أخبار لبنان..لبنان يتوسَّم انفراجاً من التقارب السعودي – الإيراني..نصرالله واثق بأنّ الإيراني "لا يخلع صاحبه"..وبرّي يسعى لزيارة الرياض..نصر الله: تقارب الرياض وطهران يفتح آفاقاً في لبنان..لبنان يسعى لاحتواء «الإشكال» بين رجال الأمن وطلاب عراقيين..قضاة أوروبيون يشاركون التحقيقَ اللبناني في ملفّ رياض سلامة.. «الوطني الحر» يخوض معاركه من دون حلفاء..

تاريخ الإضافة السبت 11 آذار 2023 - 4:56 ص    عدد الزيارات 627    القسم محلية

        


لبنان يتوسَّم انفراجاً من التقارب السعودي – الإيراني....

«فوبيا عونية» من فرنجية وارتياح لدى نصر الله.. وميقاتي ينتظر دراسة الرواتب بعد الفاتيكان

اللواء....انشغلت الاوساط الرسمية والنيابية والحزبية بالحدث الاقليمي – الدولي المتمثل باعلان كل من المملكة العربية السعودية وايران، برعاية الصين، وفي بكين استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد قطيعة دامت لسنوات، نظراً لانعكاساته الايجابية على الاستقرار الاقليمي في دول آسيا القريبة، لا سيما القوتين الاقليميتين النافذتين السعودية وايران، بالتعاون مع آسيا البعيدة الممثلة بجمهورية الصين الشعبية. وبمعزل عن تخوم التأثير الجيوبوليتيكي لكل من المملكة وايران على الدول المجاورة، سواء في الخليج او دول غرب آسيا العربية من سوريا الى لبنان مروراً بالعراق، فإن الاوساط اللبنانية قابلت بارتياح هذا الحدث الاقليمي الكبير، وسط متغيرات ميدانية في الميدان بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والشعب الفلسطيني، سواء في الضفة والقطاع واراضي الـ48. واعتبرت مصادر سياسية ان الاتفاق السعودي الايراني خطوة مهمة لازالة حالة التوتر بين البلدين، وفتح مرحلة جديدة بالعلاقات بينهما، وهو من شأنه ان ينعكس ايجابا على دول المنطقة، ولا سيما الدول التي تعاني من جراء التدخلات الايرانية في شؤونها الداخلية، مباشرة او بواسطة مليشياتها المسلحة المنتشرة على اراضيها وقالت: انه من المبكر اعطاء توقعات مسبقة عن نتائج ومفاعيل الاتفاق مستقبلا، ولا بد من انتظار بعض الوقت، لاختبار مدى جديّة الالتزام الايراني بتطبيق بنوده، لئلا يكون هذا الاتفاق مجرد واجهة يتلطى وراءها الايرانيون، لاستكمال خطط الهيمنة على العديد من هذه الدول. واشارت المصادر إلى ان أهمية الاتفاق المذكور بين المملكة وايران، انه حصل برعاية الصين وهي المرة الاولى، التي يحصل فيها مثل هذا الحدث بالمنطقة، ما يؤشر الى تبدلات في الموازين السياسية والتحالفات والنفوذ، وهذا يعني صعوبة التملص منه ايرانيا، او الالتفاف عليه لافشاله واسقاطه، أسوة بالعديد من التفاهمات والاتفاقات التي انقلبت عليها طهران طوال العقود الماضية. ودعت المصادر الى الحذر، وعدم الاسترسال بالتوقعات الايجابية السريعة على الملف اللبناني، وتحديدا انتخاب رئيس جديد للجمهورية، باعتبار ان الاولوية لاعادة الثقة المفقودة بين البلدين، والبدء بحل المشاكل المباشرة بينهما وفي مقدمتها انهاء الحرب باليمن. الا ان ذلك لا يعني عدم مقاربة الاوضاع في لبنان من ضمن اوضاع الدول العربية التي تشهد توترا، بسبب التدخلات الايرانية، وهذا يتطلب انتظار مزيدا من الوقت، لاستكشاف مدى التأثير المباشر للاتفاق بين المملكة وايران على الداخل اللبناني. واشارت المصادر الى ان هناك جملة مؤشرات، عكست البدء بالتحولات بالمنطقة، استباقا لمفاعيل الاتفاق المذكور، بدأت بتغطية حزب الله حليف ايران، لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بعد ان كان يعترض ويعرقل حصوله لاكثر من عشر سنوات متتالية، بينما بدأت تظهر بوضوح مقدمات التخفيف من مفاعيل الاتفاق على وضعية الحزب بلبنان، بالعبارات التطمينية التي وجهها الامين العام للحزب حسن نصرالله لجمهوره، وتأكيده بأن ايران لن تبدل تعاطيها مع حلفائها. وإزاء توسم لبنان انفراجاً على مستوى الازمة الرئاسية في الاسابيع المقبلة، قال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ان لبنان يحتاج الى «تقارب لبناني وليس الى تقارب ايراني – سعودي» مؤكداً ان «على لبنان ان يقدم المصلحة اللبنانية على اي مصلحة ومتى حصل هذا سيزدهر». من جهته، رحّب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، بالبيان الثلاثي الصيني - السعودي - الإيراني، وأشار إلى أنّ «إتفاق كل من السعودية وإيران، على إستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدى أقصاها شهران، ستترك أثرها الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة». ولفت، بحسب ما نقلت الوزارة عبر حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ «لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه، ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الايجابي البناء الذي سيعود حتمًا على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة». ودعا بوحبيب إلى «الإستفادة من هذه الفرصة من أجل الخوض في حوار عربي-إيراني، على قاعدة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وافضل علاقات حسن الجوار، وهي النقاط التي إتفق عليها المشاركون في إجتماعات بكين الثلاثية»، مثمنًا «الجهود والمساعي الحميدة التي قامت بها عدة دول لرأب الصدع وتخفيف التوتر وعلى رأسها العراق، وعمان، وصولًا إلى وساطة الصين مؤخرًا، التي تكللت بهذا الاتفاق المهم». ولئن سارع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى تلمُّس ايجابيات من توقيع الاتفاق لاعادة العلاقات السعودية – الايرانية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، الامر الذي وصفه بالجيد، غمر قلق من نوع «الفوبيا» التيار الوطني الحر، الذي قلل من تأثير الاتفاق على الاتيان بالنائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وعبّر عن هذا القلق، من خلال محطة الـOTV التي لم ترَ في التفاهم بين الرياض وطهران ما يخدم المرشح فرنجية «اذا استمر الموقف المسيحي من ترشيحه على ما هو عليه» غامزة من قناة «القوات اللبنانية» التي يمكن لها ان تستدير لجهة توفير النصاب لانتخاب فرنجية. وفي الموقف المباشر غرد رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل قائلاً: أخيراً حدث ما كان يجب ان يحصل بين السعودية وايران، وهو سيشمل سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان... مستدركاً: لكن ما من حل لأزماتنا سيأتي من الخارج، إن لم نبادر في الداخل الى وضع الحلول. لكن النائب السابق وليد جنبلاط قلل من تأتثر الاتفاق لبنانياً مع وصفه بالانجاز الكبير في تخفيف التوترات في الشرق العربي. وقال: أما في الداخل اللبناني فانه يؤكد دور الحزب الاشتراكي المحوري، فالحزب تاريخياً له فرع كبير في الصين، وراء السد العظيم بحماية الاسد الصيني، وتحت اشراف تنين الموحدين. وقبل ساعات من الاعلان عن اتفاق استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان علاقات لبنان مع الكثير من الدول، ولا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي، تعرضت على مدى السنوات الماضية للاهتزاز بسبب اساءات بالغة الخطورة دفع ثمنها غالياً ولن نسمح بتكرارها. وجدد تأكيد «الالتزام بحماية امننا وامن الدول الشقيقة والصديقة ومنع اي اساءة توجّه الى الاخوة الذين لم يتركوا لبنان يوما، او تصدير الممنوعات اليهم والاساءة الى مجتمعاتهم، وفي مقدمة هذه الدول المملكة العرببة السعودية» . وكان رئيس الحكومة يتحدث خلال ترؤسه طاولة مستديرة بشأن تفعيل أمن سلسلة التوريد في لبنان من خلال برنامج الرقابة على الحاويات، وفي إطار خطة الحكومة لمكافحة تهريب المخدرات والممنوعات عبر المرافىء .