أخبار لبنان..استطلاع دبلوماسي لـ«فرصة الرئيس».. ومعركة بري تتقدَّم!..المحكمة الدولية تطالب لبنان بتوقيف قتلة الحريري وتجهّز "مذكرات أنتربول" بحقهم..مسؤول في خارجية لندن يدخل «خلسة» بمساعدة ميقاتي و«القائد»: تسلّل بريطاني إلى الجيش..مصالحة الرياض ـ طهران: تُقرَّش رئاسياً أم لا؟..هل ينعكس «التبريد» الإقليمي رئيساً للبنان على طريقة «لا غالب ولا مغلوب»؟..بري: الرئاسة مفتاح حل أزمات لبنان..ميقاتي يرفض اتهامات باسيل بـ«التمييز الطائفي»..الدولار يلامس عتبة المائة ألف ليرة لبنانية..أزمة الكهرباء تدفع اللبنانيين لاعتماد وسائل «خطرة» لتسخين المياه..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 آذار 2023 - 3:51 ص    عدد الزيارات 623    القسم محلية

        


استطلاع دبلوماسي لـ«فرصة الرئيس».. ومعركة بري تتقدَّم!....

مجلس المفتين يُحذِّر من ملء الفراغ من خارج الدستور .. وتباين أوروبي - لبناني حول استجواب سلامة

اللواء....بين «ايجابية» سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة، ثم زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، واندفاع «شيف» المجلس النيابي الى البدء بمعركة تسويق النائب السابق سليمان فرنجية من زاوية انه، اذا انتخب يكون «الرئيس الذي يطمئن له حزب الله، وهو على علاقة جيدة معه، وهو على علاقة جيدة مع الجميع، وبإمكانه التنسيق مع السوريين والانفتاح على الحزب، وينطلق من 50 صوتاً كمرشح، ربما صلة رحم من «نوع ما» تتعلق بأن الملف الرئاسي بات على الطاولة اكثر من اي وقت مضى، والحركة الدبلوماسية العربية او الاجنبية تصبُّ في هذا الاتجاه. وقال مصدر نيابي مقرب لـ«اللواء» ان ما يجري سواء لجهة حركة السفير السعودي او السفيرة الاميركية او الموفدين الاوروبيين هو استطلاع لـ«فرصة انتخاب رئيس» بما يسمح باستثمار مناخ التفاهمات الاقليمية والعربية. وكشف المصدر ان كلام بري في ما خص الاولوية لفرنجية كمرشح جدي وليس للمناورة، الاستفاضة في شرح مواصفاته الملائمة لهذه المرحلة محلياً وعربياً وربما دولياً، بانتظار ردود الفعل تمهيداً لتحديد موعد ليس ببعيد لجلسة انتخاب الرئيس. على رغم استمرار اللقاءات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، الا انها لم تخرج عن اطار تسجيل المواقف وتحديد مواصفات المرشح للرئاسة من دون التوصل الى ما يؤدي الى توافقات او مخارج. علما ان «الشغل» بدأ جدياً من اجل توفير حظوظ اكبر لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يقوم بها الرئيس نبيه بري وسواه، عبر اتصالات مع عدد من النواب من اجل زيادة عدد الاصوات له لتتجاوز 65 صوتاً، فيذهب الى مجلس النواب بعدد يؤهله للوصول الى الرئاسة. ولكن يبقى الاهم تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب في دورتها الاولى. وهو الامر الذي ما زال متعذرا نتيجة مواقف الكتل المسيحية الثلاث. لكن تردد ان الاتصالات لتجديد الحوار او اللقاء بين حزب الله والتيار الوطني الحر عادت اليها بعض الحرارة، وعلى خلفية محاولة التوصل الى اقناع التيار بإنتخاب فرنجية او على الاقل التفاهم على رئيس للجمهورية إن لم يكن لترتيب العلاقات المجمدة بينهما. وفي مواقف واضحة من ترشيح سليمان فرنجية، اكد بري خلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين للبحث في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس للجمهورية والموضوع الحكومي، أن الضرورات تبيح المحظورات. سائلاً: هل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض الى تعطيل وتخريب كل شيء ؟ ......وقال: ان قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد. مذكراً بما اعلنه في مهرجان الامام السيد موسى الصدر حول إنتخاب رئيس الجمهوريه بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق له حيثية مسيحية واسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية رئيس يجمع ولا يطرح يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي... رئيس يؤمن بإتفاق الطائف. وسأل:«كيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الاصوات الداعية الى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الاداريه المالية الموسعة»؟ قائلاً: ان لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت إنفجرت، ان لبنان أصغر من ان يُقسّم. وحول لقائه السفير السعودي قال الرئيس بري: التواصل كان قائما وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء عدة لقاءات. الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية وسليمان فرنجيه مد يده للجميع صالح كل الناس. فاذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً ان لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية.

ميقاتي في بكركي

وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي صباحا في الصرح البطريركي في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بالبابا فرنسيس. وشارك في جانب من اللقاء المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وقال ميقاتي قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين: إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله». بعد الزيارة تحدث رئيس الحكومة فقال: عرضنا خلال اللقاء الوضع الراهن في البلد والزيارة التي أنوي القيام بها للاجتماع بقداسة البابا. وفي ما يتعلق بالموضوع الداخلي، أطلعني صاحب الغبطة على الاتصالات التي يقوم بها من أجل الاسراع في انتخاب رئيس، وكانت الاراء متفقة على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت من أجل انتطام العمل العام في البلد وعمل المؤسسات الدستورية، وللبدء بالدخول في الحل. هناك مشكلات اقتصادية واجتماعية ولكن الاهم يتعلق بالسياسة. ومن دون حل سياسي، وان يعود المجلس النيابي للقيام بدوره الطبيعي، وان يكون هناك مجلس وزراء كامل المواصفات الدستورية، لا يمكن الخروج بحل.

مجلس المفتين: العودة للدستور

استهجن مجلس المفتين «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة». وقال: إن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين. وحذر المجلس «من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائياً». واضاف: إن الطبيعة لا تعرف الفراغ، ولذلك نحذّر ايضاً من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني. وللمرة الثالثة، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد. وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي و»أهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم».

وفد أميركي: لحوار حول المرشحين

وكان اللافت امس ايضا، زيارة وفد من «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل مع وفد مرافق وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، الى كل من الرئيس بري و الرئيس حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان. بعد اللقاء مع ميقاتي، قال غابرييل: لقد عبرنا عن إحباطنا لرؤيتنا التحرك المحدود في قضايا مهمة جدا للشعب اللبناني الذي يعاني جراء عدم توافر المياه والكهرباء وانخفاض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، اذ لم يعد بإمكانه دفع فواتيره، اضافة الى ان القطاع الصحي يعاني والقطاع التربوي يعاني أيضا، والشعب يغادر البلد. وتابع: بالطبع انتخاب رئيس أمر جد مهم، تحدثنا به مع رئيس المجلس نبيه بري وقال بأنه يوافقنا الرأي، والوقت الان هو من أجل فتح حوار حول مرشحين يمكنهم تأمين نصاب فيمكن عندها انتخاب رئيس متمكن، نظيف الكف واصلاحي.

الدولار والمحروقات صعوداً

معيشياً، بلغ سعر صرف الدولار الـ ٩٧ الف ليرة امس، وذلك عشية بدء المصارف اضراباً اليوم، وارتفعت اسعار المحروقات مجدداً بعدما أصدرت وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط بعد الظهر، جدولاً بأسعار المشتقات النفطية حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 36 ألف ليرة لتصبح مليون و713 ألفاً، كذلك ارتفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 37 ألف ليرة لتصبح مليون و754 ألفاً، أما سعر صفيحة المازوت فارتفع 34 ألف ليرة لتصبح مليون و626 ألفاً، وقارورة الغاز 25 ألف ليرة لتصبح مليون و162 ألفاً. قضائياً، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غداً الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل الى لبنان امس. الى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا اليوم ايضا. لكن أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر قال لـ «الجديد» : لن نلتزم بالإضراب الذي دعت اليه نقابة المعلمين في المدارس الخاصة.

