلة. وأكد لودريان سروره بكل مبادرة ايجابية في لبنان وهو في صدد الاطلاع على كل المبادرات المطروحة. و»التيار» هو في موقع ايجابي ويتكلم مع الجميع ويتخذ كل ما يؤدي الى تقارب وجهات النظر، إذ إن البلد لا يحتمل استمرار الشغور الرئاسي». وفي سياق متصل، زار باريس الاثنين الماضي كل من النائبين ملحم رياشي ووائل ابو فاعور ممثلين «القوات اللبنانية» و»اللقاء الديموقراطي»، واجتمع كل منهما بالمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، الذي كان التقى صبيحة الاثنين الفائت لودريان في حضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري. كذلك، دعا البخاري النواب السُنة الى لقاء يعقد في الثالثة والنصف بعد ظهر غد الخميس في دارته يحضره لودريان، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. واستثني من الدعوة النائبان بكر الحجيري وينال الصلح اللذان ينتميان الى كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ»حزب الله». كما جرت العادة على استثناء النائب جهاد الصمد الذي سيلتقي لودريان في قصر الصنوبر. ومن مهمة لودريان الى تطورات أوضاع مخيم عين الحلوة، فقد أفاد ليلاً مراسلنا في صيدا محمد دهشة أن «خطورة الوضع الأمني في المخيم، على وقع الخروق المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار وما يحمله من مخاوف جدية من استهداف للقضية الفلسطينية وشطب حق العودة، دفع بقيادتي حركة «فتح» و»حماس» إلى مواكبتها على أعلى المستويات، حيث وصل نائب رئيس «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق إلى بيروت بعد يوم واحد على وصول عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد. وذكرت مصادر فلسطينية لــ»نداء الوطن»، أنّ اجتماعاً موسعاً عقد ليلاً بين القيادتين، حيث جرى التوافق على خريطة طريق للحفاظ على أمن المخيم واستقراره، على قاعدة تطبيق قرارات «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في لبنان بتسليم الجناة في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي إلى العدالة اللبنانية، وذلك قطعاً لأي محاولة لاستنزاف المخيم وتدميره وتهجير أبنائه. وفيما التقى الأحمد النائبين عبدالرحمن البزري وأسامة سعد كلاً على حدة، وبحث معهما في الأوضاع الأمنية في المخيم وتداعياتها على مدينة صيدا، يلتقي أبو مرزوق اليوم على التوالي المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، والمفتي دريان والأمين العام لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الشيخ محمد الطقوش. وكاد اتفاق وقف إطلاق النار في عين الحلوة ينهار بعدما تعرض لخروق متكررة، واندلعت اشتباكات عصراً لمدة ساعة ونصف الساعة على مختلف محاور القتال، قبل أن تلجمها الاتصالات السياسية والأمنية الكثيفة التي قاد جانباً منها اللواء البيسري ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد سهيل حرب، وأدت إلى سقوط ثلاثة جرحى، ليرتفع العدد إلى 7 قتلى وأكثر من 100 جريح منذ اندلاعها الخميس الماضي.
موفدان للسلطة الفلسطينية و"حماس" في لبنان على وقع تَرَنُّح هدنة عين الحلوة
لودريان في بيروت كأنه موفد لـ...بري
الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |
- لودريان أمل أن تكون مبادرة بري للحوار "بداية مسار الحل" للأزمة الرئاسية
- معارضو الحوار سيُبْلِغون الموفد الفرنسي تَمَسُّكهم بالرفض والإصرار أكثر على بيان "مجموعة الخمس"
- لبنان الرسمي عن اتهام إسرائيل لإيران ببناء مطار في الجنوب... لا تعليق