وعقد الاجتماع في السرايا الحكومية، بتنظيم من الحكومة اللبنانية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وقال ميقاتي:اجتماعنا بحضور الوزراء المعنيين ، يعطي اشارة قوية على توسيع التعاون ببن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والوزارات المعنية، والاتاحة لوكالات تنفيذ القانون بالانضمام إلى هذا البرنامج الناجح، وقد عيننّا نقطة اتصال في رئاسة الحكومة لتنسيق أنشطة البرنامج مع كل وكالات إنفاذ القانون ذات الصلة ولتوفير الإشراف على عمل البرنامج ونتائجه. وعلى الصعيد الحكومي، علم ان الرئيس ميقاتي ينتظر انتهاء وزارة المال من اعداد التقرير الخاص والجداول المتعلقة بإنتاجية الموظفين وتصحيح الرواتب والأجور، ليدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد لبت هذا الملف. وقال: تواجه وزارة المال معضلة توقف الموظفين عن العمل والنقص الهائل في الكادر البشري الذي يصرّف اعمال الوزارة، مما يعقّد مهمة إحصاء العائدات المالية للفواتير الرسمية التي ستُجبى على سعر منصة صيرفة 70 ألف ليرة، والعائدات الجمركية على 45 ألفاً وإدخالها الى الخزينة لكي تتمكن الحكومة من لحظ الزيادات على رواتب الموظفين في جلستها المقبلة. واوضح الموقع (التابع للرئيس ميقاتي): أن هذه الاشكالية تؤخر انعقاد مجلس الوزراء الى الاسبوع الذي يلي الاسبوع المقبل، لا سيما وان رئيس الحكومة سيسافر الى الفاتيكان الاسبوع المقبل، للاجتماع مع قداسة البابا فرنسيس. وينقل زوار السرايا عن رئيس الحكومة قوله «إنه لن يسمح بتعطيل مجلس الوزراء كآخر مؤسسة تعمل بظل الفراغ في مختلف المؤسسات، لا سيما في رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والذي تسلل أيضاً الى اللجان النيابية، إذ لا يمكن ترك البلاد بلا سلطة تسير المرافق العامة وتدير شؤون المواطنين وتتخذ بعض القرارات في القضايا الملحة في ظل حالة الانهيار والظروف الكارثية القائمة». الى ذلك، يغادر الرئيس ميقاتي في 15 الجاري الى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس في 16 منه، على ان يزور مطلع الاسبوع بكركي للتشاور مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الملفات التي سيطرحها في الكرسي الرسولي. والحدث العربي – الايراني، حسب المراقبين، يُرتقب ان ينعكس على لبنان على الاقل بتهدئة بعض «الرؤوس الحامية» والتمعن فيما يجري خارج حدود لبنان من تطورات. ومع ذلك، من المبكر الكلام عن انعكاس هذا الاتفاق على الاوضاع اللبنانية لجهة تأثيره على الاستحقاق الرئاسي والوضع الاقتصادي والمعيشي،لاسيما وان الدولتين تعلنان رسمياً عدم التدخل في هذا الشأن وتترك للبنانيين معالجة اوضاعهم بالتوافق وببعض الاجراءات الاصلاحية الضرورية. وبالانتظار الذي اعتاد عليه اللبنانيون وهم «يلحسون مبرد» الدولار الاسود ويكتوون بنار الغلاء، راوحت الامورمكانها واستمرت المواقف المكررة، وصدرت بعض المواقف عن بعض النواب المستقلين و»التغييريين» (ابراهيم منيمنة)يعلنون فيها رفضهم انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وأي مرشّح من داخل الاصطفافات القائمة لرئاسة الجمهورية ولدينا مواصفات نبحث عنها». ومواقف اخرى (ملحم خلف) تدعو المعارضة «الى فعل ايجابي، ولنرشح اي شخصية نريد، ولنبني عليه لنخرج برئيس نتوافق على انتخابه». بينما قال عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ عبر حسابه على «تويتر»: ان تجميل الخيار السياسي للوزير سليمان فرنجيه بتغطيته بوعود والتزامات كلامية قد تؤثر على بعضهم. يبقى السؤال: كيف يقبل هذا البعض بموقفه من تفجير المرفأ وحمايته للمطلوبين؟ الثابت ان مصلحة الحزب عنده هي فوق كل اعتبار. غير مناسب! .... بالمقابل، قال نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي بعد لقاء الرئيس بري: حاولت ان استطلع منه الاسباب الموجبة التي أملت عليه الحديث الذي تضمن تأييده لفكرة ترشيح الوزير فرنجيه لرئاسة الجمهورية، وفاجأني بالقول وهو محق بذلك، «انه مرشحي منذ العام 2016 انا أيدته في الترشيح وانه ليس بالامر الجديد دعم ترشيح الوزير فرنجية، وهو الذي أبدى هذه الرغبة من على منبر الصرح البطريركي. وكان لا بد لي من ان اؤكد قناعاتي السابقة بأن هذا الرجل يستطيع ان يلعب دورا إيجابيا في لم شمل البلد وتوحيده وتأمين كل الطلبات التي تحتاجها سيادة البلد والتي ترسل الطمأنينة في قلوب اللبنانيين» .  واشار الفرزلي الى حل الخلافات وعودة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية على كافة المستويات بما فيها السياسية والإقتصادية والاجتماعية، وقال: وهو ما قد ينعكس خيرا على المنطقة برمتها. وهذا الامر هو المطلوب للبنان. لم الشمل اللبناني إنعكاس للم الشمل على مستوى المنطقة، والوزير فرنجية قادر بطريقة أو بأخرى ونتيجة الثقة المتجسدة به كشخص يملك الحرية الكاملة في التحرك نتيجة الثقة بشخصه. وحول الاستحقاق الرئاسي قال السيد نصر الله خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب في ذكرى أسبوع أسد محمود صغير الملقب ب»الحاج صالح»: قلنا إننا ندعم مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية في لبنان، ونقول ونكرر «اتفضلو ناخد ونعطي ونشوف شو الحلول والخيارات والمخارج، إن حق الترشيح ليس لطائفة محددة، بل يستطيع أي نائب أو كتلة نيابية ترشيح من تريد، فنحن لا نريد أن نفرض رئيسا للجمهورية على أحد في لبنان، بل أن نفتح الأبواب لإتمام هذا الاستحقاق. أضاف: أي مساعدة خارجية للبنان نقبل بها، لكن لا تنتظروا الخارج، فلا يحق لأي دولة خارجية أي فرض اوفيتو في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي لا من خصم او صديق أو عدو.