استجواب أم حضور؟

تترقب الاوساط على اختلافها، لا سيما المالية والمصرفية ما سيدور غداً، خلال مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضية التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا في ضوء الاتهام الموجه اليه من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش بتهمة اختلاس وتبييض اموال مع أخيه رجا ومديرة مكتبه. وفيما تأكد وصول القاضية الفرنسية Aude Buresi الى بيروت للمشاركة في جلسات الاستجواب، اذا عقدت، وسط معلومات متضاربة حول ما اذا كان سيسمح للوفد الاوروبي طرح اسئلة استجوابية على سلامة، او الاكتفاء بالاستماع الى اجوبته رداً على اسئلة المحقق اللبناني. وعزا الامين العام لجمعية المصارف فادي خلف عودة المصارف الى الاضراب اليوم صدور قرارات قضائية لم تكن في سياق الوعود التي اعطيت بتصحيح الوضع.

المحكمة الدولية تطالب لبنان بتوقيف قتلة الحريري وتجهّز "مذكرات أنتربول" بحقهم

برّي "يتحسّر" على فرنجية... وجنبلاط على موقفه: لا "لرئيس طرف"!

نداء الوطن..وكأنّ بـ"عين التينة" بدأت تذرف دمعاً على أطلال "بنشعي" في ضوء انحسار الأمل بإيصال مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى، إذ بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس كمن "يتحسّر" على فرنجية في معرض تعداد "محاسن" ترشيحه لا سيما وأنّ كلامه في هذا السياق أتى إثر استقباله السفير السعودي وليد البخاري الذي يستكمل جولته على المرجعيات والقيادات اللبنانية بعدما كان استهلها من بكركي الأسبوع الفائت، وشملت أمس كلاً من رئيس المجلس ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط. فـ"الرسالة السعودية وصلت"، على حدّ ما قرأت مصادر مواكبة فحوى "ما بين السطور" في حديث بري أمام مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين عن الشأن الرئاسي، لكن مع ملاحظتها استمراراً واضحاً في سياسة "المكابرة والمناورة" رفضاً للتسليم بانعدام حظوظ فرنجية بعد اتفاق بكين السعودي – الإيراني، والذي يعلم "الثنائي" أكثر من غيره أنه سيصب في نهاية المطاف بمصلحة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية "يحظى بتوافق لبناني – لبناني وبغطاء عربي ودولي، وهذه مواصفات لا تنطبق بطبيعة الحال على فرنجية". وبهذا المعنى، أكدت المعلومات المتواترة عن أجواء لقاء "عين التينة" أنّ برّي سمع كلاماً واضحاً من السفير السعودي يعيد التأكيد من خلاله على موقف المملكة حيال المواصفات المنشودة في شخص الرئيس اللبناني المقبل ليكون قادراً على قيادة مرحلة الإنقاذ في البلد بمساعدة الدول الحريصة على انتشال لبنان من أزمته، وذلك بالاستناد إلى ما خلصت إليه مشاورات الاجتماع الخماسي في باريس، لناحية التشديد على وجوب اعتماد اللبنانيين أنفسهم على خارطة طريق إنقاذية تبدأ من انتخاب رئيس توافقي من خارج مرشحي المنظومة السياسية التي أوصلت الدولة اللبنانية إلى حالة التفكك والانهيار على كافة المستويات، وتشكيل حكومة قادرة على مواكبة العهد الجديد بخطوات إصلاحية بنيوية تلاقي المطالب الدولية ومستلزمات الاتفاق مع صندوق النقد. وفي المقابل، حاول بري الضرب على وتر "النازحين" وسلاح "حزب الله" لإعادة تعويم ترشيح فرنجية على أساس أنه الأقدر على "الحديث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل ازمة النازحين (...) وعلى مقاربة الاستراتيجية الدفاعية"، بوصفه حليف النظام السوري و"حزب الله"، مذكراً بسيرة ترشيحات فرنجية الرئاسية بالقول: "ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ ألم يكن واحداً من القيادات المسيحية المارونية الأربعة التي تم التوافق في بكركي على أنّ من يُنتخب من بينها يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟". وفي كليمنصو، استعرض جنبلاط مع السفير السعودي مستجدات الأحداث والتطورات في لبنان والمنطقة، حيث وصفت أوساط قيادية اشتراكية أجواء اللقاء بـ"الإيجابية"، مشيرةً إلى أنّ جنبلاط نوّه "بأهمية اتفاق المملكة العربية السعودية وإيران في الصين على استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، خصوصاً وأنه من أوائل الداعمين إلى تغليب لغة الحوار والتلاقي لتحصين أمن المنطقة واستقرارها وكان من الذين دعوا إلى مثل هذا الحوار بين الرياض وطهران منذ العام 2006". وفي الشأن اللبناني، نقلت الأوساط نفسها لـ"نداء الوطن" أنّ رئيس "الاشتراكي" أكد ضرورة تعزيز قنوات التواصل والحوار في لبنان وحتمية إيجاد السبيل الآيلة إلى "إنتاج حوار داخلي يوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مؤكدةً أنّ جنبلاط "لا يزال على موقفه الرافض لانتخاب رئيس "طرف ضد طرف"، انطلاقاً من نقاط المبادرة التي طرحها على مختلف الأطراف "تأكيداً على أولوية إتمام الاستحقاق الرئاسي". وأكدت الأوساط "الاشتراكية" أنّ جنبلاط جدد التأكيد خلال لقاء البخاري على "محورية العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فكان تقارب في وجهات النظر وتبادل للأراء بين الجانبين واتفاق على استمرار التواصل في المرحلة المقبلة". في الغضون، برزت مساءً مطالبة غرفة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القضاء اللبناني بتنفيذ خلاصات الأحكام ومذكرات التوقيف الغيابية الصادرة عنها بحق أربعة من كوادر "حزب الله" الذين أدانتهم المحكمة بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبالتوازي مع طلب المحكمة الدولية من السلطات اللبنانية "القبض على كلّ من سليم جميل عياش، حسن حبيب مرعي، حسين حسن عيسى وأسد حسن صبرا، وتسليمها إياهم"، طلبت في الوقت نفسه من رئيس قلم المحكمة "تزويد حكومة هولندا بنسخة مصدّقة عن الحكم"، وأذنت للمدعي العام لديها بأن "يطلب من الأمانة العامة لمنظمة الأنتربول أن تصدر نشراتها بما خص هؤلاء لتصبح صالحة لتنفيذها كمذكرات توقيف دولية".

مسؤول في خارجية لندن يدخل «خلسة» بمساعدة ميقاتي و«القائد»: تسلّل بريطاني إلى الجيش