... "موفَداً لرئيس البرلمان نبيه بري". هكذا بدا المبعوث الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان في اليوم الأول من الجولة الثالثة من مَهمته في لبنان التي تتمحور حول توفير "كاسحة ألغام" أمام تسويةٍ تتيح انتخاب رئيسٍ للجمهوريةِ التي تَمْضي بلا رأس منذ أكثر من عشرة أشهر. ورغم أنه كان مازال مبكراً استخلاص ما يحمله لودريان في جعبته، باعتبار أن لقاءاته ستستمرّ اليوم وغداً، إلا أن أول إشاراتٍ أُطلقت خلال زيارتيه أمس لكل من رئيس البرلمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عكستا وقوفاً خلف بري ومبادرته لحوارِ الأيام السبعة تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة. وأثار ما نُقل عن لودريان في هذا السياق، وكان أوّله جاء في بيان المكتب الإعلامي لميقاتي عن اللقاء وفيه أن الموفد الفرنسي أمل "في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها الرئيس بري بداية مسار الحل"، علاماتِ استفهامٍ حول إذا كان مبعوث الرئيس ايمانويل ماكرون الذي أحبطتْ غالبية المعارضة مقترَحه للقاء موسع للأفرقاء اللبنانيين توطئة لـ "انتخابات مفتوحة"، يمهّد لـ "انسحاب هادئ" من المهمة الشائكة التي كُلف بها قبل اضطلاعه بمنصبه الجديد في السعودية (رئيساً لوكالة التنمية الفرنسية في العلا)، أم أنه في ما قاله يُنْهي بيديه دوره كوسيط ليكرّس نفسه طرفاً وفريقاً يتقمّص طرحاً ممهوراً بـ "ختم بري" وتصرّ عليه قوى "الممانعة" كممرّ إجباري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي. ولم يكن عابراً أن تترافق زيارةُ لودريان لبري مع تقارير لم تتوانَ عن اعتبارِ أن دعْمَ الموفد الفرنسي لمبادرة رئيس البرلمان تعبّر عن موقف "مجموعة الخمس" حول لبنان (تضمّ ايضاً الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر وقطر) وأن هذه المبادرة باتت تحظى بشرعية وغطاء دولي، وسط تسريبِ أن مبعوث ماكرون أبلغ الى رئيس البرلمان "اننا ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار"، قبل أن تورد "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أن بري أكد بعد استقبال لودريان "أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي بأن لا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حالياً لمَن يريد مصلحة لبنان". وبانتظار أن يتكشّف المزيد عما يحمله لودريان، استبعدت أوساط واسعة الاطلاع عبر "الراي" أن يكون حِراك الأخير وما رشح في ما خصّ دعمه الحوار، وبمعزل عن دقة تبنّيه مبادرة بري بالاسم أم لا، هو موقف "مجموعة الخمس"، معتبرة أن باريس لم تكن مرتاحة لبيان السقف العالي الذي صدر بعد اجتماع الدوحة في يوليو الماضي باعتبار أنه قلّص الهامش أمام دورها وتَفَرُّدها برسْم مسارٍ ارتكز في مرحلة أولى على اعتماد "أقصر الطرق" في الملف الرئاسي عوض أكثرها توازناً، ومشيرةً إلى أن مواقف معلنة أخيراً من شركاء في "لقاء الخمس" عاودت التركيز على إجراء الانتخابات الرئاسية وفق آلية "تحمي الدستور واتفاق الطائف" في إشارة إلى مركزية دور البرلمان وليس طاولات "حوار طرشان". وأكدت الأوساط، أنه أياً كان موقف لودريان فإن أطراف المعارضة الذين سبق أن رفضوا مقترحه للقاء موسع ينطلق من الأجوبة التي قُدمت إليه عن سؤالين وجّههما الى النواب (حول مواصفات الرئيس العتيد وأولوياته) والذين امتنعوا عن تسليم الرد مستعيضين عنه ببيان الدوحة لمجموعة الخمس، سيبلغون إلى الموفد الفرنسي تباعاً أن موقفهم من طرحه ينطبق بالدرجة نفسها وأكثر على مبادرة بري بل "هذا سيجعلنا أكثر تصميماً على مواجهة الأمر الواقع الذي تجري محاولة فرضه والتمسك بالدعوة إلى جلسة انتخابٍ بدورات متتالية إلى أن يتم الانتخاب". وكان ميقاتي أكد خلال اللقاء مع لودريان "أن بداية الحل للآزمة الراهنة في لبنان يقضي بانتخاب رئيس جديد وإتمام الاصلاحات الاقتصادية ولا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي". وإذ أكد الموفدُ الفرنسي انه "آت الى لبنان لاكمال مهمته"، ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها، واصل لقاءاته أمس بزيارة بارزة لقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي ترتفع أسهمه كمرشح ثالث يمكن أن يكسر الاصطفاف الحاد وينتهي معه الشغور الرئاسي، ثم باجتماع مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.