المصارف والهيئات

على الصعيد الاقتصادي والنقدي، أكدت جمعية مصارف لبنان على بيانها الصادر يوم أمس بدون أي تعديل.وأعلنت في بيان مُقتضب أصدرته امس، أن «جمعية مصارف لبنان تجد نفسها مكرهة بالعودة إلى الاضراب ابتداءً من صباح يوم الثلاثاء 14 آذار» . وعقدت الهيئات الاقتصادية اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير، خصصته لمناقشة قرار جمعية المصارف بالعودة الى الإضراب إعتباراً من الثلاثاء المقبل ودوافعه وتداعياته والخطوات الممكن إتخاذها في هذا الإطار. بعد نقاش مطول حول موضوع الإجتماع، أصدرت الهيئات الاقتصادية بياناً عبرت فيه «عن ذهولها الشديد حيال الأحكام القضائية الصادرة بحق المصارف والمتعلقة بإلزامها بدفع الودائع بالدولار النقدي، وذلك ليس لأن الهيئات لا قدر الله ضد مصلحة بعض المودعين الذين ربحوا أحكاماً قضائية، إنما لأن هذه الأحكام تنصف عدداً قليلاً من المودعين وستوقع الظلم الشديد على الأغلبية الساحقة من المودعين، فيما المطلوب التعاطي بمسؤولية عالية مع هذه القضية الوطنية والوصول الى حلول شاملة وعادلة ومنصفة للجميع من دون إستثناء». وحذرت الهيئات في بيانها من «أن إعتماد هذه الأحكام القضائية لإسترداد الودائع، ستؤدي حتماً الى إعطاء أفضلية للمودعين المقتدرين والمحظيين على حساب معظم المودعين، وهذا أمر معيب وغير مقبول على الإطلاقوطالبت «المرجعيات القضائية، التي تحترم وتجل، بعقد إجتماعات طارئة تخصص للبحث في هذا الموضوع ووضع قواعد واضحة للتعاطي مع هذا الملف الشائك، على أن يستجيب للمصلحة الوطنية العليا التي تمثلها مصلحة المودعين كل المودعين وليس أفراداً أو فئة منهم فقط. كما طالبت باعتماد وحدة المعايير في إصدار الأحكام القضائية، إذ لا يجوز على الإطلاق أن تصدر أحكاماً قضائية من نفس القضاة، تحكم بموجبها للمقترضين بدفع ديونهم للمصارف بالشيك دولار أو بالعملة الوطنية (دولار بـ1500 ليرة)، في المقابل تصدر أحكاماً أخرى تلزم المصارف بدفع الودائع بالدولار النقدي للمودعين، محذرة من أن الإختلال في المعايير هو وصفة أكيدة للإفلاس».. وإذ لوّحت الهيئات بالتصعيد في حال لم تعالج الأمور بما يضمن استدامة العمل الاقتصادي والمصرفي، أعلنت أنها ستترك اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات الحاصلة على هذا المستوى وإتخاذ القرارات المناسبة منها.

الدولار والمحروقات صعوداً!

في هذه الاثناء وبينماحافظ الدولار الاسود على سعر التسعين الف ليرة،ارتفعت أسعار المحروقات كافة...

نصرالله واثق بأنّ الإيراني "لا يخلع صاحبه"... وبرّي يسعى لزيارة الرياض

"اتفاقية بكين" تدغدغ آمال 8 آذار: "أضغاث أحلام" رئاسية!

نداء الوطن...لا شكّ في أنّ اتفاقية إعادة تطبيع العلاقات الرسمية بين المملكة العربية السعودية وإيران شكّلت محطّة مفصليّة في مسار أحداث المنطقة وستكون لها انعكاسات وازنة في كفة ميزان الاستقرار الإقليمي، ولا شكّ أيضاً في أنّ إعلاء لغة الحوار واحترام الأطر الديبلوماسية الناظمة للعلاقات الطبيعية بين طهران والسعودية وسائر الدول الخليجية والعربية على قاعدة "حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية" هو الغاية المرجوة في نهاية المطاف لعقلنة الجموح الإيراني ولجم نزعته التخريبية على امتداد الخارطة العربية... لكنّ إعطاء مشهدية اتفاق السعودية مع إيران في بكين أمس أبعاداً مفتعلة تخرج عن جوهر الاتفاق وغاياته الفعلية، والرهان على أن تُحدث تشعباتها تشققات ارتدادية على الأرضية السيادية والوطنية اللبنانية لصالح تكريس سطوة محور الممانعة والفريق الذي يدور في الفلك الإيراني في لبنان، لا يعدو كونه رهاناً واهماً سرعان ما ستبدده الوقائع والتطورات في الأمد المنظور... والبعيد. فما أن أُعلن نبأ توقيع "اتفاقية بكين"، حتى سارعت أوساط الثامن من آذار إلى التهليل لها والتعويل عليها انطلاقاً من قراءات وتحليلات تدغدغ آمالها بأن تشكل هذه الاتفاقية انتصاراً لمحور على آخر في لبنان لا سيما في تحديد مصير الملف الرئاسي، غير أنّ تعليق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لم يتأخّر في تبديد أي أضغاث أحلام لبنانية رئاسية ناتجة عن اتفاق بلاده على استعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران، بتشديده على أنّ "لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني – لبناني لا إلى تقارب سعودي – إيراني، وعلى ساسته أن يقدموا مصلحة وطنهم على أي مصلحة أخرى". وفي المقابل، قارب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته المتلفزة أمس توقيع اتفاق استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران من زاوية المراهنة على هذا الاتفاق بوصفه "تحوّلاً جيداً إذا سار في المسار الطبيعي فسيفتح آفاقاً في كل المنطقة ولبنان"، من دون أن يفوّت الفرصة للاستعلاء والتهكّم على الفريق السيادي في البلد بقوله: "في ناس في لبنان بدهم يزعلوا ورح يبلشوا يحكّوا بقرعتهم، أما نحن فسعداء وثقتنا كبيرة بأنّ الاتفاق لن يكون على حسابنا ولا على حساب اليمن ولا على حساب المقاومة لأننا نثق بأنّ أحد طرفيه، أي الجمهورية الإسلامية في إيران، لا يخلع صاحبه"، معرباً عن ثقته كذلك بأنّ "سوريا ستبقى في قلب محور المقاومة، والانفتاح العربي عليها ليس سوى اعتراف بنصرها وإعلان عن اليأس (...) والتحولات الدولية في المنطقة تؤشر إلى أن الحصار على اليمن وسوريا ودول المنطقة سيُكسر". وبدوره، بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى التذكير بأنه كان أول من طالب بـ"لمّ الشمل في المنطقة وخصوصاً على مستوى العلاقات السعودية – الإيرانية"، مشدداً كما نقل عنه نائبه السابق إيلي الفرزلي على أنّ عودة العلاقات بين البلدين "قد تنعكس خيراً على المنطقة برمتها". وكشفت مصادر واسعة الاطلاع أنّ برّي يُعد العدّة لزيارة الرياض في الفترة المقبلة إذا سمحت له الظروف بالقيام بهذه الزيارة، موضحةً أنه يرمي من ورائها إلى محاولة لعب "دور ما" يتيح تقريب وجهات النظر بين فريقه السياسي بقيادة "حزب الله"، وبين المسؤولين السعوديين، حيال سبل حل الأزمة اللبنانية بدءاً من الاستحقاق الرئاسي. ومن جهته، لم يتأخر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في ركوب "الموجة" الإقليمية، بتغريدة هلّل بها لإعادة تطبيع العلاقات الإيرانية مع السعودية، قائلاً: "أخيراً حصل ما كان يجب ان يكون: اتفاق السعودية وايران، وقريباً سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان؛ اللهمّ نجّنا من مخرّبيه".