الأخبار .. صار عرفاً، بل سياسةً، أن تتعمّد الدول الغربية تجاوز مؤسسات الدولة اللبنانية في طريقة إدارة سياساتها في لبنان. ومع اشتداد الضغوط الغربية على لبنان في ملفات كالإصلاح الاقتصادي والنازحين السوريين، تعزّز العمل على توفير خط دعم مستقل للمؤسسات العسكرية والأمنية من دون المرور بالجهات الرسمية المعنية. فقد علمت «الأخبار» أن الخارجية البريطانية أوفدت مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية فيجاي رانغاراجان إلى بيروت منتصف الشهر الماضي، لعقد اجتماعات خاصة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وتفقّد الحدود مع سوريا من دون علم الجهات الرسمية اللبنانية. كما زار المسؤول البريطاني منازل نازحين سوريين مكرراً طلب بلاده توفير الدعم لهم. وشدّد، في الاجتماعات المغلقة، على أن بلاده لا تعتقد بأن الظروف في سوريا حالياً آمنة كفاية لعودة هؤلاء إلى بلادهم، مشيراً إلى أن الدعم الذي توفره الدول المانحة يكفي لتوفير ما تنفقه الدولة اللبنانية على النازحين. وخصص رانغاراجان المتخصص بمكافحة الإرهاب وملفات الشرق الأوسط، القسم الأكبر من محادثاته للبحث في سبل توفير دعم خاص للجيش اللبناني بمعزل عن أي سلطة رسمية لبنانية، متجاهلاً عن عمد النقاش القائم حالياً حول طريقة عمل قائد الجيش مع الجهات المانحة من دون الحصول على إذن مجلس الوزراء، ومن دون علم وزير الدفاع المعني بالأمر. إلا أن اللافت أن الزيارة تجاوزت الأصول الديبلوماسية في ما يبدو أنه بات سياقاً رسمياً في تعامل الدول الأوروبية مع لبنان. إذ إن الجانب البريطاني نسّق الزيارة لوجستياً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ومديرية المخابرات في الجيش حصراً. وقد حطّت الطائرة التي أقلّت الزائر في مدرج الطائرات الخاصة، ودخل مع الوفد المرافق عبر صالون الطائرات الخاصة. وقد زار رانغاراجان السراي الكبير للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث فوجئ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي كان يزور السراي بالوفد الذي لم يكن على علم بقدومه! وبعد التواصل مع دوائر وزارة الخارجية تبين أن السفارة اللبنانية في لندن لا علم لديها بالزيارة، فيما ادّعت السفارة البريطانية في بيروت أنها لم تُبلّغ بالأمر! وعندما راجع بو حبيب رئيس الحكومة، نفى الأخير علمه بأن تكون الزيارة سرية، وأكد أنه تصرف مع الأمر على قاعدة أن التنسيق قد تم بالفعل مع الخارجية اللبنانية. وتبين لاحقاً أن الهدف من زيارة رانغاراجان لميقاتي توفير تغطية من رئيس الحكومة لآلية التعاون غير الرسمية مع قيادة الجيش، علماً أن جدول أعمال المسؤول البريطاني كان حافلاً بلقاءات مع قيادة الجيش. وهو تعاطى مع الأمر، كما غيره من المسؤولين الغربيين، على قاعدة عدم الحاجة إلى استشارة أي مسؤول حكومي في لبنان أو وزارة الدفاع قبل التواصل مع المؤسسة العسكرية التي يُفترض أنها تخضع لأوامر السلطة السياسية. علماً أن قائد الجيش نفسه يمتنع عن التنسيق في هذا الشأن مع أي من المسؤولين اللبنانيين، وهو ما يعرفه البريطانيون جيداً. وعلمت «الأخبار» أن المسؤول البريطاني بحث مع قائد الجيش في آليات التعاون بين الجانبين، ومستقبل برامج الدعم التي تقدمها بريطانيا للمؤسسة العسكرية. كما تطرق البحث إلى المساهمة البريطانية في بناء الأبراج الخاصة بالأفواج الحدودية على الحدود مع سوريا. وقد نظّم عون للديبلوماسي البريطاني ومرافقيه جولة على الحدود مع سوريا، للاطلاع على آليات العمل في أبراج المراقبة ومناقشة آفاق التعاون بين الجانبين بما خص هذا الملف وغيره. علماً أن هذه الأبراج شيدت بدعم بريطاني، فيما أسهمت الولايات المتحدة في توفير كاميرات ضخمة ثُبّتت فيها تبث صوراً حية إلى مركز العمليات في قيادة الجيش. لكن مطلعين أكدوا أن آلية البث تسمح بنقل الداتا إلى أماكن أخرى عبر أقمار اصطناعية، ويجري الحديث عن أن من بين هذه الأماكن غرفة عسكرية يشرف عليها الأميركيون في قاعدة حامات العسكرية وأخرى في قاعدة بريطانية في قبرص.

احتجاج بو حبيب

وقد غادر رانغاراجان لبنان، كما دخله، عبر صالون الطائرات الخاصة، فيما علمت «الأخبار» أن بو حبيب طلب استدعاء السفير البريطاني في بيروت هاميش كاول على عجل. ولوجود الأخير خارج لبنان، أوفدت السفارة في 20 شباط الماضي القائمة بالأعمال كاميلا نيكلس (بدأت مهامها في بيروت قبل ثلاثة شهور). وسمعت الأخيرة احتجاجاً من بو حبيب على «هذا التصرف الذي يعكس عدم احترام بريطانيا للدولة اللبنانية ومؤسساتها، واعتمادها سلوكاً يهمّش إدارات الدولة اللبنانية، وأن عدم إبلاغ السفارة وزارة الخارجية بأمر الزيارة، وعدم طلب اجتماع مع وزير الخارجية أو مسؤولين في الوزارة يمثل استخفافاً وتجاوزاً للتقاليد». وسأل بو حبيب أمام الديبلوماسية البريطانية: «هل تقبلون بسلوك كهذا من أي دولة أخرى؟ وكيف يزور مسؤول رفيع في الخارجية البريطانية لبنان من دون إبلاغ وزارة الخارجية اللبنانية، إذ كان عليه الدخول إلى لبنان من خلال صالون الشرف وأن يكون مسؤول لبناني في انتظاره، لا أن يأتي ويغادر سراً عبر صالون الطائرات الخاصة.

أبراج الحدود مع سوريا تبث صوراً إلى غرفتَي عمليات أميركية وبريطانية؟

وكيف يقبل بأن يتولى الجيش اللبناني فتح ممرات خاصة ويعقد اجتماعات سرية مع رئيس الحكومة وقائد الجيش من دون علم الخارجية ومن دون وجود وسائل إعلام». وختم بو حبيب بمخاطبة الديبلوماسية البريطانية: «هل تتعاملون مع الجيش اللبناني كما تتعاملون مع المنظمات غير الحكومية؟ نأسف لقيامكم بمثل هذه الأعمال، ولم نكن نتوقع أن لا تحترم سفارتكم المؤسسات الرسمية في لبنان». وبحسب المعطيات، فقد كانت الديبلوماسية البريطانية مربكة جداً، وأقرت بحدوث «خطأ»، وقالت إنها ستنقل احتجاج بو حبيب إلى المسؤولين في لندن. لكنها أشارت إلى أن الاجتماع مع رئيس الحكومة لم يكن سرياً، وأشارت إلى البيان الذي صدر بعد زيارة السراي وجاء فيه حينها أن رانغاراجان بحث مع ميقاتي في تداعيات الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا وصعوبة تأمين المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

السفراء البيض

يشار إلى أن الحكومة البريطانية رفضت في حزيران الماضي منح اللجوء لبضع عشرات من المهاجرين عبر البحر إلى أراضيها. وخاضت الحكومة معركة ضد الرأي العام ومنظمات حقوقية داخل بريطانيا وخارجها، بما في ذلك الكنيسة التي اعتبرت أن إرغام المهاجرين على العودة إلى بلادهم أو نقلهم إلى مكان احتجاز مؤقت مناف للطبيعة الإنسانية. ورفضت بريطانيا التي تتصرف وفق مصالحها المباشرة فقط، الإصغاء لكل هذه المناشدات وعمدت إلى إطلاق عملية ترحيل على مراحل. في تلك الفترة، عقد بو حبيب اجتماعاً مع عدد من السفراء الأوروبيين في لبنان، من بينهم السفير البريطاني في حينه إيان كولارد (انتقل لاحقاً إلى لندن ليشغل منصب مسؤول شؤون الأمن القومي في وزارة الخارجية)، وتمحور الحديث حول ملف النازحين السوريين. فأصر الجانب الأوروبي على أن لبنان ملزم بحماية وجود هؤلاء على أراضيه، وأن عليه أن يعمد إلى خطوات تجعلهم يندمجون أكثر في المجتمع اللبناني مع رفض تام لعودتهم إلى بلادهم بحجة غياب الأمن والعمل. ورغم الطابع الديبلوماسي الذي يغلب على شخصية بو حبيب، إلا أنه بدا مستفزاً من حديث السفراء، خصوصاً السفير البريطاني الذي يتخذ من الصفة الديبلوماسية غطاء، فتوجه إليه وزير الخارجية بالقول: «أنتم ترفضون تحمل مسؤولية 15 مهاجراً وتعملون على ترحيلهم إلى رواندا، وتعطينا دروساً في كيفية التعامل مع قضية تتجاوز قدرات لبنان على التحمل اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، بينما لا يوجد ما يعيق عودتهم إلى بلادهم؟». وكالعادة، ثارت ثائرة «السفراء البيض» وأطلقوا العنان لموجة من ردود الفعل جعلت الوزير بو حبيب يدعوه بعد أيام إلى مكتبه، ليشرح له الموقف بكثير من الديبلوماسية. إلا أن «سفير صاحب الجلالة» تصرف يومها، وكأنه نجح في فرض تعديل على موقف الوزير، وهو ما لم يحصل. إذ تبيّن أنه استعان بمسؤولين لبنانيين من بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحريص على رضى «السفراء البيض»، كما فعل مع السفير الألماني الأكثر صفاقة بين السفراء الأجانب أندرياس كيندل عندما استدعاه وأبلغه تنبيهاً رسمياً بضرورة احترام الأصول والقواعد الديبلوماسية المعمول بها والتوقف عن القيام بخطوات تتجاوز الحكومة وتستفز قسماً كبيراً من اللبنانيين. يومها، قامت الدنيا ولم تقعد، وتدخلت الحكومة الألمانية مع ميقاتي الذي عاد واستقبل كانديل وأصدر بياناً أثنى فيه على دوره الشخصي في تعزيز العلاقات مع لبنان. وأدت خطوة ميقاتي إلى تعزيز سياسة التجاوز من قبل سفارة ألمانيا التي صارت تتدخل في كل شيء، خصوصاً في عمل القضاء اللبناني من دون الخشية من أي مساءلة.