معارك عين الحلوة
ولم تحجب زيارة لودريان الأنظارَ عن عاصفة النار في مخيم عين الحلوة والتي تجدّدت بعد ظهر أمس عقب "استراحة محارب" سرعان ما انتهت وتداعى معها وقف لإطلاق النار كان تم إرساؤه في الاجتماع الذي رعاه المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري أول من أمس وساد اعتقاد أنه يمكن أن يكون أسس لطي الجولة الثانية من "حرب المخيم" التي كانت اندلعت نهاية يوليو بعد اغتيال القيادي البارز في حركة "فتح" ابو أشرف العرموشي ومرافقين له على يد مجموعات إسلامية متشددة تلكأت عن تسليم قتلته. وعصر أمس تحدثت تقارير عن هجوم كبير شنّته الجماعات المسلحة المنضوية تحت "جند الشام" على كل المحاور مع اشتداد وتيرة المعارك، وسط معلومات عن وفاة جريح لحركة فتح ما رفع عدد قتلى اشتباكات عين الحلوة الى عشرة إلى جانب أكثر من مئة جريح. وأفيد أن رصاص المواجهات طاول الجامعة اللبنانية في مدينة صيدا وإحدى المطابع من دون تسجيل أي اصابات، فيما طلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا - الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش. وجاء تجدُّد الاشتباكات على وقع رصْد ما ستؤول إليه الزيارة التي بدأها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد لبيروت موفداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسط معلومات عن أنه يحمل رسالة تؤكد الحرص على استقرار لبنان "وان المخيمات الفلسطينية، ولا سيما عين الحلوة، لن تكون خنجراً في الخاصرة اللبنانية في ظل الأزمة السياسية والمعيشية والاقتصادية". كذلك وصل نائب رئيس حركة "حماس" في الخارج موسى أبو مرزوق إلى لبنان في زيارةٍ أُعلن أنها تستمر لأيام "لبحث تطور الأوضاع في المخيمات الفلسطينية، ولا سيما ما يجري في عين الحلوة" وأنه سيلتقي بمسؤولين لبنانيين وممثلين للفصائل الفلسطينية "لمحاولة احتواء الأوضاع في المخيم وتأكيد ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات العنيفة التي أودت بحياة العديد من أبناء الشعب الفلسطيني". وفيما كانت المخاوف تتعاظَم من أن دخان عين الحلوة ليس إلا امتداداً لـ "نار" تعتمل تحت طبقات الصراع الفلسطيني – الفلسطيني في الداخل وامتداداته الاقليمية التي تتمحور حول المزيد من تقويض الشرعية الفلسطينية وقضْم نفوذها في سياق إكمال الإطباق على هذه الورقة وروافدها المتمددة في أكثر من ساحة، مرّ على لبنان الرسمي "وكأنه لم يكن"، ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن مطار يتّسع لطائرات متوسّطة الحجم (ومسيَّرات كبيرة) بنته إيران في جنوب لبنان لـ"أهداف إرهابية ضدّ إسرائيل"، كاشفاً أنه يقع بالقرب من بركة جبور ويبعد 20 كيلومتراً عن الحدود الإسرائيلية. وكان لافتاً أن "حزب الله" الذي لم يعلّق على ما كشفه وزير الدفاع الاسرائيلي، وسط إطلاق ناشطين قريبين منه على منصة "إكس" هاشتاغ "عنا مطار"، نفى في شكل قاطع "الاتّهامات الكاذبة والسيناريوهات المفبركة ضدّ مسؤولين في الحزب زعمت قيامهم بأعمال تهريب أسلحة في مطار بيروت الدولي"، مؤكداً أنّ "هذه الافتراءات والتّحرّكات تُشكّل إساءةً بالغةً إلى الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية اللبنانية كافّة الّتي تتواجد وحداتها داخل حرم المطار، وهدفها الضّمني تحميل حزب الله مسؤوليّة أيّ أعمال يمكن أن تُصيب المطار لاحقاً، وهي تتماهى مع العدو الإسرائيلي وحديثه الدّائم عن استخدامه (المطار) لأغراض عسكريّة، ويُشكّل غطاءً لأيّ عدوان إسرائيلي يمكن أن يستهدف المطار ومنشآته".