نصر الله: تقارب الرياض وطهران يفتح آفاقاً في لبنان

الاخبار.. رأى الأمين العام لحزب الله السيّد ​حسن نصر الله أن التقارب السعودي - الإيراني سيكون لمصلحة شعوب المنطقة وليس على حسابها، «وإذا سار هذا التقارب في المسار الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقاً في المنطقة وفي لبنان أيضاً». وأضاف إن «سوريا حين تكون آمنة مستقرة وغير محاصرة وتنمو اقتصادياً، فإنّ هذا الأمر له تأثيرات عظيمة على لبنان وفلسطين، ومن يناقش بهذه الحقيقة يعيش خارج الواقع»، لافتاً إلى أن «الحصار على دول المنطقة سيُكسر بفعل بعض التحوّلات الدولية والإقليمية». من جهته، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل انه «اخيراً حصل ما كان يجب ان يكون: اتفاق السعودية وايران، وقريباً سوريا، وهو ما سيحدث موجة استقرار في المنطقة تطال لبنان، اللهمّ نجّنا من مخرّبيه»، فيما وصف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عودة العلاقات السعودية - الايرانية بأنه «انجاز كبير في تخفيف التوترات في الشرق العربي»، وشدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب على أنّ «اتفاق السعودية وإيران سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة». وفي ذكرى أسبوع القائد الحاج أسد محمود صغير (الحاج صالح)، قال نصر الله: «الانفتاح على سوريا هو اعتراف بنصر سوريا، وعندما نرى وفوداً عربية أو غربية رسمية في دمشق نشعر بالسعادة ولا نقلق ولا نخاف لثقتنا بالقيادة السورية وموقعها في محور المقاومة الذي تعمّد بالدم، وأيّ جبهة داخلية يتم إغلاقها نكون سعداء». وإلى الذين يقولون إن سوريا ستخرج من محور المقاومة حين تُستعاد إلى الحضن العربي، أكد أن «هذا غير صحيح، بل إن سوريا هي في قلب محور المقاومة، وفي السنة الثانية من الحرب الكونية عليها عُرض على القيادة السورية أن تتخلّى عن موقعها التاريخي في الصراع مع العدوّ وعن موقعها في محور المقاومة فرفضت». وأشار الى أن «علاقة الثقة تعمّدت بالدم حين قاتلنا في سوريا، وهذه المعركة عززت أواصر الثقة. والقيادة السورية تمارس كامل سيادتها، وأيّ كلام عن هيمنة إيران غير صحيح»، لافتاً الى أن «لدى الكثير من الدول العربية رغبة بفتح العلاقات مع سوريا، لكن المانع هو الأميركي». وكرّر نصر الله موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى «أننا ندعم مرشحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية، وأنتم رشّحوا من تريدون ولنتحاور»، مشدداً على «أننا لا نريد أن نفرض رئيساً للجمهورية على أحد، ونريد أن نفتح الأبواب لإتمام هذا الاستحقاق. وحقّ الترشيح ليس لطائفة محددة، بل يستطيع أيّ نائب أو كتلة نيابية ترشيح من تريد»، داعياً مجدداً إلى «عدم انتظار الخارج، ولا يحقّ لأي دولة خارجية أن تفرض أيّ فيتو في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي». وتطرّق نصر الله إلى ما يجري في فلسطين باعتباره «تاريخياً ومهماً جداً»، معتبراً أن «ميّزة ما نحن فيه الآن أن في المنطقة محوراً للمقاومة جاداً ومخلصاً ومستعداً لأعلى مستوى من التضحيات، وليس مستعداً للخضوع وهدفه واضح في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر». كما شدّد على أنّ «ما وصل إليه الكيان اليوم هذا ليست أسبابه الخلافات الداخلية بل الصمود في المنطقة، والمقاومة في فلسطين ولبنان وصمود سوريا وتطور محور المقاومة»، مضيفاً إنهم «يتحدثون في كيان الاحتلال عن الخراب الثالث وانتهاء الحلم الصهيوني وهذه حقائق، وهناك إجماع داخل الكيان على أن الانقسام الداخلي والعامل الخارجي سيؤديان إلى الزوال»، مؤكداً أن «التطبيع مع الدول لا يحمي الكيان ولا يمكن أن يوقف العمليات».