مصالحة الرياض ـ طهران: تُقرَّش رئاسياً أم لا؟

الاخبار...نقولا ناصيف ... على الطريقة اللبنانية المألوفة يقرأ الأفرقاء المتنازعون الحدث الإقليمي بلغتين مغايرتين، ويقاربان التشخيص بتباين، وينتهون إلى منطق طبيعي هو خلاصات متناقضة متباعدة. لكل منهم اجتهاده في التفسير يفترض أنه سيصب في مصلحته ويستفيد منه، ويقوّض وجهة النظر المعاكسة......على نحو ما اعتاده الداخل اللبناني وهو يتلقف أخيراً إعلان المصالحة السعودية - الإيرانية برعاية صينية، راح يبحث عن البذار اللبنانية فيها كي يتوقع الثمار. ذلك ما رافق في ما مضى تقييم الحرب السورية وبعدها الاتفاق النووي مع إيران عندما وقّع ثم عندما تداعى، كذلك في السنوات الأخيرة معاودة مفاوضات الاتفاق نفسه فتعليقها. أقرب الأحداث الملبننة كان اللقاء الخماسي في باريس. كل حدث إقليمي في جوار لبنان، أو معنية به أصابع دول تمسك بعنقه، ملبنن بالسليقة. لذا نُظِرَ إلى مصالحة الرياض وطهران في الداخل اللبناني على أنها جزء محتمل في سلسلة التداعيات المفترضة للحدث الإقليمي. منذ اندلاع الحرب اللبنانية كانت حلولها تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية ولاية بعد أخرى، والانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات الإسرائيلية وكذلك النزاعات العربية - الإسرائيلية، وفي الحسبان أنها ستأتي بحل إلى لبنان. في السنوات القليلة المنصرمة عُلّق لبنان على خشبة اليمن، بالتزامن مع تعليقه على خشبة سوريا على أن نظامها إما سينهار أو سينجو. هكذا قراءات اللبنانيين المتناحرين. تبدأ من نقطة مشتركة، كلما تقدم التأويل والتفسير فيها انفصل الخطان واحدهما عن الآخر وصولاً إلى التعارض. بإعلان المصالحة السعودية - الإيرانية قيل للفور إنها ستقود الاستحقاق الرئاسي المجمد على طريق الحل، وكلٌ توقّع الحل الذي يبصره هو بالذات. مع أن الخلاصة هذه توحي بأنها واحدة، تحمل في واقع الحال كل التناقض والتنافر حتى قبل أن تتأكد العاصمتان الإقليميتان الكبريان من أن مصالحتهما ستنجح بالفعل في خلال الشهرين المقبلين. راحت مواقف الداخل اللبناني تتبارى في أيهما تحْرز قبل الأخرى، وتدور من حول معضلة واحدة باتت تختصر انتخابات الرئاسة اللبنانية: يُنتخب سليمان فرنجية رئيساً أم فقد الآن حظوظه كلها؟...... على نحو ذلك يُقَارَب الحدث الإقليمي وتداعياته في الداخل اللبناني ويتحرك من حول كلٍ من الفريقين المواليين لكل من الرياض وطهران على أنه هو سيكسب الجولة الأخيرة في الاستحقاق الرئاسي. بالتأكيد فإن أياً منهما لا يسعه الجزم في ما سيجنيه لبنان من المصالحة تلك في ما بعد أو لا يجنيه أبداً. مع ذلك تراوح المعطيات المحلية مكانها في التأكيد مرة تلو أخرى أن لا انتخاب للرئيس في وقت قريب:

1 - بينما تتمسك الرياض بهدف معلن هو إضعاف إيران في سوريا ولبنان، تتمسك طهران بقبضتها المتشددة على لبنان والرخوة إلى حد على سوريا بفعل الوجود الروسي فيها. ما يتقاطع الأفرقاء المحليون عنده فكرة جوهرية هي أن اجتماع المصالحة لم يكن ليبصر النور لو لم يُحْرَز تقدم أساسي ومهم في معالجة مشكلة اليمن بين الفكين السعودي والإيراني. الدولة التالية المعنية بسلم الأولويات هي سوريا التي تقترب منها المملكة دونما أن تنفصل عنها الجمهورية الإسلامية. مع أن المصالحة أعادت الروح إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وبدأت تقليص وطأة التوتر السنّي - الشيعي في المنطقة المستعر من جراء تنازعهما، بيد أن غير المعلن في المصالحة لا يقل أهمية عن المعلن.

2 - بينما يجزم المحيطون بفرنجية أنه لن يترشح هذا الأسبوع، لا يسع مناوئوه إلا أن يعدّوه مرشح حزب الله قبل أن يكون مرشح الثنائي الشيعي. وهو سبب كاف كي تنشط كل أسباب معارضته والحؤول دون وصوله إلى الرئاسة، وإن يبدو أفضل المرشحين حظوظاً لتمتعه بدعم كتلة وازنة هي الثنائي وحلفاؤه لا تزال مع ذلك عاجزة عن ترئيسه. أول مَن دل على أوصافه قبل اسمه كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ثم أفصح رئيس البرلمان نبيه برّي عن الاسم، ثم انضم نصرالله إلى ما قاله برّي. مقدار التصاق فرنجية بسوريا والرئيس بشار الأسد لم يُقل مرة إنه مرشح إيران ولم يُعرف عن علاقة سياسية تجمعه بها كالعلاقة العقائدية التي تجمع حزب الله بها. ينظر خصومه إلى ترئيسه على أنه المصدر المثالي لوطء قدم سورية مجدداً في لبنان بالتزامن مع ما يمثله حزب الله لإيران في لبنان. المفارقة غير المعلومة والمصادفة في هذا التوقيت بالذات، وإن هي لا تزال تجرجر أذيال الحرب والعداوات على أراضيها والأبواب العربية نصف المفتوحة، استعداد دمشق مجدداً للدخول على خط الاهتمام بالداخل اللبناني بعدما كانت عهدت بدورها كله مذ أجلت قواتها عن لبنان عام 2005 إلى حزب الله. أخيراً عيّن الأسد السفير السوري السابق في لبنان (2009 - 2022) علي عبدالكريم علي مسؤول ملف لبنان. الديبلوماسي السوري عاد إلى وزارة الخارجية وأضحى معنياً، من خلال شبكة الاتصالات التي أنشأها طوال 13 عاماً، بالوضع اللبناني والبقاء على تواصل مع أصدقائه اللبنانيين وتبادل الآراء والمعلومات. ذلك ما يضفي على الاستحقاق ثم في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس - أياً يكن - أهمية خاصة.

الأسد عيّن علي عبدالكريم علي مسؤول ملف لبنان في سوريا

3 - بينما يواجه ترشيح فرنجية معارضة مسيحية من الكتلتين الكبريين وهما التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وهو سبب وجيه لتعثر انتخابه سواء توافر له نصاب الثلثين أم لم يتوافر. تقاطُع الكتلتين عند رفض فرنجية ومناوئة انتخابه لا يقلل من نقطة ضعف أساسية تواجهها الكتلتان معاً أو منفردتين: ليس لكل من رئيسيهما النائب جبران باسيل وسمير جعجع مرشح بديل يواجه فرنجية، ولا مرشح واحداً ضده يدعمانه معاً. تتوقف سلبيتاهما عند منع انتخابه دونما التمكن من العثور على بديل أو منافس له على الأقل. في الأيام الأخيرة استعارا اللعبة المعتادة لحزب الله في استحقاق 2014 - 2016 والاستحقاق الحالي وهي منع اكتمال النصاب القانوني، إذاً العدوى تنتقل إلى الكتلتين المسيحيتين. لم يعد حزب القوات اللبنانية يؤمن بجدوى اللعبة التي كان السبّاق إلى مباشرتها منذ الجلسة الأولى للانتخاب في 29 أيلول بترشيح النائب ميشال معوض كي تفضي إلى الإلغاء المتبادل لفرنجية ومعوض في آن. يلتقي جعجع وباسيل الآن على الحؤول دون تمكين فرنجية من الفوز بأي من نصابيْ الثلثين والأكثرية المطلقة بلا مرشح منافس. ثمة تمييز بادٍ بينهما: يخوض جعجع في الاستحقاق الرئاسي مواجهة مزدوجة ضد حزب الله الأصل وفرنجية الفرع، فيما يميز باسيل خصومته لفرنجية عن خلافه مع حزب الله.