مشروع موازنة 2024
في موازاة ذلك، وفيما أقرّ مجلس الوزراء أمس مشروع موازنة 2024 وهو ما وصفه ميقاتي بأنه "إنجاز وبطولة، فهذه أول موازنة منذ العام 2002 تُقر في مواعيدها الدستورية قبل بدء الدورة الثانية لانعقاد مجلس النواب، كما أننا نعرف المقدرات والموارد الموجودة اليوم في الإدارة العامة"، بقي ملف الموجة الثانية من النزوح السوري على تفاعلاته، وسط تأكيد رئيس الحكومة ما نُقل عن قائد الجيش من أن هذا "الموضوع كيانيّ ويؤثر على الكيان اللبناني"، مشدداً على تطبيق ما تقرر أول من أمس من "اجراءات لضبط الحدود ومكافحة شبكات التهريب وضبط عمل المنظمات غير الحكومية، والايعاز الى البلديات بضبط الوضع، وتشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لزيارة سورية". وكشف ميقاتي أن بوحبيب "أبلغني هذا الصباح أنه ينتظر من السلطات السورية تعيين موعد له لزيارة دمشق برفقة المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى لبحث هذا الموضوع. على كل حال فإن وزير الخارجية سيغادر هذا الأسبوع إلى نيويورك وسيحصل لقاء بينه وبين معالي وزير الخارجية السوري هناك للاتفاق على الخطوات التالية التي يجب أن تُتخذ". وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أمس أنه "في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع الجاري، محاولة تسلل نحو 1250 سورياً عند الحدود اللبنانية - السورية" ووزّعت صوراً للموقوفين. وأعربت دوائر متابعة عن خشية من مآلات هذا الملف، خصوصاً إذا بقي التعاطي معه عالقاً بين فريق لبناني محرَج تجاه النظام السوري وآخر محرج تجاه المجتمع الدولي، وسط تقارير تحدثت عن أنه في شهر اغسطس بلغ عدد النازحين الذين حاولوا دخول لبنان أكثر من 6500 من دون أن يُعرف عدد الذين نجحوا في التسلل، فيما نُقل عن ميقاتي "أنّ 15 ألف نازح يدخل لبنان شهرياً، واستمرار الوتيرة على حالها يعني دخول 180 ألف نازح سنوياً، وهذا رقم كبير وخطير".
"للمرة الأولى في الذاكرة الحديثة"
مناورة عسكرية مشتركة بريطانية - لبنانية
| بيروت - "الراي"|.... أعلنت قيادة الجيش اللبناني "إطلاق تمرين Pegasus Cedar (في قيادة الفوج المجوقل) بمشاركة اللواء المظلي 16 في الجيش البريطاني والفوج المجوقل والقوات الجوية في الجيش اللبناني، وهو يستمر لمدة 10 أيام ويحاكي عمليات دهم وتدمير خلايا إرهابية متحصنة في مناطق جبلية وعرة، وعمليات إنزال ومهمات تدريبية خاصة، ورمايات بالطوافات ورمايات دقة وقنص". وكشف الجيش أن التمرين "يهدف إلى تعزيز قدرات القوات الجوية والقوات الخاصة في الجيش اللبناني، وتعميق التعاون والتنسيق بينه وبين الجيش البريطاني". بدورها أعلنت السفارة البريطانية في بيان أن "أكثر من 65 عسكرياً من الكتيبة الثانية في فوج المظلات (2 PARA) التابعة للجيش البريطاني سيقومون بتمرين عسكري مشترك تحت اسم "بيغاسوس-سيدار "Pegasus Cedar" مع نظرائهم من فوج المجوقل اللبناني بدعم من سلاح الجو اللبناني". وأشار الى انه "ولمدة عشرة أيام ستكون مناورة "بيغاسوس - سيدار" الأولى من نوعها وأكبر مثال على التعاون العسكري بين المملكة المتحدة ولبنان في الذاكرة الحية. وستقوم القوات البريطانية واللبنانية بممارسة المهارات التكتيكية بما فيها التعامل مع الأسلحة وإطلاق النار من مسافة بعيدة والاستطلاع ومعركة الأحياء القريبة. وسيتدرّب فوج المظليين أيضاً مع القوات الجوية اللبنانية على الرماية المحمولة جواً وتقنيات إدخال وإخراج طائرات الهليكوبتر. وسيُتوَّج التمرين بتمرينين تدريبيين ميدانيين. كما ستهدف هذه المناورة الى اختبار وتعزيز قدرة قوات البلدين في بيئة مليئة بالتحديات". وقال السفير البريطاني هايمش كاول "إن بيغاسوس - سيدار هو لحظة تاريخية في شراكتنا القوية والدائمة مع الجيش اللبناني. وهذه المرة الأولى في الذاكرة الحديثة التي تشارك فيها القوات البريطانية في مناورات مشتركة مع نظرائهم