سرّ الثنائي الشيعي: فرنجية مرشّحٌ اليوم كي يُنتخب غداً؟

الاخبار...نقولا ناصيف ... ظاهر الاستحقاق الرئاسي في الأيام الأخيرة يعاكس باطنه. المعلن والموحى به أن البلاد كأنّها قريبة من انتخاب الرئيس، فيما الكامن المضمر أنه أضحى أبعد ممّا كان منذ ما قبل أكثر من أسبوع. كلتا وجهتَي النظر مصيبتان وخائبتان في الوقت نفسه بعدما جهر الثنائي الشيعي بمرشحه النائب السابق سليمان فرنجية، لم يعد ينقص القواعد الطبيعية والمنطقية لانتخابات الرئاسة سوى تحديد موعد جلسة الانتخاب كي يتنافس فيها المرشحان المعروفان، فرنجية ونائب زغرتا ميشال معوض المسمّى من فريق المعارضة. فجأة، صار انتخاب الرئيس يشبه الماضي البعيد ويناقض الماضي القريب. في الماضي البعيد، في أكثر من استحقاق، ذهب النواب الى انتخاب رئيس من بين مرشحَين متنافسَين على الأقل كما في أعوام 1958 و1964 و1970 و1976 و1989 (الأولى). في الماضي القريب، منذ ما بعد اتفاق الطائف، انتخاب الرئيس مقصور على مرشح واحد معدوم المنافسة كأعوام 1989 (الثانية) و1998 و2008 و2016 من غير إغفال تمديدين للولاية على التوالي عامَي 1995 و2004 أوصدا الأبواب دونهما. لم تعرف مرة حقبة ما بعد الاتفاق انتخاب رئيس في مدلوله الطبيعي والدستوري غير المشوب بعيوب شتّى، إما بدافع إنهاء الحرب بأيّ ثمن كما مع الرئيس إلياس الهراوي، أو بتعديل الدستور بلا منافس كالرئيس إميل لحود، أو لإطفاء نار سنيّة - شيعية كالرئيس ميشال سليمان، أو بتسوية ملتبسة كالرئيس ميشال عون. لم ينافس أحد هؤلاء، ولذا كان انتخابهم غير طبيعي لأن الفائز عُرف سلفاً قبل الوصول الى الجلسة وبلا اقتراع سرّي كما تشترط المادة 49 من الدستور. في المسار الذي بات أخيراً يسلكه الاستحقاق الحالي، في ظاهره على الأقل، أنها المرة الأولى - قياساً بما عبر - يكون طبيعياً. ربما أكثر من طبيعي ومنطقي لأنه وصل الى محطة يُظنُّ أنها الأخيرة - كما في الماضي - بوجود مرشحَين رسميَّين معلنَين، الى مرشحين سواهما غير معلنين، ما يفسّر أن البلاد أمام فرصة خاتمة الشغور. في الجلسات الإحدى عشرة المنصرمة، أهون السبل ذهاب الكتل النيابية الى البرلمان لإظهار انصياعها للنصّ الدستوري بانتخاب الرئيس. غير الطبيعي في الجلسات تلك أنّ لدى فريق مرشحاً معلناً هو ميشال معوّض، ولدى فريق آخر مرشحاً شبحاً بلون الشبح هو الورقة البيضاء، فضلاً عن سخرية نواب من الاستحقاق نفسه بالاقتراع لمسمّيات ونعوت. في الجلسات تلك، توافر الثلثان للدورة الأولى من الاقتراع، ثم راح يطير النصاب بعد انتهائها. في المسار الجديد، انقلبت الأدوار رأساً على عقب: الذين كانوا يتمسّكون بانعقاد الجلسات والمكوث في القاعة باتوا يلوّحون منذ الآن بامتناعهم عن الحضور وتعطيلها، والذين عكفوا على إعطاب نصاب الثلثين في الجلسات نفسها هم الآن مستعجلون الذهاب الى التصويت. إذاً، الحصيلة نفسها: لا جلسة قريبة لانتخاب الرئيس بعدما انتهى الاشتباك بين الطرفين الى استخدام السلاح الأبيض في المواجهة، وهو نصاب ثلثَي البرلمان كي يتمكّن من الانعقاد: يريده الثنائي الشيعي وحلفاؤه لانتخاب فرنجية، ويريده الفريق الآخر لانتخاب سواه.

السلاح الأبيض آخر عدّة المواجهة في الاستحقاق: توفير الثلثين أو تعطيلهما

يكمن مغزى المرحلة الجديدة من الاستحقاق، المفترض أن ترشيح الثنائي الشيعي فرنجية سهّله، في بضع ملاحظات:

أولاها، تحلّل تدريجي لما رافق مرحلة الجلسات الإحدى عشرة: لا أوراق بيض بعد الآن، مرشح الثنائي الشيعي نهائي يتقدم به كي يُنتخب، لا كي يفاوض أو يساوم عليه، تضعضع المؤيدين لمعوّض الذين انتقلوا بدورهم من الإفراط في الكلام عن تأييده والتمسك به الى إعلانهم رفض المرشح المقابل ومقاطعتهم جلسة الانتخاب إذا بَانَ أنه قد يفوز، انتقال وليد جنبلاط - أكثر الشغوفين بما بعد الخطة (ألف) الى كل الذي يليها - من تأييد معوض الى طرح لائحة من ثلاثة أسماء الى الوقوف الأسبوع الماضي بكليّته وراء رئيس المجلس نبيه برّي في ما أدلى به، مع أن الزعيم الدرزي ضدّ انتخاب فرنجية. أما «التغييريون» فلا أحد يعلم أين انتهوا؟

ثانيتها، ما يسمعه زوار رئيس المجلس صاحب الصلاحية الدستورية أنه سيعلن في اليوم التالي موعد جلسة انتخاب الرئيس إذا أبلغته الكتل أنها جاهزة للذهاب إليها بمرشحها: تنافس مرشحَين أو أكثر، سواء تقاربت الحظوظ أو تكافأت أو تباعدت. يقول برّي أيضاً إنه فتح باب الترشيحات وباتت خيارات الجميع معلنة على الطاولة لا تحتها. بيد أنه يعرف، وسبق أن اعترف، كما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن لا أحد يملك أن يفرض على الآخر مرشحه، وليس في حوزته أيٌّ من الأكثريّتين المرجّحتين، سواء الثلثين للحضور والفوز في الدورة الأولى أو النصف زائداً واحداً في الدورة الثانية وما يليها. بذلك أوحى برّي، كما من بعده نصر الله، أن الثنائي الشيعي وحلفاءه يحتاجون الى الأفرقاء الآخرين لاكتمال عقد الجلسة، من غير أن يكونوا قد ضمنوا سلفاً انتخاب فرنجية الذي يدور المؤيدون له حتى اللحظة حول 55 نائباً على الأكثر.

ثالثتها، يتعامل الثنائي الشيعي مع ترشيح فرنجية على أنه خياره الوحيد والأخير، ولذا يقاربه على نحو مطابق لما فعل حزب الله، من دون برّي، في شغور 2014 - 2016 مع ترشيح الرئيس ميشال عون على أنه نهائي كي يلتحق الآخرون به. ذلك ما حصل بالفعل برميةٍ من غير رامٍ ذهب ضحيّتها فرنجية بالذات، عندما انضمّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم من بعده الرئيس سعد الحريري الى تأييد الرئيس السابق ميشال عون ثم انتخابه. في جلسة 31 تشرين الأول 2016، فاز بأصوات الغالبية النيابية في حضور الكتل كلها بلا استثناء، المصوّتة له والمعارضة، مع ذلك عُدَّ عون في نهاية المطاف مرشح الحزب بالذات. الأمثولة الأكثر اعتباراً سياسياً لدى حزب الله حينذاك أنه لم يتخلَّ عن حليف رشّحه. في الاستحقاق الحالي، يفتح الثنائي الشيعي سباقاً مماثلاً مع الوقت طال أو قصر من طراز مختلف كي يفضي الى النتيجة نفسها. باب التفاوض مع الأفرقاء الآخرين في الداخل والخارج مفتوح ليس على ترشيح فرنجية وانتخابه، وإنما على السنوات الست المقبلة في العهد الجديد.