السفير السعودي زار بري وميقاتي إلى الفاتكيان غداً

هل ينعكس «التبريد» الإقليمي رئيساً للبنان على طريقة «لا غالب ولا مغلوب»؟

الراي.... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الدولار على شفير المئة ألف ليرة... وهل يتحوّل «الناخب الأول»؟

- بري متمسّكاً بترشيح فرنجية: إذا كان هو لا يَجْمَع مَن الذي يَجْمَع؟

- الكنيسة ماضية في محاولة إحداث خرْق رئاسي وموفدها زار جعجع

- مجلس المفتين يحذّر من افتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات

بين «التبريد» الإقليمي الذي عبّر عنه «تَفاهُمُ بكين» على معاودة مد الجسور الديبلوماسية على خط المملكة العربية السعودية وإيران وفق «مدوّنةِ سلوكٍ» ستكون قيد الاختبار في الشهرين المقبلين، وبين التسخين المحلّي من بوابة الانهيارات المتسارعة للواقع المالي – النقدي – المعيشي والتي ستتخذ منحى أكثر عصفاً مع الدخول الوشيك لسعر «الدولار الأسود» مرحلة «الخمسة أصفار»، بدا المشهدُ اللبناني وكأنه مشدود إلى «الماء والنار» من دون أن يكون أحدٌ قادراً على استشراف متى وكيف سيتمّ «الهبوط الاضطراري» وهل يلتقط اللبنانيون الفرصةَ ويستفيدون من التطبيع في المنطقة لشقّ «مَخْرج طوارئ» يقيهم... الشرّ المستطير. وكلما تكشّفتْ حدودُ «اتفاق بكين» الذي اختصره وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأنه يؤكد الرغبة المشتركة لدى الجانبين «لحلّ الخلافات عبر التواصل والحوار» لكن ذلك «لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات العالقة بين البلدين»، كلما زاد الاقتناعُ في بيروت بأنّ وهْجَ الصفحة الجديدة التي تقف على مشارفها العلاقة السعودية - الإيرانية لابدّ أن ينعكس على صعيد لبنان الذي ترتبط وضعيته عبر «الأوعية المتصلة» بوقائع المنطقة وتحوّلاتها وصفائحها المتحركة. ورغم أن الرياض تنأى بنفسها عن الملف اللبناني الذي يختزله منذ أشهر عنوان الانتخابات الرئاسية «المعلَّقة» وتترك للبنانيين أن يأخذوا بأيديهم وعلى عاتقهم إدارة هذا الاستحقاق بما يعطي إشاراتٍ إلى أنه مدخل لبناء الدولة وإعلاء مصلحة بلدهم على أي أجنداتٍ إقليمية على حساب الوطن الصغير وشعبه، يسود انطباعٌ بأنّ بدايات التفاهم السعودي – الإيراني، الذي سيبقى قيد الاختبار لأسابيع، لابد أن توفّر مناخاً يستظلّه الداخل اللبناني لمحاولة إيصال الانتخابات الرئاسية إلى حلّ علّه يشكل «برّ أمان» لمجمل واقع «بلاد الأرز» التي تتدحرج في قلب هاويةٍ لا تنفكّ تزداد عمقاً مع كل قفزة للدولار الأسود الذي تجاوز أمس للمرة الأولى 96 ألف ليرة. وبدأتْ دوائر لبنانية من مَشارب مختلفة تتقاطع عند أن الوضعَ الداخلي سينحرف بالنتيجة في اتجاه تسويةٍ للملف الرئاسي على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، باعتبار أن «المزاج» أو الجو العام الذي ولّده تفاهم بكين يقلّل حظوظ المرشّح المدعوم من الثنائي الشيعي «حزب الله» والرئيس نبيه بري أي سليمان فرنجية، من دون أن يزيد من حظوظ مرشّح غالبية المعارضة ميشال معوض، ما يعني أن ثمة اقتناعاً أخذ يتكوّن بأن لا مَخْرج من الأزمة إلا باسمٍ يشعر معه الجميع بأنهم ما لم يكونوا رابحين فبالحد الأدنى ليسوا خاسرين. ويبدو أن أحداً في لبنان لا يملك تصوراً حول توقيت وأدوات تبلور مثل هذا الاقتناع ونضوجه لدرجةِ أن يُترجم باسمٍ تسووي، وسط خشية من أن يتحوّل الدولارُ اللاهب «الناخبَ الأول» رئاسياً ولا سيما بعد أن يتجاوز عتبة المئة ألف الأولى التي لم يعد يفصله عنها إلا بضع ساعات تسرّعها عودة القطاع المصرفي إلى الإضراب المفتوح الجزئي ابتداء من اليوم، وتالياً تعليق العمل بمنصة «صيرفة»، وفي ظلّ مؤشرات بالغة الخطورة عبّرت عنها مشهدية الشغَب الذي رافق مباراة لكرة القدم بين فريقيْ الأنصار والعهد في ملعب فؤاد شهاب (جونية - كسروان) وما تخللها من هتافات سياسية ومذهبية وتكسير الملعب الذي تحوّل ساحة معركة تطايرت تشظياتها المخيفة على شكل مواقف وتعليقاتٍ فاضت بمضمونٍ سياسي وطائفي نافر. ولم تكن عابرة أمس حركة السفير السعودي في بيروت وليد بخاري في اتجاه رئيس البرلمان نبيه بري الذي أشار مكتبه الإعلامي إلى أن ضيفه استشهد بما «يردده الرئيس بري، بالدعوة الى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لابد منتصرة»، لافتا الى «أن المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت الى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة». وفي حين اكتفى السفير السعودي لدى مغادرته عين التينة بالقول رداً على سؤال عما إذا كان هناك أي شيء إيجابي للبنان «شيء أكيد»، أفادت معلومات متقاطعة أن موقف المملكة لم يتبدّل في ما خص المواصفات التي تراها ضرورية في رئيس الجمهورية كي يتمكّن من إنقاذ لبنان، وسبق أن بلْورها سفير المملكة خلال زيارة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأسبوع الماضي وأبرزها ألّا يكون منغمساً في أي فساد مالي أو سياسي، رافضاً الدخول في أي تسميات. ولم يكد بخاري أن يغادر مقرّ بري، حتى وصلت السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي التقتْ رئيس البرلمان مع وفد من فريق العمل الأميركي من أجل لبنان برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل. واستوقفت أوساطاً سياسية مواقف أطلقها بري بعد اجتماعه بالسفير السعودي، إذ أكد خلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين أن "التواصل كان قائماً مع بخاري وسيتواصل، وقد حصلت قبل هذا اللقاء اجتماعات عدة»، معلناً «أن الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية وسليمان فرنجية مدّ يده للجميع وصالَحَ كل الناس، فإذا كان سليمان فرنجية لا يَجْمَع فمَن هو الذي يَجْمَع»؟......وشدد على أنه «كان يجب أن ننتخب رئيساً للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد»، مذكّراً بما سبق أن أعلنه من أن «المطلوب رئيس وطني يَجْمَع ولا يفرّق له حيثية مسيحية وإسلامية وقبل أي شيء حيثية وطنية يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي وباتفاق الطائف». وأضاف: «بعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح. وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي وبعد رفض الدعوات التي وجهتُها ومازلت للحوار والتي تَجاوبت معها غالبية الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر) لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك، ولم يكن هناك خيار إلا الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتُها بخطاب 31 أغسطس، بذكرى إخفاء الإمام الصدر في صور، وأقمت حوارات مع جهات دولية ولا سيما مع سفراء الدول الخمس وقلت لهم نشكركم على الدعم الذي ستقدمونه للشخص الذي نختاره». وتابع «مَن هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ ألم يرشّحه السفير ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حين كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ في الانتخابات السابقة ألم تلتقِ القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على 4 أسماء وأن مَن يُنتخب بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ ألم يكن فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟». وأردف: «نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سورية بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيس مؤمن باتفاق الطائف. وانطلاقاً من كل ذلك رشّحنا الأستاذ سليمان فرنجية». ولم يكن ممكناً الجزم بما إذا كان تظهيرُ حيثيات دعْم ترشيح فرنجية بهذا الشكل هو في إطار الإبقاء على«السقف مرتفعاً» في ملاقاة المرحلة الجديدة قبل بدء«توسيع الكوع» والبحث عن تسويةٍ عبر حواراتٍ قد تكون ثنائية ويرجح أن تتطلب الكثير من شد الحبال، أم أن حسابات أخرى قد تجعل الثنائي الشيعي «يصمد» على خيار فرنجية أقله بانتظار«اختبار الشهرين» لتفاهم بكين لتتحدّد في ضوئه«الخطوة التالية».