اللبنانيين على الأراضي اللبنانية". وأضاف "تواصل فرق التدريب العسكرية البريطانية العمل جنباً إلى جنب مع جميع فروع الجيش اللبناني - من قوى برية وبحرية وجوية وقوات خاصة - لدعمهم في مهامهم الأساسية. وتفخر المملكة المتحدة بكونها شريكاً رئيسياً للجيش اللبناني، حيث تقدم المعدات والتدريب والدعم والبنى التحتية. لقد كان الجيش اللبناني ولايزال في طليعة الحفاظ على أمن لبنان واستقراره خلال العديد من الأوقات الصعبة بما في ذلك الأزمة الاقتصادية الحالية". وقال قائد لواء الهجوم الجوي البريطاني "إن التمرين هو فرصة رائعة لجنودنا للتدرب مع نظرائهم في فوج المجوقل اللبناني والتعلّم منهم.على الرغم من أنها ليست المرة الأولى لنا في لبنان، إلا أنها المرة الأولى التي نتدرب فيها على هذا النطاق جنباً إلى جنب مع فوج المجوقل". وأوضحت السفارة في بيانها أن "الكتيبة الثانية في فوج المظلات، هي تشكيل ضمن فوج المظليين ووحدة ضمن لواء الهجوم الجوي 16 في الجيش البريطاني ومركزها كولشيستر في انكلترا. هو لواء ذو جهوزية عالية قادر على الانتشار السريع في جميع أنحاء العالم في وقت قصير ضمن مجموعة متعددة من المهام بدءاً من عمليات الإجلاء إلى القتال الحربي". كما أشارت الى ان "بيغاسوس هو شعار لواء الهجوم الجوي 16 في الجيش البريطاني، الذي يصور حصاناً أبيض مجنحاً من الأساطير اليونانية، يمتطيه بيلليروفون. ويكرّم عنوان التمرين أرزة لبنان الخالدة التي هي رمزه وشعار علمه حيث تظهر أيضاً في شارة القوات المسلحة اللبنانية".
المهمة الأخيرة للودريان: الرياض وباريس على موجة واحدة
الأخبار ... في زيارته الأخيرة لبيروت، أمس، موفداً فرنسياً لحلّ الأزمة الرئاسية قبل تسلّمه مهمته الجديدة رئيساً لوكالة التنمية الفرنسية في المملكة العربية السعودية، كانت لقاءات جان - إيف لودريان مع عدد من الجهات السياسية باهتة، مع علم الجميع بأن الدبلوماسي الفرنسي لا يحمِل معه سوى «نصيحة الحوار». وهو بدا في حديثه مع من التقاهم وكأنه «يلمّح إلى انتهاء وساطته بالتأكيد على أن اللبنانيين يجب أن يتحاوروا في ما بينهم على قاعدة اشهد أنّي بلّغت»، كما تقول مصادر مطّلعة. وزاد في خفوت وهج الزيارة أنها أتت بعد لقاء في باريس جمع لودريان والوزير السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري، تأكّد فيه أن لا خرق في موقف الرياض، وأكّد السعوديون فيه أن بلادهم غير معنيّة بلبنان إلا في حال تلبية شروطها لجهة مواصفات الرئيس وبرنامج العمل والإصلاحات. وعلمت «الأخبار» أن العلولا والبخاري التقيا شخصيات لبنانية في باريس، من بينها النائبان وائل أبو فاعور وفؤاد مخزومي اللذان نُقِل عنهما أن «السعوديين أكّدوا أن موقفهم وموقف الفرنسيين أصبحَا واحداً، وأن حل الأزمة الرئاسية غير ممكن إلا من خلال انتخاب رئيس جامع يحظى بقبول غالبية القوى السياسية، ولا يشكّل استفزازاً لأحد». واستهلّ لودريان زيارته بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكّداً أنه «أتى إلى لبنان لإكمال مهمته»، آملاً في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها بري «بداية مسار الحل». وأفيد أن لودريان قال لبرّي «ندعم مبادرتكم الحوارية»، مشيراً إلى أن تأييده المبادرة لا يعكس موقف فرنسا فحسب بل الدول الخمس المعنيّة بلبنان، «وهي متفقة على موقف واحد هو إجراء حوار بين اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية». فيما أكّد بري بعد اللقاء أن «وجهات النظر متطابقة مع لودريان بأن لا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان». وقال بري أمام زواره إنه تبلّغ موقف الموفد الفرنسي من مبادرته للحوار وتأييده لها قبل أن يصل الأخير إلى عين التينة. وأضاف أنه أطلع لودريان على مبادرته للحوار وشرح آليتها «حرفاً حرفاً»، وأن الدبلوماسي الفرنسي سيحمل موقفه هذا إلى القوى والأحزاب التي سيجتمع بها لحضّها على الذهاب