جدد الالتزام بحماية أمن الدول الشقيقة والصديقة

ميقاتي: علاقات لبنان مع دول مجلس التعاون تعرضت للاهتزاز بسبب إساءات بالغة الخطورة دفع ثمنها غاليا ولن نسمح بتكرارها

الراي.. قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم، إن «علاقات لبنان مع الكثير من الدول لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي تعرضت على مدى السنوات الماضية للاهتزاز بسبب إساءات بالغة الخطورة دفع ثمنها غاليا ولن نسمح بتكرارها». وجدد ميقاتي التزام لبنان «بحماية أمنه وأمن الدول الشقيقة والصديقة وبمنع أي إساءة توجه إلى الإخوة الذين لم يتركوا لبنان يوما أو تصدير الممنوعات إليهم والإساءة إلى مجتمعاتهم وفي مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية»، وذلك في كلمة ألقاها خلال ترؤسه طاولة مستديرة نظمتها الحكومة اللبنانية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تناولت تفعيل أمن سلسلة التوريد في لبنان من خلال برنامج الرقابة على الحاويات وفي إطار خطة الحكومة لمكافحة تهريب المخدرات والممنوعات عبر المرافئ. واعتبر أنه من خلال فحص الحاويات المصدرة والمستوردة والتأكد من سلامتها وخلوها من الممنوعات سيتمكن لبنان من استعادة حركة صادراته الكاملة لا سيما الفواكه والخضراوات إلى الأسواق العربية وبشكل خاص دول الخليج. ورأى أن لبنان «يبعث برسالة واضحة» مفادها أنه يعطي الأولوية لمكافحة الفساد، لافتا إلى أن التزام لبنان بتحسين الأمن الحدودي والمساهمة في الاستقرار في المنطقة سيرسل «إشارة قوية إلى المجتمع الدولي» من شأنها أن تساعده في السعي للنهوض الاقتصادي عبر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والشركاء الدوليين. من جهتها أوضحت الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كريستينا البرتين أن برنامج مراقبة الحاويات يسعى لبناء قدرات الدول الأعضاء لتحسين قدرتها على إدارة المخاطر وحفظ أمن سلسلة التوريد وتسهيل التجارة في المرافئ البحرية والمطارات والمعابر الحدودية للوقاية من الجريمة العابرة للحدود والأنظمة ومنع تهريب البضائع غير الشرعية عبر الحدود.

لبنان يرحب باستئناف العلاقات السعودية - الإيرانية

الراي.. رحب لبنان، اليوم الجمعة، بالبيان الثلاثي الصيني - السعودي - الإيراني حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران. وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريق الاعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب في بيان إن اتفاق كل من السعودية وإيران وإعادة فتح سفارتيهما في البلدين سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة. وأشار بوحبيب إلى "أن لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية ويأمل أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البناء الذي سيعود حتما على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة". ودعا إلى الإستفادة من هذه الفرصة من أجل الخوض في حوار عربي - إيراني على قاعدة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وأفضل علاقات حسن الجوار. وصدر بيان ثلاثي مشترك لكل من السعودية وإيران والصين في وقت سابق اليوم الجمعة أشار إلى أن السعودية وإيران توصلتا إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة شهرين كحد أقصى.