بكركي

في موازاة ذلك، كان البطريرك الماروني يمضي في محاولة تقريب وجهات النظر بين الكتل المسيحية عبر موفده المطران أنطوان بونجم الذي زار أمس رئيس حزب«القوات اللبنانية»سمير جعجع، وسط استعداداتٍ للراعي لدعوة النواب المسيحيين إلى«يوم رياضة روحية ومصالحة» بعد فشل مَساعيه لجمْعهم في لقاء موسّع يحمل عنوان بحث الملف الرئاسي. وكانت بكركي شهدت محطة بارزة أمس لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل يومين من زيارة يقوم بها غداً للفاتيكان حيث سيلتقي البابا فرنسيس. وتحوّل اللقاء مناسبة لعرض مجمل الواقع اللبناني في ضوء التعقيدات التي ترافق اجتماعات حكومة تصريف الأعمال في كنف الشغور الرئاسي، والتي سبق للبطريرك أن وجّه ملاحظات عليها في موازاة«فتْح النار»عليها من«التيار الوطني الحر»، وصولاً لانفجار خلافٍ بلغة طائفية بين رئيسه جبران باسيل ورئيس الحكومة على خلفية مراسيم تجنيس. وقال ميقاتي بعد لقاء الراعي: «أطلعني صاحب الغبطة على الاتصالات التي يقوم بها من أجل الاسراع في انتخاب رئيس. وتوافقنا في الرأي على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت من أجل انتظام العمل العام في البلد وعمل المؤسسات الدستورية. وشرحت لصاحب الغبطة موضوع اجتماعات مجلس الوزراء وضرورة السهر على متابعة إدارة المرفق العام، وكان صاحب الغبطة متفهماً جداً لهذه المواضيع. نحن نتحدث عن عمل حكومي في مرحلة تصريف الأعمال، ولكن الدستور عندما تحدث عن تصريف الأعمال بصلاحيات محددة، كان على أساس أن تصريف الأعمال لوقت قصير، ولكن كلما طال وقت الشغور الرئاسي، توسعت الحاجة لتوسيع نطاق الصلاحيات من أجل متابعة أمور الدولة كما ينبغي متابعتها». وأضاف: «لمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي او غير شرعي ويحق له أن يجتمع أو لا يجتمع، فليتفضل ويقُم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص». وتابع: «تطرقنا أيضاً إلى الكلام المستهجن والبغيض الذي نسمعه عن الموضوع الطائفي والاتهامات الطائفية والتي أسماها صاحب الغبطة بالهستيريا السياسية. هذا الكلام أعتبره دليل إفلاس سياسي في هذا الوقت بالذات، لأن المقاربة التي نقوم بها ليست طائفية».

مجلس المفتين يحذّر

وبعدها التقي ميقاتي في السرايا الحكومية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان والمجلس الجديد للمفتين، معتبراً «أن انعقاد المجلس يشكل انطلاقة جديدة ترسّخ وحدة الوطن بمحافظاته ومناطقه وتكامله». ونوّه المفتي «بالجهود والمساعي التي يقوم بها الرئيس ميقاتي في معالجة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يعانيها المواطن». وكان مجلس المفتين حذّر بعد اجتماع برئاسة دريان «من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، ما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعياً وانمائياً». واعتبر «أن الطبيعة لا تعرف الفراغ، ولذلك يحذّر من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني». واستهجن المجلس «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والالتزام باتفاق الطائف، رافضاً المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة»، مؤكداً «أن رئيس مجلس الوزراء يلتزم بالدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين».

بري: الرئاسة مفتاح حل أزمات لبنان

اتهم المصارف بتهريب أموال إلى الخارج

بيروت: «الشرق الأوسط».... أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري استمراره بالتمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، معتبراً أن الحل السياسي في لبنان هو المدخل الأساسي لحل الأزمات المالية والاقتصادية وغيرها. وشدد بري خلال لقاء جمعه، أمس، بمجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزف القصيفي، على أن الانتخابات الرئاسية هي «افتح يا سمسم» أي مفتاح الحل، محذراً من أن لبنان «سوف يبقى يعاني طالما لم تقم فيه دولة مدنية». وفي الملف الاقتصادي والمالي، يمتلك بري مقاربة مفادها أن «الحل السياسي هو بداية لحل كل الأزمات». وهو بري مصارف لبنانية بـ«تهريب أموالها إلى الخارج حتى بات من المتعذر حالياً تأمين أرصدة الحسابات التي تقل عن مائة ألف دولار»، معتبراً أن هذه الخطوة كان من شأنها أن تمنع الانهيار المالي الكبير الحاصل، ومؤكداً أن مسؤولية الأزمة المالية تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف، وليس من المقبول أن يتحملها المودعون. وفي الملف السياسي، يشدد بري على أن «الضرورات تبيح المحظورات»، ومن هذا المنطلق، يرى بري أن من المنطقي أن يجتمع البرلمان، وأن تجتمع الحكومة كلما كان ذلك ضرورياً رغم الفراغ الرئاسي، مشبهاً الوضع القائم في لبنان بمصنع لديه 3 مولدات، خرب أحدها، فيقرر أصحابه تخريب المصنع كله بدلاً من تشغيل المولدين الآخرين. ويقول: «نعم كان يجب أن ننتخب رئيساً أمس، ويجب أن ننتخبه اليوم قبل الغد، وغداً قبل بعده. لكن هل نسهم في شلل البلاد في انتظار نجاحنا في انتخاب رئيس؟ وهل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض إلى تعطيل وتخريب كل شيء؟». وذكر بري بما أعلنه سابقاً أن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق، رئيس له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية، رئيس يجمع ولا يطرح، رئيس يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي، رئيس يؤمن باتفاق الطائف، سائلاً: كيف لهذه العناوين أن تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإدارية المالية الموسعة؟ معتبراً أن لبنان «كالذرة إذا ما جزئت انفجرت». وقال بري: «بعد 11 جلسة انتخابية، أخذوا علينا (تصويتنا) بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي 5 أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجهتها وما زالت للحوار، والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك، ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها». وأضاف بري: «أريد أن أسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير (الأميركي السابق) ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟». وتابع مستدلاً على أحقية فرنجية بأن يكون مرشحاً أساسياً، مشيراً إلى أن البطريرك الماروني بشارة الراعي جمع في الانتخابات (الرئاسية) السابقة القيادات المسيحية والمارونية في بكركي، ويومها تم التوافق على 4 أسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين، ألم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟ وأضاف: «نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة إلى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا إذا كنا سنعتمد على الأوروبيين والأميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيساً يؤمن باتفاق الطائف، وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا الأستاذ سليمان فرنجية». وختم بري قائلاً إن «الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع وصالح كل الناس، فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع، فمن الذي يجمع؟»، مؤكداً أن لا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية. وكان بري استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال بيا لمكتب بري، إن بخاري «شدد خلال لقائه رئيس المجلس، مستشهداً بما يردده الرئيس بري، على الدعوة إلى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة»، لافتاً إلى أن «المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة».