إلى حوار داخلي حول بند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية. تالياً، لم تعد ثمة سوى مبادرة بري للحوار تبعاً للآلية التي حدّدها لها رئيس المجلس «علّ لودريان يُفهِم الذين لا يريدون فهم المبادرة ماذا عليهم أن يفعلوا». في غضون ذلك، دعا البخاري النواب السُّنّة إلى لقاء في دارته، الخميس، تكريماً لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لمناسبة تمديد ولايته. وشملت الدعوة إلى اللقاء الذي سيحضره الموفد الفرنسي كلّ النواب السُّنّة (باستثناء النائبة حليمة قعقور التي ترفض حضور أي لقاء له طابع طائفي). وقالت مصادر بارزة إن لودريان والبخاري سيبلغان النواب بموقف سعودي - فرنسي مشترك يؤكد أن الرئيس الجديد يجب أن لا يكون مستفزّاً لأحد، بل يجب أن يكون جامعاً لكل المكوّنات ويحظى بموافقة كل الجهات. ومن المرجّح أن «يُنصح» النواب بتأييد الدعوة إلى الحوار، من باب إحراج من يرفضه ومن يعطّل انتخاب الرئيس من جهة، ومن جهة أخرى لدفع بري إلى عقد جلسة انتخاب.
«ضعف العدوّ»: سيناريو البحر يتكرّر براً | إسرائيل تعرض الغجر والنقاط الحدودية مقابل... خيمة!
الاخبار..ابراهيم الأمين ... في تطوّر لافت، أبلغ الوفد العسكري الإسرائيلي إلى الاجتماع الثلاثي في مقر قيادة اليونيفل، في الناقورة أمس، مندوب لبنان وقيادة اليونيفل استعداد العدو للسير في تحديد كامل الحدود البرية مع لبنان، وللانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر مقابل إزالة حزب الله الخيمتين اللتين نصبهما في منطقة مزارع شبعا. صورة جوية لمنطقة قرية الغجر والنطاق العقاري لبلدة الماري، حيث يظهر حجم الخرق في الجانب اللبناني من الحدود، وهي واحدٌ من مستندات الدولة اللبنانية في مفاوضات تثبيت الحدود البرية. وعلمت «الأخبار» أنه تمّ إطلاع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقيادتَي الجيش والمقاومة على العرض الإسرائيلي الذي جرت عمليات تدقيق في فحواه، خصوصاً أن البعض فهم أن العدو مستعدّ لإخلاء المناطق الزراعية الخالية من السكان الواقعة في خراج بلدة الماري، لا المنطقة التي تضمّ منشآت لسكان القرية. غير أن مصدراً قريباً من قيادة القوات الدولية في الناقورة أكّد أن الإسرائيليين يتحدّثون عن كل المنطقة اللبنانية المحتلة شمال بلدة الغجر. وبحسب المعلومات، فإن المناقشات التي قالت قيادة القوات الدولية إنها ستتابعها في الأيام المقبلة، تستهدف وضع آلية لتنفيذ المقترح الإسرائيلي، على أن تتم مناقشته في اجتماع ثانٍ قريباً، خصوصاً أن النقاش يتعلق بكل النقاط البرية بما فيها نقطة b1 في رأس الناقورة، والتي من شأن اعتمادها تحرير ما تبقّى محتلاً من المياه الإقليمية اللبنانية جنوب خط الطفافات، وهو ما جرى تجاوزه خلال عملية تحديد الحدود البحرية قبل نحو عام. وبعد نشر «الأخبار» مساء أمس خبراً مقتضباً عن العرض الإسرائيلي، انطلقت في كيان العدو حملة إعلامية وسياسية تنتقد حكومة بنيامين نتنياهو، ما أثار انزعاج قادة جيش العدو وقيادة اليونيفل الذين افترضوا أن الأمر سيبقى سرياً، خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي أشار إلى أن المناخ العام في إسرائيل سيكون معرقلاً لقرار بهذا الحجم، متوقّعاً تعرّض الحكومة لحملة كبيرة على غرار ما حصل مع الحكومة السابقة لدى توقيعها اتفاق الترسيم البحري. ومساء أمس، رُصد تفاعل إعلاميين ومراقبين في كيان الاحتلال مع الخبر، وأجمعت التعليقات على الهزْء بحكومة وجيش الاحتلال، واعتبار ما يحصل نصراً جديداً لحزب الله. وقال أحد المعلّقين: «هذا خضوع مخجل من قبل حكومة اليمين»، فيما أشار آخر إلى أن «المعادلة مع حكومة اليسار كانت: أرض مقابل سلام، ومع حكومة اليمين هي: أرض مقابل خيمة». وعلّق ثالث بأنه «للمرة الأولى في التاريخ يحصل أن تحتل جهة أرضاً بواسطة خيمة»، فيما اعتبر أحد المعلّقين أن «الأكيد أن نصرالله يضحك الآن بصوت مرتفع».