لبنان يسعى لاحتواء «الإشكال» بين رجال الأمن وطلاب عراقيين

بغداد أرسلت وفداً حكومياً إلى بيروت لبحث حلول للمشاكل العالقة

بيروت، بغداد: «الشرق الأوسط»... طوّق لبنان والعراق الإشكال الذي نتج من تعرض رجال أمن لبنانيين لطلاب عراقيين في مبنى وزارة التربية اللبنانية الخميس، حيث توصل الطرفان، برعاية الحكومة اللبنانية، إلى «آلية معتمدة تنهي المشاكل كافة التي حصلت سابقاً»، تتضمن تسهيل عملية معادلة شهادات الطلاب العراقيين الذين يدرسون في لبنان. وانتشرت مقاطع فيديو تظهر إشكالاً بين القوى الأمنية اللبنانية وعدد من الطلاب العراقيين الذين حضروا إلى وزارة التربية لإنجاز معاملاتهم. وظهر في أحد المقاطع رجل أمني لبناني يحمل عصا معدنية ويطلب من أحد الطلاب التراجع إلى الخلف، في حين تظهر مقاطع أخرى هرجاً ومرجاً في مبنى الوزارة. ورغم توضيحات وزارة التربية، أثارت مقاطع الفيديو سخطاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي العراقيين واللبنانيين، وطالبوا الحكومة اللبنانية بالتحرك، في حين طالبت السلطات العراقية الحكومة اللبنانية بتشكيل لجنة وزارية للتوجّه إلى لبنان، بغرض متابعة شؤون الطلبة العراقيين والوقوف على إجراءات التعامل معهم في المؤسسات اللبنانيّة المختصة. وبالفعل، التقى وفد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، أمس (الجمعة)، رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. وقال رئيس بعثة سفارة العراق أمين النصراوي: إن اللقاء عرض العديد من المشاكل التي يتعرض لها الطلاب العراقيون في لبنان، وتم التطرق إلى الحلول والآليات التي ستساعد على حل هذه المشاكل. وقال الأكاديمي العراقي الذي شارك في الوفد الدكتور علاء الزغبي «إننا اقترحنا على ميقاتي مجموعة من المقترحات وحصلت الموافقة أيضاً على إدراجها ضمن آلية رسمية توقع من أعلى المستويات في البلدين»، لافتاً إلى أن إعداد هذا البروتوكول سيتم خلال يومين، حيث «سيوقّع بين الطرفين لتكون آلية معتمدة تنهي المشاكل كافة التي حصلت سابقاً، وستكون عملية معادلة الشهادات عملية سهلة ولا تتطلب مراجعة الطالب للوزارة وإنما سيكون هناك اتصال مباشر ومراجعة مباشرة بين الطالب والجامعة التي يدرس فيها». ويتابع مئات العراقيين دراستهم في الجامعات اللبنانية. وتقول دائرة المعادلات ما قبل الجامعية في وزارة التربية اللبنانية: إنها استقبلت على مدى عام، نحو ستة آلاف طلب معادلة عراقي، وتقول وزارة التربية إنها تقدم التسهيلات الإدارية لإنجاز معاملاتهم، وتنعقد لجنة المعادلات أسبوعياً للبتّ بمعدل 500 طلب، منها 200 للعراقيين والباقي للبنانيين والجنسيات الأخرى. ونفت وزارة التربية اللبنانية، أن يكون قد حصل «اعتداء» على الطلاب العراقيين صباح الخميس. وأعلن وزير التربية عباس الحلبي، أن «حراس مبنى الوزارة فوجئوا بضجيج عند الخامسة والنصف من فجر الخميس، فخرجوا للاطلاع على مصدر الضجيج، وتبيّن لهم حضور أكثر من مائة طالب عراقي، وقد اختلفوا فيما بينهم حول أحقية الدخول والأبواب لا تزال مقفلة فجراً، وحاول الحراس تهدئتهم بعدما خرج السكان من المباني المحيطة إلى الشرفات». وتابع في بيانه التوضيحي «عندما فتحت الوزارة أبوابها لاستقبال المواطنين والمراجعين عند الثامنة صباحاً، دخل عدد هائل من الطلاب العراقيين دفعة واحدة، بحيث اكتظ بهم مدخل دائرة المعادلات في ظل محاولات المعنيين لتنظيم الدخول بعدما أخذوا جوازات السفر وعملوا على المناداة اسمياً». ولفت إلى أن «أحد الشبان العراقيين المراجعين سقط أرضاً وأُغمي عليه، واستمر التدافع على أولوية الدخول، وتعاون عدد من الطلاب العراقيين الموجودين في مقدمة الحضور مع قوى الأمن الداخلي وحراس أمن المبنى لإقناع الطلاب المندفعين بالتراجع قليلاً لرفع الشاب عن الأرض، غير أنهم لم يتراجعوا وأصبح الشاب تحت أرجل الطلاب العراقيين؛ مما دفع عنصر قوى الأمن إلى رفع الصوت حاملاً قطعة من السياج الذي يضبط الصف لإقناعهم بالتراجع، وبعد هذه الحركة تم رفع الشاب وتبين أنه يعاني من الربو ولم يتحمل النقص في الأكسيجين وتم إسعافه بواسطة الصليب الحمر». وكان المكتب الإعلامي لوزارة التربية أوضح على أثر الإشكال، أن الفيديوهات المجتزأة التي نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي «لا تعبر عن الحقيقة، بل أظهرت شجاراً مع القوى الأمنية، في حين الحقيقة كانت حرص قوى الأمن على إنقاذ الشاب العراقي المغمى عليه من تحت أرجل رفاقه وإسعافه». وفي بغداد، قررت الحكومة العراقية تشكيل لجنة وزارية للتوجه إلى لبنان للاطلاع على تفاصيل حادث «الاعتداء» على الطلاب العراقيين، في حين أصدرت السفارة اللبنانية في بغداد بيان اعتذار، جاء فيه «تود السفارة اللبنانية في العراق الإيضاح بأن التدافع الذي حصل مع الطلاب والطالبات أمام مبنى وزارة التربية والتعليم العالي في بيروت وبينهم طلاب عراقيون أعزاء والذي جاء بعد عودة الموظفين في الوزارة إلى العمل بعد إضراب عام نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان هو أمر مرفوض وذو موضع متابعة وتحقيق على أعلى المستويات من قِبل رئيس الحكومة والوزراء وكبار المسؤولين التنفيذيين». وأضافت السفارة «في هذا السياق وتعبيراً عن الاهتمام الرسمي عالي المستوى تبلغت هذه السفارة من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عبر وزير العمل اللبناني بأنه سيستقبل خلال الساعات القليلة المقبلة الطلاب العراقيين في مكتبه في القصر الحكومي؛ تأكيداً على حفظ كرامتهم ورعايتهم وللإعراب لهم عن أن ما تعرضوا له هو أمر غير مقبول، وستتم معالجته وتجنب تكراره ووضعهم في صورة المساعي لمتابعة إتمام معاملاتهم ومعادلة شهاداتهم الدراسية ضمن أفضل الشروط وبالسرعة القصوى الممكنة».

قضاة أوروبيون يشاركون التحقيقَ اللبناني في ملفّ رياض سلامة

وفود من 4 دول في بيروت

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. تعود الملفات المالية إلى دائرة الاهتمام القضائي بدءاً من الأسبوع المقبل، حيث يعقد قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا يوم الأربعاء أول جلسة تحقيق، في ادعاء المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش ضدّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، بجرائم «الاختلاس وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي». ويكتسب هذا التحقيق بعداً مهماً، بفعل مشاركة وفود قضائية من أربع دول أوروبية معنية بالملفات المالية اللبنانية، وأفاد مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، بأن النيابة العامة التمييزية «تلقت في الساعات الماضية استنابات من فرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا، بالإضافة إلى استنابة وصلت الأسبوع الماضي من ألمانيا، أبلغت فيها المراجع القضائية أن وفودها ستصل إلى بيروت يوم الاثنين المقبل (بعد غدٍ)، تحضيراً للمشاركة في التحقيقات التي يجريها أبو سمرا مع حاكم البنك المركزي وشقيقه ومساعدته، باعتبار أن التحقيق اللبناني يتقاطع مع التحقيقات الأوروبية». وتأتي عودة الوفود الأوروبية إلى لبنان استكمالاً للتحقيقات التي أجريت أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، وشملت 11 شخصاً بينهم أصحاب ومديرو مصارف لبنانية ومسؤولون في البنك المركزي اللبناني، وما يميّزها هذه المرّة مشاركة القضاء البلجيكي، إذ إنه لم يسبق لفريق بلجيكي أن شارك في جلسات التحقيق السابقة، وقال المصدر القضائي الذي رفض ذكر اسمه، إن «وجود القضاة الأوروبيين مع القاضي أبو سمرا، يحلّ مكان المهمة المستقلة التي نفذها الأوروبيون في الجولة الأولى، التي تقرر استكمالها في النصف الأول من شهر مارس (آذار) الحالي»، مؤكداً أن قاضي التحقيق «وافق على حضور الفرق القضائية جلسات الاستجواب التي سيعقدها، وعلى تنفيذ الاستنابات القضائية، شرط ألا تتعارض مع القانون اللبناني». وأضاف: «سيطرح أبو سمرا ما يناسبه من الأسئلة التي يحملها القضاة الأجانب، والتي تتقاطع مع التحقيق اللبناني»، مشيراً إلى أن «لائحة الأسئلة الأوروبية يفترض أن تسلّم إلى القاضي اللبناني قبل يوم الأربعاء، ويفترض بالجانب الأوروبي أن يكون حاضراً ومستمعاً، ويحقّ له أن يدوّن مضمون الإفادات، ويمكنه أيضاً تقديم أسئلة جديدة في ضوء ما يدلي به المستجوبون». وسبق للقضاء الأوروبي أن طلب من السلطة القضائية في لبنان تمكينه من الاستماع إلى ما يزيد على عشرة أشخاص في الجولة الثانية من التحقيق بينهم رياض سلامة وشقيقه، وأوضح المصدر اللبناني أن «استدعاء أشخاص آخرين رهن بما يقرره القاضي أبو سمرا، وبما يرد في إفادات المستجوبين»، لافتاً إلى أن القضاء اللبناني «سيتعامل بإيجابية مع القضاة الأوروبيين، انسجاماً مع ما تعهد به سابقاً لجهة تسهيل مهمتهم وبما يراعي سيادة القانون اللبناني». وفتحت النيابة العامة التمييزية في لبنان تحقيقاً مع الأخوين سلامة وآخرين، في ضوء التحقيق الذي بدأه القضاء السويسري، ولحقت به دول أوروبية أخرى، وبنتيجة تبادل الاستنابات والمعلومات بين كل هذه الدول. واستغرب المصدر القضائي اللبناني «إصرار الوفود الأوروبية على حضور جلسة الأربعاء المقبل، رغم علمهم بأن رياض سلامة قد لا يمثل أمام قاضي التحقيق لكون المرحلة الأولى ستقتصر على حضور وكلاء الدفاع عن المدعى عليهم، ويتبعها تقديم دفوع شكلية وإمكانية استئناف هذه الدفوع أمام أكثر من هيئة قضائية، ما يعني أن الأمر يحتاج إلى أسابيع طويلة قبل الشروع بالاستجوابات». ومهّد لوصول القضاة الأوروبيين، زيارات قامت بها وفود من سفارات ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا إلى قصر العدل في بيروت، والتقت أبو سمرا وقضاة في النيابة العامة التمييزية. وأوضحت مصادر في قصر العدل مواكبة لهذا الملفّ، أن «القضاة الأوروبيين باتت لديهم إحاطة بالمعلومات التي يتضمنها الملفّ اللبناني». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الإحاطة ناجمة عن اطلاع الفريق القضائي الألماني على الملفّ في مكتب القاضي رجا حاموش قبل ادعاء الأخير ونقل الملفّ إلى عهدة أبو سمرا»، مشيرة إلى أن «ثمة معلومات متقاربة بين الجانبين اللبناني والأوروبي، خصوصاً أنهما سبق وتبادلا المعلومات على مدى أشهر طويلة، سواء عبر الاستنابات الأوروبية التي وصلت إلى بيروت، أو عبر زيارات قضاة لبنانيين إلى الدول الأوروبية المعنية بهذا الملفّ». ويفتتح القضاء اللبناني أولى جلسات التحقيق في هذا الملفّ، على وقع الإضراب المفتوح الذي تبدأه المصارف اللبنانية اعتباراً من الثلاثاء المقبل، وذلك احتجاجاً على صدور حكم قضائي جديد طال «بنك البحر المتوسط» وألزمه بدفع مبلغ مالي نقداً لأحد المودعين تفوق قيمته الـ200 ألف دولار أميركي، تحت طائلة إقفاله وختمه بالشمع الأحمر.