ميقاتي يرفض اتهامات باسيل بـ«التمييز الطائفي»

زار البطريرك الماروني... ويغادر إلى الفاتيكان للقاء البابا

بيروت: «الشرق الأوسط»... نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، «المقاربات الطائفية» في إصراره على عقد اجتماعات لحكومته، رغم اعتراضات قوى مسيحية يتقدمها التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل، في ظل الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وفي ردٍّ غير مباشر على باسيل الذي يتصدر الهجوم عليه، رأى ميقاتي أن هذه التصريحات «دليل إفلاس سياسي». وكان ميقاتي قد زار أمس، البطريرك الماروني بشارة الراعي، قبيل مغادرته إلى الفاتيكان للقاء البابا، ومسؤولين آخرين في دولة الفاتيكان. وقال ميقاتي بعد اللقاء إن البطريرك أطلعه على الاتصالات التي يقوم بها من أجل الإسراع في انتخاب رئيس و«كانت الآراء متفقة». وأضاف: «توافقنا في الرأي على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت من أجل انتظام العمل العام في البلد وعمل المؤسسات الدستورية، وللبدء بالدخول في الحل. هناك مشكلات اقتصادية واجتماعية ولكن الأهم يتعلق بالسياسة. ومن دون حل سياسي، وأن يعود المجلس النيابي للقيام بدوره الطبيعي، وأن يكون هناك مجلس وزراء كامل المواصفات الدستورية، لا يمكن الخروج بحل». وأشار ميقاتي إلى أنه شرح للبطريرك موضوع اجتماعات مجلس الوزراء وضرورة السهر على متابعة إدارة المرفق العام». وقال: «كان صاحب الغبطة متفهماً جداً لهذه المواضيع. نحن نتحدث عن عمل حكومي في مرحلة تصريف الأعمال، ولكن الدستور عندما تحدث عن تصريف الأعمال بصلاحيات محددة، كان على أساس أن تصريف الأعمال لوقت قصير، ولكن كلما طال وقت الشغور الرئاسي توسعت الحاجة لتوسيع نطاق الصلاحيات من أجل متابعة أمور الدولة كما تنبغي متابعتها. ولمن يتحدث ويقول إن مجلس الوزراء شرعي أو غير شرعي ويحق له أن يجتمع أو لا يجتمع، فليتفضل وليقم بدوره في انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، وهذا هو باب الخلاص». وأضاف: «تطرقنا أيضاً إلى الكلام المستهجن والبغيض الذي نسمعه عن الموضوع الطائفي والاتهامات الطائفية والتي سماها صاحب الغبطة بالهستيريا السياسية. هذا الكلام أعده دليل إفلاس سياسي في هذا الوقت بالذات، لأن المقاربة التي نقوم بها ليست طائفية».

أزمة الكهرباء تدفع اللبنانيين لاعتماد وسائل «خطرة» لتسخين المياه

سخانات الغاز تسببت في حالات اختناق ووفيات

بيروت: «الشرق الأوسط»... «حالنا كحال جميع اللبنانيين، نعيش من دون كهرباء، ما دفعنا إلى إيجاد بدائل أخرى للحصول على المياه الساخنة، لذا قرّرنا تركيب سخان للمياه على الغاز». بلوعة وحرقة كبيرة، تروي أم لبنانية فقدت ابنتها التي لم تتجاوز الـ18 عاماً نتيجة تنشّقها للغاز. ويؤدّي عطل في جهاز تنظيم درجة الحرارة «الترموستات» أو عدم وصول الماء إلى السخان بطريقة منتظمة، إلى انفجار سخان المياه. كما يمكن أن يسبب سخان المياه الاختناق لأفراد المنزل، بسبب تسرب الغاز من القارورة أو من أنابيب التوصيل، أو بسبب تسرب ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن احتراق الغاز، في حال كان الجهاز مثبتاً في حمام الاستحمام. ولجأ لبنانيون كثيرون إلى السخان العامل على الغاز، بكثافة هذا العام، لتوفير مياه ساخنة، في ظل الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي في لبنان؛ وبات تشغيل سخان المياه الذي يعمل على الكهرباء يعتمد بشكل كامل على المولدات الخاصة، وهذا يحتاج إلى ما لا يقل عن 5 أمبيرات لتشغيله. وتختلف فاتورة المولد من منطقة إلى أخرى، إلا أنها لا تقل عن 100- 130 دولاراً أميركياً. لذا كان البحث عن وسائل بديلة من البديهيات. وقالت السيدة التي تقطن مع عائلتها في النبطية (جنوب لبنان) لـ«الشرق الأوسط»: «حصل تسرّب للغاز خلال استحمام ابنتي تسبب في اختناقها، وأدّى إلى وفاتها فوراً». وقال خال الفتاة (شقيق الأم) لـ«الشرق الأوسط»، إن «غياب الكهرباء السبب الرئيسي وراء اللجوء إلى سخان الغاز»، مضيفاً: «قيل لنا إنه آمن ويفي بالغرض تحديداً خلال موسم الشتاء». وأوضح أنه «تم تركيب السخان منذ نحو شهر قبل وفاة ابنة شقيقتي التي أرادت الاستحمام عقب عودتها من الجامعة، ووقعت الفاجعة». وقال: «بعد مرور بعض من الوقت تنبّهت شقيقتها الصغرى لحصول أمر ما، ولكن للأسف الأوان كان قد فات، ولم نتمكّن من إسعافها، وفارقت الحياة في منزل العائلة». ومع حلول فصل الشتاء، نشطت ظاهرة تركيب سخّانات الغاز في لبنان، ويتراوح ثمنها بين 110 و350 دولاراً حسب النوعية وبلد المنشأ. ولا تكمن الخطورة في السخان نفسه؛ بل في سوء تركيبه ووضعه في الحمامات، إذ يفترض وضعه في منطقة معزولة يدخلها الهواء؛ لأن احتراق الـCO في غرفة مقفلة يسبب الاختناق، وفق أحد العاملين في هذا المجال. وقال رئيس مجلس إدارة ومدير مستشفى النبطية الحكومي، الدكتور حسن وزني لـ«الشرق الأوسط»: «الناس لجأت إلى سخان الغاز من دون التنبّه إلى خطورة نقص الأوكسيجين الذي يتسبب فيه خلال الاستحمام». وأضاف: «قد تكون المشكلة تقنية لناحية تركيب السخانات، لذا بتنا نرى ارتفاعاً في حالات الاختناق». ومن المهم -حسب وزني- أن يتم ضبط المسألة أكثر لناحية مكان وطريقة التركيب. وأسف وزني لأننا «بتنا اليوم نرى العودة إلى هذه التقنيات في لبنان، واعتماد وسائل قديمة بهذا الموضوع»، شارحاً أنه «طبياً الأمور لا تزال تحت السيطرة؛ لكن لا يجب الاستهانة بالمخاطر الناجمة عن تركيب هذه السخانات». وبغياب إحصائيات دقيقة وأرقام عن الوفيات وحالات الاختناق التي يتحدث عنها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الشهرين الماضيين، قال وزني إنه باعتباره طبيباً يفضّل عدم اعتماد هذه الآلية، إلا أنه نصح من ليس لديه وسيلة أخرى بـ«عدم وضع السخان داخل الحمام إذا كان ذلك ممكناً، أو إيجاد منفذ للهواء تجنّباً للاختناق». وشدد على ضرورة «وجود فتحة في مكان تركيب سخانات المياه على الغاز لإخراج غازات الاحتراق، وكذلك فتحة لإدخال الهواء المشبّع بالأوكسجين، لتفادي توليد غازات سامة». وترتبط مخاطر استخدام سخانات المياه التي تعتمد على الغاز ببلد المنشأ وتقنيّة الإمدادات، ومكان وضعها في المنازل، لا سيما أن معظم الشقق السكنية في لبنان غير مجهّزة للعمل وفقاً لأنظمة التسخين على الغاز، حسبما أكد أحد العاملين في مجال تركيب سخانات الغاز لـ«الشرق الأوسط». وتُشكل سخانات المياه خطراً كبيراً على الأشخاص عند أي خلل يطرأ عليها، وبسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية يتردّد البعض قبل استبدال سخان المياه، على الرغم من الأخطار التي قد يتعرضون لها. لذلك شدّد العامل في مجال تركيب السخانات على ضرورة إجراء الصيانة الدورية لها. وارتفع الطلب بشكل كبير على تلك السخانات. وقال أحد أصحاب محال بيع سخانات المياه، إن نسبة الطلب على تلك السخانات ارتفعت بشكل ملحوظ جداً. فمقابل شراء سخان واحد على الكهرباء يتم شراء ما لا يقل عن 5 سخانات غاز. ومما لا شكّ فيه أن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة أجبرت قسماً كبيراً من اللبنانيين على الاتجاه نحو سخانات الغاز. في هذا السياق، ذكر أحد الصناعيين أنه في ظل عدم توفّر الكهرباء «بات الناس يلجأون إلى سخانات المياه التي تعتمد على الغاز بشكل أكبر، كلٌّ حسب إمكاناته المادية ومكان إقامته».