ما قبل الخضوع
وبمعزل عمّا ستؤول إليه المحادثات أو الخطوات حول الأمر، يأتي وصول قيادة الاحتلال إلى هذه الخلاصة إثر فشل كل محاولات الترهيب والتهديد السابقة، وبعد التثبّت من عدم قدرة العدو على تحمّل تبعة شنّ عملية عسكرية ضد الخيمتين. وكانت مجموعات من المقاومة الإسلامية، تقدّمت داخل الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا، منتصف حزيران الماضي، ونصبت خيمتين، إحداهما جنوب خط الانسحاب والثانية شماله. وأعلن العدو حينها أن حزب الله نصب خيمتين في منطقة تتبع لـ«السيادة الإسرائيلية»، وأبلغت تل أبيب قيادة قوات اليونيفل في الجنوب، وفرنسا، أن جيشها سيبادر إلى إزالة الخيمتين بالقوة ما لم يسارع الجميع إلى إقناع حزب الله بالتراجع. وانطلقت حملة تهويل على المقاومة بمشاركة كل الأطراف التي لجأ العدو إليها، إلى حدّ ورود اتصال من مسؤول في الأمم المتحدة إلى قيادة الجيش اللبناني محذّراً بالقول: «أمامكم عدة ساعات قبل أن يهاجم الجيش الإسرائيلي الخيمتين». وبعد اتصالات مع قيادة المقاومة كان الرد: «فلينفّذ العدو تهديده، لكن عليه أن يستعد لرد فوري وقاسٍ. وأُتبع الرد بكلام واضح عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً، وتكرّر في رسائل غير معلنة، وكان الأساس فيه أن المقاومة مستعدّة لخوض حرب واسعة إذا لزم الأمر.
أجمعت التعليقات في إسرائيل على اعتبار ما يحصل نصراً جديداً لحزب الله
العدو الذي فوجئ بالرد، عمل على «تمديد مهل الإنذار». وبعد تعرّض حكومة بنيامين نتنياهو لهجوم إعلامي وسياسي، ناقش جيش الاحتلال الخيارات، وكانت التوصية للحكومة بعدم السير في تهديدات تقود إلى حرب يريدها حزب الله الآن. ووصل الأمر إلى حدّ ظهور قيادات عسكرية إسرائيلية بارزة تتحدث عن الخيمتين باعتبارهما لا تمثلان أي خطر على أمن إسرائيل. فيما جعل الضغط الإعلامي والسياسي جيش الاحتلال موضع سخرية، حتى إن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أكّد خلال لقاءاته في بيروت، أخيراً، أن تل أبيب مهتمة جداً بإزالة الخيمتين، ومستعدّة لدفع ثمن مقابل ذلك. وعندما استوضحه البعض عن خلفية الأمر أجاب بصراحة: «الجيش الإسرائيلي بات مُهاناً في نظر الجمهور في إسرائيل وهو أمر لا يحصل عادة»! الخيمتان تمثلان بالنسبة إلى العدو خطوة في سياق يقول جيش الاحتلال واستخباراته العسكرية وأجهزته الأمنية، إن حزب الله يريد من خلاله الدفع نحو مواجهة شاملة. ويعتبر قادة العدو أن لدى الحزب «ثقة كبيرة بالنفس، وهو يلجأ إلى خطوات على الأرض تُظهِر ذلك». ورغم أن قادة العدو كانوا يردّون برفع سقف التهديدات، لكنّ رسائلهم عبر القنوات الدبلوماسية كانت تقول صراحة بأنهم لا يريدون الحرب، لكنهم غير قادرين على تحمّل السياسة المتّبعة من حزب الله، خصوصاً أن العدو يربط بين إستراتيجية المقاومة هذه، وما يجري داخل فلسطين المحتلة من تطوّر المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال في الضفة الغربية.