لبنان: «الوطني الحر» يخوض معاركه من دون حلفاء

تفاهمه مع «حزب الله» مجمَّد وتعليمات بتفادي التصعيد

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. لم يكن إعلان «حزب الله» دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مفاجئا لحليفه المفترض «التيار الوطني الحر»، الذي كان قد أبلغه في وقت سابق عدم مجاراته بهذا الترشيح؛ ما انعكس سلبا على علاقتهما. ولم تعلن قيادة «التيار» حتى الساعة عن مرشحها المفضل، بخلاف معظم القوى السياسية، وهي تدفع لتفاهم مسيحي - وطني تحت قبة البطريركية المارونية على اسم مرشح معين يتم التوجه لانتخابه في المجلس النيابي. ويخوض «التيار» حاليا معاركه السياسية وحيدا من دون حلفاء. وبحسب مصادر مطلعة فإن «التفاهم مع (حزب الله) بات مجمدا خاصة بعد قرار الحزب المشاركة بجلسات مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، ما اعتبره (التيار) ضربا للشراكة بغياب وزراء يمثلون الأكثرية المسيحية». وتكشف المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أنه «بعد حديث أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله الأخير تم التعميم على مناصري الطرفين بعدم الرد المباشر على بعضهما بعضاً وتفادي التصعيد، وهو ما يؤكد عدم رغبة الطرفين حاليا إعلان الطلاق النهائي لحاجة بعضهما للآخر». وتلاقى «التيار» مؤخرا مع «القوات» و«الكتائب» ونواب معارضين آخرين على رفض المشاركة في جلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، باعتبار أن الأولوية لانتخاب رئيس للبلاد. لكن حتى الساعة لم يتلاقَ مع أي من الفرقاء على مقاربة موحدة للاستحقاق الرئاسي. ويؤكد القيادي في «التيار الوطني الحر» الدكتور ناجي حايك، انفتاحهم على «إمكانية التفاهم الرئاسي مع أي طرف، لكن لا يمكنهم أن يختاروا شخصية ويفرضوا علينا التصويت لها»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «إذا أرادوا فتح كوة في جدار الأزمة، يفترض بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية إقرار اللامركزية الإدارية والمالية، عندها يكون أي نقاش جدي باعتبار اللامركزية هدفاً أساسياً لنا». ويضيف: «نحن منفتحون على أي تحالف يضمن مصلحة البلد ومستعدون أن نتفاهم مع قوى أخرى على اسم أي رئيس يمثل تطلعاتنا بعيدا عن منطق النكايات السياسية». وينفي حايك أن تكون قيادة «التيار» تفضل خوض المعارك السياسية وحيدة «لكن بالنهاية لدينا خياراتنا ووجهات نظرنا بالتعاطي مع الأمور وبالتالي إذا لم يكن هناك من يشاركنا بهذه الخيارات عندها نكون وحدنا»، موضحا أنه «في كل فترة وعند كل استحقاق هناك من هو أقرب إلينا. حاليا نحن نتفق مع القوات وجزء من نواب الثورة على رفض فرنجية». ويشدد حايك على وجوب التفريق بين التفاهم والتحالف مع «حزب الله»، لافتا إلى أن «التحالف متوقف منذ زمن وبالتحديد حين أيد الحزب ترشيح سعد الحريري، وبعده ترشيح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولم يسر بأي خطة إصلاحية في السنوات الـ6 الماضية»، مشيرا إلى أن «التحالف الانتخابي مع الحزب كان تحالفا ظرفيا لأن قانون الانتخاب يحتم ذلك». ويضيف: «ورقة التفاهم لم ينفذ منها شيء ما يجعلها ساقطة مع مرور الزمن». وبينما اعتبر النائب في تكتل «لبنان القوي» سليم عون ‏مؤخرا أنه «أصبح جليّاً أن التيار الوطني الحر ليس مصطفّاً في أي محور»، قال زميله في التكتل، النائب آلان عون، إن «الاتفاق مع المعارضة وارد ونحن على تواصل مع الجميع». وبات «التيار» في المشهد الرئاسي الحالي أشبه بـ«بيضة القبان» باعتبار أن تمترسه في جبهة سياسية معينة قادر على أن يحسم الأمور لصالحها. فإذا قرر مقاطعة أي جلسة لانتخاب رئيس تفضي لفوز فرنجية، عندها يتمكن مع «القوات» و«الكتائب» ونواب معارضين آخرين من تعطيل النصاب الذي يتطلب تغيب 43 نائبا. بالمقابل، فإن سير «التيار» بترشيح فرنجية يعزز حظوظه ويجعله أقرب من أي وقت مضى من قصر بعبدا.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,116,499

عدد الزوار: 6,754,000

المتواجدون الآن: 102