الدولار يلامس عتبة المائة ألف ليرة لبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط».. ألف ليرة، في انهيار غير مسبوق يكاد يكون مضاعفاً عن بداية العام الذي سجل أرقاماً بحدود 50 ألف ليرة، بعدما كان السعر المعتمد هو ليرة فقط في نهاية العام. وتتواصل الاحتجاجات على انعكاسات هذه الأزمة على مختلف القطاعات التي تعلن تباعاً عن تحركات وإضرابات، كان آخرها إعلان نقابة معلمي القطاع الخاص الإضراب اليوم (الثلاثاء)، فيما لا يزال موظفو القطاع العام مستمرين في إضرابهم للشهر الثاني على التوالي، لكن من دون أن ينعكس هذا الأمر تغيراً على الأرض لجهة تنفيذ مطالبهم. وهذا الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار ينعكس على حياة اللبنانيين اليومية ولقمة عيشهم عبر الارتفاع اليومي لأسعار السلع الأساسية على غرار الخبز والمحروقات التي تحددها الوزارات المعنية، فيما تبقى الفوضى سيدة الموقف فيما يتعلق بالسلع الأخرى، حيث يلجأ التجار إلى رفع الأسعار بشكل دوري. وأمس، حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر ربطة الخبز المتوسطة بـ35 ألف ليرة والكبيرة بـ44 ألفاً، بينما ارتفع سعر صفيحة البنزين 37 ألف ليرة ليصبح نحو مليون و800 ألف ليرة، والمازوت 34 ألف ليرة ليصل إلى أكثر من مليون و600 ألف ليرة، والغاز 25 ألف ليرة، أي بحدود المليون و200 ألف ليرة. وبعد أيام على عودة جزء من معلمي المدارس الرسمية إلى عملهم مع اتخاذ إجراءات مرتبطة بتصحيح رواتبهم، أعلنت أمس نقابة معلمي القطاع الخاص عن الإضراب اليوم، مطالبة بحصول المعلمين على حقوقهم بما يتناسب مع الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار وسعر صفيحة البنزين، على أن يجتمع المجلس التنفيذي اليوم، لتقييم الوضع واتخاذ الموقف التصعيدي المناسب، محذرين من أنهم يتجهون «إلى الأسوأ في حال استمرار تجاهل مطالبنا من الدولة واتحاد المؤسسات الخاصة الذي نأمل في أن يكون على مستوى الكارثة التي تحل بالوطن والمعلمين».

القضاء اللبناني يطلب من حاكم «المركزي» المثول أمام محققين أوروبيين

بيروت: «الشرق الأوسط»... أبلغ القضاء اللبناني، اليوم الاثنين، حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بوجوب الحضور إلى جلسة استماع الأربعاء مع محققين أوروبيين، يزورون بيروت للمرة الثانية في إطار تحقيقات حول ثروته، وفق ما أفاد به مسؤول قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي حال مثول سلامة، الأربعاء، ستكون المرة الأولى التي يستمع فيها قضاة أوروبيون إليه للاشتباه بضلوعه وشقيقه رجا في قضايا اختلاس. وفي يناير (كانون الثاني)، استمع محققون من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ إلى شهود، بينهم مديرو مصارف وموظفون حاليون وسابقون في مصرف لبنان، في التحقيقات بقضايا غسل أموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة. ووصل المحققون الأوروبيون اليوم إلى بيروت. وأوضح المسؤول القضائي أن قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا «أرسل مذكرة تبليغ إلى سلامة عبر قوى الأمن الداخلي، يطلب منه الحضور إلى مكتبه عند العاشرة (08:00 توقيت غرينتش) من صباح الأربعاء للاستماع إليه في إطار» استنابات أوروبية. وسيحضر الجلسة القاضي أبو سمرا الذي سيوكل إليه طرح الأسئلة على سلامة، بحضور القضاة من فرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا. وتركز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري أسوشييتس»، المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت، والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة. ويُعتقد أن الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من المصرف المركزي، عبر تلقي عمولة اكتتاب، جرى تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج. وقبل عام، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية (يوروجاست) أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ جمدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية، إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه، بينهم شقيقه، بتهم غسل أموال و«اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي، بين 2002 و2021». وأفادت صحيفة «زونتاغس تسايتونغ» الأسبوعية السويسرية الشهر الماضي بأنّ جزءاً كبيراً من مبلغ يراوح بين 300 و500 مليون دولار، اتُهم سلامة باختلاسه، أودع في حسابات في 12 مصرفاً سويسرياً. وبموازاة التحقيق الأوروبي، فتح القضاء اللبناني في أبريل (نيسان) 2021 تحقيقاً محلياً بشأن ثروة سلامة ومصدرها بعد استهدافه بالتحقيقات الأوروبية. وفي 23 فبراير (شباط)، ادعى القضاء اللبناني على سلامة وشقيقه ومساعدته ماريان الحويك بجرائم اختلاس أموال عامة، والتزوير، والإثراء غير المشروع، وتبييض الأموال، ومخالفة القانون الضريبي. وكان من المفترض أن تعقد جلسة لاستجواب سلامة في إطار التحقيق المحلي الأربعاء، إلا أنه جرى تأجيلها لإفساح المجال أمام المحققين الأوروبيين. وأوضح المسؤول القضائي أن المحققين الأوروبيين سيستمعون الأربعاء إلى سلامة وحده، على أن يتم لاحقاً استجواب شهود آخرين. ولطالما نفى سلامة، الذي يشغل منصبه منذ عام 1993، الاتهامات الموجهة إليه، معتبراً أن ملاحقته تأتي في سياق عملية سياسية «لتشويه» صورته.

البنك الدولي مستعدّ لدعم لبنان في الظروف الاستثنائية

بيروت: «الشرق الأوسط»..أكد رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط، فريد بلحاج، خلال لقائه وزير المالية اللبناني بحكومة تصريف الأعمال، يوسف الخليل، استعداد البنك الدولي لدعم لبنان في الظروف الاستثنائية من خلال عدد من المشروعات. وفق وكالة الأنباء الألمانية، استقبل الخليل، اليوم (الاثنين)، بلحاج والمدير الإقليمي بالبنك، جان كريستوف كاريت، «وتم استعراض الأوضاع المشتركة». وأكد بلحاج «استعداد البنك الدولي لدعم لبنان في الظروف الاستثنائية من خلال عدد من مشاريع الإغاثة، لا سيما دعم القمح وبرنامج الأسر الأكثر فقراً». وتطرقت المحادثات «إلى ضرورة المحافظة على قطاع التعليم وإنقاذ العام الدراسي، ومساعدة الإدارة العامة، لا سيما المالية، في مواجهة تداعيات الأزمة». ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية ارتفعت معها معدلات الفقر والبطالة إلى حد كبير. ويموّل البنك الدولي عدد من المشروعات في لبنان؛ لا سيما مشروع «شبكة الأمان الاجتماعي» الذي يؤمن مساعدات نقدية لآلاف المحتاجين.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..كييف: مقتل أكثر من 1100 روسي بأقل من أسبوع في باخموت..كييف تجاهلت نصائحنا وتململت..مسؤولون أميركيون يكشفون..أوكرانيا تكسب وقتاً في باخموت وتتلقى انتقاداً أميركياً ..كييف تتحدث عن «التحضير لهجوم مضاد» وصد أكثر من 100 غارة روسية..لمنحها طابعاً «نازياً»..ميدفيديف يقترح تغيير اسم أوكرانيا..مولدوفا تفكك شبكة روسية لزعزعة استقرارها..بايدن يطمئن الأميركيين: أموالكم محفوظة.. بيونغ يانغ تطلق صاروخي كروز استراتيجيين..بنس: التاريخ «سيحاسب» ترامب على استهداف الكابيتول..قمة أميركية ـ بريطانية ـ أسترالية اليوم..

التالي

أخبار سوريا..هجوم صاروخي يستهدف موقعاً للتحالف في سوريا..ولا إصابات..« الاعتقال التعسفي» في دمشق ومحيطها وسيلة إثراء لمسؤولين أمنيين..غذاء السوريين بين الصراعات الإقليمية وتخبط الخطط الزراعية..أنقرة تؤكد عقد اجتماع رباعي في موسكو غداً لبحث التطبيع مع دمشق..محقّقو دوليون: دمشق والأمم المتحدة فشلتا في مساعدة المتضرّرين من الزلزال..إيران طرفاً رئيساً في مسار التقارب..والتهديد الأميركي قائم..عُقدة الوجود التركي: دفْع روسي - إيراني نحـو تفاهم مكتوب..دول الخليج في سوريا: حلفاء دمشق غير قلقين..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,172,668

عدد الزوار: 6,758,794

المتواجدون الآن: 121