الغجر... نقطة المثلّث السوري - اللبناني - الفلسطيني
كانت بلدة الغجر قبل عقود أقرب إلى مزرعة منها إلى قرية كبيرة. احتلّها العدو عام 1967 باعتبارها جزءاً من الجولان. وهي تُعدّ نقطة استراتيجية، كونها الأقرب إلى كونها نقطة تقاطع على مثلث الحدود الفلسطينية - اللبنانية - السورية. بعد احتلالها، هاجر عدد من أهلها إلى دمشق شأنهم شأن كثيرين من أبناء الجولان، وبقي فيها أقل من 400 شخص عملوا في الزراعة. آخر أحياء الغجر المدنية الملاصق للسياج، وفيه تخفّ حركة السكان ويقوم العدو بإجراءات مشدّدة لمنع أي احتكاك مع الجهة اللبنانية ولمنع ما يقول بأنّه تهريب للسلاح إلى الفلسطينيين في الضفة عبر هذه القرية. (صور خاصة بـ«الأخبار») ومع الوقت تكاثر هؤلاء وتوسّعت المساحة السكانية التي كانت العمارة فيها مشابهة للعمارة في القرى العربية، لكنّ العدو، حصر البناء ضمن بقعة جغرافية واحدة على ما يفعل في المستوطنات. وبعد اجتياح 1978، توسّع العمران باتجاه الحدود اللبنانية المعروفة وفقاً لترسيم الاستعمار عام 1923. وبعد إعلان العدو ضمّ الجولان مطلع الثمانينيات، خُيّر سكان الغجر بين الحصول على الجنسية الإسرائيلية أو إبعادهم عن أراضيهم وترك مصيرهم لإدارة جيش العملاء في الشريط الحدودي المحتل بقيادة العميل سعد حداد آنذاك. بعد اجتياح 1982، توسّع العمران أكثر في المناطق اللبنانية المحتلّة واستمر على هذا النحو، حتى التحرير في عام 2000، عندما دار جدل حول القرية، اذ انسحب العدو من القسم اللبناني، من دون أن يملأ الجيش اللبناني الفراغ هناك. وتبيّن أن العدو أصرّ على أن تبقى المنطقة تحت إشراف الأمم المتحدة نظراً إلى تعقيدات تتصل بالأهالي المقيمين فيها. لكنّ الجميع هناك يعرف أن القوات الإسرائيلية لم تعد تتواجد بالشكل المتعارف عليه كما بقية المناطق، وأن هناك قوات خاصة للعدو تتحرّك في المنطقة بلباس مدني، وتقيم نقاط مراقبة دائمة ومتحرّكة. خلال حرب تموز 2006، عاد العدو إلى احتلال الجزء الشمالي وأقام سياجاً تقنياً طويلاً، وتذرّع بأن القرية تُستغل في عمليات تهريب المخدّرات والسلاح من لبنان، وبأن حزب الله سبق أن استعملها في هجوم عسكري عام 2005. منذ يومها صار القسم الشمالي من البلدة، والذي يقع ضمناً في النطاق العقاري لبلدة الماري، خاضعاً لمندرجات القرار 1701. في الفترة الأخيرة، أقام العدو جداراً ضخماً طوّق البلدة من الجهة اللبنانية، ومنع الاقتراب من المنطقة، فعاد التواصل بشكل كامل بين أبناء الأحياء الجنوبية والشمالية حيث يعيش أقل من 3 آلاف مدني. وفي الجانب اللبناني، توجد مواقع خاصة لقوات الأمم المتحدة التي أقفلت أحد الطرقات الرئيسية القريبة من السياج بحجّة منع الاحتكاك، كما توجد قرب الموقع الدولي نقطة عسكرية تابعة للجيش اللبناني.